المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: صفة الصلاة - الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي - جـ ٢

[ابن المبرد]

فهرس الكتاب

- ‌(كِتَابُ الطَّهَارة)

- ‌ بابُ ما تكون به الطهارة

- ‌باب: الآنية

- ‌ باب: السِّوَاك وسنَّةُ الوضوء*

- ‌باب: فرض الطهارة

- ‌باب: ما ينقض الطهارة

- ‌باب: ما يُوجبُ الغُسْل

- ‌باب: الغسل من الجنابة

- ‌باب: التيمم

- ‌باب: المَسْحُ على الخُفَّيْن

- ‌باب: الحَيْض

- ‌كتاب: الصَّلَاة

- ‌باب: المَوَاقيت

- ‌باب: الأَذَان

- ‌باب: اسْتِقْبَال القِبْلَة

- ‌باب: صفة الصلاة

- ‌باب: سَجْدَتَي السهْو

- ‌باب: الصلاة بالنجاسة وغير ذلك

- ‌باب: السَّاعات التي نُهِيَ عن الصَّلاة فيها

- ‌باب: الإِمَامَة

- ‌ باب: صلاة المُسَافِر *

- ‌بابُ: صَلَاة العِيدَيْن

- ‌كتاب: صلاة الاسْتِسْقَاءِ

- ‌باب: الحُكْم فِيمَن تَرك الصَّلَاة

- ‌كتاب: الجَنَائِز

- ‌كتاب: الزكاة

- ‌باب: صَدَقةُ البَقَر

- ‌باب: صَدَقة الغنم

- ‌باب: زكاة الزُّروع والثِّمار

- ‌باب: زكاة الذهب والفضة

- ‌باب: زكاة التجارة

- ‌باب: زكاة الدين والصدقة

- ‌باب: زكاة الفطر

- ‌كتاب: الصيام

- ‌كتاب: الحَجِّ

- ‌باب: ذِكْر المواقيت

- ‌باب: الإِحْرَام

- ‌باب: ذكْر الحَجِّ ودخول مكة

- ‌باب: ذِكْر الحج

- ‌باب: الفِدْيَة وجزاءُ الصيد

- ‌كتاب: البيوع، وخِيَارُ المتبايعين

- ‌باب: الربا والصرف وغير ذلك

- ‌باب: بيع الأصول والثمار

- ‌باب: المصراة وغير ذلك

- ‌باب: السّلم

- ‌كتاب: الرهن

- ‌كتاب: المُفْلِس

الفصل: ‌باب: صفة الصلاة

‌باب: صفة الصلاة

الصِّفَة: هي الهَيْئَةُ. وقد وَصفَه يَصِفُه صِفَة. وفي الحديث: "أجل إنَّه موصوف في التوراة بِبَعْضِ صِفَتِه في القرآن (1) "

311 -

قوله: (اللهُ أكْبَر، قال ابن سيدة: ، حَمَلَهُ سِبيَويْه (2) على الحذف: أي أكْبَر منْ كُلِّ شَيْءٍ.

وقيل: أكْبر من أنْ يُنْسب إلَيه ما لا يَلِيقُ بِوحْدَانِيَتهِ (3) ".

قال الأَزْهَري: " [وقال آخَرُون: معنى قَوْله: اللهُ أكْبَر، أي اللهُ](4) أكْبَر كَبير [كقَوْلك (5)]: هو أعَزُّ عَزِيزٍ.

ومنه قوْل الفرزدق (6):

(1) هذا جزء من حديث أخرجه البخاري في البيوع: 4/ 342 باب كراهية الصَخَب في الأسْواق حديث (2125)، وأحمد في المسند: 2/ 174.

(2)

هو عمرو بن عثمان بن قنبر فارسي. الأصل، أبو بِشْر، عالم اللْغة والنحو والأدب، صاحب التصانيف كان حُجة في اللغة. قال الأزهري:"وكان علامة حسن التصنيف" توفى رحمه الله 180 هـ على الراجح. أخباره في: (المعارف: ص 237، معجم الأدباء: 16/ 114، إنباه الرواة: 25/ 346، تاريخ بغداد: 12/ 195، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 602، النجوم الزاهرة: 2/ 99، طبقات ابن قاضي شهبة: 6/ 202، مقدمة تهذيب اللغة".

(3)

حكاه عنه صاحب "المطلع ص 70".

(4)

و (5) زيادة من الزاهر.

(6)

انظر: (ديوانه: 2/ 155).

ص: 187

إِنَّ الذي سَمَكَ السَّمَاء بَنى لَنا

بَيْتاً دَعَائِمُه أعَزُّ وأطْوَلُ

أرادَ: دعَائِمُه أعزُّ عَزِيزٍ، وأطْوَلُ طَوِيل (1) " آخر كلامه.

(وأكْبَر)، أفْعَل تَفْضِيل، وهو لَا يُسْتَعْمَل مُجَرداً من "الألف" و"اللَّام" إِلأ مُضَافاً ومَوْصُولاً بـ"مِنْ" لفظاً وتقْديراً. فلا يُجْزِي أنْ يقال:"اللهُ الأَكْبَر (2) ".

312 -

قوله: (ما لَمْ يَفْسَخْها)، فسخَ الشَّيْء يَفْسَخُه فسْخاً: إذا أبطَل الحكْم المُتَقدِّم وقد انْفَسَخ الأَمْرُ بِنَفْسِه، وانْفَسَخَ الشِّتَاء ونحْوُه: مَضَى.

313 -

قوله: (فُروعُ أذُنَيْه)، جَمْع فَرْع: وهو أعْلَى الأُذن.

قال الجوهري: "فرْع كُل شَيْءٍ أعْلَاه (3) ". وجمْعُه: فُرُوعٌ.

314 -

(حَذْوَ مِنْكَبَيْه)، حَذو الشيْءِ (4): مُقَابَلَتُه. وقد حَاذَ حَذْواً ومُحَاذَاةً، فهو مُحاذٍ: إذا صار بِإزَائِهِ.

(وَمَنْكِبَيْه)، واحِدُها مَنْكِبٌ. قال الجوهري:"الَمنْكِبُ: مَجْتمعْ (5) عَظْم العَضُدِ والكتِف (6) ".

315 -

قوله؛ (كوعُه)، بضم "الكاف"، ويقال فيه: كاعٌ أيضاً: وهو

(1) انظر: (الزاهر: ص 84).

(2)

قال في المطلع: ص 70: لأن "الألف" و"اللَّام" لا تجامع الإضافة، ولا "مِن".

(3)

انظر: (الصحاح: 3/ 1256 مادة فرع).

(4)

وحِذَاءَ الشيء. قالَهُ في (المصباح: 1/ 137).

(5)

هي الصَّواب، وفي الأصْل: جَمْعٌ وهو خَطَأ.

(6)

انظر: (الصحاح: 1/ 228 مادة نكب).

ص: 188

طرَفُ الزنْد الذي يَلي الإِبْهَام، وطَرَفهُ الذي يَلي الخَنْصَر: كُرسوع (1).

316 -

قوله: (سُرَّتُه)، هي ما في بَطْن كُلِّ حَيَوان بعد قَطْع مصْرَانِه الخَارج مِنْ بَطْنِه.

قال ابن مالك في "مُثلَّثه": السَّرَّةُ - يَعْنِي بالفتح -: المرأة السَّارةُ. والطَّاقة مِن الرَّيْحان، والمرَّةُ من سرَّ الصَّبي والزَّند. والسِّرَةُ -يعني بالكسر-: الهَيْئَة منهما. والسُّرَّة -يعني بالضم-: خِيَار كُلِّ شَيْءٍ، وما يَبْقى في بَطْن الَموْلُود بعد سَرِّه. وقيل السُّرَة: هي الوَقْبَة الكائِن فيها ذلك البَاقي (2) ".

317 -

قوله: (ثُمَّ يقول سُبْحَانَك)، اسْمُ مصدر مِنْ سَبّحتُ اللهَ تَسْبيحاً: أي نَزَّهْتُه من النقائص، وما لَا يَلِيق بجَلَالِه. وهو مَنْصوبٌ بفعلٍ مُقَدَّرٍ، لا يجوز إضماره (3)(ولَا يُستعمل إِلَّا مضافاً (4)]، وقد جاء غير مُضافٍ في الضَّرورة (5).

318 -

قوله: (اللَّهُم)، قيل: أَصْلُها: يا الله، فأُبْدِلَت "الميمُ" عِوَضاً من "الياء (6) ".

وقيل: أصلُها: يا الله أمناً (7)، وهي في الشعر قليلة.

(1) قالَهُ الأزهري في (الزاهر: ص 57)، والبعلي في:(المطلع: ص 34) والفيومي في: (المصباح: 2/ 206، والمطرزي في: (المغرب: 2/ 236).

(2)

انظر: (إكمال الاعلام: 2/ 302).

(3)

الصحيح: اظهاره، كما في المطلع: ص 71، ولعلّه تصحيف.

(4)

زيادة من المطلع اقتضاها السياق.

(5)

انظر: (المطلع: ص 71).

(6)

قال هذا الخليل بن أحمد، وسيبويه. انظر:(الزاهر لابن الأنباري: 1/ 146).

(7)

قاله الفراء، وأبو العباس ثعلب. انظر:(معاني القرآن للفراء: 1/ 3، 2).

ص: 189

كقوله (1):

إِنَي إذا ما حَدَث أَلَمَّا

أقُوُل يا اللَّهُمَ يا اللَّهُمَا

319 -

قوله: (وَبِحَمْدِك). قال المازني (2): "سبحْتُك اللَّهُم بجميع آَلائِك، وبِحَمدِك سَبَّحْتُك أي: وبنعمتك التي هي تُوجِب علي حَمْداً سَبَّحتك، لا بحَوْلي وقُوَّتي (3) ".

وسئل أبو العباس عن ثعلب عن قوله: "وبحَمْدك" فقال: "أرادَ سبَّحْتُك بحَمْدِك".

قال أبو عمر (4): "كأَنَّه يذْهب إِلى أن "الواو" صلة (5) ".

320 -

قوله: (وتبارك اسمُك)، فِعلٌ لا ينْصَرف، فلا يستعمل فِيه غير الماضي.

وقال العزيزي (6) في "غريب القرآن": "تبارك: تفاعل من البَركة،

(1) أنشد هذا البيت قطرب كما في (الزاهر لابن الأنباري): 1/ 146) وذكره البغدادي في: (الخزانة: 2/ 295)، وابن منظور في:(اللسان: 13/ 469، مادة أله) ولم ينسباه لأحد.

(2)

هو العلّامة النحوي بكر بن محمد بن بقية المازني أبو عثمان البصرىِ اللغوي والأديب، روى عن أبي عبيدة والأصمعي وغيرهم، وعنه أبو العباس المبرد، صنف "علل النحو" "وما تلحن فيه العامة، توفى 248 هـ. أخباره في (تاريخ بغداد: 7/ 93، معجم الأدباء: 7/ 107، إنباه الرواة: 1/ 246، مرآة الجنان: 2/ 109).

(3)

انظر: (شأن الدعاء للخطابي: ص 143 - 144).

(4)

هو محمد بن عبد الواحد المطرز المعروف بغلام ثعلب سبقت ترجمته في: ص 103.

(5)

انظر: (شأن الدعاء للخطابي: ص 144).

(6)

هو الإمام أبو بكر محمد بن عزيز العزيزي السجستاني، عالم اللغة والتفسير، قال الذهبى:"كان رجلاً فاضلاً خيراً" من أبرز تصانيفه كتاب في "تفسير غريب القرآن" روى عنه ابن بطة وغيره من الفضلاء توفى 330 هـ، أخباره في (سير أعلام النبلاء: 15/ 216، المختصر لأبي الفدا: 2/ 82، نزهة الألباء: ص 215، الوافي بالوفيات: 4/ 95، الكامل لابن الأثير: 8/ 298، اللباب: 2/ 135.

ص: 190

وهي الزيادة والنماء والكَثْرة والاتِّسَاع، [أي البركةُ تُكْتَسَبُ وتُنَالُ بِذِكْرِك (1)]. ويقال تبارك: تَقَدَّس، والقُدسُ: الطَّهارة، ويقال، تَبارك: تَعَاظم [الذي بِيَده الملك (2)](3).

321 -

قوله: (اسْمُكَ)، الاسْمُ: ما يُسَمَّى به مِنْ أسْمَائِه.

واخْتُلِف في الاسْم. هَلْ هو نَفْس المُسَمَّى؟ أم لا.

فقال بَعْضُ أصْحَابِنا: هو المُسَمَّى (4).

وقال آخرون: هو لِلْمُسَمَّى (5)، وليس هو المُسَمَّى.

وذَهب آخرون إلى الوقف (6).

فقال ابن بطة (7): "مَنْ قال: الاسْمُ هو المُسَمَّى فقد كَفَر (8)، ومن قال: للمُسَمَّى فَقَد كَفَر".

(1) زيادة من غريب القرآن لابن عزيز.

(2)

زيادة من غرب القرآن.

(3)

انظر: (غريب القرآن: ص 55).

(4)

قاله أبو بكر عبد العزيز، وأبو القاسم الطبري، واللالِكَائي، وأبو محمد البَغَوِي صاحب "شرح السنة" وهو أحد قولي الأشْعَري، واخْتَارَه أبو بكر بن فَوْرَك وغيره" انظر:(مَجْموع الفتاوى لابن تيمية: 6/ 187 - 188).

(5)

وقال شيخ الإِسلام تقي الدين بن تيمية: "وهذا الإِطلاق اختيار أكثر اُلمنْتَسِبين إلى السنة منْ أصْحاب الإِمام أحمد وغيره". انظر: (مجموع الفتاوى: 6/ 187).

(6)

وهذا قول إبراهيم الحربي ذكره الخلال، كما ذكره أبو جعفر الطبري وغيره. "مجموع الفتاوى: 6/ 187".

(7)

هو الإِمام القدْوَة، أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حَمْدَان العكبري الحنبلي، المعروف بابن بطة، الفقيه المحدث، شيخ العراق، صنف "الابانة الكبرى" في ثلاث مجلدات "و"السُنَن" و"المَناسك" توفي 387 هـ أخباره في (طبقات الحنابلة: 2/ 114، تاريخ بغداد: 10/ 371، ميزان الاعتدال: 3/ 15، البداية والنهاية: 11/ 321).

(8)

هذا إذا كانوا يريدون بذلك، أن اللَّفظ المؤلف من الحروف، هو نفس الشخص المُسَمَّى به =

ص: 191

وقال في رواية عبد الله (1): "الله هو الله، وليس كذلك غيره من الأَسْمَاء".

فلهذا قال بعض أصحابنا: "أنَّ اللهَ هو المُسَمَّى، وغيىه للمُسَمَّى".

322 -

قوله: (وتَعالى)، من العُلُو.

323 -

قوله (جَدُّك)، بفتح "الجيم".

قال ابن الأَنباري في كتاب "الزاهر لَهُ": "أي (2): علا جلَالُك، وارتفعتْ عَظَمَتُك (3) ".

وقال الخطابي (4): "يقال جَدُّ رَبِّنا معناهُ: الجَلَالُ والعَظَمة (5) "، والجِدُّ:

= "فإنَّ هذا لا يقوله عاقلً، ولهذا يقال: لو كان الاسم هو المسَمَّى لكان مَنْ قال "نَارٌ" احْتَرق لِسَانه" بلْ هؤلاء العلماء يقولون: اللفظ هو التَّسمية، والاسم ليس هو اللَّفظ، بل هو المراد باللَّفظ مِنْ هُنا يجب أنْ نَفْهَم كلام ابن بطة، فمقصوده بالتكفير: الصنف الأول، لا غير. انظر تفصيل المسألة في:(مجموع الفتاوى: 6/ 188، شرح العقيدة الطحاوية: ص 69).

(1)

هو الإمام الناقد الحافظ عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الشيباني، أبو عبد الرحمن محدث بغداد. أصغر من أخيه صالح، روى عن أبيه أشياء كثيرة منها "المسند" و"الزهد" وغيرها. صنف كتاب "في الرد على الجهمية" وله كتاب "الجمل". توفى 290 هـ. أخباره في:(سير أعلام النبلاء: 13/ 516، الجرح والتعديل: 5/ 7، تاريخ بغداد: 9/ 375، طبقات الحنابلة: 1/ 180، المنتظم: 6/ 39، طبقات القراء لابن الجزري: 1/ 408، المنهج الأحمد للعليمي: 1/ 294).

(2)

كذا في الأصل، وليست في الزاهر.

(3)

انظر: (الزاهر: 1/ 148).

