الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب: ما جاء فى شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم
23 -
حدثنا على بن حجر، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حميد، عن أنس ابن مالك. قال:
«كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نصف أذنيه» .
24 -
حدثنا هناد بن السّرىّ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبى الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
«كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد، وكان له شعر فوق الجمّة، ودون الوفرة» .
ــ
(باب ما جاء فى شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم
23 -
(إلى نصف أذنيه) أى فى بعض الأحيان كما مر ذلك بما فيه.
24 -
(ورسول الله) برفعه معطوف على أنا، ويجوز نصبه على أنه مفعول معه. (من إناء واحد) فيه جواز غسل الرجل، وزوجته من إناء واحد لكن إن كان بالاغتراف باليد، فلا بد من نية الاغتراف، كما بين فى محله وفى: أن فضل ماء المرأة طهور.
(فوق الجمة) أى لم يصل لمحلها وهو المنكبان. (وأنزل من الوفرة) أى من محلها وهو
23 - إسناده صحيح: رواه النسائى فى الزينة (8/ 5249) من طريق على بن حجر به فذكره، والبغوى فى «شرح السنة» (3638)، من طريق المصنف به فذكره، ورواه مسلم فى «الفضائل» (2338)، وأبو داود (4186)، بمعناه، والإمام أحمد فى «المسند» (3/ 113)، ثلاثتهم من طرق عن حميد الطويل به فذكره بنحوه، ورواه ابن ماجه (3634)، وأحمد (3/ 135،142،157،165،203، 245،249،269)، وابن سعد فى «الطبقات الكبرى» (1/ 329)، ثلاثتهم من طرق عن أنس مرفوعا بألفاظ متقاربة.
24 -
إسناده: صحيح: رواه الترمذى فى اللباس (4/ 1755)، بسنده ومتنه سواء وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، والحديث روته السيدة عائشة رضى الله عنها مفرقا. فالقسم المتعلق بالغسل: رواه أبو داود فى الطهارة (77)، وابن ماجه فى اللباس (604)، -
25 -
حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا أبو قطن، حدثنا شعبة، عن أبى إسحاق، عن البراء بن عازب، قال:
««كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربوعا، بعيد ما بين المنكبين، وكانت جمّته تضرب شحمة أذنيه» .
ــ
شحمة الأذن وهذه الرواية بمعنى رواية أبى داود: «فوق الوفرة ودون الجمة» أى أطول من الوفرة وأقصر من الجمة فهما، وإن اختلفا فى التعبير بالفوقية، والدونية، إذ الأولى باعتبار المحل والثانية باعتبار الرتبة والقلة والكثرة، إلا أن مآلهما إلى معنى واحد، نعم فى نسخ هنا «فوق الجمة، ودون الوفرة» وهذه عكس رواية أبى داود، وجمع بينهما بما يؤول إلى ما تقرر، وهو أن المراد بفوق، ودون منهما بالنسبة إلى المحل تارة، وإلى الكثرة والمقدار أخرى، فقوله:«فوق الجمة» أى: ارتفع فى المحل وقوله: «دون الجمة» أى: فى القدر، وكذا العكس قيل: وهو جمع جيد لولا أن المخرج فى الحديث متحد انتهى، ويرد: بأنه إذا أوّل الفوق والدون بما ذكر، لم يؤثر فيه اتحاد المخرج.
25 -
(منيع) بفتح فكسر. (أبو قطن) بقاف فمهملة مفتوحتين قدرى لكنه صدوق.
(تضرب شحمة أذنيه) أى معظمها يصل إلى شحمة أذنيه وبقيتها إلى المنكبين كما مر بيان ذلك، كان لاختلاف الأوقات، والجهاد ومع بيان اللّمة والجّمة والوفرة.
