المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌30 - باب: ما جاء فى صفة فاكهة رسول الله صلى الله عليه وسلم - أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل

[ابن حجر الهيتمي]

فهرس الكتاب

- ‌تصدير

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌وقد اعتمدت فى شرح الكتاب على النسخ الآتية:

- ‌1 - النسخة الأصل:

- ‌2 - النسخة الثانية:

- ‌3 - النسخة الثالثة:

- ‌منهج التحقيق

- ‌ترجمة المصنف

- ‌ اسمه ونسبه:

- ‌ مولده:

- ‌ نشأته العلمية ورحلاته:

- ‌ مشايخه

- ‌ تلامذته:

- ‌ مؤلفاته:

- ‌فالمطبوع منها حسب علمنا الكتب التالية:

- ‌أما المخطوطات:

- ‌ عقيدته:

- ‌ مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:

- ‌ وفاته:

- ‌ترجمة موجزة لمصنف الشمائل

- ‌ جواهر الدّرر في مناقب ابن حجر

- ‌تنبيهبيان المقصود بالرموز الواردة بالشرح

- ‌1 - باب: ما جاء فى خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - باب: ما جاء فى خاتم النبوة

- ‌3 - باب: ما جاء فى شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - باب: ما جاء فى ترجّل رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - باب: ما جاء فى شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌6 - باب: ما جاء فى خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - باب: ما جاء فى كحل رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌8 - باب: ما جاء فى لباس رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌9 - باب: ما جاء فى عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌10 - باب: ما جاء فى خف رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب: ما جاء فى نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - باب: ما جاء فى ذكر خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌13 - باب: ما جاء فى تختم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌14 - باب: ما جاء فى صفة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌15 - باب: ما جاء فى صفة درع رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - باب: ما جاء فى صفة مغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌17 - باب: ما جاء فى عمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌18 - باب: ما جاء فى صفة إزار رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌19 - باب: ما جاء فى مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌20 - باب: ما جاء فى تقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌21 - باب: ما جاء فى جلسته صلى الله عليه وسلم

- ‌22 - باب: ما جاء فى تكأة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌23 - باب: ما جاء فى اتكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - باب: ما جاء فى أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌25 - باب: ما جاء فى صفة خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌26 - باب: ما جاء فى إدام رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌27 - باب: ما جاء فى صفة وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الطعام

- ‌28 - باب: ما جاء فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الطعام، وبعد الفراغ منه

- ‌29 - باب: ما جاء فى قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌30 - باب: ما جاء فى صفة فاكهة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌31 - باب: ما جاء فى صفة شراب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌32 - باب: ما جاء فى شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌33 - باب: ما جاء فى تعطر رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌34 - باب: كيف كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌35 - باب: ما جاء فى ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌36 - باب: ما جاء فى صفة مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌37 - باب: ما جاء فى صفة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم «فى الشعر»

- ‌38 - باب: ما جاء فى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم «فى السّمر»

- ‌39 - باب: ما جاء فى صفة نوم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌40 - باب: ما جاء فى عبادة النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌41 - باب: صلاة الضحى

- ‌42 - باب: صلاة التطوع فى البيت

- ‌43 - باب: ما جاء فى صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌44 - باب: ما جاء فى قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌45 - باب: ما جاء فى بكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌46 - باب: ما جاء فى فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌47 - باب: ما جاء فى تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌48 - باب: ما جاء فى خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌49 - باب: ما جاء فى حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌50 - باب: ما جاء فى حجامة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌51 - باب: ما جاء فى أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌52 - باب: ما جاء فى عيش رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌53 - باب: ما جاء فى سن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌54 - باب: ما جاء فى وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌55 - باب: ما جاء فى ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌56 - باب: ما جاء فى رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌30 - باب: ما جاء فى صفة فاكهة رسول الله صلى الله عليه وسلم

‌30 - باب: ما جاء فى صفة فاكهة رسول الله صلى الله عليه وسلم

190 -

حدثنا إسماعيل بن موسى الفزارى، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، قال:

«كان النّبىّ صلى الله عليه وسلم يأكل القثّاء بالرّطب» .

ــ

(باب ما جاء فى فاكهة) هى ما يتفكه أو يتنعم بأكله. (رسول الله صلى الله عليه وسلم.