(4)

هو العلامة، أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم البستي، الخطابي، الشافعي، عالم الحديث واللغة أخذ عن ابن الأعرابي، وأبي العباس الأصم، من أبرز تصانيفه، "غريب الحديث" و"معالم السنن" توفي 388 هـ. أخباره في: (تذكرة الحفاظ: 3/ 1019، الأنساب للسمعاني: 5/ 158، المنتظم: 6/ 397، طبقات السبكي: 3/ 282، بغية الوعاة: 1/ 546، خزانة الأدب: 2/ 106.

(5)

انظر: (شأن الدعاء له: ص 158).

ص: 192

ضدّ الهَزْل.

324 -

قوله: (ولَا إله غيْرُك)، قال ابن الأَنباري في "الزاهر" أيضاً: "في إِعْرَابِه (1) أربعةُ أوْجُهٍ.

[أَحدهُنَّ (2)]: "ولا إلَهُ غَيْرُك (3) ": بِرَفْعِهِما، وبِنَاء الأَوَّل على "الفتح" مع نصب الثاني، وَرَفْعِه. والرابع: رفع إِلَهٌ" ونَصب "غيْرَك" لوقوعه مَوْقِع أداةِ الاسْتِثْناء (4) ".

325 -

قوله (لم يَسْتَعِذ)، أي يأتِي بالاسْتِعَاذَة، وقد اسْتَعَاذ يسْتَعِيذ اسْتِعَاذَةً قال الله عز وجل:{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (5). وأعُوذ: ألجْأ لله، وأعْتَصِم به.

(والشَّيْطَان)، واحِدُ الشَّيَاطِين و"نونه" أصْلِيَّةٌ، لأَنَّه مُشْتَق منْ شَطَن: إِذا بَعُدَ (6).

قال الشاعر (7):

(1) في الزاهر: فيه.

(2)

زيادة من الزاهر.

(3)

العبارة في الزاهر كالتالي: "ولا إلَهَ غيرُك: تَنْصَب الأول على التبرئة، و"غَيْرُك" مرفوعٌ على خبر التَبْرِئَة. والوجه الثاني: ولا إلَهٌ غيرك: فـ"إلَهٌ": يرْتَفِع بـ"غَيْر" و"غَيْر" به.

والوجه الثالث: ولا إله غَيْرَك: تنصبـ "غيرك" لوقْوُعها في مَوْضع "إلَاّ" كَأنك قلت: ولا إلَه إلَاّ أنت، فلما أحْلَلَت "غيرأ" في مَحَل "إلَاّ" نَصَبْتَها.

(4)

انظر: (الزاهر: 1/ 149).

(5)

سورة النحل: 98.

(6)

انظر: (الزينة للرازي: 2/ 179، الزاهر لابن الأنباري: 1/ 150، مفردات الراغب: ص 261، الوجوه والنظائر لابن الجوزي: ص 374).

(7)

هو النابغة الذبياني. انظر: (ديوانه: ص 218 تحقيق: أبو الفضل إبراهيم) وفيه: فَبانَتْ والفُؤادُ بها رَهينُ.

ص: 193

نَأتْ بِسُعَاد عَنْكَ نَوىً شَطُونُ

فَأصْبَحْتُ والفُؤادُ بها رَهِينُ

وقيل: زائدة، لأَنه مُشْتَق منْ شَاط. يَشُوط (1): إذا احْتَرق (2). و"الأَلِف" و"اللَاّم" فيه، قيل: للعَهْدِ، وقيل: للعُمُوم.

(والرّجِيمُ)، فعيلٌ بمعْنَى مفْعُول: أي مَرْجُومٌ باللعْنِ والظرْدِ.

وقيل: بمعنى فاعل، لأَنَّه يَرْجِم بالإِغْواء (3) [وصِفَةُ الاسْتِعَاذَة أنْ يقول: أعُوذ بالله منْ الشَّيْطان الرَّجِيم (4)].

والثاني: "أعوذُ بالله السَّميع العَليم مِن الشيْطان الرَّجيم (5) ".

والثالث: "أعُوذ بالله من الشَّيْطان الرجيم إنَ اللهَّ هو السَّميع العليم".

والرابع: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم (6) " وفيه غير ذلك.

(1) لعلها: يشيط، كما في (الزاهر لابن الأنباري: 1/ 150).

(2)

انظر: (الزاهر لابن الأنباري: 1/ 150، الوجوه والنظائر لابن الجوزي: ص 374، المفردات للراغب: ص 261).

(3)

وقد ذكر ابن الأنباري معاني أُخرى للرجم. فانظرها في: (الزاهر له: 1/ 151).

(4)

زيادة من المغني اقتضاها السياق. قال في المغني: 1/ 519: "وهذا قول أبي حنيفة والشافعي، لقوله تعالى في سورة النحل: 98 {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} . وانظر كذلك: (الأم: 1/ 107، والبناية للعيني: 2/ 139).

(5)

هذا قول أحمد رحمه الله، وذلك لقوله تعالى في سورة فضلت:{فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} انظر: (المغني: 1/ 519).

(6)

روهذه رواية ثانية عن أحمد رحمه الله نَقَلها حنْبل عنه. انظر: (المغني: 1/ 519). وقال مالك: لا يسْتَعِيذ، بل يُكبرِّ ويقْرأ الفَاتِحة مُباشرةً، واستدل بحديث أنس رضي الله عنه الذي أخرجه البخاري في الأذان: 2/ 226، باب ما يقول بعد التكبير حديث (743)، ومسلم في الصلاة: 1/ 299 باب حجّة مَنْ قال لا يجهر بالبسْملة حديث (399).

عن أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يفْتَتِحُون الصلاة بالحَمْدْ لله ربِّ العالمين

" انظر كذلك: (المدونة: 1/ 62، المغني: 1/ 515، وما بعدها).

ص: 194

326 -

قوله: (ويَقْرأ الحَمْدُ)، يجوز في"الحَمْدُ" النصب على المفعولية، والرفْعُ على الحكاية.

327 -

قوله: (بِبِسْمِ الله الزَحمن الرَّحيم)، "الباء" الأولى:"باء" البِداية (1)، والثانية:"باءُ" البَسْمَلة. وأُسْقِطَت "الأَلِف" من "بسم الله" طَلَباً لِلْخِفَّة، لكَثرة الاسْتِعمال.

وقيل: لما أسْقَطُوا "الألف" فَردُوا طولها على "الباء"، ليكونَ دالاً على سُقُوطها (2).

وذكر أبو البقاء (3) في الاسْم خمسَ لُغَاتٍ: "إسْمٌ" و"أسْمٌ" بكسر "الهمزة" وضمها و"سِمٌ" و "سُمٌ" بكسر "السين" وضمها، و"سُمَى" كـ"هُدَي (4) ".

وفي معناه ثلاثة أوْجُه:

(1) التقدير: أبْدَأ باسْمِ الله، أو بدأتُ باسْمِ الله. وقيل: أضْمَر قومٌ فيها اسماً مُفْرداً على تقدير ابْتِدَائي باسم الله. انظر: (إعراب القرآن للزجاج: 1/ 12).

(2)

قال أبو البركات بن الأنباري: ولا تُحْذَف في غير "بسم الله" ولهذا كُتِبَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} سورة القلم: 1. انظر: (البيان في غريب اعراب القرآن: 1/ 30).

(3)

هو محب الدين عبد الله بن الحسين العكبري البغدادي الضرير، أبو البقاء الحنبلي، أحد الأعلام في اللّغة والفقه والقراءات والحديث. تأدب على ابن الخشاب، وتفقه علي ابن أبي يعلى. من أهم تصانيفه:"إملاء ما مَن به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن" و"اللُّباب في. علل البناء والإِعراب" توفي 616 هـ. أخباره في: (إنْباه الرواة: 2/ 116)، تاريخ ابن الأثير: 9/ 328، البداية والنهاية: 13/ 85، طبقات ابن شهبة: 2/ 30، مرآة الجنان 4/ 32، المختصر لأبي الفدا: 3/ 131، ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 109).

(4)

انظر: (إملاء ما مَنَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات: 1/ 4).

ص: 195

أحدها: أنه بمعنى التَّسْمِية.

الثاني: أنَّ في الكلام حذْفُ مُضَافٍ تَقْدِيرُه: باسْمِ مُسَمَّى الله.

والثالث: أن "إسْم" زيادة (1)، ومنه الشاعر (2):

إِلى الحولِ ثُمَّ اسْمُ السَّلام عَلَيْكُما

ومَنْ يَبْك حولاً كامِلاً فَقَد اعْتَذَرْ

و"بِسْمَ": مجرور بـ"بَاء" الجَرِّ و "الله": مجرورٌ بالإِضافة.

(الرحمن الرحيم). صفتان لله تبارك وتعالى. جُرَّ الأَوَّل، لكونه صفة. والثاني لكونه نَعْتاً، أو بدَلاً.

قال أبو البقاء: (ويجوز نَصْبهُما على إضمار "أعْنِي" ورَفْعُهُما على تَقْدِير "هو" (3)، واختلفوا فيهما:

فقيل: هما بمعنًى واحدٍ كـ" نَدْمَانٍ" و"نَدِيم (4) "، وذكِر أَحدُهُما بعد الآخر تَطْميعاً لقلوب الرَّاغبين.

وقيل: هما بمَعنَيَيْن. فـ "الرَّحمن": بمعنى الرَّازِق للخَلْق في الدنيا على العُمُوم.

و"الرَّحيم": بمعنى العَافِي عنهم في الآخرة، وهو خَاصٌ بالمؤمنين (5)،

(1) انظر: (نفس المصدر: 1/ 4).

(2)

هو لبيد بن ربيعة العامري. انظر: (ديوانه: ص 159 تحقيق يحيى الجبوري).

(3)

انظر: (إملاء ما من به الرحمن: 1/ 5).

(4)

انطر: (مقدمة تفسير ابن عطية 1/ 91، الزاهر لابن الأنباري: 1/ 152، الزينة للرازي: 2/ 22)

(5)

هذا قول عموم المفسرين. قاله ابن عطية. واستدل بما رواه أبو سعيد الخدري وابن مسعود رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله علية وسلم - قال: (الرحمن رحمن الدنيا، والرحيم رحيم الآخرة". =

ص: 196

ولذلك قيل: يا رَحْمَان الدنيا ورَحِيمَ الآخرة، ولذلك يُدْعَى غير الله تعالى رحيماً، ولا يدعى رحماناً.

فالرَّحمن: عامُ المعْني، خاصُ اللَّفظ، والرَّحيم: عامُ اللَّفْظ خاصُ: المعْنى (1)، وشُدَّدت "الراء" فيهما، لأَنَها قُلِبَت من "اللَاّم" راء، وأدغمت "الراء" في "الراء".

قال ابن عباس: "الرحمن الرحيم: اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر (2) ".

وقال أبو عبيدة (3):

"رحيمٌ رحْمَانٌ: لُغتان: "الرَّحيم": من الرَّحمة،

= وقال أبو علي الفارسي: "الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرَّحمة يختَصُ به الله، والرحيم: إنما هو منْ جهة المؤمنين". انظر: (تفسير ابن عطية: 1/ 91 - 92).

(1)

انظر: (شأن الدعاء: ص 39).

(2)

هذا الأثر أخرجه القرطبي في تفسيره: 1/ 106، وقال:"قال الحسين بن الفضل البجلي: هذا وهم من الراوي، لأن "الرقة" ليست منْ صفات الله تعالى في شَيْءٍ وإنَّما هما اسْمَان "رقِيقَانِ" أحدهما أرفق من الآخر، والرفق من صفات الله عز وجل. قال النبي: "أن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرِفْق مَا لَا يُعْطِي علي العُنْفِ".

الحديث مروي عن عائشة رضي الله عنها. أخرجه مسلم في البر والصلة: 4/ 23، باب فضل الرفق حديث (77)، وأحمد في المسند: 4/ 87، وأبو داود في الأدب 4/ 254 باب في الرفق حديث (4807)، وقال الخطابي في شأن الدعاء ص 39:"وهذا مشكل، لأن الرِّقة لا مدخل لها في شَيْءٍ من صفات الله -سبحانه - ومعنى الرقيق ها هنا: اللَّطيف. يقول: أحدهما ألْطَفُ من الآخر، ومعنى اللُّطف في هذا: الغموضُ دُونَ الصغير الذي هو نعت في الأجسام".

فالرحمن: الرقيق، والرحيم العاطف على خلقه بالرزق. انظر:(الزاهر لابن الأنباري: 1/ 152)

(3)

هو العلَّامة النحوي: أبو عبيدة معْمَر بن المُثَنَّى التميمي البصري، أحد الأعلام في العربية، حدَّث عن هشام بن عروة، وأبي عمرو بن العلاء، كما حدث عنه علي بن المديني، وأبو عبيد القاسم بن سلَّام. من أبرز تصانيفه "مجاز القرآن"، و"غريب الحديث" توفي 210 هـ. أخباره في:(سير أعلام النبلاء: 9/ 445، المعارف: ص 543، تاريخ بغداد: 13/ 252، معجم الأدباء: 9/ 154، إنباه الرواة: 3/ 276، وفيات الأعيان: 5/ 235).

ص: 197

و"الرَّحمان": فعْلان منْ الرَّحمة. قال: وذلك لاتِّساع اللُّغة عندهم. كما تقول: نَدْمَانٌ ونَدِيمٌ بمَعْنًى. وأنشد (1):

"ونَدْمانٍ يَزيدُ الكأْسَ طِيباً

سَقَيْتُ وقد تَغوَّرت النُجومُ (2) "

وقال آخرون: رَحْمَان بالعِبْرَانية: دَهْمَان.

* تنبيه: - إن قال قائل: الأسماءُ لَا تَتَصرَّف، وإِنّما تَتَصرَّف الأَفعال، كقولك: ضَربَ يضْرِب ضَرْباً، فهو ضَارِبٌ، فلِمَ قُلت: بسْمَل يُبَسْمِل بسْمَلة.

فالجواب: أن هذه الأسماء مُشْتَقَّة من الأَفْعال، وصارت "الباء" كبَعْض حروفه، إذ كانت لَا تُفَارِقه، وقد دامتْ صُحْبَتُها لَهُ. كما قال الشاعر (3):

لقد بَسْمَلت لَيْلَى غداةَ لَقيْتُها

فيا حَبَّذَا ذاك الحبيبُ المُبَسْمِلُ

وكذلك قوْلُهم: قد هَيْلَلَ الرَّجل: إذا قال: "لَا إله إلَاّ اللهُ".

وقيل: حَيْعَل إِذا قال: "حي على الصَّلاة".

وقد حَوْقَل: إذا قال: "لا حول ولا قوة إلَاّ بالله.

328 -

قوله: (ولا يجهر بها)، بفتح "الياء". جَهَر يَجْهَر جَهْراً،

(1) البيت للشاعر برج. بن مسهر الطائي. انظر: (اللسان: 12/ 572 مادة ندم، مجاز القرآن: 1/ 21).

(2)

انظر: (مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 21 بتصرف).

(3)

هو عمر بن أبي ربيعة كما في كتاب "الزينة للرازي: 2/ 11" وهو غير موجود في ديوانه، وقد نسبه عبد السلام هارون في معجمه: 1/ 282 للنمر بن تولب. وهو في الدر للشنقيطي: 2/ 116 غير منسوب.

ص: 198

وجَهْرَة: إذا أعْلَن وحُكِيَ فيه: يُجْهَرُ بضم "الياء" أيضاً.

329 -

قوله: (على رُكْبَتَيْه)، تثنية رُكْبَة، وجمْعُهما: رُكُب، وهي: البارز من عُقْدَة مَفْصِل الساق والفَخِذ.

330 -

قوله: (ويَفْرج)، فَرَجَ الشَّيْءَ يُفْرِجُه تَفْريجاً: إذا فَرّق بيْنَه (1).

331 -

قوله: (وَيمُدُّ ظَهْرَه)، يقال: مَدَّ الشَّيْءَ يُمدُّه مدّاً، إذا أطَاله (2).

ومَدَّ يدَهُ إلى الشَّيْء: بَسَطها. ومدَّ الشَّيْءَ: بَسَطَهُ. ومنه: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ} (3).

332 -

قوله: (وهو أدْني الكمال)، الكمال: التَّمام. قاله الجوهري (4).

والكمال قيل: سَبْعٌ (5).

وقيل: أن لَا يُخْرِجَه إلى السَّهْوِ (6).

وقيل: أنْ لَا يَشُقَّ (7).

