المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌11 - باب الدفن - المطالب العالية محققا - جـ ٥

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌8 - بَابُ الْإِنْصَاتِ لِلْخُطْبَةِ

- ‌11 - بَابُ زَجْرِ التَّخَلُّفِ [عَنِ الْجُمُعَةِ]

- ‌12 - بَابُ الزَّجر عَنْ تَخَطِّي [رِقَابِ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ]

- ‌13 - بَابُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ [رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَهَا]

- ‌14 - بَابُ مَنْ صَلَّى [بَعْدَ الْجُمُعَةِ وَمَنْ كَرِهَ ذَلِكَ]

- ‌16 - بَابُ صَلَاةِ الْخَوْفِ

- ‌17 - بَابُ صَلَاةِ الكسُوف

- ‌18 - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ

- ‌19 - بَابُ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

- ‌9 - كِتَابُ الْجَنَائِزِ

- ‌2 - بَابُ الْأَمْرِ بِالصَّبْرِ

- ‌3 - بَابُ ثَوَابِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌5 - بَابُ غُسْلِ الْمَيِّتِ

- ‌6 - بَابُ الْكَفَنِ

- ‌7 - بَابُ الْمَشْي مَعَ الْجَنَازَةِ وَالْقِيَامِ [مَعَهَا إِلَى أَنْ تُدْفَنَ]

- ‌8 - بَابُ الْقِيَامِ لِلْجَنَازَةِ

- ‌9 - بَابُ تَقْدِيمِ الإِمام [فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ]

- ‌10 - بَابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ [أَنْ يَتْبَعَ الْجَنَازَةَ]

- ‌11 - بَابُ الدَّفْنِ

- ‌12 - بَابُ دَفْنِ الشَّهِيدِ حَيْثُ يُقْتَلُ

- ‌13 - باب التعزية

- ‌15 - بَابُ زِيَارَةِ الْقُبُورِ [وَالْأَدَبِ فِي ذَلِكَ]

- ‌16 - بَابُ الدَّفْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ

- ‌17 - بَابُ كَرَاهِيَةِ [مَوْتِ الْفُجْأَةِ]

- ‌20 - بَابُ إِخْرَاجِ النُّوَّائحِ [مِنَ الْبُيُوتِ وَالزَّجْرِ عَنِ النِّياحة]

- ‌21 - بَابُ الدُّعَاءِ [فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ]

- ‌23 - بَابُ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ

- ‌24 - بَابُ الصُّفُوفِ [عَلَى الْجَنَازَةِ]

- ‌25 - بَابُ أَلَمُ الْمَوْتِ

- ‌27 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ

- ‌28 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى [وَالتَّرْغِيبِ فِي الثَّنَاءِ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ]

- ‌30 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْغَائِبِ

- ‌31 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى مَنْ قَالَ [لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ]

- ‌10 - كِتَابُ الزَّكَاةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الزَّكَاةِ

- ‌2 - بَابُ زَكَاةِ [النَّعَمِ]

- ‌3 - بَابٌ جَامِعٌ فِي [حُدُودِ الزَّكَاةِ]

- ‌5 - بَابُ إِسْقَاطِ الزَّكَاةِ [عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ]

- ‌10 - بَابُ جَوَازِ تَعْجِيلِ الزَّكَاةِ

- ‌11 - باب جواز أخذ القيمة في الزكاة

- ‌12 - بَابُ تَحْرِيمِ الصَّدَقَةِ [عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَمَوَالِيهِمْ]

- ‌14 - باب زكاة التجارة

- ‌15 - بَابُ زَكَاةِ الْحُلِيِّ

- ‌17 - [بَابُ الْخَرْصِ فِي الثِّمَارِ]

- ‌30 - بَابُ زَكَاةِ الْفِطْرِ

- ‌33 - بَابُ أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ

- ‌34 - بَابُ وُصُولِ الصَّدَقَةِ إِلَى الْمَيِّتِ

- ‌36 - بَابُ ذَمِّ الْبُخْلِ

- ‌37 - باب إنجاز الوعد

الفصل: ‌11 - باب الدفن

‌11 - بَابُ الدَّفْنِ

822 -

قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (1) أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي (2) يُونُسَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ كَانَ أَصْلُهُ رُومِيَّا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ يَقُولُ: أُوَّهْ

أُوَّهْ، فِي دُعَائِهِ، قَالَ: فخرجتُ ليلة (3) فإِذا رسول الله يدفن ذلك الرجل ليلًا على [مصباح](4).

