الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في كونها تعدل ثلث القرآن
وقد بلغ الحديث بذلك حد التواتر عند المحققين من أهل العلم
عن أبي سعيد الخدري:
(181)
قال مالك: عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن
عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رجلًا سمع رجلًا يقرأ (من السحر) قل هو الله أحد (كلها) يرددها (لا يزيد عليها) فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له - وكأن الرجل يتقالّها - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسى بيده إنها لتعدل ثلث القرآن".
تخريجه وطرقه:
أخرجه مالك في الموطأ ص 142 رواية القعنبي، 1/ 163 رواية يحيى، أحمد 3/ 23، 35، 43، البخاري 9/ 58، 11/ 525، 13/ 347، النسائي في السنن 171/ 2، وفي اليوم والليلة 27/ ب، 43/ أ، أبو عبيد 197، أبو داود 1/ 230، ابن الضريس 111/ أ، ابن حبان 2/ 115، الدارقطني (انظر الفتح 9/ 59)، البيهقي في السنن الكبرى 3/ 21، وفي الشعب 1/ 376 - القسم الثاني، البغوي في شرح السنة 4/ 274.
كلهم من طريق مالك به.
ورواه عن مالك: القعنبى، وأبو مصعب، وإسماعيل بن أبي أويس، وعبد الرحمن بن مهدي، وقتيبة، وأحمد بن أبى بكر، وعبد الله بن يوسف، وإسحق، ويحيى=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن بكير.
جميعهم عنه بلفظ: أن رجلًا سمع رجلًا.
ورواه يحيى بن سعيد عنه مختصرًا بلفظ: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.
روى ذلك عن يحيى أحمد، ورواه عن يحيى مسدد مطولًا بلفظ: كان رجل يصلي بالليل. . . .
ورواه عن مالك أيضًا يحيى بن يحيى الليثي بلفظ: أنه سمع رجلًا. . . .
ورواه ابن الطباع عن مالك بلفظ: إن لي جارًا.
وأخرجه الدارقطني والإسماعيلي ومعن (انظر الفتح 9/ 59)، والنسائي في اليوم والليلة 27/ ب، 43 / أ، وفي الفضائل (انظر تحفة الأشراف 8/ 279 ولم أجده في الفضائل).
من طريق مالك أيضًا عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد به.
ورواه عن مالك أبو صفوان الأموي، وأبو عمر، ويحيى القطان وإسماعيل بن إبراهيم وهو خطأ، قال معن: والصواب عبد الرحمن بن عبد الله كما في الأصل اهـ. ونحوه قال النسائي، وكذا الدارقطني (انظر الفتح 9/ 59).
وأخرجه البخاري تعليقًا 9/ 59، والنسائي في اليوم والليلة 27/ ب، 43/ أ، وفي الفضائل 82، وأبو يعلى في مسنده 3/ 119، وفي المفاريد 62، والرامهرمزي في المحدث الفاصل ص 519، والبيهقي في الأسماء والصفات ص 65، وفي السنن 3/ 21، وفي الشعب 376/ 1 القسم الثاني، وابن حجر في تغليق التعليق 4/ 385.
كلهم من طريق مالك أيضًا عن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي سعيد قال: أخبرني أخي قتادة بن النعمان.
ورواه عن مالك إسماعيل بن جعفر.
ورواه عن إسماعيل: أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن جهضم.
وقد تفرد إسماعيل بن جعفر عن أربعة عشر راويًا عن مالك، وفيهم حفاظ حديثه المتقنون له، وخالف أيضًا الطريقين الآتيين عن غير مالك.
إلا أن أبا حاتم الرازي قال في علله: كذا رواه إسماعيل بن جعفر وهو صحيح، ورواه جماعة من أصحاب مالك يقصرون به.
قال ابن أبي حاتم: قلت لأبى: هل تابع إسماعيل بن جعفر أحد؟ قال: ما أعلمه إلا ما=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رواه ابن حميد عن إبراهيم بن المختار عن مالك فإنه يتابع إسماعيل (انظر العلل 2/ 68).
وهذه المتابعة لا يفرح بها فإن ابن حميد هذا هو محمد بن حميد الرازى وهو ضعيف الحفظ ويبدو أنه لضعفه رواه عن إبراهيم بن المختار، والصحيح أنه عن إسماعيل بن جعفر، وذلك لكثرة روايته عن إبراهيم، وكذا إبراهيم بن المختار ضعيف الحفظ أيضًا.
ولا ينتهض إسماعيل بن جعفر على ثقته إِلى مخالفة من خالفه، وخصوصًا أنه خالف أصل مالك في موطئه من جميع الروايات المذكورة وفيها رواية القعنبي وعبد الله بن يوسف.
قال ابن معين: أثبت الناس في الموطأ القعنبي وعبد الله بن يوسف بعده. وقال ابن حجر: وهكذا أطلق ابن المديني والنسائى أن القعنبي أثبت الناس في الموطأ (انظر تنوير الحوالك 1/ 9).
بالإضافة إلى أنه فيمن خالفهم عبد الرحمن بن مهدى، وقتيبة بن سعيد، وإسحق وغيرهم من الكبار الأثبات.
والخلاصة: أن الحديث المحفوظ من طريق مالك هو ما ذكرناه في صدر الكتاب بهذا الإسناد وهذا المتن.
وقد رواه من غير طريق مالك.
أحمد 3/ 15 من طريق ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مرفوعًا بلفظ: بات قتادة بن النعمان يقرأ. . . . الحديث، وفيه ابن لهيعة ضعيف مدلس والراوي عنه ليس من العبادلة.
وابن عدي 5/ 1972 من طريق عبد الحكم القسملي عن أبي الصديق عن أبي سعيد مرفوعًا بلفظ: قل هو الله أحد ثلث القرآن.
وفيه عبد الحكم وهو ضعيف.
ملحوظة:
يشبه أن يكون الأمر كما ذكر الحافظ في الفتح نقلًا عن بعض الأئمة أن السامع هو أبو سعيد الخدرى، والقارئ هو قتادة بن النعمان أخوه، ولكن أبا سعيد أبهم نفسه وأخاه.
وعن أبي سعيد الخدري أيضا:
(182)
قال أحمد: حدثنا عبد الله بن محمد - قال أبو عبد الرحمن (أي عبد الله بن أحمد راوي المسند): وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة - ثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن الضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة! قال: فشقّ ذلك على أصحابه، فقالوا: من يطيق ذلك؟ قال: "يقرأ قل هو الله أحد فهي ثلث القرآن".
تخريجه وطرقه:
أخرجه أحمد وابنه 8/ 3، البخاري 9/ 59، أبو يعلى 2/ 295، 3/ 357، الإسماعيلي (انظر الفتح 9/ 60)، ابن الضريس 112/ أ، الحلال في جزئه حديث رقم (4)، (25)، البيهقى في الشعب 377/ 1 القسم الثاني.
جميعهم من طريق الأعمش به.
ورواه عن الأعمش أبو خالد الأحمر وحفص بن غياث.
تنبيهات هامة:
جاء الحديث في البخاري بهذا السند: حدثنا عمر بن حفص، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا إبراهيم والضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري به بلفظ: الله الواحد الصمد ثلث القرآن.
وجاء عقبه: قال الفربري: سمعت أبا جعفر محمد بن أبي حاتم وراق أبي عبد الله يقول: قال أبو عبد الله: عن إبراهيم مرسل، وعن الضحاك المشرقي مسند اهـ.
قال الحافظ في الفتح: والمراد أن رواية إبراهيم النخعي عن أبي سعيد منقطعة، ورواية الضحاك عنه متصلة، ثم قال: يؤخذ من هذا الكلام أن البخاري كان يطلق على المنقطع لفظ المرسل، وعلى المتصل لفظ المسند، والمشهور في الاستعمال، أن المرسل ما يضيفه التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والمسند ما يضيفه الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بشرط أن يكون ظاهر الإسناد إليه الاتصال، وهذا الثاني لا ينافي، ما أطلقه المصنف. انتهى كلام الحافظ عن الفتح (9/ 60، 61) وقد قال بنحو ذلك في النكت الظراف (3/ 367، 368) =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=وقال البيهقى في الشعب: ورواية إبراهيم عن أبي سعيد مرسلة، ورواية الضحاك عنه مسندة قاله البخاري رحمه الله اهـ.
وليس الأمر كما قال الحافظان - رحمهما الله -؛ بل إن ما قاله البخاري موافق للقول المشهور؛ لأن السند في الأصل هكذا:
الأعمش حدثنا إبراهيم، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه. . . الحديث.
والضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: . . . الحديث. فجمعهما الأعمش.
ويضاف إلى هذا أن الأعمش هنا أراه - والله أعلم - دلس تدليس عطف، لأن روايته عن الضحاك بدون تصريح بالسماع في المراجع المذكورة، فيبدو أنه رواه عن إبراهيم بصيغة التحديث وعطف عليه الضحاك، وربما كان ذلك من بعض الرواة جمعهما هكذا، والله أعلم.
والدليل على ما ذكرت.
قال النسائي في اليوم والليلة 26/ ب، 42/ أ: رواه سليمان الأعمش عن إبراهيم فأرسله اه، ثم رواه بسنده من طريق أو معاوية وسفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
ورواه أبو يعلى 2/ 357 فقال: حدثنا إسحق، حدثنا أبو خالد عن الأعمش عن الضحاك عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
والأعمش عن هلال بن يساف عن ابن أبي ليلى.
والأعمش عن إبراهيم.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . . فذكره.
وهكذا رواه الخلال في جزئه رقم (4) من طريق هارون بن إسحق، ثنا أبو خالد عن الأعمش عن الضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري وعن هلال بن يساف عن ابن أبي ليلى وعن إبراهيم قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: . . . فذكره.
ورواه ابن الضريس 112/ أ: أخبرنا مسدد ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم وعن الضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. . . فذكره، وهذه الرواية من طريق حفص بن غياث هي نفس الطريق التي في البخاري=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهي أوضح في بيان الإرسال.
وقد رواه البيهقي في الشعب 377/ 1 القسم الثاني من طريق عمر بن حفص بنفس إسناد البخاري إلا أنه ليس فيه تصريح الأعمش بالسماع من إبراهيم. فتبين من هذا:
- أن الحديث من طريق إبراهيم مرسل على الاصطلاح المشهور.
- أن البخاري يوافق غيره في هذا الاصطلاح.
- أن تحديث الضحاك للأعمش غير مسلّم.
ثم إن لفظ الحديث في البخاري مخالف للفظه في باقي المراجع، والصحيح ما أثبته في صدر الكتاب.
وأما هذا اللفظ فهو تسمية من أحد الرواة للسورة، ويبدو أن هذا هو لفظ حديث إبراهيم المرسل، والله أعلم.
وقد ذكر الحافظ في الفتح توجيهين آخرين لهذا اللفظ، والأرجح ما ذكرته، والله أعلم.