(1) والفرْجَة: بفتح "الفاء" وضمها، الخَلل بين الشَيْئَيْن. ذكره الأزهري في (تهذيب اللغة: 11/ 46 مادة فرج).

(2)

ومَدُّ الظَهْرِ في الصَّلاة: هو أنْ يُسَوِّي ظَهْرَه، ولا يرْفَع رَأَسَه ولا يُنَكسه. قاله الموفق في (المغني: 1/ 541).

(3)

سورة الرعد: 3.

(4)

انظر: (الصحاح: 5/ 1813 مادة كمل).

(5)

قاله أحمد رحمه الله، لِمَا جاء عن الحسن البصري أنه قال:"التسبيح التام: سبع .. " انظر: (المغني: 1/ 542).

(6)

وهو قول القاضي، إذا كان المُصَلي مُنْفَرِداً. انظر:(1/ 542، المبدع: 1/ 448).

(7)

وهو في حق الإمام إذا كان لا يَشُق على المأمومين. قاله القاضي. انظر: (المغني: 1/ 542، المبدع: 1/ 448).

ص: 199

وقيل: عَشْرٌ (1).

وقيل: عَيْرُ ذلك (2).

333 -

قوله: (سَمِع اللهُ لَمِن حَمِدَه)، لَفْظَةُ: خَبَر، ومعناه: الدُّعاء بالاسْتِجَابة.

334 -

قوله: (ربَّنا ولك الحَمْد)، صحَّت الرواية بإثبات "الواو"، وبدونها وكلاهما مجْزِيءٌ.، إِلَّا أنَّ الأفضَل بـ"الواو (3) ".

قال القاضي عياض: "بإِثبات "الواو"، ويجْمَع مَعْنَيَيْن: الدُّعَاءُ، والاعْتِرافُ. أي: ربَّنا اسْتَجب لنا، ولك الحَمْد على هِدَايَتكَ لنا (4) ".

335 -

قوله: (مِلْءَ السَّمَاء ومِلْءَ الأَرْضِ). قال الخطابي: "هذا كَلامُ تَمْثِيل وتَقْرِيبٍ. والكلَامُ لا يُقَدَّر بِالَمكَايِيل، ولا تُحْشَى به الظروفُ، ولا تَسعُهُ الأوْعِيةُ، إنَّما المرادُ به: تكْثِيرُ العَدَد، حتَى لو قُدِّر (5) أنْ تكون تلك الكلمات أجْساماً تَمْلأَ الأَماكِن. لمَلأَت السَّموات والأَراضين (6). قال: ويُحْتَمل (7) أنْ يكون الُمراد به: أَجْرُها وثَوَابُها.

(1) ذكره الشيخ الموفق في المغني: 1/ 542: "وذلك لما رَوىَ أنس أنَّ عمر بن عبد العزيز رحمه الله كان يصلي كصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فحزروا ذلك بعشر".

(2)

قال ابن الزاغوني: أنَّ الكمال في حَقه قَدْر قِرَاءَته. وقال الأجُرِّي: الكمال: خَمْسُ لِيُدْرِك المأمومُ ثلاثاً. وقيل: ما لم يَطُلْ عُرفاً، وقيل: قَدْر القيام. انظر: (الإنصاف: 2/ 61، المغني: 1/ 542، المبدع: 1/ 488، حاشية الروض: للنجدي: 2/ 44 - 45).

(3)

قال في المغني: 1/ 549: "نص عليه أحمد في رواية الأثرم. قال سَمِعْتُ أبا عبد الله يُثْبِت أمْرَ الواو".

(4)

لم أقف على هذا الكلام في "المشارق" وحكاه عنه صاحب (المطلع: ص 76).

(5)

في شأن الدعاء: يُقدِّر.

(6)

في شأن الدعاء: لَبَلغت منْ كَثْرَتِها ما يمْلأْ السموات والأراضين.

(7)

في شأن الدعاء: وقد يحتمل.

ص: 200

قال: ويُحْتَمل أنْ يُراد بها (1) التَعْظيم لها، والتَفْخِيمُ لشَأْنِها. كما يقول القائل: تكَلَّم فُلانٌ اليَوم بكلمةٍ كأنُّها جَبَلٌ، [وحلَف بِيَمينٍ كالسَّمواتِ والأَراضِين (2)]، وكما يقال: هذه الكلمةُ تمْلأُ طِبَاق الأَرض. والِملْءُ: بكسر "الميم": [الاسم (3)]، وبفتحها (4): المصْدَر مِنْ قولك: مَلأتُ الإِنَاء أمْلَؤُه (5)(مَلْأً (6) ".

والمشهور في الرواية: "مَلءَ" بالنَّصب، وَوَجْهُه: أَنَّه صِفة لَمصْدَرٍ محْذُوف كأَنَّه قال: لَكَ الحَمْدُ حَمْداً مَلأ السَّماء، ويجوز الرُّفْعُ.

وقد قال بعض المتأخرين: لا يَجوز غَيْره، ووجْهُه: أنَّه صِفة للحَمْدِ (7)، ويجوز أنْ يكونَ عطْفَ بَيَانٍ.

336 -

قوله: (وإنْ كان إِماماً)، الإِمامُ: ما يُؤْتَم به تارةً في الصَّلاة: وهو إِمامُ الصَّلاة، وتارة يكون في الفَصْل بيْن النَّاس: وهو الخَليفة.

وتارة في العبادات والأَحكام: وهو إمامُ الفِقْه (8).

وسُمِّي بذلك لتَقَدُّمِه على غيره. فإنَّ إِمام الصَّلاة يتقدَّمُهم. وإمَام الحُكْم يُقَدَّم على غيره في هذا الأَمر، وإنْ لمْ يَكُن التَّقَدم حقيقةً، وإِمام الفِقه يُقَدَّمُ قوْلُهُ على قولِ غيره.

(1) في شأن الدعاء: به.

(2)

زيادة من شأن الدعاء.

(3)

زيادة من شأن الدعاء.

(4)

في شأن الدعاء: والملء.

(5)

زيادة ليست في شأن الدعاء.

(6)

انظر: (شأن الدعاء للخطابي: ص 155 - 156).

(7)

أي: لك الحمد الَمالئ، لأن "مَلء"، وإنْ كان جامداً، فهو بمعنى المشتق. انظر:(المطلع: ص 77).

(8)

تقدمت هذه المعاني في: ص 25. كما يُطلق "الإِمام" على معان أخرى ذكرها أبو عبد الله بن مالك في (مثلثه: 1/ 53).

ص: 201

337 -

قوله: (ثمٌ جَبْهَتُه)، الجبهةُ: ما فَوق الحَاجِب مِنْ الوَجْه (1). وفي الحديث: "أمِرت أنْ أَسْجُدَ على سَبْعَة أعْظُم. الجبْهَة (2) ".

338 -

قوله: (وأَنْفُه)، الأَنْفُ: بفتح "الهمزة"، وسكون "النون". وفي الحديث:"وأشَار إلى أَنْفِه (3) "، وقال الله عز وجل:{وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ} (4).

339 -

قوله: (مُعْتَدِلا). المعْتَدِل: ما كان فيه الاعْتِدَال، لا يَتَقَيَّم، ولا يَتَفَرَّج تَفَرُّجاً فَاحِشاً. بل تكون أْمُورُه في السجود باعْتِدَال (5).

340 -

قول: (ويُجَافي)، التَّجافي عن الشَّيْء: الارْتفاع عنه، قال الله عز وجل:{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} (6)، والمراد: لا يَضُمُّ عُضْواً إلى عُضْوٍ.

341 -

قوله: (عَضُدَيه)، ما فَوْقَ الَمرْفِق (7).

(1) وقال الخليل: "هي مستوى ما بيْن الحَاجِبَيْن إلى النَّاصية" وقال الأصمعي: "هي مَوْضِع السُّجُود".انظر: (المصباح: 1/ 99).

(2)

جزء من حديث أخرجه البخاري في الأذان: 2/ 297، باب السجود علي الأنف حديث (812)، ومسلم في الصلاة: 1/ 354، باب أعضاء السجود والنهي عن كف الشعر والثوب (230)، وابن ماجه في الإِقامة: 1/ 286 باب السجود حديث (884).

(3)

هو جزء من حديث: "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم

" السابق تخريجه.

(4)

سورة المائدة: 45.

(5)

قال الترمذي في جامعه: 2/ 66: "والعمَلُ عليه عند أهْل العِلْم: يخْتَارُون الاعْتِدال في السُّجود، ويكْرَهُون الافْتِرَاش كافترَاش السِّبع".

وقال ابن العربي في العارضة: 2/ 75 - 76: "ومعنى قوله: "اعْتَدِلوا": أراد به كَوْن السجود عدلاً باسْتوَاء الاعْتِماد على الرِجْلَين والرُكبَتَيْن واليَدَيْن والوجه، ولا يأخُذ عُضوُ منْ الاعْتِدَال أكثرَ مِن الآخر".

(6)

سورة السجدة: 16.

(7)

قال الفيومي. في (المصباح: 2/ 65): "ما بيْن المَرْفق إلى الكَتِف" وفيه خَمْسُ لُغَاتٍ ذَكَرها صاحب المصباح فانظرها.

ص: 202

قال أبو عبد الله بن مالك: "العَضَد -بفتح الضاد-: مَا قُطِع من الشَّجَر، ودَاءٌ في العَضُد ودِقَّة فيه، أوْ قِصَرٌ. قال: والعَضِد -يعني بالكسر-: الدقيقُ العَضُدِ، والُمصَابُ فيه بِدَاءٍ وَلُغَة فيه، قال: والعَضُد -يعني بالضم-: ما بيْن الَمرْفِق والكَتِف. وأهْلُ تِهَامة (1) يؤَنَثُونَه وتَمِيمُ (2) يذَكَرُونَهُ.

والعَضُد أيضاً: الُمعِين، والقُوَّة، وما بيْن إزاء الحَوْض ومُؤخره، وناحيةُ البَيْت وغيره، وَحدُّ المزْرعَة.

وقال قَبْل ذلِك: العَضْدُ -يعني بالفتح والسكون-: مُخفَّفُ العَضُد، ومصدر عَضَده: أعانَه، وأيضاً: ضربَ عَضُدَه، والشَّجرَ: قطعهُ، والبعيرَ في سَوْقِه: كان مرَّةً عن يَمِينه ومَرَّةً عن يَسارِه، والبعيرُ البَعِيرَ: أخذ بعَضُده وصَرَعَهُ، والقَتبُ البَعير: عَقَرهُ.

والعِضْد -يعني بالكسر-: لُغَة في العَضُد. قال: والعُضُد -يعني بالضم: جمع أعضَد: وهو القَصيرُ العَضُد، أو الدَّقيقَة، ولُغَة في العَضُد، وجمع عَضاد: وهو ما يُعَلَّق في العَضُد منْ حرزٍ وغيره (3) ".

342 -

قوله: (عن جَنْبَيه)، تَثْنِية جَنْبٍ. وجَنَبٍ، وجَانِبٌ أي: نَاحيةٌ

(1) تهامة: بكسر "التاء": تساير البحر، منها مكة، وقيل: هي من اليمن، وهو أصحر منها إلى حد في باديتها، ومكة منْ تِهَامة، وقيل غير ذلك. وسُمِّيت "تهامة"، لشدَّة حَرِّها ورُكُود ريحِها. انظر:(معجم البُلْدَان: 2/ 63، مراصد الاطِّلاع: 1/ 283).

(2)

تميم؛ قبيلة عربية من القَبائل العَدْنَانِيِّة، كانت منَازِلُهم بأرْض نَجْدٍ، لهم بطونٌ كثيرة، ولتميم تاريخ في الجاهلية والإسلام. انظر:(تاريخ أبى الفدا: 1/ 112، صبح الأعشى: 1/ 347، لسان العرب: 12/ 71 مادة تمم، معجم قباثل العرب لكحالة: 1/ 126، تاج العروس: 8/ 213).

(3)

انظر: (إكمال الاعلام: 2/ 433 - 434).

ص: 203

وجُنُبُ الإِنْسَان: منْ تَحْتِ إبطِه إلى أَليَتَيْه (1).

343 -

قوله: (وَبَطْنَه)، منْصُوبٌ.

344 -

قوله: (عن فَخِذَيْه)، الفَخِذُ: مِن رُكْبَة الإِنْسَان إلى أَليَتَيْه، بفتح "الفاء" وكسر "الخاء"، والفَخِذُ أيضاً: الشُعْبَةُ من النَّسَبْ. ويقال في الفَخِذِ: فَخْذٌ بالسكون (2).

345 -

قوله: (عن سَاقَيْه)، السَّاقُ: من الكَعْب إلى الرُّكْبَة، وجَمعُه: سُوق (3). قال الله عز وجل {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ (4)} ، وهذا الجَمْعُ يُسَمَّى به أيضاً ما يُبَاع فيه ونحوه. ومنه الحديث:"سُوقُ بَنِي قَيْنُقَاع (5) "، ويقال في جَمْعِه: أسْوَاقٌ.

والسّاقُ أيضاً: ساق الشَّجر والزَّرع، ويقال: قامت الحَرْبُ على ساقٍ: إِذا حَمِيَت مجَازاً.

346 -

قوله: (أطْرَاف)، طَرَفُ الشَّيْء: حَرْفُه. والطَرَفُ: كُلُّ آخرٍ. والطَّرْفُ -بالفتح والسكون-: النَّظَر، وإِحدى مَنَازِل القَمَر، ومصدر طَرَف. والطِّرْفُ -بالكسر- الفَرَسُ الكَريم الأباء والأُمهَات، وقد يُوصَف به الرَّجُل

(1) انظر: (الصحاح: 1/ 101 مادة جنب، المصباح: 1/ 120).

(2)

زاد في الصحاح: 2/ 568، مادة فخذ "وفِخْذٌ" بكسر "الفاء" وسكون "الخاء".

(3)

قال في المغرب: (1/ 422): ثمَّ سُمِّي بها ما يُلْبَس عليها منْ شَيْء يتخذ من حَديدٍ أو غَيْرِهِ".

(4)

سورة الفتح: 29.

(5)

جزء من حديث أخرجه البخاري في مناقب الأنصار: 7/ 112، باب إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار حديث (3780)، وأحمد في المسند: 3/ 190.

ص: 204

الخَفِيف. والطُّرْفُ -بالضم-: جَمْع طُرَاف، وهو خِبَاءٌ من أدَمٍ (1).

347 -

قوله: (رَبِّ اغْفِر لي)، الرَّبُّ: هو الَمالِك، وقد طلَب من رَبِّه الَمغْفِرَةَ والغُفْرَانَ (2).

348 -

قوله: (صُدُورَ قَدَمَيْه)، الصُّدُورُ: جمع صَدْر، قال اللهُ عز وجل:{وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (3)} وقال الشاعر (4):

أقِيمي أمَّ زنباع أقِيمِي

صُدُور العِيْسِ نَحْو بني تَمِيم

قال الجوهري: "صَدْرُ كُل شَيْءٍ أوَّله (5) ".

والقَدَمَانِ ليْس لَهُما سِوى صدْرَيْن، لكن جِيءَ به [على (6)] لَفْظِ الجَمْع، لأن كُل شَيْءٍ مَعْنَاه مضافٌ إلى مُتَضَمِّنِه يُخْتَار فيه لفْظُ الجَمْع على لَفْظِ الإِفْرَاد، ولَفْظُ الإِفراد على لفْظِ التثنِية.

مثالُ الأَوَّل: قوله تعالى {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا (7)}

ومثالُ الثاني: قول الشاعر (8):

(1) انظر هذه المعاني في: (إكمال الاعلام لابن مالك: 2/ 388).

(2)

والغُفْرَان: هو التغْطية، معناه: ربِّ غَطِ على ذُنُوبي. قال ابن الأنباري في الزاهر: 1/ 109 "وهو مأخوذٌ من قَوْل العرب: قد غَفَرْت المتَاع في الوِعَاء، أغْفِرهُ غَفْراً ويقال: اغْفِر مَتَاعك في الوِعَاء: أي غَطِّه فيه".

(3)

سورة التوبة: 14.

(4)

هو: أبو زنباع الجذامي. انظر: (الدرر للشنقيطي: 1/ 170).

(5)

انظر: (الصحاح: 2/ 709 مادة صدر).

(6)

زيادة يقتضيها السياق.

(7)

سورة التحريم: 4.

(8)

هو: توبة بن الحُمَيِّر كما في: (الدرر للشنقيطي: 1/ 26).

