الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني في قوله تعالى {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ
.... }
* سمعها صحابي فقال: حسبي لا أُبالي ألا أسمع من القرآن غيرها فأقرَّه النبي صلى الله عليه وسلم:
عن صعصعة بن معاوية:
(153)
قال أحمد: ثنا يزيد بن هارون أنا جرير بن حازم ثنا الحسن عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} قال: حسبي لا أبالي أن لا أسمع (من القرآن) غيرها.
(سمعه الحسن من صعصعة).
تخريجه وطرقه:
أخرجه أحمد 5/ 59، والنسائي في التفسير 714، وابن سعد 7/ 39، وابن أبي شيبة في مسنده (انظر إتحاف المهرة 109/ ب/4)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 129/ ب، والطبراني 8/ 90، وأبو نعيم في المعرفة 328/ ب/ 1، وابن منده (انظر أسد الغابة 3/ 21)، والحاكم 3/ 613، والمزي في تهذيب الكمال 607/ 2، وابن الأثير في أسد الغابة 3/ 21.
جميعهم من طريق جرير بن حازم عن الحسن به.
ورواه عن جرير يزيد بن هارون، وسليمان بن حرب، وأسود بن عامر، وشيبان =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=ابن فروخ فقالوا: صعصعة بن معاوية عم الفرزدق.
ورواه عن جرير يوسف بن محمد المؤدب، وأسود بن عامر فقالا: صعصعة عم الفرزدق.
ورواه عن جرير هدبة بن خالد فقال: عن صعصعة بن معاوية عم الأحنف.
وأخرجه أحمد 5/ 59، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 129/ ب.
من طريق جرير عن الحسن قال: قدم صعصعة على .... هكذا مرسلًا.
ورواه عن جرير ابنه وهب وهذا لفظه، وعفان وقال: قدم عم الفرزدق صعصعة المدينة .... إلخ.
وأخرجه ابن المبارك في الزهد ص 27 عن جرير عن الحسن قال: قدم صعصعة يعني: عم الفرزدق أو جدّه على النبي صلى الله عليه وسلم، أو قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم
…
هكذا بالشك، ورواه عبد بن حميد وابن مردويه (انظر الدر 6/ 381).
التحقيق:
إِسناد هذا الحديث حسن، فجرير ثقة له أوهام إذا حدث من حفظه، والحسن البصري إمام إلا أنه يدلس، وقد صرح بالسماع في أكثر من مرجع من رواية أسود بن عامر وشيبان بن فروخ ويونس بن محمد المؤدب.
ويزيد بن هارون ثقة متقن عابد، وقد تابعه على روايته هذه عن جرير جماعة.
وقد أخرجه الحاكم في المستدرك كما تقدم، وسكت عنه، ولم يذكره الذهبي في التلخيص، ونقل الحافظ عن الحاكم تصحيحه له (انظر فتح البارى 13/ 331)، وقال الهيثمي في المجمع (7/ 141): رواه أحمد والطبراني مرسلا ومتصلا، ورجال الجميع رجال الصحيح.
وبقي الكلام عن الحديث من جهتين: إرساله واسم صحابيّه.
فأولا: من جهة الإرسال يبدو أن جريرًا كان أحيانًا يحدث به مرسلا، وأحيانًا يحدث به موصولا، ومن رواه مرسلا أقل ممن رواه موصولا عددًا وضبطًا، ومع وجود التصريح بالسماع من رواية الثقات عن جرير يزول شبهة الإرسال، وكون الراوي ينشط تارة ويأتي بالحديث على وجهه ويكسل أخرى فيقصر به؛ أمر معروف لا يضر إن شاء الله تعالى.
ويبدو أن ابن المبارك رحمه الله سمعه من جرير على الوجهين فرواه بلفظ "أو" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= التي إذا كانت للشك، فرواية الشك لا تجابه رواية الجزم، وإذا قصد بها بيان التحديث به على الحالتين فقد عاد الكلام إلى ما قدمناه.
وقد ذكر ابن الأثير أن رواية ابن المبارك مثل رواية يزيد، والتي في الزهد هي التي ذكرناها، فليعلم ذلك.
ثانيًا: من جهة اسم صحابيِّه: انقسم أهل العلم ثلاث فرق، فمنهم من جعله صعصعة بن ناجية، ووهم من قال: ابن معاوية، ومن هؤلاء ابن أبي عاصم حيث أخرجه في ترجمة صعصعة بن ناجية، وتبعه ابن منده، وقال ابن الأثير:"وقال أبو عمر في صعصعة بن ناجية: روى عنه الحسن فقال: عم الفرزدق"، وهو يؤيد قول ابن منده على أنه وهم، وقال ابن الأثير أيضًا في قول من قال: صعصعة عم الفرزدق: ليس بشيء، فإن الفرزدق همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية .... إلخ.
وكأن الحافظ ابن حجر قوّى ذلك واستظهر له بكون ابن معاوية مختلف في صحبته، وقال النسائي وهو ممن أخرج الحديث: ثقة، وهذا يعني أنه عنده من التابعين، وهو كذلك عند خليفة وابن حبان ومنهم من قال: هو صعصعة بن معاوية ولكنه ليس بعم للفرزدق، وإنما هو عم الأحنف استنادًا لرواية هدبة، ومن هؤلاء من ذكره في ترجمة صعصعة بن معاوية عم الأحنف كالطبراني وأبي نعيم وابن أبي حاتم والحاكم، وقال أبو أحمد العسكري: وقد وهم في صعصعة بن معاوية عم الأحنف بعضهم فقال: صعصعة عم الفرزدق، وهو غلط، قال ابن الأثير: وهذا يؤيد قول أبي نعيم. وإلى هذا أيضًا ذهب المزي في تهذيب الكمال.
