الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على كثير من النقوش المسمارية عن هذه الفترة، وقد أشار إليها بلينى فى كتاب التاريخ الطبيعى، وكذلك سترابو كمركز كبير للتنجيم. ولم تكن أرك مدينة هيلينسيتية كبابل فهناك احتمال كبير أنها كانت تضم بين أسوارها مجتمعا إغريقيا كبيرا، ويبدو أن المدينة بدأت تتدهور فى عهد الساسانيين وقبيل الفتح الإسلامى كانت قد تدهورت تماما، وهجرها ساكنوها. وفى الفترة من 1850 إلى 1854 م تردد الباحث لوفتس W.K.loftus على المنطقة ثلاث مرات ووصف آثارها وأعقبه عدد كبير من الآثاريين، وقد عثرت بعثة تنقيب ألمانية فى شتاء سنة 1912/ 1913 م على عدد كبير من الأختام الرصاصية استخلص منها أسلوب المزج الثقافى والحضارى بين الحضارة البابلية والهيلينستيه. كما عثرت البعثة أيضا على أعمال خزفية تنتمى لحقبة متأخرة، ومن بين أشياء أخرى أيضا عثرت على 196 قطعة عملة لجوتارز Gotarzes الملك البارثى (40 - 51 م) ومع أن الكتابات المسمارية التى تم العثور عليها كانت كثيرة إلا أنها ترجع فى غالبها للفترة السلوقية. وفى الفترة من 1929 إلى 1931 م تم العثور على عدد كبير من الألواح الطينية منقوش عليها بطريقة الكتاب بالصور (الكتاب البكتوجرافية) وقد وجدت كثير من آثار هذه المنطقة طريقها إلى متاحف أوربا وأمريكا، رقد قام الاختصاصيون فى الحقب الأخيرة بنشر كثير من النصوص المسمارية التى عثر عليها فى وركاء فى الدوريات المتخصصة وغيرها.
د. عبد الرحمن الشيخ [م. سترك M. Streck]
وزير
اسم يطلق على شاغل منصب الوزارة، كما يطلق على صاحب المنصب الرفيع خاصة فى الدولة العثمانية والكلمة فارسية الأصل، بل وفكرة الوزارة نفسها فارسية الأصل أيضا. ففى كتاب الأفستا Avesta Vicira تعنى "متخذ القرار" أو "القاضى"، وتعنى الكلمة بالبهلوية "القرار" أو "الحكم"، وقد انتقل اللفظ إلى الوبية -
بدون شك- أثناء فترة حكم الساسانيين ثم اندثر اللفظ فى بلاد فارس نفسها، واستعادته اللغة الفارسية الحديثة بنطقه الوبى (وزير) بينما كان فى البهلوية القديمة ينطق فتسير Vitir، وفى ظل حكم الأمويين كان الاسم المعتاد لمن يشغل هذا المنصب هو "كاتب" واستعيض عنه بعد ذلك بلفظ (وزير)، وكان أول من حمل اللقب هو أبو سلمة حفص بن سليمان الخلال الذى عينه أبو العباس السفّاح فى ربيع الأول سنة 132 هـ (نوفمبر 749 م) لكنه قتل فى رجب (27 فبراير سنة 750 م)، وفى ظل خلفاء بنى عباس كان الوزير يدير ديوان الرسائل بالإضافة لمهام أخرى، وعندما عهد الخليفة الرشيد لجعفر بن يحيى البرمكى بالنظر فى الالتماسات، كان هذا يعنى اتساع نفوذ الوزير اتساعا كبيرا. وقد أورد لنا زمباور E.V. zambaur فى كتابه الموسوم باسم: Manuel de genealogic et de chronologie pour l'histoire de l'lslam، Hannover، 1927 قائمة كاملة بالوزراء فى ظل خلفاء بنى العباس وكان آخرهم علاء الدين جوينى سنة 661 هـ/ 1263 م. وكان الخاتم المنقوش (الذى يمكن استعماله كختم) من علامات تولى منصب الوزارة. والواقع أن تاريخ الوزارة فى ظل حكم العباسيين لم يكتب حتى الآن رغم اتساع مجاله وأهميته. ولا نستطيع تناول تاريخ الوزارة فى بلاد فارس وفى ظل حكم السلاجقة رغم أنها كانت هنا أهم منها فى أى مكان آخر كما يدل على هذا أسماء الوزراء اللامعين سواء فى فارس أو فى الدولة السلجوقية.
