الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب: المُفْلِس
(1)
وروي: "كتَابُ الفَلَس".
قال صاحب "المغني": "هو الذي لا مالَ لَهُ، ولا ما يدفَع به حاجتَه، وإِنما سُمِّي مُفْلِساً، لأنه لا مَالَ لَهُ إِلَّا الفُلُوس، وهي أدْنى أنواع المال"(2)، وفي الحديث:"أتَدْرُون مَن الُمفْلِس"(3)، وفي رواية:"ما تَعُدّون الُمفْلِسَ فِيكُم، قالوا: الذي لا مال لَهُ، ولا متاع، قال: إِنما الُمفْلس مَنْ يأتي يوم القيامة بحَسَناتٍ أمْثال الجِبَال ويأتي وقد ضَربَ هذا وشتم هذا، وأخذ مال هذا، فيؤخذ لهذا من حسناته، ولهذا، فإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُه، أُخذَ من سيئاتهم، فَطُرِح عليه"(4).
والُمفْلِس في عُرف الفقهاء: من دَيْنَه أكْثر من مَالِه، وخَرْجَه أكثر من
(1) هذا المثبت في المختصر: ص 93.
(2)
انظر: (المغني) 4/ 455).
(3)
و (4) حديث أخرجه مسلم في البر والصلة: 4/ 1997، باب تحريم الظلم، حديث (59)، والترمذي في صفة القيامة: 4/ 613، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص حديث (2418)، وأحمد في السند: 3/ 302 - 334 - 372.
دَخْلِه (1). ويجوز أنْ يكون سُمِّي بذلك، لما يُؤول إليه من عَدم مَالِه بعْد وَفاء دَيْنِه (2).
ويجوز أنْ يكون سُمِّي بذلك، لأنه مُنع من التَّصَرف في مَالهِ إِلا الشَّيْء التافِه كالفُلُوس ونحوها (3).
وقال أبو السعادات: "صارتْ دَراهِمُه فلُوساً، وقيل: صار إلى حَال يقال: ليس معه فَلْس"(4).
والفَلَس - بفتح "الفاء" وتحريكـ "اللأم " -: من قوله فَلَّسَهُ تَفْلِيساً، إذا فَلَّسَهُ الحَاكِم.
1027 -
قوله: (أُسْوَة الغُرَماء)، أي: مِثْلَهُم.
والأُسْوَةُ: التَّأسي، وهو مِنْ شَارَكهُ في الأمر، إِذا تَأسَّى به، قال الله عز وجل:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (5).
وقال أمية بن أبى الصلت (6):
ألسْت ترى فيما مضى لكَ أُسوةً
…
فَمَهْ لا تَكُن يا قَلْبُ أعْمَى يُلَدَّدُ
(1) انظر: (المغني: 4/ 456، المطلع: ص 254).
(2)
قاله صاحبا: (المغني: 4/ 456، والمطلع: ص 254).
(3)
انظر: (المغني كذلك: 4/ 456).
(4)
انظر: (النهاية في غريب الحديث: 3/ 470).
(5)
سورة الأحزاب: 21.
(6)
انظر: (ديوانه: ص 374)، وفيه: فيما مضى لك عِبْرةً.
والتَلَدُّد: الالتفات يميناً وشمالاً مع التَّحَير.
مَهْ: اسْمُ فِعْل أمْر للزجر والنهي بمعنى: أكْفُف.
وقال صاحب "لَامِيَّة العَجَم"(1).
وإنْ عَلانِيَ مَنْ دُونِي فلا تَعْجَب
…
لي أُسْوةٌ بانْحِطَاطِ الشَّمْسِ عن زُحَلِ (2)
1028 -
قوله: "أوْ مزيدةً"(3)، المزيدةُ: ما فيها زيادةً، وقد زادَت تَزِيدُ زيادة فهي زائدةٌ ومزِيدةٌ.
1029 -
قوله: (أوْ نَقَد)(4)، نقَد الشَّيْءَ يَنْقُدُه نَقْداً: إِذا أمْعَن النَظر فيه، هل هو جَيدٌ؟ أوْ ردِيءٌ، ثم استُعْمِل ذلك في القَبْض، لأن النَقْد، يكون فيه، والقَابِضُ غالباً يَنْقُد ما قَبَضَهُ، فَسُمِّيَ القَبْضُ نقداً، ومعنى قوله نَقَدَ: أي قَبَضَ (5).