190 -

(الفزراى) بفاء فزاى اعلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يأكل من فاكهة بلده عند مجيئها، ولا يحتمى عنها وهذا من أعظم أسباب الصحة، فإن الله سبحانه وتعالى بباهر حكمته جعل فى كل بلدة من الفاكهة ما ينتفع به أهلها فى وقته لحفظ صحتهم، واستغنائهم به عن كثير من الأدوية، إذ من أكل منها ما ينبغى فى الوقت الذى ينبغى على الوجه الذى ينبغى كان له دواء أىّ دواء، ومن احتمى منها مطلقا كان ذلك سببا لبعده عن الصحة والقوة. (القثاء) بضم القاف وكسرها، وهو نوع من الخيار بالرطب، أشار صلى الله عليه وسلم فى الخبر الصحيح إلى عمل ذلك بقوله:«يكسر حر هذا برد هذا» (1) أى لأن القثاء بارد والرطب حار، فإذا جمع بينهما حصل الاعتدال وفيه: أنه صلى الله عليه وسلم كان مراعيا فى أكله صفات الأطعمة، وطبائعها، واستعمالها على قاعدة الطب، فإن كان فى أحد الطعامين ما يحتاج لتعديل عدّله بضده، وإن أمكن كما ذكره، وهذا أصل كبير فى المركبات من الأغذية والأدوية، وإن لم يجد ذلك تناوله على حاجة من غير إسراف وهو غير ضارح، وفى الحديث حمل أكلهما معا من غير كراهة وحمل الجمع بين إدامين وأكثر، وأن ذلك لا ينافى الكمال والزهد، سيما إن كان لمصلحة دينية، وكراهة بعض السلف له ينبغى حمله على ما فيه إسراف، أو تكبر، أو خيلاء، أو تكلف، أو مباهاة، وقيل: ليس المراد

190 - إسناده صحيح: رواه الترمذى فى الأطعمة (1844) بسنده ومتنه سواء، ورواه البخارى فى الأطعمة (5440)، ومسلم فى الأشربة (2043)، وأبو داود فى الأطعمة (3835)، وابن ماجه (3325)، وأحمد فى المسند (1/ 203)، والدارمى (2/ 103)، وأبو الشيخ فى أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم (ص 231).

(1)

رواه البيهقى فى السنن الكبرى (7/ 281)، وذكره التبريزى فى مشكاة المصابيح (4225)، وقال: قال الترمذى: هذا حديث حسن غريب (2/ 1220)، وذكره الزبيدى فى إتحاف السادة المتقين (7/ 101)، وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط والحاكم، وأبو نعيم فى الطب.

ص: 277

191 -

حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعى البصرى، حدثنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:

«أن النّبىّ صلى الله عليه وسلم كان يأكل البطّيخ بالرّطب» .

ــ

بجمعهما مضغهما معا، لأن ذلك غير موافق لذائقه، كما هو ظاهر، وإنما المراد جمعهما فى المعدة، لأنه انتفع بهما، أو لرد ما اشتهر أنه يضر جمع الحلو مع الخربز وليس فى محله، لأنها صرف للأحاديث عن ظواهرها لمجرد الحزر والتخمين، وكأن قائل ذلك لم يحفظ حديث أبى نعيم الآتى:«فيأكل الرطب بالبطيخ» (1) وقوله: أو لرد. . إلخ، إنما يصح إن ثبت أن ذلك الاشتهار كان فى ذلك الزمن وأنى له بذلك، إلا أن يأخذه من الاستصحاب المعكوس، وهو ليس بحجة كما هو مقرر فى الأصول: على أن الذى اشتهر، ليس بما فى كل شىء خاص بالعسل لما نقل عن بعض الأطباء أنه يضر أكله مع الخربز.

191 -

(البطيخ بالرطب) قال المصنف: حسن غريب، وزاد أبو داود:«يكسر حر هذا برد هذا وبرد هذا بحر هذا» والبطيخ هو الأصفر المعبر عنه فى الرواية الآتية.