عن أبي هريرة:
(183)
قال أحمد: ثنا يحيى بن سعيد قال: ثنا يزيد بن كيسان قال: حدثني أبو حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احشدوا فإني سأقرأ عليكمَ ثلث القرآن". فحشد من حشد، ثم خرج فقرأ قل هو الله أحد (الله الصمد حتى ختمها) ثم دخل. فقال بعضنا لبعض: هذا خبر جاءه من السماء فذلك الذى أدخله. ثم خرج (إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم) فقال: "إني قد قلت لكم إني سأقرأ عليكم ثلث القرآن وإنها تعدل ثلث القرآن".
تخريجه وطرقه:
أخرجه أحمد 2/ 429 وإسحق بن راهويه في مسنده 37 / ب/4، ومسلم 6/ 94، 95، ابن الضريس 111/ ب، 112/ ب، 113/ أ، الترمذي 5/ 168، ابن الأعرابي في معجمه ق 460/ 11.
كلهم من طريق أبي حازم الأشجعي به.
ورواه عن أبي حازم يزيد بن كيسان وبشير أبو إسماعيل.
وأخرجه ابن الضريس 110/ ب، الترمذي 5/ 168، ابن ماجه 2/ 1244.
من طريق سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة به مقتصرًا على قوله: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.
ورواه عن سليمان خالد بن مخلد، ويحيى بن عبد الحميد، ومحمد بن معاوية.
وأخرجه ابن السني 254، الطبراني في الصغير 1/ 62، وأبو نعيم في أخبار أصبهان 1/ 105، والخلال في جزئه حديث رقم 45، والخطيب في التاريخ 10/ 170، البيهقي في الشعب 1/ 376 القسم الثاني.
من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا بألفاظ. متغايرة تفيد أن قل هو الله أحد ثلث القرآن.
ورواه عن أبي سلمة: الزهرى، ويحيى بن أبي كثير، وسعد بن إبراهيم.
وأخرجه الطيالسي 325، والحاكم 1/ 567.
من طريق عصر مولى نوفل بن عدي عن أبي هريرة به بنحوه مختصرًا، وزاد معها المعوذتين. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه عن عمير يحيى ابنه ومحمد بن أبي حميد.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة ورافع بن خديج حديثًا فيه: وإن قراءة قل هو الله أحد في صلاة تعدل قراءة ثلث القرآن (الدر 6/ 246).
وأخرج الدارمي 2/ 460 قال: حدثنا أبو نعيم عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع قال: أخبرني ابن شهاب أن حميد بن عبد الرحمن حدثه أن أبا هريرة كان يقول: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.
وهو موقوف في حكم المرفوع، والله أعلم.
عن أبي الدرداء:
(184)
قال الطيالسي: حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ " قيل: يا رسول الله، ومن يطيق ذلك؟ قال:"اقرءوا قل هو الله أحد (تعدل ثلث القرآن) (إن الله عز وجل جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءًا من أجزاء القرآن) ".
تخريجه وطرقه:
أخرجه الطيالسي 131، أحمد 5/ 195، 6/ 442، 443، 447، مسلم 6/ 94، الدارمي 2/ 460، أبو عبيد 201، ابن الضريس 111/ ب، النسائي في اليوم والليلة 27/ ب، 43/أ، عيد بن حميد 47، ابن نصر (انظر المختصر ص 69)، أبو نعيم في الحلية 7/ 168 وفي أخبار أصبهان 2/ 285، ابن بشر في أماليه 31/أ، البيهقي في الشعب 377/ 1 القسم الثاني، الثعلبي في تفسيره 187/ أ / 13، والفاكهي في حديثه 36/ ب.
كلهم من طريق قتادة به.
ورواه عن قتادة، شعبة، وسعيد بن بشير، وَأبان بن يزيد، وسعيد بن أبي عروبة، وبكير بن أبي السميط.
وأخرجه ابن عدى 6/ 2278، والخلال في جزئه حديث رقم 6.
من طريق محمد بن سليمان بن بنت مطر الوراق عن محمد بن خازم عن موسى الصغير عن هلال بن يساف عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعًا بلفظ: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن.
وقال ابن عدى: إن هذا الحديث يعرف من رواية أسد السنة عن محمد بن خازم، وإنما سرقه محمد بن سليمان اهـ. ولم أقف على رواية أسد السنة هذه.
عن أبي أيوب:
(185)
قال أحمد: ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن زائدة بن قدامة عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أيعجب أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ فإنه من قرأ قل هو الله أحد الله الصمد في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن".
تخريجه وطرقه:
قبل أن أبدأ في سرد ذلك أحب أن أنبه على أن هذا الحديث من أشكل الأحاديث التي وقفت عليها، وقد تكلم عليه الحفاظ، وأفرده الحافظ الخطيب البغدادى بجزء سماه: حديث الستة من التابعين، وذكر طرقه واختلاف وجوهه، وقد حققته فليرجع إليه.
1 -
أخرجه أحمد 5/ 418، وعبد بن حميد (323 المنتخب)، والترمذي 5/ 167، والنسائي في اليوم والليلة 26 / ب، في السنن 2/ 171، الطبراني 4/ 199، أبو نعيم في الحلية 2/ 117، 4/ 154، الخطيب في جزئه رقم 6، 9، والبيهقي في الشعب 378/ 1 القسم الثاني.
جميعهم من طريق زائدة بهذا الإسناد نحوه.
ورواه عن زائدة ابن مهدي، والحسين الجعفي، ويحيى بن أبي بكير، ومعاوية بن عمرو، وأبو حذيفة.
2 -
وأخرجه الدارمي 2/ 461 عن عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن منصور بمثل رواية زائدة.
3 -
وأخرجه الخطيب في جزئه رقم 10 من طريق سويد بن سعيد عن الفضيل بن عياض عن منصور بمثل رواية زائدة.
4 -
وأخرجه ابن الضريس 111/ ب ومن طريقه الخطيب في جزئه 8 عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حسين بن علي عن زائدة عن منصور عن هلال عن عمرو عن عبد الرحمن به.
5 -
وأخرجه النسائي في اليوم والليلة 26 / ب، الطبراني 4/ 199، والخطيب في جزئه رقم 11. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من طريق فضيل بن عياض عن منصور عن هلال عن عمرو عن الربيع عن عبد الرحمن به.
ورواه عن فضيل يوسف بن مروان، وعبيد الله، ومحمد بن زياد، وعلي بن الأزهر إلا أن عليًّا لم يذكر أبا أيوب وهو عند الخطيب.
6 -
وأخرجه البخاري في التاريخ 3/ 137، النسائي في اليوم والليلة 26 / ب، الطبراني 4/ 200.
من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصور عن ربعي بن حراش عن عمرو بن ميمون به.
ورواه عن عبد العزيز إسحق ومسدد وبشر بن الحكم ومحمد بن أبي بكر.
7 -
وأخرجه النسائي في اليوم والليلة 26/ ب، الطبراني 4/ 199.
من طريق جرير عن منصور عن هلال عن الربيع عن امرأة من الأنصار به.
ورواه عن جرير محمد بن قدامة، وعمان بن أبي شيبة.
8 -
وأخرجه الخطيب في جزئه رقم 14 من طريق ابن خلّاد عن غندر عن شعبة بمثل رواية جرير.
9 -
وأخرجه أحمد 5/ 418، البخاري في التاريخ 3/ 137، أبو عبيد في فضائله 199، النسائي في اليوم والليلة 26 /ب، أبو نعيم في الحلية 7/ 168، الخطيب في جزئه رقم 12، 13.
من طريق شعبة عن منصور عن هلال عن ربيع عن عمرو عن امرأة من الأنصار به.
ورواه عن شعبة غندر وعبد الصمد وحجاج.
إلا أنه في رواية عبد الصمد عند الخطيب قال: أو قال عن امرأة أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم وسقطت "عن" عند أبي نعيم بين المرأة وبين أبي أيوب، والصواب ما في المسند فإنه رواه بن طريقه، وكذا عند غير أبي نعيم من طريق أحمد.
10 -
وأخرجه النسائي في اليوم والليلة 27 / ب، الطبراني 4/ 198، أبو نعيم في الحلية 7/ 168، الدارقطني في العلل ق؟ / ب / 2، الخطيب في جزئه 17، 18، البيهقي في الشعب 1/ 378 القسم الثاني.
من طريق الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب به نحوه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ورواه عن الشعبي إسماعيل بن أبي خالد، وزكريا، وعبد الله بن أو السفر.
11 -
وأخرجه أبو نعيم 4/ 154، 7/ 134 من طريقين عن محمد بن يحيى بن منده عن أبي كريب عن وكيع عن سفيان عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن أبي أيوب به نحوه.
إلى هنا انتهت الطرق المرفوعة للحديث.
وهناك طرق موقوفة على أبي أيوب:
(أ) أخرجه الخطيب في جزئه 7 من طريق بندار عن عبد الرحمن بن مهدي عن منصور عن هلال عن الربيع عن عمرو عن ابن أبي ليلى عن امرأة عن أبي أيوب موقوفًا.
(ب) أخرجه البخارى في التاريخ 3/ 137 عن ابن نمير عن جعفر بن عون عن زكريا عن الشعبى عن عبد الرحمن عن أبي أيوب موقوفًا.
(جـ) أخرجه النسائي في اليوم والليلة 27 / ب، عن إسحاق عن ابن عون عن الشعبي عن عمرو بن ميمون عن أبي أيوب نحوه.
(د) أخرجه النسائي في اليوم والليلة 27/ ب، البخاري في للتاريخ 3/ 137 الأول عن أحمد بن سليمان، والثاني عن ابن نمير كليهما عن جعفر بن عون عن عمرو عن عثمان بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب نحوه.
(هـ) أخرجه النسائي في اليوم والليلة 26 /ب، وابن الضريس 112/ ب، الخطيب في جزئه 15.
من طريق أبي الأحوص عن سعيد بن مسروق عن منذر الثوري عن الربيع عن أبي أيوب نحوه.
ورواه عن أبي الأحوص سعيد بن منصور وهناد وسهل بن عثمان.
- وهناك طرق مرسلة نؤخرها بعد الانتهاء من الأربعة أحاديث المتوالية التي منها هذا.
التحقيق:
أكثر هذه الطرق تدور حول منصور.
فنبدأ بالطريق التي رقمها 1، 2، 3، 4، 6.
كلها تجتمع إذا نظر الناظر لأول وهلة في عمرو بن ميمون، وأن هلالًا والربيع وربعي=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ابن حراش اتفقوا على رواية الحديث عنه عن عبد الرحمن عن امرأة عن أبي أيوب مرفوعًا.
وليس الأمر كذلك؛ لأن في طرقها كلها (منصورًا) واختلف أصحابه عليه.
