المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب: صلاة المسافر * - الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي - جـ ٢

[ابن المبرد]

فهرس الكتاب

- ‌(كِتَابُ الطَّهَارة)

- ‌ بابُ ما تكون به الطهارة

- ‌باب: الآنية

- ‌ باب: السِّوَاك وسنَّةُ الوضوء*

- ‌باب: فرض الطهارة

- ‌باب: ما ينقض الطهارة

- ‌باب: ما يُوجبُ الغُسْل

- ‌باب: الغسل من الجنابة

- ‌باب: التيمم

- ‌باب: المَسْحُ على الخُفَّيْن

- ‌باب: الحَيْض

- ‌كتاب: الصَّلَاة

- ‌باب: المَوَاقيت

- ‌باب: الأَذَان

- ‌باب: اسْتِقْبَال القِبْلَة

- ‌باب: صفة الصلاة

- ‌باب: سَجْدَتَي السهْو

- ‌باب: الصلاة بالنجاسة وغير ذلك

- ‌باب: السَّاعات التي نُهِيَ عن الصَّلاة فيها

- ‌باب: الإِمَامَة

- ‌ باب: صلاة المُسَافِر *

- ‌بابُ: صَلَاة العِيدَيْن

- ‌كتاب: صلاة الاسْتِسْقَاءِ

- ‌باب: الحُكْم فِيمَن تَرك الصَّلَاة

- ‌كتاب: الجَنَائِز

- ‌كتاب: الزكاة

- ‌باب: صَدَقةُ البَقَر

- ‌باب: صَدَقة الغنم

- ‌باب: زكاة الزُّروع والثِّمار

- ‌باب: زكاة الذهب والفضة

- ‌باب: زكاة التجارة

- ‌باب: زكاة الدين والصدقة

- ‌باب: زكاة الفطر

- ‌كتاب: الصيام

- ‌كتاب: الحَجِّ

- ‌باب: ذِكْر المواقيت

- ‌باب: الإِحْرَام

- ‌باب: ذكْر الحَجِّ ودخول مكة

- ‌باب: ذِكْر الحج

- ‌باب: الفِدْيَة وجزاءُ الصيد

- ‌كتاب: البيوع، وخِيَارُ المتبايعين

- ‌باب: الربا والصرف وغير ذلك

- ‌باب: بيع الأصول والثمار

- ‌باب: المصراة وغير ذلك

- ‌باب: السّلم

- ‌كتاب: الرهن

- ‌كتاب: المُفْلِس

الفصل: ‌ باب: صلاة المسافر *

*‌

‌ باب: صلاة المُسَافِر *

الُمسَافِر: مَنْ حَصَل منْه السَّفَر.

469 -

قوله: (فَرْسَخًا)، قال أَبُو منصور اللُّغَوي (1):"الفَرْسَخَ: واحد الفَرَاسِخ، فارسيٌّ مُعْرَبٌ"، (2) قال أَصْحَابُنَا:"والفَرْسَخُ: ثَلاثَةُ أَمْيَالٍ". (3)

470 -

قوله: (مَيْلًا بالهَاشِمي)، قال أَصْحَابُنَا: اثْنَاْ عَشَر أَلْف قَدَم، (4) وحَدَّ بَعضُهم الَميْل الهَاشِمي بأَنَّه سِتَّة آلاف ذِرَاعٍ، والذِّرَاعُ: أَرْبعَة وعِشْرُون أُصْبُعًا مُعْتَرِضة مُعْتَدِلة، والأُصْبُع: ستُّ مُعتَرضاتٍ مُعْتَدِلَاتٍ. (5)

471 -

قوله: (الهَاشِمي). نسبةً إِلى هَاشِم جدِّ النبي صلى الله عليه وسلم.

(1) هو العلامة اللغوي، أبو منصور، موهوب بن أحمد بن عمد بن الخضر الجواليقي النحوي صاحب التصانيف الجليلة ومن أبرزها كتاب "المعرب" قال السمعاني:"من مفاخر بغداد .. وهو ثقة ورع غزير الفضل، توفي 540 هـ". أخباره في: (الأنساب: 3/ 337، نزهة الألباء: ص 396، المنتظم 10/ 118، سير الذهبي: 20/ 89، معجم الأدباء: 19/ 205).

(2)

انظر: (المعرب للجواليقي: ص 298).

