الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الأحزاب: 45]، هذه الآيات نفعهن عظيم، وخيرهن جسيم، من قرأهن على دهان زنبق مذاب بمسك سبعة أيام، بعد صلاة الغداة، ورفعه عنده في قارورة، ودهن من ذلك الدهن حاجبيه وعارضيه، فإنه من لقيه من ملك من الملوك أو مملوك أو حيوان أو غيره من سائر المخلوقات، هابه وخشيه، وسمع قوله، وقضى حوائجه، وبلغ منه كل ما يريده من جميع المطالب، ونجح حوائجه وقصده.
سورة (سبأ):
من كتبها في خرقة بيضاء وأمسكها عنده، أمن من جميع الهوام، ولم تصبه آفة ما دامت عليه، ويشرب لليرقان وينضح على الوجه.
سورة (فاطر):
وخاصيتها تعلق على الدابة تحفظ من كل طارق وسارق، وإن تركها في حجر رجل على غفلة لم يقدر أن يقوم حتى تقلع عنه.
قوله تعالى: {إن الذين يتلون كتاب الله} إلى قوله: {غفور شكور} [فاطر: 29 - 30 [/، هذه الآيات للنماء والبركة، والربح، والفائدة للتجار وذخائرهم. من كتبها في أربع خرق قطن جديدة طاهرة، وحملها معه في متاعه وتجارته فإنه يرى الربح والفائدة والبركة.
سورة (يس):
أخرج الديلمي، وأبو الشيخ ابن حبان في "فضائله" من حديث أبي ذر: ما
من ميت يموت، فيقرأ عنده (يس) إلا هون الله عليه.
وأخرج البيهقي في "الشعب" عن معقل بن يسار- رضي الله تعالى عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من قرأ (يس) ابتغاء وجه الله غفر له ما تقدم من ذنبه، فاقرأوها عند موتاكم".
وأخرج المحاملي في "أماليه" من حديث عبد الله بن الزبير: من جعل (يس) أمام حاجته قضيت له. قال الحافظ السيوطي- رحمه الله تعالى-: وله شاهد مرسل عند الدارمي.
وفي "المستدرك": عن أبي جعفر محمد بن علي- رضي الله تعالى عنهما- قال: من وجد في قلبه قسوة فليكتب (يس) في جام بزعفران ثم يشربه.
أخرج ابن الضريس عن سعيد بن جبير- رحمه الله تعالى-: أنه قرأ على رجل مجنون سورة (يس) فبرئ.
وأخرج أيضا عن يحيى بن أبي كثير قال: من قرأ: (يس) إذا أصبح لم يزل في فرج حتى يمسي، ومن قرأها إذا أمسى لم يزل في فرج إلى أن يصبح أخبرنا من جرب ذلك.
ومن كتبها وشربها، دخل في قلبه ألف دواء وألف نور وألف يقين، وألف بركة، وألف حكمة، وألف رحمة، ونزعت من قلبه كل داء وعلة.
قال العارف اليافعي- رحمه الله تعالى- عقب ذلك: وبلغنا أنه من قرأ سورة (يس) في المقابر خفف الله عنهم يومئذ، وكان له بعدد من/ فيها
حسنات.
وأيما مسلم قرأ سورة (يس) أمام حاجته قضيت له، ومن قرأها وهو خائف أمن، أو جائع شبع، أو ظمآن روى، وأيما مسلم قرأ سورة (يس) وهو في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يرى رضوان ويحييه.
وقال- عليه الصلاة والسلام: "إن في القرآن لسورة تدعى (العزيزة) عند الله عز وجل تشفع قارئها يوم القيامة في أكثر من ربيعة ومضر، وهي سورة (يس) ".
وقال صلى الله عليه وسلم: "تهرب المردة من سورة (يس) وآخر (الحشر) و (المعوذتين) ".
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن في القرآن لسورة تشفع لقارئها وتستغفر لمستمعها، ألا وهي (يس) ".
وقال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة (يس) في ليل أو نهار لم يدركه يومئذ ذنب".
قال الإمام اليافعي- رحمه الله تعالى-: ولم يقرأ أحد (يس) ودعا بها وهو مهموم إلا فرج الله تعالى عنه همه، ولا غريق إلا نجى من الغرق، ولا مسحور إلا انطلق، ولا جائع إلا شبع، ولا عطشان إلا روي، ولا خائف إلا أمن، ولا على ميت إلا خفف الله تعالى عنه عذاب القبر. وهكذا كله من شرف الاسم الذي هو فيها.
وحكى اليافعي- رحمه الله تعالى- قبله عن سهل بن عبد الله التستري- رضي الله تعالى عنه-: أتى رجل إلى إبراهيم بن أدهم فقال: ما تقول في
(يس)؟ ، قال: إن في (يس) أسماء من علمها ودعى الله بها أجيبت دعوته برا كان أو فاجرا، إذا دعى به في الشيء الذي هو خاص به. فقال الرجل: أرأيت أصلحك الله إن دعوت بجميع السورة؟ فقال: لا حتى تدعو بالاسم الذي تعينه في الشيء الذي خاص له، أرأيت لو أتيت حانوت الصيدلاني- أي العطار- وفيك داء وأنت تعلم أن في الحانوت دواءك ولكن لست تعلمه بعينه، وأخذت من جميع ما في الحانوت وشربته لذلك، هل كان ينفعك حتى تخص دواءك بعينه، فتستعمله على ما تحب، / وكما خلق الداء خلق له الدواء، وانتجع فيه، إن لكل اسم من أسماء الله تعالى شيء خاص يدعى به في ذلك الأمر فيجاب من أجله.
قوله تعالى: {وجعلنا من بين أيدهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم} [يس: 9] وفي نسخة من قوله: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا} [يس: 8] إلى قوله: {فهم لا يبصرون} [يس: 9]، هذه الآيات لدفع كيد الأعداء ورد ضررهم وتدميرهم، وصد وجوههم، وعمى أبصارهم وخذلانهم، من كتبها على ترس أو درقة نقشا في صحيفة نحاس أو ذهب وسمرها على قبضة ترس، ولقى بها الأعداء والمخالفين للدين فإنهم يخذلون ويرد كيدهم في نحورهم، ومن قرأها عند دخوله الفراش في ليلته، أمن من اللص المفسد ومن قرأها في مخاصمة رجلين خذل الظالم منهما بقدرة الله تعالى.
وقال الإمام اليافعي- رحمه الله تعالى-: قلت: قد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ أولها حين خرج على قريش لما بيتوا ليقتلوه فخرج عليهم ولم يروه وجعل