(1) في (ك): "حدثنا جبير، حدثنا أبو كريب"، وهو خطأ، واقحام عجيب.

(2)

في (ك): "عن ابن يونس"، وهو تحريف.

(3)

في (ك): "ذات ليلة".

(4)

ما بين المعقوفتين ساقط من (ك).

ص: 305

822 -

الحكم عليه:

الإِسناد ضعيف لجهالة التابعي الراوي عن أبي ذر.

وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 123 ب)، وعزاه لأبي يعلى وقال: سنده ضعيف لجهالة بعض رواته.

ص: 305

تخريجه:

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 346) قال: حدثنا وكيع به نحوه. وأخرجه الحاكم في مستدركه (1/ 368) من طريق شعبة، عن أبي يونس قال:=

ص: 305

= سمعت رجلًا كان بمكّة، وكان روميًا. وفي حديث شعبة اسمه: وقاص، يحدث عن أبي ذرّ به.

قال الحاكم: وسنده معضل، وواففه الذهبي في التلخيص. لكن يشهد له -كما قال الحاكم-، ووافقه الذهبي في التلخيص- ما رواه الحاكم في المستدرك (1/ 368) من طريق إسحاق بن منصور السلولي، حدثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن جابر أنّ رجلًا كان يرفع صوته بالذكر فقال رجل: لو أن هذا خفض من صَوْتَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فإِنه أوّاه. قال: فمات، فرأى رجل نارًا في قبر، فأتاه فإِذا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فيه. وهو يقول: هَلُمُّوا إلى صاحبكم، فإِذا هو الرجل الذي كان يرفع صوته بالذكر.

تابعه أبو أحمد الزبيري، حدثنا محمد بن مسلم الطائفي. أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 368)، ولفظه: عن جابر بن عبد الله قال: رأيت نارًا في المقابر، فأتيتهم فإِذا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في القبر، وهو يقول: ناولوني صاحبكم.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرّجاه، ووافقه الذهبي.

قلت: محمد بن مسلم الطائفي، إنما أخرج له مسلم متابعة، والبخاري تعليقًا.

انظر هدي الساري (ص 458).

وبالجملة، فحديث أبي ذر حسن لغيره، والله أعلم.

ص: 306

823 -

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ آخَرَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:[إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم](1) حضرنا مَيِّتًا يُدْفَنُ فَقَالَ: "لَا تُثْقِلُوا صَاحِبَكُمْ"، قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي أَنْ لَا يُزَادَ عَلَى تُرَابِ الْحُفْرَةِ. وَرُبَّمَا (2) قَالَ فِي الْحَدِيثِ: "خَفِّفُوا عَنْ صَاحِبِكُمْ". قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي مِنْ تُرَابِ الْقَبْرِ.

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ك).

(2)

في (ك): "ودعا"، وهو تحريف عجيب.

ص: 307

823 -

الحكم عليه:

الإسناده ضعيف، لجهالة التابعي، ثم إن فيه ابن إسحاق وهو مدلس وقد عنعن هنا، وعنعنته غير محمولة على الاتصال.

وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 122: أ)، وعزاه لابن أبي عمر، وأعله بجهالة التابعي، وعنعنة ابن إسحاق.

ص: 307

تخريجه:

لم أجده. لكن يشهد له حديث جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نهى أن يُبْنى على القبر، أو يزاد عليه، أو يجصص.

رواه الحاكم في المستدرك (1/ 370)، والبيهقي في الكبرى (3/ 410) من طريق حفص بن غياث، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر به، قال الحاكم:

صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

قلت: لكن فيه عنعنة ابن جريج، وهو من المرتبة الثالثة، لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع. وعند البيهقي (3/ 410): ورواه أبان بن أبي عياش، عن=

ص: 307

= الحسن، وأبي نضرة، عن جابر، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"ولا زياد على حفيرته التراب".

قال البيهقي: وفي الحديث الأول -يعني الطريق الأول- كفاية؛ أبان ضعيف. يعني أن الطريق الأولى تغني عن الثانية، إذ في الثانية من هو ضعيف.

وبالجملة فحديث الباب يتقوى بشواهده، فيصبح حسنًا لغيره -والله أعلم-.

ص: 308

824 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، [أَنْبَأَنَا مُجَالِدٌ (1)، (عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ) (2)](3)، رضي الله عنهما قَالَ: أَوْصَانِي عُمَرُ رضي الله عنه قَالَ: إِذَا وَضَعْتَنِي فِي لَحْدِي، فافْضِ بِخَدِّي إِلَى الْأَرْضِ حَتَّى لَا [يَكُونَ](4) بَيْنَ جلدي وبين الأرض شيء (5).

(1) في (عم): "أنبأنا مالك"، وهو تحريف، والصواب ما في الأصل؛ وكذا في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 122: ب).

(2)

ما بين الهلالين ساقط من سد.

(3)

ما بين المعقوفتين ساقط من (عم).

(4)

ما بين المعقوفتين بياض في (عم) مقدار كلمة. وفي (سد): "حتى لا يصير".

(5)

ص: 309

824 -

الحكم عليه:

الإِسناد ضعيف من وجهين:

1 -

ضعف مجالد بن سعيد.

2 -

ثم إن فيه انقطاعًا بين الشعبي وابن عمر، فإِنه لم يسمع من ابن عمر -كما في المراسيل لابن أبي حاتم (ص 160)، وجامع التحصيل (ص 249) -.

وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 122: ب)، وعزاه لأحمد بن منيع وقال: سنده ضعيف لضعف مجالد.

ص: 309

تخريجه:

لم أجده.

ص: 309

825 -

[وَقَالَ](1) أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ عَبْدِ الْحَكَمِ (2) بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: لَمَّا وَقَعَ طَاعُونُ الْجَارِفِ احْتَفَرَ بُشَير بْنُ كَعْبٍ (3) لِنَفْسِهِ قَبْرًا، فَقَرَأَ فِيهِ الْقُرْآنَ حَتَّى خَتَمَهُ، فَلَمَّا مَاتَ رضي الله عنه دُفِن فيه (4).

(1) ما بين المعقوفتين زيادة من (ك).

(2)

تحرفت في الأصل إلى: "عبد الحكيم"، والتصويب من باقي النسخ.

(3)

تحرفت في (ك) إلى: "بشر"، وفي (عم):"أبي بن كعب"، وهو خطأ.

(4)

ص: 310

825 -

الحكم عليه:

رجاله ثقات سوى عبد الحكم بن سليمان فلم أجد له ترجمة.

ص: 310

تخريجه:

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 132) قال: قال الحسن بن واقع، حدثنا ضَمرة، عن الحكم بن سليمان، حدثنا ابن أبي غيلان: لما كان طاعون الجارف احتفر بشير بن كعب العدوي قبرًا فقرأ فيه القرآن، فلما مات دفن فيه.

وفيه الحكم بن سليمان ولم أجد له ترجمة، وابن أبي غيلان، لم أعرفه، إلَّا أن يكون الذي يروي عن ابن مسعود، فإِن كان كذلك فقد قال فيه أبو زرعة: مجهول -كما في اللسان (7/ 144) -.

ص: 310

826 -

[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ، [هُوَ](1) ابْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مطرِّف، [عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ](2)، قَالَ: إِنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ رضي الله عنه أَوْصَى بنيه فقال: [و](3) ادفنوني حَيْثُ لَا يَرَانِي بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ فَإِنِّي كنت أغادِرِهم (4) في الجاهلية.

(1) ما بين المعقوفتين ليس في (حس).

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النسخ. وقد ذكر المصنف هذا الأثر في باب النهي عن المسألة من كتاب الزكاة، حديث رقم (931)؛ وساق إِسناده، على الصواب وأثبته كذلك هنا.

وكذا هو في مسند أحمد (5/ 61)، وطبقات ابن سعد (7/ 36).

(3)

ما بين المعقوفتين ساقط من (حس) و (عم) و (سد).

(4)

في (ك): "أعاديهم".

ص: 311

826 -

[1] الحكم عليه:

الإِسناد حسن من أجل حكيم. وقتادة وإن كان مدلسًا فقد صرح بالتحديث في رواية أحمد (5/ 61)، والطبراني في الكبير (18/ 339). والأثر ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 110: ب)، وعزاه لمسدد وقال: رجاله ثقات.

ص: 311

تخريجه:

أصله في مسند أحمد (5/ 61) لكن دون متن الباب، فقد أخرجه أحمد قال:

حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة قال، سمعت قتادة يحدث عن مطرف بن الشِّخِّير وحجاج قال: حدثني شعبة، قال حجّاج في حديثه: سمعت مطرِّف بن الشِّخِّير يحدث عَنْ حَكِيمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبيه أنه أوصى ولده عند موته قال: اتقوا الله. عز وجل وسوِّدوا أَكْبَرَكُمْ، فإِن الْقَوْمَ إِذَا سَوَّدُوا أَكْبَرَهُمْ خلفوا أباهم. فذكر الحديث: وإذا مت فلا تنوحوا علي، فإِن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لم يُنَح عليه. وكذا أخرج هذه المتابعة البزار -كما في الأستار (2/ 137: 1378) -.

وقد تابع أميةَ بنَ خالد:

عبدُ الوهاب بن عطاء العجلي، قال: أخبرنا شعبة به. أخرجه ابن سعد في=

ص: 311

= الطبقات الكبرى (7/ 36) قال: أخبرنا عبد الوهاب به. ولفظه: يا بني سوِّدوا عليكم أكبركم، فإِن القوم إذا سودوا عليهم أكبرهم خلفوا أباهم، وإذا سودوا أصغرهم أزرى بهم عند أكفائهم وعليكم بالمال واصطناعه، فإِنه مأبهة للكريم، ويستغنى به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس فإنها من آخر مكسبة الرجل، ولا تنوحوا عَلَيّ فإِن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه، ولا تدفنوني حيث تشعر بي بكر بن وائل، فإني كنت أغاولهم في الجاهلية.

وتابعه عمرو بن مرزوق قال: حدثنا شعبة به. أخرجه البخاري في الأدب (99: 361)، والطبراني في الكبير (18/ 339: 869)، والمزي في تهذيب الكمال (1/ 321)، ولفظه مثل لفظ ابن سعد.

وفي سنن النسائي (4/ 16): النهي عن النياحة فقط دون القصة، أخرجه من طريق خالد قال: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ حكيم بن قيس، أن قيس بن عاصم قال: لا تنوحوا عَلَيّ فإِن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لم يُنح عليه.

وله طريق أخرى عن الحسن، عن قيس بن عاصم، سيأتي الكلام عليها مفصلًا في الطريق الآتية.

وله طريق أخرى عن عبد الملك بن أبي سوية المنقري قال: سمعت ابن عاصم وهو يوصي، فجمع بنيه وهم اثنان وثلاثون ذكرًا فقال: فذكره. أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 611) مطوّلًا وفيه شعر، والطبراني في الكبير (18/ 341: 871)، والأوسط -كما في مجمع الزوائد (4/ 222) - من طريق محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري، حدثني أبي: الفضل بن عبد الملك، عن أبيه عبد الملك بن أبي سوية به. قال الهيثمي: وفي إِسناده العلاء بن الفضل، قال المزي في تهذيب الكمال (2/ 1073): ذكره بعضهم في الضعفاء. قلت: هو ضعيف، -كما في التقريب (ص 435) -.

وفي الإِسناد أيضًا محمد بن زكريا الغلابي ضعيف جدًا، ومنهم من اتهمه. انظر ترجمته في ميزان الاعتدال (3/ 550).

ص: 312

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ، [قَالَ] (1): إِنَّهُ أَوْصَى، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: وَادْفِنُونِي فِي مَكَانٍ لَا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ فإِنه قَدْ كَانَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ [هَنَّاتٌ](2) فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَأَخَافُ أَنْ يُدخِلوها عَلَيْكُمْ في الإِسلام فيعيبوا (3) عليكم دينكم.

(1) ما بين المعقوفتين ليس في (عم) و (سد) و (ك).

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من (عم)، وفي (ك):"هماسات"، ويبدو أنها محرفة من خماشات.

(3)

في (ك): "فيفتنوا"، ولعلها أقرب من حيث المعنى؛ وفي (بر):"فيغيروا".

ص: 313

826 -

[2] الحكم عليه:

الإِسناد ضعيف جدًا، من أجل زياد بن أبي زياد.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 108)، وقال: فيه زياد الجصاص وفيه كلام وقد وثق.

قلت: بل هو ضعيف جدًا، والذي وثقه ابن حبان مع أنه قال فيه: ربما وَهِم. لكن الراجح فيه تضعيفه.

وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 110 ب)، وسكت عليه.

ص: 313

تخريجه:

أخرجه المزي في تهذيب الكمال (2/ 1136) في ترجمة قيس من طريق البغوي: حدثنا عبد الله بن مطيع به. وأخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 612)، والطبراني في الكبير (18/ 339: 870)، والأوسط -كما في مجمع الزوائد (3/ 108) -، وابن حبان في الثقات (6/ 328) في ترجمة زياد بن أبي زياد، من طريق محمد بن يزيد، حدثنا زياد الجصاص، عن الحسن، حدثني قيس بن عاصم المنقري قال: فذكر قصة قدومه على النبي صلى الله عليه وسلم ووصيته لبنيه.

وسنده ضعيف جدًا من أجل زياد -كما تقدَّم-.=

ص: 313

= وقد تابع زيادًا القاسم بن مطيب، عن الحسن البصري، عن قيس بن عاصم السعدي فذكره نحو لفظ زياد.

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (245: 953)، والبزار -كما في كشف الأستار (3/ 277: 2744) -.

وسنده ضعيف جدًا، فيه القاسم بن مطيب وهو متروك.

وتابعه أيضًا: أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عاصم المنقري، أنه قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: هذا سيد أهل الوبر. قال: فسلمت عليه. ثم قلت: يا رسول الله، المال الذي لا تبعة علي فيه، في ضيف أضياف، أو عيال وإن كثروا.

قال: "نِعْمَ المال الأربعون، وإن أكثر فستون، ويل لأصحاب المئين، ويل لأصحاب المئين، إلَّا من أدى حق الله في رِسْلها وبجدتها، وأطرق فحلها، وأقفر ظهرها، وأحمل على ظهرها، ومنح عزيزتها، ونحر سمينها، وأطعم القانع والمعتر. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الأخلاق وأحسنها، أما إنه ليس يحل بالوادي الذي أنا به أحد له مثل كثرة إبلي. قال: كيف تصنع بالمنيحة؟ قلت: تغدوا الإبل ولا تغدوا الناس، فمن شاء أخذ برأس بعيره، فذهب به. فقال: يا قيس، أمالُك أحب إليك أم مال مولاك؟ قلت: لا بَلْ مَالِي. قَالَ: فَإِنَّمَا لَكَ مِنْ مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أعطيت فأمضيت، وما بقي فلورثتك. قلت: يا رسول الله، لَئِنْ بَقِيتُ لَأَدَعَنَّ عِدتها قَلِيلًا".

قَالَ الْحَسَنُ: ففعل رحمه الله. فلما حضرته الوفاة دعى بنيه فقال: "يا بني خذوا عني، فإِنه لا أَحَدَ أَنْصَحُ لَكُمْ مِنِّي. إِذَا أَنَا مُتُّ فسوّدوا كبيركم ولا تسوِّدوا صغيركم، فتستسفه الناس، وعليكم بإصلاح الْمَالِ، فإِنه مَنْبَهَةٌ لِلْكَرِيمِ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللئيم، وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب المرء، ولم يسأل أحد إلَّا وترك كسبه، وكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وأصوم، وإياكم والنياحة، فإني سمعت رسول الله ينهى عنها، وادفنوني في مكان لا يعلم بي أحد، فإِنه كانت تكون بيننا وبين بكر بن=

ص: 314

= وائل خماشًا في الجاهلية، فأخاف أن يدخلوا بها عليكم في الإِسلام، فيفسدوا عليكم دينكم".

قال الحسن رحمه الله: "نصحهم في الحياة والممات".

رواه الحارث بن أبي أسامة -كما في زوائده (2: 595) عن داود بن المحبر-، حدثنا أبو الأشهب به. وسنده تالف، داود بن المحبَّر متروك، ذاهب الحديث، وسيأتي هذا المتن مطولًا لكن من رواية أبي يعلى برقم (953)، ويغني عن ذلك كله الطريق المتقدمة.

ص: 315

827 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَصَمِّ (1)، [عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ](2)، قَالَ: لَمَّا ماتت ميمونة رضي الله عنها -وَهِيَ خَالَتُهُ- أَخَذْتُ رِدَائِي فَبَسَطْتُهُ فِي لَحْدِهَا، فَأَخَذَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه فَرَمَى به.

(1) في (ك): "حدثني عبد الله بن الأصم"، وهو خطأ.

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من (حس).

ص: 316

827 -

الحكم عليه:

هذا إِسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح.

وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 122: ب)، وقال: رواه مسدد موقوفًا بسند صحيح على شرط مسلم.

ص: 316

تخريجه:

أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 139) قال: أخبرنا يزيد بن هارون ووهب بن جرير بن حازم، قالا حدثنا جرير بن حازم، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، قال: دفنا ميمونة بسرف في الظلة التي بني فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يوم ماتت محلوقة، قد حلقت في الحج، فنزلنا في قبرها أنا وابن عباس، فلما وضعناها مال رأسها فأخذت ردائي، فوضعته تحت رأسها، فانتزعه ابن عباس فألقاه، ووضع تحت رأسها كذّانًا يعني حجرًا.

وسنده صحيح.

ص: 316

828 -

وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا قَيْسٌ، وَشَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الحَدُوا ولا تشقوا.

ص: 317

828 -

الحكم عليه:

الإِسناد ضعيف، من أجل عثمان بن عمير. وقيس وإن كان ضعيفًا فقد تابعه شريك فينجبر ضعف كل منهما، لكن يبقى ضعف الإِسناد في عثمان.

وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 122: أ)، وعزاه لأبي داود الطيالسي وغيره ثم قال: وفي سنده عثمان بن عمير وهو ضعيف.

ص: 317

تخريجه:

رواه ابن ماجه (1/ 496: 1555)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 44)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 408)، وأحمد (4/ 357، 362)، والحميدي في مسنده (2/ 353: 808)، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 477: 6385)، وابن أبي شيبة (3/ 322)، والطبراني في الكبير (2/ 360 - 462: 1319، 2320، 2321، 2322، 2323، 2324، 2325، 2326، 2328)، وابن عدى في الكامل (4/ 1329، 5/ 1814)، وأبو نعيم في الحلية في ترجمة زذان (4/ 203) كلهم من طريق عثمان بن عُمَير، عن زاذان به. ولفظه: اللحد لنا، والشق لغيرنا.

وعثمان بن عمير ضعيف.

لكنه ورد من طريق أخرى، ففد رواه الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 44) من طريق عبد الله بن نمير، عن أبي حمزة الثمالي، عن زاذان به. ولفظه:"اللحد لنا، والشق لأهل الكتاب".

وأبو حمزة الثمالي: اسمه ثابت بن أبي صفية، قال في التقريب (132: 818): ضعيف.

وورد من طريقين آخرين:

- فأخرجه أحمد (4/ 357)، والطبراني في الكبير (2/ 363: 2330) من=

ص: 317

= طريق حمّاد بن سلمة، عن الحجاج، عن عمرو بن مرة، عن زاذان به، وفيه قصّة. ولفظ الشاهد منه: (اللَّحد لنا، والشق لغيرنا".

والحجّاج هو ابن أرطأة، وهو صدوق كثير الخطأ والتدليس، فحديثه ضعيف، وأيضًا فقد عنعنه هنا.

- وأخرجه أحمد (4/ 358) من طريق إسحاق بن يوسف، حدثنا أبو جناب، عن زاذان به. وفيه قصَّة، ولفظ الشاهد منه:"اِلْحدوا ولا تشقّوا، فإِنّ اللّحد لنا والشقّ لغيرنا".

وأبو خباب اسمه يحيى بن أبي حية قال في التقريب (589: 7537) ضعفوه لكثرة تدليسه.

فهذه طرق أربعة لحديث جرير، وإن كل منها لا يخلو من مقال، إلَّا أنه يقوِّي بعضها بعضًا، فضلًا عن أن في الباب عن ابن عباس، وسعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وجابر، وبُرَيدة، وبيان ذلك كما يلي:

أما حديث ابن عباس، فلفظه: اللحد لنا، والشق لغيرنا.

أخرجه أبو داود (3/ 544: 3208)، والنسائي (4/ 80)، والترمذي (2/ 254)، وابن ماجه (1/ 496: 1554)، والطحاوي في مشكل الآثار (4/ 48)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 408). وسنده ضعيف، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (127:2)، وفي إِسناده عبد الأعلي بن عامر وهو ضعيف، وكذا ضعفه المناوي في فيض القدير (5/ 401)، وصححه ابن السكن، ولعل ذلك لشواهده. وأما حديث سعد بن أبي وقاص، فرواه مسلم في صحيحه (2/ 665: 966 - 90)، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّهُ قَالَ في مرضه الذي مات فيه: اِلحَدوا لي لحدًا، وانصبوا علي اللبن نصبًا، كما فُعِل برسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأما حديث ابن عمر، فرواه الإِمام أحمد في مسنده (21/ 256 الفتح الرباني)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 323) من طريق العمري، عن نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ=

ص: 318

= النبي صلى الله عليه وسلم أُلْحِد له. وفيه العمري، وهو: عبد الله بن عمر -كما في التلخيص (2/ 127) - قال في التقريب (314: 3489): ضعيف. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 323) من طريق حجّاج، عن نافع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُلْحِد له ولأبي بكر وعمر.

وحجاج هو: ابن أرطأة، صدوق، كثير الخطأ والتدليس، وأيضًا فقد عنعنه هنا.

وأما حديث بريدة، فرواه ابن عدي في الكامل (5/ 1788)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (3/ 295)، ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 54) كلهم عن عمرو بن يزيد التيمي، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه قَالَ: أُخِذ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من قبل القبلة، وأُلْحِد له، ونصب عليه اللبن نصبًا. ونقل ابن عدي تضعيف عمرو بن يزيد عن ابن معين. وقال ابن عدي: هو في جملة من يُكْتَب حديثه من "الضعفاء" وقال العقيلي: لا يتابع عليه.

وبالجملة فحديث الباب يتقوى بمجموع هذه المتابعات والشواهد ويرتفع إلى رُتبة الحسن، بل الصحيح.

وانظر: نصب الراية (2/ 296 وما بعدها)، والبدر المنير (4/ 41: ب)، والتلخيص الحبير (2/ 127)، وأحكام الجنائز وبدعها (ص 145).

ص: 319

829 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ قَالَ: كَانَ [أَنَسٌ رضي الله عنه إِذَا وُضِعَ الْمَيِّتُ فِي الْقَبْرِ قَالَ: اللَّهُمَّ جَافِ الْأَرْضَ عن جنبيه ووسع](1) عليه حفرته.

(1) ما بين المعقوفتين ملحق في هامش الأصل.

