الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
29 - باب: ما جاء فى قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
188 -
حدثنا الحسين بن الأسود البغدادى، حدثنا عمرو بن محمد، حدثنا عيسى بن طهمان، عن ثابت، قال:
ــ
(باب ما جاء فى قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
188 -
(قدح خشب) الإضافة فيه للبيان أو معنى من. (غليظ مضبب) وفى نسخ:
«غليظا مضببا» والأولى موافقة لرواية جامع المؤلف وكلاهما جائز وأما ترجيح الثانية، لأن الحكم على المشار إليه بجميع خصوصياته وجعل الثانية من قبيل جحر ضب خرب مما جرى على المجاورة فبعيد والفرق بين ما هنا وبين جحر ضب خرب، أوضح من أن يلتبس على مثل هذا القائل بحد رواية البخارى عن عاصم الأحول:«رأيت قدح النبى صلى الله عليه وسلم عند أنس وكان قد انصدع فسلسله فضة» (1) قال: وهو قدح جيد عريض من نضار، قال أنس: لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا القدح أكثر من كذا وكذا، قال ابن سيرين: إنه كان فيه حلقة من حديد فأراد أنس أن يجعل مكانها حلقة من ذهب أو فضة، فقال أبو طلحة: لا تغيرن شيئا صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتركه واشترى هذا القدح من ميراث النضر بن أنس بثمانمائة ألف، وعن البخارى: أنه رآه بالبصرة وشرب منه، وروى أحمد عن عاصم:«رأيته عند أنس فيه ضبة من فضة» (2) قال فى القاموس:
188 - إسناده صحيح: رواه البخارى فى الأشربة (5638) بسنده عن عاصم الأحول قال: رأيت قدح النبى صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك وكان قد انصدع فسلسله بفضة. قال: وهو قدح جيد عريض من نضار. قال: قال أنس: لقد سقيت رسول الله فى هذا القدح أكثر من كذا وكذا. وكذلك روى الإمام أحمد فى المسند (3/ 139،155،259) بسنده عن حميد الطويل قال: رأيت عند أنس قدحا كان للنبى صلى الله عليه وسلم فيه ضبة فضة.
(1)
رواه أحمد فى مسنده (3/ 139،155،259).
(2)
رواه أحمد فى مسنده (3/ 139،155،259).
189 -
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا حماد ابن سلمة، أنبأنا حميد، وثابت، عن أنس، قال:
«لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا القدح الشّراب كلّه: الماء، والنّبيذ. والعسل، واللّبن» .
ــ
والنضار، والأنضر: الذهب، أو الفضة جمعه نضار بالكسر وآنضر والنضارة بالضم:
الجوهر الخالص من التبر والخشب والأتل، إلا ما كان عذبا على غير ماء، أو الطويل المستقيم من الغصون، أو ما نبت منه فى الجبل، أو خشب للأوانى وبكسر، ومنه كان منبر النبى صلى الله عليه وسلم انتهى، ولونه يميل للصفرة، وينبغى تحرى الأكل فى ذلك اتباعا له صلى الله عليه وسلم، فإنه إنما آثر الأكل فيه، ذلك لكمال تواضعه، وعدم تكلفه.
189 -
(بهذا القدح) أى المذكور، وهو الخشب الغليظ المضبب بحديد، فالتضبيب من فعله صلى الله عليه وسلم، كما هو ظاهر من الإشارة أنها ترجع إلى المذكورة بجميع خصوصياته المذكورة. «سقيت» يقال: سقاه وأسقاه بمعنى فى الأصل لكن جعلوا للخبر سقى، وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً واستقاه بضده لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً. (الشراب كله) أى أنواعه كلها، وأبدل منه الأربعة المذكورة بدل البعض من الكل اهتماما بها، أو لكونها أشهر أنواعه. (النبيذ) هو ماء مغلى يجعل فيه تمر أو رطب. «وكان ينبذ له أول الليل، ويشربه أول النهار إذا أصبح يومه ذلك والليلة التى تجىء والغد إلى العصر، فإن بقى منه شىء سقاه الخادم، أو أمر به فصب» رواه مسلم. وهذا النبيذ له نفع عظيم فى القوة ولم يكن شربه بعد الأكل، خوفا من تغيره إلى الإسكار.
…
189 - إسناده صحيح: رواه مسلم فى الأشربة (2008)، والحاكم فى المستدرك (4/ 105)، وأبو الشيخ فى أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم (ص 240)، ثلاثتهم من طرق عن حماد بن سلمة به فذكره نحوه.