24 - والإمام أحمد فى «المسند» (6/ 118)، ثلاثتهم من طرق عن عائشة رضى الله عنها فذكره نحوه. وأما القسم المتعلق بالشعر: رواه أبو داود فى «الترجل» (4187)، وابن ماجه فى اللباس (3635)، والإمام أحمد فى «المسند» (6/ 108)، ثلاثتهم من طريق عبد الرحمن بن أبى الزناد به فذكره.
25 -
إسناده صحيح: رواه البخارى فى المناقب (3551)، وفى اللباس (5848)، (5901)، وكذا الإمام مسلم فى الفضائل (2337)، والنسائى فى الزينة (8/ 133)، وفى «السنن الكبرى» (9328)(5/ 412)، ثلاثتهم من طرق عن شعبة، عن أبى إسحاق به فذكره.
26 -
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا وهب عن جرير بن حازم، قال: حدثنى أبى، عن قتادة قال: قلت لأنس: كيف كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
«لم يكن بالجعد ولا بالسّبط، كان يبلغ شعره شحمة أذنيه» .
27 -
حدثنا محمد بن يحيى بن أبى عمر، حدثنا سفيان بن عيينة، عن أبى نجيح، عن مجاهد، عن أم هانئ بنت أبى طالب (1)، قالت:
«قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكّة قدمة وله أربع غدائر» .
ــ
26 -
(جرير) بفتح الجيم فكسر. (حازم) بمهملة فزاى.
27 -
(أم هانئ) بكسر النون وبالهمزة، واسمها فاختة وقيل: الظاهر أنها قدومه فى فتح مكة، ولأنه حينئذ اغتسل، وصلى الضحى فى بيتها، وقدماته إلى مكة أربع متفق عليها: فى عمرة القضاء والفتح، ولما رجع من حنين دخلها لما اعتمر من الجعرانة، وفى حجة الوداع. (وله أربع غدائر) بمعجمة فمهملة جمع غديرة، وهى الذؤابة.
26 - إسناده صحيح: رواه البخارى فى اللباس (5905)، ومسلم فى الفضائل (2338)، والنسائى فى الزينة (8/ 131)، وفى الكبرى (9311)(5/ 410)، والإمام أحمد فى «المسند» (3/ 135،203)، أربعتهم من طريق جرير بن حازم به فذكره نحوه.
27 -
صحيح: رواه الترمذى فى اللباس (1781)، بسنده ومتنه سواء، ورواه أبو داود فى الترجل (4191)، وابن ماجه فى اللباس (3631)، والإمام أحمد فى «المسند» (6/ 341،425)، وكذا ابن سعد فى «الطبقات الكبرى» (1/ 330)، كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة به فذكره. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، قال محمد-يعنى البخارى-: لا أعرف لمجاهد سماعا من أم هانئ.
(1)
هى بنت أبى طالب أخت على بن أبى طالب: وقيل اسمها: هند انظر فى ترجمتها: جامع المسانيد (16/ 562)، والسير (2/ 314)، أسد الغابة (7/ 253)، الإصابة (4/ 373).
28 -
حدثنا سويد بن نصر، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن ثابت البنانى، عن أنس:
«أنّ شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إلى أنصاف أذنيه» .
29 -
حدثنا سويد بن نصر، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن يونس بن يزيد، عن الزهرى، حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس:
ــ
28 -
(أنصاف أذنيه) جمع لما فوق الواحد، وأراد بالنصف مطلق البعض على حد حديث:«تعلموا الفرائض، فإنها نصف العلم» (1)، وذلك البعض متعدد أكثر من اثنين لما مر، أنه تارة إلى نصف الأذن، وتارة إلى دونه، وتارة إلى فوقه، كما فى الحديث، روى مسلم نحوه.
