الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
20 - باب: ما جاء فى تقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم
121 -
حدثنا يوسف بن عيسى، حدثنا وكيع، حدثنا الربيع بن صبيح، حدثنا زيد بن أبان، عن أنس بن مالك، قال:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر القناع، كأنّ ثوبه ثوب زيّات» .
ــ
(باب ما جاء فى تقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال شيخ الإسلام أبو زرعة: التقنع معروف وهو تغطية الرأس بطرف العمامة، أو برداء، أو نحو ذلك، فهو إلقاء القناع أى الخرقة على الرأس لتقى نحو العمامة عما به الدهن انتهى، وفى القاموس ما يفيد أنه أعم من ذلك وعبارته وتقنعت المرأة: لبست القناع وفلان تغشى بثوب انتهى، والتغشى بالثوب أعم من أن يكون فوق العمامة، أو تحتها ويؤيده:«أنه صلى الله عليه وسلم أتى بيت أبى بكر للهجرة فى القائلة متقنعا بثوبه» (1) الظاهر أنه كان متغشيا به فوق العمامة، ثم رأيت ما يأتى عن ابن القيم وغيره، وهو صريح فيما ذكرته قيل: جعل هذا بابا مع أنه لم يذكر فيه إلا حديثا واحدا مر فى الترجل والفصل بينه وبين اللباس غير ظاهر الوجه انتهى، ويرده: بأن التقنع يحتاج إليه الماشى كثيرا للوقاية من حرّ، أو برد، وقد كان صلى الله عليه وسلم يفعله لذلك، كما تقرر فى حديث الهجرة، فكان بينه وبين الماشى مناسبة تامة فلذا عقبه به.
121 -
(يكثر. . .) إلخ مرّ تفسيره، وسيأتى له تفسير آخر، وفيه: ندب الإدهان غبا.
كما مرّ (ثوبه) هو القناع كذا قيل، ويحتمل أنه أعالى ثوبه، لأنه وإن ألقى على رأسه القناع، لا بد أن يصل منه شىء إلى أعالى ثوبه.
فائدة: أنكر ابن القيم لبس الطيلسان، واستدل بأنه لم ينقل أنه صلى الله عليه وسلم لبسه، ولا أحد من أصحابه، بل فى مسلم ذكر الدجال فقال:«معه سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسة، وبأن أنسا رأى جماعة عليهم الطيالسة» (2) فقال: «ما أشبههم بيهود
121 - إسناده ضعيف: وقد تقدم برقم (32).
(1)
رواه أحمد فى مسنده (1/ 289).
(2)
رواه الإمام مسلم فى الفتن (2944)، باب فى بقية من أحاديث الدجال عن أنس بن مالك-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
خيبر» (1)، وبأن جمعا من السلف والخلف كرهوه، لخبر أبى داود والحاكم:«من تشبه بقوم فهو منهم» (2) ولخبر الترمذى: «ليس منا من تشبه بغيرنا» (3) قال: وأما ما جاء فى حديث الهجرة «أنه صلى الله عليه وسلم جاء إلى أبى بكر رضى الله عنه متقنعا بالهاجرة» فإنما فعله فى تلك الساعة ليحتبى بذلك للحاجة، ولم يكن عادته التقنع وذكر أنس «أنه كان يكثر القناع» هنا، وإنما كان يفعله للحاجة من حر ونحوه انتهى، ورد: بأن قوله: إنما فعله للحاجة، وقوله: لم يلبسه يرده خبر المصنف، والبيهقى، وابن سعد بلفظ:«ويكثر التقنع» وقوله: ولا أحد من أصحابه يرده خبر الحاكم على شرط الشيخين «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فتنة الدجال فقربها فمر رجل متقنع فى ثوب، فقال: «هذا يومئذ على الهدى» ، فقمت، فإذا هو عثمان بن عفان» (4)، وأخرج سعيد بن منصور فى «سننه» عن أبى العلاء:«رأيت الحسن بن على يصلى وهو متقنع رأسه» ، وابن سعد عن سليمان بن المغيرة:«رأيت الحسن يلبس الطيالسة» ، وعن عمارة:«رأيت على الحسن طيلسانا أزرقيا» وبأن أنسا أنكر ألوان الطيالسة، لأنها كانت صفراء، كذا قيل، وفيه نظر، إذ الصفرة إنما حدثت لليهود فى الأزمنة المتأخرة، وقد كانت عمائم الملائكة يوم بدر صفراء، وما ذكره من قصة اليهود، إنما يصح الاستدلال به فى وقت كانت الطيالسة شعارا لهم، وقد ارتفع ذلك فى هذه الأزمنة، فصار مباحا، لما ذكره ابن عبد السلام، بل هو سنة فى الصلاة، كما قاله القاضى حسين من أصحابنا بل لو صار شعار قوم، كره تركه، لأنه إخلال بالمروءة.
…
= مرفوعا، وانظر: كتاب زاد المعاد للإمام العالم العلامة شمس الدين ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى (1/ 142).
(1)
رواه ابن ماجه فى الفتن (4077).
(2)
رواه أبو داود (4031)، وأحمد فى مسنده (2/ 50،92)، وابن أبى شيبة (5/ 313،322)، وابن عبد البر فى التمهيد (6/ 80)، وأبو نعيم فى تاريخ أصفهان (1/ 129).
(3)
رواه الترمذى (2695)، والطبرانى فى الأوسط (7380)، وذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد (8/ 38،39)، وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه من لم أعرفه.
(4)
رواه الترمذى (3704)، وابن ماجه (111)، وأحمد فى مسنده (4/ 243).