الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - بَابُ ثَوَابِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ
(1)
784 -
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ شَيْبَةَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنِ احْتَسَبَ ثَلَاثَةً مِنْ وَلَدِهِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ أَدْخَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رحمته إياهم".
(1) هذا الحديث غير موجود في النسخة (ك)، وترك مكانه بياض مقدار نصف سطر تقريبًا.
784 -
الحكم عليه:
هذا إِسناد ضعيف: شيبة القرشي لم أعرفه، ثم إن فيه راويًا مجهولًا.
تخريجه:
لكن أصله في الصحيحين من حديث أَبِي سَعِيدٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما، وقد ورد أيضًا بمعناه عن عدة من الصحابة وبيان ذلك باختصار كما يلي:
1 -
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ولفظه: قال: قال النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك، فوعدهن يومًا لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن فكان فيما قال لهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلَّا كان لها حجابًا من النار، فقالت امرأة: واثنين؟ فقال: واثنين.
رواه البخاري في كتاب العلم (1/ 195 فتح)، باب هل يجعل للنساء يومًا على حدة في العلم، وفي الجنائز (3/ 118 فتح)، باب فضل من مات له ولد فاحتسب،=
= وفي الاعتصام (13/ 292 فتح)، باب تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الرجال والنساء مما علمه الله ليس برأي ولا تمثيل. وأخرجه مسلم في البر والصلة (4/ 2028: 2633 - 152)، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه.
وللحديث ألفاظ أخرى انظرها في جامع الأصول (9/ 588، 589).
2 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلَّا تحِلّة القسم. أخرجه البخاري في كتاب الجنائز (3/ 118 فتح)، باب فضل من مات له ولد فاحتسب، وفي الأيمان (11/ 541 فتح)، باب قول الله تعالى:{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} .
ومسلم في البر والصلة (4/ 2028: 2632 - 150)، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه، ومالك في الموطأ (ص 115)، والترمذي (4/ 281 عارضة)، والنسائي (4/ 25: 1876).
وللحديث ألفاظ وروايات أخرى، انظرها في جامع الأصول (9/ 590، 591).
3 -
حديث عبد الله بن مسعود، ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من قدم ثلاثة لم يبلغوا الحنث كانوا له حصنًا حصينًا،، قال أبو ذر: قدمت اثنين؟ قال: واثنين.
فقال أُبي بن كعب سيد القراء: قدمت واحدًا؟ قال: وواحدًا، ولكن إنما ذلك عند الصدمة الأولى.
أخرجه الترمذي (4/ 282 عارضة)، وابن ماجه (1/ 512: 1656)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 353)، من طريق أبي محمَّد مولى عمر بن الخطاب، عن أبي عبيدة بن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ به. وسنده ضعيف فيه علتان: أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه -كما في مراسيل ابن أبي حاتم (ص 256) -.
وأبو محمَّد مولى عمر بن الخطاب مجهول، انظر: ميزان الاعتدال (4/ 570).
وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.=
= وقال الألباني في ضعيف الجامع 5/ 232: 5766): ضعيف.
4 -
حديث أنس بن مالك، ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد، لم يبلغوا الحنْث، إلَّا أدخله الله الجنة بفضل رحمته".
أخرجه البخاري في الجنائز (3/ 118 فتح)، باب فضل من مات له ولد فاحتسب، وباب ما قيل في أولاد المسلمين (3/ 244 فتح)، والنسائي (4/ 24: 1873).
5 -
حديث أبي ذر الغفاري، ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ما من مسلمين يموت بينهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث، إلَّا غفر الله لهما بفضل رحمته إياهم.
أخرجه النسائي (4/ 24: 1874)، وابن حبان في صحيحه -كما في الإحسان (4/ 260) -، وسنده صحيح.
6 -
حديث أبي النضر السلمي، وَلَفْظُهُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم، إلَّا كانوا له جنة من النار، فقالت امرأة عند رسول الله: يا رسول الله: أو اثنان؟ قال: أو اثنان.
أخرجه مالك في الموطأ (1/ 235 تنوير الحوالك)، بسند صحيح.
7 -
حديث جابر، ولفظه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة، قال: قلنا يا رسول الله واثنان؟ قال: واثنان. قال محمود: -يعني ابن لبيد- فقلت لجابر: أراكم لو قلتم واحدًا لقال واحدًا. قال: وأنا والله أظن ذلك.
رواه أحمد (19/ 139 الفتح الرباني)، وابن حبان في صحيحه -كما في الإحسان (4/ 262) -، من طريق محمَّد بن إسحاق، حدثني محمَّد بن إبراهيم، عن محمود بن لبيد، عن جابر به.
