الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من فعله وقالوا: صار ساسان راعيا، ولم تزل جمانى قائمة بأمر الملك، ضابطة له، وأغزت الروم جيشا [بعد «1» جيش] وأوتيت ظفرا، فقمعت الأعداء وشغلتهم عن التطرّق الى شىء من بلادها، ونال رعيّتها بتدبيرها رفاهية وأمن الى أن كبر ابنها.
فملك دارا بن أردشير بهمن. قال: ولما كبر حوّل التاج الى رأسه ونزل بابل. وكان ضابطا لملكه، قاهرا لمن حوله من الملوك، يؤدون اليه الخراج.
وابتنى بفارس مدينة وسماها دارا بجرد. ورتّب دوابّ البريد. وكانت مدّة ملكه اثنتى عشرة سنة.
وملك بعده ابنه دارا بن دارا بن أردشير؛ وكان دارا هذا حقودا جبارا، فملّه قومه. وغزاه الإسكندر بن فيلبس اليونانى، والتقوا واقتتلوا قتالا شديدا، فقتل دارا بن دارا. وسنذكر خبر مقتله فى أخبار الإسكندر.
فهؤلاء ملوك الفرس الأول. ثم تبدّد ملك الفرس وانتثر لقتل دارا بن دارا، واستقل الإسكندر بالملك. وملك بعده من نذكره من ملوك اليونان، وتفرّق ملك الفرس أربعمائة سنة الى أن عاد الى بنى ساسان. وهأنا ذاكر خبر ملوك الطوائف ما بين دارا بن دارا وأردشير بن بابك.
ذكر أخبار ملوك الطوائف
وملوك الطوائف هم الذين ملكوا بلاد فارس ما بين دارا بن دارا وأردشير ابن بابك الذى جمع ملك الفرس بعد تبدّده، ونظمه بعد انتثاره. وكان من خبرهم أن الإسكندر لما قتل دارا بن دارا وغلب على بلاد الفرس هم بقتل أكابرهم، فكتب الى معلّمه أرسطا طاليس يستشيره فى ذلك، فنهاه عن قتلهم وقال: هذا
من الفساد فى الأرض، وإذا قتلتهم أنبتت أرض بابل امثالهم؛ وأشار عليه أن يفرّق المملكة بين أولاد الملوك، فإنهم يتنافسون الملك فلا يجتمعون على ملك واحد منهم، فمتى خالفك واحد كانت مؤنته عليك خفيفة؛ ففعل ذلك، وفرّق الملك حتى أمكنه أن يتجاوز أرض فارس الى بلاد الهند والصين. فكانت ملوك الطوائف فى إقليم بابل لا يدين بعضهم الى بعض.
فكان من ملوكهم الذين ملكهم الإسكندر: أشك بن دارا الأكبر؛ فقوى أشك هذا وعظّمته الملوك وقدّموه على أنفسهم، وبدأوا به فى كتبهم إليه إجلالا له، وبدأ فى كتبه اليهم بنفسه، وسمّوه ملكا، وأهدوا اليه من غير أن يطيعوه أو يستعمل أحدا منهم أو يعزله، وكثرت جموعه وسار الى أنطيخس، وكان مقيما بسواد العراق من قبل الروم، وتقدّم أنطيخس اليه والتقيا ببلاد الموصل واقتتلا فقتل انطيخس، وغلب أشك على السواد، وصار فى يده من الموصل الى الرىّ وأصفهان، ولذلك عظّمته ملوك الطوائف.
ثم ملك جوذرز بن أشكان. وهو الذى غزا بنى إسرائيل المرة الثانية؛ وذلك بعد قتلهم يحيى بن زكرياء عليهما السلام، فسلطه الله تعالى عليهم فأكثر فيهم القتل فلم يعد لهم جماعة بعد ذلك، ورفع الله عنهم النبوّة وأنزل بهم الذل.
وكان من سنّة الفرس بعد الإسكندر أن يخضعوا لمن ملك بلاد الجبل، وهم الأشغانية؛ فأوّلهم أشك بن أشكان، ثم سابور بن أشكان، وفى أيامه ظهر المسيح عيسى بن مريم عليه السلام بأرض فلسطين. ثم ملك جوذرز بن أشغانان الأكبر.
ثم ملك بيزن الأشغانى. ثم ملك جوذرز الأشغانى. ثم نرسى الأشغانى. ثم هرمز.
ثم أردوان الأشغانى. ثم كسرى الأشغانى. ثم بلاش الأشغانى. ثم أردوان الأصغر