الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع فضل قل أعوذ برب الفلق (مستقلة)
*
لن يقرأ أحد سورة أحب إلى الله عز وجل ولا أبلغ عنده منها، ومن استطاع ألا تفوته في صلاة فليفعل:
عن عقبة بن عامر:
(199)
قال ابن حبان: أخبرنا ابن سلم حدثنا حرملة - بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث - وذكر ابن سلم آخر معه - عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أو عمران أنه سمع عقبة بن عامر يقول: تبعت (*) رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب (على بغلته البيضاء) فجعلت يدي على ظهر قدمه، فقلت: يا رسول الله أقرئني آيًا من سورة هود وآيًا من سورة يوسف. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عقبة بن عامر إنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله ولا أبلغ عنده من أن تقرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، فإن استطعت أن لا تفوتك في صلاة فافعل.
تخريجه وطرقه:
أخرجه أحمد 4/ 149، 155، 159، والنسائي 2/ 158، 8/ 254، وابن السني في اليوم والليلة ص 256، والدارمي 2/ 462، وابن حبان 3/ 240، (وانظر موارد الظمآن ص 439، 440)، وابن الضريس 116/ ب، والروياني في مسنده 61/ ب/1، =
_________
(*) الذي في المطبوعة "سمعت" وهو كذلك عند بعض من أخرج الحديث، وعند البعض "اتبعت"، وعند آخرين "أتيت"، ولذا فما أثبته أولى، ولعلها تصحفت على محقق المخطوطة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والطبراني 17/ 311، 312، والحاكم 2/ 540، والبغوى 4/ 479.
جميعهم من طريق يزيد بن أبي حبيب به نحوه.
ورواه عن يزيد: عمرو بن الحارث، والليث بن سعد، ويحيى بن أيوب، وحيوة، وابن لهيعة.
وأخرجه الطبراني في الكبير 17/ 345، والأوسط 72/ أ/2.
من طريق كثير بن مرة عن عبد العزيز بن مروان عن عقبة به نحوه.
وأخرجه الطبراني في الكبير 17/ 286 من طريق يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة به نحوه.
وأخرجه أحمد 4/ 149، والنسائي 8/ 252، والطبراني 17/ 337.
من طريق خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن عقبة أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت له بغلة شهباء فركبها، فأخذ عقبة يقودها له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعقبة: اقرأ، فقال: وما أقرأ يا رسول الله؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ قل أعوذ برب الفلق، فأعادها عليه حتى قرأها، فعرف أني أفرح بها جدًا، فقال: لعلك تهاونت بها! فما قمت تصلّي بشيء مثلها.
وأخرجه ابن مردويه (انظر الدر 6/ 416).
التحقيق:
الطريق الأول، إسناده صحيح فيزيد وأسلم ثقتان، وقد رواه عن يزيد جماعة، وعمرو بن الحارث ثقة، والآخر الذى معه هو ابن لهيعة، والله أعلم. ولم يذكره لما هو معلوم فيه، وهذه طريقة يستخدمها المحدثون في ابن لهيعة ونحوه، وابن وهب إمام، وحرملة صاحب الشافعي صدوق وقد تابعه جمع، وابن سلم هو الإمام المحدث العابد الثقة أبو محمد بن عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي (انظر ترجمته في السير 14/ 306) وقد تابعه جمع، وقد صحح الحاكم إسناده، وسكت الذهبي، وصححه ابن حبان.
وأما الطرق الثاني، ففيه شيخ شيخ الطبراني وهو عمير بن عبد المجيد الحنفي، قال ابن حبان: ينفرد عن المشاهير بالمناكر، وسئل عنه ابن معين، فقال: صالح، ثم ضرب عليه، وقال: ضعيف اهـ.
وقال الدارقطني: لا يعتمد عليه. ومشّاه أحمد فقال: ليس به بأس. (اللسان =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 4/ 380، سؤالات البرقاني ص 47)، والقول قول من ضعفه.
وفي الإسناد أيضًا صالح بن أبي عريب وهو مقبول، قاله الحافظ.
وأما الطريق الثالث، فأظنه وهم فيه شيخ الطبراني محمد بن محمد التمار البصري، فقد رواه عن أبي الوليد الطيالسي عن الليث عن يزيد به، ورواه ابن حبان عن الفضل بن الحباب عن أبي الوليد عن الليث بالطريق الأول، كما هو محفوظ عن الليث من رواية غير أبي الوليد كقتيبة بن سعيد وحجاج وهاشم ويونس بن محمد المؤدب.
وشيخ الطبراني تقدمت ترجمته في حديث عقبة في فضل سورة هود، وقد قال فيه ابن حبان: ربما أخطأ اهـ. فأظن أن التمار قال في الإسناد: عن أبي الخير، والصواب عن أبي عمران كرواية الجماعة، والله تعالى أعلم، وباقي رجال الإسناد رجال الصحيح.
وأما الطريق الرابع، فإسناده حسن، وقد صرح بقية بالتحديث، ولكن حصل فيه خلط بين قصتين، فجاءت فيه بعض الألفاظ التي تتعلق بالقصة السابقة في المعوذتين معًا، وانظر حديث رقم (197).
ملحوظات:
= وقع خلط في الإسناد في المسند 4/ 149 فجاء فيه "حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب ثنا هاشم عن أبي عمران أسلم عن عقبة
…
" فذكر الحديث، والصواب بعد حدثني أبي: ثنا هاشم حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي عمران
…
؛ لأن هاشمًا من شيوخ الإمام أحمد وهو هاشم بن القاسم، والإمام أحمد لا يروى عن الليث إلا بواسطة هاشم وحجاج وقتيبة وغيرهم، والحديث محفوظ كما تقدم عن الليث وعن يزيد بهذا الإسناد، ليس فيه واسطة بين يزيد وأبي عمران، وقد صرح بتحديثه إياه عند أحمد والدارمي فثبت ما قلناه.
- جاء في سنن النسائي 2/ 158 زيادة بعد قوله (قل أعوذ برب الفلق): و (قل أعوذ برب الناس) وهذه لا تثبت وأراها سبق قلم إما من ناسخ المخطوطة أو من الطابع؛ لأنها من رواية النسائي عن قتيبة عن الليث به، وقد أخرج الحديث بنفس هذا السند في 8/ 254، وليس فيه ذكرها، وأخرجه عنه ابن السني بهذا السند وليس فيه ذكرها، ورواه غير قتيبة عن الليث وغير الليث عن يزيد بدونها. ووقع ذلك أيضًا في رواية ابن مردويه المشار إليها في آخر التخريج، ولم أقف على سندها.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= - وقع في بعض المراجع عن أسلم بن عمران كموارد الظمآن، والصواب: أبو عمران.
وفي الباب:
235 -
عن معاذ بن جبل:
أخرجه سعيد بن منصور وابن مردويه عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك، فلما كان ببعض المنازل صلى بنا صلاة الفجر، فقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد، وفي الثانية بـ قل أعوذ برب الفلق، فلما سلم قال: ما قرأ رجل في صلاة بسورتين أبلغ منهما ولا أفضل. (انظر الدر 6/ 414).
ولم أقف على سنده.
وفي الباب من الموقوفات ونحوها:
154 -
عن أسلم أبي عمران:
أخرجه أحمد 4/ 155 بعد الحديث المرفوع، وإسناده صحيح.
قال يزيد (أي ابن أبي حبيب): لم يكن أبو عمران يدعها، وكان لا يزال يقرؤها في صلاة المغرب.