وسنده حسن، من أجل ابن إسحاق. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 7)، وقال: رجاله ثقات.=
= 8 - حديث معاذ بن جبل، ولفظه: ما من مسلمين يتوفى لهما ثلاثة من الولد إلَّا أدخلهما الله الجنة، بفضل رحمته إياهما، فقالوا: يا رسول الله أو اثنان. فقال: أو اثنان. قالوا: أو واحد. قال: أو واحد. ثم قال: والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته.
رواه أحمد (5/ 241)، والطبراني في الكبير (20/ 145)، من طريق يحيى بن الجابر، عن عبيد الله بن مسلم الحضرمي، عن معاذ به.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 3): روى ابن ماجه منه - (1/ 513: 1609) - "إن السقط
…
إلى آخره وفيه يحيى بن عبيد الله التيمي ولم أجد من وثقه ولا جرحه.
قلت: له ترجمة في تهذيب التهذيب (11/ 238) فإِنه يحيى بن عبد الله الجابر بعينه -كما قال الحافظ ابن حجر-، وقال في التقريب (592: 7581): لين الحديث.
9 -
حديث أم سليم ابنة ملحان -أم أنس بن مالك- ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلمين يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إلَّا أدخلهما
الله الجنة بفضل رحمته، قالها ثلاثًا. قلت: يا رسول الله واثنان. قال: واثنان".
رواه أحمد (6/ 377، 431)، والطبراني في الكبير (25/ 126) من طريق عثمان بن حكيم، عن عمرو بن عاصم الأنصاري، قال: سمعت أم سليم به.
وعمرو بن عاصم له ترجمة في تهذيب التهذيب (8/ 59)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. ولذلك قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 8): فيه عمرو بن عاصم الأنصاري ولم أجد من وثقه ولا جرحه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
10 -
حديث عتبة بن عبد السُّلَمي، ولفظه قال رسول الله:"ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلَّا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل".=
= أخرجه أحمد (4/ 183، 184)، وابن ماجه (1/ 512: 1604)، والطبراني في الكبير (17/ 125): عن حريز بن عثمان، عن شرحبيل بن شفعة، قال: لقيني عتبة بن عبد السلمي فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول:
…
فذكره.
وسنده حسن، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 286): [هذا إِسناد فيه شرحبيل بن شفعة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو داود: وشيوخ جرير كلهم ثقات.
قلت: وباقي رجال الإِسناد على شرط البخاري]. وكذا حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (1/ 268: 1303).
11 -
حديث عقبة بن عامر، ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله عز وجل، وجبت له الجنة".
أخرجه أحمد في مسنده (4/ 144) من طريق ابن لهيعة، حدثنا أبو عشانة أنه سمع عقبة بن عامر، وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 300) من طريق عمرو بن الحارث، أن أبا عشانة المعافري حدثه به.
وهو حديث صحيح.
12 -
حديث عبد الرحمن بن بشير الأنصاري، ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم يرد النار إلَّا عابر سبيل، يعني الجواز على الصراط. رواه الطبراني في الكبير قال المنذري في الترغيب (3/ 77): إِسناده لا بأس به، وله شواهد كثيرة، وأورده ابن حجر في الفتح (3/ 124)، وسكت عنه.
13 -
حديث أبي أمامة، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه، قال: قلت له: "حدثنا حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ليس فيه انتقاص ولا وهم، قال: سمعته يقول: من ولد له ثلاثة أولاد في الإِسلام، فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله الجنة برحمته إياهم، ومن أنفق زوجين في سبيل الله، فإِن للجنة ثمانية أبواب يدخله الله من أي باب شاء من الجنة".=
= رواه أحمد في مسنده (4/ 386)، قال: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا الفرج، حدثنا لقمان، عن أبي أمامة به.
وسنده ضعيف، الفرج هو ابن فضالة وهو ضعيف -كما تقدم في ترجمته في الحديث رقم (51) -، وتساهل المنذري في الترغيب (3/ 77) فحسنه.
14 -
حديث حبيبة أنها كانت عند عائشة رضي الله عنها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل عليها فَقَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنَ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ من الولد لم يبلغوا الحنث إلَّا جيء بهم يوم القيامة حَتَّى يُوقَفُوا عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَيُقَالُ لَهُمُ:
ادخلوا الجنة. فيقولون: حتى تدخل آباؤنا، فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم".
رواه الطبراني في الكبير (24/ 225)، قال: حدثنا موسى بن هارون، حدثنا حجاج بن يوسف الشاعر، حدثنا عبد الرزاق، قال: سمعت هشام بن حسان يحدث عن محمَّد بن سيرين، عن يزيد بن أبي بكرة قال: حدثتني حبيبة به.
ورجاله ثقات غير يزيد لم أجد له ترجمة، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 7): ورجاله رجال الصحيح خلا يزيد بن أبي بكرة ولم أجد من ترجمة.
