المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌7 - باب المشي مع الجنازة والقيام [معها إلى أن تدفن] - المطالب العالية محققا - جـ ٥

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌8 - بَابُ الْإِنْصَاتِ لِلْخُطْبَةِ

- ‌11 - بَابُ زَجْرِ التَّخَلُّفِ [عَنِ الْجُمُعَةِ]

- ‌12 - بَابُ الزَّجر عَنْ تَخَطِّي [رِقَابِ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ]

- ‌13 - بَابُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ [رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَهَا]

- ‌14 - بَابُ مَنْ صَلَّى [بَعْدَ الْجُمُعَةِ وَمَنْ كَرِهَ ذَلِكَ]

- ‌16 - بَابُ صَلَاةِ الْخَوْفِ

- ‌17 - بَابُ صَلَاةِ الكسُوف

- ‌18 - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ

- ‌19 - بَابُ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

- ‌9 - كِتَابُ الْجَنَائِزِ

- ‌2 - بَابُ الْأَمْرِ بِالصَّبْرِ

- ‌3 - بَابُ ثَوَابِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌5 - بَابُ غُسْلِ الْمَيِّتِ

- ‌6 - بَابُ الْكَفَنِ

- ‌7 - بَابُ الْمَشْي مَعَ الْجَنَازَةِ وَالْقِيَامِ [مَعَهَا إِلَى أَنْ تُدْفَنَ]

- ‌8 - بَابُ الْقِيَامِ لِلْجَنَازَةِ

- ‌9 - بَابُ تَقْدِيمِ الإِمام [فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ]

- ‌10 - بَابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ [أَنْ يَتْبَعَ الْجَنَازَةَ]

- ‌11 - بَابُ الدَّفْنِ

- ‌12 - بَابُ دَفْنِ الشَّهِيدِ حَيْثُ يُقْتَلُ

- ‌13 - باب التعزية

- ‌15 - بَابُ زِيَارَةِ الْقُبُورِ [وَالْأَدَبِ فِي ذَلِكَ]

- ‌16 - بَابُ الدَّفْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ

- ‌17 - بَابُ كَرَاهِيَةِ [مَوْتِ الْفُجْأَةِ]

- ‌20 - بَابُ إِخْرَاجِ النُّوَّائحِ [مِنَ الْبُيُوتِ وَالزَّجْرِ عَنِ النِّياحة]

- ‌21 - بَابُ الدُّعَاءِ [فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ]

- ‌23 - بَابُ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ

- ‌24 - بَابُ الصُّفُوفِ [عَلَى الْجَنَازَةِ]

- ‌25 - بَابُ أَلَمُ الْمَوْتِ

- ‌27 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ

- ‌28 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى [وَالتَّرْغِيبِ فِي الثَّنَاءِ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ]

- ‌30 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْغَائِبِ

- ‌31 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى مَنْ قَالَ [لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ]

- ‌10 - كِتَابُ الزَّكَاةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الزَّكَاةِ

- ‌2 - بَابُ زَكَاةِ [النَّعَمِ]

- ‌3 - بَابٌ جَامِعٌ فِي [حُدُودِ الزَّكَاةِ]

- ‌5 - بَابُ إِسْقَاطِ الزَّكَاةِ [عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ]

- ‌10 - بَابُ جَوَازِ تَعْجِيلِ الزَّكَاةِ

- ‌11 - باب جواز أخذ القيمة في الزكاة

- ‌12 - بَابُ تَحْرِيمِ الصَّدَقَةِ [عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَمَوَالِيهِمْ]

- ‌14 - باب زكاة التجارة

- ‌15 - بَابُ زَكَاةِ الْحُلِيِّ

- ‌17 - [بَابُ الْخَرْصِ فِي الثِّمَارِ]

- ‌30 - بَابُ زَكَاةِ الْفِطْرِ

- ‌33 - بَابُ أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ

- ‌34 - بَابُ وُصُولِ الصَّدَقَةِ إِلَى الْمَيِّتِ

- ‌36 - بَابُ ذَمِّ الْبُخْلِ

- ‌37 - باب إنجاز الوعد

الفصل: ‌7 - باب المشي مع الجنازة والقيام [معها إلى أن تدفن]

‌7 - بَابُ الْمَشْي مَعَ الْجَنَازَةِ وَالْقِيَامِ [مَعَهَا إِلَى أَنْ تُدْفَنَ]

(1)

805 -

إِسْحَاقُ (2): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ المُحاربي (3)، حَدَّثَنَا مُطَّرِحُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ (4) بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ (5)، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، قال: قال أبوسعيد الْخُدْرِيُّ لِعَلِيٍّ رضي الله عنهما: أَخْبِرْنَا يَا (6) أَبَا الْحَسَنِ عَنِ الْمَشْيِ مَعَ الْجَنَازَةِ أَيُّ ذَلِكَ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: وَاللَّهِ إِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا عَلَى الْمَاشِي أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ. قَالَ أَبُو سَعِيدٍ رضي الله عنه: فَوَاللَّهِ (7) مَا جلستُ مُنْذُ شَهِدْتُ جَنَازَةً شَهِدَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما، فَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا.

فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُمَا إِنَّ خِيَارَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ وعمر

(1) لم يظهر في (حس) سوى ما بين المعقوفتين.

(2)

تأخر هذا الحديث في النسخة (ك) فجاء بعد الحديث رقم (810).