(3)

انظر: (المغني: 2/ 91، حاشية النجدي على الروض: 2/ 379، المبدع: 2/ 107، الإنصاف: 2/ 318).

(4)

قال في المغني: 2/ 91: "قال القاضي: وذلك مَسِيرة يَوْمَيْن قَاصِدين، وقد قَدَّرَهُ ابن عباس فقال: من عَسفان إِلى مكة، ومن الطائف إِلى مكة، ومن جدة إِلى مكة".

(5)

انظر: (المطلع: ص 104)، قال النجدي في حاشية الروض: 2/ 379: "وصحح غير واحد أنَّ مِقْدَار المسَافة تَقْرِيبٌ لا تَحْدِيد". قال في الإنصاف: 2/ 318 "هذا مِمَّا لَا شَكَّ فيه".

ص: 262

472 -

قوله: (القَصْر)، (1) قَصْرُ الصَّلَاة: ردُّها مِنْ أَرْبعٍ الى رَكْعْتَيْن، مَأْخُوذٌ مِنْ قَصَّر الشَّيْء إِذا نقَّصهُ.

قال القاضي عياض: "قَصَّرتُ الشَّيْء، (2) إِذا نَقَّصتُ منه، (3) وكلُّ شَيْءٍ قَصَّرْتَه: (4) فَقَدْ حبسته، وكل شيء حبسته، فقد قصرته". (5)

473 -

قوله: (البُيُوتَ)، (6) البُيُوت: جَمْع بَيْتٍ، قال الله عز وجل:{وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ} ، (7) وقال عز وجل {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ}. (8) وقال مجنون بني عامر:(9)

وأَخْرُج من بَيْنِ البُيُوت لعلَّنِي

أُحَدِّثُ عَنْكِ النَّفْس بالسرِّ خَالِيًا

وَرُبَّما جُمع البَيْت على أَبْيَاتٍ في جَمْع القِلَّة. والأَوَّلُ جَمْع قِلَّة.

474 -

قوله: (قَرْيَته)، القَرْيَةُ: إحْدَى القُرَى. قال الله عز وجل: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} ، (10) وقال:{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ} ، (11) وقال:{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى} . (12)

(1) الصواب: يقصر، كما في المختصر: ص 33، والمغني: 2/ 90.

(2)

في المشارق: قَصَّر مِن الشيء.

(3)

في المشارق: نقَّصَ منه.

(4)

زيادة ليست في المشارق.

(5)

انظر: (المشارق: 2/ 187).

(6)

الصواب: بيوت بدون "ألف" و"لام" كما في المختصر: ص 32، والمغني: 2/ 96.

(7)

سورة العنكبوت: 41.

(8)

سورة النور: 36.

(9)

انظر: (ديوانه: ص 84)، وفيه: بالليل خاليًا.

(10)

سورة يوسف: 82.

(11)

و (12) سورة القصص: 58 - 59.

ص: 263

قال الجوهري: "القَرْيَةُ: معروفة، والجَمْع: القُرَى على غير قِيَاسٍ، لأن مَا كَان [على] (1) فَعْلَة بفتح "الفاء" من المعتل فَجَمْعُه مَمْدُودٌ، مثل: رَكْوَةِ، ورِكَاءٍ، وظَبْيةٍ وَظِبَاءٍ، وجاءَ القُرَى مُخَالِفًا لِبَابِه، لَا يُقَاس عليه، ويقال: قِرْية - يعني بكسر "القاف" - لغةٌ يمانية، ولَعَلَّها جُمِعت [على ذلك] (2) مثل: ذِرْوَةٍ وذُرًى، وَلِحْيَةٍ وَلُحًى". (3)

والقريةُ: ما كان مَبْنِيًا بِحِجَارَةٍ، أَوْ لَبِنٍ أو نَحْوِهِما.

475 -

قوله: (أُعْجَبُ)، وَرُوِي:"أَحّبُّ إِلى أَبِي عَبْدِ الله"، يعني: مِن الإِتْمام والصيام. (4)

476 -

قوله: (يَرْتَحِل)، يُقَال: ارْتَحَل، يَرْتَحِل، فهو رَاحِلٌ ومَرْتَحِلٌ، ومن ذَلِك سُمِّيَت الإِبل: رَوَاحِلُ. وفي الحديث: "النَّاسُ كالإِبل المائَةِ لَا تكادُ تَجِدُ فيها رَاحِلة". (5)

وقال الشاعر: (6)

إِذا مَا قُمْتُ أَرْحَلُها بِلَيْلٍ

تَأَوَّهُ آهَةَ الرَّجُل الحَزِينِ

(1) زيادة من الصحاح يقتضيها السياق.