فأما طريق ربعي فهو خطأ ولا يصح، قال النسائي بعد روايته: هذا خطأ، وقال البخاري: وربعي لا يصح، وهو كما قالا، والخطأ من عبد العزيز بن عبد الصمد؛ لأنه صحيح إليه، وقد رواه عنه حفاظ تقدموا وهو مع حفظه وثقته خالف جميع أصحاب منصور الذين اتفقوا على أن شيخه هلال بن يساف، واختلفوا فيما بعد ذلك وهم: شعبة وجرير وزائدة وفضيل وإسرائيل فالطريق رقم 6 انتهى بيان علته.
وأما طريق هلال فهو أيضًا معلول لأحد أمرين: إما أن يكون أبو بكر بن أبي شيبة خالف أصحاب حسين الجعفي، وإما أن يكون حسين خالف أصحاب زائدة ومنهم نفسه، والأول أضعف من الثاني؛ لأن أبا بكر خالف عبد بن حميد وأحمد بن عبد الحميد فقط، وأما الثاني فقد خالف حسين نفسه مع أربعة أنفس فيهم عبد الرحمن بن مهدى، فإما يكون الوهم فيه من أبي بكر أو من حسين.
فالطريق رقم 4 انتهى بيان علته.
وعلى ذلك يتبين أن الطريق إلى عمرو بن ميمون من هذه الطرق الخمسة؛ ليس إلا من رواية ربيع بن خثيم وهي الواردة من الطرق رقم 1، 2، 3 والتي إذا نظر فيها الناظر لأول وهلة يجد أنها تجتمع في منصور، وأن زائدة وإسرائيل وفضيلًا اتفقوا على رواية الحديث عنه عن هلال عن ربيع عن عمرو عن عبد الرحمن به.
والأمر ليس كذلك؛ لأن رواية فضيل أتت من طريق سويد بن سعيد عنه، وسويد ولو أنه صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، وأفحش فيه ابن معين القول، وهو مع ذلك خالف الرواة عن فضيل وهم أربعة الأنفس المذكورون في الطريق رقم 5.
فبقي عندنا زائدة وإسرائيل فأما إسرائيل فلم يختلف عليه فيه، والراوي عنه هو عبيد الله بن موسى من أثبت الناس فيه.
وأما زائدة فاتفق أصحابه على رواية الحديث عنه هكذا إلا أن حسينًا اختلف عليه، وقد تقدم ذكر ذلك عند الكلام على الطريق رقم 4، وكذا عبد الرحمن بن مهدى اتفق أصحابه وهم: أحمد وقتيبة وبندار على روايته للحديث عن زائدة كذلك، إلا أن بندارًا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= اختلف عليه فيه، فرواه عنه الترمذي والنسائي بموافقة غيره ورواه عنه محمد بن إسماعيل البصلاني بنفس السند ولكن وقفه، وهو مع ثقته فالترمذي والنسائي مقدمان عليه لا سيما وقد وافقت روايتهما الطريقين الآخرين وانظر "أ" في الموقوفات. فالثابت عن زائدة روايته كرواية إسرائيل.
وندرس الآن الطريق رقم 5 وهو طريق فضيل الثابت عنه من رواية أربعة أنفس تقدموا، إلا أن أحدهم وهو علي بن الأزهر خالفهم في أنه أسقط أبا أيوب وهو دون الثقة، حيث قال أبو حاتم فيه: صدوق (الجرح والتعديل 6/ 175)، وفي الطريق إليه حاتم ابن الحسن الشاشي أيضًا دون الثقة حيث قال فيه الخطب: ما علمت من حاله إلا خيرًا (تاريخ بغداد 8/ 247) ولذا فرواية الجماعة أولى بالصواب.
فيخلص من هذا أن رواية فضيل هكذا عن منصور عن هلال بن يساف عن عمرو عن الربيع عن عبد الرحمن عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب.
وأما الطريق رقم 7 فهو ثابت عن جرير، فالراويان عنه ثقتان، ولم يختلف على جرير في روايته.
وأما الطريق رقم 8، 9 فهو من طريق غندر عن شعبة، وقد اختلف على غندر فرواه ابن خلاد عنه هكذا، وخالفه أحمد بن حنبل ومحمد بن المثنى في الطريق رقم 9، حيث روياه عن غندر عن شعبة عن منصور عن هلال عن ربيع عن عمرو عن امرأة عن أبي أيوب به.
والإسناد إلى ابن خلاد صحيح وهو أيضًا ثقة، ولكن رواية من خالفه مقدمة لا سيما وقد وافقا الرواية من طريق حجاج وعبد الصمد، والأخير ثبت في شعبة كما نص الحافظ ابن حجر.
وأما الشك في رواية عبد الصمد فيبدو أنه من عباد بن الوليد؛ لأنه دون الثقة حيث قال الحافظ عنه: صدوق، وأما باقي رجال السند فهم ثقات مأمونون.
ورواه حجاج بن نصير أيضًا عن شعبة عن ابن أبي السفر كما سيأتي في الطريق رقم 10 وهي رواية معلولة.
وقد اختلف على شعبة في هذا الحديث بما لا يعد اختلافًا، وإنما أراه شيئًا، عاديًا راجع إلى حفظ شعبة الواسع وتعدد شيوخه، وسيأتي بيان ذلك في الأحاديث الآتية.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فالثابت عن شعبة روايته للحديث عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع عن عمرو عن امرأة عن أبي أيوب بإسقاط ابن أبي ليلى.
وأما الطريق رقم 10 فرواية ابن أبى السفر عن الشعبي في الإسناد إليها حجاج بن نصير وهو ضعيف، ورواية إسماعيل بن أبي خالد في الطريق إليها مسلمة بن حفص السعدي، ولم أعثر له على ترجمة، وقد روى الحديث جماعة عن إسماعيل بن أبي خالد عن هلال ابن يساف عن أبي مسعود بلفظ مختلف وهو المحفوظ عن إسماعيل. ولفظ الحديث عن أبي مسمعود موقوفًا: "من قرأ في ليلة قل يا أيها الكافرون فقد أكثر وأطيب، وراجع جزء الخطيب حديث 20، 22، 21.
وأما طريق زكريا فرواية يعلى وأسباط كليهما عنه لم يختلف عليه فيها، ورواه عنه جعفر بن عون فاختلف عليه؛ فرواه ابن نمير عن جعفر عنه بنفس المسند فوقفه وانظر (ب) في الموقوفات، ورواه إسحق عن ابن عون عن الشعبي عن عمرو بن ميمون عن أبي أيوب موقوفًا أيضًا ولم يذكر زكريا وانظر (جـ)، ورواه أحمد بن سليمان وابن نمير كلاهما عن ابن عون فجعلا شيخه عمرو بن عثمان بن موهب عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب موقوفًا وانظر (د).
ورواه يزيد بن هارون عن زكريا عن الشعبى عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب موقوفًا كما سيأتي.
وعليه فالثابت عن الشعبي رواية يعلى وأسباط التي اتفقا عليها عن زكريا عنه عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب.
وأما رواية يزيد فيأتي الحديث عنها.
وأما الطريق رقم 11 فقد اختلف فيه على وكيع ثم سفيان ثم على أبي إسحق، فرواه عن وكيع علي بن محمد والحسين بن محمد الطنافسي عن سفيان عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود فخالفا أبا كريب.
ورواه عن سفيان وكيع في خمسة حفاظ من كبار أصحاب الثوري عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبى مسعود، وخالفهم أبو كريب عن وكيع كما تقدم، وعبد الصمد بن حسان حيث رواه عن سفيان عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود. وكذا ابن مهدي اختلف عليه فيه عن سفيان، فرواه عنه ثلاثة أنفس=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فيهم أبو عبيد كرواية الجماعة، ورواه عنه بندار وأبو عبيد عن أبي إسحق عن عمرو ابن ميمون مرسلًا كما سيأتي في المراسيل، واختلفي على أبي إسحق فيه فرواه عنه سفيان كما تقدم بالاختلاف عليه.
ورواه عنه زائدة ومعمر بمتابعة سفيان عنه عن عمرو بن ميمون مرسلًا، كما سيأتي في المراسيل.
ورواه زكريا عنه عن عمرو بن ميمون عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعًا سيأتي في حديث أبي مسعود.
ورواه شعبة عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون قوله عند النسائي في اليوم والليلة 27 / ب، ابن الضريس 122 / ب.
ورواه عطاء عن أبي إسحق عن أبي مسعود، أو ابن مسعود مرفوعًا، وسيأتي في حديث أبي مسعود.
وخلاصة القول أن الحديث ثابت من طريق أبي إسحق، والاضطراب فيه من أبي إسحق وليس ممن دونه، ووكيع وسفيان كلاهما لا مانع من أن يكون لديهما الحديث من هذه الطرق التي تقدمت، وليس ذلك من الاختلاف الموجب للاضطراب.
وأولي الطرق عندي عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود كما سيأتي، وأن أبا إسحق لاختلاطه كان يضطرب فيه.
وأما الطرق الموقوفة:
فقد درست كلها في غضون الطرق المرفوعة ما عدا رقم (هـ) وهو طريق صحيح رجاله كلهم ثقات، وهو لا ينافي الطريق المرفوعة ولا يعلها، حيث سيأتي ما يشهد له في حديث عبد الله بن عمرو الذي فيه أن أبا أيوب روي الحديث موقوفًا ثم صدقه النبي صلى الله عليه وسلم.
وخلاصة القول أن للحديث طرقًا هي أسلم ما ذكر:
1 -
إسرائيل وزائدة عن منصور عن هلال عن ربيع عن عمرو عن عبد الرحمن عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب مرفوعًا.
2 -
فضيل عن منصور عن هلال عن عمرو عن الربيع عن عبد الرحمن عن امرأة عن أبي أيوب مرفوعًا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 3 - جرير عن منصور عن هلال عن الربيع عن امرأة عن أبي أيوب مرفوعًا.
4 -
شعبة عن منصور عن هلال عن الربيع عن عمرو عن امرأة عن أبي أيوب مرفوعًا.
5 -
زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أو ليلي عن أبي أيوب مرفوعًا.
وأولى الطرق عن منصور هي طريق إسرائيل وزائدة، والمرأة التي من الأنصار الأرجح أنها امرأة أبي أيوب وأنها صحابية، وقد فصلت ذلك في جزء الخطيب، وإليه ذهب الترمذي.
قال النسائي بعد رواية هذا الحديث من هذا الطريق: لا أعرف في الحديث الصحيح إسنادًا أطول من هذا.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن، ولا نعرف أحدًا روي هذا الحديث أحسن من رواية زائدة، وتابعه على روايته إسرائيل والفضيل بن عياض، وقد روي شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور، واضطربوا فيه اهـ.