ص: 205

حَمامةَ بَطْنِ الوَادِيَيْنِ تَرَنَّمِي

سقَاكِ مِنَ الغُرِّ الغَوَادِي مَطِيرُها

ومِثالُ الثالث: قول الآخر (1):

وَمَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْن مَرْتَيْنِ

ظَهْرَاهُما مِثلُ ظُهُور التُرْسَيْنِ

الَمهْمَهُ: الَمفازةُ البعيدةُ، والقَذَفُ: البَعيدُ، والَمرْتُ: الذي لَا نَبَاتَ فيه (2)

وصدْرُ القَدَم: ما تحْت الأَصَابع منْ أسْفَل الرِّجْل، وَصَدْر الإِنْسان وغيره: ما بَيْن ثَدْيَيْهِ وَرَقَبتِه، والصَّدْرُ: الكبير (3). والصَدَرُ: الرُّجُوع منْ الشُّرْب ونحوه (4).

وفي الحديث: "مَنْ لي بالصَدَر بعْدَ الوُرُود (5) ". والصُدُر بضم "الصَّاد" و"الدَّال": جمْع صَدْرٍ أيضاً.

349 -

قوله: (قَدَمَيْه)، القَدَمُ: عبارة عن الرجل، وجمعها: أقْدَامٍ.

350 -

قوله: (إلَّا أنْ يَشُقَّ)، الشَاقُّ: ما كان فيه مَشَقَّةٌ: وهي الكُلْفَة (6).

(1) هو الراجز: خِطَام المُجَاشِعي. انظر (الصحاح للجوهري: 1/ 266، مادة مرت).

(2)

انظر: (الصحاح: 1/ 266 مادة مرت).

(3)

أي: المتَّسع، تقول: صدْرُ الطَّرِيق: كَبِيرةٌ ومُتَّسِعَة: (المصباح: 1/ 359).

(4)

قال الفيومي: "وأصله الانصراف، يقال: صَدَر القَوْمُ، وأصْدَرْنَاهُم: إذا صَرَفْتَهُم. وصدَرْت عن الَموْضِع صَدْراً: إذا رجعتُ". (المصباح: 1/ 359).

(5)

لم أقف له على تخريج، والله أعلم.

(6)

قال في المغني: 1/ 569: "يعني إذا شَقَّ عليه النُهُوض. على الصِّفة التي ذكَرْنَاها - وهي القيام على صُدُور قَدَمَيْه معْتَمِداً على رُكْبَتَيْه - فلا بأس باعْتِمَادِه على الأرْض بَيِده لا نَعْلم أحداً خالف في هذا".

ص: 206

351 -

قوله: (فَيَعْتَمِدً) بضم "الدال" على الاسْتِئْنَاف.

352 -

قوله: (كَفَّهُ)، الكَفُّ: معروفٌ أحَدُ الأَكُفِّ: وهوَ راحَةً اليَد، والكَفُّ أيضاً: الإِمْسَاك عن الشَّيْء، فَقد كَفَّ عنه يَكُفُّ كَفّاً. والكَفُّ أيضاً: كَفَّ الثَّوْبَ يَكُفُّهُ كفّاً (1). وفي الحديث: "ولَا نَكًفُّ ثَوْباً ولَا شَعْراً (2) ".

353 -

قوله: (على فَخِذِهِ)، الفَخِذ: مُؤَنثَة، وهي بفتح "الفاء" وكسر "الخاء" ويجوز كسر "الفاء" كَـ"إبِل" ويجوز إِسْكان "الخاء" مع فَتْح "الفاء" وكَسْرِها (3).

354 -

قوله: (ويُحَلِّق الإِبْهام مع الوُسْطَى)، قال القاضي عياض:"يَجْمَع (4) بيْن طَرَفَيْهِما فحكي (5) بِهما الحَلَقة (6) ".

و(الإِبْهَامُ): الأًصْبعُ الكبيرة التي في طَرَف الأَصابع، وهو بكسر "الهمزة" وسكون "الباء".

(1) قال الجوهري: "وكَفَفْتُ الثَّوُبَ: أي خِطْتُ حَاشِيَتَه، وهي الخِيَاطَةُ الثانية بعد الشَّل"(الصحاح: 4/ 1422 مادة كفف).

وكَفُّ الإِنْسان مؤَنَّثة. وقيل: تُذكَّر وتؤَنَّث. وأنْكَر ذلك النووي. انظر: (تهذيب الأسماء واللغات: 2 ق 1/ 117).

(2)

جزء من حديث أخرجه البخاري في الأذان: 2/ 295، باب السجود على سبعة أعظم حديث (810) ومسلم في الصَّلاة: 1/ 354 باب أعْضَاء السُّجُود والنّهْي عن كَفِّ الشعر والثوب بلفظ: "ولا أكفٌ .. "حديث (228)، والترمذي في الصلاة: 2/ 62، باب ما جاء في السجود على سبعة أعظم بلفظ:"ولا يَكف شعره ولا ثيابه" حديث (273)، وأحمد في المسند: 1/ 221.

(3)

سبق الحديث حول هذه المعاني: في ص: 204.

(4)

في المشارق: أي جَمَع.

(5)

في المشارق: يحكي.

(6)

انظر: (المشارق: 1/ 197).

ص: 207

و (الوُسْطَى): معروفٌ من الأَصَابع. يقال: وُسْطَى، وَأوْسَط. قال الله عز وجل:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى (1)} .

355 -

قوله: (التَّحِيَات)، جمع تَحِيَّة.

قيل: هي العَظَمة (2).

وقيل: الملْك (3).

وقيل: السَّلام (4).

وقيل: البَقَاء (5).

وقيل: السَّلامة مِن الآفات.

قال أبو السَّعَادات: "إِنَّما جَمع التَّحِيَّة، لأَنَ مُلُوك الأَرْض يُحيَّوْن بِتَحِيَّاتٍ مُخْتَلِفةٍ فيقال:[لبَعْضِهم: أبَيْتَ اللَّعْنَ (6)]، ولبَعْضِهم: أَنْعِم صَباحاً، ولبَعْضِهم: أسْلَم كثيراً، ولبَعْضِهم: عِشْ أَلْف سَنَة، فقيل للمسلمين: قُولُوا: التَّحيات لله: أي الألفاظ التي تَدُلُّ على السَّلَام، والمُلْك، والبَقَاء،

(1) سورة البقرة: 238.

(2)

قاله الفراء: انظر: (الزاهر للأزهري: ص 91).

(3)

وذلك أن المَلِكَ كان يُحَيِّي. انظر: (الزاهر لابن الأنباري: 1/ 154، الزاهر للأزهري: ص 91).

(4)

واحتج هؤلاء بقوله تعالى في سورة النساء: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ

}.

(5)

واحتج هَؤلاء بقول الشاعر وهو: زهير بن جناب الكلبي:

أبَنيَّ إنْ أهْلِكْ فإنِّي

قد بَنَيْت لَكُم بنيَّة

منْ كُل ما نَال الفَتَى

قد نِلْتُة إلَاّ التحِيَّة

انظر: (الزاهر لابن الأنباري: 1/ 155).

(6)

زيادة من النهاية اقتضاها السياق.

ص: 208

هي لله عز وجل (1) ".

356 -

قوله: (والصَّلوات)، قيل: الخَمْس (2)، وقيل: الرَّحْمة (3)، وقيل: الصَّلَوات الَمعْلُومةُ كلّها والخَمْسُ وغيرها من النَّوَافل (4)، وقيل: العِبَادات كُلُّها (5)، وقيل: الأَدْعِيَة.

357 -

قوله: (والطَّيِّبَات)، قيل: الأعمالُ الصَّالِحة (6)، وقيل: من الكَلَام (7).

358 -

قوله: (السّلام عليك)، قال الأزهري: "فيه قَوْلَان: أحدُهُما: اِسْمُ السَّلَام، ومعناه: اِسْم الله عَلَيْك. ومنه قول لبيد (8):

إِلى الحَوْل ثُمً اسْمُ السَّلام عَلَيْكُما

ومَنْ يَبْك حَوْلاً كاملاً فقد اعْتَذَرْ (9)

والثاني: أنَّ معناه (10): سَلَّم الله علَيْكَ تسليماً (11) ".

(1) انظر: (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: 1/ 183).

(2)

قاله ابن عباس كما في: (المطلع: ص 79).

(3)

قاله ابن الأنباري. انظر (الزاهر له: 1/ 155)، وعياض في:(المشارق 2/ 45).

(4)

انظر: (المطلع: ص 79 - 80، المشارق: 2/ 45).

(5)

قاله الأزهري في: (الزاهر: ص 91).

(6)

رُوِي هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو قول الراغب الأصفهاني. انظر:(المطلع: ص 80، المفردات في غريب القرآن: ص 309).

(7)

قال هذا ابن الأنباري في: (الزاهر له: 1/ 155)، والأزهري في:(الزاهر: ص 91).

(8)

هو الشاعر المخضرم لبيد بن ربيعة بن مالك بن عامر أحد الشعراء البارزين، وفد على النبى صلى الله عليه وسلم في وفد بني كلاب، فأسلم وحَسُن إسلامه. ونزل إلى الكوفة في خلافة عمر رضي الله عنه ومات هناك بعد عُمْر قضى معظَمَة لى الجاهلية. أخباره في:(الأغاني: 14/ 90، طبقات ابن سعد: 6/ 20، الشعر والشعراء: 1/ 274، مقدمة ديوانه لإِحسان عباس).

(9)

انظر: (شرح ديوانه: ص 214. تحقيق: إحسان عباس).

(10)

في الزاهر: وقيل: معنى قوله: "السلام عليك" أي:

(11)

انظر: (الزاهر: ص 92).

ص: 209

359 -

قوله: (أيُّها النَّبيُ). قال القاضي عياض: "النبي: يُهْمَزُ، ولا يُهْمَز. من جَعَلهُ (1) من النَبَأ همزَهُ، لأنَّه يُنَبِّئُ النَّاس (2)

ومن لم يَهْمِزْه [وهي لغة قريش (3)]، إمَّا سَهَّلَه، وإمَّا أخَذَهُ من النَبْوَة (4)، وهو الارْتِفَاع، لِرفْعَة مَنازِلِهِم [وشرفهمْ (5)] على الخَلْق (6) ".

360 -

قول: (وبَرَكاتُه)، جمع بَركة. قال الجوهري:"والبركةُ: النَّمَاء والزيادة (7) ".

361 -

قوله: (وعلى عِبَاد الله الصالحين)، العِبَادُ: جمع عَبْدٍ، ولَهُ أحد عشر جَمْعاً جَمَعَها ابن مالك في هذين البيتين (8):

عِبَادٌ عَبِيدٌ جمعْ عُبْدٍ وأعْبُدٌ

أعَابِدُ معْبُوداءُ مَعْبَدَةٌ عُبُدْ

كذلك عُبْدَانٌ وعِبْدان أثْبتَا

كذَاكَ العِبَّدِي وامْدُدْ إنْ شِئْتَ أنْ تَمُدْ

قال أبو علي الدَّقاق (9): "ليس شَيْءٌ أشْرَف، ولَا [اسْمٌ (10) أتَمَّ للمُؤْمِن

(1) في المشارق: فمن هَمزه جعَلَهُ من النبأ.

(2)

زيادة ليست في المشارق.

(3)

زيادة من المشارق اقتضاها السياق.

(4)

في المشارق: فإما تسهيلاً من الهمز، وقيل: من النبوة.

(5)

زيادة في المشارق.

(6)

انظر: (المشارق لعياض: 2/ 1).

(7)

انظر: (الصحاح: 4/ 1575 مادة برك).

(8)

انظر: (بيان ما فيه لغات ثلاث فأكثر لابن مالك لوحة 2 ب).

(9)

هو الإِمام الزاهد الحسن بن علي بن محمد الدّقاق، النيسابوري، أبو علي الفقيه الأصولي. أخذ مذهب الشافعي عن القفال والحصري وغيرهما. من آثاره كتاب "الضحايا" توفي رحمه الله 405 هـ. أخباره في:(الشذرات: 3/ 180 - 181، طبقات ابن السبكي: 4/ 329، النجوم الزاهرة: 4/ 256، معجم. المؤلفين لكحالة: 3/ 261).

(10)

زيادة من المطلع اقتضاها السياق.

ص: 210

منْ الوَصْفِ بها (1) ".

و(الصالحين)، جمع صَالِح. قال صاحب "المشارق" وغَيْره:"الصَّالِحُ: هو القائم (2) بما عليه (3) مِن حقُوق الله تعالى، وحُقوق (4) العِبَاد (5) ".

362 -

قوله: (أشْهَدُ أنْ لَا إِلَه إِلَّا الله)، قال الجوهري: الشَّهَادة: خَبَرٌ قاطِعٌ .. والمُشَاهَدَةُ: المُعَايَنة (6) ".

فَقَوْلُ المُوَحَّد: "أشْهَد أنْ لَا إِلَه إِلَّا اللهَ"[بمعنى (7)]: أُخْبِر بأَنَّي قاطِعٌ بالوًحْدَانِية.

فالقَطْغ من الفِعْل القَلْبُ، واللِّسَان مُخْبِرٌ عن ذلك. و"اللهُ": مرفوعٌ على البَدَل مِن مَوضِع "لَا إِلَه". لأن [مَوْضِع (8)]"لَا" مع اسمها رُفِع بالابْتِدَاء. و [لا (9)] يَجُوزُ نَصْبُه حَمْلاً على إِبْدَاله من اسم "لَا" المنْصُوب، لأنَّ "لا"، لَا تَعْمل النَّصْب [إِلَّا (10)] في نَكِرَةٍ مَنْفِيًةٍ، و"الله " مُعزف مُثْبَتٌ. وهذه الكَلمة وإِنْ كان ابتداؤها نَفْياً، فالمُرادُ بها غاية الإِثْبَات ونهَاية التَّحْقِيق.

فإِنَّ قَوْل القَائل: لَا أَخٌ لي سِوَاكَ، ولا مُعِينٌ لي غَيْرُكَ.

(1) حكاه عنه صاحب (المطلع: ص 80).

(2)

في المشارق: القيم.

(3)

في المشارق: بما يلزمه.

(4)

في المشارق: حقوق رَبِّه وعبادته.

(5)

انظر: (المشارق: 2/ 44)، وحكاه النووي عن الزجاج في كتابه "معاني القرآن"، وعن صاحب "مطالع الأنوار" انظر:(تهذيب الأسماء واللغات: 1 ق 2/ 179).

(6)

انظر: (الصحاح: 2/ 494 مادة شهد).

(7)

زيادة من المطلع يقتضيها السياق.

(8)

و (9) و (10) زيادات من المطلع يقتضيها السياق.

ص: 211

وقول الشاعر:

فلا أبَ وابْناً مِثْل مَرَوَانَ وابْنِه (1) ..........

آكَد منْ قَوله: "أَنتَ أخي وأنْتَ مُعِينِي".

وَمَرَوان (2): خَبر من "غَيْرِهِ".

ومنْ خَواصَّها: أنَّ حُروفَها كُلّها مُهْملة، ليس فيها حُروفٌ مُعْجَمَةٌ تنبيهاً على التَّجَرُد من كلِّ مَعْبُودٍ سَوَى الله تعالى (3).

363 -

قوله: (التَّشَهُدُ)، سُمِّي تَشَهّداً (4)، لأَنَّ فيه لفْظ الشَّهَادَتَينْ.

364 -

قوله: (ثم يَنْهَضُ)، النُّهُوضُ، مصدر نَهَضَ يَنْهَضُ نُهُوضاً، فهو نَاهِضٌ: إِذا قام، ولا يقال في الغَالِب، إلَّا لِلْقيام بِسُرْعة (5). وفي حديث عائشة الذي في الصحيح أنها قَالت:"نَهَضَ ولَا والله ما قَالَتْ: قام، وأنَا أعْلَم لأَي شَيْءٍ قالت ذلك (6) " يعني: أنَّها أرادت قِيامَه بِسُرْعةٍ، مُبادراً إلى القيام في الطَّاعة.

(1) لم أقف على قائل هذا الشطر من البيت، ومعناه أنشده أعْشَى بني ربيعة فقال:

وأصْبَحت إذْ فَضَلْتُ مَرَوان وابْنه

على النَّاس قد فَضَلْتُ خَيْر أبٍ وابْنٍ

انظر: (الحماسة لأبي تمام: 2/ 390، عيون الأخيار: 1/ 277، الأغاني: 18/ 132).

(2)

هو مروان بن الحكم بن أبي العاص، أبو عبد الملك القرشي الأموي. قال الذهيي:"قيل: لَهُ رُؤية وذلك محتمل" توفى 65 هـ. أخباره في: (طبقات ابن سعد: 5/ 35، سير الذهبى: 3/ 2476، المعارف: ص 353، البداية والنهاية: 8/ 239).