(2)

زيادة من الصحاح يقتضيها السياق.

(3)

انظر: (الصحاح: 6/ 2460 مادة قرا).

(4)

انظر: (مسائل الإمام أحمد لابنه عبد الله: ص 117).

قال الشيخ في المغني: 2/ 110: "وأما القصر فهو أفضل من الإتمام في قول جمهور العلماء، وقد كَرِهَ جماعة منهم الإتمام، قال أحمد: ما يعجبني".

(5)

أخرجه الامام أحمد في المسند عن عبد الله بن عمر: 2/ 7 - 44 - 70 - 88 - 109.

(6)

هو المثقب العبدي. انظر: (ديوانه: ص 36).

ص: 264

477 -

قوله: (وعِشَاءُ الآخرة)، (1) وَرُوِي:"والعِشَاءُ الآخِرة". (2)

478 -

قوله: (وإِنْ كان سائرًا)، [السائر]:(3) هو الآخِذُ في الَمشْيِ، من السَّيْر، وقد سَار يَسِيرُ سَيْرًا. وقَد أَسْرَع السَّيْرَ، وحثَّ السَّيْرَ، وسَيْرٌ حَثِيثٌ: أي سريعٌ.

479 -

قوله: (صلَّى في الحَالَيْن)، وَرُوِي:"في الحَالَتَيْن". (4)

480 -

قوله: (في بَلدٍ)، البَلَد: أَحَد البِلَادِ. قال الله عز وجل: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ} ، (5) وقال عز وجل:{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ} . (6)

والمراد بالبَلَد: الَمدِينة، (7) ورُبَّما أُطْلِق على القَرْيَة: بَلَدٌ، وفي الحديث:"والفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْه العِبَاد والبِلَاد". (8)

(1) هذا المثبت في المختصر: ص 33.

(2)

وهذا المثبت في المغني: 2/ 112.

(3)

زيادة يقتضيها السياق.

(4)

كذا هو مثبت في المختصر: ص 33، والمغني: 2/ 126.

(5)

سورة الأعراف: 58.

(6)

سورة البلد: 1 - 2.

(7)

قاله الواسطي كما في (فتح القدير للشوكاني: 5/ 442، والجامع لأحكام القرآن: 20/ 60) وهو مخالف لإجماع العلماء على أن المقصود بـ "البلد" وهو مكة، وخصوصًا أن السورة نزلت بمكة. انظر:(فتح القدير: 5/ 442).

وقال مجاهد: "المقصود بـ "البلد" الحرم كله" - انظر: (تفسير الماوردي: 4/ 456).

(8)

جزء من حديث أخرجه البخاري في الرقاق: 11/ 362 باب سكرات الموت، حديث (6512)، ومسلم في الجنائز: 2/ 656، باب ما جاء في مستريح ومستراح منه حديث (61)، والنسائي في الجنائز: 4/ 40 باب الاستراحة من الكفار، ومالك في الجنائز: 1/ 241 باب جامع الجنائز حديث (54)، وأحمد في المسند: 5/ 296.

ص: 265

كِتَابُ (1): صَلَاة الجُمُعة

481 -

(الجُمُعة)، بضم "الجيم"، "الميم"، ويجوز سكون "الميم" وفتحها. حكى الثلاثة ابن سيدة (2)، قال الله عز وجل:{إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} . (3)

قال القاضي عِيَاض: "مُشتَقةٌ من اجْتِماع النَّاس للصلاة فيها، (4) قالَهُ ابن دُرَيد"(5) و [قال](6) غيره: بل لاجْتِماع الخَلِيقة فيه وكَمَالِها"، (7) ورُوِي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أَنَّها سُمِّيَت بذلك لاجْتِماع آدم مع حواء في الأَرْض". (8)

(1) في المختصر: ص 34: باب صلاة الجمعة.

(2)

انظر: (المحكم: 1/ 213 مادة جمع).

(3)

سورة الجمعة: 9.

(4)

انظر: (المشارق: 1/ 153)، وبهذا جزم ابن حزم في (المحلى: 5/ 45).

(5)

انظر: (جمهرة اللغة: 2/ 103 مادة جمعة).

وابن دريد، هو العلّامة أبو بكر عمد بن الحسن بن دريد عتاهية الأزدي البصري صاحب التصانيف طاف البلاد في طلب اللغة والأدب له "الاشتقاق" و"الجمهرة في اللغة" توفي 321 هـ. أخباره في:(تاريخ بغداد: 2/ 195، نزهة الألباء: ص 175، معجم الأدباء: 18/ 127، إنباه الرواة: 2/ 92، المنتظم: 6/ 261، وفيات الأعيان: 4/ 323، سير أعلام النبلاء: 15/ 96).

(6)

زيادة يقتضيها السياق.

(7)

حكاه صاحب المطلع: ص 106.

(8)

أخرج الهيثمي في (المجمع: 2/ 174) وعزاه للنسائي والطبراني في الكبير وقال إسناده حسن. والسيوطي في (خصائص الجمعة: ص 68) وعزاه لابن ماجه وهو لم يخرجه، عن سليمان =

ص: 266

ومِنْ أَسْمَائِه القديمة "يَوْمُ العَرُوبَة"، زَعم ثعْلَب أَنَّ أَوَّلَ مَنْ سَمَّاهُ "يَوْم الجُمُعة""كَعْب بن لُؤَي"، (1) فكان يقال لَهُ:"العَرُوبَة". (2)

وكَان لِأَيَّام الأُسْبوع أَسْمَاءٌ أُخَر. فَيَوْم الأَحَد: أَوَّل، والإِثْنَيْن: أَهْوَن، والثُلَاثاء: جُبَارِ، والأَرْبعَاء: دُبَارِ، والخَمِيسُ: مُؤْنِسٍ، والجُمُعة: عَرُوبَة، والسبْت: شِيَار بـ "الشين" المعجمة.

قال الجوهري: "أَنْشَدَنِي أَبُو سعيد (3)[السِّيَرافِيُّ]، (4) قال: أَنْشَدني ابن دُريد لبعض شُعَراء الجاهِلية:

أُؤَمِّل أَنْ أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي

بِأَوَّل أَوْ بِأَهْوَن أوْ جُبَارِ

= رضي الله عنه قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم" أتدري ما يوم الجمعة؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: هو اليوم الذي جمع الله فيه بين أبويكم

".

قال محقق (زاد المعاد: 1/ 386): "رواه أحمد في (المسند: 5/ 439) ورجاله ثقات لكن فيه عنعنة هشيم، والمغيرة بن مقسم" ثم نقل كلام الهيثمي السابق.

(1)

هو كعْب بن لُؤي، وإِلى لُؤُي يَرْجِع عَدَد قُرَيْش وشَرَفُها، وَوُلد لِكَعْبٍ: مُرَّة، وهُصَيْص، وعَدِي، ومنْ عَدِيٍّ: عُمَر بن الخَطاب، وزَيْد بن عُمَر بن نَفيل. انظر:(المعارف لابن قتيبة: ص 67 - 69)، وهناك أَقْوَالٌ أُخْرَى ذُكِرَتْ في أَوَّل مَنْ سَمَّى الجُمُعة. انظر:(اللسان: 1/ 500، مادة جمع، أحكام القرطبي: 18/ 98، المصنف لعبد الرزاق: 3/ 159، تفسير الماوردي: 4/ 237، كتاب صلاة الجمعة وأحكامها لمحمد ظاهر أسد الله: ص 20 رسالة علمية، المحكم لابن سيدة: 1/ 213 مادة جمع).

(2)

وبه جَزَم الفَرَاءُ، حكاه عنه الحافظ ابن حجر في:(الفتح: 2/ 353).

(3)

هو الحسَن بن عبد الله بن المرزبان السِّيَرافي، العلَّامة النحوي، أبو سعيد البَغْدَادِي صاحب التصانيف، قال الذهبي: "تَصَدَّر لإِقْرَاء القِرَاءَات، واللُّغة والفقه، والفرائض

) من أبرز ما صنف "أَلِفَات القَطْع والوَصْل" وكتاب "الإِقناع" في النحو. توفي 368 هـ. له ترجمة في: (تاريخ بغداد: 7/ 341، الأنساب: 7/ 218، نزهة الألباء: ص 307، معجم الأدباء: 8/ 145، إنباه الرواة: 1/ 313، الجواهر المضية: 2/ 66).