وقد بيّنا أن متابعة الفضيل جاءت من طريق ضعيفة خلاف الثابت عن فضيل، وبيّنا أيضًا أن شعبة وغيره لم يضطربوا فيه؛ لأنه بدراسة الطرق تبين أن الاضطراب من الرواة عنهم أو من شيوخهم.
ولكن يمكن أن يُقال: إن بعضهم وهم فيه، ففضيل قال: عمرو عن الربيع بدلًا من الربيع عن عمرو.
وأسقط جرير عمرًا وعبد الرحمن، وأسقط شعبة عبد الرحمن؛ وذلك لأن الحديث عنده عن ابن مسعود وعن أبي مسعود، فيبدو أنه دخل عليه من ذلك شيء مع حفظه وجلالته.
وأيضًا طريق الشعبي طريق صحيحة كما بينا، وهي أصح ما جاء عنه، ولها متابعات ولكنها لا تخلو من مقال:
عن ابن مسعود:
(186)
قال ابن الضريس: أخبرنا عبيد الله بن معاذ العنبري ثنا أبي ثنا شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن ربيع بن خثيم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيعجز أحدكم أن يقرأ كل ليلة ثلث القرآن؟ " قالوا: ومن يطيق ذلك؟ قال: "بلي؛ قل هو الله أحد".
تخريجه وطرقه:
1 -
أخرجه ابن الضريس 110/ أ، ابن السني 255، النسائي في اليوم والليلة 26 / ب، والطبراني 10/ 256، وأبو نعيم في الحلية 2/ 117، 7/ 168، الخطيب في جزئه (1)، (2) وابن حبان (انظر موارد الظمآن 173) وفيه تصحيف في اسم ربيع ابن خثيم فقيل عن خيثمة.
من طريق عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة به.
ورواه عن عبيد الله: أبو يعلي، وعبد الله بن أحمد، والنسائي، والحسن بن سفيان، وابن الضريس، ومحمد بن أحمد، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وصالح بن محمد.
2 -
وأخرجه الخطيب في جزئه رقم (3) بسنده إلى يحيى بن معين قال: وكان في أصل كتاب معاذ.
3 -
وأخرجه البزار (3/ 85 كشف الأستار)، الخطيب في جزئه (4) من طريق أبي بحر البكراوي عن شعبة به بنحوه.
ورواه عن أبي بحر محمد بن عبد الله بن بزيع، ومحمد بن يحيى، وعبد الله بن الصباح.
4 -
وأخرجه أبو نعيم في الحلية 7/ 168، والخطيب في جزئه رقم (5) من طريق عثمان بن محمد النشيطي عن شعبة به نحوه.
ورواه عن عثمان معاذ بن المثنى، وعنه محمد بن عبد الله الشافعي، وسليمان بن أحمد.
5 -
وأخرجه الطبراني 10/ 256 عن يعقوب بن إسحق عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة عن حصين عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود مرفوعًا نحوه.
وأخرجه الخلال في فضل قل هو الله أحد رقم (3) من طريق سويد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبد العزيز عن حصين به نحوه مثل شعبة.
6 -
وأخرجه أبو نعيم في الحلية 7/ 168 عن محمد بن أحمد عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن غندر عن شعبة عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود بنحوه مرفوعًا.
7 -
وأخرجه ابن الضريس 110/ ب، وابن أبي حاتم في العلل 2/ 61، والطبراني 10/ 197، والبزار (3/ 84 كشف الأستار)، والخطيب في جزئه (23).
من طريق شريك عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود مرفوعًا بنحوه.
ورواه عن شريك منجاب، وعلي بن حكيم، ويحيي الخواص.
وأحيانًا يشك شريك فيقول: أراه عن ابن مسعود، والذي بين أن الشك من شريك رواية ابن الضريس.
8 -
وأخرجه الخطيب في جزئه رقم (19) من طريق أبي حذيفة عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن هلال بن يساف عن ابن مسعود مرفوعًا بنحوه.
9 -
وأخرجه ابن عدي 5/ 19، 20 والطبراني 10/ 172 وفي الأوسط.
من طريق حماد بن زيد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود بنحوه مرفوعًا.
ورواه عن حماد عون بن عمارة، وهاشم بن محمد.
10 -
وأخرجه أبو عبيد 199، ابن الضريس 113/ أ، النسائي في اليوم والليلة 26 / ب، والدارمي 2/ 460.
من طريق عاصم عن زر عن ابن مسعود موقوفًا بنحوه.
ورواه عن عاصم حماد، وسلام بن أبي مطيع، وشيبان.
11 -
وأخرجه النسائي في اليوم والليلة 26 / ب عن محمد بن العلاء عن أبي بكر عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود موقوفًا.
12 -
وعلقه الدارقطني في العلل ق 2 / ب/ 2 عن محمد بن سلمة عن الفزاري محمد بن عبد الله عن أبي قيس عن بديل بن شرحبيل عن عبد الله به مرفوعًا.
والحديث عزاه في الدر لابن نصر (6/ 414).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= التحقيق:
أحسن هذه الطرق طريق عبيد الله بن معاذ عن أبيه، فإن رجاله كلهم ثقات، وهو الطريق رقم (1). وقد بيَّن في الطريق الثافي أن يحيى بن معين رأي الحديث في أصل معاذ، وهذه متابعة قوية جدًا لعبيد الله؛ ولذا أنكر يحيى بن معين هذا الحديث على معاذ وليس على ابنه عبيد الله، وهذا هو الداعي الذي جعل الخطيب يؤلف جزءه ردًا على إنكار يحيى بن معين هذا الحديث على معاذ بن معاذ العنبري، وذكر فيه من تابع معاذًا على روايته له عن شعبة بهذا الإسناد، وهما أبو بحر البكراوي صاحب الطريق رقم (3) وعثمان بن محمد النشيطي صاحب الطريق رقم (4).
والإسناد إلى أبي بحر صحيح، إلا أنه - أعني: أبا بحر واسمه عبد الرحمن بن عثمان - ضعيف من قبل حفظه فهو يصلح للاستشهاد به، وقد استشهد به الخطيب في جزئه. وقال يعقوب بن شيبة: وقد بلغني أن أبا بحر البكراوي قد رواه عن شعبة، فإن كان هذا صحيحًا فالحديث صحيح غريب، انظر جزء الخطيب (3).
والإسناد إلى النشيطي أيضًا صحيح إلا أنني لم أقف له على ترجمة، ولكنه متابع جيد لأيي بحر ومعاذ، وقد اعتبره أبو نعيم متابعًا لمعاذ (الحلية 7/ 168).
والخلاصة: أن هذا هو الطريق الصحيح الثابت عن ابن مسعود.
وأما الطريق رقم (5) والذي من طريق حصين عن هلال فإسناده صحيح إلى حصين، فشيخ الطبراني هو يعقوب بن إسحق البغدادي القلوسي، قال الخطيب: كان حافظًا ثقة ضابطًا (التاريخ 14/ 285).
وشيخه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي ثقة مأمون مكثر، وشعبة مشهور، وقد اختلف على حصين في روايته، فرواه عنه شعبة وسويد هكذا، ورواه عنه هشيم عن هلال بن يساف عن عبد الرحمن عن أبي بن كعب أو عن رجل من الأنصار. رواه جماعة عن هشيم هكذا، ورواه هلال بن العلاء عن أبيه عن هشيم عن حصين عن عبد الرحمن عن أبي بن كعب مرفوعًا، وهو منكر كما سيأتي بيانه في حديث أبي بن كعب، فانحصرت الطرق في طريقين: طريق شعبة وسويد، ولكن سويدًا لا يصلح لتقوية رواية شعبة؛ لأنه ضعيف؛ وقد تركه أحمد بن حنبل، وطريق هشيم من رواية الجماعة عنه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهشيم أعلم الناس بحديث حصين، إلا أن حصينًا قد تغير بأخرة، فيمكن أن يكون الخطأ منه لا من شعبة.
وأما الطريق رقم (6) فمحمد بن أحمد بن الحسن هو ابن الصواف، قال الدارقطني: ما رأت عيناي مثله، وقال ابن أبي الفوارس: كان ثقة مأمونًا من أهل التحرز (تاريخ بغداد 1/ 289)، وعبد الله هو ابن الإِمام أحمد بن حنبل ثقة إمام.
إلا أن غندر خالف فيه أصحاب شعبة، وهو مع أنه أثبتهم إذا حدث من كتابه إلا أن فيه غفلة، فربما حدث بهذا من حفظه فجعله من مسند ابن مسعود، وهو من مسند أبي مسعود، رواه الجماعة عن شعبة، وهم الطيالسي ومعاذ وبشر وأمية بن خالد، والتي وافقوا فيها من رواه عن أبي قيس غير شعبة كما سيأتي بيانه، فهي طرق معلولة.
وأما الطريق رقم (7) ففيها علتان: ضعف شريك مع شكه أحيانًا هل هو عن ابن مسعود أم عن غيره، واختلاط أبي إسحق السبيعي. والذي أراه أنه عن أبي مسعود كما سيأتي بيانه.
وأما الطريق رقم (8)، ففيه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي البصري، وهو صدوق سيئ الحفظ وكان يصحف، وقد خالف من هو أوثق منه عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد، فجعل الحديث عن أبي مسعود موقوفًا بلفظ: من قرأ قل يا أيها الكافرون في ليلة فقد أكثر وأطيب، وزاد: وقل هو الله أحد، فهي منكرة.
وأما الطريق رقم (9) فالراوي عن حماد عون بن عمارة ضعيف، ومتابعه هاشم بن محمد الربعي ذكره العقيلي في الضعفاء وقال: لا يتابع على حديثه (4/ 344) وقال ابن حبان: ربما أخطأ (انظر اللسان 6/ 185).
فلا يصح هذا الطريق المرفوع، ولكنه شاهد للموقوف، وهو الصحيح.
وأما الطريق رقم (10) فهو الصحيح عن عاصم عن زر عن ابن مسعود موقوفًا، وسنده حسن؛ لأن عاصمًا فيه كلام يسير، وقد رواه عن حماد الثقات، وتابعه شيبان وسلام.
وأما الطريق رقم (11) فمحمد بن العلاء ثقة حافظ، وأبو بكر هو ابن عياش ثقة، وأبو حصين هو عثمان بن عاصم ثقة ثبت، وأبو عبد الرحمن هو السلمي، فإسنادها =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= صحيح، وهي شاهد قوي للطريق رقم (10).
وأما الطريق رقم (12) فلم أقف على سنده موصولًا، وقد قال فيه الدارقطني: وهو وهم، والصواب عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود اهـ. باختصار وهو كما قال، فقد رواه الجماعة عن أبي قيس كما ذكر، وسيأتي.
فخلاصة القول: أن حديث ابن مسعود يصح مرفوعًا من طريق معاذ بن معاذ ومن تابعه، عن شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود.
ويصح موقوفًا من طريق عاصم عن زر عن ابن مسعود.
ومن طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود.
