المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب: صلاة العيدين - الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي - جـ ٢

[ابن المبرد]

فهرس الكتاب

- ‌(كِتَابُ الطَّهَارة)

- ‌ بابُ ما تكون به الطهارة

- ‌باب: الآنية

- ‌ باب: السِّوَاك وسنَّةُ الوضوء*

- ‌باب: فرض الطهارة

- ‌باب: ما ينقض الطهارة

- ‌باب: ما يُوجبُ الغُسْل

- ‌باب: الغسل من الجنابة

- ‌باب: التيمم

- ‌باب: المَسْحُ على الخُفَّيْن

- ‌باب: الحَيْض

- ‌كتاب: الصَّلَاة

- ‌باب: المَوَاقيت

- ‌باب: الأَذَان

- ‌باب: اسْتِقْبَال القِبْلَة

- ‌باب: صفة الصلاة

- ‌باب: سَجْدَتَي السهْو

- ‌باب: الصلاة بالنجاسة وغير ذلك

- ‌باب: السَّاعات التي نُهِيَ عن الصَّلاة فيها

- ‌باب: الإِمَامَة

- ‌ باب: صلاة المُسَافِر *

- ‌بابُ: صَلَاة العِيدَيْن

- ‌كتاب: صلاة الاسْتِسْقَاءِ

- ‌باب: الحُكْم فِيمَن تَرك الصَّلَاة

- ‌كتاب: الجَنَائِز

- ‌كتاب: الزكاة

- ‌باب: صَدَقةُ البَقَر

- ‌باب: صَدَقة الغنم

- ‌باب: زكاة الزُّروع والثِّمار

- ‌باب: زكاة الذهب والفضة

- ‌باب: زكاة التجارة

- ‌باب: زكاة الدين والصدقة

- ‌باب: زكاة الفطر

- ‌كتاب: الصيام

- ‌كتاب: الحَجِّ

- ‌باب: ذِكْر المواقيت

- ‌باب: الإِحْرَام

- ‌باب: ذكْر الحَجِّ ودخول مكة

- ‌باب: ذِكْر الحج

- ‌باب: الفِدْيَة وجزاءُ الصيد

- ‌كتاب: البيوع، وخِيَارُ المتبايعين

- ‌باب: الربا والصرف وغير ذلك

- ‌باب: بيع الأصول والثمار

- ‌باب: المصراة وغير ذلك

- ‌باب: السّلم

- ‌كتاب: الرهن

- ‌كتاب: المُفْلِس

الفصل: ‌باب: صلاة العيدين

‌بابُ: صَلَاة العِيدَيْن

واحدُ العِيدَيْن: عِيدٌ، وجَمْعُه: أَعْيَادٌ، وهو يَوم الفِطْر، وَيوْم الأَضْحَى.

قال الشاعر: (1)

سُرُور العِيدِ قَدْ عَمَّ النَّوَاحِي

وحُزْنِي في ازْدِيَاد ما يَبِيدُ

وقال آخر: (2)

النَّاس بالعِيدِ قَدْ سُرُّوا وقَدْ فَرِحُوا

وما فَرِحْتُ به والوَاحِدِ الصَّمَدِ

قال القاضي عياض: "سُمِّيَ بذلك، (3) لأَنَّه يَعُود وَيتَكَرّرُ (4) لأَوْقَاتِه، وقيل: يَعُودُ بالفَرَح (5) على النَّاس، وقيل: مِنْ باب التَّفَاؤُل (6) ليَعُودَ ثانيةً (7) وثَالِثةً". (8)

(1) قاله شاب ملتف في عَبَاءَةٍ وهو يَبْكي. كذا في (المستطرف للأبشيهي: 1/ 145).

(2)

هو الشبلي، كما في (المخلاة للعاملي: ص 122).

(3)

في المشارق: العيد عيدا.

(4)

في الأصل: يُبْكر وهو تصحيف.