وأخرجه الطبراني أيضًا (24/ 224) بلفظ آخر، قال: حدثنا محمَّد بن صالح بن الوليد النرسي، حدثنا محمَّد بن المثنى، وأبو حفص عمرو بن علي، قالا: حدثنا محمَّد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا أبان بن صمعة قال: سمعت محمَّد بن سيرين يقول: حدثتني حبيبة بنت أبي سفيان، قالت: كنت قاعدة في بيت عائشة فدخل النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَا من مسلمين يموت لهما ثلاثة أطفال لم يبلغوا الحنث إلَّا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم".
وسنده حسن في الشواهد، أبان بن صمعة قال في التقريب (85: 138):=
= صدوق تغير آخرًا. ومحمد بن عبد الله الأنصاري قال في التقريب (487: 6011): صدوق.
15 -
حديث أم مبشر، وسيأتي الكلام عليه مفصلًا في الحديث رقم (789).
16 -
حديث عثمان بن أبي العاص وسيأتي الكلام عليه مفصلًا في الحديث رقم (792).
17 -
حديث أبي بريدة، عن أبيه وسيأتي الكلام عليه مفصلًا في الحديث رقم (793).
785 -
وقال أبو بكر: حدثنا أبو أسامة، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ (1) بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا القاسم، عن (2) أبي أمامة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُؤْمِنَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةُ أَوْلَادٍ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ إلَّا أَدْخَلَهُمَا اللَّهُ تعالى [الجنة] (3) بفضل رحمته إياهما"(4).
(1) في (ك): "عبد الرحمن بن عوف"، وهو خطأ محض.
(2)
في مصنف ابن أبي شيبة (3/ 353): "القاسم بن أبي أمامة"، وهو تحريف.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (حس).
(4)
في مصنف ابن أبي شيبة (3/ 353): "إياهم".
785 -
الحكم عليه:
هذا إِسناد رجاله ثقات، إلَّا أن أبا أسامة لم يسمع من عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ موسى بن هارون -كما في تهذيب التهذيب (6/ 298) - روى أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بن جابر، وكان ذلك وهمًا منه، هو لم يلق ابن جابر، وإنما لقى ابن تميم فظن أنه ابن جابر، وابن جابر ثقة وابن تميم ضعيف -كما في التقريب (353: 4040) -.وانظر: مزيد تفصيل وبيان لرواية أبي أُسَامَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جابر. التهذيب (6/ 296).
تخريجه:
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 353)، كتاب الجنائز، باب في ثواب الولد يقدِّمه الرجل بنفس الإِسناد والمتن.
وسنده ضعيف -كما تقدِّم- لكن له شواهد ذكرتها في الحديث السابق رقم (774).
786 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، [عَنْ مُجَاهِدٍ](1)، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:"مَنْ قَدَّمَ مِنْ وَلَدِهِ ثَلَاثَةً (2) صَابِرًا مُحْتَسِبًا حَجَبُوهُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ النَّارِ".
* [هذا موقوف حسن](3).
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ك).
(2)
في (سد): "ثلاثة من ولده".
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (سد).
786 -
الحكم عليه:
هذا إِسناد صحيح موقوف، وقد ادّعى قوم عدد سماع مجاهد من عائشة وهو قول مرفوض. انظر: جامع التحصيل (336).
وقول الحافظ: حسن، فيه نظر، فرجاله كلهم ثقات.
والأثر أورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: أمختصر)، وسكت عنه، ولا يخفى ما في ذلك -كما علمت-.
تخريجه:
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 353) في كتاب الجنائز، باب في ثواب الولد يقدمه الرجل، قال: حدثنا عباد بن عوام، عن موسى الجهني به.
وأخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 112: أ) - مرفوعًا بنحوه، قال: حدثنا أحمد بن علي الأبار، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ، حدثنا أبو يحيى التيمي، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره، ولفظه: من قدَّم شيئًا من ولده صابرًا محتسبًا حجبوه بإذن الله من النار.
وقال الطبراني: لم يروه عن موسى إلَّا أبو يحيى.
قلت: هو إسماعيل بن إبراهيم التيمي، قال في التقريب (106: 421): ضعيف.
787 -
وَقَالَ أَيْضًا: حَدَّثَنَا (1) مَسْلَمَةُ (2)، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ (3)، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلْأَنْصَارِ رضي الله عنهم (4): "مَا الرَّقُوبُ فِيكُمْ". قَالُوا: [الَّذِي لَا وَلَدَ (5) لَهُ]. قَالَ: "لَيْسَ ذَاكُمْ بِالرَّقُوبِ، الرَّقُوبُ الَّذِي يَقْدِمُ عَلَى رَبِّهِ عز وجل، وَلَمْ يُقَدِّمْ أَحَدًا مِنْ وَلَدِهِ".