بالخربز مصدرها صحيح، وهو حار فليحمل هنا على نوع لم يتم نضجه، لأن فيه برودة يعدلها الرطب فاندفع، وأنه على قول من زعم أنه الأخضر محتجا بأن الأصفر فيه حرارة، على أن فى الأصفر بالنسبة للرطب برودة، وإن كان فيه بحلاوته طرافة حرارة، وفى خبر الطبرانى بسند ضعيف:«رأيت فى يمين النبى صلى الله عليه وسلم قثاء، وفى شماله رطبا، وهو يأكل من ذا مرة ومن ذا مرة» (2)، وفى خبر لأبى نعيم بسند ضعيف أيضا: «كان

191 - صحيح: رواه الترمذى فى الأطعمة (1843) بسنده ومتنه سواء، ورواه أبو داود فى الأطعمة (3836)، والحميدى فى مسنده (255)، والنسائى فى الكبرى (6722)، وابن ماجه فى الأطعمة (3326)، وابن أبى شيبة فى المصنف (8/ 136)، والبيهقى فى السنن (7/ 281)، وأبو الشيخ فى أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم (ص 215،216)، وأبو نعيم فى الحلية (7/ 367)، كلهم من طرق عن هشام بن عروة به فذكره.

(1)

رواه أبو داود فى الأطعمة (3836)، والترمذى (1843)، كلهم بلفظ البطيخ بالرطب، وابن ماجه فى الأطعمة (3326) بلفظه.

(2)

ذكره الهيثمى (5/ 38،170) وقال رواه الطبرانى فى الأوسط من حديث طويل وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك.

ص: 278

192 -

حدثنا إبراهيم بن يعقوب، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبى، قال:

سمعت حميدا يقول-أو قال-حدثنى حميد قال وهب-وكان صديقا له-عن أنس بن مالك قال:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الخربز والرّطب» .

ــ

يأخذ الرطب بيمينه، والبطيخ بيساره، فيأكل الرطب بالبطيخ، وكان أحب الفاكهة إليه» (1) وأخرج ابن ماجه عن عائشة:«أرادت أمى معالجتى للسمنة لتدخلنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما استقام لها ذلك حتى أكلت الرطب بالقثاء، فسمنت كأحسن سمنة» (2)، وفى رواية للنسائى:«التمر بالقثاء» ، وروى فى فضل البطيخ أحاديث كلها باطلة، كما قاله الحفاظ، وأخرج أبو داود وابن ماجه:«قدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمنا له زبدا وتمرا وكان يحب الزبد والتمر» (3) وأحمد: أنه صلى الله عليه وسلم سمى اللبن بالتمر الأطيبين وفى الثيلانيات عن ابن عباس: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل العنب فرطا» (4) أى يضع العنقود فى فمه ثم يأخذ حبة حبة وعين جوفه عاريا منه، وفى رواية:«بالضاد» بدل الطاء، ولكن قال العقيلى: لا أصل لهذا الحديث، وروى أبو داود فى سننه عن عائشة: آخر طعام أكله رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بصل، ولا ينافيه نهيه عنه كالثوم والكراث والفجل؛ لأن محله فى النيّئ، على أن الأصح أن فى هذه مكروه عليه، وليس بمحرم.

192 - إسناده صحيح: صححه الحافظ فى الفتح (9/ 485). رواه الإمام أحمد فى المسند (3/ 142،143)، والنسائى فى سننه الكبرى (6726)، من طريق وهب بن جرير به فذكره.

(1)

رواه الحاكم فى المستدرك (4/ 120)، والطبرانى فى الأوسط (7907)، وذكره ابن حجر فى الفتح (9/ 573)، وذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد (5/ 38)، وقال: رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك، وذكره العجلونى فى كشف الخفاء (2012)، وقال: كذا رأيته فى رسالة مجهولة الاسم والمؤلف

(2)

رواه أبو داود فى الطب (3903)، وابن ماجه فى الأطعمة (3324).

(3)

رواه أبو داود فى الأطعمة (3837)، وابن ماجه (3334).

(4)

رواه العقيلى فى الضعفاء الكبير (455) بلفظ خرطا، ورواه ابن عدى فى الكامل (280/ 1)(1/ 141).

ص: 279

193 -

حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملى، حدثنا عبد الله بن يزيد بن الصلت، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة رضى الله عنها:

«أنّ النّبىّ صلى الله عليه وسلم أكل البطّيخ بالرّطب» .

194 -

حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، (ح) وحدثنا إسحاق بن موسى، حدثنا معن، حدثنا مالك، عن سهيل بن أبى صالح، عن أبيه، عن أبى هريرة، قال:

«كان النّاس إذا رأوا أوّل الثّمر جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهمّ بارك لنا فى ثمارنا، وبارك لنا فى مدينتنا، وبارك لنا فى

ــ

193 -

(الرملى) نسبة إلى رملة، وهى مواضع، أشهرها بلدة بالشام كما فى القاموس.