(5)

في المشارق: به الفرح.

(6)

في المشارق: تَفَاؤُلًا.

(7)

في المشارق: ليَعُود ثانيةٌ على الإِنْسَان.

(8)

انظر: (المشارق: 2/ 105).

ص: 273

قال الجوهري: "وإنَّما جُمِع بـ "الياء" وأَصْلُه "الواو"، لأَنَّه مِنْ عَادَ يَعُود، (1) لِلُزُومِها في الوَاحِد، وقيل: (2) للفَرْقِ بَيْنَه وبَيْن أَعْوَادِ الخَشَب". (3)

496 -

قوله: (لَيَالي)، جَمْعُ لَيْلَة. قال الشاعر:(4)

لَيَالي كنَّا نَشْتَفي مِن وِصَالِكُم

فَقَلْبِي إِلى تِلْكَ اللَّيَالِي قَدْ حَنَّا

497 -

قوله: (أَوْكَد)، (5) يقال: هذا أَوْكَدُ، وآكَدُ: إِذَا تَأَكَّد فِعْله على غَيْره، وقد أَكَّد عليه في الأَمْر: أي طَلَبَه طَلَبًا مُتَأَكِّدًا.

498 -

قوله: (على ما هَدَاكُم)، (6) الهِدَايَة على أَوْجُهٍ. (7) هِدَايَةُ الرَّشَاد كما هي هنا. وهِدَايةُ الإِرْشَاد:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} ، (8) وهِدَايَةُ الدَّلَالة:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (9){وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} . (10)

499 -

قوله: (ولَعَلَّكُم تشْكُرُون)، (11) الشُّكْر: التَّقَرُب لِمُسْدِي النِّعْمَة

(1) ليست في الصحاح.

(2)

في الصحاح: ويقال.

(3)

انظر: (الصحاح: 2/ 515 مادة عود).

(4)

لم أعثر للبيت على تخريج. والله أعلم.

(5)

في المختصر: ص 36، والمغني: 2/ 225: آكَد.

(6)

سورة البقرة: الآية 185.

(7)

وللهداية معانٍ أخرى ذَكَرها الراغب: في (مفرداته: ص 538).

(8)

سورة الفاتحة: 6.

(9)

سورة القصص: 56.

(10)

سورة الشورى: 52.

(11)

سورة البقرة: 185.

ص: 274

على نِعْمَةٍ بالَمدْحِ والثَّنَاءِ، أَوْ بِالعَمَل ونحو ذَلِك. (1)

500 -

قوله: (إِنْ كان فِطْرًا)، أي إِنْ كان عيدَ الفِطْر، وسُمِّي عِيدَ الفِطْر، لأَنَّ بِهِ يُفْطِرُ النَّاسُ مِنْ صِيام شَهْرِ رَمضَان.

501 -

قوله: (غُدُوًا)، غَدا يَغْدُو غُدُوًّا: إذَا ذَهَب غُدْوةً، ثم اسْتُعْمِل في مُطْلَق الذَهَاب.

502 -

قوله: (إِلى الُمصَلَّى)، الُمصَلَّى: هو المكانُ الذي يُصَلَّى فيه، ثم اسْتُعْمِل لِمَكَان صَلَاة العِيدِ من الصَّحراء ونحوها، وفي الحديث:"أنه عليه السلام خرج إِلى الُمصَلَّى". (2)

ويُقَال لِمَنْ صُلِّي عليه مِنْ ثَوْبٍ ونَحْوِه: مُصَلَّى، ولهذا قال أَصْحَابُنا: إِنْ وَجَد مُصَلَّى مَرْفُوعًا فَهَل لَهُ وَضْعُهُ؟ على وَجْهَيْن.