(3)

في الأصل: "المجازى"، والتصويب من باقي النسخ وكتب التراجم.

(4)

في (ك): "عبد الله"، وهو تحريف.

(5)

في (ك): "علي بن زيد"، وهو تحريف.

(6)

في (ك): "يا أبا الحسن أخبرنا عن

".

(7)

في (سد): "والله".

ص: 269

رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، ثُمَّ اللَّهُ أَعْلَمَ الْخَيِّرَ (8) أَيْنَ هُوَ، وَلَئِنْ (9)[كنتَ](10) رَأَيْتَهُمَا فَعَلا ذَلِكَ، لَقَدْ فَعَلَا وَهُمَا يَعْلَمَانِ أَنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خلفها على المشي أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ كَمَا نَعْلَمُ (11) أَنَّ دُونَ غَدٍ (12) لَيْلَةً، وَلَكِنَّهُمَا (13) أَحَبَّا أَنْ يَنْبَسِطَ (14) النَّاسُ وَكَرِهَا أَنَّ يَتَضَايَقُوا، وَقَدْ عَلِمَا أَنَّهُمَا يُقْتَدَى (15) بِهِمَا. [قَالَ](16) يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَخْبِرْنِي عَنْ حَمْلِ الْجَنَازَةِ أَوَاجِبٌ عَلَى مَنْ شَهِدَهَا؟ قَالَ رضي الله عنه: لَا، وَلَكِنَّهُ خَيْرٌ، مَنْ شَاءَ أَخَذَ (17) وَمَنْ شَاءَ تَرَكَ (18)، فإِذا (19) كُنْتَ مَعَ جَنَازَةٍ فَقَدِّمْهَا بَيْنَ يَدَيْكَ وَاجْعَلْهَا نُصْبًا بَيْنَ عَيْنَيْكَ، فَإِنَّمَا هِيَ مَوْعِظَةٌ وَتَذْكِرَةٌ وَعِبْرَةٌ، فإِن بَدَا لَكَ أَنْ تَحْمِلَهَا فَانْظُرْ مُؤَخِّرَ السَّرِيرِ الْأَيْسَرِ، فَاجْعَلْهُ عَلَى مَنْكِبِكَ الْأَيْمَنِ، فإِذا انْتَهَيْتَ إِلَى الْمَقْبَرَةِ (20) فَقُمْ وَلَا تَقْعُدْ، فَإِنَّكَ تَرَى أَمْرًا عَظِيمًا، وَإِنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أخوك، أخوك كان ينافسك في الدنيا

(8) في (ك): "بالخير".

(9)

في (ك): "وإن كنت".

(10)

ما بين المعقوفتين ساقط من (سد).

(11)

ما أثبته من الأصل، وفي (ك):"يعلم"، وفي باقي النسخ:"تعلم".

(12)

في (حس): "عند"، وهو تصحيف. وفي (ك):"الغد".

(13)

في (عم): "وإنهما".

(14)

في (عم) و (سد): "يبسط".

(15)

في (ك): "يُهتدى بهما".

(16)

بياض في (ك) مقدار كلمة.

(17)

كذا في الأصل، وفي باقي النسخ:"فمن شاء أخذه".

(18)

في (عم): "تركه".

(19)

في (عم): "وإذا"، وفي (سد):"فإِن كنت".

(20)

في (ك): "إلى القبر".

ص: 270

وَيُشَاحُّكَ فِيهَا، فَضَايَقَ (21) فِي سُهُولَةِ الْأَرْضِ قُصُورًا، أُدخل فِي قَبْرٍ تَحْتَ جَوْفِ قَبْرٍ (22) مُحَرَّفٍ (23) عَلَى جَنْبِهِ، فَقُمْ وَلَا تَقْعُدْ حَتَّى تشنَّ عَلَيْهِ التُّرَابَ شَنًّا (24)، فإِن لَمْ يَدَعْكَ النَّاسُ، وَلَيْسُوا بِتَارِكِيكَ، وَقَالُوا: مَا هَذَا وَاللَّهِ بشَيْءٍ. فَقُمْ وَلَا تَقْعُدْ حَتَّى يُدلّى فِي حُفْرَتِهِ وَإِنْ قَاتَلُوكَ قِتَالًا.

* قُلْتُ: هَذَا إِسناد (25) ضَعِيفٌ بمرّة.

(21) ومصنف عبد الرزاق (3/ 448): "تضايق به سهولة الأرض

".

(22)

في مصنف عبد الرزاق (3/ 449): "فإِذا هو يدخل في جوف قبر".

(23)

في الأصل: "مجرف"، وما أثبته من باقي النسخ. وفي مصنف عبد الرزاق (3/ 449):"منحرفًا على جنبه".

(24)

في (عم): "تسنن التراب سنًا"، وفي (سد):"تسن التراب سنًا"، وفي (ك):"تسن عليه التراب سنًا".

(25)

في (عم) و (سد) و (ك): "هذا الإِسناد".

ص: 271

805 -

الحكم عليه:

هذا إِسناد ضعيف جدًا -كما قال الحافظ ابن حجر-؛ مسلسل بثلاثة ضعفاء: مطّرح، عن عبيد الله زَحْر، عن علي بن يزيد، نسخة لا يحل الاحتجاج بها. قال ابن حبان في كتابه المجروحين (2/ 63) في ترجمة عبيد الله بن زحر: إذا اجتمع في إسنادِ خبرِ عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم، فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفة.

ص: 271

تخريجه:

أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 447: 6267) بتمامه، عن حسين بن مهران، عن المطَّرح أبي المهلّب به.

وأخرجه ابن الجوزي في الناسخ والمنسوخ (ص 69).

وأخرجه أيضًا في العلل المتناهية (2/ 899: 1502)، ولفظه: عن أبي سعيد الخُدري قلت لعلي بن أبي طالب: المشي أمام الجنازة أفضل؟ فقال: إن فضل =

ص: 271

= الماشي خلفها على الماشي أمامها كفضل صلاة المكتوبة على التطوع. قلت: برأيك تقول؟ قال: بل سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين حتى بلغ سبع مرار.

وأخرجه من هذه الطريق أيضًا الديلمي في الفردوس (3/ 122)، وعزاه السيوطي في الجامع الكبير (1/ 587) إلى أبي الشيخ.

وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2440) في ترجمة مطّرح، وعده من مناكيره، قال: حدثنا عبد الله بن ميمون بن الأصبع، حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا المحاربي، عن مطرح بن يزيد، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عن علي قال: فضل الماشي خلف الجنازة على الماشي أمامها كفضل صلاة المكتوبة على التطوع، سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثة.

وأخرجه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 394: 839) - ناقصًا من حديث أبي سعيد الخدري. قال البزار: حدثنا عبد الله بن أيوب، حدثنا علي بن زيد الصدائي، عن سعدان الجهني، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري به.

ولفظه: قال: "سألت علي بن أبي طالب فقلت: يا أبا الحسن أيهما أفضل، أيمشي خلف الجنازة أو أمامها؟ فقال لي: يا أبا سعيد! ومثلك يسأل عن هذا؟ فقلت ومن يسأل عن هذا إلَّا مثلي؟ رأيت أبا بكر وعمر يمشيان أمامها. فقال: رحمهما الله وغفر لهما، والله لقد سمعا كما سمعنا، ولكنهما كانا سهلين، يحبان السهولة، يا أبا سعيد! إذا مشيت خلف أخيك المسلم فأنصت، وفكر في نفسك كأنك قد صرت مثله، أخوك كان يشاحّك على الدنيا، خرج منها حربيًا سلبيًا، ليس له إلَّا ما تزود من عمل صالح.

فإِذا بلغت القبر، فجلس الناس فلا تجلس، ولكن قم على شفير قبره، فإِذا دُلّي في قبره فقل: بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ عبدك نزل بك، وأنت خير منزول به، خلف الدنيا خلف ظهره، فاجعل ما قدم عليه خيرًا مما خلف، فإنك قلت:(ما عند الله خير للأبرار). ثم احثُ عليه ثلاث حثيات". =

ص: 272

= قال البزار: لا نعلم روى عطية، عن أبي سعيد، عن علي إلَّا هذا.

قلت: وعطية العوفي، قال الحافظ في التقريب (393: 4616): صدوق يخطئ كثيرًا، كان شيعيًا مدلّسًا. وعلى ذلك هو ضعيف. وبهذا جزم الذهبي في الميزان (3/ 79)، وكان تدليسه خبيثًا، فكان يقول: عن أبي سعيد يوهم أنه الخدري وهو يعني الكلبي الكذاب، فيتوهم من سمعه أنه يريد أبا سعيد الخدري. انظر: المجروحين لابن حبان (2/ 176). ثم إن في إِسناد البزار: عبد الله بن أيوب، وهو ابن أبي علاج الموصلي، قال الذهبي في الميزان (2/ 394): متهم بالوضع مع أنه من كبار الصالحين.

وعلى ذلك فالإسناد ضعيف جدًا، وأورد الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 44)، وأعلّه بعبد الله بن أيوب.

ص: 273

806 -

أَخْبَرَنَا (1) النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن يسار، قال: إن عمرو بن حُرَيْثٍ عَادَ حَسَنًا وَعِنْدَهُ عَلِيٌّ رضي الله عنهم

الْحَدِيثَ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: مَا تَقُولُ (2) فِي الْمَشْيِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ؟ فَقَالَ: فَضْلُ الْمَاشِي [خَلْفَهَا عَلَى الْمَاشِي](3) أَمَامَهَا كَفَضْلِ الْمَكْتُوبَةِ عَلَى التَّطَوُّعِ. قَالَ: فَإِنِّي رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما يَمْشِيَانِ أَمَامَهَا. فَقَالَ: إِنَّهُمَا كرها أن يخرجا النَّاسَ.

رَوَى أَحْمَدُ مِنْهُ [قِصَّةَ الْعِيَادَةِ](4) فَقَطْ دون ما في آخره.

(1) في (ك): "وإسحاق"، والقائل هو إسحاق بن راهويه في مسنده.

(2)

في (عم): "ما يقول".

(3)

ما بين المعقوفتين ساقط من (ك).

(4)

تصحفت في (عم) إلى: "هذه العبارة".

ص: 274

806 -

الحكم عليه:

هذا إِسناد ضعيف، فيه عبد الله بن يسار وهو مجهول -كما في التقريب (420: 5008) -، وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 121: ب)، وسكت عليه.

ص: 274

تخريجه:

رواه أحمد بن منيع في مسنده -كما في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 121: ب) -، ولفظه: إنَّ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ عَادَ الْحَسَنَ بْنَ علي، فقال له: أتعود الحسن، وفي نفسك ما فيها؟ قال: فقال عمرو: لست تصرف قلبي حيث شئت.

فقال له علي: أما ذاك فَلَا يَمْنَعُنَا أَنْ نُؤَدِّيَ إِلَيْكَ النَّصِيحَةَ، سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مَا مِنْ مُسْلِمٍ عَادَ أَخَاهُ إلَّا ابْتَعَثَ الله له سبعين ألف ملك يصفون عليه من أي ساعات النهار حتى يمسي ومن أي ساعات الليل حتى يصبح". فقال له عمرو: فكيف تقول في المشي مع الجنازة بين يديها أو خلفها؟ فقال له علي: إن فضل الماشي =

ص: 274

= خلفها على بين يديها كفضل صلاة المكتوبة في الجماعة على الواحدة. فقال عمرو: فإني رأيت أبا بكر وعمر يمشيان أمام الجنازة. فقال علي: إنما كرها أن يحرجا الناس.

ورواه الحارث ابن أبي أسامة في مسنده -كما في زوائد مسند الحارث (2/ 331 المُحَقَّق) - قال الحارث: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة به. لكنه جعله من قصة الحسين.

ورواه ابن حبان في صحيحه -كما في موارد الظمآن (ص 182) - من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عن عبد الله، أن عمرو بن حريث

فذكره.

وفيه أن القصة مع الحسن، واقتصر على ذكر العيادة وفضلها فقط.

ورواه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 594) عن ابن جريج قال: حدثني من أصدق أن عمرو بن حريث عاد حسين بن علي فذكره مقتصرًا على العيادة وفضلها.

ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (1/ 91)، والترمذي (2/ 222)، وأبو داود (3/ 475)، والحاكم (3/ 341)، والبغوي في شرح السنة (5/ 217) لكن فيه أن العائد أبا موسى الأشعري من طريق ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه قال: عاد أبو موسى الأشعري الحسن بن علي، قال: فدخل علي رضي الله عنه فقال: أعائدًا جئت يا أبا موسى أم زائرًا. فقال: يا أمير المؤمنين لا، بل عائدًا. فقال علي رضي الله عنه: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ما عاد مسلم مسلمًا إلَّا صلى عليه سبعون ألف ملك من حين يصبح إلى أن يمسي، وجعل الله تعالى له خريفًا في الجنة. قال: فقلنا يا أمير المؤمنين: وما الخريف؟ قال: الساقية التي تسقي النخل.

وسنده ضعيف فيه؛ ثوير بن أبي فاختة. قال في التقريب (135: 862): ضعيف، رمي بالرفض.

وأخرجه أيضًا أحمد في مسنده (1/ 81)، وأبو داود (3/ 476: 3099)، وابن ماجه (1/ 440: 1442)، والحاكم (1/ 349)، والبيهقي (3/ 380) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: جاء موس إلى الحسن بن علي يعوده فقال له علي =

ص: 275

= رضي الله عنه: أعائدًا جئت أم شامتا؟ قال: لا بل عائدًا. قال: فقال له علي رضي الله عنه: إن كنت جئت عائدًا فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس، فإِذا جلس غمرته الرحمة، فإِن كان غدوة صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِي، وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ ملك حتى يصبح".

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي في التلخيص.

وبالجملة، فهذه الطرق تشهد لما ورد في فضل العيادة، أما المشي خلف الجنازة، فسند الباب فيه ضعيف، وإنما يتقوى بما رواه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 445)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 278)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 383)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 25)، وسعيد بن منصور -كما في الفتح (3/ 183) - من طريقين عن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه قال: كنت مع علي رضي الله عنه في جنازة قال: وعلي آخذ بيدي ونحن خلفها، وأبو بكر وعمر يمشيان أمامها، فقال: إن فضل الماشي خلفها على الذي يمشي أمامها كفضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ، وانهما ليعلمان من ذلك ما أعلم، ولكنهما لا يحبان أن يَشُقا على الناس.

قال الحافظ في الفتح (3/ 183): وإِسناده حسن، وهو موقوف له حكم الرفع.

ومشي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أمام الجنازة له أجل في السنن من حديث ابن عمر. أخرجه أحمد (2/ 8، 37، 122، 140)، وأبو داود (3/ 522: 3179)، والترمذي (2/ 237)، والنسائي (4/ 56)، وابن ماجه (1/ 475: 1482)، والبغوي في شرح السنة (5/ 332) من طريق الزهري، عن سالم، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة.

وسنده صحيح. وقد روي مرسلًا. ورجح البيهقي الموصول، وجزم بصحته موصرلًا ابن المنذر وابن حزم. وانظر: الكلام على الحديث مطولًا في نصب الراية (2/ 293)، والتلخيص الحبير (2/ 111)، وإرواء الغليل (3/ 186).

ص: 276

807 -

[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ (1): إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: من وَافَقَ صِيَامَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَعَادَ مَرِيضًا، وَشَهِدَ جَنَازَةً، وَأَعْتَقَ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.

[2]

تَابَعَهُ حَيْوَةُ (2)، عَنِ [ابْنِ](3) أَبِي عَمْرٍو الْخَوْلَانِيِّ، عَنِ الْوَلِيدِ بن قيس. أخرجه ابن حبان.

(1) في (حس): "قال: أخبرنى أن أبا سعيد".

(2)

في (حس) و (عم) و (سد): "أبو حيوة"، وهو خطأ.

(3)

ما بين المعقوفتين من (ك)، وساقط من باقي النسخ.

ص: 277

807 -

الحكم عليه:

هذا إِسناد ضعيف، لضعف ابن لهيعة، ولو كان من رواية العبادلة عنه -كما هنا-، ثم إن فيه عنعنته، وهو مدلس لا يقبل تدليسه إلَّا مصرِّحًا بالسماع.

وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 110: أمختصر)، وسكت عليه.

ص: 277

تخريجه:

أخرجه ابن حبان في صحيحه -كما في الإحسان (4/ 191) -، وفي كتابه الثقات (2/ 29). قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا حرملة ابن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرني حيوة بن شريح، أن بشير بن أبي عمرو الخولاني أخبره به.

وَلَفْظُهُ: "إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة: من عاد مريضًا، وشهد جنازة، وصام يومًا، وراح إلى الجمعة، وأعتق رقبة".

وسنده حسن. حرملة بن يحيى، قال في التقريب (156: 1175): صدوق.

وقد أخرجه أيضًا أبو يعلى في مسنده بنفس لفظ ابن حبان -كما في المقصد العلي (ص 382) - قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، حدثنا عبد الله بن وهب، =

ص: 277

= أخبرني حيوة بن شريح به. وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (3/ 21: 1023)، وصحيح الجامع (3/ 116: 3247).

ويشهد له ما فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر: وأنا. قال: من عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من شهد منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا. قال: من أطعم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا. قال صلى الله عليه وسلم: ما اجتمعت هذه الخصال في رجل في يوم إلَّا دخل الجنة.

أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 1857: 12)، والبخاري في الأدب المفرد (ص 224).

ويشهد لبعضه أيضًا ما رواه مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنًا على الله عز وجل: من عاد مريضًا، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازيًا، أو دخل على إمام يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس.

رواه أحمد في مسنده (5/ 241)، والبزار -كما في كشف الأستار (2/ 257) -، والطبراني في الكبير (20/ 37)، والأوسط -كما في مجمع الزوائد (2/ 299) -، وفيه عند الجميع ابن لهيعة، وهو ضعيف لكنه يتقوى بشواهده.

وبالجملة فحديث الباب صحيح لغيره.

ص: 278

808 -

وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُجَازَى بِهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ مَوْتِهِ أَنْ يُغفر لِجَمِيعِ مَنْ تبع (1) جنازته.

(1) في (عم): "يتبع".

ص: 279

858 -

الحكم عليه:

هذا إِسناد ضعيف جدًا، فيه مروان بن سالم، وهو متروك، اتُهم بالوضع.

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 29)، وقال: فيه مروان بن سالم الشامي وهو ضعيف.

ص: 279

تخريجه:

أخرجه البزار في مسنده -كما في كشف الأستار (1/ 388) -، وعبد بن حميد في المنتخب (1/ 539) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن مروان بن سالم به.

قال البزار: لا نعلمه إلَّا من هذا الوجه، ولا رواه إلَّا ابن عباس. وقد روى عن مروان: محمد بن الزبرقان وعبد المجيد، وهو مع ذلك لين الحديث.

قلت: السند ضعيف جدًا -كما تقدَّم-.

وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (2/ 145: 1823).

ص: 279

809 -

وَقَالَ عَبْدٌ أَيْضًا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مُندل بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن مروان، عن نعمة (1)، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل، [وَالْيَوْمُ بِسَبْعِمِائَةِ يَوْمٍ، ومن شهد جنازة امرىء مُسْلِمٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل](2)، واليوم بسبعمائة [يوم](3).

(1) في (ك): "عن معمر"، وهو خطأ.

(2)

ما بين المعقوفتين ملحق بهاش الأصل.

(3)

ما بين المعقوفتين ساقط من (ك).

ص: 280

809 -

الحكم عليه:

هذا إِسناد ضعيف مظلم؛ فيه أبو نعمة لم أعرفه، وابنه نعمة ضعيف، والراوي عنه عبد الله بن مروان: ضعيف -إن كان هو الخراساني- والراوي عنه مَُِندل ضعيف أيضًا.

وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 118: ب)، وعزاه لعبد بن حميد، وقال: سنده ضعيف لضعف مَُِندَل بن عليّ.

ص: 280

تخريجه:

ذكره الذهبي في الميزان (4/ 266) في ترجمة نعمة، ونقل فيه قول الأزدي: لا يقوم إِسناد حديثه، ثم قال: روى له -أي الأزدي- من طريق جبارة بن المغلس رواه عن مِنْدَلٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهُ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ نعمة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عمر مرفوعًا:"من شهد جنازة امرىء فكأنما صام يومًا في سبيل الله، اليوم بسبعمائة يوم". وأقره ابن حجر في اللسان (6/ 168)، وزاد: رواه أيضًا مالك بن إسماعيل النهدي ثقة، عن عبد الله بن مروان. أخرجه عبد بن حميد في مسنده (المنتخب 2/ 53). =

ص: 280

= ونعمة بن عبد الرحمن، كذا في الميزان (4/ 266)، واللسان (6/ 168) قال محقق الميزان: هكذا في الأصول، وفوقها "كذا" في النسخة (س) -يعني الميزان-.

قلت: يشير إلى خلاف الموجود في أجل الترجمة: إذ فيه: نعمة بن عبد الله -والله أعلم-.

ص: 281

810 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ (1) الْبَصْرِيُّ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، عَنْ حُمَيْدٍ الْخَرَّاطِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، وَمَنْ مَشَى مَعَهَا حَتَّى تدفن فله قيراطان.

(1) في (ك): "حدثنا أبو المنعم"، وهو خطأ.

ص: 282

810 -

الحكم عليه:

هذا إِسناد ضعيف جدًا، فيه عبد المنعم البصري، وهو متروك الحديث.

وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 118: ب)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عنه.

ص: 282

تخريجه:

لم أجده، لكن: أصله في الصحيحين وغيرهما، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: من شهد الجنازة، حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان من الأجر. قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين.

أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 110 فتح)، ومسلم (2/ 652: 945: 52 - 55)، وأبو داود (3/ 515: 3168)، والترمذي (4/ 261 عارضة) وصحّحه، وابن ماجه (1/ 491: 1539)، وابن الجارود (ص 186)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 412)، والطيالسي (2581)، وأحمد (2/ 233، 246، 273، 280، 320، 401، 430، 458، 370، 474، 493، 503، 521، 531) من طرق كثيرة عن أبي هريرة.

وله شواهد أيضًا عن جماعة من الصحابة:

1 -

عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَى جنازة فله قيراط، فإِن شهد دفنها فله قيراطان، القيراط مثل أحد.

أخرجه مسلم (2/ 654: 945 - 57)، والطيالسي في مسنده (985)، وأحمد =

ص: 282

= (5/ 276 - 277، 282 - 283 - 284).

2 -

عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من تبع جنازة حتى يصلي عليها كان له من الأجر قيراط، ومن مشى مع الجنازة حتى تدفن كان له من الأجر قيراطان، والقيراط مثل أحد. أخرجه النسائي (4/ 54)، وأحمد (4/ 86).

3 -

عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من تبع جنازة حتى يفرغ منها فله قيراطان، فإِن رجع قبل أن يفرغ منها فله قيراط".

أخرجه النسائي أيضًا (4/ 55)، وأحمد (4/ 294).

4 -

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: من صلى على جنازة وشيعها كان له قيراطان، ومن صلى عليها ولم يشيعها كان له قيراط، والقيراط مثل أحد.

أخرجه أحمد (3/ 20، 27) من طريقين في أحدهما عطية العوفي لكنه يتقوى بالآخر. وأخرجه من طريق عطية أحمد بن منيع -كما في الإِتحاف (118/ 1: ب) -.

5 -

عن ابن مسعود رضي الله عنه. أخرجه أبو عوانة في مسنده، وسنده صحيح -كما قال الحافظ في الفتح (3/ 196) -.

6 -

عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان. والذي نفس محمد بيده! القيراط أعظم من أحد هذا". أخرجه ابن ماجه (1/ 942: 1541)، وفيه الحجاج بن أرطأة وهو ضعيف ومدلس وقد عنعنه.

7 -

عن أنس: وسيأتي الكلام عليه مفصلًا برقم (800).

8 -

عن واثلة بن الأسقع. أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2327) قال: حدثنا أبو قصي، حدثنا أبي: محمد بن إسحاق، وعمي: عبد الله بن إسحاق، حدثنا معروف الخياط، حدثنا واثلة بن الأسقع الليثي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من شهد =

ص: 283

= جنازة، ومشى أمامها، وجلس حتى يأخذ بأربع زوايا السرير، وجلس حتى تدفن كتب له قيراطان من أجر، أخفّهما في ميزانه يوم القيامة أثقل من جبل أحد".

وسنده مظلم؛ شيخ ابن عدي، لم أعرفه.

ومعروف الخياط، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (8/ 322): ليس بالقوي.

وقال ابن عدي: له أحاديث منكرة جدًا، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه وقد عدّ هذا الحديث من مناكيره، وقال المناوي في التيسير (2/ 415): إِسناده ضعيف.

قلت: بل ضعيف جدًا -كما علمت-، وانظر: السلسلة الضعيفة (4/ 366).

9 -

عن حفصة. أخرجه حميد بن زنجويه في فضائل الأعمال. قال الحافظ في الفتح (3/ 196): وفيه ضعف.

وبالجملة فالمتن ثابت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة، والله الموفق سبحانه. وانظر: فتح الباري (3/ 196)، والبدر المنير (4/ 49: أ)، والتلخيص الحبير (2/ 134)، ومصباح الزجاجة (1/ 273)، وأحكام الجنائز (ص 68).

ص: 284

811 -

[1] حَدَّثَنَا (1) الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، عَنْ [مُحْتَسِبٍ](2)، عَنْ يَزِيدَ (3) الرَّقَاشِيِّ، [عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ] (4):

[2]

وَحَدَّثَنَا (5) عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ (6)، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْوَانَ الأُسيدي (7)، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ شُعَيْبِ (8) بْنِ [الْحَبْحَابِ](9)، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه رَفَعَهُ: مَا من مسلم يشهد (10) جنازة امرىء مُسْلِمٍ إلَّا كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ مِنَ الْأَجْرِ، فإِن قَعَدَ حَتَّى صَلُّوا عَلَيْهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ مِنَ الْأَجْرِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ.

(1) في (ك): "وقال أبو يعلى".

(2)

ما بين المعقوفتين بياض في (ك): "مقدار كلمة".

(3)

تحرفت في (ك) إلى: "زيد".

(4)

ما بين المعقوفتين ساقط من (ك).

(5)

القائل هو أبو يعلى في مسنده.

(6)

تحرفت في الأصل و (ك) إلى: "شيبة"، والتصويب من باقي النسخ وكتب التراجم.

(7)

بياض في (سد) مقدار كلمة، وفي الأصل:"الأسدي"، وما أثبته من باقي النسخ، والمقصد العلي (ص 451)، والجرح والتعديل (9/ 345).

(8)

في (ك): "عن سعيد"، وهو خطأ.

(9)

ما بين المعقوفتين بياض في (سد).

(10)

في (حس): "يشهد مع".

ص: 285

811 -

[2] الحكم على الطريق الأول:

هذا إِسناد ضعيف، فيه يزيد الرقاشي، ومحتسب بن عبد الرحمن وهما ضعيفان.

ص: 285

الحكم علي الطريق الثاني:

إِسناد حسن، من أجل أبي بكر بن مروان، قال أبو حاتم في الجرح والتعديل =

ص: 285

= (9/ 345) كتبت عنه وليس به بأس. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: أ)، وسكت عليه.

ص: 286

تخريجه:

أخرجه أبو يعلى من الطريق السابقة بسند ضعيف، لكنه ينجبر بهذه الطريق، فيصبح الحديث عن أنس مرفوعًا صحيحًا لغيره، ثم إن له شواهد تقدم ذكرها في الحديث رقم (810).

ص: 286

812 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا حَفْصُ (1) بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا سَوّار بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ عُمَارَةَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:[مَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَأَخَذَ بِجَوَانِبِ السَّرِيرِ](2) الْأَرْبَعِ غَفَرَ لَهُ أَرْبَعِينَ ذنبًا كلها كبيرة.

* ضعيف (3).

(1) في (عم) و (سد): "جعفر بن حمزة"، وهو خطأ -كما في الأصل وبغية الباحث (2/ 353)، وكتب التراجم-.

(2)

ما بين المعقوفتين بياض في (عم) و (سد).

(3)

في (ك): "هذا حديث ضعيف".

ص: 287

812 -

الحكم عليه:

الإِسناد ضعيف جدًا، فيه ثلاث علل:

1 -

عمارة الهمداني لم أعرفه.

2 -

سوّار بن مصعب متروك الحديث.

3 -

حفص بن حمزة مستور.

ولذلك قال الحافظ في المطالب: ضعيف. والحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 121: أ)، وأعلّه بسوّار.

ص: 287

تخريجه:

لم أجده، لكن ورد من حديث أنس، وواثلة.

أما حديث أنس بن مالك مرفوعًا، ولفظه:"من حمل جوانب السرير الأربع كفّر الله عنه أربعين كبيرة". فأخرجه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين 1/ 115: أ)، وابن حبان في المجروحين (2/ 104)، وابن الجوزى في العلل المتناهية (2/ 416) من طريق علي بن أبي سارة: سمعت ثابتًا البناني، سمعت أنسًا .. مرفوعًا.

وقال الطبراني: لا يروى عن أنس إلَّا بهذا الإِسناد، تفرّد به عليّ. اهـ. =

ص: 287

= قلت: وعليّ ضعيف جدًا. قال البخاري: في حديثه نظر، وقال أبو داود: تركوا حديثه. وقال ابن حبان: غلب على روياته المناكير فاستحق الترك. انظر: الميزان 3/ 130)، وساقه الذهبي فيه، وعده من منكرات علي.

وذكره ابن الملقن في البدر المنير (4/ 21: ب)، وقال فيه: علي بن أبي سارة، وهو متروك. وذكره ابن حجر في التلخيص (2/ 111)، ولم يتكلم عليه.

وقال الألباني في الضعيفة (4/ 365: 1891): منكر. اهـ،

وأما حديث واثلة، فقد تقدم الكلام عليه في تخريج الحديث رقم (799)، وهو ضعيف جدًا.

وقد ورد موقوفًا: عن ابن مسعود، وأبي الدرداء.

أما أثر ابن مسعود: فرواه الطيالسي في مسنده (44/ 332)، وابن ماجه (1/ 474:1478)، والبيهقي في السنن الكبري (4/ 20) من رواية أبي عبيدة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ قال:(من اتبع جنازة، فليحمل بجوانب السرير كلها، فإِنه من السنَّة، ثم إن شاء فليتطوع، وإن شاء فليدع). وهو منقطع؛ لأن أبا عبيدة لم يدرك أباه. قاله ابن الملقن في البدر المنير (4/ 24: ب) ثم إنه اختلف في إِسناده على منصور بن المعتمر، وقد ساق أوجه الاختلاف الإِمام الدارقطني في العلل (2/ 25: ب)، وبيّن أوجهها، فليراجع.

وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 264): [هذا إِسناد موقوف، رجاله ثقياث، وحكمه الرفع، إلَّا أنه منقطع، فإِن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه شيئًا، قاله أبو حاتم -كما في المراسيل (ص 256)

]-.

وأما أثر أبي الدرداء، فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 283) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ثور، عن عامر بن جَشِيب، وغيره من أهل الشام قالوا: قال أبو الدرداء: من تمام أجر الجنازة أن يشيعها من أهلها وأن يحمل بأركانها الأربعة، وأن يحثوا في القبر. =

ص: 288

= وعامر بن جشيب، قال في التقريب (287: 3087): وثّقه الدارقطني، وقال: لم يسمع من أبي الدرداء.