194 -

(جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أى إيثارا له على أنفسهم حبا له وتعظيما لجنابه الرفيع، ونظرا إلى أنه أولى الناس بما سبق إليهم من الأرزاق، وطلبا لمزيد استدرار بركته، فيما تجدد عليهم من النّعم وينبغى أن خلفاءه مثله فى ذلك. (اللهم. . .) إلخ ينبغى الدعاء به إلى (ومدنا) لكل أخذ باكورة (وثمارنا) أى بالخير والحفظ من الآفات.

(فى مدينتنا) أى تكثر الأرزاق ودوابها على أهلها، وبإقامة شعار الدين فيها، وإظهارها على غاية لا توجد فى غيرها، فهو تعميم بعد تخصيص. (فى صاعنا ومدنا) أى بحيث

193 - إسناده ضعيف: فيه: محمد بن إسحاق صدوق يدلس وقد عنعن فحديثه ضعيف وعبد الله بن الصلت: ضعيف. ورواه النسائى فى الكبرى (6727)، وأبو الشيخ فى «أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم» (ص 235)، كلاهما من طريق عبد الله بن الصلت به فذكره.

194 -

إسناده صحيح: رواه الترمذى فى الدعوات (3454) بسنده ومتنه سواء، ورواه مسلم فى الحج (1373)، والإمام مالك فى «الموطأ» فى فضائل المدينة (2/ 885)(2) من طريق معن به فذكره، وأبو نعيم فى المسند على مسلم (3180) من طريق مالك به فذكره.

ص: 280

صاعنا، وفى مدّنا. اللهمّ إنّ إبراهيم عبدك وخليلك ونبيّك، وإنّى عبدك ونبيّك، وإنّه دعاك لمكّة، وإنّى أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكّة ومثله معه، قال: ثمّ يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثّمر».

ــ

يكفى الكيال فيها من لا يكفيهم أمثاله فى غيرها، كما هو مشاهد فالبركة فى نفس مكيالها، ويحتمل أنها فى إثارة الدينية بمعنى دوام أحكامه المتعلقة به فى نحو الزكاة والكفارات، ودوامها بدوام الشريعة والدنيوية من البركة فى نفس المكيل كما مر، وفى التصرف به فى التجارة حتى يزداد ريحها، وفى اتساع عيش أهلها، حتى صار يجىء إليها من كل الأرزاق التى بنحو الشام والعراق وغيرهما، مما منّ الله بفتحه على المسلمين استجابة لدعاء نبيه صلى الله عليه وسلم الذى تضمنه قوله:(وإنى أدعوك للمدينة) وما دعى به إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، ذلك هو قوله:

رَبَّنا. . . فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ اَلنّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَاُرْزُقْهُمْ مِنَ اَلثَّمَراتِ (1) وقد أجاب الله دعوته ذلك، ولنبينا صلى الله عليه وسلم دعوته المحمدية فصار يجىء إليها فى زمان الخلفاء الراشدين من مشارق الأرض ومغاربها الثمرات، وزيادة رفعته عليها، استجابة لقوله:(ومثله معه) وهى شيئان: أحدهما: فى ابتداء أن المراد هو كنوز كسرى وقيصر وغيرهما وإنفاقهما فى سبيل الله على أهلهما، وأما آخر الأمر: وهو أن الإيمان يأرز إليها من أقطار الأرض وتتابع البلدان، كما تأرز الحية إلى وكرها. (ونبيك) ولم يقل: و (خليلك) وإن كان خليلا كما نص عليه صلى الله عليه وسلم فى غير هذا الموضع بل وأرفع من الخليل، لأنه خص بمقام المحبة الذى هو أرفع من مقام الخلة لأنه فى مقام التواضع إذ هو اللائق بمقام الدعاء، وأيضا فراعى الأدب مع أبيه صلى الله عليه وسلم على أنه أشار إلى تميزه بقوله:(ومثله معه) فى تنبيه بقوله فى مكة أنها حرام بحرمة الله من تحريم خلق السماوات والأرض على أن إبراهيم عليه السلام لم يوجد ويبتدئ تحريم مكة، وإنما إظهاره فقط بخلاف محمد صلى الله عليه وسلم فإنه الذى أوجد حرمة المدينة إذ لم يكن لها قبل دعائه بحلوله بها ذلك الاحترام الذى ترتب على وجوده ودعائه لها بذلك وشتان بين ما كان سببا لإظهار شىء موجود، إلا أنه كائن خفى، ومن كان سببا لإيجاد تحريم وتعظيم واحترام لم يكن موجودا قبل ذلك. (ثم يدعو) إنما لم يتناوله، لمزيد مكارم أخلاقه وكمال شفقته ورحمته وملاطفته لمن دون

(1) سورة إبراهيم: آية رقم (37).