29 -
(يسدل) بضم الدال وكسرها. (شعره) أى يترك ناصيته على جبهته. (يفرقون) بضم الراء وكسرها من الفرق بفتح فسكون، وهو جعل الشعر فرقتين كل فرقة ذؤابة قصد السدل، وهو مطلق الإرسال والمراد هنا ما مر من إرساله على جبينه، وجعله كالقصة، وقيل: سدله من ورائه غير أن يجعل فرق. (وكان يحب. . .) إلى آخره لا
28 - صحيح: رواه أبو داود فى الترجل (4185)، والنسائى فى الزنية (8/ 182)، وعبد الرزاق فى «المصنف» (11/ 271)، وعبد بن حميد فى «المنتخب» (1242)، والبغوى فى «شرح السنة» (3639)، خمستهم من طريق معمر، عن ثابت به فذكره.
29 -
صحيح: رواه البخارى فى المناقب (3558)، ومسلم فى الفضائل (2338)، وأبو داود فى الترجل (4188)، والنسائى فى الزينة (8/ 184)، وفى الكبرى (9334)، (5/ 413)، وابن ماجه فى اللباس (3632)، وأحمد فى «مسنده» (1/ 187،320)، وابن سعد فى «الطبقات» ، «1/ 330)، كلهم من طرق عن عبيد الله به نحوه.
(1)
رواه ابن ماجه فى الفرائض (2719) وأحمد فى مسنده (3/ 184،281)، والحاكم فى المستدرك (4/ 322)، والدار قطنى فى سننه (4/ 67).
30 -
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن إبراهيم بن نافع المكى، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد، عن أم هانئ، قالت:
«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا ضفائر أربع» .
ــ
شاهد فيه لتعبده قبل النبوة بشريعة موسى أو عيسى لأن هذه المحبة إنما هى بعد البعثة وقبلها، لم يثبت فيه شىء، فكان الأصح أنه لم يكن متعبدا بشريعة نبى، بل كانت عبادته الفكر، وإنما أثر محبة موافقة ما فعله أهل الكتاب على ما فعله المشركون، لأن أولئك لشريعتهم أصلا، بخلاف هؤلاء لأنهم أهل أوثان، فلا يعتد بما هم عليه، ثم رأيت فى كلام بعضهم ما يدل على أنه لاستئلافهم كما تألفهم باستقبال قبلتهم، وفيه نظر، فإن مشركى العرب أولى بالتأليف منهم، واستقبال قبلتهم عن وحى، والكلام فيما لم ينزل عليه فيه شىء، وفى حديث ما يدل على أن تلك المحبة، إنما كانت قبل اشتهار الإسلام، فلما فتحت مكة، واشتهر الإسلام أحب مخالفتهم، (ثم فرق) فيه دليل على أن الفرق أفضل، لأنه الذى رجع إليه صلى الله عليه وسلم وإنما جاز السدل، خلافا لمن قال: نسخ السدل، فلا يجوز فعله، ولا اتخاذ الناصية للخبر السابق «إن انفرقت عقيقته فرق» إلى آخره، إذ هو صريح فى جواز السدل، وزعم نسخه يحتاج لبيان ناسخه وأنه متأخر عن المنسوخ، ويحتمل رجوعه إلى الفرق باجتهاد، وعليه فحكمة عدوله عن موافقة أهل الكتاب هنا، أن الفرق أقرب إلى النظافة، وأبعد عن الإسراف فى غسله، وعن مشابهة النساء، ومن ثمة كان الذى يتجه أن محل جواز السدل، حيث لم يقصد به التشبيه بالنساء وإلا حرم من غير نزاع.
30 -
(ضفائر أربع) هو بمعنى غدائر السابقة، والضفر: بفتح الشعر أو غيره، والضفيرة: العقيقة، وفيه: حل ضفر الشعر حتى للرجال، وليس مما يختص بالنساء، إلا باعتبار ما اعتيد فى أكثر البلاد فى هذه الأزمنة المتأخرة، ولا اعتبار بذلك.
…
(30_) إسناده: صحيح: رواه الإمام الترمذى فى اللباس (1781)، بسنده ومتنه سواء. ورواه أبو داود (4191)، وابن ماجه (3631)، كلاهما من طريق إبراهيم بن نافع به فذكره. وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، وعبد الله بن أبى نجيح مكى.