503 -

قوله: (مُظْهِرِين التَّكْبِير)، (3) وَرُوِي:"مُظْهِرِينَ لِلتَّكْبِير". (4)

504 -

قوله: (حُلَّت الصلاة)، حَلَّ الشَّيْءُ - يِحِلُّ - بكسر "الحاء" -

(1) انظر: (الزاهر لابن الأنباري: 2/ 84، الزاهر للأزهري: ص 94، تهذيب الأسماء واللغات: 1/ 2/ 166)، وقد تقدم الكلام على الشكر والحمد في مقدمة المصنف رحمه الله بما فيه الكفاية فانظره.

(2)

جزء من حديث أخرجه البخاري في الاستسقاء: 2/ 497 باب تحويل الرداء في الاستسقاء حديث (1012)، ومسلم، في الاستسقاء: 2/ 611، باب حدثنا يحيى بن يحيى حديث (2)، والنسائي في الاستسقاء: 3/ 126 باب خروج الإِمام إِلى المصلى للاستسقاء، وابن ماجه في الإِقامة: 1/ 403 باب ما جاء في صلاة الاستسقاء حديث (1267).

(3)

هذا المثبت في المختصر: ص 36.

(4)

وهو المثبت في المغني: 2/ 229.

ص: 275

حُلُولًا: إِذا حَضَر وَقْتُ فِعْلِه، فَهُو حَالٌّ. [و] (1) منه: حَلَّ الدَّيْنُ (2)

505 -

قوله: (بالحَمدُ لله)، يجوز فيه الوجهينِ من الجَرِّ، والرفْع.

506 -

(وَسُورةٍ)، مجرورة على الوجهين.

507 -

قوله: (وَيسْتَفْتِح)، اسْتَفْتَح يَسْتَفْتِح اسْتِفْتَاحًا: أي يَدْعُو بِدُعاء الافْتِتَاح وهو قول: "سُبْحَانَك اللَّهُم وبِحَمْدِك

إِلى آخر".

508 -

قوله: (وَيُثْنِي عليه)، بضم "الياء" الأولى. والثناء: المدح والتَّمْجِيد.

509 -

قوله: (بُكرةً وأَصيلًا)، بُكْرةً: عبارةٌ عن أَوَّل النهار، يقال: جَاء بُكْرةً، وفي بُكْرَةِ النَّهَار، وقد بَكَّر يُبَكِّرُ بُكْرَةً، وتَبْكيرًا: إِذا جاء أَوَلُ النَهار، وجَمْع بُكْرة بُكْرَات، وبُكُور، وفي الحديث:"بُورِكَ لأُمَتي في بُكُورِها". (3)

والأَصِيلُ: بعْد العَصْر إِلى الغُرُوب، وجمعه: أُصُلٌ وآصَالٌ، وأَصَائِل

(1) زيادة يقتضيها السياق.

(2)

قال الشيخ في المغني: 2/ 233: "وقوله: حلَّت الصلاة يَحْتَمِل معْنَيَين: أَحَدَهما: أَنَّ مَعْناه إِذا دخل وَقتُها والصلاة ها هنا، صلاة العِيد، وحلَّت من الحُلُول، كقولهم: حلَّ الدَّيْن، إِذا جاء أَجَلُه.

والثاني: معناه، إِذا أُبِيحت الصَّلاة يَعْني النَافِلة، ومعناه: إِذا خَرج وَقْت النهي، وهو ارْتَفَعت الشَّمس قِيْدَ رُمْحٍ، وَحلَّت من الحِلِّ، وهو الإِبَاحة".

(3)

الحديث أخرجه الترمذي في البيوع: 3/ 513 باب ما جاء في التبكير بالتجارة بلفظ: "اللهم بارك لأمتي .. " حديث (1212) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن، كما أخرجه ابن ماجه في التجارات: 2/ 752، باب ما يرجى من البركة في البكور حديث (2236)، وأحمد في المسند: 1/ 154 - 155.

ص: 276

وأُصْلَانٍ، كَبَعِيرٍ وَبُعْرَانٍ (1)، قال الله عز وجل:(بالغِّدِّوِّ والآصَالِ)(2).