* [هَذَا مُرْسَلٌ قوي].
(1) في (ك): "وقال أيضًا: ما من مسلم عن أبي حرب. .. "، وهذا إقحام عجيب.
(2)
"سلمة" في جميع النسخ، والصواب:"مسلمة".
(3)
في (ك): "مطرف بن عبد الله بن المثنى"، وهو خطأ عجيب.
(4)
في (عم) و (سد): "يا للأنصار ما الرقوب فيكم".
(5)
في (عم): "الذي لا يولد له"، وفي (ك) بياض مقدار كلمة.
787 -
الحكم عليه:
هذا إِسناد حسن مرسل، مطرف بن عبد الله بن الشخير تابعي، روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة.
ولذلك قال الحافظ ابن حجر: هذا مرسل قوي، وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 116: أ)، وعزاه لمسدد مرسلًا وقال: رجاله ثقات.
تخريجه:
لم أجده، لكن له شواهد من حديث ابن مسعود وأنس بن مالك وأبي هريرة، أما حديث ابن مسعود فلفظه: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما تعدون الرقوب فيكم، قال: قلنا: الذي لا يولد له، قال: ليس ذاك بالرقوب، ولكنه الرجل الذي لم يقدم من ولده شيئًا، قال: فما تعدون الصرعة فيكم؟ قال: قلنا: الذي لا يصرعه الرجال. قال: ليس بذلك ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب.
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة والآداب (4/ 2014: 2608)،=
= باب فضل من يملك نفسه عند الغضب، وأخرج أبو داود شطره الثاني المتعلق بالصرعة في كتاب الأدب من سننه (5/ 138: 4779)، وانظر: تحفة الأشراف (7/ 17)، وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 68)، والبخاري في الأدب المفرد (ص 65، 66).
وأما حديث أنس بن مالك فسيأتي الكلام عليه تفصيلًا في رقم (778)، وحديث أبي هريرة سيأتي الكلام عليه أيضًا في رقم (780).
788 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ (1)، حَدَّثَنَا رُشَيْدٌ (2) أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: وَقَفَ (3) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَجْلِسٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ [فَقَالَ: يَا بني سلمة](4) ما الرقوب. فذكر مثله.
(1) في (ك): "سعيد بن أبي رشيد أبو عبد الله"، وهو خطأ.
(2)
فط (عم): "راشد".
(3)
في عبارة (عم) اختلاف، وهذا نصها:"دخلت ورسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَجْلِسٍ".
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ك).
788 -
الحكم عليه:
هذا إِسناد ضعيف لجهالة رشيد.
وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: أمختصر)، وسكت عليه.
قلت: وفيه رشيد وقد علمت حاله.
تخريجه:
أخرجه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 406) - من طريق قتادة، عن أنس به.
ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ؟ قَالُوا: الَّذِي لَا وَلَدَ له، قال: بل هو الذي لا فرط له".
قال البزار: لا نعلم رواه عن قتادة إلَّا همام ولا عنه إلَّا يعقوب.
قلت: وسنده صحيح، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 12): ورجال البزار رجال الصحيح.
وأورده المتقي الهندي في كنز العمال (3/ 165: 1456)، وعزاه لأبي عوانة ويشهد له حديث مطرف السابق برقم (73)، وحديث أبي هريرة الآتي برقم (787).
789 -
[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (1): حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (2) بْنِ عَطَاءٍ الْمَكِّيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ (3) رضي الله عنها، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا (4) وَهِيَ تُطْبَخُ حَيْسًا (5)، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلَاثَةٌ (6) لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ كَانُوا لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ". قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، واثنان. قال صلى الله عليه وسلم:"ثلاثة". قُلْتُ (7): وَاثْنَانِ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ"(8)، ثُمَّ سَكَتَ. ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:"اثْنَانِ (9) يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ .. اثْنَانِ يَا أُمَّ مُبَشِّرٍ"(10).
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.
(1) في (ك): زيادة "ابن أبي شيبة".
(2)
تحرفت في (عم) إلى: "عبد الله".
(3)
تصحفت في (ك) إلى: "أم ميسر".
(4)
في (ك): "أنه دخل على، ثم بياض مقدار كلمة، وهي تطبخ.
(5)
جاء في الإِتحاف (1/ 116: أمختصر): "حشيشًا"، وفي رواية:"حيسًا".
(6)
في (عم):"ثلاثًا".
(7)
في (عم) و (ك): "قالت".
(8)
ما بين المعقوفتين ساقط من (عم).
(9)
تصحفت في (ك) إلى: "أم ميسر".