والمقصود بابنه، هو عبد الملك بن مروان كما في (الحماسة لأبي تمام: 2/ 389، والأغاني: 18/ 132).

(3)

زاد في المطلع: ص 81، والمبدع: 1/ 464، "ومَنْ خواصها أن جمِيع حُرُوفها جَوْفِيَّة. ليس فيها شيء من الشفوية إشارة إلى أنَّها تخرج مِنْ القَلب".

(4)

في الأصل: التشَهُد وهو تصحيفَ

(5)

قال الفيومي في المصباح: 2/ 30: "ونَهضَ إِلى العَدُو: أسْرعَ إِليه".

(6)

لم أقف له على تخريج. والله أعلم.

ص: 212

365 -

قوله: (تَوَرَّكَ). قال الجوهري: "التَوَرُّكُ على اليَمِين (1): وَضْعُ الوَرِك في الصَّلاة [على الرِّجل اليُمْنَى (2)] (3) ".

والوَرِك: ما فَوْق الفَخِذ، وهي مُؤَنَّثة، وقد تُخَفَّفُ، مثل: فَخِذْ، وفَخْذٌ (4).

وزاد القاضي عياض لُغةً ثالثة: كَسْر "الواو" وسكون "الراء (5) ".

[و (6)] وصفَهُ الشيخ "بِنَصْبِ رِجْله اليُمْنَى، ويجْعَل بَاطِن رِجْلِه اليُسْرى تحت فَخِذِه اليُمْنَى، ويجْعَل أَليَتَيْه على الأَرْضِ (7) ".

وقيل: "هو أنْ يَنْصِب اليُمْنى، وَيفْرِش اليُسْرَى ويُخْرِجَهُما عن جَانِب يَمِينه، ويجْعَل أَليَتَيْه على الأرض (8) " وقيل: غَيْرُ ذَلك.

366 -

قوله: (اللَّهُم صلِّ على مُحمدٍ وعلى آلِ مُحَمَّدٍ كما صَلَّيْت على إِبْرَاهيم إنَّك حميدٌ مجيد)، فيه أرْبَع (9) مسائل.

(1) في الصحاح: على اليُمنى.

(2)

زيادة من الصحاح.

(3)

انظر: (الصحاح: 4/ 1614 مادة ورك).

(4)

انظر: (المصدر السابق: 4/ 1614).

(5)

قال في المشارق: 2/ 283: "ويقال لَهُ: الوِرْك والوَرْكُ بكسر "الواو" وفتحها، وسكون "الراء" أيضاً".

(6)

زيادة اقتضاها السياق.

(7)

انظر: (المختصر: ص 22)، وهو قول القاضي كذلك حكاه صاحب:(المغني 1/ 577).

(8)

رَوَى ذلك الأثرم عن الإِمام أحمد رحمه الله، وحكاه أبُو الخَطَّاب وأصحاب الشَافِعي انظر:(المغني: 1/ 578).

(9)

الصواب أن يقول "خَمْسٌ" بَدل "أرْبع" حيث أنَّه ذَكر خَمْسُ مسَائِل بعْد ذَلِك بِالبَيَان.

ص: 213

أ - الأولى: - المَسألةُ المشْهُورَة: وهي أنَ "المُشَبَّه به" القاعدة أنْ يكونَ أفْضَل من "الُمشَبَّه" فَلِمَ شَبَّه الصَّلاة على النبى صلى الله عليه وسلم "بـ" الصَّلاة على آل إِبراهيم".

فالجواب عنه من أوجه: - أحدهما: أنَّ "آل إِبراهيم" أَفْضَل من "آل مُحَمَّد" إِذ فِيهم أنْبِياء، فطَلَبُ الصَّلاة لَهُ ولآلِه، كصَلَاة لآل إبْراهيم، فالفاضِل عن آلِه يُزَاد في صلَاتِه (1).

وقيل: إِنَّما طَلب لآلِه صلاةً كآل إبْرَاهيم. وعنْدي: أنَّ هَذا منه منْ بَاب التَواضُع والتَّذَلل (2).

ب - المسألة الثانية: لِمَ كان هَذَان "الاسمان (3) " في أَثْناء الصَّلاة.

قيل: لأنَّ الصَّلاة على"مُحَمَّدٍ" طُلِبَتْ من الله عز وجل، والطَلَبُ يُفْتَح باسْم المطْلُوب منه، ويُخْتَم به. فَفُتِح به، وهو"اللَّهُم" وخُتِمَ باسْم منْ أسْمَائِه، وناسَب خَتْمُه بِهَذا الاسم، لأنً الطَلَب لـ"مُحَمدٍ " فَنَاسَبَه "الحَمِيد" وقُرِنَ معه الَمجِيد، لقَرْنِه معه في غير هذا الَموْضع (4).

(1) انظر تفصيل ذلك في: (جلاء الأفهام: ص 170).

(2)

وذكر ابن القيم قَوْلاً آخر، وقال: هو أَحْسَن، وهو أنْ يُقال:"محمد صلى الله عليه وسلم -هو منْ آل إبراهيم بل هو خَيْر آل إبراهيم، كما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى في سورة آل عمران: 33 {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} قال ابن عباس رضي الله عنهما: محمد من آل ابراهيم، وهذا نَصَّ إذا دَخَل غَيْرُه من الأنبياء الذين هم مِنْ ذريَّة إبراهيم في آله، فدخول رسول الله - صلى الله علية وسلم -أولى فيكون قَوْلنا: "كما صَلَّيْتَ على آل إبراهيم" مُتَنَاوِلاً للصَّلاة عليه وعلي سائر النَّيين منْ ذريَّة إبْراهيم. انظر: (جلاء الأفهام: ص 170 - 171).

(3)

المقصود بالاسمان: هما "الحَميد" والَمجِيد"، وهما من أسْمَاء الله تعالى.

(4)

ومثال ذلك في قوله تعالى في سورة هود: 73 {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} ، فذكر هَذَيْن الاسمَيْن "الحميدُ" و"المجيدُ" عَقِبَ الصَّلاة على النبى صلى الله عليه وسلم وعلى آله مُطَابق =

ص: 214

ج - المسألة الثالثة: "الآل" فيهم ثلاثةُ أقْوَالٍ:

قيل: أهْلُه، وقيل: مَنْ حُرمت عَليْهِم الصَّدَقة، وقيل: كلُّ مَنْ تَبِعَه على دِيِنه وإذا صَغَّرُوا "آل" رَدُّوهُ إلى الأَصْل. فقيل: "أهَيْلٌ (1) ".

د - المسألة الرابعة: - "الصَّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"، في الصَّلاة، قيل: وَاجبة (2) وقيل: رُكْنٌ، وقيل: مُسْتَحبَّةٌ، (3) وخَارِجَ الصَّلاة: تَجِب في العُمْر مرَّةٍ (4).

وقيل: فَرْضُ كِفَاية (5)، وقيل: تَجِبُ كُلَّما ذُكِر، واخْتَارَهُ الحُلَيْمي (6) مِن الشافعية (7).

= تماما لهذه الآية وغيرها. انظر: (جلاء الأفهام: ص 186 وما بعدها).

(1)

ذكرت هذه المسألة بالتفصيل مع بيان الآراء والمذاهب فيها في مقدمة الكتاب. انظر ذلك في ص 16 وما بعدها.

(2)

وهو قول الشافعي رحمه الله وقاله بعض الصحابة منهم ابن مسعود، وابن عمر رضي الله عنهما، ومن التابعين الشعبي ومقاتل بن حبان. كما قال هذا إسحاق بن راهويه، وأحمد في رواية عنه ذكرها أبو زرعة الدمشقي. انظر:(جلاء الأفهام: ص 193 وما بعدها، المغني: 1/ 579، الأم: 1/ 117).

(3)

وهو قول مالك وأبي حنيفة وأكثر العلماء حكاه ابن المنذر، وقول الثوري، وأهل الرأي جملة. انظر:(جلاء الأفهام: ص 229، مجموع الفتاوى لابن تيمية: 22/ 471، المغني: 1/ 579 وما بعدها، المجموع للنووي: 3/ 449، المنتقى للباجي 1/ 295).

(4)

وهو محكي عن أبي حنيفة ومالك والأوزاعي والثوري، قالوا: لأن الأمر المطلق لا يقتضي تكراراً. والماهية تَحْصُل بمرَّةٍ. قال القاضي عياض وابن عبد البر: وهو قول جمهور الأئمة. انظر: (جلاء الأفهام: ص 229، فتح الباري: 11/ 152).

(5)

قاله ابن جرير الطبري وطائفة وادَّعى فيه الإجماع. انظر: (فتح الباري: 11/ 152، جلاء الأفهام: ص 229).

(6)

هو الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم، الشيخ أبو عبد الله الحليمي الشافعي، أحد أئمة الفقه، القاضي أبو عبد الله. أخذ عن أبي بكر القفال، وأبي بكر الأودني، صنف "المنهاج في شعب الإيمان" توفي 403 هـ. أخباره في (طبقات السبكي: 4/ 333، البداية والنهاية: 11/ 349، شذرات الذهب: 3/ 167، اللُّباب 1/ 313، المنتظم: 7/ 264).

(7)

انظر: (المنهاج في شعب الإيمان: 2/ 147).

ص: 215

وابن بَطة من الحَنابلة، والطحاوي (1) مِنْ الحنفية (2).

هـ - المسألة الخامسة: يُصَلى على كُلِّ نَبِيٍّ (3)، وتَجُوز على غَيْرِهم معَهُم (4) ومنهم على الغَيْر مفرداً (5).

وهل يَجُوز ذلك من غَيْرِهم على غَيْرِهم مفرداً؟ فيه وَجْهَان (6).

وحُكِيَ عن ابن مَعِين (7) أنَّه قالَ: "رأيتُ جاريةً بِمِصْرَ تُبَاعُ بـ"ألْف دِينَارٍ" مَا رَأيْتُ أحْسَن منها صلَّى الله عليها وعلى كُلِّ مَلِيحٍ"(8).

(1) هو أحمد بن محمد بن سَلامة بن عبد الملك الحجري الطَحاوي المصري الحنفي، الحافظ الفقيه صاحب التصانيف من أبرزها:"المختصر في الفقه و"مشكل الآثار" و"الاخْتِلاف بيْن الفُقَهاء" و "أحكام القرآن" توفي 321 هـ. أخباره في: (المنتظم: 6/ 250، الجواهر المضيئة: 1/ 102، لسان الميزان: 1/ 274 غاية النهاية: 1/ 116، سير أعلام النبلاء: 15/ 27، حسن المحاضرة 1/ 198).

(2)

حكاه عنهم ابن القيم في: (جلاء الآفهام: ص 229). وقد ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح: 11/ 153، أقوالاً أخرى فانظرها.

(3)

قال ابن القيم في: (جلاء الأفهام: ص 276): "وقد حَكَى غير واحدٍ الإجماع على أن الصَّلاة على جميع النبيِّين مشروعة منهم الشيخ محيى الدين النووي وغيره، وقد حُكي عن مالك روايةُ أنه لا يُصلَّى على غير نَبِيِّنا صلى الله عليه وسلم، ولكن قال أصحابه: هي مُؤَولة بمعنى أَنَّا لم نَتَعبَّد بالصَّلاة على غيره من الأنْبِياء كما تَعَبَّدَنا الله بالصلاةِ عليه صلى الله عليه وسلم".

(4)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولا نِزاع بيْن العلماء في هذا كقوله: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد"(مجموع الفتاوي: 22/ 474).

(5)

وذلك للحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري في الدعوات: 11/ 169، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حديث (6359) قال عليه الصلاة والسلام:"اللهم صل على آل أبي أوفى".

(6)

قال شيخ الإسلام ابن تيميه: "أحدها: المنع، وهو منقول عن مالك والشافعي واختيار جدي أبي البركات. والثاني: أنه يجوز وهو منصوص عن أحمد واختيار أكثر أصحابه كالقاضي وابن عقيل

" أنظر: (مجموع الفتاوى: 22/ 473).

(7)

هو الحافظ أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام البغدادي المحدث المؤرخ سمع من ابن المبارك وهشيم وإسماعيل بن عياش، كما روى عنه ابن حنبل والبخاري ومسلم، توفي 258 هـ. أخباره في:(تاريخ بغداد: 14/ 177، طبقات الحنابلة: 1/ 402، وفيات الأعيان: 6/ 139، تذكرة الحفاظ: 2/ 429، تهذيب التهذب: 4/ 165، النجوم الزاهرة: 2/ 273، سير أعلام النبلاء: 11/ 71).

(8)

كما رُوي عن علي رضي الله عنه أنه قال لعمر رضي الله عنه: "صلى الله عليك" قال شيخ =

ص: 216

367 -

قوله: (عذَاب)، العذَابُ: ما يُعَذبُ به، وقد عُذبَ يُعَذَّبُ عَذَاباً، قال الله عز وجل:{سَوْطَ عَذَابٍ} (1)، وقال {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} (2).

368 -

قوله: (جَهَنَم)، اسْمٌ لِبَعْضِ دَرَكَات النَّار، مثل: سَقَر، وَلَظي.

369 -

قوله: (القَبْر)، هو مَا يُقْبَر فِيه. قال الله عز وجل:{ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} (3)، وجَمْعُه: قُبُورٌ، ومَقَابِرُ.

قال مُتَمِّم بن نُوَيْرة: (4)

لقد لَامَنِي عنْد القُبُور على البُكا .... رَفِيقي لِتَذْرَاف الدُموع السَّوَافِك

فَقال: أتَبْكي كُلَّ قَبْر رأيْتَهُ .... لقَبْر ثَوى بيْن اللِّوَى فالدَكَادِكِ (5)

ويقال قي تَثْنِيَيه: قَبْرَان. وفي حديث قُس، بن سَاعِدة: . "وإِذا بِقَبْرَيْن بيْنَهما مسجِدٌ، فقلْتُ: ما هَذَانَ القَبْرَان"(6) ومنْ شعْرِه:

= الإسلام ابن تيمية في مجموع فتاويه: 22/ 473 "فإذا لم يكن على وجه الغُلُو وجُعِل ذلك شِعَاراً لِغَيْر الرسول فهذا نوع من الدعاء وليس في الكتاب والسنة ما يمْنَعُ منه".

(1)

سورة الفجر: 13.

(2)

سورة الشعراء: 189.

(3)

سورة عبس: 21.

(4)

هو شاعر صحابي من بَني ثعلبة بن يَرْبُوع بن حنظلة بن مالك بن زيد، وهو أخو مالك بن نويرة الذي قتله خالد بن الوليد في حرب الردَّة. أخباره في:(الإصابة: 6/ 40، الشعر والشعراء: 1/ 337، أسد الغابة: 5/ 58).

(5)

قال المتمِّم هذَيْن البيتين في رثاء أخيه مالك. انظر: (شرح ديوان الحماسة للمرزوقي: 2/ 797).

(6)

أخرج هذا الحديث ابن كثير من طرق عدة وقال: "أصله مشهور، وهذه الطرق على ضعفها كالمتَعَاضِدة على إثبات أصل القصَّة" كما ذكره الهيثمي وقال في آخره: "رواه الطبراني والبزار، وفيه محمد بن حجاج اللَّخمي وهو كذاب .. " وقال الحافظ ابن حجر في آخر ترجمته: "وقد أفرد بعض الرواة طريق حديث قُسٌ

وطرقه كلها ضعيفة" انظر: (السيرة النبوية لابن كثير: 1/ 141، مجمع الزوائد: 9/ 418، الإصابة: 5/ 286).

ص: 217

مُقيماً على قَبْرَيْكُما لستُ بَارِحاً

أذُوبُ اللَّيَالي أو يُجِيبُ صَدَاكُما (1)

وفي الحديث: "أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على قَبْرَيْن فقال: إِنهما ليعَذَّبَان"(2).

وفي الحديث: "يَهُودُ تُعَذَّبُ في قُبُورها"(3). وفي الحديث: "أن يَهُودية دَخَلت على عائِشة فقالت: أعَاذَكِ الله منْ عَذَاب القَبْر"(4).

370 -

قوله: (وأعوذُ بالله مِنْ فِتْنَة المسيح الدجال)، الفِتْنةُ: كلُّ ما يَفْتِنُ، وأصْلُها: الاخْتِبَار (5) ثم اسْتُعْمِلت فيما أخْرَجُه الاخْتِبار إِلى المكروه، ثم اسْتُعْمِلت في المكروه.