وقال الشاعر (3):

وقَفْتُ فيها أصَيْلَا لاً أسَائِلُها

عَيَّتَ جَواباً وما بِالرَبْعِ منْ أحَدِ

ورُوِي: أُصَيْلَان (4).

510 -

قوله: (وصلَّى اللهَّ على مُحمدٍ النَّبِي وعليه السَّلام)، كذا هو بخط القاضي أبب الحسين وغيره ورُوِي:"وصلى الله على النَّبي محمدٍ وعليه السَّلام "، ورُوِي:"وصَلَواتُ الله على محمدٍ النَبِي وعليه السلام (5) ". كذا هو في النسخة المنقولةِ منْ خَط الشَيخ أبي عمر. ورُوي: "وصلى الله على مُحمدٍ النَّبي الأمِّيِّ وعلى آله وسلِّم تسليماً (6) ".

511: قوله: (حَضَّهُم)، أي حَثَّهُم، وقد حَضَّ على الشَّيْء يَحُضُّ حَضّاً: أي حَث عليه، ورَغَّب في فِعْلِه. قال الله عز وجل:(ولا يَحُضُّ على طَعَامِ الِمسْكِينِ)(7).

512 -

قوله: (على الصَّدَقَة)، الصَّدقةُ: ما تَصدَّق به - بفتح "الصاد"

(1) انظر: (الصحاح: 4/ 1623 مادة أصل).

(2)

سورة النور: 36.

(3)

هو النابغة الذبياني يمدح النعمان بن المنذر. انظر: (ديوانه: ص 14 تحقيق، أبو الفضل إبراهيم).

(4)

وهذا بعد تصغير الجمع "أُصَيْلان"، ثم أبدلوا من "النون" لاماً، فقالوا:"أُصَيْلَالٌ" كما هو في البيت. انظر ذلك في: (الصحاح: 4/ 1623 مادة أصل).

(5)

هذا المثبت في المختصر: ص 36.

(6)

وهو المثبت في المغني: 2/ 240.

(7)

سورة الماعون: 3.

ص: 277

و"الدال" - وفي الحديث: "كُلُّ معْرُوفٍ صَدَقة (1) "، والمرادُ بها هنا: صَدَقةُ الفِطْرِ (2).

513 -

قوله: (وإِنْ كَان أضْحَى)، المراد بالأَضْحَى: عيد الله الأَكْبَر، وسُمِّي أضْحَى لوُقُوع الأَضَاحِي به.

514 -

قوله: (رَغَّبَهُم)، التَرْغِيبُ في الشَّيْء: الحَضُّ على فِعْلِه، بِذِكْر مَا فِي فِعْلِه من الأَجْر، وأصْلُه من الرَغْبَةِ: وهي الإِقْدَامُ على الفِعْلِ بِرَغْبَةٍ.

515 -

قوله: (في الأُضْحِيَة)، الأُضْحِيَة جمع: أضَاحِي (3)، وهي ما يُضَحَّى بِه، ويأْتِي إنْ شاء الله تعالى بَيَانُها.

516 -

قوله: (وإذَا غَدَا)، الغُدُو: الذَهاب غُدْوَةً، ورُبَّما أطْلِق على مُطْلَق الذَهَاب (4).

517 -

قوله: (مِنْ طَرِيقٍ)، الطَرِيقُ: إحدى الطُّرُق، وفي الحديث:"أَعْطُوا الطَرِيقَ حَقَّهُ (5) ".

(1) أخرجه البخاري في الأدب: 10/ 447 باب كل معروف صدقة حديث (6021). ومسلم في الزكاة: 2/ 697 باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف حديث (52)، وأحمد في المسند: 3/ 344.

