الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دس هؤلاء خرافاتهم وأباطيلهم حول القرآن يريدون فتنة المسلمين في دينهم، يريدون تشكيك المسلمين في كتاب ربهم، يريدون تفتيت وحدة الأمة الإسلامية التي أرسى قواعدها رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
الجانب الآخر: الجانب الداخلي، ويتمثل هذا في طوائف مختلفة انتسبت إلى الِإسلام زورًا، ولكنها في الحقيقة وثيقة الصلة بأعداء الإسلام، من هؤلاء طوائف شوشت بخرافاتها وتحريفها، ولها مخططات رسمها لهم أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والمجوس، هم جميعًا يريدون أن يمكروا، وصدق الله إذ يقول:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (الأنفال: 30)، {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (التوبة: 32).
بهذا يتضح لنا معنى الدخيل، ماذا يقابل هذه الكلمة؟ الأصيل.
قال علماء اللغة: الأصيل أو الأصل: أساس وأسفل كل شيء، ورجل أصيل: له أصل رجل ثابت الرأي عاقل، فلان أصيل الرأي، وقد أصل رأيه، ومجد أصيل أي: ذو أصالة، فالأصيل في الاصطلاح هو: التفسير الذي ثبت عن طريق القرآن أو السنة النبوية الصحيحة أو أقوال الصحابة أو أقوال التابعين ثبوتًا مقبولًا، أو ما يرِد عن طريق الرأي الصحيح المستكمل لشروط الرأي المحمود.
أنواع الدخيل، وفائدته
بعد هذا يمكن أن نسأل: هل لهذا الدخيل أنواع؟ أنواع كثيرة، ونقول: إن الدخيل أولًا قسمان، هذا الدخيل دخيل في المأثور، وسنبدأ به. ودخيل في الرأي، وسوف نثني به إجمالًا، ثم نتحدث عن الفائدة من دراسة الدخيل، وكيف نشأ؟ وكيف نَمَا، وكيف سرى وزحف إلى علم التفسير في حياة أمة الإسلام؟
أنواع الدخيل:
الدخيل في المأثور يضم بإيجاز الأنواع السبعة الآتية:
يضم الأحاديث الموضوعة على النبي صلى الله عليه وسلم.
الأحاديث الضعيفة، خاصة إذا كان ضعفها لا ينجبر.
يضم الإسرائيليات المخالفة للقرآن أو السنة أو التي لا يعرف لها موافقة، ولا مخالفة، وهو ما نعرفه بأنه المسكوت عنه، أما الإسرائيليات الموافقة لما عندنا فلا تعتبر من قبيل الدخيل.
رابعًا: يدخل تحت هذا القسم ما نُسب إلى الصحابة، ولم يثبت عنهم.
خامسًا: ما نسب إلى التابعين، ولم يثبت عنهم.
سادسًا: ما تعارض من أقوال الصحابة مع القرآن أو السنة أو العقل تعارضًا حقيقيًّا، ولا يمكن الجمع بينه وبين هذه الأشياء.
سابعًا: ما تعارض من أقوال التابعين مع القرآن أو السنة أو أقوال الصحابة أو العقل تعارضًا حقيقيًّا.
ثانيًا: أنواع الدخيل في الرأي:
قلنا: إن الدخيل إما في المأثور والمنقول وإما في الرأي.
أنواع الدخيل في الرأي:
نقول: إن هذه الأنواع تضمنت الأسبابَ التي أدت إلى وجود الدخيل في الرأي، وهذه الأنواع نتجت عن أحقاد أو جهل أصحابها.
وها هي على الترتيب:
الإلحاد في آيات الله: هناك فرق كفرت بشريعة الإسلام، امتلأت قلوبها حقدًا وإلحادًا، فألحدت في آيات الله؛ فسرت القرآن بأقوال باطلة، وبما طفحت به قلوبهم ونفوسهم.
ثانيًا: الأخذ بظاهر المنقول دون النظر إلى ما يجب ويليق بذات الله سبحانه وتعالى أو ما لا يليق، أخذوا بظاهر النصوص، وهؤلاء محسوبون على الإسلام.
ثالثًا: تحريف النصوص الشرعية عن مواضعها، وتعطيلها وصَرْفها عن ظواهرها.
رابعًا: التنطع أو التكلف الزائد في استخراج معانٍ من باطن النصوص، دون دليل يدل على صحتها أو جوازها.
خامسًا: التنطع في اللغة والنحو والإعرابات، حتى خرج أصحاب ذلك عن القواعد المألوفة في النحو والصرف وعلوم اللغة.
سادسًا: تفسير القرآن عن جهل دون الإلمام بشروط المفسر أو استكمال العلوم الواجب توافرها فيه.
سابعًا: التكلف في التوفيق بين النصوص القرآنية، وما فُتِنَ به كثير من الشباب من المكتشفات العلمية الحديثة، فنرى أناسًا كثيرين حمّلوا القرآن نظريات علمية جَدت ووقعت في واقع الناس، حملوا عليها آيات القرآن الحكيم، الذي:{لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (فصلت: 42) والنظريات العلمية تتغير، وقد يأتي بعدها ما يبطلها أو يغيرها، فحمل القرآن على هذا النوع من المكتشفات كان نوعًا من دخيل الرأي أفسد كثيرًا من التفسير في حياة أمة الإسلام.
فائدة دراسة هذا العلم:
واضح جدًّا أن معرفة الدخيل في التفسير هدف حتى يتجنب المسلم الزللَ والوقوع في الخطأ، كما قال بعضهم: