الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فائدة:
وهل يجوز كتابة القرآن بقلم غير العربي
؟ .
قال الزركشي: لم أر فيه كلاماً للعلماء، ويحتمل الجواز، لأنه قد يحسنه من يقرؤه بالعربية، والأقرب المنع من تحريم قراءته بغير لسان العرب، ولقولهم: القلم أحد اللسانين، والعرب لا تعرف لساناً غير العربي.
ثم إن القياس يقتضي أن لكل حرف شكلاً، لكن شركوا فيها ورجعوا، فرجعت الأشكال إلى سبعة عشر شكلاً، وانقسمت إلى: عديم
النظير، وما له نظير واحداً أو متعدداً، فاحتاجت إلى تمييز، والنقط أقلها، فالمتوحد مستغن عن النقط بنصه، والذي له نظير يميز بنقطة فوق، والمتعدد يميز [بعدد] النقط أقل الجمع، وربما اختلف [الاصطلاح] كنقط القاف واحدة، والفاء من أسفل، وذلك في الخط المغربي، فالمنقوط يسمى معجماً -بإزالة العجمة- وكذلك المهمل أيضاً، لأن ترك العلامة في الخط علامة.
ثم إن الخط: تصوير اللفظ بحروف هجائية، بتقدير الابتداء والوقوف عليه. والهجاء: هو التلفظ بأسماء الحروف لا مسمياتها لبيان مفرادتها، وجاء الرسم على المسمى.
ولما كان الخط المحسوس له صورة تدرك بالأبصار، واللفظ المسموع له صورة تدرك بالآذان، ومحل اللفظ الصوت، وهو من لدن محل الهمزة في أقصى الحلق إلى الشفتين، ثم إلى حيث يبلغ في الوجود، والصوت يحدث الحروف المقطعة المسموعة فى اللفظ، وما وراء الهمزة ففي الصدر من الهواء المندفع بالحجاب الذي يكون به التصويت لا يسمع، والهمزة
مبدأ الصوت، فلا صورة لها لأنها حد بين ما يسمع وما لا يسمع، ولا يتأتى النطق بها ساكنة، ولا بشيء من الحروف الساكنة ابتداء إلا بتقديم الهمزة، فلا بد من حركتها بالضرورة.
والحركات ثلاث: النصب، والرفع، والخفض، وأولها وأخفها في الحس على النفس: فعل النصب؛ لأنه على الانفتاح الذي هو أصل الصوت، ثم يعرض الضم والكسر، وأثقلها: فعل الرفع، دونه فعل الخفض.
والفتحة فصل بين الضمة والكسرة، وهذه الحركات الثلاث - التي هي في الأصل للهمزة بالاضطرار- هي التي تلقى على سائر الحروف الساكنة بالاختيار، فإذا طولت الهمزة بعد الصوت حدثت حروف المد واللين الثلاثة تابعة للحركات الثلاث، فلها صورة ظاهرة في السمع، وهي: الألف والياء والواو، فهذه الحروف الثلاثة - من حيث اتصلت بالهمزة - كانت أول الحروف كلها؛ لأنها في مقطع الهمزة، والحروف بعدها في مقاطع أنفسها، وإذا تحركت الحروف وطولت بالمد تبعتها هذه الحروف الثلاثة أيضاً، فكانت بهذه الجهة آخر الحروف كلها، وهي من كل حرف في مقطعه، فلأجل ذلك لم يجعلوا للهمزة صورة في الخط، فإنما تعضد بأحد بهذه الحروف الثلاثة، قاله أبو العباس.
ابن البنا.
ثم إن الرسم ينقسم إلى قياسي، وهو: موافقة الخط اللفظ، واصطلاحي، وهو: مخالفته ببدل، أو زيادة، أو حذف، أو فصل، أو وصل، للدلالة على ذات الحرف، أو أوصله، أو فرعه، أو رفع لبس، أو نحو ذلك من الحكم والمناسبات.
وأعظم فوائد ذلك أنه حجاب منع أهل الكتاب أن يقرءوه على وجهه دون موقف، وهذا مما يدل على أن العرب كانوا غاية في الذكاء/ وحذق الكتابة وبطل بذلك قول من قال: لم تكن العرب أهل كتابة ففي هجائهم ضعف.