(4)

زيادة من الصحاح يقتضيها السياق.

ص: 267

أَم التَالِي دُبَارِ أَمْ فَيَوْمِي

بِمُؤْنِسٍ أَوْ عَرُوبَةٍ أَوْ شِيَارِ (1)

ثم سُمِّيت بهذه الأَسْمَاءِ.

ومِمَّا نُسِب إِلى ابن حَجَر: (2)

في القَص يَوْم السَّبْت آكِلَةِ

تَبْدُو وَفِيمَا يَلِيهِ تُذْهِبُ البَرَكَهْ

وإِنْ يَكُن عَالِمٌ فَاضِلٌ ثنيً يَتْلُوهُمُا

وإِنْ يَكُن في الثُلَاثاء فَاحْذر الهَلَكَهْ

ويُورِثُ السُّوءَ في الأَخْلَاق أَرْبَعُها

وفي الخمِيس الغِنَى يَأْتِيكَ والبَرَكَهْ

والحِلْمُ والعِلْمُ زِيدَا في عَرُوبَتِها

عن النَّبِي رَوَيْنَا فَاقْتَفُوا نُسُكَهْ (3)

482 -

قوله: (على الِمنْبَر)، الِمنْبَر - بكسر "الميم"، قال الجوهري:"نَبَرْتُ الشَّيْءَ [أَنْبِرُهُ نَبْرًا: إِذَا] (4) رفَعْتُه، ومنه سُمِّي الِمنْبَر"، (5) وفي الحديث:"أَنَّ عليه السلام صَعِد اِلمنْبَر"(6) وجَمْعُه: مَنَابِر. قال العلَّامة: (7)

(1) البيتان في (الصحاح للجوهري: 6/ 2218، مادة هون، والدرر للشنقيطي: 1/ 11) غير منسوبين.

(2)

هو الحافظ أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفَضْل شِهَاب الدين بن حَجَر أحد الأعلام في الحديث والفقه والتاريخ والأدب، وتصانيفه شاهدةٌ على ذلك، ومن أبرزها:"فتح الباري" الذي شرح به "صحيح البخاري" و"الدرر الكامنة" و"تهذيب التهذيبـ" وغيرها توفي 852 هـ. أخباره في: (الضوء اللامع: 2/ 36، البدر الطابع: 1/ 87، الشذرات: 7/ 270، حسن المحاضرة: 1/ 363، درة الحجال: 1/ 63).

(3)

أورد هذه الأبيات شمس الدين السخاوي في كتابه (المقاصد الحسنة: ص 482)، وأنكر أن تكون للحافظ ابن حجر رحمه الله. فقال:"ومِمَّا نُسِب لِشَيْخِنا وحَاشَاهُ مِنْ ذَلك".

(4)

زيادة من الصحاح يقتضيها السياق.

(5)

انظر: (الصحاح: 2/ 821 مادة نبر).

(6)

جزء من حديث أخرجه البخاري في الجمعة: 2/ 404، باب من قال في الخطبة بعد الثناء: أما بعد بلفظ "صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر" حديث (927)، وابن ماجة في الطلاق: 1/ 672 باب طلاق العبد حديث (2081).

(7)

هو ابن القيم كما سبق. انظر (شرح القصيدة الميمية لابن القيم: ص 221).

ص: 268

مَنَابِر من نُورٍ هُنَاك وفِضَّةٍ

ومنْ خَالِص العِقْيَان لَا تنقصم

483 -

قوله: (المُؤَذِّنُون)، جمع مُؤَذِّن. وفي الحديث:"المُؤَذِّنُون أَطْوَلُ النَّاس أَعْناقًا يوم القيامة". (1)

484 -

قوله: (السَّعْيُ)، هو المَشْيُ والذَّهَابُ. قال الله عز وجل:{فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} ، (2) قال البخاري وغيره:"فَامْضُوا"، (3) وقد يُراد بالسَّعْيِ: العَمَل، ومنه:{وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا} ، (4) ومنه:{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} . (5)

485 -

قوله: (لَمِنْ مَنْزِلُهُ)، المنْزِل: هو المَكَان الذي يَنْزِلُه الآدَمِي، ثُمَّ سُمِّيَ البَيْتُ مَنْزِلًا.