(2)

أي: أمرهم بها، وبين لهم وجويها وثوابها، وقَدْر الُمخْرَح وجِنْسه، وعلى مَنْ تَجِب، والوقت الذي تَخْرُج فيه. انظر:(المغني: 2/ 245).

(3)

هذه لغة من ثلاث لغات أخر ذكرها صاحب (المصباح المنير: 2/ 4، والمشارق 2/ 56).

(4)

سبق بيان معنى (الغدو) فانظره في ص: 275.

(5)

جزء من حديث أخرجه البخاري في المظالم: 5/ 112 أفنية الدور والجلوس فيها والجلوس على الصُعُدات حديث (2465)، وأبو داود في الأدب: 4/ 256 باب في الجلوس في الطرقات حديث (4815)، وأحمد في المسند: 3/ 36.

ص: 278

518 -

قوله: (رجَع في اخْرَى)، وَرُوِي:"رجَع في غَيْرِها (1) ".

519 -

قوله: (يَوْم عَرَفة)، هو اليوم "التاسع" من ذي الحجة، وعَرَفَة: غير مُنَوَّنٍ، للعَلَمِيَّة والتأْنيث، وهي مكان معين محدود. وأكْثر الاستعمال: عَرفَات.

قال الجوهري: "وعَرَفاتُ: مَوْضِغ بِمِنى (2) "، وهو اسْمٌ بِلَفْظِ الجَمْع فَلَا يُجْمَع.

وسُمَّي عَرَفات، قيل: لأن جبريل عليه السلام كانَ يُرِي إبْراهيم المناسك، فيقول: عَرفْتُ، عَرَفْتُ (3). وقيل: لأن آدم عليه السلام تعارف هو وحَواء بها. وكان آدم [قد (4)] أهبط من الجَنة بالسِنْد (5)، وحواءُ بِجُدَّة.

وقيل: لأَنَّ إبْراهيم عليه السلام رَأى ذَبْح وَلَدِه في النوْم، فأصْبَح شَاكاًّ في رُويَاه يوم التَّرْوِية، ففي يوم عَرَفة، عَرَفَ أنَّ رُويَاه من الله فَسُمَّي يوم عَرَفة (6).

وَيتَوَجَّه أنه سُمِّي بذلك، لأَن كُلَّ مَن يَقِف به يعْتَرِف بالله، وَيطْلُب الإِقَالة مِنْه (7).

(1) كذا هو في المختصر: ص 37، وفي المغني: 12/ 49: "رجع من غيره".

(2)

انظر: (الصحاح: 4/ 1401 مادة عرف).

(3)

نسبه ابن عطية في تفسيره: 2/ 174 إلى ابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه الدي عنه، كما نقله الواحدي عن عطاء. حكاه عنه صاحب (المطلع: ص 108).

(4)

زيادة يقتضيها السياق.

(5)

في المطلع: ص 108: بالهند.

(6)

انظر: (تفسير الماوردي: 1/ 218، تفسير ابن عطية: 2/ 174، معجم البلدان: 4/ 104.

(7)

قال هذا ياقوت في "معجم البُلْدَان" 4/ 104، والراغب في "مُفْرَداتِه: ص 331"، وقال ابن =

ص: 279

* مسالة: - المذْهب: لَا يُكَبِّر إلَاّ إذا صَلَّى في جَمَاعةٍ (1).

520 -

قوله: (من آخر أَيَّام التشْرِيق)، هي:"الحَادِي عَشَر" و"الثَانِي عَشَر"، و"الثَالِث عَشَر" من ذِي الحِجَّة، سُمِّيت بذلك: من تَشْرِيق اللَّحم، وهو تَقْدِيمُه، لأَن لُحُوم الأَضَاحِي تُشَرَّقُ فيه أي تُنْشَر في الشَّمْس (2)، وقيل:(51 ب) مِنْ قَوْلِهم: "أشْرِق ثَبِير كَيْمَا نُغِيرُ (3) ".

