الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
كان صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في الركعة الأولى من الركعتين بعد الوتر:
عن عائشة:
(151)
قال ابن خزيمة: نا بندار، نا أبو داود، نا أبو حرة عن الحسن عن سعد بن هشام الأنصاري: أنه سأل عائشة عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل، فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء تجوز بركعتين، ثم ينام وعند رأسه طهوره وسواكه، فيقوم فيتسوّك ويتوضأ ويصلي ويتجوز بركعتين، ثم يقوم فيصلي ثمان ركعات يسوي بينهنَّ في القراءة، ويوتر بالتاسعة، ويصلي ركعتين وهو جالس، فلما أسنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم، جعل الثمان ستًا ويوتر بالسابعة، ويصلى ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما بقل يا أيها الكافرون وإذا زلزلت.
تخريجه وطرقه:
أخرجه ابن خزيمة 2/ 158، وعنه ابن حبان (انظر موارد الظمآن ص 173). من طريق أبي حرة به كما هو أعلاه وفيه الشاهد. وأصله في مسلم (6/ 53، 54) من طريق هشيم عن أبي حرة به مختصرًا بدون الشاهد، وأخرجه بدون الشاهد جماعة من طرق عن عائشة.
فأما من طريق الحسن عن سعد بن هشام عن عائشة.
فأخرجه أبو داود 1/ 213، والنسائي 2/ 242، وفي الكبرى (انظر تحفة الأشراف 11/ 403، 404)، وغيرهم. ورواه عن الحسن هشام بن حسان وحصين بن نافع وقتادة وأشعث وأبو حرة.
وصرح الحسن بالسماع من سعد بن هشام عند النسائي من طريق قتادة عنه.
ورواه غير الحسن عن سعد بن هشام ومنهم بكر بن عبد الله المزني وزرارة بن أوفى عند أبى داود والنسائي وغيرهما وهو عند مسلم 6/ 25 من طريق زرارة بالحديث مطولًا جدًّا.
وأما من غير طريق سعد بن هشام عن عائشة بذكر الركعتين أيضًا:
فرواه أبو سلمة وعلقمة بن وقاص عند أبي داود وهو من طريق أبي سلمة عند مسلم أيضًا (6/ 17).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وجاء الحديث من طريق آخر عن عائشة مقتصرًا على القراءة.
فأخرجه إِسحاق بن راهويه في مسنده 2/ 1234 قال: أخبرنا بقية بن الوليد حدثني عتبة بن أبي حكيم عن قتادة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هاتين الركعتين بعد الوتر، في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وإذا زلزلت، وفى الركعة الثانية فاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون.
التحقيق:
الحديث يكفي في صحته ما ذكرناه في التخريج من أن مسلمًا أخرجه في صحيحه بهذا السند ولكن ذكرت في التخريج ما يدفع أي شبهة نحو تضعيفه، وذلك لأن الشيخ الألباني حفظه الله ضعفه في تعليقه على ابن خزيمة وأظنه ما وقف على هذا السند عند مسلم وتنحصر شبه تضعيفه في أمرين اثنين:
الأول: تدليس الحسن وقد عنعنه عند ابن خزيمة، وذكرنا في التخرج تصريحه بالسماع عند النسائي.
الثاني: أن أبا حرة ولو أنه صدوق عابد إلا أنهم تكلموا في روايته عن الحسن فقالوا: كان يدلس عنه، وما ذكروه ليس صريحًا في تدليسه عنه بل ربما كان لتشككه في سماعه، فعمدة كلامهم فيه ما ذكره غندر من أنه أوقفه على حديث الحسن، فلم يقل: سمعت في شيء منه إلا في حديث أو حديثين، وما ذكره أبو عبيدة الحداد من أنه كتب لأبي حرة في حديثه: سمعت الحسن أو حدثنا الحسن فقال: ما قلت هذا أنا أقول هذا، قال: فما قال في شيء سمعت الحسن إلّا في ثلاثة أشياء، وهناك عبارة عن غندر تصرح بالتدليس، ولكنه تردد فيها بين العبارة الأولى وبينها (انظر العلل لأحمد 1/ 99، 2/ 98، وفي التهذيب شيء من التصحيف فليصحح) والذي يرجح ما قلته أن الإمام أحمد الذي روى ذلك قال عنه: ثقة في عدة مواضع من العلل، وقال في موضع. صالح في حديثه عن الحسن، يقولون: لم يسمعه من الحسن 2/ 108، فحديثه عنه صالح ولم يزد عن قوله يقولون. وقال البخارى: يتكلمون في روايته عن الحسن اهـ فلم يجزموا بتدليسه، وعلى كل فالأقرب أنه إذا دلسه فإنما يدلسه عن ثقة؛ لأن شعبة الذى يقول: لأن أزني أحب إليّ من أن أدلس، ويقول: التدليس أخو الكذب، قال
عنه: أصدق الناس وقال عنه: سيد الناس، فلا يمكن أن يكون يدلس عن الضعفاء=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ويقول فيه شعبة هذا، مع العلم بأن غندر تلميذ شعبة الملازم له.
وقد عده الحافظ في الطبقة الثالثة من المدلسين المختلف في قبول روايتهم المعنعنة، وأظن أن الأقرب فيه قبول روايته إذا لم يخالف إذا عنعن عن الحسن، ولذا أخرجها مسلم في الصحيح، وقال أحمد عنه فيها: صالح كما تقدم، وصححها ابن خزيمة وابن حبان.