ص: 320

829 -

الحكم عليه:

الإِسناد ضعيف جدًا، من أجل عباس بن الفضل، ثم إن فيه عنعنة قتادة وهو ممن لا يقبل حديثهم إلَّا مصرحًا بالسماع، وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 122 مختصر)، وأعله بالعباس بن الفضل.

ص: 320

تخريجه:

رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 239)، والطبراني في الكبير (1/ 216) من طريق قتادة، عن أنس أنه دفن ابنًا له، فقال: اللهم جاف الأرض عن جنبيه، وافتح أبواب السماء لروحه، وأبدله بداره دارًا خيرًا من داره.

سنده صحيح لولا عنعنة قتادة.

وروى أبو داود في سننه (3/ 546: 3213)، والحاكم (1/ 366)، والبيهقي (4/ 55) عن أبي الصديق الناجي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع الميت في القبر قال: بسم الله، وعلى ملة رسول الله.

وانظر: نصب الراية (2/ 301 وما بعدها) ففيه الكفاية.

ص: 320

830 -

حَدَّثَنَا (1) الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، [حدثنا أبو جلاس](2)، حدثني عثمان بن الشماخ (3)، وَكَانَ ابْنُ أَخِي سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه قَالَ: مَاتَ ابْنٌ لِسَمُرَةَ قَدْ سَعَى، فَسَمِعَ بُكَاءً، فَقَالَ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ؟ قَالُوا: عَلَى فُلَانٍ. فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ، فَدَعَا بِطَسْتٍ أَوْ بعُسّ (4)، فَغُسِل بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ كُفَّن بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لِمَوْلًى لَهُ:

يَا فُلَانُ اذْهَبْ إِلَى حُفْرَتِهِ، فإِذا وَضَعْتَهُ (5) فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ وَعَلَى سُنَّةِ (6) رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَطْلِقْ عُقَدَ رَأْسِهِ، وعقد رجليه، وقيل: اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ (7).

(1) في (ك): "وقال الحارث"، والقائل هو الحارث بن أبي أسامة في مسنده.

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من جميع النبي، وقد استدركته من بغية الباحث (2/ 363 المحقق).

(3)

كذا في جميع النسخ عدا (ك) فإِنّ فيها: عثمان بن السماح. وفي المطبوع من المطالب (1/ 219): عثمان بن السماح، وكذا في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 122: ب)، ويبدو -والله أعلم- أنها محرفة من شماس، فضلًا عن أن عثمان هذا قد اختلف في اسم أبيه، فقد قال الحافظ ابن حجر في التقريب (ص 384):"عثمان بن شماس"، أو:"ابن جحاش". قيل: وهو أصوب.

(4)

ما أثبته من (ك)، وتصحفت في الأصل إلى:"نفس"، وفي (حس) إلى:"نعش"، ولم أستطع قراءتها من (عم) و (سد).

(5)

وفي بغية الباحث (2/ 363 محقق): "بشن"، ومثله في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 122: ب).

في (ك): "فإِذا وضعته في قبر، فقل

".

(6)

في (ك): "وعلى ملة".

(7)

ورد في (ك) بعد ذلك [باب الحثي في القبر: تقدم، باب تسوية القبور، حديث علي في البيوع].

ص: 321

830 -

الحكم عليه:

الإِسناد ضعيف جدًا، فيه عثمان بن شماس لم يتابع، والعباس بن الفضل وهو ضعيف جدًا.=

ص: 321

= تخريجه:

رواه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 407) من طريق إبراهيم بن علي، حدثنا يحيى بن يحيى، أنبأنا عبد الوارث، عن عقبة بن سيار، عن عثمان بن أخي سمرة، قال: فذكره.

وسنده ضعيف أيضًا، لأن مداره على عثمان، وهو يحتاج إلى متابع.

لكن لأجزائه شواهد:

منها ما يقال عند وضع الميت في القبر، وقد ورد من حديث ابن عمر، وقد تقدم ذكره في تخريج الحديث السابق برقم (818).

ص: 322