أما فى عهد العثمانيين فيقال إن أول وزير هو علاء الدين أخو أورخان ثانى السلاطين العثمانيين، ويقال إن هذا الوزير شغل منصبه سنة 726 هـ/ 1326 م أو 728 هـ/ 1328 م، ولا ندرى مدى صحّة هذا التاريخ، وكان الوزير يسمى عند السلاجقة بِرْوان، وتعنى الناصح أو القائد، وقد استعمل العثمانيون أيضا هذا اللفظ فى مرحلة باكرة، وكانت سلطة الوزراء العثمانيين الأُول محددة. وفى سنة 788 هـ/ 1336 م ظهر تيمورتاش باشا كوزير له نفوذ كبير وصلاحيات ضخمة لدرجة
أن حاز على ثلاثة ذيول (أطواخ، والمفرد طوخ) واعتبر أول صدر أعظم (أولو وزير أو أول) فى الدولة العثمانية) ومنذ ذلك الوقت أصبح كل باشا ينعم عليه السلطان بثلاثة ذيول (أطواخ) وزيرا. وكان عدد الوزراء العثمانيين يختلف من وقت لآخر ففى عهد السلطان محمد الثانى لم يكن مسموحا أن يزيد عدد الوزراء على سبعة، وحتى فتح القسطنطينية كان السلطان يكتفى بوزير واحد. وكان الوزراء ورئيسهم الذى كان يسمّى أولو وزير فى وثائق القرن السادس عشر وبعد ذلك صار يطلق عليه اسم الصدر الأعظم فى الوثائق الرسمية -يطلق عليهم قبّة وزيرليرى وتعنى وزراء القبّة لأنهم كانوا تحت قبة الديوان، وكانوا يُدْعون وفقا لرتبهم بالأرقام الترتيبية: الوزير الأول، الوزير الثانى. . وهكذا.
وفى زمن متأخر، أصبح لفظ الوزير -كقاعدة عامة- يطلق ببساطة على سائر المناصب الرفيعة كالنيشانجى والدفتر دار والقبودان باشا، بل وحتى على أغا الانكشارية. ويختار السلطان الصدر الأعظم من بين الوزراء عادة، وعندما يمثل الصدر الأعظم ووزراؤه أمام السلطان فإن الصدر الأعظم وحده هو الذى يحق له الحديث مع السلطان فى أمور الدولة الرسمية أما الوزراء فيقفون إلى جواره صامتين وقد عقدوا أيديهم على صدورهم.
وفى أثناء الحروب يتولى وزراء القئة قيادة الجيوش ويسمى الواحد منهم -عندئذ- سردار أو سر عسكر ويمنح صلاحيات ملء الشواغر فى قيادات الجيش وتوزيع الغنائم. بل ويصبح من حقهم إصدار الفرمانات باسم السلطان من معسكراتهم وأن يضعوا طغراء السلطان عليها، وفى عهد السلطان أحمد الثالث تم إلغاء نظام وزراء القبة بسبب ما سببوه من اضطراب ولم يبق حاملا لقب الوزير إلا القبودان باشا، وبعد ذلك منح لقب الوزير لأربعة باشاوات رئيسيين هم والى الروميلّلى، ووالى الأناضول، ووالى بغداد، ووالى مصر، لكن بالتدريج حمل اللقب كل الولاة وذلك عند ترقيتهم من رتبة باشا (التى يحمل صاحبها ذيلين أو طوخَيْن) إلى باشا بثلاثة ذيول (أطواخ)، ووفقا لما يقوله