ثم إنه قد تابعه غيره على الحديث بغير الشاهد عن الحسن فأمنا تدليسه، وربما كان هذا الحديث من الثلاثة التي سمعها من الحسن، أو من غير الأحاديث التي أوقف عليها.
وأيضًا فالشاهد في الحديث قد جاء من غير طريقه كما في رواية إسحاق، وقتادة روايته عن عائشة مرسلة، فالأقرب أنه سمعه من الحسن عن سعد عنها كما في تخريج الطريق الأولى، فأرسله، وعتبة فيه كلام من جهة حفظه، ويقوي روايته هنا ثبوت أصل الحديث عن قتادة من غير طريقه.
عن أبي أمامة:
(152)
قال أحمد: ثنا عبد الصمد حدثني أبي ثنا عبد العزيز - يعني: ابن صهيب - عن أبي غالب عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان (يصلي ركعتين) يصليهما بعد الوتر وهو جالس يقرأ فيهما إذا زلزلت الأرض وقل يا أيها الكافرون.
تخريجه وطرقه:
أخرجه أحمد 5/ 260، 269، وابن نصر (انظر المختصر ص 134)، والروياني في مسنده 216/ ب/ 2، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 290، 341، والطبراني 8/ 332، وابن عدي 2/ 860، والبيهقي في السنن 3/ 33، وابن عساكر ق 176/ أ/ 4.
جميعهم من طريق أبي غالب به مختصرًا ومطولا.
ورواه عن أبي غالب عبد العزيز بن صهيب وعمارة بن زاذان
التحقيق:
رجال هذا الإسناد كلهم ثقات إلا أبا غالب، وقد اختلف في اسمه، واختلف فيه أهل الجرح والتعديل، وهو أقرب إلى الضعف منه إلى القوة خاصة إذا انفرد، هذا ما انقدح عندي بعد النظر في ترجمته في التهذيب، ويضاف إليها قول البيهقي في السنن: غير قوي، غير أن الحافظ قال فيه: صدوق يخطئ، وقال الذهبي في الكاشف: صالح الحديث، صحح له الترمذي (3/ 322)، وهو لم يتفرد بحديثنا هذا بل سبق عن عائشة بسند صحيح.
فهو حديث حسن إن شاء الله تعالى وقد قال فيه الهيثمي (2/ 141): رجال أحمد ثقات.
وفي الباب:
164 -
عن أنس:
أخرجه البزار (انظر كشف الأستار 1/ 339)، والبيهقي 3/ 33، وعلقه ابن أبي حاتم في العلل 1/ 157، واللفظ للبيهقي عن بقية عن عتبة بن أبي حكيم عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الوتر ركعتين وهو جالس، يقرأ في الركعة الأولى بأم القرآن وإذا زلزلت، وفي الثانية قل يا أيها الكافرون. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه عن بقية يزيد بن عبد ربه ومحمد بن عمرو بن حنان، وعند البزار قل هو الله أحد بدلًا من إذا زلزلت، وأراه وهمًا والرواية الأولى ليزيد، والثانية لمحمد بن عمرو، ويزيد أوثق من محمد.
وقد صرح بقية بالتحديث عن عتبة، ولكن عتبة فيه ضعف وقد اضطرب فيه، فرواه مرة عن قتادة عن عائشة، وقد تقدم وهو الأقرب، ورواه هنا عن أنس وهو ضعيف، ولذا قال فيه أبو حاتم: هذا من حديث قتادة منكر اهـ. وللحديث طريق آخر عن أنس، إلا أنه يخالف في السور المقروء بها.
رواه البيهقي 2/ 33، من طريق إسحق بن يوسف عن عمارة بن زاذان ثنا ثابت البناني عن أنس، فذكر نحو حديث عائشة مختصرًا، وفيه فقرأ فيهما الرحمن والواقعة.
قال أنس: ونحن نقرأ بالسور القصار: إذا زلزلت وقل يا أيها الكافرون ونحوهما.
وهذا على ما فيه من المخالفة في إسناده عمارة بن زاذان، قال البخاري: ربما يضطرب في حديثه، ولذا قال الحافظ: صدوق كثير الخطأ.
قال البيهقي: خالف عمارة بن زاذان في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فيهما سائر الرواة، ورواه مرة أخرى عن أبي غالب عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم .... إلخ، فذكر حديث أبي أمامة.
وروايته للحديث عن أبي غالب هي الصواب، والأخرى من أخطائه واضطرابه، ولذا فلا تصلح شاهدًا، والله أعلم.
وفيه من الموقوفات:
ما تقدم من قول أنس: ونحن نقرأ بالسور القصار: إذا زلزلت وقل يا أيها الكافرون ونحوهما، وفيه ما فيه.
ملحوظات:
- وقع تصحيف في تحفة الأشراف 11/ 404 في حديث رقم 16097، قال: عن هشيم عن أبي حمزة عن الحسن .... والصواب عن أبي حرة كما تقدم.
وكذا في الحديث رقم 16098 عن حماد بن سلمة عن أبي حمزة عن الحسن والصواب أيضًا عن أبي حرة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال البيهقي في السنن 3/ 32: وفي رواية الحسن عن سعد يقرأ فيهما بقل يا أيها الكافرون، وإذا زلزلت اهـ. فتعقبه ابن التركماني بكلام طويل يريد به توهيم البيهقي في ذكره القراءة في حديث عائشة، والصواب مع البيهقي، ولم يقف ابن التركماني على روايتنا هذه، والله أعلم.