وقيل: لِأَنَّ الهَدْيَ لَا تُنْحَر حَتى تَشْرُق الشمس (4). وقال أبو حنيفة: "التَّشْرِيقُ: التكْبِيرُ دُبُر الصَّلَواتِ" وأنْكَرُه أبُو عُبَيْد (5).

= عطية: "والظاهر أنه اسْمٌ" مُرْتَجَل كسائر أسْماء البِقاع"، انظر:(تفسيره: 2/ 174)، وقيل في صبب تسميتها معانٍ أخرى انظرها في المصادر المذكورة.

(1)

هذا قول أحمد في رواية صالح، وعبد الله، والأثرم، وهو اختيار أبي حفص. انظر:(الروايتين والوجهين لأبي يعلى: 1/ 191، المغني: 2/ 256 - 257). والقول الثاني، لأحمد رحمه الله في رواية ابن منصور:"أنَّ مَن صَلَّى وحْدَه يُكَبِّر في دُبُر كلَّ صلاة" وهذا اختيار الخرقي. قال القاضي: "لأنها صلاة مفروضة فأشبه إذا صلى في جماعة" انظر: (مختصر الخرقي: ص 37، الروايتين والوجهين: 1/ 191، المغني: 2/ 257).

(2)

قال الأزهري: "ومنه قيل للشاة المشقوقة الأذنين باثنين: شرقاء"(الزاهر: ص 120).

(3)

أي: أُدْخُل يا ثبِير في الشروق ير نسرع للنحر، والمقصود منه طلوع الشمس. هذا المثل يضرب في الإسراع والعجلة أيام الجاهلية. انظر:(مجمع الأمثال للميداني: 2/ 157).

والقول المذكور حكاه يعقوب من البغويين. انظر: (اللسان: 10/ 176، مادة شرق، المطلع: ص 109) وهذا المثل ورد في حديث أخرجه البخاري في الحج: 3/ 531 باب متى يدفع من جمع حديث (1684)، والزمذي في الحج: 3/ 242 باب ما جاء أن الإفاضة من جمع قبل طلوع الشمس حديث (896)، والنساثي في المناسك: 5/ 215 باب وقت الإفاضة من جَمْع، وابن ماجه في المناسك: 2/ 1006 باب الوقوف بجمع حديث (3022). والدارمي في المناسك: 2/ 59 باب وقت الدفع من المزدلفة، وأحمد في المسند: 1/ 39 - 42 - 50 - 54).

(4)

قال هذا ابن الأعرابي كما في (اللسان: 10/ 176).

(5)

انظر: (غريب الحديث لأبي عُبَيْد: 3/ 452).

ص: 280

باب (1): صلاة الخَوْف

521 -

قوله: (بِإزَّاء العَدُوِّ)، يقال: فُلَانٌ إزَّاء فُلانٍ: إذَا قَابَله. والعَدُوُّ أحَد الأعْدَاءِ، قال الله عز وجل:{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} (2). وقال الشاعر (3):

أسْهَب أعْدائِي فَصِرْتُ أحِبُّهم

إذْ كان حَظِي منك حَظي مِنْهُم

وَرُئما قيل في الجَمْع: عَدُوٌّ وأيضاً، قال الله عز وجل:{إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} (4).

522 -

قوله: (بالحَمْد لله وسُوَرة)، يَجُوز في "الحَمْدِ" الضَّم والجَرِّ. و"السُّورة" مَجْرُورَةٌ عَلَيْها.

523 -

قوله: (تَحْرِس)، حَرَسَ الشَّيْءَ يَحْرُسُه حِرَاسَةً وحَرَساً: إذا حَفِظَهُ، وبقال لِفَاعِله: حَارِسٌ، وجَمْعُه: حُرَّاسٌ.

524 -

قوله: (وَهُم في الُمسايَفَةِ)، الُمسَايَفَةُ: مصدر سَايَفَهُ يُسَايِفَه

(1) كذا في المختصر: ص 38، وفي المغني: 2/ 159 "كتاب".

