الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
سمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم آية فاذة جامعة:
عن أبي هريرة:
(154)
قال مسلم: حدثني محمد بن عبد الملك الأموي حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أُحمي عليه في نار جهنم فيجعل صفائح فيكوى بها جنباه وجبينه (كلما بردت أعيدت له) حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، وما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها (وفي رواية حقها ومن حقها حلبها يوم وردها) إلَّا بُطح لها بقاع قرقر (1) كأوفر ما كانت، (ولا يفقد منها فصيلًا) (2) تستن (3) عليه كلما مضى عليه أُخراها ردت عليه أولاها، حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار، وما من صاحب غنم لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر كأوفر ما كانت فتطؤه بأظلافها (4) وتنطحه بقرونها ليس فيها عقصاء (5) ولا جلحاء (6) كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولاها، حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقدراه خمسين ألف سنة مما تعدون، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار". قال سهيل: فلا أدري أذكر البقر أم لا.
(1) القاع: المستوى الواسع من الأرض، القرقر بفتح القافين بمعناه وبطح. قيل: على وجهه وفي رواية البخاري تخبط وجهه بأخفافها وهي تدل على أنه ليس من شرط البطح كونه على الوجه وهو في اللغة البسط. (النووي بتصرف 7/ 64).
(2)
الفصيل: هو ولد الناقة إذا فصل عن أمه (مختار الصحاح ص 505).
(3)
تستن عليه: أي جرت عليه وانظر رقم (3) الصفحة القادمة.
(4)
أظلافها: الظلف للبقر والغنم والظباء هو المنشق من القوائم والخف للبعير والقدم للآدمي والحافر للفرس والبغل والحمار (النووي 7/ 65).
(5)
و (6) العقصاء: ملتوية القرنين والجلحاء: التي لا قرن لها (النووي 7/ 65).
وفي رواية غيره:
(قيل: يا رسول الله فالبقر والغنم؟ قال: ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر لا يفقد منها شيئًا، ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء (1)، تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار).
قالوا: فالخيل يا رسول الله؟ قال: الخيل في نواصيها - أو قال: الخيل معقود في نواصيها، قال سهيل: أنا أشك - الخير إلى يوم القيامة. الخيل ثلاثة فهي لرجل أجر، ولرجل ستر، ولرجل وزر، فأما التي هي له أجر فالرجل يتخذها في سبيل الله ويعدها له، فلا تغيّب شيئًا في بطونها إلا كتب الله له أجرًا ولو رعاها في مرج (2) ما أكلت من شيء إلا كتب الله له بها أجرًا ولو سقاها من نهر كان له بكل قطرة تغيبها في بطونها أجر (حتى ذكر الأجر في أبوالها وأرواثها)، وفي رواية (وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات) ولو استنّت شرفًا أو شرفين (3) كتب له بكل خطوة تخطوها أجر، وأما الذي هي له ستر فالرجل يتخذها تكرمًا وتجملًا وفي رواية (تغنّيًا وتعففًا)، ولا ينسى حق ظهورها وبطونها في عسرها ويسرها، وأما الذي عليه وزر فالذي يتخذها أشرًا وبطرًا وبذخًا (4) ورياء الناس فذاك الذي هي عليه وزر. قالوا: فالحمر يا رسول الله؟ قال: ما أنزل الله عليَّ فيها شيئًا إلا هذه الآية الجامعة
(1) العضباء: التي انكسر قرنها الداخل (النووي 7/ 65).
(2)
المرج: مرعى الدواب (مختار الصحاح ص 620).
(3)
معنى استنَّت: أي جرت والشرف بفتح الشين المعجمة والراء وهو: العالي من الأرض (النووي 6/ 67).
(4)
الأشر بفتحتين: المرح واللجاج، والبطر بوزنه: الطغيان عن الحق، والبذخ بوزنهما ومعناهما (النووى بتصرف 7/ 69، 70).
الفاذة (1){فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} .
تخريجه وطرقه:
أخرجه مسلم 7/ 64 - 70، والبخاري تعليقًا 3/ 323، وموصولًا 5/ 45، 6/ 63، 633، 7/ 69، 8/ 726، 13/ 329، وأحمد 2/ 262، 383، 423، 424، مالك في الموطأ 1/ 295، والطحاوي في شرح معاني الآثار 3/ 273، والبيهقي في السنن 4/ 81.
وأبو نعيم في المستخرج (انظر هدي الساري ص 35) ومن طريقه ابن حجر في تغليق التعليق 3/ 21:
جميعهم من طريق أبي صالح عن أبي هريرة به بذكر الشاهد، وفي بعضها مطولًا، وبعضها مختصرًا، ورواه عن أبي صالح زيد بن أسلم وسهيل وبكير.
وأخرجه الطبراني في الأوسط 89/ أ/ 2 مقتصرًا على الشاهد، من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة.
ورواه عن عطاء زيد بن أسلم.
وأخرجه من طرق عن أبي هريرة بدون الشاهد، البخاري 3/ 267، 5/ 49، وأحمد، والنسائي، وأبو داود، وابن ماجه، وغيرهم.
وفي بعضها زيادات، وبعضها مختصرًا.
وفي الباب من المراسيل:
عن قتادة:
أخرجه عبد بن حميد عنه، وسبق ذكره في حاشية الحديث السابق.
_________
(1)
الفاذة الجامعة: معنى الفاذة القليلة النظير، والجامعة أى: العامة المتناولة لكل خير ومعروف (النووي 7/ 67).