وحديث قُسٌ هذا موجود في (الخزانة للبغدادي: 2/ 77، شرح مقامات الحريري للشريشي: 4/ 394، الأغانى: 15/ 247، شرح الطوال الغرائب: ص 132).

(1)

انظر: (شرح الطوال الغرائب لابن الأثير: ص 132).

(2)

أخرج هذا الحديث البخاري في الوضوء: 1/ 322، باب ما جاء في غُسل البول حديث (218)، ومملم في الطهارة: 1/ 240، باب الدليل على نجاسة البول حديث (111)، وأبو داود في الطهارة: 1/ 6، باب الاستبراء من البول حديث (20)، والترمذي في الطهارة: 1/ 102، باب ما جاء في التشديد في البول حديث (70)، والنسائي في الطهارة: 1/ 29، باب التنزه عن البول. وابن ماجه في الطهارة: 1/ 125 باب التشديد في البول حديث (347)، والدارمي في الطهارة: 1/ 188 باب الإتقاء من البول.

(3)

جزء من حديث أخرجه البخاري في الجنائز: 3/ 241، باب التعوذ من عذاب القبر حديث (1375)، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها: 4/ 2200 باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النّار حديث (69)، وأحمد في المسند: 5/ 417 - 419.

(4)

بعض حديت أخْرَجَه البخاري في الكسوف: 2/ 532، باب التعوذ من عذاب القبر في الكسوف حديث (1049)، ومسلم في الكسوف: 2/ 621 باب ذكر عذاب القبر في صلاة الخسوف حديث (8)، والنسائي في الكسوف: 3/ 109 باب كيف صلاة الكسوف.

(5)

وذلك كقوله تعالى في سورة طه: 40 {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} .

وانظر معنى "فتن" ومشتقاتها في (مفردات الراغب: ص 371، تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: ص 472، الوجوه والنظائر لابن الجوزى: ص 477).

ص: 218

وجاءت بمعنى: الكفْر، في قوله تعالى:{وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} (1).

وبمعنى: الإِثْم، كقوله تعالى:{أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا} (2).

وبمعنى: الإِحْراق، كقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} (3)، ومنه:"أعُوذ بك منْ فِتْنَةِ القَبْرِ"(4).

وبمعنى: الإزَالة، والصًرف، كقوله تعالى:{وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} (5).

وبمعنى: وُقُوع الشر كَسُؤال عُمَر لِحُذَيْفة (6) عن الفِتْنَه" (7).

وبمعنى: المُشْغِل، لقوله تعالى:{أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} (8).

وبمعنى: المُعْجِب، كقولهم:"فلانةٌ فَتَنَتْ فلَاناً"، "فلانةٌ فِتْنَةٌ في حُسْنِها".

وبمعنى: الآية، كقوله عليه السلام:"أقْبَلت الفِتَن"(9)، وقَوْلُه: "إِنِّي

(1) سورة البقرة: 217.

(2)

سورة براءة: 49.

(3)

سورة البروج: 10.

(4)

هذا جزء في حديث أخرجه البخاري في الجهاد: 6/ 36 باب ما يتعوذ من الجن حديث (2822)، ومسلم في الذكر والدعاء: 4/ 2078، باب التَّعوذ مِنْ شَرِّ الفتن حديث (49)، وابن ماجة في الدعاء: 2/ 1262، باب ما تعوذ منه رسول الله - صلى الله علية وسلم - حديث (3838).

(5)

سورة الإسراء: 73.

(6)

هو حذيفة بن اليمان بن حِسْل، ويقال، حُسَيْل، الصحاب الجليل، صاحب سرِّ رسول الله - صلى الله علية وسلم - في المنافقين، فضائله كثيرة، توفي بعد مقتل عثمان بأربعين ليلة سنة 36 هـ. أخباره في:(أسد الغابة: 1/ 468، الإصابة: 1/ 332، طبقات ابن سعد: 6/ 15، سير أعلام النبلاء: 2/ 361، طبقات القراء: 1/ 302).

(7)

وذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري في الفتن: 13/ 48، باب الفتنة التي تموج كموج البحر حديث (7096)، حدثنا شَقِيق قال: "سمعتُ حُذَيفة يقول: بَيْنَا نحنُ جلوسُ عند عُمَر إِذ قال: أيكم يحْفَظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفِتْنة؟ قال أي حذيفة

الحديث".

(8)

سورة الأنفال: 28.

(9)

لم أقف له على تخريج. والله أعلم.

ص: 219

أرى الفِتَن تَقعُ خِلَال بُيُوتِكُم كَمَواقِع القَطْر" (1).

ويقال لَمِنْ فَتَن: فَتًان، وَفاتِنٌ. وقال عليه السلام لُمعاذٍ:(2)"فتاناً فتَّاناً"(3)، وفي روايةٍ:"فَاتِناً فاتِناً"(4). وقد فَتَن يفْتِنُ فِتْنَةً.

و(المسيحُ): اثْنَان. نبيُ الله عيسى بن مريم عليه السلام". و "الدَّجَال". ولم يُخْتَلَف في ضَبْط "المَسيح" على ما هو في القرآن، وإنَّما اخْتُلِف في مَعْناه.

قيل: بمعنى فاعل، وقيل: بمعنى مفعول.

فأما عيسى عليه السلام. فقيل: سُمِّي مسيحاً لَمسْحِه الأرْض (5).

وقيل: لأنَّه كان إِذا مَسَح ذَا عَاهَةٍ، برأَ مِنْ دَائِه (6).

وقيل: لأنَّه كان مَمْسُوحَ القَدَمِ، لا أخْمَصَ لَهُ (7).

(1) جزء من حديث أخرجه البخاري في الفتن: 13/ 11 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ويل للعرب مِنْ شَرِّ قد اقترب حديث (7059)، ومسلم في الفتن: 4/ 2211، باب نزول الفتن كمواقع القطر حديث (9) وأحمد في المسند: 5/ 200 - 208.

(2)

هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الخزرجي، أبو عبد الرحمن الأنصاري، الصحابي الجليل فضائله كثيرة، توفي 18 هـ، أخباره في:(طبقات ابن سعد: 3/ 210، التاريخ الكبير للبخاري: 7/ 359، المعارف لابن قتيبة: ص 254، حلية الأولياء: 1/ 228، أسد الغابة: 5/ 194، مجمع الزوائد: 9/ 311، تهذيب التهذيب: 10/ 186).

(3)

و (4) جزء من حديث أخرجه البخاري في الأذان: 2/ 192، باب إذا طوَّل الإمام وكان للرجل حاجة فخرج فَصَلَّى حديث (701)، والدارمي في الصلاة: 1/ 297، باب قدر القراءة في العِشَاء.

(5)

قاله أبو العباس ثعلب حكاه عنه الهروي. انظر: (الغريبين: 3/ 176 أ).

(6)

نسبه الهروي لابن عباس رضي الله عنهما. انظر: (الغريبين: 3/ 177 أ) فهو على هذين القولين "فعيل" بمعنى"فاعل". انظر: (شأن الدعاء للخطابي: ص 156 - 157).

(7)

قال الجوهري: "والأخمص: ما دخل مِنْ بَطْن القَدَم فلم يُصِب الأرض"(الصحاح: 3/ 1038 مادة خمص).

ص: 220

وَقِيلَ: لأنَّ الله تعالى مَسَحَهُ: أي خَلَقَه خلْقاً حَسَناً. والَمسْحَةُ: الجَمَالُ والحُسْنُ.

وقيل: لأن زكَرِيا مَسحهُ عند وِلَادَتِه (1).

وقيل: لأنَّه خرج ممسوحاً بالدُّهْن (1).

وقيل: بل الَمسِيحُ بمعنى: الصدِّيق (2).

وأما: "المسيح الدجال"، فهو مثل عيسى في اللَّفظ عند العَامة [منْ](3) أهْلِ المَعْرِفة.

وقيل: هو بكَسْر "الميم" وتَشْدِيد "السين"(4) وأنَكَرهُ الهرويُّ (5)، وجعَلَهُ تَصْحِيفاً (6).

(1) حكاه الهروي عن الحرب. انظر: (الغريبين: 3/ 176 أ)، فهو على هذه الأقوال "فعيل" بمعنى "مفعول".

(2)

قاله: إبراهيم النخعي، وابن الأعرابي. انظر:(تفسير ابن عطية: 3/ 119، الغريبين: 3/ 117 أ)، وهناك أقوال أخرى في معنى "المسيح". فقيل: سمي بذلك منْ مِسَاحة الأرض، لأنه مشاها فكأنه مَسَحَها. وقال ابن جبير والحسن: سُمِّي بذلك، لأنه مُسِح بالبَرَكة، وقيل: لأنه مُسِحَ بِدُهن القُدُس. وروى ابن جبير عن ابن عباس أن المسيح: الَملِك، لأنَّه مَلَك إحْياء الموتي وغير ذلك من الآيات. قال ابن عطية في (تفسيره: 3/ 120): "وهذا قول ضعيف لا يصح عن ابن عباس". وقيل في "المسيح" معانٍ أخرى انظرها في: (فتح القدير للشوكاني: 1/ 341، المفردات للراغب: ص 468، تفسير الماوردي: 1/ 324، تفسير ابن عطية: 3/ 119، الفائق للزمخشري: 3/ 366، النهاية لابن الأثير: 4/ 326).

(3)

زيادة اقتضاها السياق.

(4)

وهو مروي عن بعض المحدثين قاله الأزهري في: (تهذيب اللغة: 4/ 348، مادة مسح). كما نسبه الخطابي في شأن الدعاء: ص 156 إلى عوام الناس.

(5)

هو أبو عبيد أحمد بن محمد بن أبي عبيد العبدي المؤدب الهروي الفاشاني، صاحب التصانيف وعلى رأسها "الغريبين" في غريب القرآن والحديث، و"ولاه هراة" توفي 401 هـ. أخباره في:(معجم الأدباء: 4/ 260، وفيات الأعيان: 1/ 84، مرآة الجنان: 3/ 3، طبقات ابن السبكي: 4/ 84، البداية والنهاية: 11/ 344، بغية الوعاة: 1/ 371، روضات الجنان: ص 67، الشذرات: 3/ 161).

(6)

انظر: (الغريبين: 3/ 176 - 177 أ)

ص: 221

وقال بعضهم: كُسِرت "الميم"، للتَفْرِقَة بينه وبيْن عيسَى.

وقال الحربي: "بعضهم يَكْسِرها في "الدجال"، ويفتحها قي "عيسى" وكلٌّ سواء"(1).

وقيل: هو بـ"الخاء" المعجمة (2)

وقال أبو عبيد: (3)"المسيح: الَممْسُوح العَيْن، وبه سُمِّي الدَّجال"(4)، وقال غيره: لمسحه الأرض (5). وقيل: المسيح: الأعْوَر (6).

و(الدَجَّال)، سمي دَجَّالاً: مِن الدَّجَل، وهو طلْيٌ بالقَطِرَان، فَسُمِّي بذلك لتوهمِه بِبَاطلِه. وقيل: من التَعْظِيم.

ويقال: الدجَّال في اللّغة: الكذَاب (7)، قُلت: وعليه يَدُل الحديث، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تقوم الساعة حتى يُبْعَثَ دجَّالون كذَّابُون قريبً منْ ثلَاثِين، كُلهُّم يَزْعَم أنَّه رَسُول الله"(8).

(1) حكاه عنه صاحب (المطلع: ص 83).

(2)

قال هذا أبو الهيثم كما في: (المطلع: ص 83، وفتح القدير للشوكاني: 1/ 341، والغريبين: 3/ 176 أ).

(3)

هو القاسم بن سلام، أبو عبيد الأنصاري، الإمام الجليل صاحب التصانيف في الحديث والفقه واللّغة والقراءات. من أبرزها:"غريب الحديث" و "غريب المصنف" و"الأمثال" وغيرها توفي 224 هـ. أخباره في: (إنباه الرواة: 3/ 12، تاريخ بغداد: 12/ 403، تهذيب التهذيب: 8/ 315، طبقات الحنابلة: 1/ 259، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 17، طبقات ابن السبكي: 2/ 153).

(4)

حكاه عنه صاحب (المطلع: ص 83).

(5)

قاله ثعلب من اللغويين. انظر: (الزاهر لابن الأنباري: 1/ 493).

(6)

حكاه ثعلب عن ابن الأعرابي. انظر: (تهذيب اللغة: 4/ 348 مادة مسح).

(7)

انظر هذه المعاني في: (اللسان: 11/ 236 مادة دجل، الزاهر لابن الأنباري: 1/ 493، فتح الباري: 13/ 91 في الفتن).

(8)

جزء من حديث أخرجه البخاري في الفتن: 13/ 81، باب حدثنا مسدد حديث (7121)، =

ص: 222

وقيل: سُمِّي بذلك، لضَرْبهِ نَوَاحِي الأرْض وقَطْعِه لها (1).

371 -

قوله: (فِتْنَة الَمحْيا والَممَاتِ)، والمرادُ بالَمحَّيا: الحياة، وفِتَنُهَا كَثِيَرة. وفي الحديث:"ما مِنْ مُؤْمِنٍ إلَّا وَأنَا أوْلى النَّاس بمَحْيَاه ومَمَاته"(2)، ومنه في القرآن:{وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (3).

وفِتْنَة المَمات. قيل: فِتْنَة الاحْتِضَار، وقيل: فِتْنَة القَبْر قَبْل سُؤَال الَملَكَيْن. وقيل: غَيْرهُما (4).

372 -

قوله: (الأخبار)، الأخبارُ: جمْع خَبَر، قال صاحب "المغني":

يعْنِي الشيخُ (5) بالأخْبَار: أخْبار النَّبي صلى الله عليه وسلم وأصحَابه والسَّلَف" (6).

وهي جَمْع: خَبَر. وقيل: كُلُّ ما احْتَمل الصِّدْق والكَذِب.

373 -

قوله: (فلا بأْس)، البَأْسُ: الشدَّةُ، ويُرَادُ به: القُوَّة. كقولِه:

= ومسلم في الفتن: 4/ 2240 باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل حديث (84)، وأبو داود في الملاحم: 4/ 121، باب في خبر ابن صائد حديث (4333)، والترمذي في الفتن: 4/ 498، باب ما جاء لا تقوم الساعة حتى يخرج كذابون حديث (2218)، وابن ماجه في الفتن: 2/ 1304 باب ما يكون من الفتن حديث (3952).

(1)

قال هذا ثعلب. كما في: (الزاهر لابن الأنباري: 1/ 493).

(2)

أخرجه البخاري في ترجمة قوله صلى الله عليه وسلم: "الوَلَاء لِمَن أعْتَق" عن تميم الداري: 12/ 45 باب إِذا أسْلَم على يَدْيه كان الحَسَن لا يرى لَهُ ولَاية، والترمذي في الفرائض: 4/ 427، باب ما جاء في ميراث الذي يسلم على يَديه الرجل حديث (2112)، وابن ماجه في الفرائض: 2/ 919، باب الرجل يسلم على يدي الرَّجُل حديث (2752)، وأحمد في المسند: 4/ 102.

(3)

سورة الأنعام: 162.

(4)

انظر: "فتح الباري: 2/ 319).

قال في المطلع: ص 83: "والجمْع بيْن فِتْنَة الَمحْيا والَممَات، وفِتْنَة الدجَّال، وعذَاب القَبْر، من باب ذكر الخَاص مع العام ونظائرهُ كثيرةٌ".

(5)

في المغني: وقول الخرقي بما ذكر في الأخبار.

(6)

انظر: (المغني: 1/ 585).

ص: 223

{فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ} (1)، ويُرادُ به الكَراهة، كما هو هُنَا.

374 -

قوله: (وَيُسَلِّم)، يقال: سَلَّم يسَلِّمَ سَلاماً، والسَّلَام: المصْدَر.

375 -

قوله: (فيقول: السَّلَامُ علَيْكُم)(2)، السَّلَام. قيل: اسْمٌ مِنْ أسْمَاء الله عز وجل وقيل: السَّلَامةُ، وقيل: غَيْرُ ذلك (3).

376 -

قوله: (وعن يَسَارِه)، اليَسارُ بفتح "الياء"، ويجوز كَسْرُها، والأوَّل: أفصح. قال العزيزي في آخر "غريب القرآن": "ليس في كلام العرب كلمة أولها "ياء" مكسُورة إِلَّا [قَوْلهم]: (4) يَسار، [وِيسَار لليَدِ (5)] (6) ".

واليَسارُ: اليُسْرَة، وهو ما عنْ يَسَار الِإنْسان: أي يدَهُ اليُسْرَى. واليَسارُ أيضاً: الغِنَى والسَعَةُ. وفي الصحيح: "جُعِل ذلك مِنْ قِبَل اليَسَارِ"(7).

