الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جريج، قال: قال عطاء في صدقة الرباع: لا يخرج أحد من أهل الصدقة عن أحد منهم إلا أن يكون عنده فضل من السكن.
2087 -
حدّثنا محمّد بن أبي عمر، قال: ثنا سفيان، عن المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن شريح بن الحارث، أنه قال: من بنى في ربع قوم بإذنهم فله نفقته، ومن بنى في حقّ قوم بغير إذنهم فله نقضه.
ذكر
مبتدأ رباع مكة كيف كانت، وأول من أقطعها
وبيان ذلك في الجاهلية والإسلام
وكان مبتدأ قطائع الرباع بمكة أنّ قصى بن كلاب لما فرغ من حرب خزاعة ورأّسته قريش، واستقام له العزّ بمكة، وجمع قريشا إليه، وكان يقال له: المجمّع-فيما يذكرون لما جمع من أمرهم بعد تشتته
(1)
-ولولده يقول حذيفة بن غانم
(2)
:
/أبوكم قصى كان يدعى مجمّعا
…
به جمع الله القبائل من فهر
2087 - إسناده حسن.
المسعودي، هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة. وشريح بن الحارث، هو: ابن قيس الكوفي النخعي القاضي المشهور.
(1)
أنظر طبقات ابن سعد 69/ 1.
(2)
حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب، أخباره في نسب قريش ص:375.وقيل إنّ هذا الشعر لأخيه حذافة، وأكثر المصادر ذكرته لحذافة، والبيت ومع أبيات أخرى أنظرها في نسب قريش لمصعب ص:375،وأنساب الأشراف 66،50/ 1، والمنمّق ص:14،وجمهرة ابن الكلبي 13/ 1،وطبقات ابن سعد 71/ 1،وسيرة ابن هشام 184/ 1 وغير ذلك، ولهذا الشعر قصة، أنظرها في المصادر.
فقطع مكة رباعا له ولقومه من قريش، فأنزل كلّ قوم منازلهم التي في أيديهم إلى اليوم. واختطّ قومه من بعده أيضا بمكة رباعا لأنفسهم وحلفائهم، فكانوا يحوزونها ويبنونها، ويبيعونها ويشترونها، فكان الذي قطع لنفسه.
2088 -
كما حدّثنا الزبير بن أبي بكر قال: حدّثني حمزة بن عتبة، قال:
لما غلب قصيّ على مكة، ونفى خزاعة قسمها على قريش، فأخذ لنفسه وجه الكعبة فصاعدا، وبنى دار الندوة، فكانت مسكنه-قال: وقد دخل أكثرها في المسجد-وأعطى بني مخزوم أجيادين، وبنى جمح المسفلة، وبنى سهم الثنية
(1)
،وأعطى بني عدي أسفل الثنية
(2)
،فيما بين حق بني جمح وبني سهم.
وقد قالت حفصة بنت المغيرة المخزومية تذكر قصيّا وما قطع لنفسه ولقومه:
فلا والذي بوّا قصيّا قطينه
…
وتلفى بركنيه بيوت بني عمرو
2089 -
حدّثنا ابن أبي سلمة، قال: ثنا عبد الجبّار بن سعيد، عن أبي بكر العائذي، قال: حدّثني سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن جدّه، قال: منزلنا هذا بمكة، قطعه لنا قصي بن كلاب، وكذلك منازل قريش كلّها بمكة.
وقال سفيان بن عيينة-فيما ذكر عنه-:نزل الناس بمكة على
2088 - حمزة بن عتبة اللهبي، في حديثه نكارة. وأنظر الأزرقي 252،109/ 2.
2089 -
ابن أبي سلمة، هو: عبد الله، لم أقف عليه، وكذلك عبد الجبار بن سعيد، وأبي بكر العائذي.
(1)
هي الثنية السفلى، والتي تسمّى (كدى) بضم أولها، ويقال لها اليوم: الشبيكة.
(2)
هي ما يسمّى اليوم (جبل عمر).
أقدارهم، فلبني عبد مناف وجه الكعبة والمسيل والردم إلى المعلاة
(1)
،قال:
فلم تزل قريش تحوز رباعها وتبيعها حتّى جاء الله بالإسلام وهم على سكنتهم ومنازلهم. فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح خطب الناس يومئذ فأقرهم على رباعهم ومنازلهم التي كانوا عليها، ولم يخرج أحدا من ربعه ولا من منزله، عفوا منه، وصفحا عنهم، ثم لم يزد الإسلام ذلك إلا شدّة وتوكيدا، وذلك حين يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لصفوان بن أمية وذلك من بعد الفتح وقد قدم عليه المدينة يطلب الهجرة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ارجع أبا وهب إلى الأبطح، فقرّوا على سكنتكم»
(2)
.
وقد جاءت أحاديث تشد هذا وتثبته.
2090 -
حدّثنا محمد بن سليمان، قال: ثنا روح بن عبادة، عن محمّد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد-رضي الله عنه-قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أين تنزل غدا-إن شاء الله-؟ قال صلى الله عليه وسلم: «وهل ترك لنا عقيل من منزل» .وذلك أن أبا طالب لما مات ورثه ابناه عقيل وطالب، ولم يرثه علي-رضي الله عنه.
قال: فكان علي بن حسين يقول:
2091 -
كما حدّثناه ابن أبي عمر عن أبيه.
2090 - إسناده صحيح.
وتقدّم تخريجه برقم (2074).
2091 -
أنظر ما بعده.
(1)
سوف يفصل الفاكهي رباع بني عبد مناف في هذه الناحية من مكة، في الفصل القادم-إن شاء الله-.
(2)
أنظر الحديث (2075).
2092 -
وكما حدّثناه ابن أبي مسرة، عن عبد الصمد بن حسّان-جميعا- عن سفيان بن سعيد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن علي بن حسين: من أجل ذلك تركنا نصيبنا من الشعب، وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الشعب حقّ، فوهبه لعقيل بن أبي طالب-رضي الله عنه،فلم يزل بيد عقيل حتى باعه ولده من محمّد بن يوسف أخي الحجّاج بن يوسف -فيما يقال-والله أعلم-.ومما يبين ذلك ويشدّه-فعل عمر-رضي الله عنه-أنه اشترى دارا/للسجن من صفوان بن أمية
(1)
،وهي سجن مكة قائمة إلى اليوم.
2092 - إسناده حسن.
وعبد الصمد بن حسان، هو: خادم، سفيان الثوري.
ذكره ابن حجر في الفتح 452/ 3 نقلا عن الفاكهي. وقال: وقول علي بن الحسين: (تركنا نصيبنا من الشعب) أي: حصة جدّهم علي من أبيه أبي طالب.
(1)
أنظر الأثر (2076).