وقد صحح الحديث المرفوع يعقوب بن أبي شيبة، فقال: هذا إسناد صحيح، ثم قال على الحديث: فهو صحيح غريب (جزء الخطيب رقم 3) وقال السيوطي: بسند صحيح 6/ 414.
وقال في المجمع على حديث معاذ من طريق عبد الله بن أحمد: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، وهو ثقة إمام (7/ 148).
عن أبي مسعود:
(187)
قال الطيالسي: حدثنا شعبة عن أبي قيس عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود البدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيغلب أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة". قلنا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال: "قل هو الله أحد ثلث القرآن".
تخريجه وطرقه:
أخرجه الطيالسي 86، أحمد 4/ 122، أبو عبيد 198، ابن ماجه 2/ 1245، والبخاري في التاريخ 3/ 137، ابن الضريس 112/ أ، النسائي في اليوم والليلة 27/ ب، والطبراني 17/ 254، 255، في الصغير 2/ 37، وأبو نعيم في الحلية 4/ 154 وفي أخبار أصبهان 2/ 11، 35، وفي المعرفة 118/ ب/2، ومسدد في مسنده (انظر مصباح الزجاجة 2/ 259)، الدارقطني في العلل ق 2/ ب/2، والخطيب في جزئه 24، 25، 26، 27، 28، وفي التاريخ 13/ 219.
جميعهم من طريق أبي قيس عن عمرو به نحوه.
ورواه عن أبي قيس: شعبة، وسفيان، ومسعر بن كدام، وحجاج ومحمد بن جحادة.
ورواه عن شعبة: أمية بن خالد، والطيالسي، ومعاذ، وبشر.
ورواه عن سفيان: الفريابي، ويزيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو عاصم، ووكيع، وأبو نعيم.
ورواه عن مسعر: أبو أحمد، وأبو يحيي الحماني، ومحمد بن سابق، وعمرو الأغضف.
ورواه عن حجاج: أبو خالد الأحمر.
ورواه عن محمد بن جحادة: الحسن بن أبي جعفر.
وأخرجه الدارقطني في العلل ق 2/ ب/2، والخلال في فضل قل هو الله أحد رقم (24)، والخطيب في جزئه رقم (29).
من طريق محمد بن مخلد عن عبد الله بن مت عن عبد الصمد بن حسان عن سفيان عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود به نحوه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الخلال في فضل قل هو الله أحد (23) من طريق حميد بن الربيع عن ابن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود بنحوه.
وأخرجه أبو عبيد في فضائله 198 عن حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن أبي إسحق عن أبي مسعود، أو ابن مسعود.
وأخرجه البخاري في التاريخ 3/ 137، والنسائي في اليوم والليلة 27 /ب من طريق زكريا عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مرفوعًا.
ورواه عن زكريا: الفضل، وعبد الرحيم.
التحقيق:
الطريق الأولى رجالها ثقات أعلام، إلا أن النسائي قال: وقال أبو قيس: عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود، ولم يتابعه أحد علمته على ذلك.
وقال البخاري في التاريخ 3/ 137: وكان يحيي ينكر على أبي قيس حديثين
…
فذكر منهما هذا.
وفي الواقع ليس أبو قيس في حاجة لمن يتابعه؛ لأنه ثقة ولم يخالفه من الثقات الأثبات مثله من طرق معتمدة، إلا الربيع بن خثيم فقط، الذي رواه عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب بنحوه مرفوعًا، فليس أحدهما بأولى من الآخر لتعل روايته برواية الثاني، لا سيما ورواية أبي قيس أسلم بكثير من رواية الربيع، والتي أخذنا وقتًا طويلًا في بيان علل الطرق التي اختلفت على الرواة عنه فيها.
فحديث أبي قيس حديث صحيح، كما أن حديث الربيع حديث صحيح كما بينا آنفًا، ولا مانع من أن يكون عمرو بن ميمون سمع الحديث هذا من أبي مسعود، وسمعه أيضًا من عبد الرحمن عن المرأة عن أبي أيوب، وهذا هو الذي لا ينبغي خلافه لا سيما والحديث جاء من بعض الطرق التي تؤيد رواية أبي قيس.
وأما الطريق الثانية فرجالها ثقات، إلا أن الخطيب قال ما معناه: خالف عبد الصمد أصحاب الثوري. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وكنت أظن لفترة أن القول كما قال الخطيب وأن عبد الصمد خالف أصحاب الثوري، فجعل شيخه فيه أبا إسحق، وغيره جعلوه أبا قيس، ولكن بعد النظر في الطرق؛ تبين لي أن للثوري في الحديث شيخًا آخر هو أبو إسحق وذلك ثابت من طرق كثيرة، إلا أن أبا إسحق لاضطرابه كان يرويه تارة فيقول: عن عمرو بن ميمون مرسلًا، وتارة يقول: عن عمرو عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وتارة يقول: عن عمرو بن ميمون قوله، وتارة يقول: عن أبي مسعود مرفوعًا بإسقاط عمرو بن ميمون.
وتارة يقول: عن عمرو عن ابن مسعود، ولكن الراوي عنه شريك كان يشك في كونه عن ابن مسعود، وتارة يقول: عن عمرو بن ميمون عن أبي أيوب. فكون الثوري روي هذا الحديث عن أبي إسحق، فقد مر ذكر أن وكيعًا رواه عنه عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون عن أبي أيوب من طريق صحيحة.
وفي المراسيل أن عبد الرحمن بن مهدي، رواه عن سفيان عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون مرسلًا بسند صحيح، فلا مانع من أن يكون الحديث عند سفيان عن شيخين هما أبو قيس وأبو إسحق.
والذي أرجحه أن رواية عبد الصمد هي الرواية الوحيدة التي أتى بها أبو إسحق على وجهها.
والروايات الأخرى كلها ترجع إليه، إلا أنه اضطرب فيها، أو وهم فيها الراوي عنه كما تقدم في حديث ابن مسعود؛ وذلك لأنها هي التي توافق رواية أبي قيس عن عمرو، وأيضًا لكون الحديث غير محفوظ عن عمرو عن صحابي مباشرة إلا من هذا الطريق.
وأما طريق حميد بن الربيع فهو علتها؛ لأنه متهم بسرقة الحديث، وكان الدارقطني وغيره يحسن القول فيه (انظر لسان الميزان 2/ 363)، ولولاه لكانت متابعة أخرى لأبي قيس ويكون الحديث عند سفيان عن شيخ ثالث هو الأعمش.
وأما طريق حجاج فيبدو أن الشك فيها من أبي إسحق، ولكونه مدلسًا أسقط عمرو بن ميمون.
وأما طريق زكريا فيبدو أنه لاختلاط أو إسحق لم يتذكر الصحابي فقال: عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وسيأتي في المراسيل روايات أخرى من طريق أبي إسحق عن عمرو.
وخلاصة القول: أن حديث أبي قيس حديث صحيح، وقد تابعه أبو إسحق السبيعي على روايته الحديث عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود.
وقال فيه البوصيري: إسناد صحيح، رجاله ثقات (مصباح الزجاجة 2/ 259).
عن أبي كعب:
(188)
قال أحمد: ثنا هشيم عن حصين عن هلال بن يساف عن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن أبي بن كعب أو عن رجل من الأنصار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ بـ {قل هو الله أحد} فكأنما قرأ بثلث القرآن".
تخريجه وطرقه:
أخرجه أحمد 5/ 141، أبو عبيد 200، ابن نصر (ذكره محقق فضائل أبي عبيد)، وأحمد بن منيع (انظر الدر 6/ 211)، وعنه النسائي في اليوم والليلة 42/ أ، 27/ ب.
جميعهم عن هشيم به.
وأخرجه النسائي في اليوم والليلة 42/ أ، 27/ ب.
عن هلال بن العلاء عن أبيه عن هشيم عن حصين عن ابن أبي ليلي عن أبي بن كعب مرفوعًا بنحوه.
وأخرجه أحمد بن منيع (انظر إتحاف المهرة 112/ أ / 4).
عن الفضل بن دكين عن عبد الله بن عامر الأسلمي عن عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب، أو رجل من الأنصار مرفوعًا بنحوه.
وأخرجه أحمد بن منيع (انظر إتحاف المهرة 112/ أ/4)، والخلال في فضل قل هو الله أحد (26)، وابن عدي 7/ 2588 مجملًا لم يفصل ألفاظه، وابن مردويه (انظر اللآلئ 1/ 277).
من طريق زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب مرفوعًا بنحوه، وهو حديث الفضائل الطويل.
ورواه عن زيد: هارون بن كثير، وأبو معشر.
وأخرجه أحمد بن منيع (انظر إتحاف المهرة 112/ ب / 4)، وأبو عبيد 513 كلاهما عن يزيد بن هارون عن زكريا عن الشعبي عن عبد الرحمن عن أبي بن كعب موقوفًا بنحوه.
وأخرجه ابن مردويه والضياء في المختارة (انظر الدر 6/ 411).
التحقيق:
الطريق الأولى سبق وأن تكلمنا عليها سريعًا في حديث ابن مسعود، وهي أحسن=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الطرق عن حصين؛ لأن هشيمًا أعلم الناس بحديثه، كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن ابن مهدي يقولان: هشيم في حصين أثبت من سفيان وشعبة. وقال أحمد: ليس أحد أصح حديثًا من حصين عن هشيم (انظر التهذيب 11/ 60، 61).
ولم يخالف حصينًا في روايته عن هلال إلا منصور، حيث رواه عن هلال عن ربيع في عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب كما تقدم.
ولكن الجمع ممكن بين روايتيهما، وذلك بأن يكون الحديث عند هلال بن يساف بهذين الإسنادين، ويقوي ذلك إذا قلنا إن الرجل من الأنصار هو أبي بن كعب نفسه وهذا هو الأقرب، ويؤيده الطرق الأخرى. وقد وضع الإمام أحمد هذا الحديث في مسند أبيّ، وعزاه السيوطي في الدر لمن أخرجه عن أبيّ.
ولا أدري الشك ممن؟ ويبدو أنه من حصين نفسه، والله أعلم.
وإنما قلنا بأن ذلك يقوي ما ذهبنا إليه؛ لأنه يعني اختلاف المخرج، بخلاف إذا قلنا إن الرجل من الأنصار هو أبو أيوب. وعندها يقوي جانب الترجيح بين رواية حصين ورواية منصور.
وما ذهبنا إليه هو الأقرب استنادًا - لقوة حفظ الإِمامين، وأن الأصلَ براءة ساحتيهما من الوهم.
وأما الطريق الثانية ففيها العلاء بن هلال والد هلال، قال الحافظ عنه: فيه لين، وروايته مخالفة لمن رواه عن هشيم من الأئمة، ففيها نكارة بهذا الإسناد حيث أسقط هلالًا وجزم بأنه عن أبيّ.