377 -

قوله: (يَجْلِسُ مُتربِّعاً)، التِّربَعُ: جُلُوسٌ معروفٌ، وهو هنا اسْمُ فَاعِلٍ من تَرَبَّع، وسُمِّي صاحبُ هذه الجَلْسَة كذلك، لأنَّه يُربِّع نَفْسَه، كما يُرَبَّع الشَّيْءُ إِذا جُعِلَ أرْبَعاً.

والأرْبَع هنا: السَاقَان، والفَخِذَان. ربَّعَهُما: بمعنى أدْخَل بَعْضَها تَحْتَ بَعْضٍ (8).

(1) سورة الحديد: 25.

(2)

قال البعلي في المطلع: ص 84: "فإِنْ قال: سَلَامٌ عليكم مُنَكَّراً، أَجْزَأَهُ في أحَدِ الوَجْهين فإن نكسه فقال: عليكم السلام لم يُجْزِه. قال القاضي: فيه وجهٌ أنَّه يَجْزِئُه".

(3)

انظر: (الزاهر لابن الأنباري: 1/ 158، الزينة لأبي حاتم الرازي: 2/ 63).

(4)

و (5) زيادة من غريب القرآن.

(6)

انظر: (غريب القرآن له: ص 230).

(7)

جزء من حديث أخرجه البخاري في الجزية والموادعة: 6/ 257 باب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب حديث (3156).

(8)

انظر: (المطلع: ص 85).

ص: 224

378 -

قوله: (أوْ تَسْدُل رِجْلَيْها)، بفتح "التاء" مع ضم "الدال" وكسرها. أو بضم "التاء" مع كسر "الدال"، ثلاث لُغَاتٍ من الُمضَارع، وفي الماضي لُغَتَان: سَدَل، وأسْدَل، والأوَّلُ أكْثر (1).

379 -

قوله: (والَمأْمُومُ)، هو كل مَنْ ائْتَمَّ بِغَيْره، وأكْثرُ ما يُسْتَعمل في الصَّلاة.

380 -

قوله: (فاسْتَمِعُوا)، الاسْتِمَاع: هو الإِصْغَاءُ بِسَمْعِه إِلى الشَّيْءِ، و (الإِنْصَاتُ)، الصَمْت: وهو السُّكُوت (2)، وفي الحديث: "إِذا قُلْتَ لصَاحِبِك يوم الجُمعة والإِمام يَخْطبُ أَنْصِتْ

" (3)، وفي الحديث: "أوْ لِيَصْمُت" (4).

381 -

قوله: (لعَلَّكُم)، لعلَّ: كلمة تَرَجٍّ: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ

(1) كل هذا عن ابن سيدة في المحكم - قاله البعلي في (المطلع: ص 85).

(2)

مع الاسْتِماع للحديث. انظر: (الصحاح: 1/ 268، مادة نصت، المصباح النير: 2/ 276).

(3)

أخرجه البخاري في الجمعة: 2/ 414 باب الإِنصات يوم الجمعة والإمام يخطب حديث (394)، ومسلم في الجمعة: 2/ 583 باب في الإِنْصَات يوم الجمعة في الخطبة حديث (11)، والترمذي في الجمعة: 2/ 387 باب ما جاء في كراهية الكلام والإِمام يَخْطُب حديث (512)، والنسائي في الجمعة كذلك: 3/ 84، باب الإِنصات للخطْبَة يوم الجُمَعة، وابن ماجه في الإقامة: 1/ 352 باب ما جاء في الاستماع للخطبة والإنصات لها حديث (1110)، ومالك في الجمعة 1/ 103، باب ما جاء في الإنصات يوم الجمعة والإمام يخطب حديث (6).

(4)

جزء من حديث أخرجه البخاري في الأدب: 10/ 445 باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره حديث (6018)، ومسلم في الإيمان: 1/ 68 باب الحث على إكرام الجار والضيف ولزوم الصمت إلَاّ عن الخَيْر حديث (74)، والترمذي في صفة القيامة: 4/ 659، باب حدثنا سويد حديث (2500)، ومالك في صفة النبي صلى الله عليه وسلم باب جامع ما جاء في الطعام والشراب حديث (22).

ص: 225

ذَلِكَ أَمْرًا} (1). وقال الشاعر (2):

لعَلَّ الكَرْبَ الذي أمْسَيْتُ فيه

يَكُونُ وَرَاءهُ فَرَجٌ قَريبُ

382 -

قوله: (تُرْحَمُون)، أي: تَحْصُل لَكُم الرَّحْمَةُ.

383 -

قوله: (ما لِي أُنَازَعُ القُرآن)(3)، أي تُنَازِعُوني فيه. يقال: نَازَعه في الأَمْر يُنَازِعُه منَازَعةً: إذا طَلَبْتَ أخْذَهُ مِنْه ونَزْعَه.

384 -

قوله: (جَهر فيه)، الجهْر ضِدُّ السِرَّ، وقد جَهَر بالشَّيْءِ يجْهَرُ به جَهْراً، وجَهْرَةً.

385 -

قوله: (في سَكْتَاتٍ)، السَكْتَاتُ: واحَدَتُهُنَ سَكْتَة، لأن للإِمام ثَلَاثَ سكْتَاتٍ، قَبْل القِرَاءَةِ، وبعد الفَاتِحَة، وبعْد الفَراغ منْ القِرَاءة (4).

386 -

قوله: (في الأُولَتَيْن)، ويقال: في الأوْلَييْن.

(1) سورة الطلاق: 1.

(2)

هو هُدْبَة بن الخَشْرَم روايةُ شِعْر الحُطَيْئَة. انظر: (الجُمَل للزجاجي: ص 200)، وفيه: عسى الكَرْبُ.

(3)

هذا جزء من حديث أخرجه الترمذي في الصلاة: 2/ 118 باب ما جاء في ترك القراءة خلف الإمام إِذا جهر حديث (312). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. كما أخرجه النسائي في الافتتاح: 2/ 108 باب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر به، وابن ماجه في الإقامة: 1/ 276 باب إذا قَرأ الإمام فانصتوا حديث (848)، ومالك في الصلاة: 1/ 86 باب ترك القراءة خَلْف الإمام فيما جهر فيه حديث (44)، وأحمد في المسند: 2/ 240.

قال الشيخ أحمد شاكر: "إسناده صحيح" أنظر: (المسند: 12/ 258 بتحقيقه) والحديث فيه معنى اللَّوم لِمَن فعل ذلك: أي إذا جَهَرت بالقِراءة، والإِمام يقرأ في الصلاة الجهرية ومعنى منازعَتهم لَهُ، أنْ لَا يُفْرِدُوه بالقراءة ويقرؤوا مَعَه، وهو بمعنى: التَّجَاذُب.

(4)

أي: قبل الركوع، هذا بالنسبة للركعة الأولى. أما في سائر الركعات فهي اثْنتيْن بعد الفاتحة وقبل الركوع. أنظر:(المطلع: ص 98).

ص: 226

387 -

قوله: (بِطِوَال الُمفَصَّل)، طِوَالٌ -بكسر "الطاء" لا غير-: جمْع طَويلٍ، وَطُوَالٌ -بضم الطاء-: الرجل الطَّويل. وطَوَالٌ -بفتحها-: المُدَّة (1).

والُمفَصَّلُ لِلْعُلَماء في أوَّله أَرْبَعَةُ أقْوَالٍ (2):

أحدها من أول "ق"(3).

والثاني: مِنْ أَوَّل "الحُجُرَاتِ"(4).

والثالث: مِنْ أوَّل "الفَتْحِ"(5).

والرابع: منْ أَوَّل "القِتَال"(6).

وفي تَسْمِيَتهِ بالمفَصَّل للعُلَمَاء أَقْوَالٌ.

أحدها: لِفَصْل بَعْضِه عن بَعْضٍ.

(1) انظر: (المثلث لابن مالك: 2/ 397).

(2)

ذكر الزركشي والزرقاني أنَّ في أَوَّلهِ اثنَا عَشَر قَوْلًا، وسَردُوا هذه الأقوال. انظر:(البرهان في علوم القرآن: 1/ 245، مناهل العرفان: 1/ 352).

(3)

قيل: وهي أَوَّله في مصحف عثمان رضي الله عنه، وفيه حديث أخرجه أحمد في:(المسند: 4/ 9)، والخطابي (في غريبه: 2/ 452) عن أوس بن حذيفة عن جده أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فسمع أصحاب النبي أنه كان يُحَزِّب القرآن. قال: وحَزَّب الُمفَصَّل من قاف وهذا محكي عن كثير من الصحابة. انظر: (البرهان للزركشي: 1/ 245، غريب القرآن للخطابي: 2/ 452).

(4)

عزاه السيوطي، والزرقاني للنووي. انظر:(مناهل العرفان: 1/ 352، الإتقان للسيوطي: 1/ 63).

(5)

حكاه الأَذْمَارِي في شرح "التنبيه" المُسَمَّى "رَفْع التمويه" انظر: (البرهان للزركشي: 1/ 246).

(6)

وهي سورة "محمد" وهو قول جماهير القراء قالَهُ غير واحد.

انظر: (البرهان: 1/ 245، غريب الحديث للخطابي: 2/ 451، الإتقان: 1/ 63). قال في المطلع: ص 74: "والصحيح الأَوَّل" واسْتَدَلَّ بالحديث المذكور آنفًا.

ص: 227

والثاني: لكَثْرَة الفَصْلِ فيه بـ "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ".

والثالث: لإحْكَامِه.

والرابع: لقِلَّة المَنْسُوخ فيه (1).

388 -

قوله: (بسُوَر آخر الُمفَصَّل)، مثل:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (2)، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} (3) والَمعُوذَتَيْن، وغَيْرِ ذلك.

389 -

قوله: (بعْد أُمِّ الكتاب)، أُمُّ الكتاب: هي الفَاتِحة، ولها عِدَّة أَسْمَاء: أم القرآن، والفَاتِحة، والسَّبْع الَمثَاني، وفَاتِحةُ الكِتَاب.

390 -

قوله: (عَاتِقه)، العَاتِقُ: موْضِع الرِّدَاء من الِمنْكَب [إِلى العُنُق](4) يُذكَّر ويُؤَنَّث.

391 -

قوله: (اللِّباس)، مصدر لَبِسَ يَلْبَسُ لِبَاسًا: وهو اسْمٌ لِكلِّ ما يُلْبَسُ. وقد قال بعضهم: كلامُ الخِرَقي يَدُلّ على أَنَّه لَوْ كان على عاتِقه خَيْطٌ أَجْزأ لقوله: "شَيْءٌ من اللِّبَاس"(5)، والشَّيْء من ألفاظ العُمُوم، وقد قال بعضهم: هو أَعَمُّ الأشياء (6).

392 -

قوله: (ثَوْبٌ)، الثَّوبُ أحد الثِّيَاب، ويقال أيضًا: أَثْوَابٌ. وفي

(1) انظر: تفصيل ذلك في: (البرهان للزركشي: 1/ 245، غريب الحديث للخطابي: 2/ 451، مناهل العرفان: 1/ 352، الإتقان للسيوطي: 1/ 63، الزاهر لابن الأنباري: 2/ 216).

(2)

سورة الإخلاص: 1.

(3)

سورة الكافرون: 1.

(4)

زيادة من المصباح: 2/ 40 اقتضاها السياق.

(5)

انظر: (المختصر: ص 2/ 4).

(6)

نسب صاحب المغني هذا القول إلى بعض فقهاء الحنابلة. انظر (المغني: 1/ 619). وقال: "فظاهر الكلام أنه يجزئه لقوله: شيئًا مِن اللِّباس. وهذا لا يسمى لباسًا وهو قول القاضي".

ص: 228

الحديث أنه عليه السلام "كُفِّن في ثَلَاثةِ أَثْوَابٍ"(1).

393 -

قوله: (العَوْرَةِ)، قال الجوهري:"العَوْرةُ: سَوْءَةُ الِإنسان وكلُّ ما يُسْتَحْيا منه والجمع عَوَرَاتٌ. [وعَوْرَاتٌ] (2) بالتسكين"(3)، قال الله عز وجل:{أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ} (4).

وقَرأَ بعضُهم "عَوَراتٍ"(5) بالتحريك. والعَوْرَاتُ بفتح "العين"، وقد تُضَمُّ عن أبي زيد (6).

والعَوَرُ (7): الكَلِمةُ القبيحَةُ. وقال صاحب "المطلع": "كأنَّ العَوْرَةَ (8)

(1) أخرجه البخاري في الجنائز: 3/ 135 باب الثياب البيض للكفن حديث (2164)، ومسلم في الجنائز: 2/ 649 باب في كفن الميت حديث (45) وأبو داود في الجنائز: 3/ 198 باب في الكفن حديث (3151) والنسائي في الجنائز: 4/ 29، باب أي الكفن خير، وابن ماجه في الجنائز: 1/ 472، باب ما جاء في كفن النبي صلى الله عليه وسلم حديث (1/ 469) ومالك في الجنائز 1/ 223، باب ما جاء في كفن الميت حديث (5).

(2)

زيادة من الصحاح.

(3)

انظر: (الصحاح: 2/ 759 مادة عور).

(4)

سورة النور: 31.

(5)

وهي قراءة ابن عامر في رواية، وقرأ بذلك ابن أبي اسحاق والأعْمَش، كما رُوِيَت هذه القراءة عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهي لُغَة هُذَيْل. أنظر:(فتح القدير للشوكاني: 4/ 24).

(6)

هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري، العلَّامة أبو زَيْد البَصْري النحوي حجة العرب، صاحب التصانيف، حدث عن أبي عمرو بن العلاء، ورؤبة بن العجاج، وسعيد بن أبي عُرُوبة وغيرهم. لَهُ من المؤلفات "النوادر في اللغة" توفي 215 هـ أخباره في:(سير أعلام النبلاء: 9/ 494، المعارف: ص 545، تاريخ بغداد: 9/ 77، نزهة الألباء: ص 1/ 73، معجم الأدباء: 11/ 212، إنْباه الرواة: 2/ 30).

(7)

في الصحاح للجوهري: 2/ 760 مادة عور: والعَوْرَاء.

(8)

في المطلع: كأنها.

ص: 229

سُمِّيتْ بذلك، لقُبْح ظُهُورِها، وغَضِّ الأَبْصار عنها، أَخْذًا منْ العَوَارِ، الذي هو العَيْبُ" (1).

394 -

قوله: (عُراةٌ)، العُرَاةُ: واحِدُهُم عَارٍ، والأُنْثَى: عَارِيةٌ، وقد عَرِيَ يَعْرَى. قال الله عز وجل:{إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى} (2)، وفي الحديث:"حُفَاةٌ عُرَاةٌ"(3) وفي دُعَاء الاسْتِسْقَاء: "والعُرْي"(4)، وفي خَبرٍ:"أَنَّ أعْرَابِيًا وقَف بعَرَفةٍ وقال: يا ربِّ إِنِّي فَقِيرٌ كما تَرى، ونَاقَتِي قَدْ عَجِفَتْ كما تَرى وصِبْيَتِي قَدْ عَرَوْا كما تَرَى فَبِمَا تَرَى فِيمَا يُرَى يا مَنْ تَرى ولا يُرَى"(5).

(في الصَّف)، الصَّفُ: مصدر صَفَّ يَصُفُّ صفًا. قال الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} (6)، وقال الله عز وجل:{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} (7).

وجَمْعهُ: صُفُوفٌ. وفي الحديث: "خَيْرُ صُفُوف الرِّجَال أَوَّلُهَا، وخَيْرُ صُفُوفِ النِّساء آخِرُها"(8).

(1) انظر: (المطلع: ص 61).

(2)

سورة طه: 118.

(3)

جزء من حديث طويل أخرجه مسلم في الزكاة: 2/ 704 باب الحثّ على الصدقة ولو بِشِقِّ تَمْرَة حديث (69) والنسائي في الزكاة: 5/ 56، باب التحريض على الصدقة، وأحمد في المسند: 4/ 358.

(4)

وَرَد الدُّعاء في الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما. انظر: (المغني: 2/ 294).

(5)

لم أقف لهذا الأثر على تخريج. والله أعلم.

(6)

سورة الصف: 4.

(7)

سورة الفجر: 22.

