الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأجيب عن قوله عليه السلام: "إنا أمة أمية لا تكتب ولا تحسب" بأنه إخبار عن البدو والغالب، وقد تقدم: أن موافقة المصاحف تكون تحقيقا، كقراءة:"ملك يوم الدين"[الفاتحة: 3] بالقصر، وتقديرا كقراءة المد، وهذا الاختلاف يكون اختلاف تغاير، وهو في حكم الموافق؛ أي: لا يلزم من صحة أحدهما بطلان الآخر، واختلاف تضاد وتناقض؛ أي: يلزم من صحة أحدهما بطلان الآخر، والواقع هو الأول.
وتحقيقه:
أن الخط تارة يحصر جهة اللفظ فمخالفه مناقض، وتارة لا يحصرها، بل يرسم على أحد التقادير، فاللافظ به موافق تحقيقا، وبغيره موافق تقديرا لتعدد الجهة، إذ البدل في حكم المبدل، / وما زيد في حكم العدم، وما حذف في حكم الثابت، وما وصل في حكم [الفصل، وما وصل في حكم الوصل].
وحاصله: أن الحرف يبدل في الرسم ويلفظ به اتفاقا ك [{وواصطبر}]، ويرسم ولا يلفظ به اتفاقا ك {الصلوة} [البقرة: 3] ويرسم ويختلف في اللفظ به ك {بالغدوة} [الأنعام: 52]، ويزاد ويلفظ به اتفاقا ك {حسابيه} [الحاقة: 20]، ويزاد ولا يلفظ [به] اتفاقا ك {أولئك} [البقرة: 5]، و {مائة}
[البقرة: 259]، ويزاد ويختلف في النطق به ك {سلطنيه} [الحاقة: 29]، ويحذف- كذلك- نحو:{بسم الله} [النمل: 30]، و {يرب} [الفرقان: 30]، وكذلك {الرحمن} [الفاتحة: 3]، وكذا ك {الداع} [البقرة: 186]، ويوصل ويتبعه اللفظ ك {مناسككم} [البقرة: 200]،
و {عليهم} [الإنسان: 21]، ويخالفه نحو:{كهيعص (1)} [مريم: 1]، و {يبنؤم} [طه: 94]، ويختلف [فيه] نحو:{ويكأن} [القصص: 82]، ويفصل ويوافق نحو:{حم (1) عسق (2)} [الشورى: 2، 1]، ولا يوافق ك {إسرءيل} [البقرة: 40]، ويختلف به نحو {فمال} [النساء: 78].
وأكثر رسم المصاحف موافق لقواعد العربية، إلا أنه قد خرجت أشياء عنها يجب علينا اتباع مرسومها، والوقوف عند رسومها، فمنها ما عرفنا حكمه، ومنها ما غاب عنا علمه ولم يكن ذلك من الصحابة كيف اتفق على أمر عندهم تحقق.