(2)

سورة فاطر: 6.

(3)

لم أقف له على تخريج. والله أعلم.

(4)

سورة النساء: 101.

ص: 281

مُسَايَفَةً: إذا قَاتَله بالسَّيْف، والسَّيْفُ: أحَدُ السُّيُوفِ (1).

قال ابن مالك في "مثلثه": "السَّيْفُ: مَعْروفٌ، وهو أيضاً: شَعَر ذَنَب الفَرَس، ومَصْدَر سَافَهُ بالسَّيْف: ضَرَبَهُ. قال: "والسَّوْفُ - بالفتح أيضاً مع "الواو" -: الشَّم، واسْمٌ للتَّسْوِيف.

قال: والسَّيف - يعني بالكسر -: سَاحِل البَحْر، وشَاطِئ الوَادِي، واللِّيفُ الُملْتَزِقُ بِأُصُول السَّعَف.

والسُّوفُ: جَمْع سَافٍ: وهو السَّطْرُ من الفبِن، والظين. والسُّوْفُ أيضاً، [والسُّوَفُ] (2): جَمْعُ سُوَفَةٍ: وهي الأرضُ بين الرَّمْل والجَلَد، وهي السَائِفَةُ أيضاً" (3).

525 -

قوله: (رِجَالاً)، أي مُشَاةً، وَرُكْباناً، أي رَاكِبِينَ، وهو حالٌ.

قال الشاعر (4):

سَمِعْتُ نَحوه العَشاء ومِنْ كُلِّ وجْهَة

رِجَالاً وَرُكْبَاناً على كلِّ ضَامِرِ

(1) كما يُجْمَع السيف على أسْيَافٍ. انظر: (الصحاح: 4/ 1379 مادة سيف).

(2)

زيادة من المثلث.

(3)

انظر: (إكمال الإعلام: 2/ 323 - 324).

(4)

لم أقف له على تخريج. والله أعلم.

ص: 282

باب (1): صَلَاة الكُسُوف

مصدر كَسَفَت الشَّمْسُ: إذا ذَهَب نُورُها، يقال: كَسَفَت الشَّمسَ والقَمَر، وكَسَفَا وانْكَسَفَا، وخُسِفَا وانْخَسَفَا وخَسَفَا، ستُّ لُغَاتٍ (2)، وقيل: الكُسُوفُ مُخْتَصٌّ الشَّمْسِ، والخُسُوفُ بالقَمَر (3)، وقيل: الكُسُوف في أوَّلِه، والخُسُوفُ في آخِرِه (4).

وقال ثعلب: "كَسفَتْ الشَّمْس، وَخَسَفَ القَمَر"(5)، وقال الله عز وجل:(وَخَسَفَ القَمَر)(6)، وفي الحديث:"إنَّ الشَّمس والقَمَر لا تَكْسُفَان لِمَوْتِ أحَدٍ (7)، وفي روايةٍ: لَا تَخْسِفَان"(8).

وقال ابن مالك في "مُثَلثه": "الكَسْفُ: مصدر كَسَفَ الشَّيْءَ: قَطَعَهُ،

(1) كذا في المخصر: ص 39، وفي المغني: 2/ 273: كتاب.

(2)

انظر: (المطلع: ص 109).

(3)

قال في النهاية: 2/ 31: "وقد وَرد الخُسوف في الحديث كثيراً للشمس، والمعروف لها في اللغة الكسوف لا الخسوف. فأَمَّا إطلاقه في مثل هذا الحديث فَتَغْلِيباً للقمر لتذكيره على تأنيث الشمس فجمع بَيْنَهُما فيما يخص القمر

وأمَّا إطلاق الخسبرف على الشمس منفردة فلا شتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما وإظْلامهما".

(4)

حكاه البعلي في (المطلع: ص 109).