(10)
ما بين المعقوفتين ليس في (ك).
789 -
[1] الحكم عليه:
هذا إِسناد ضعيف، فيه محمد بن أبي ليلى وهو ضعيف، ثم إن فيه راويًا مجهولًا، وهو الراوي عن أم مبشر.
وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: أمختصر)، وقال: سنده ضعيف=
= لجهالة بعض رواته، وضعف بعضهم.
تخريجه:
أخرجه أبو يعلى -كما قال الحافظ ابن حجر هنا في المطالب - قال أبو يعلى: حدثنا أبو بكر به، وسنده ضعيف -كما علمت-، لكن ورد من طريق أخرى وهي الآتية برقم (779)[3]، وهي وإن كانت ضعيفة لكنها تتقوى بهذه الطريق.
[3]
وَحَدَّثَنَا ابْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، [حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّرٍ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ مختصرًا](1).
(1) ما بين المعقوفتين بياض في (ك).
789 -
[3] الحكم عليه:
الإِسناد ضعيف، فيه المثنى بن الصباح وقد علمت حاله. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 9)، وأعله بالمثنى.
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 103)، قال: حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، عن المثنى بن الصباح به
…
ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: (يا أم مبشر من كان له ثلاثة أفراط من ولده أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم، وكانت أم مبشر تطبخ طبيخًا، فقالت: أو فرطان، فقال: أو فرطان.
وسنده ضعيف، من أجل المثنى بن الصباح، لكنه يتقوى بطريق الباب السابقة برقم (779)[1]، فيكون الحديث حسنًا لغيره.
ثم إن له شواهد كثيرة ذكرت بعضها في تخريج الحديث رقم (774)، والله الموفق.
790 -
[1] [وَقَالَ (أَبُو بَكْرٍ)(1): حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَعُدُّونَ الرَّقُوبَ فِيكُمْ". قَالُوا: الَّذِي لَا وَلَدَ لَهُ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: "لَا، بَلِ الَّذِي لَا فَرَطَ بِهِ".
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، بِهَذَا] (2).
[3]
وَحَدَّثَنَا (3) أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حدثنا أبو خالد، به.
(1) ما بين الهلالين ساقط من الأصل، وأثبته من باقي النسخ.
(2)
ما بين المعقوفتين بياض في (ك).
(3)
القائل هو: أبو يعلى الموصلي، وذلك في مسنده.
790 -
الحكم عليه:
هذا إِسناد حسن أبو خالد الأحمر، صدوق يخطئ -كما قال ابن حجر في التقريب (250: 2547) -. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 116: أ)، وقال: رجاله ثقات.
تخريجه:
أخرجه أبو يعلى في مسنده -كما قال ابن حجر هنا في المطالب-، والبوصيري في الإِتحاف (1/ 116: أمختصر)، قال: حدثنا أبو بكر به.
ورواه أيضًا أبو يعلى من وجه آخر فقال: حدثنا أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ بِهِ، وأبو هشام الرفاعي ضعيف -كما في التقريب (514: 6402) -.
ومن شواهده: حديث مطرف المرسل وقد تقدم برقم (73). وحديث ابن مسعود وقد تقدم في تخريج الحديث رقم (777) أيضًا، وحديث أنس وتقدم برقم (874).
791 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ (1)، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهَا ابْنٌ لَهَا مَرِيضٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَشْفِيَ ابْنِي هَذَا، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"هَلْ لكِ فَرَط". قَالَتْ: بَلْ فِي الإِسلام. قَالَ صلى الله عليه وسلم: "جُنَّة حَصِينه، [جُنَّةٌ حَصِينَةٌ"] (2).
* هَذَا إِسناد حَسَنٌ (3)، فإِن أَبَا عُبَيْدَةَ وَإِنْ كَانَ فِيهِ مَقَالٌ، لَكِنْ جَاءَ مِنْ وَجْهٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(1) جاءت في (ك) غير منقوطة، وفيها خطأ هكذا:"حدثنا أبو عبيدة الناجي ابن محمد بن سيرين"، وهو خطأ واضح.
(2)
ما بين المعقوفتين ليس في (حس).
(3)
في (ك): "هذا أشبه وحسن"، وبأباه السياق.
791 -
الحكم عليه:
هذا إِسناد ضعيف، فيه أبو عبيدة الناجي، وهو ضعيف، مضطرب الحديث.
والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 10)، وعزاه لأبي يعلى ثم أعلّه بأبي عبيدة.
وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: ب)، وسكت عليه.
تخريجه:
لم أجده، لكن يشهد له ما جاء من وجه آخر صَحِيحٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نحوه -كما قال الحافظ ابن حجر-.