486 -

قوله: (مُدْرِكًا)، أَدْرَك الشَّيْءُ يُدْرِكُه، فهو مُدْرِكٌ: أي لَحِقَهُ ولمْ يَفُتْهُ (6).

487 -

قوله: (خَطَبَهُم)، أي: أَسْمَعَهُم خُطْبَةً، والخُطْبَةُ -بالضم-: التي تقال على الِمنْبَر ونحوها. وخِطْبَةُ النكاح -بالكسر- يقال: خَطبْتُ المرأَة

(1) أخرجه مسلم في الصلاة: 1/ 290 باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه حديث (14)، وابن ماجه في الأذان: 1/ 240 باب فضل الأذان وثواب المؤذنين حديث (725)، وأحمد في المسند: 3/ 169 - 274.

(2)

سورة الجمعة: 9.

(3)

انظر: (صحيح البخاري مع فتح الباري: 8/ 641)، وهو قول ابن عمر وابن مسعود رضي الله عنهما. انظر:(تفسير الماوردي: 4/ 236).

(4)

سورة الإسراء: 19.

(5)

سورة النجم: 39.

(6)

وإِدْرَاك الجُمُعة: لُحُوقٌ مَعْنَوي انظر: (المصباح: 1/ 206).

ص: 269

خِطْبَةٍ، قال الله عز وجل:{فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} . (1)

488 -

قوله: (فأتى أَيضًا بالحَمْد لله)، يجوز كسر "الحَمْدِ" بـ "باء" الجر، وَرفْعُها على الحِكَايَة.

489 -

قوله: (وَوَعَظَ)، يقال: وعَظَ يَعِظُ وَعْظًا: إِذا خَوَّفَ، قال الله عز وجل:{وَهُوَ يَعِظُهُ} ، (2) يقال لمن وعَظَ: وَاعِظٌ، وجمْعُه: وُعَّاظٌ، ووَاعِظُون. (3)

490 -

قوله: (أضاف)، أَضاف الشَّيْءَ يُضِيفُه إِضَافةً: إِذا ضَمَّه إِلى غَيْرِه.

491 -

قوله: (أَرْبَعُون رَجُلًا عُقَلاءَ)، (4) بنَصْب "عُقلاءَ"، ويجوز ضَمُّها. والعَاقِل: سَلِيمُ العَقْل، وقد عَقَل يَعْقِلُ عَقْلًا، فهو عَاقِلٌ، وجمْعُه: عُقَلَاءُ

492 -

قوله: (جَوَامِع)، جَمْع: جَامِعٍ، وهو المَسْجِد الذي تُقَام فيه الجُمُعَة.

* مسألة: - قوله: "وفي العَبْد رِوَايَتان" المذْهَب: لَا تَجِبُ عليه. (5)

(1) سورة البقرة: 235.

(2)

سورة لقمان: 13.

(3)

قال الجوهري: "الوعظ: النصح والتذكير بالعواقبـ"(الصحاح: 3/ 1181 مادة وعظ).

(4)

قال في المغني: 2/ 172: "فأَمَّا الأَرْبَعون، فالمَشْهُور في المذهب أَنَّه شَرْطٌ لوُجُوب الجمعة وصحتها .. كما أن العقل، شرط للتكليف، وصحة العبادة المحضة، فلا تصح الجُمُعة إِلَّا به، زيادة على الإِسلام والبلوغ".

(5)

أي عن الامام أحمد رحمه الله.

ص: 270

493 -

قوله: (نَظِيفَيْن)، يقال: ثَوْبٌ نَظِيفٌ، وقد تَنَظفَ يَتَنَظَّفُ نظَافَةً، فَهو نَظِيفٌ إِذا زَال عنه الوَسَخ، أَوْ لَم يَكُنْ عليه وَسَخٌ منْ أَصْلِه.

494 -

قوله: (وَيتَطَيَّب)، تَطَيَّبَ يتَطَيَّبُ تَطَيُّبًا: إِذا تَرَوَّح بالطِّيبِ، ووضَعَهُ على بدَنِه وثَوْبِه. والطِّيبُ: كلُّ مَالَهُ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، ثم اسْتُعْمِل في عُرْفِ النَّاسِ، لِنَوْعٍ منْ ذَلك.