(5)

قال في: (الفصيح: ص 321): "هذا أجْوَد الكلام".

(6)

سورة القيامة: 8.

(7)

و (8) سبق تخريج هذا الحديث فانظره في: ص 72.

ص: 283

وأيضًا غَطَّاهُ، والكِسْفُ. [والكِسَفُ] (1): جَمْع كِسْفَةٍ: وهي القِطْعَةُ منْ الشَّيْءِ.

والكُسْفُ - يعني - "الضم" -: جمع كَسُوف، وهو فَعُول مِن كَسَف بمعنى عَبَس" (2).

526 -

قوله: (قال (3): وإذا كَسَفَت الشَّمْس)، وَرُوِي:"خَسَفَتْ"(4).

527 -

قوله: (فَزعَ) - بكسر "الزاي" - والفَزَعُ يُطْلَق بِإزَّاء معانٍ منه: الُمبَادَرَةُ كما هو هُنا (5)، ويقال: فَرعَ، إذا ذَهَب مِنْ نَوْمِه، ويقال: فَزعَ وأفْزعَ: إذا خَاف، وأفْزَعَهُ - بفتح "الزاي" وكسرها -: إذا أَغاثه، والفتح أفْصَح. وفي الحديث:"كان فَزَغ بالَمدِينَة"(6).

528 -

قوله: (إنْ أحبُّوا جَمَاعةً)، أي بإمَامَةِ واحِدٍ.

529 -

(وإنْ أحَبُّوا فُرَادَى)، الفُرَادَى كلُّ واحِدٍ لِنَفْسِهِ (7).

(1) زيادة من المثلث.

(2)

انظر: (إكمال الاعلام: 2/ 545).

(3)

زيادة ليست من كلام الخرقي.

(4)

كذا في المختصر: ص 39، وفي المغني: 2/ 273.

(5)

أي: اللُّجوء من بانب فَزَعْتُ إليه، تجَات (المصباح: 2/ 126).

(6)

جزء من حديث اخرجه البخاري في الجهاد: 6/ 58 باب اسم الفرس والحمار حديث (2857) ومسلم في الفضائل: 3/ 1804 باب في شَجَاعة النبي صلى الله عليه وسلم وتَقدُّمه للحرب حديث (49)، والترمذي في الجهاد: 4/ 199 بلفظ: "وقد فَرخَ أهْل المدينة "باب ما جاء في الخروج عند الفزع حديث (1687)، وأحمد في المسند: 1/ 171 - 180.

(7)

قال في زوائد الكافي: 1/ 55: "وفِعْلُها في جماعةٍ أفْضَل" وذلك الذي أخرجه مسلم في الكسوف: 2/ 619 باب صلاة الكسوف حديث (3) عن عائشة رضي الله عنها قالت: =

ص: 284

530 -

قوله: (فيكون أَرْبَع رَكعَاتٍ وأرْبَع سَجَدَاتٍ)، يجوز "فيكون" بـ "الياء" و "التاء" "وأرْبَع" بالنصب خَبَر "يكُون" والتقدير:(فتكونُ الصَّلَاة، أو فيَكونُ ذلك". و"أرْبَع" الثاني، مَنْصوبة أيضاً بالعَطْفِ (1)، ويجوز "فيكون أرْبَعُ رَكَعَاتٍ وأرْبَعُ سَجَدَاتٍ" بالرفْع فيهما، على أَنَّه اسْمُ "يَكونُ".

531 -

قوله: (جَعَل) - بفتح "الجيم" على تَسميَة الفَاعل، ويجوز "جُعِل" بالضم على مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُه.

= اخَسَفت الشَّمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رصول الله إلى المسجد فَقَام وفَي وصفَّ الناسَ وَرَاءَهُ

".

(1)

أي: معطوفة على "أرْبَع" الأولى، والمعطُوفُ يتْبع المعطُوف عليه في حركات الإعْرَاب.

ص: 285