1030 -
قوله: (دَيْنٌ)، الدَّيْنُ: ما يَتَدَيَّنهُ الإنسان، يقال: تَدَاينَ، واسْتَدَانَ قال الله عز وجل:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ} (6).
(1) هو العميد فخر الكُتَّاب، مؤيد الدين، أبو إسماعيل، الحسن بن علي بن محمد بن عبد الصمد الأصبهاني المعروف بـ "الطغرائي، أحد الأدباء البارزين، والشعراء القليلين، من آثاره "لآمية العجم" يشرحها الصفدي شرحاً وافياً سماه "الغيث الُمسْجَم في شرح لامية العجم"، كانت وفاته 513 هـ. أخباره في:(معجم الأدباء: 10/ 56، سير الذهبي: 19/ 454، اللباب: 3/ 262، وفيات الأعيان: 2/ 185، الوافي بالوفيات: 14/ 434، مرآة الزمان: 8/ 56).
(2)
انظر: "الغيث المسجم في شرح لامية العجم: 2/ 242)، وفيه: فلا عَجَبٌ.
(3)
المثبت في المختصر: ص 93: متزيدة.
(4)
المثبت في المختصر: ص 93: نقْصٍ.
(5)
أو أقبض.
(6)
سورة البقرة: 282.
وقال المُقَنَّع الكِنْدي (1):
يُعَاتِبُنِي في الدَّيْن قَوْمِي، وإنَّما
…
تَدَيَّنْتُ في أشْيَاءَ تكْسِبُهم حَمْدَا (2)
وقال كُثيِّر (3):
قَضَى كُلُّ ذي دَيْن فَوفَّى غَرِيمهُ
…
وعَزَّةَ ممْطُول مُعَنًى غَرِيمُها
1031 -
قوله: (بالمعروف)، المعروفُ: ضِدُّ الُمنْكَر، وقد عَرَفَ يَعْرِفُ، فهوَ مَعْرُوفٌ. قال الله عز وجل:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (4). وتارةً يُراد به الأمْر بالخَيْر، كما هو في الآية، وتارةً يُراد به عدمُ الَميْل إِلى الزيادة والنقص، كما هو هنا، وهو أن لا يزاد على قُوتِه، ولا ينْقُص منه. وتارةً يُراد به الفَضْلُ والخَيْر، كما يقال: فلانٌ في مَعْرُوف فُلَانٍ (5).
وقال مجنون بني عامر (6):
قَضَى الله بالَمعْرُوف مِنها لِغَيْرِنا
…
ونَالَهُم مِنَّا والعَنَاءُ قَضَى لِيَا
(1) هو محمد بن عمير بن أبي شمر بن فرعان من كندة، كان أحسن الناس وجهاً، إذا كشف عنه لُقِعَ: أي أُصيبَ بالعين: فكان يتَقَنَّع دهره فسُمِّي الُمقَنع، اشتهر في العصر الأموي، كانت وفاته نحو 70 هـ. أخباره في:(الشعر والشعراء: 2/ 739، الوافي بالوفيات: 3/ 179، شرح ديوان الحماسة للمرزوقي: 3/ 1178، الأعلام: 6/ 319).
(2)
انظر: (الشعر والشعراء: 2/ 739)، وفيه: يُعَيِّرُني بالدَّيْن قومي وإنَّما ....
(3)
انظر: (ديوانه: ص 143).
(4)
سورة آل عمران: 110.
(5)
ومنه قوله تعالى في سورة البقرة: 241 {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} .
قال الراغب: "والمعروف: اسم لكل فعل يعرف بالعقل، أو الشرع حسنه - والمنكر: ما ينكر بهما"(المفردات في غريب القرآن: ص 331).
(6)
انظر: (ديوانه: ص 294)، وفي الشطر الثاني منه
…
وبالشَّوْق مِنِّي والغرام قَضَى لِيَا وروي كذلك "وبالشوق والإبعاد منها قضى ليا" انظر في ذلك (ص: 298 من الديوان).
وقال سوادة اليَرْبُوعي (1):
ذِرَينِي فَإِنَّ البُخْلَ لا يُخْلِدُ الفَتَى
…
ولا يُهْلِكُ المعروفُ مَنْ هُو فَاعِلُهْ
(1) هو أحد الشعراء الجاهليين المنتسبين إلى يربوع بن مالك بن حنظلة، بطن من تميم، ولم أقف من ترجمته إلا على هذا. انظر:(شرح ديوان الحماسة للمرزوقي: 4/ 1732).