الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفاسى فقيه فاس وهو ابن أحمد الآنف ذكره شغل منصب القاضى كما شغل منصب الافتاء وكان تلميذًا لوالده، وكان قوى الشخصية معتزًا بنفسه فقد أقام صلاة العيد فى الهواء الطلق رغم غيبة السلطان المرينى ولم ينتظر حضوره، وقد أعدم الرجل وهو فى السبعين من عمره فى آواخر ذى الحجة سنة 955 هـ/ 1540 م.
المصادر:
(1)
L. Provencal: Les Historiens des chorfa، Paris، 1922
(2)
انظر أيضًا ما ورد من مراجع ملحقة بترجمة والده.
د. عبد الرحمن الشيخ [ليفى بروفنسال E. Levi - Provencal]
الوهابية (السلفية)
يطلق لفظ الوهابية (1) على جماعة إسلامية أسسها محمد بن عبد الوهاب (1115 - 1201 هـ/ 1703 - 1787 م) وقد أطلق أعداء هذه الجماعة ذلك الاسم (الوهابية أو الوهابيين) عليها أثناء
حياة محمد بن عبد الوهاب
نفسه وقد درج الأوربيون على استخدام هذا الاسم إشارة لهذه الجماعة المذكورة، أما أفراد هذه الجماعة أنفسهم فكانوا يسمون أنفسهم بالموحدين كما كانوا يسمون طريقتهم بالمحمدية إشارة إلى اتباعهم سنة الرسول [صلى الله عليه وسلم]، وكانوا يتمذهبون بمذهب الإمام أحمد بن حنبل وفقا لتفسيرات ابن تيمية الذى هاجم الأولياء والتقرب إليهم فى كثير من كتاباته خاصة فى رسالته التى أدان فيها زيارة القبور (انظر رسالة ابن حنبل القاهرة، 1323)(2)
حياة محمد بن عبد الوهاب:
ينتمى محمد بن عبد الوهاب إلى بنى سنان وهم فرع من تميم، وقد ولد فى
(1) لا يحب أصحاب هذه الدعوة هذا الاسم الذى أطلقه أعداؤهم، ويفضلون أن يسموا أنفسهم بالسلفيين أو الموحدين، وهم لا يعتبرون أنفسهم أصحاب مذهب جديد أو طريقة جديدة، وهم محقون فى ذلك كما يتضح من سياق هذا المقال. [المترجم]
(2)
لا يشترط السلفيون أن يكون المسلم حنبليا، وبالتالى فارتباط المذهب الحنبلى بالسلفية أو الوهابية كان مجرد صدفة أو اتفاق، فليس هناك ما يمنع أن يكون المسلم حنفيا وسلفيا أو شافعيا وسلفيا. . إلخ). [المترجم]
العُيَيْنة (يكتبها الرحالة الأوربيون بأشكال مختلفة el- Ayenah، Ayainah، Ayana، Al Ajjena) ورغم أنها -أى العُيَيْنَة- قد أضحت أطلالا فى وقت من الأوقات إلّا أنها قبل خرابها كانت عامرة بالسكان فقد قدر سكانها الباحث ديم L. P. Dame فى بحث نشره فى دورية العالم الإسلامى M.W بحوالى 25.000. وقد درس محمد بن عبد الوهاب فى المدينة المنوّرة على يد الشيخ سليمان الكردى والشيخ محمد حياة السندى، وقد كانا سببا فى اعتناقه بعض الأفكار التى نادى بها فيما بعد والتى يسميها دحلان بالأفكار الإلحادية، ويبدو أنه قضى فترة من حياته رحّالة ينتقل من مكان إلى مكان كما يتضح من كتاب لمع الشهاب فقد عاش أربع سنين فى البصرة فلزم منزل القاضى حسين، وقضى خمس سنين فى بغداد وهناك تزوج من عروس ثرية ماتت فتركت له ألفى دينار، وقضى عامًا فى كردستان وعامين فى همدان ثم اتجه إلى أصفهان فى بداية حكم نادرشاه (1148 هـ/ 1736 م)، ودرس هناك -كما يقال- لمدة أربع سنين فلسفة أرسطو والإشراقية والصوفية ثم اتجه إلى قم وبعد هذا التطواف ارتاح إلى مذهب أحمد بن حنبل فغدا من كبار المدافعين عنه والمتحمسين له، فعاد للعُيَيْنة فقضى ثمانية أشهر فى عزلة، ثم راح يدعو الناس لما يعتقد أنه الفكر الدينى الحق وظهرت أفكاره التى يدعو إليها -بعد ذلك- مبلورة فى كتابه التوحيد، وحققت دعوته بعض النجاح لكنها أيضًا واجهت معارضة، خاصة من أقاربه، فأخوه سليمان لم يكن متفقا معه بل لقد كتب رسالة ضمنها هجومًا على أفكاره كما كان ابن عمه عبد اللَّه بن حسين معارضًا له أيضًا (1) ويبدو من مراسلات ابن عبد الوهاب أن أفكاره لاقت صدى خارج العُيَيْنَة قبل أن يغادرها بسبب نزاعه مع ابن عمه واختلافه معه مما أدى إلى نزاع بين
(1) هناك خلاف حول الأماكن التى زارها ابن عبد الوهاب، ويورد بعض الكتاب أسماء معلمين أو شيوخ له لم يرد ذكرهم هنا، كما ورد فى هذا المقال أسماء معلمين أو شيوخ له لا يوافق عليها كتاب آخرون. ونحيل القارئ إلى عبد اللَّه الصالح العثيمين فى كتابه عن تاريخ المملكة العربية السعودية، الجزء الأول لمزيد من التفاصيل) (المترجم)