ولفظه: قال -أبو هريرة-: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها، فقالت: يا نبي الله، ادع الله له، فلقد دفنت ثلاثة، قال: دفنت ثلاثة؟ قالت: نعم. قال: "لقد احتظرت بحظار شديد من النار". أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2030: 2636):
كتاب البر والصلة والأداب، باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه، والنسائي=
= (4/ 26)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 67)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 352)، والبخاري في الأدب المفرد (63: 144).
ويشهد له أيضًا حديث زهير بن علقمة نحوه إلَّا أن فيه: قالت: مات لي ابنان .. أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 314)، والبزار -كما في كشف الأستار (1/ 405) -، وسنده حسن، فيه عبيد الله بن إياد بن لقيط، قال الحافظ في التقريب (369: 4277): صدوق، ليّنه البزار وحده.
وأورده المتقي الهندي في الكنز (3/ 166)، وعزاه للبغوي والبارودي وابن قانع.
792 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْحَكَمِ (1)، عَنْ عُثْمَانَ (2) بْنِ أَبِي الْعَاصِ (3) رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَقَدِ اسَّتَجَنَّ (4) جُنّة حَصِينة مَنْ سَلَفَ (5) لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْأَوْلَادِ فِي الْإِسْلَامِ".
(1) غير واضحة في الأصل وأثبتها من باقي النسخ.
(2)
في (ك): "عن يزيد بن الحكم، عن عمه، عن أبي العاص"، وهو خطأ.
(3)
غير واضحة في الأصل، وأثبتها من باقي النسخ.
(4)
في (ك): "استحق".
(5)
في (عم): "قدم" بدل: "سلف".
792 -
الحكم عليه:
هذا إِسناد ضعيف، فيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي، والقاسم بن محمد بن أبي شيبة وهما ضعيفان، ويزيد بن الحكم مجهول الحال، والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 6)، وأعله بعبد الرحمن فقط، وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: أمختصر)، وسكت عليه.
تخريجه:
أخرجه البزار -كما في كشف الأستار 1/ 406) -، والطبراني في الكبير -كما في مجمع الزوائد (3/ 6) -، والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 273)، من طريق عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، عن عبد الرحمن بن إسحاق به.
تحرّفت في المعرفة والتاريخ إلى عمرو، والصواب أنه عمر. انظر ترجمته في كتب الرجال مثل التهذيب (7/ 435)، والتقريب (411: 4880).
ووقع في كشف الأستار: عمر بن حفص بن غياث، عن عبد الرحمن، والصواب ما أثبته -كما في المعرفة والتاريخ (3/ 37) -، وحتى يستقيم الإِسناد.
قال البزار بعد أن ذكر الحديث: لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلَّا بهذا الإِسناد، وعبد الرحمن كوفي يقال له: أبو شيبة، حدث عنه مروان بن معاوية=
= ومحمد بن فضيل والقاسم بن مالك وعبد الواحد بن زياد وحفصر وغيرهم، وليس حديثه حديث حافظ.
قلت: هو ضعيف -كما في ترجمته في التهذيب (6/ 136) -، فالإسناد ضعيف، ويزيد بن الحكم مجهول الحال.
لكن للحديث شواهد كثيرة تقدم ذكر بعضها في تخريج الحديث رقم (774)، وعليه فالمتن ثابت، والله الموفق سبحانه.
793 -
وقال أبو يعلى: حدثنا أبو هشام الرفاعي، حَدَّثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثنا (1) بَشِيرُ بْنُ المهاجر، عن أبي بُرَيْدَةَ (2) [عَنْ أَبِيهِ] (3) رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَهَّدُ الْأَنْصَارَ وَيَعُودُهُمْ وَيَسْأَلُ عَنْهُمْ، فَبَلَغَنَا أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْأَنْصَارِ مَاتَ لَهَا ابْنٌ فَجَزِعَتْ عَلَيْهِ، فَأَتَاهَا صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَهَا بِتَقْوَى اللَّهِ تَعَالَى وَالصَّبْرِ. فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ رَقُوبَةٌ (4)، لَا أَلِدُ، وَلَمْ يَكُنْ لِي وَلَدٌ غَيْرَهُ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:"الرَّقُوبُ (5) الَّتِي يَبْقَى (6) وَلَدُهَا". ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:"مَا مِنِ امرىء مُسْلِمٍ وَلَا مُسْلِمَةٍ، يَمُوتُ لَهَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، إلَّا يُدْخِلُهُمَا (7) الْجَنَّةَ". فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: بِأَبِي أَنْتَ (8) يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاثْنَانِ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: "وَاثْنَانِ".
(1) في (عم): "عن بشير".
(2)
في (ك): "عن ابن بريدة".
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (عم).
(4)
كذا في الأصل، وفي باقي النسخ:"رقوب".