وأما الطريق الثالثة ففيها عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف، وهي شاهد للرواية الأولى.
وأما الطريق الرابعة ففيها زيد بن أسلم وأبوه قال الذهبي: نكرة، وقال أبو حاتم على حديث بهذا الإسناد: باطل، لا أعرف من الإِسناد سوى أبي أمامة. فزيد وأبوه مجهولان، وهما غير زيد بن أسلها المشهور هو وأبوه. قال ابن حجر: ووقع في بعض الطريق زيد أسلم، والصواب: زيد بن سالم.
وهارون بن كثير مجهول (انظر اللسان 6/ 181)، أبو معشر ضعيف.
وعلى أي فهذا الحديث جزء من الحديث الطويل الموضوع في فضائل القرآن=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= سورة سورة، وقد تكلمت عليه غير مرة أثناء الموسوعة. وسيأتي تفصيل الكلام عليه في بداية القسم الضعيف إن شاء الله تعالى.
وأما الطريق الموقوفة فهي من الاختلاف على زكريا المشار إليه في حديث أبي أيوب.
وقد بينا أن يعلي وأسباطًا اتفقا عك رواية الحديث عن زكريا عن الشعبي عن عبد الرحمن عن أبي أيوب مرفوعًا، وروايتهما أرجح من رواية يزيد، إلا أنه يمكن الجمع بينهما استنادًا لكون أصل الحديث عن أبيّ بن كعب موجودًا بن رواية عبد الرحمن، فيمكن أن يكون الشعبي حدث به زكريا مرة عن عبد الرحمن عن أبي أيوب مرفوعًا، وحدثه مرة أخرى عن أبي بن كعب موقوفًا.
وهذه الرواية الموقوفة تشهد للرواية المرفوعة أيضًا.
فالحديث عن أبيّ ثابت إن شاء الله، وهو حديث صحيح.
وأما المراسيل التي تتعلق بما ذكرناه:
فمرسل الأعمش عن إبراهيم النخعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
…
فذكره بنحوه، وقد سبق أن تكلمنا عليه في حديث أبي سعيد، وهو مما يبين أن أصل الحديث عن إبراهيم محفوظ. وهو يقوي حديث ابن مسعود الذي أتي من طريق إبراهيم كما سبق بيانه؛ لأن إبراهيم كان كثيرًا ما يرسل ما صح عنده عن ابن مسعود.
ومرسل الأعمش عن هلال بن يساف عن ابن أبي ليلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره وسبق الكلام عليه في الموضع السابق ذكره، وهو مؤيد لكل من حديث أبي أيوب وحديث أبي بن كعب، فإن الراوي أحيانًا إذا كان الحديث عنده من طرق يرسله، كما ذكر نحو ذلك عن إبراهيم النخعي على ما ذكرناه آنفًا.
ومرسل عمرو بن ميمون الآتي ذكره في المراسيل التي في الباب، يؤيد حديث أبي مسعود؛ لأنه يبين أن أصل الحديث عن كل من عمرو بن ميمون وأبي إسحق وسفيان، محفوظ. وقد سبق أن أشرنا إلى ذلك عند الحديث المذكور.
عن نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
(189)
قال النسائي: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال: حدثني عمي قال: حدثنا أبي عن ابن إسحق قال: حدثني الحارث بن فضيل الأنصاري عن محمد بن مسلم الزهري عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثوه أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن لمن صلى بها".
تخريجه وطرقه:
لم أقف عليه إلا للنسائي في اليوم والليلة 27/ ب، 43 / أ.
التحقيق:
عبيد الله قاضي أصبهان ثقة، وعمه هو يعقوب بن إبراهيم ثقة فاضل، وأبوه هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم ثقة حجة، وابن إسحق هو محمد صاحب المغازي صدوق، وقد صرح بالسماع فأمن تدليسه، والحارث بن فضيل ثقة، والزهري إماء حجة، وحميد ثقة، والصحابة كلهم عدول، وحميد ممن يستطيع تمييز الصحابي من غيره، وقد سمي من هؤلاء النفر أمه وأباه، كما سيأتي في الحديثين الآتيين. فالحديث حسن إن شاء الله تعالى.
ملحوظة:
هذا الحديث، والحديثان اللذان بعده، ومرسل حميد الآتي في المراسيل، لم أعدها من الاختلاف على الزهري اختلافًا يوجب الاضطراب؛ وذلك لإِمكان الجمع بينها.
فمرة وصلها الزهري عن النفر ولم يسم منهما أحدًا، ومرة سمي منهما عبد الرحمن بن عوف، ومرة أخرى امرأته أم كلثوم، وتارة أخرى لم يصله، وذكره عن حميد من قوله مما يعد من المراسيل كما سيأتي.
وأيضًا عند الزهري هذا الحديث من روايته عن حميد عن أبي هريرة موقوفًا، كما سيأتي في الموقوفات.
عن أم كلثوم بنت عقبة:
(190)
قال ابن الضريس: أخبرنا القعنبي ثنا محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن عمه محمد بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن {قل هو الله أحد} قال: "ثلث القرآن أو تعدله".
تخريجه وطرقه:
أخرجه أحمد 6/ 403، 404، النسائي في اليوم والليلة 27/ ب، 43/ أ، وابن الضريس 109/ ب، الطبراني في الكبير 25/ 74، الأوسط 242 / أ/2، وأبو نعيم في المعرفة 386 / ب / 2، البيهقي في الشعب 378/ 1 القسم الثاني، الخلال في جزئه (8)، الفاكهي في حديثه 46/ ب.
جميعهم من طريق محمد بن عبد الله به.
ورواه عن محمد: القعنبي، وأمية بن خالد، ومعن بن عيسى.
التحقيق:
القعنبي إمام ثقة، ومحمد بن عبد الله ابن أخي الزهري روي عن عمه بعض أحاديث أنكرت عليه وَهِمَ فيها؛ لذا قال الحافظ: صدوق له أوهام، وبيّن في مقدمة الفتح أن من تكلم فيه يبدو أنه لأجل الثلاثة أحاديث التي أنكرت عليه وليس هذا منها، وعلى أي فتشهد له الرواية المتقدمة في الحديث السابق فإنها من غير طريقه.
والزهري وحميد سبقا في الحديث السابق، وأم كلثوم صحابية جليلة.
فالحديث حسن إن شاء الله تعالى.
عن عبد الرحمن بن عوف:
(191)
قال الدارمي: حدثنا عبد الله بن مسلمة ثنا محمد بن عبد الله بن مسلم عن محمد بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن {قل هو الله أحد} فقال: "ثلث القرآن أو تعدله".
تخريجه وطرقه:
لم أقف عليه إلا للدارمي في سنه 2/ 461.
التحقيق:
عبد الله: هو القعنبي إمام ثقة، وباقي رجال الإسناد سبق ذكرهم في الحديث السابق.
وهو إسناد حسن ويشهد له ما سبقه كما بينا.
عن ابن عمر:
(192)
قال ابن الضريس: أخبرنا أبو الربيع الزهراني ثنا حماد بن زيد ثنا أبو غالب قال: قال ابن عمر: أيعجز أحدكم أن يصلي في ليلته ولو بثلث القرآن؟ قال: قلت: إني لأقرأ سورة فما أفرغ منها حتى يشق عليّ. قال: اقرأ قل هو الله أحد فإنها تعدل ثلث القرآن.
(موقوف في حكم المرفوع وروي مرفوعًا نحوه).
تخريجه وطرقه:
أخرجه ابن الضريس 116/ ب، وأبو نعيم في الحلية 1/ 304.
من طريق أبي غالب به.
ورواه عن أبي غالب: حماد، وداود بن أبي الفرات.
ملحوظة:
عزاه في الدر لأبي نعيم، وخالف في أمرين: جعله من مسند عمر، وجعله مرفوعًا (انظر الدر 6/ 414).
وللحديث ثلاثة طرق جاء منها مرفوعًا:
أخرجه عبد بن حميد 63، وابن الضريس 111/ ب، ابن عدي 2/ 567، والحاكم (ولم يذكر الشاهد) 1/ 566، والخلال في جزئه رقم (22)، ابن أبي حاتم في العلل 1/ 93.
كلهم من طريق جعفر بن أبي جعفر الأشجعي عن أبيه عن ابن عمر قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد وقال: صليت بكم بثلث القرآن وربع القرآن.
ورواه عن جعفر: مندل بن علي، وغسان بن الربيع، وعزاه القرطبي 20/ 224 لعبد الغني بن سعيد.
وأخرجه الطبراني في الكبير 12/ 405، الأوسط.
عن شيخيه: يحيى بن أيوب، وأحمد بن حماد، عن سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ: قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر، وقال: هاتان الركعتان فيهما رغب الدهر.
وأخرجه ابن الضريس 119/ ب قال: أخبرنا مسدد ثنا عبد الواحد حدثني أبو محمد قال: رمقت ابن عمر شهرًا فسمعته يقرأ في الركعتين قبل الصبح. بـ "قل يا أيها الكافرون"، و "قل هو الله أحد"، فذكرت ذلك له، فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر بـ "قل يا أيها الكافرون"، و "قل هو الله أحد"، ثم قال: إن إحداهما تعدل بثلث القرآن والأخرى بربع القرآن، قل هو الله أحد ثلث القرآن وقل يا أيها الكافرون بربع القرآن. وعزاه في الدر للحاكم في الكني، وابن مردويه (6/ 405)، (6/ 412).
وأخرجه الطبراني في الصغير 2/ 64، والأوسط 68/ ب/2، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 36، والحاكم في المعجزات (انظر دلائل النبوة للبيهقي 6/ 28)، وأبو نعيم في الدلائل من طريق الطبراني 321، ابن الجوزي في الوفا 1/ 336، وابن منده في جزئه في ذكر مناقب الطبراني من طريقه 25/ 350 (ملحق بالمعجم)، والحلال في جزئه (2).
جميعهم من طريق محمد بن علي السلمي حدثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قرأ قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن
…
" (في حديث الضب الطويل وبعضهم يجعله عن ابن عمر عن عمر مرفوعًا).
التحقيق:
أما الطريق الموقوفة وهي العمدة، فأبو الربيع وحماد إمامان ثقتان، وأبو غالب هو صاحب أبي أمامة البصري مولي خالد بن عبد الله القسري، قال الحافظ: صدوق يخطئ، والقصة حدثت له.
فاحتمال الخطأ ضعيف جدًا، ويشهد له الطرق المرفوعة وما تقدم من أحاديث، فهو حسن إن شاء الله تعالى.
