الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نوح عليه السلام
ذكر نوح عليه السلام فى "الكتاب المقدس" وهو علم من أعلام القرآن الكريم والتراث الإسلامى وقد ميزه الثعلبى عن سائر الأنبياء بخمس عشرة فضيلة. والكتاب المقدس لم يذكر نبوة نوح عليه السلام، أما فى القرآن الكريم فهو أول رسول، وتبعه بعد ذلك كل من هود وصالح ولوط وشعيب وموسى عليهم أفضل الصلاة والسلام. كما كان إبراهيم عليه السلام أحد شيعته (سورة الصافات آية 83). وكان نوح عليه السلام نذيرا مبينا (سورة هود آية 25 وسورة نوح، آية 2)، الأمين (سورة الشعراء آية 107) والعبد الشكور (سورة الإسراء آية 3) وأخذ اللَّه ميثاق نوح ومحمد وإبراهيم وموسى وعيسى بالصلاة والسلام. (سورة الأحزاب آية 7).
وتذكر الآيات فى القرآن الكريم ما دار بين نوح عليه السلام والمشركين من قومه، وهو لا يختلف كثيرا عما كان يدور بين الرسول [صلى الله عليه وسلم] ومشركى قريش، فلم يكن لوطا فى نظر قومه إلا بشرا وكان من الأحرى أن يرسل اللَّه ملكا (سورة المؤمنون آية 24)، كما كان فى نظرهم خطاء (سورة الأعراف آية 61) وقد مسه الجن (سورة القمر آية 9) ولم يؤمن به إلا أراذل القوم والمغلوبين على أمرهم (سورة هود آية 27) وقد رد نوح عليه السلام قائلا:{يَاقَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (سورة يونس 71 - 72).
ويصور القرآن الكريم الأحداث كما يلى:
أرسل اللَّه نوحا عليه السلام إلى المشركين فردّه قومه، فأمره اللَّه ببناء سفينة بوحى منه، ثم "فار التنور"(سورة هود آية 40) ثم أغرق الطوفان كل شئ، ولم ينج من أى نوع إلا ذكرا وأنثى والقلة المؤمنة بنوح عليه السلام.
وقد ركبوا جميعا السفينة، وناشد نوح ابنه أن يتبعه ولكن الابن رفض واستعصم إلى جبل ولكنه غرق. وعندما أمر نوح عليه السلام المياه أن تسكن، استقرت السفينة على جبل الجودى ولم يكن ابن نوح الكافر الوحيد من بين أهله ولكن امرأته كانت كافرة وكذلك كانت امرأة لوط عليه السلام. ويتفق القرآن الكريم مع الهجادة فى العناصر التالية:
1 -
أن نوحًا عليه السلام كان نبيا ومذكرا.
2 -
أن قومه سخروا من السفينة.
3 -
أن الكافرين من أهله عوقبوا بمياه ساخنة (ارجع إلى نصوص الهجادة: سانهدرين Talm. Sanhadrin: Gren. Raba. xxix، 108 a-b).
أما نوح عند الاخباريين، فشأنه شأن الحالات الأخرى، حيث تزيد التفاصيل عما هى فى القرآن الكريم، فنجد أسماء الذين لم يذكروا فى القرآن الكريم، كاسم امرأته "واليه"، وكانت خطيئتها أنها وصمت نوحًا بالجنون.
أما أسماء أبنائه سام وحام ويافث فهى معروفة فى تفسيرات القرآن الكريم المتفقة مع ما جاء فى الكتاب المقدس. كما نجد فى نفس هذه التفسيرات اسم ابنه العاصى -والمعروف لدى العرب باسم "يام"- الذى غرق فى الطوفان. ويشير القرآن الكريم إلى أن نوحا عليه السلام عاش 950 سنة ويتفق هذا مع ما جاء فى سفر التكوين من العهد القديم.
أمر اللَّه نوحا عليه السلام أن يبنى سفينة من الأشجار التى زرعها نوح عليه السلام بنفسه. وسخر قومه منه. وقد شبه الثعلبى رأس السفينة وذيلها برأس وذيل الديك. وقيل إن المسيح عليه السلام أحيا سام بن نوح من الموت ليصف له السفينة، فقال: إن الطابق الأول كان يحوى ذوات الأربع والطابق الثانى البشر والأخير الطيور. وكانت النملة أول مخلوق يدخل السفينة والحمار آخرهم.
وتختلف الآراء حول عدد البشر فى السفينة ما بين سبعة أفراد وثمانين فردا. وقد نجا "عوج بن عناق" مع