(5)
في (ك): "الرب"، وهو خطأ محض.
(6)
في (ك): "تبقى". وجاء في هامش الأصل تفسير لهذه الكلمة: "يعيش".
(7)
في (عم): "يدخلها".
(8)
في (ك): "بأبي أنت وأمي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
793 -
الحكم عليه:
هذا إِسناد ضعيف، أبو هشام الرفاعي ضعف، لكن تابعه أحمد بن عثمان شيخ البزار وورد من وجه آخر -كما سيأتي في التخريج-.
والحديث أورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: ب)، وسكت عليه.
تخريجه:
أخرجه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 405) - بنحوه. قال: حدثنا=
= أحمد بن عثمان، حدثنا جعفر بن عون، عن بشير بن المهاجر به.
ولفظه: عن بريدة، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فبلغه أن امرأة من الأنصار مات ابن لها، فجزعت عليه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه، فلما بلغ باب المرأة قيل للمرأة: إن نبي الله يريد أن يدخل يعزيها، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: أما إنه قد بلغني أنك جزعت على ابنك. فقالت: يا نبي الله! ما لي لا أجزع وأنا رقوب لا يعيش لي ولد، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إنما الرقوب الذي يعيش ولدها، إنه لا يموت لامرأة مسلمة أو أمرىء مسلم نسمة، أو قال: ثلاثة من ولده، فيحتسبهم إلَّا وجبت له الجنة، فقال عمر: وهو عَنْ يَمِينِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: بأبي وأمي واثنين؟ فقال نبي الله: "واثنين".
وسنده حسن من أجل بشير بن المهاجر، فهو صدوق فيه لين -كما في التقريب (125/ 723) -، أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 8)، وعزاه للبزار وقال:
رجاله رجال الصحيح.
وقد أخرجه الحاكم في مستدركه (1/ 384) من طريق واصل بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا بشير بن المهاجر به.
ولفظه مثل لفظ الباب. وقال الحاكم: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي في التلخيص.
قلت: وسنده حسن، من أجل بشير، ففي حفظه ضعف -كما تقدم-، وكذا حسن هذا السند العلامة الألباني في أحكام الجنائز (165)، وصحح الحديث في صحيح الجامع (3/ 189: 3549)، وذلك بشواهده ومتابعاته.
والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير وعزاه لابن أبي الدنيا عن بريدة ورمز له بالصحة -كما في فيض القدير (4/ 57) -.
794 -
وبهذا الإِسناد: [و](1) كان رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُجَالِسُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ خُمَاسِيٌّ، فَمَاتَ، فَجَزِعَ عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَسُرُّكَ (2) أَنْ لَا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إلَّا وَجَدْتَهُ يَدْعُوكَ إِلَيْهِ. قال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: فهو كما أقول لك.
(1) ما بين المعقوفتين ليس في (ك).
(2)
في (حس): "أيسرك".
794 -
الحكم عليه:
الإِسناد ضعيف، فيه أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي، وهو ضعيف.
وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 116: ب مختصر)، وسكت عليه.
تخريجه:
لم أجده، لكنه ورد من حديث قرة بن إياس المزني رضي الله عنه. أخرجه أحمد (5/ 34) واللفظ له، والنسائي باختصار (4/ 23: 1870)، والحاكم في المستدرك (1/ 384)، وصححه ووافقه الذهبي، وكذا رواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 59)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 354)، وابن حبان (الإحسان 4: 262) كلهم من طريق شيبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه به.
ولفظه عند أحمد: أن رجلًا كان يأتي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ ابْنٌ له، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أتحبه؟ فقال: يا رسول الله، أحبك الله كما أحبه، ففقده النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا فعل ابن فلان، قالوا: يا رسول الله مات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه: أما تحب أَنْ لَا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إلَّا وجدته ينتظرك. فقال الرجل يا رسول الله: أله خاصة أو لكلنا؟ قال: بل لكلكلم.=
= ولفظ النسائي: إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له، فقال له: أتحبه. فقال: أحبك الله كما أحبه، فمات، ففقده، فسأل عنه، فقال: ما يَسُرُّكَ أَنْ لَا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الجنة إلَّا وجدته عنده يسعى يفتح لك.
وسنده صحيح، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 10)، وقال: رجاله رجال الصحيح.
وبالجملة فحديث الباب صحيح بهذا الشاهد.
4 -
بَابُ الْمَوْتِ (1) يَوْمَ الْجُمُعَةِ
795 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (2)، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ (3)، عَنْ وَاقِدِ بْنِ سَلَامَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيِّ (4)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وُقِيَ عَذَابَ الْقَبْرِ".
(1) في (عم) و (سد): "موت" بالتنكير، وفي (ك):"باب فضل موت يوم الجمعة".
(2)
في (عم): "إسماعيل بن علية"، وهو خطأ، والصواب أنه:"أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن سر الهلالي القطيعي".
(3)
تحرفت في (ك) إلى: "عبد الله بن جبير".
(4)
في هامش الأصل: "يزيد الرقاشي، فيه كلام.
795 -
الحكم عليه:
هذا إِسناد ضعيف، مسلسل بثلاثة ضعفاء، عبد الله بن جعفر، وشيخه، وشيخ شيخه كلهم ضعفاء وذكره كل من الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 319)، والبوصيري في الإِتحاف (1/ 113: أ)، وأعلاه بيزيد الرقاشي، وضعفه الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 253).
تخريجه:
أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 2554) عن أبي يعلى به، وسنده ضعيف=
= -كما علمت-، لكنه يتقوى بالشواهد، فقد ورد مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص، وجابر بن عبد الله، وعمر بن الخطاب، وإياس بن بكير مرفرعًا، وعن عطاء مرسلًا.
1 -
أما حديث عبد الله بن عمرو، فأخرجه أحمد في مسنده (2/ 220) من طريق بقية بن الوليد، حدثني معاوية بن سعيد التجيبي سمعت أبا قبيل يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقي فتنة القبر".
وبقية مدلس، لكنه صرح بالتحديث هنا، فأمن تدليسه، لكن فيه معاوية ابن سعيد التجيبي -بضم التاء وكسر الجيم- قال الحافظ في التقريب (537: 6757): مقبول، يعني إذا توبع.
وأخرجه أحمد في مسنده (6/ 7 الفتح الرباني)، والترمذي في سننه (2/ 268 عارضة) من طريق هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا به.
ولفظه: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلَّا وقاه الله فتنة القبر.
قال الترمذي: هذا حديث غريب، وليس إِسناده بمتصل ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعًا من عبد الله بن عمرو.
قلت: وقد ضعفه الحافظ في الفتح (3/ 253)، وكذا المباركفررى في تحفة الأحوذي (4/ 188)، قال العراقي -كما في إتحاف السادة المتقين (3/ 217) -: ووصله الترمذي الحكيم في النوادر بزيادة عياض بن عقبة الفهري بينهما، وقيل لم يسمع عياض أيضًا من عبد الله بن عمر، وبينهما رجل من الصدف.
قال الزبيدى في شرحه على إحياء علوم الدين (3/ 217): ووجد بخط=
= الحافظ ابن حجر في طرة الكتاب ما نصه: الرواية التي فيها رجل من الصدف رواها حميد بن زنجويه في الترغيب له من طريق ربيعة بن سيف، عن عبد بن مجدم، عن رجل من الصدف، عن عبد الله بن عمرو، ورجح الخطيب هذا الطريق.
2 -
وأما حديث جابر بن عبد الله: فأخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 155) قال: حدثنا عبد الرحمن بن العباس الوراق، حدثنا أحمد بن داود السجستاني، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا عمر بن موسى بن الوجيه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فذكره.
ولفظه: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة أُجِير من عذاب القبر، وجاء يوم القيامة وعليه طابع الشهداء. قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث جابر ومحمد، تفرد به عمر بن موسى، وهو مدلس فيه لين. قلت: بل قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: هو ممن يضع الحديث متنًا وإسنادًا.
انظر: ترجمته في الميزان (3/ 224). وعلى ذلك، فالإسناد ضعيف جدًا على أقل الأحوال، لا يصلح في المتابعات والشواهد.
3 -
وأما حديث عمر بن الخطاب، فقال الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (3/ 217): أخرجه الشيرازي في الألقاب، ولفظه: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة عوفي من عذاب القبر وجرى له عمله.
4 -
وأخرج حميد بن زنجويه في الترغيب -كما في تحفة الأحوذي (4/ 88) -: عن إياس بن بكير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من مات يوم الجمعة كتب له أجر شهيد، ووقي فتنة القبر.
5 -
وأخرج حميد أيضًا في ترغيبه من طريق ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مسلم أو مسلمة يموت في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلَّا وقي=
= عذاب القبر، وفتنة القبر، ولقي الله، ولا حساب عليه، وجاء يوم القيامة ومعه شهود يشهدون له أو طابع.
وسنده مرسل، أو معضل.
وبالجملة، فطرق هذا الحديث ومتابعاته وشواهده كلها لا تخلو من مقال، لكن بمجموعها يكون الحديث حسنًا، أو صحيحًا لغيره، ولذلك رمز له السيوطي في الجامع الصغير بالحسن -كما في فيض القدير (5/ 499) -، وتابعه الألباني في صحيح الجامع (5/ 181: 5649)، وأحكام الجنائز (ص 35).