وأما الطرق المرفوعة، فالأولى فيها جعفر بن أبي جعفر واسمه ميسرة، وورد في بعض المصادر أن اسمه محمد، قال البخاري: ضعيف منكر الحديث، وقال أبو حاتم: منكر الحديث جدًا. وقال أبو زرعة: ليس بالقوي، وقال الساجي: ضعيف، وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال ابن عدي: منكر الحديث (اللسان 2/ 129، 130). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والراويان عنه وَهُمَا مندل وغسان ضعيفان، أما مندل فهو في التقريب، وأما غسان فقال الذهبي: غسان ضعفه الدارقطني (تلخيص المستدرك 1/ 566)، وكذا قال في المغني (2/ 506).
والطريق الثانية، فيها عبيد الله بن زحر صدوق يخطئ، وبه أعله في المجمع (7/ 148).
وليث بن أبي سليم وهو صدوق اختلط أخيرًا، ولم يتميز حديثه فترك، وهو علة الطريق الرابعة.
والطريق الثالثة، فيها محمد بن علي بن الوليد السلمي وعليه مداره، وهو حديث موضوع والحمل فيه عليه، وسيأتي في القسم الضعيف بطوله، اتهمه به البيهقي، وصدقه الذهبي، وقال الإِسماعيلي فيه: بصري منكر الحديث (انظر لسان الميزان 5/ 292).
عن عبد الله بن عمرو بن العاص:
(193)
قال أحمد: ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو أن أبا أيوب الأنصاري كان في مجلس وهو يقول: ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة؟ قالوا: وهل نستطيع ذلك! قال: فإن قل هو الله أحد ثلث القرآن قال: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمع أبا أيوب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدق أبو أيوب".
تخريجه وطرقه:
أخرجه أحمد 2/ 173، وأبو يعلي (انظر إتحاف المهرة 113/ ب/4)، والحاكم 3/ 460 من طريق ابن لهيعة به.
ورواه عن ابن لهيعة: حسن، وابن بكير.
التحقيق:
قال البوصيري: مدار إسناده على ابن لهيعة وهو ضعيف، وقال الهيثمي: رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف (المجمع 7/ 147).
والحديث رجاله ثقات، إلا ابن لهيعة وفيه كلام من جهتين، من جهة اختلاطه، ومن جهة تدليسه، وقد صرح هنا بالسماع، إلا أن الراوي عنه ليس ممن عرفوا بالسماع منه قبل الاختلاط، ولكون الحديث تقدمت له شواهد اعتبرناه حسنًا لغيره، وخصوصًا أن الحديث ثبت عن أبي أيوب مرفوعًا وموقوفًا كما تقدم.
عن أنس:
(194)
قال ابن ماجه: حدثنا الحسن بن علي الخلال ثنا يزيد بن هارون عن جرير بن حازم عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن".
وقال الترمذي: حدثنا محمد بن موسي الحرشي البصري حدثنا الحسن بن سلم بن صالح العجلي حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " .... ومن قرأ قل هو الله أحد عدلت له بثلث القرآن".
وقال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي البصري حدثني ابن أبي فديك أخبرنا سلمة بن وردان عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل .... "أليس معك قل هو الله أحد" قال: بلي، قال:"ثلث القرآن .... ".
تخريجه وطرقه:
الطريق الأول أخرجه ابن ماجه 2/ 1244، العقيلي 4/ 360، ابن عدي 550/ 2، والإسماعيلي في معجمه بمعناه مطولًا جدًا ق 87.
كلهم من طريق قتادة به.
ورواه عن قتادة: جرير بن حازم، وسعيد بن أبي عروبة.
الطريق الثاني، أخرجه الترمذي 5/ 166، والعقيلي 1/ 243، وابن خزيمة (ذكره البيهقي في المصدر الآتي)، البيهقي في الشعب ق 1/ 374 القسم الثاني.
كلهم من طريق محمد بن موسي به.
ورواه عن محمد: الترمذي، وإبراهيم بن محمد، وإبراهيم بن إسحق.
وقال في الدر (6/ 411): أخرجه ابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف اهـ. والذي في ابن الضريس عن ثابت مرسلًا، وعزاه في الدر لابن مردويه (6/ 379).
الطريق الثالث، أخرجه أحمد 3/ 147، 221، الترمذي 5/ 166، ابن الضريس 119/ ب، والبزار (انظر كشف الأستار 3/ 88)، ابن الأعرابي في معجمه ق 325، أبو الشيخ في الثواب (أخرجه الذهبي في السير من طريقه)، الخطيب في التاريخ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 11/ 380، البيهقي في الشعب 374، 379/ 1 القسم الثاني، الذهبي في سير أعلام النبلاء 16/ 280، والواحدي في الوسيط 217/ ب/4، والثعلبي في التفسير 135/ أ/ 13، 170/ أ / 13، وأبو بكر بن الأنباري في كتاب الرد (انظر القرطبي 20/ 224).
وقال في الفتح (9/ 61): أخرجه ابن أبي شيبة.
كلهم من طريق سلمة بن وردان به مع اختلاف في بعض الألفاظ.
ورواه عن سلمة: القعنبي، وعبد الله بن الوليد، وعبد الله بن الحارث، وابن أبي فديك، وجعفر بن عون، وسفيان الثوري، وزيد بن الحباب.
وقد أخرج الحديث بنحوه عن أنس مرفوعًا.
أبو يعلي في مسنده 7/ 150، 163 (وانظر إتحاف المهرة 113/ أ /4)، وابن نصر (انظر المختصر 69).
كلاهما من طريق يزيد الرقاشي عن أنس به.
ورواه عن يزيد: عمر بن رباح، وعبيس بن ميمون.
وله طريق أخرى، عن أنس ذكرها ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 375)،
فقال في ترجة أبي الزهراء خادم أنس: روي أيضًا عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قل هو الله أحد ثلث القرآن.
وله طريق سادسة، أخرجه الخلال في فضائل قل هو الله أحد رقم (30) من طريق يحيى بن عبد الله عن ضرار عن أبان عن أنس قال
…
فذكر حديثًا مطولًا وفيه: فمن قرأها ثلاث مرات عدل بقراءة الوحي كله، وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (انظر الدر 6/ 410).
وله طريق سابعة، أخرجه ابن عساكر ق 70/ أ/19 من طريق أبي عبد الرحمن الهمداني الجبيلي عن أبي عبيدة عن أنس بحديث طويل فيه: وكتب له بكل ثلاث منها عدل قراءة القرآن.
التحقيق:
الطريق الأولى، رجالها رجال الصحيح عند ابن ماجه، وكلهم ثقات، إلا أن فيه علة وهي أن رواية جرير بن حازم عن قتادة فيها ضعف، قال ذلك غير واحد من الحفاظ؛ ولذا قال الحافظ في التقريب: ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف، وله =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أوهام إذا حدث من حفظه، وقد توبع جرير في بعض رواياته عن قتادة كما بين ذلك ابن عدي في ترجمته. وهنا قد تابعه سعيد بن أبي عروبة، ولكن الراوي عنه هارون ابن محمد أبو الطيب، قال العقيلي والساجي: الغالب على حديثه الوهم، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة، ونقل عن ابن معين تكذيبه، وبسبب ذلك لا تقبل تلك المتابعة؛ لأنه قد يكون هارون بسبب وهمه، قال: سعيد بن أبي عروبة، بدلًا من جرير بن حازم.
ويضاف إلى ذلك عنعنة قتادة وهو مدلس.
الطريق الثانية، رجالها ثقات أثبات إلا الحسن بن سلم، قال الحافظ: مجهول؛ ولذا قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيخ الحسن ابن سلم.
إلا أن الرواية لها طريق مرسلة عن ثابت البناني أخرجها ابن الضريس 113/ أوإسنادها صحيح، قال ابن الضريس: أخبرنا موسي بن إسماعيل، وعلي بن عثمان قالا: ثنا حماد عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، يعني حديث: أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة
…
الحديث.
وقد عزاه في الدر لابن الضريس على أنه من مسند أنس، فإما أن يكون سقط ذكره من الكاتب وهذا يعني صحة إسناده مطلقًا، وإما أن يكون وهم السيوطي في عزوه وهو الأقرب، والله أعلم.
وقد صحح هذا الطريق ابن خزيمة حيث أخرجه في صحيحه كما تقدم.
الطريق الثالثة: رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا سلمة بن وردان ففيه ضعف من قبل حفظه؛ ولذا قال الترمذي عقبه: حديثه حسن اهـ.
وفي هذا شيء من التساهل، ويبدو أنه بسبب ضعف سلمة اختلفت الألفاظ؛ ففي بعضها جعلها تعدل ربع القرآن. وذكر في بعض الطرق سورًا لم تذكر في الأخرى وفي بعضها لم يذكر الشاهد في حديثنا.
وأما الطريق الرابعة المذكورة في التخريج.
فهي طريق يزيد الرقاشي وهو مع زهده وصلاحه ضعيف الحفظ.
وأيضًا ففي الإِسناد إليه عند ابن نصر، عمر بن رياح وهو متروك.
وعند أبي يعلى عبيس بن ميمون وهو متروك أيضًا، وقال في لفظ: تعدل القرآن كله.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والطريق الخامسة، لم أقف عليها متصلة، وأبو الزهراء ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وقال: روي عنه خالد بن عقبة القشيري، وذكر له هذا الحديث ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا (انظر الجرح والتعديل 9/ 375).
والطريق السادسة، فيها يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف، وضرار بن عمرو الملطي له مناكير (انظر اللسان 3/ 202)، وأبان هو ابن أبي عياش متروك، وانظر ما ذكرناه في تحقيقنا لكتاب الخلال.
والطريق السابعة، فيها أبو عبد الرحمن لعله الشامي الأزدي كذاب (اللسان)، وأبو عبيدة إن كان حميدًا الطويل فثقة وإلا فمجهول.
وخلاصة القول أن الحديث بمجموع طرقه حسن، والله تعالى أعلم.
عن معاذ بن جبل:
(195)
قال الطبراني: حدثنا محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي ثنا سليمان بن عبد الرحمن ثنا سعدان بن يحيى عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن".
تخريجه وطرقه:
أخرجه الطبراني 20/ 112، وابن نصر (انظر الدر 6/ 414).
التحقيق:
شيخ الطبراني لم أقف له على ترجمة وليس ممن تكلم فيهم، وسليمان بن عبد الرحمن: هو ابن عيسى صدوق يخطئ.
وسعدان: هو سعيد بن يحيى صدوق، وعبد الحميد صدوق ربما وهم، وصالح بن أبي عريب مقبول، وكثير بن مرة ثقة.
فالحديث في إسناده ضعف، إلا أنه يشهد له ما سبقه من أحاديث، وخصوصًا حديث أبي هريرة الذي ينص على أن الصحابة حشدوا وسمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد جوّد إسناده السيوطي في الدر، وقال الهيثمي: رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف (المجمع 7/ 148)، ثم هو عند ابن نصر من طريق آخر غير شيخ الطبراني؛ لأنه متقدم عنه.