ص: 281

195 -

حدثنا محمد بن حميد الرازى، حدثنا إبراهيم بن المختار، عن محمد ابن إسحاق، عن أبى عبيدة، عن محمد بن عمار بن ياسر، عن الرّبيّع بنت معوذ بن عفراء، قالت:

«بعثنى معاذ بن عفراء بقناع من رطب وعليه أجر من قثّاء زغب-وكان صلى الله عليه وسلم يحب القثّاء-فأتيته به، وعنده حليّة قد قدمت عليه من البحرين، فملأ يده منها، فأعطانيه» .

ــ

سيما الصغار، وإشارة لعدم تلفته إليه عند تشوق النفر من إليه، لأن الباكورة يكثر تلفت الناس إليها فتركها إلى تدعيم وجودها، وتيسر لكل أحد أكلها، (أصغر وليد) لأن بينه وبينها مناسبة تامة، من حيث حدثان عهدها بالإبداع، ولأنه أرغب فيه وأكثر تلفتا وحرصا عليه.

195 -

(الربيع) براء مضمومة فموحدة مفتوحة فتحتية مكسورة مشددة. (معوذ) بضم ففتح فكسر مع التشديد آخره معجمة، إذ هو عمها. (بقناع) هو بكسر القاف الطبق الذى يؤكل عليه. (أجر) بفتح فسكون جمع جر وبتثليث أوله كأدل جمع دلو، وهو الصغير من كل شىء حتى الحنظل والبطيخ ونحوه وأصله أجر، وفى نسخة: آخر بالهمزة وبالخاء المعجمة أى قناع أخر. (من قثاء زغب) بضم الزاى وسكون المعجمة جمع أزغب من الزغب بالفتح وهو صغار الريش أول ما يطلع شبه به صغار القثاء أول

195 - إسناده ضعيف: فيه: إبراهيم بن المختار: صدوق ضعيف الحفظ (التقريب 245)، محمد بن إسحاق: صدوق يدلس وقد عنعن حديثه فهو ضعيف، ومحمد بن عمار بن ياسر: مقبول، أى عند المتابعة، وقد تابعه شريك القاضى عند الإمام أحمد، وشريك صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه بعد توليته القضاء. وقد ذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد (9/ 13)، وعزاه للطبرانى واللفظ له، وأحمد بنحوه وقال: زاد فقال: «تحلى بهذا» وإسنادهما حسن. قلت: الحديث عند أحمد فى المسند (6/ 359)، من طريقين عن شريك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الربيع فذكره بنحوه مختصرا. قلت: والحديث ضعيف أيضا من هذا الطريق، فشريك بينا القول فيه، وابن عقيل: قال فيه الحافظ: صدوق فى حديثه لين، ويقال: تغير بآخره (التقريب 3592).

ص: 282

196 -

حدثنا على بن حجر، أنبأنا شريك، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الرّبيّع بنت معوذ بن عفراء، قالت:

«أتيت النّبىّ صلى الله عليه وسلم بقناع من رطب وأجر زغب، فأعطانى ملء كفّه حليا-أو قالت: ذهبا» .

ــ

ما يطلع، وروى بالضم والكسر. (حلية) بكسر أو فتح فسكون. فتخفف (1)، وبكسرها فسكون [اسم](2) فتشديد، لما يتزين به من نقد وغيره. (قدمت عليه) قدم بفتح الدال تقدم وبضمها صار قديما وبكسرها كما هنا عاد من السفر ففيه تجوز، (يده) فيه عظيم سخائه وجوده صلى الله عليه وسلم ورعايته المناسبة التامة فإن المرأة أحق بما يتزين به والله أعلم.

196 - إسناده ضعيف: وقد تقدم الكلام عليه فى الحديث الذى قبله.

(1)

فى (ش): (فتحتية).

(2)

الزيادة من (ش).

ص: 283