495 -

قوله: (في السَّاعة السَادِسة)، كذا هو في أَكْثَر النسخ.

قال ابن رجب في "شَرح البخاري": "وَوُجِدَ في نسخةٍ في السَّاعَة الخَامِسة". (1)

قُلْتُ: وقد وَجَدْتُه كذلك في نُسخةٍ مُعْتَمَدَةٍ نُقِلَتْ من خَط الشيخ أبي عمر. (2)

(1) نقلها ابن منصور وصالح عنه رحمه الله. قال القاضي وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا جُمُعة عل العَبْد" أخرَجه أبو داود في الصلاة باب الجمعة للمملوك والمرأة: 1/ 280 بلفظ مماثل، حديث (1067)، والدارقطني في الصلاة: 2/ 3 حديث (1، 2).

قال في المبدع: 2/ 141: "هو الَمشْهُور، وهو قَوْل أَكْثَرِهم، لأَنَّ العَبْد مملوك المنفعة محْبُوسٌ على سَيِّدِه أَشْبَه المحْبُوس بالدِّيْن".

ونقل المروذي عنه في عَبْد سأله أَنَّ مَوْلَاه لا يدَعَه هل يذْهَب مِنْ غير عِلْمِه؟ فقال: إِذا نودي فقد وجَبَت عليك وعل كلِّ مُسْلِم لقوله تعالى في سورة الجمعة: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا} ، وهذا عام، ولأنه ذَكَرٌ مقيمٌ صحيح فَلَزِمَتْه الجُمُعة كالحُرِّ. انظر:(الروايتين والوجهين: 1/ 182، المغني: 2/ 193). انظر: (شرح صحيح البخاري لابن رجب: 3/ 275 ب)، وفيه:"وفي بعض النسخ الخامسة".

(2)

هو الإِمام الزاهد، محمد بن أحمد بن عمد بن قدامة الجماعيلي الأصل، الدمشقي الدار، أبو عمر الفقيه الحنبلي والد صاحب "الشرح الكبير" شمس الدين، خَرَّج له الحافظ عبد الغني المقدسي أربعين حديثًا من روايته توفي 607 هـ. له ترجمة في:(ذيل طبقات الحنابلة: 2/ 52، القلائد الجوهرية لابن طولون: 1/ 249، الأعلام: 6/ 214).

ص: 271

وذكر الشيخ أَبُو عُمَر أَنَّه كَتب أَصْلَها، وقَابَلها على نُسخةٍ بِخَط الفقيه أَبي عبد الله محمد بن أَحْمَد الَمقْدِسي. (1) وذَكَر أَنَّه كَتَبَها، وقَابَلها مِنْ نُسْخَة ابن الزَّاغُوني، وعليها خط ابن عَقِيل، وابن نَاصِر، (2) وابن الخَشَّاب. (3) وقد سَمِعَها جَماعةٌ في أوقَاتٍ مُخْتَلِفَة على ابن عَقِيل وغيره، وعلى حاشيةِ هذه النسخة بخَط الأصل "السادسة".

وقد رأَيْتُ في نُسخةٍ بخط القاضي أَبِي الحُسَين "السَادِسَة".

(1) لم أقف له على ترجمة. والله أعلم.

(2)

هو الإمام اللغوي محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي الفارسي الأصل البغدادي، الأديب الحافظ أبو الفضل بن أبي منصور روى الناس عنه وأكثروا، توفي 550 هـ، له ترجمة في:(إنباه الرواة: 3/ 222، الوفيات لابن خلكان: 4/ 293، ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 225، مرآة الجنان: 3/ 297، اللُّباب: 1/ 583).

(3)

هو الفقيه، عبد الله بن أحمد بن أحمد عبد الله بن نصر البغدادي، أبو محمد المعروف بابن الخَشَّاب عالم في النحو واللّغة، أديب ومُحدِّث لَهُ مشاركة في فنون مختلفة ألف "شرح اللُّمع لابن جِني" و"المرتَجل في شرح الجمل للزجاجي"، توفي 567 هـ له ترجمة في:(ذيل طبقات الحنابلة: 1/ 316، بغية الوعاة: 2/ 29، وفيات ابن خلكان: 3/ 102، مرآة الجنان: 3/ 381، معجم الأدباء 12/ 47، إنباه الرواة: 2/ 99).

ص: 272