وفي الباب:
219 -
عن رجاء الغنوي:
أخرجه العقيلي 1/ 125 قال: حدثنا محمد بن مروان القرشي قال: حدثنا يزيد بن عمر وأبو سفيان الغنوي قال: حدثنا أحمد بن الحارث الغساني قال: حدثتنا ساكنة بنت الجعد قالت: سمعت رجاء الغنوي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله.
وفيه أحمد بن الحارث الغساني قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال البخاري: فيه نظر، ومثله قال الدولابي، وقال العقيلي: أحاديثه لا يتابع منها على شيء، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=مناكير (انظر لسان الميزان 1/ 148، ضعفاء العقيلي 1/ 125) وساكنة ليس لها ترجمة، ورجاء الغنوي مختلف في صحبته، والأكثر على عدم صحبته، وانظر كلامنا في قسم الضعيف في حديث الاستشفاء بالفاتحة وقل هو الله أحد.
220 -
عن سعد بن أبي وقاص:
أخرجه البزار (انظر كشف الأستار 3/ 84)، والعقيلي 2/ 85، والطبراني في الصغير 1/ 61، وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 1/ 105، والبيهقي في الشعب 378/ 1 القسم الثاني.
جميعهم من طريق زكريا بن عطية عن سعد بن محمد بن المسور بن إبراهيم بن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فكأنما قرأ ثلث القرآن، وزاد بعضهم: ومن قرأ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فكأنما قرأ ربع القرآن.
ورواه عن زكريا: الحسن بن علي، والعباس بن أبي طالب.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعد إلا بهذا الإِسناد ومثله قال الطبراني، قال في المجمع: فيه زكريا بن عطية وهو ضعيف (7/ 148)، وقال العقيلي: زكريا ابن عطية الحنفي مجهول النقل عن سعد بن محمد بن المسور، ولا يتابع عليه. وسعد بن محمد لم أقف له على ترجمة، إلا أن البيهقي قال: لا يعلم في التاريخ لإبراهيم بن عبد الرحمن ابن يسمى المسور، قال: وقد رأيت حديثًا لسعد بن محمد بن المسور بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف فكأنه هو (لسان الميزان 3/ 22)، وقد روى زكريا بن عطية عن سعد عن عمه عن أبي سلمة عن أبي هريرة هذا الحديث بنحوه وزيادات، وقد تقدم في حديث أبي هريرة.
221 -
عن جابر:
رواه البزار (3/ 85 كشف الأستار) حدثنا مفرج بن شجاع الموصلي ثنا الفضل ابن عبد الحميد ثنا فطر بن خليفة عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن.
قال البزار: لا نعلمه هكذا إلا عن فطر ولا رواه عنه إلا الفضل.
قال الهيثمي: رواه الطبراني - هكذا قال، وهو خطأ، فإن الطبراني لم يخرجه، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وليس في شيوخ الطبراني مفرج بن شجاع، وإنما هو البزار - عن شيخه مفرج بن شجاع وهو ضعيف (المجمع 7/ 148).
قال الخطيب: مجهول، ووهاه أبو الفتح الأزدي، وقال الذهبي: حدث عنه بشر بن موسى بخبر باطل (انظر لسان الميزان 6/ 80).
222 -
عن ابن عباس:
أخرجه أبو عبيد 199، والترمذي 5/ 166، وابن الضريس 119/ أ، وابن عدي 7/ 2638، وأبو الشيخ في الثواب (انظر الفتح 9/ 61)، والحاكم 2/ 566، وعنه البيهقي في الشعب ق 374/ 1 القسم الثاني، والثعلبي في تفسيره 135/ أ/ 13.
جميعهم من طريق يزيد بن هارون عن يمان بن المغيرة عن عطاء عن ابن عباس مرفوعًا: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن.
وفيه يمان بن المغيرة، قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يمان بن المغيرة.
وقال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه، فقال الذهبي: بل يمان ضعفوه، وقال ابن حجر: فيه يمان بن المغيرة وهو ضعيف.
وعزاه في الدر لابن نصر (6/ 379)، (6/ 383).
وأخرجه ابن عدي 7/ 2744 قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف بالقلزم ثنا عبد الوهاب بن فليح المكي حدثني جدي اليسع بن طلحة بن أزود عن عطاء به نحوه.
واليسع بن طلحة قال البخاري وأبو زرعة: منكر الحديث، وذكر له الذهبي هذا الحديث من مناكيره (الميزان 4/ 445) وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة.
وفي الطريق إِليه شيخ ابن عدي وهو عبد الله بن محمد، قال ابن يونس: لم يكن بذاك يعرف وينكر، وقال ابن عدي بعد أن ذكر له حديثًا بهذا الإِسناد: باطل كان عند هذا الشيخ أحاديث مشاهير للثوري غير هذا، وهذا الحديث منكر، والشيخ مجهول. (اللسان 3/ 345).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وللحديث طريق ثالث عند الطبراني في الأوسط من طريق سليمان بن أحمد الواسطي بسنده إلى ابن عباس مرفوعًا: من قرأ أم القرآن و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فكأنما قرأ ثلث القرآن. قال في الدر: بسند ضعيف (1/ 5).
وقال الهيثمي: فيه سليمان بن أحمد وهو متروك (المجمع 6/ 311).
وقال الذهبي عنه: محدث مشهور. ضعفوه (المغني 1/ 277).
وسيأتي سنده كاملًا في القسم الضعيف إن شاء الله تعالى.
223 -
عن النعمان بن بشير:
رواه الخلال في فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (حديث رقم 7) بسنده عنه مرفوعًا بلفظ: من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن
…
الحديث، وفي إسناده عمرو بن ثابت بن أبي المقدام وهو ضعيف رمي بالرفض، وإبراهيم بن إسحق الصيني، قال الدارقطني: متروك.
وشيخ الخلال هو ابن الجندي، قال الخطيب: كان يضعف في روايته ويطعن عليه في مذهبه، وقال الأزهري: ليس بشيء وقال العتيقي: كان يرمى بالتشيع، واتهمه ابن الجوزي بالوضع (انظر اللسان 1/ 288).
224 -
عن أبي أمامة الباهلي:
أخرجه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (1/ 334) من طريق سليمان بن داود أبي داود الأصبهاني (في ترجمته ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا) ثنا أبو نصر فتح بن أيوب البصري ثنا سعيد بن عبد الملك الدمشقي عن الأوزاعي عن مكحول عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيعجز أحدكم أن يأوي إلى فراشه حتى يختم القرآن؟ " قيل: يا رسول الله وكيف يختم القرآن؟ قال: "يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلاث مرات".
وفي إسناده سعيد بن عبد الملك الحراني، قال أبو حاتم: يتكلمون فيه.
وقال الذهبي: روى أحاديث كذب.
وقال الدارقطني: ضعيف لا يحتج به، وذكره ابن حبان في الثقات (اللسان 3/ 37).
وذكره الذهبي في الضعفاء (1/ 263).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفي الطريق إليه من لم أقف له على ترجمة.
225 -
عن عثمان بن عفان:
في رقية النبي صلى الله عليه وسلم بها وقوله له: "فإنها تعدل بثلث القرآن". أخرجه الحكيم الترمذي، ولم أقف على سنده (انظر كنز العمال 4/ 18، وجزء الخلال ح 59).
226 -
عن كعب بن عجرة:
أخرجه ابن النجار في تاريخه (انظر الدر 6/ 413).
وانفراده به دليل على ضعفه كما ذكرنا من قبل.
227 -
عن رافع بن خديج:
أخرجه ابن مردويه (انظر الدر 6/ 246).
وهو كسابقه والله أعلم.
- عن عمر.
عزاه إليه في الدر مرفوعًا وهو خطأ، والصحيح عن ابن عمر موقوفًا.
وعنه أيضًا حديث الضب الطويل، وكلاهما مرَّ الكلام عليه في حديث ابن عمر.
- عن امرأة من الأنصار.
وهي امرأة أبي أيوب الأنصاري على الأرجح، أخرجه الخطيب في جزئه (11).
وهو معلول وسبق الكلام عليه في حديث أبي أيوب.
- عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه البخاري في التاريخ، والنسائي في اليوم والليلة، وهو معلول وتقدم الكلام عليه في حديث أبي أيوب.
وفيه من المراسيل:
142 -
عن ثابت البناني:
رواه ابن الضريس، وهو صحيح، ومرّ الكلام عليه عند حديث أنس.
143 -
عن إبراهيم النخعي:
رواه البخاري، وأبو يعلى، وابن الضريس، والخلال وهو صحيح، وقد مر=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الكلام عليه عند حديث أبي سعيد الخدري الثاني.
144 -
عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف:
رواه مالك 1/ 164 ومن طريقه الفريابي ق 141، وأخرجه عبد الرزاق عن معمر مختصرًا (المصنف 3/ 371) عن الزهري عن حميد أنه أخبره أن:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن، وأن {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} تجادل عن صاحبها. وهو صحيح وسبق بسورة الملك.
145 -
عن ابن شهاب:
أخرجه البيهقي في الشعب 373/ 1 القسم الثاني، ومر بسورة الملك.
146 -
عن ابن أبي ليلى:
رواه أبو يعلى والخلال، وهو صحيح وقد مر الكلام عليه عند، حديث أبي سعيد الخدري الثاني.
147 -
عن عمرو بن ميمون:
أخرجه عبد الرزاق 3/ 371، وأبو عبيد 198، والنسائي في اليوم والليلة 27/ ب من طريق أبي إسحق عن عمرو بن ميمون مرسلًا.
ورواه عن أبي إسحق: زائدة، ومعمر، وسفيان، وسبق الكلام عليه في حديث أبي مسعود.
وأخرجه النسائي في اليوم والليلة 27/ ب، ابن الضريس 112/ ب.
من طريق شعبة عن أبي إسحق عن عمرو بن ميمون من قوله.
148 -
عن عبيد بن عمير:
أخرجه عبد الرزاق 3/ 371 أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني أبو مليكة أنه سمع عبيد بن عمير يقول: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن، وإسناده صحيح.
149 -
عن عطاء:
أخرجه عبد الرزاق 3/ 371 أخبرنا ابن جريج قال: أخبرنا عطاء أنه بلغه: أن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن
…
وإسناده صحيح.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 150 - عن عاصم:
أخرجه ابن الضريس 119/ ب أخبرنا أبو الربيع الزهراني ثنا حماد عن عاصم قال: كان يقال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلث القرآن
…
وإسناده حسن.
151 -
عن إسحق بن أبي فروة:
أخرجه الخلال في فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حديث رقم (1) من طريق إسماعيل بن عياش حدثني إسماعيل بن رافع عن إسحق قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فكأنما قرأ ثلث القرآن
…
الحديث.
وفيه إسماعيل بن عياش مخلط في روايته عن غير أهل بلده وهذه منها، وإسماعيل بن رافع المدني القاص ضعيف الحفظ، وإسحق نفسه متروك.