(8)

أخرجه مسلم في الصلاة: 1/ 326 باب تسوية الصفوف وإِقَامَتها وفَضْل الأَوَّل فالأَوَّل حديث (132) وأبو داود في الصلاة: 1/ 181، باب صف النساء وكراهية التأخر عن الصف =

ص: 230

395 -

قوله: (وَسْطًا)، بفتح "الواو"، وسكون "السين" على الصحيح، ويجوز فيه تحريكُها والوَسَط بالتحريك أيضًا: الشَّيْء المُعْتَدِل بيْن الشَّيْئَيْن (1).

قال الواحدي: "الوَسَط: اسْمٌ لما بيْن طَرَفَي الشَّيْءِ"(2). قال الُمبَرِّد: (3) ما كان اسْمًا: فهو وَسَط بتحريك "السين"، كقولك: وَسَط رَأْسِه صُلْبٌ. وما كان ظَرْفًا، فهو مسكَّنٌ. كقولك: وَسْطَ رَأْسِه دُهْنٌ: أي في وَسَطِه" (4).

وقال ثعلب: "ما اتحدت أَجْزَاؤُه، فلم يَتَمَيَّز بعْضُه منْ بَعْضٍ، فهو وَسَطٌ بتحريك "السين"، نحو: وَسَط الدَّارِ. وما الْتَقَت أَجْزَاؤُه مُتَجَاوِرَةً، فهو وَسْطٌ، كالعِقْدِ، وحَلْقَةُ النَّاس"(5).

وقال الفَرَّاء (6): "الُمثَقَّلُ: اسْمٌ، كقولك: رأْسٌ وَسَط، ورُبَّما خُفِّف، وليس

= الأول حديث (678)، والنسائي في الإمامة: 2/ 73، باب خير صفوف النساء وشَرُّ صفوف الرجال، وابن ماجه في الإقامة: 1/ 39، باب صفوف النساء حديث (1000) والدارمي في الصلاة: 1/ 291 باب أي صُفُوف النساء أفضل. وأحمد في المسند: 2/ 485.

(1)

ومنه قوله تعالى في سورة المائدة: 89 "مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ": أي مِنْ وَسَط بمعنى: الَمتَوسِّط (المصباح المنير: 2/ 334).

(2)

انظر: (البسيط في التفسير له: 1/ 93 ب).

(3)

هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي البَصْري. أبو العباس الُمبَرِّد. إمام اللّغة والنحو صاحب "الكامل" و"المقتضب" توفي 286 هـ. له ترجمة في: (إِنْباه الرواة: 3/ 241، الوافي بالوفيات: 5/ 216، بغية الوعاة: 1/ 269، طبقات القراء لابن الجزري: 2/ 280، البداية والنهاية: 11/ 79).

(4)

حكاه عنه الواحدي في: (البسيط: 1/ 93 ب).

(5)

حكاه عنه الواحدي في (البسيط: 1/ 93 ب). وانظر معناه في (الفصيح: ص 303).

(6)

هو يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي، أبو زكريا الفراء، أحد الأعلام في اللغة والنحو والمعاني، من أبرز تصانيفه "معاني القرآن" و"الحدود في النحو" توفي 207 هـ. له ترجمة: في (إنباه الرواة: 4/ 1 - 17، تاريخ بغداد: 14/ 149، تاريخ أبي الفداء: 2/ 28، وفيات الأعيان: 2/ 228، معجم الأدباء: 20/ 9).

ص: 231

بالوَجْه: وجلس وَسْط القَوْم، ولا تقل: وَسَط، لأَنَّه [في (1)، معنى: بَيْن (2) ".

وقال الجوهري: "وكُلُّ مَوْضِع صَلُح فيه "بيْن" [فهو وَسْطٌ، وإِنْ لم يَصْلُح فيه "بيْن" (3)]. فهو وَسَطٌ بالتحريك، وربَّما سُكِّن، وليس بِالوَجْه (4) "

قال الفرَّاء: "قال يُونَس (5): سَمِعْتُ وَسَط، ووَسْطٌ بمعنى (6) ".

396 -

قوله: (وطينٍ): هو التُّراب الخَليطُ بالماء. قال الله عز وجل: {مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (7)} .

397 -

قوله: (المرأَةُ)، الأُنْثَى من بني آدم، والمذكر من لَفْظِهما: امْرُؤٌ.

وفي الحديث: "إِنَّك امْرُؤٌ فيكَ جَاهِلية (8) ".

398 -

قوله: (الحُرَّةِ)، أَي التي لَيْسَت بأَمةٍ في الرِّقِّ. قال ابن مالك في مثلثه: "الحَرَّةُ - يعني بالفتح -: أَرْضٌ ذَاتُ حِجَارةٍ مُحْرِقَة، والظُّلْمةُ الكَثِيرة، وبَثْرَةٌ صَغِيرَةٌ. قال: والحِرَّة -بالكسر-: حرارةُ العَطَش. قال: والحُرَّة -يعني بالضم-:

(1) زيادة يقتضيها السياق.

(2)

حكَاه عنه الواحدي في (البسيط: 1/ 93 ب).

(3)

زيادة من الصحاح.

(4)

انظر: (الصحاح: 3/ 1168 مادة وسط).

(5)

هو يونس بن حبيب أبو عبد الرحمن الضبي النحوي، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء وحماد بن سلمة كما سمع منه الكسائي والفراء، لَهُ من التصانيف "معاني القرآن" و"الأمثال" وغيرها توفي 182 هـ. له ترجمة في:(إنباه الرواة: 4/ 68، بغية الوعاة: 2/ 365، طبقات القراء: 2/ 406، المعارف: ص 541، البداية والنهاية: 10/ 184، نزهة الألباء: ص 49).

(6)

حكاه عنه الواحدي في: (البسيط: 1/ 93 ب).

(7)

سورة الصافات: 11.

(8)

أخرجه البخاري في الإيمان: 1/ 84، باب المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها حديث (30) ومسلم في الايمان: 3/ 1282، باب إطعام المملوك مما يأكل وإلباسه مما يلبس حديث (38) وأحمد في المسند: 5/ 161.

ص: 232

خِلَافُ الأمة والسَّحَابةُ الكَثيرة العَطَش (1)، والرَّمْلة لا طِينَ فيها، ومَجالُ القُرْط، وباتَتْ فُلَانَةٌ بِلَيْلةٍ حُرَّةٍ: إِذا لم تُفْتَضْ، وبِلَيْلة شَيْبَاء: إذا افْتُضَّتْ (2) ". وقد يُقال للعَفِيفَة حُرَّةٌ. وقد قال قُطْرب (3) في مثلثه:

ثُبْتُ بالأَرْض حُرَّة

مَعْرُوفَةٌ بِالحِرَّةِ

فَقُلْتُ يابن الحُرَّة

أَرْثِ لَمِا قَدْ حَلَّ بِي (4)

399 -

قوله: (الأَمَة)، قال الجوهري: "الأَمة: خِلَافُ الحُرَّة، والجَمْع: إِمَاءٌ. قال (5) الله عز وجل: {وَإِمَائِكُمْ} (6)، وتُجْمَع أيضًا على آمٍ.

قال الشاعر:

مَحَلَّة سَوْءٍ أَهْلكَ الدَّهْر أَهْلَها

فَلَم يَبْقَ فيها غَيْرُ آمٍ خَوَالِفُ (7)

وتُجْمَع أيضًا على: إمْوَانٍ، كأخٍ (8) وإِخْوَانٍ. وأصْلُ أَمَةِ: أمَوَة بالتحريك، لجَمْعِه (9) على آمٍ، وهو أَفْعُلٌ كأَيْنُقٌ (10)، [ولا تُجْمع فَعْلَةٌ

(1) في المثلث: المطر.

(2)

انظر: (إكمال الاعلام: 1/ 143).

(3)

هو محمد بن المستنير، أبو علي المعروف بقطرب أحد الأعلام في اللغة والنحو أخذ عن سيبويه ويقال: هو الذي سماه قطرب، له من المصنفات "معاني القرآن" و"الاشتقاق" و "المثلث" وغيرها، توفي 206 هـ. أخباره في:(إنباه الرواة: 3/ 219، تاريخ بغداد: 3/ 298، مرآة الجنان: 2/ 300، تاريخ أبي الفدا: 2/ 28).

(4)

انظر: (مثلث قطرب: ص 108) وفيه: ثُبْتُ: نَهضْتُ وأَسْرَعْتُ.

(5)

زيادة ليست في الصحاح.

(6)

سورة النور: 32.

(7)

أنشده الجوهري ولم ينسبه.

(8)

في الصحاح: مثل أخٍ.

(9)

في الصحاح: لأنه يُجْمَع.

(10)

في الصحاح: مثل أينق.

ص: 233

بالتسكين على ذلك (1)]. وتقول: ما كُنْتِ أَمةً ولقد أَمَوْتِ أُمْوَةً، والنسبة إليه: أَمَوِيٌ بالفتح، وتصغيرها: أُميَّةٌ (2) ".

400 -

قوله: (لأُمِّ الولد)، أُمُّ الولد المراد بها: الأَمةُ إِذا وَلَدتْ من سَيِّدِها فهي أمُّ وَلَدٍ لَهُ.

401 -

قوله: (أَعْتَقِد)، الاعْتِقَاد: القَطْع بالقَلْب على شَيْءٍ دون غَيْره، وقد اعْتَقَد يعْتَقِدُ اعْتِقَادًا وعَقِيدَةً، ورُبَّما أُرِيدَ به النِيَّة كما هو هُنا.

402 -

قوله: (وُيؤَدَّب)، يقال: أَدَّبَ يُؤَدِّبُ أَدبًا وتَأْدِيبًا: وهو الرَّدْعُ بالضَّرْبِ والزَّجْر (3)، وذلك لقوله عليه السلام:"واضْرِبُوهم على تَركِهَا لِعَشْرٍ (4) ".

403 -

قوله: (الغُلَام)، تارةً يُرادُ به الصَّبيُ الصَّغير الذي هو دُونَ البُلُوغ. وتارةً يُراد به: العَبْد (5)، وفي الحديث: "لا يَقُل أَحَدُكُم عَبْدِي وأمَتِي،

(1) زيادة من الصحاح.

(2)

انظر: (الصحاح: 6/ 2271 مادة أما).

(3)

قال القاضي: "يَجِب على وَلي الصبي أنْ يُعلِّمَه الطهارة والصَّلاة إذا بَلَغ سَبْع سِنين ويأْمُرهُ بها ويلزمه أنْ يُؤَدِّبَه عليها إذا بَلغَ عَشْر سِنين". انظر: المغنى: 1/ 647).

(4)

أخرجه أبو داود في الصلاة بلفظ: "واضربوهم عليها وهم أبناء عشر": 1/ 133، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة حديث (495) كما أخرجه الترمذي بلفظ قريب منه 2/ 259 باب ما جاء متى يُؤْمر الصبي بالصلاة حديث (407) قال أبو عيسى حديث حسن صحيح وعليه العمل عند بعض أهل العلم، وبه يقول أحمد وإسحاق. وقالا: ما تَرَك الغُلام بعد العَشْر من الصلاة فإِنَّه يُعِيد.

قال صاحب المغني: 1/ 647: "ولعل أحمد رحمه الله أمر بذلك على طريق الاحتياط. فإِنَّ الحديث قد ثَبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتى يبلغ"، ولأنه صبي فلم تجب عليه كالصغير، وهذا التأديب للتمرين والتَعْويد".

(5)

انظر: (المغرب: 2/ 111، المصباح المنير: 2/ 105، مشارق الأنوار: 2/ 134).

ص: 234

وَلْيَقُل: فَتَاتِي وفَتاي وغُلَامي (1) "، وُيقال لِمَن اسْتُؤْجِر على خِدْمة: غُلَامٌ.

404 -

قوله: (في الحَجِّ)، أي في سورة "الحج (2) ".

405 -

قوله: (فَحَسَنٌ)، الحَسَنُ: ضِدُّ القَبِيح، وقد حَسُنَ يَحْسُنُ حُسْنًا فهو حَسَنٌ.

406 -

قوله: (العَشَاءُ)، هو ما يُتَعَشَّى به، وهو الأَكْلُ عَشِيَّةً. وفي الحديث "أَوَ ما عَشَّيْتِيهِمْ (3) ".

(1) أخرجه مسلم في الألفاظ من الأدب: 4/ 1764 بلفظ قريب منه باب حكم إطلاق لفظة العبد والأمة والمَوْلى والسيد حديث (13) وأحمد في المسند: 2/ 444 - 496.

(2)

المُراد: سجدتان في سورة الحج. الأولى في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} الآية: 18، والثانية في قوله تعالى:{وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} الآية: 77.

(3)

جزء من حديث أخرجه البخاري في المواقيت: 2/ 75، باب السَّمَر مع الضيف والأهْل حديث (602)، وفي المناقب: 6/ 586 باب علَامات النُّبُوة في الإِسْلام حديث (3581)، وأحمد في المسند: 1/ 197 - 198.

ص: 235

باب: ما يُبْطِل الصَّلَاة إِذا تَرك (1) عامِدًا، أَوْ سَاهِيًا

407 -

قوله: (تكْبِيرَةُ الإِحْرَامِ)(2). سُمِّيت بذلك، لأَنَّها حُرِّمَ على الُمصَلِّي بها ما كان مباحًا لَهُ قَبْلَها، بل لِكَونه أَحْرَم في الصَّلاة بها، فصار كأَنَّه المُحْرِم (3)، ومنه الحديث:"تَحْرِيمُها التكْبِيرُ وتحْلِيلُها التَّسْلِيم (4) ".

408 -

قوله: (أوْ مُنْفَرِدٌ)، الُمنْفَرِدُ: مَنْ صَلَّى وحْدَهُ، وقد انْفَرَدَ يَنْفَرِد انْفِرَادًا. سَهى يسْهُو سَهْوًا.

409 -

قوله: (أَوْ سَاهيًا)، السَّاهِي: الذَاهِلُ عن الشَّيْءِ حتى فَات (5). فقد سَهَا يسْهُو سَهْوًا.

(1) في المغني: 1/ 657: إذا تركه.

(2)

قال في المطلع: ص 78: "هي التكبيرة التي يدخل بها في الصلاة".

(3)

جاء في الصحاح للجوهري: 5/ 1897 مادة حرم: "وأحرم الرجل: إِذا دَخل في حُرْمَةٍ لا تُهْتَك".

(4)

أخرجه أبو داود في الطهارة: 1/ 16 باب فرض الوضوء حديث (61)، والترمذي في الطهارة: 1/ 9، باب ما جاء أنَّ مفتاح الصلاة الطهور حديث (3)، قال أبو عيسى: هذا الحديث أصح شيء في هذا الباب وأحسن وابن ماجه في الطهارة: 1/ 101 باب مفتاح الصلاة الطهور حديث (275) والدارمي في الطهارة: 1/ 175 باب مفتاح الصلاة الطُهور.

(5)

وفرقوا بين الساهِي والناسِي: بأنَّ الناسي إذا ذكَّرْتَه تَذَكَّر، والسَّاهِي بخِلَافه. (المصباح: 1/ 314).

ص: 236

410 -

قوله: (أو التسْبِيحُ)، التَّسْبِيحُ. مصدر سَبَّح يُسَبِّحُ تَسْبِيحًا: إِذا قال: "سُبْحَان الله، أَو سُبْحَان رَبِّي، وما أَشْبَهَهُ، وَرُبَّما أُطْلِق التَّسْبِيح على صَلاة التَّطَوع". ومنه الحديث: "ما رَأَيْتُه يُصَلِّي سُبْحَة الضُّحَى (1) "، والحديث الآخر:"أَنَّه كان يُسَبِّحُ على الراحِلَة"(2).

411 -

قوله: (عامِدًا)، العَامِدُ، مَنْ تَعَمَّد فِعْل الشَّيْء، أو تَرَكه مِنْ غير سَهْوٍ، ولا نِسْيَان، وقد تَعَمَّد يَتَعَمَّد تَعَمُّدًا.

(1) أخرجه البخاري في التَّهجد بلفظٍ قريب منه: 3/ 55 باب مَنْ لم يصل الضحى ورآه واسِعًا حديث (1177)، ومُسْلم بلفْظِه في صلاة المسافرين: 1/ 497، باب استحباب صلاة الضحى حديث (77)، ومالك في قصر الصلاة: 1/ 153، باب صلاة الضحى حديث (29)، وأحمد في المسند: 6/ 85.

(2)

أخرجه البخاري في تقصير الصلاة: 2/ 575 باب ينزل للمكتوبة حديث (1098) ومسلم في صلاة المسافرين: 1/ 487 باب جواز صلاة النافلة على الدابة حديث (39)، والدارمي في الصلاة: 1/ 356، باب الصلاة على الراحلة، وأحمد في المسند: 2/ 132.

ص: 237