ومنهم من أبقاه كما هو صعصعة بن معاوية عم الفرزدق، كابن سعد إلا أنه قال: هكذا قال يزيد بن هارون في حديث رواه عن الحسن اه، وذكره الإمام أحمد في صعصعة بن معاوية، وذكر الأحاديث التي فيها أنه عم الفرزدق، وهناك قول يعتبر رابعًا لابن حبان قال: صعصعة بن ناجية عم الفرزدق، ويقال: هو جده (الثقات 3/ 194)، ومنشؤه والله أعلم رواية ابن المبارك التي لم تنسب صعصعة، وتردد فيها بين كونه عم الفرزدق أو جده.
هذا باختصار اختلاف أهل العلم فيه ولكن من جهة الرواية المذكورة، فالحديث عن جرير الراجح فيه أنه عن صعصعة بن معاوية عم الفرزدق، ثم ينظر بعد ذلك =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هل وهم فيه جرير نفسه أو الحسن أو لا وهم فيه، وذلك لأن من قال: صعصعة ابن معاوية عم الفرزدق لا يعارضه إلا رواية هدبة، ويبدو أن هدبة تصرف في ذلك من عنده وليس هذا لفظ جرير.
وأما من لم ينسبه فقد زاد عنه من نسبه، وزيادة الثقة مقبولة.
وتفصيل ذلك: اتفق يزيد وسليمان وأسود وشيبان على صعصعة بن معاوية عم الفرزدق، واتفق هؤلاء الأربعة ومعهم يوسف بن محمد وعفان وابن المبارك في قول على كونه عم الفرزدق، ولم يوافق هدبة أحد على كونه عم الأحنف.
ولم يوافق ابن المبارك أحد على رواية الشك في كونه جد الفرزدق.
وبمجرد النظر فيما قررناه الآن، وعرضه على الأصول؛ يتضح بلا مجال للشك أن المحفوظ عن جرير رواية من قال: صعصعة بن معاوية عم الفرزدق، والحمد لله رب العالمين.
ثم نقول بعد ذلك: قد يكون وهم فيه جرير والصواب: صعصعة بن ناجية جد الفرزدق، ولكن ما الداعي لتوهيم الراوي بغير حجة، فإنه لم يأت في خبر قط أن صاحب هذه القصة صعصعة بن ناجية، ثم في ثبوت الصحبة لصعصعة بن ناجية نظر، فالروايات التي جاءت عنه لا تخلو من مقال، فكيف تعل رواية الثقات، ثم إن نسب الفرزدق ونسب ابن ناجية من أين نجزم به، وأعلى ما يذكر فيه رواية الكلبي له، والأنساب تحلف فيها الناس، والذى يطلع على ذلك يجد منه الكثير، فلا مانع أن يكون الصحيح في روايات صعصعة بن ناجية جد الفرزدق أن يقال: صعصعة بن معاوية عم الفرزدق والوهم ممن قال الأول.
ولا مانع أن يكون للأحنف عم يسمى صعصعة بن معاوية، ويكون أيضًا للفرزدق عم له نفس الاسم، الأول: تميمي، والثاني: مجاشعي، ومع التنزل يمكن أن يقال: وهم جرير في كونه عم الفرزدق وهو عم الأحنف؛ ولذا تصرف فيه هدبة.
ومن قال بهذا من العلماء أقرب إلى الصواب من غيره، ويكون لعم الأحنف صحبة استنادًا لهذا الحديث، والله تعالى أعلم.
وللحديث شواهد مرسلة ليست بنفس اللفظ ولكن بما يقاربه منها: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=99 - عن زيد بن أسلم:
أخرجه ابن المبارك قال: أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم أن رجلا قال: يا رسول الله، ليس أحد يعمل مثقال ذرة خيرًا إلا رآه، ولا يعمل مثقال ذرة شرًّا إلا رآه، قال:"نعم" قال: فانطلق الرجل وهو يقول: واسوءتاه، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"آمن الرجل". (الزهد ص 37) وإسناده صحيح.
وأخرجه عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} ، الآية، فقام رجل فجعل يضع يده على رأسه ويقول:
…
إلخ بنحوه.
وأخرجه أيضًا عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع رجلا إلى رجل يعلّمه فعلمه حتى بلغ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} ، قال: حسبي .... إلخ، وفيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"دعه فقد فقه". (انظر الدر 6/ 381).
100 -
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب:
أخرجه سعيد بن منصور بنحو اللفظ الثاني لمرسل زيد (انظر الدر 6/ 381).
101 -
عن قتادة:
أخرجه عبد بن حميد عنه قال: ذكر لنا أن رجلًا ذهب مرة يستقرئ، فلما سمع هذه الآية {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} ، إلى آخرها قال: حسبي حسبي إن عملت مثقال ذرة من خير رأيته وإن عملت مثقال ذرة من شر رأيته، قال: وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "هي الجامعة الفاذة"(انظر الدر 6/ 381).
102 -
عن الحسن:
تقدم في تخريج الحديث السابق.
102 -
وقال ابن المبارك في الزهد ص 28: أخبرنا معمر قال: قال الحسن: لما نزلت {فَمَنْ يَعْمَلْ .. } الآية قال رجل من المسلمين: حسبي إن عملت مثقال ذرة من خير أو شر رأيته انتهت الموعظة.
وإسناده صحيح.
وأخرجه أيضًا عبد الرزاق عنه (انظر الدر 6/ 382). =