وعليه فالسند ضعيف لانقطاعه. وقال ابن الملقن في البدر المنير (4/ 24: ب): إِسناده جيد. اهـ.

كذا قال ولا يخفى ما فيه.

وفي الباب عن ابن عمر وغيره. انظر: التلخيص الحبير (2/ 111).

وبالجملة فالمتن لا يثبت إذ جميع شواهده المرفوعة من الضعف الشديد الذي لا ينجبر. والله الموفق سبحانه.

ص: 289

813 -

وَقَالَ [أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حدثنا أبي، (حَدَّثَنَا (1) أَبِي (2))](3)، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ (4)، قَالَ: رَأَيْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه [فِي جَنَازَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ](5) رضي الله عنه قَائِمًا بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ المتقدمين (6) واضعًا السرير على [كاهله](7).

(1) في (ك): "حدثني".

(2)

ما بين الهلالين ساقط من (حس).

(3)

ما بين المعقوفتين بياض في (عم) و (سد).

(4)

في (سد): "عن حميد بن عبد، عن عبد الرحمن"، وهو تحريف.

(5)

ما بين المعقوفتين بياض في (عم) و (سد).

(6)

في (ك): "المقدمين".

(7)

ما بين المعقوفتين بياض في (عم) و (سد).

ص: 290

813 -

الحكم عليه:

صحيح.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 121: أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى والبيهقي وسكت عليه.

ص: 290

تخريجه:

أخرجه الشافعي في الأم (1/ 269)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 20) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده. قال: رأيت سعد ابن أبي وقاص في جنازة عبد الرحمن بن عوف قائمًا بين العمودين المقدمين وَاضِعًا السَّرِيرَ عَلَى كَاهِلِهِ.

ص: 290

814 -

[حَدَّثَنَا (1) أُمَيَّةُ بْنُ (2) بِسْطَامَ، حَدَّثَنَا](3)[مُعْتَمِرٌ](4)، حَدَّثَنَا اللَيْثٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحبّ الصَّمْتَ عِنْدَ ثَلَاثٍ: عِنْدَ تِلَاوَةِ القرآن، وعند الزحف، وعند الجنازة.

(1) في (ك): "وقال أبو يعلى"، والقائل هو أبو يعلى في مسنده.

(2)

في الأصل: "حدثنا أمية، حدثني بسطام"، وهو تحريف، والتصويب من (حس) و (ك)، وكتب التراجم.

(3)

ما بين المعقوفتين بياض في (عم) و (سد).

(4)

ما بين المعقوفتين ساقط من (ك).

ص: 291

814 -

الحكم عليه:

الإِسناد ضعيف مسلسل بثلاث علل:

1 -

جهالة التابعي.

2 -

إبراهيم، الراوي عن التابعي لم أعرفه.

3 -

ليث بن أبي سليم. ضعيف مضطرب الحديث.

والحديث ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 121: ب مختصر)، وقال: سنده ضعيف لجهالة التابعي. وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز له بالضعف -كما في فيض القدير (2/ 288) -، وتبعه الألباني في ضعيف الجامع (2/ 114: 1703).

ص: 291

تخريجه:

أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 242: 5130) بلفظه قال: حدثنا إبراهيم ابن هاشم البغوي، حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا معتمر بن سليمان، حدثنا ثابت بن زيد، عن رجل، عن زيد بن أرقم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره.

وسنده ضعيف، فيه رجل لم يسم.

لكن يغني عنه ما ورد عن قيس بن عُباد قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم=

ص: 291

= يستحبّون خفض الصوت عند القتال، وعند القرآن، وعند الجنائز. أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 74)، والبغوي في شرح السنة (5/ 325)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 58) من طريق قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد قال: فذكره.

وفيه عنعنة الحسن، وباقي رجاله ثقات. وهو في سنن أبي داود (3/ 113: 2656) مختصرًا، ولفظه: عن قيس بن عباد: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال. وأخرجه أيضًا (3/ 114: 2657) من طريق قتادة، عن أبي بردة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك.

ص: 292

815 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، حَدَّثَنِي عُبَيْدٌ مَوْلَى السَّائِبِ، أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ، وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ، يَمْشِيَانِ أَمَامَ الْجَنَازَةِ بِأَعْلَى مَكَّةَ، يَتَقَدَّمَانِ فَيَجْلِسَانِ، فإِذا جَازَتْ (1) بهما قاما.

(1) في سنن البيهقي (4/ 24): "حاذت"، وما جاء في الأم (2/ 272) موافق للفظ المطالب.

ص: 293

815 -

الحكم عليه:

الإِسناد فيه عبيد مولى السائب، وهو مقبول عند المتابعة، وقد توبع -كما سيأتي في التخريج- فيُعتبَر بحديثه.

ص: 293

تخريجه:

أخرجه من هذا الطريق الإِمام الشافعي في الأم (2/ 272)، والمسند -كما في ترتيبه (1/ 213) -، ولفظه: عن عبيد مولى السائب قال: رأيت ابْنَ عُمَرَ وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَمْشِيَانِ أَمَامَ جنازة، فتقدماه فجلسا يتحدثان، فلما جازت بهما الجنازة قامًا.

وأخرجه عن الشافعي: البيهقي في السنن الكبرى (4/ 24)، ولفظه مثل لفظ الشافعي إلَّا قوله: فلما جازت، ففي سنن البيهقي: فلما حاذت.

والإسناد فيه عبيد مولى السائب، وهو مقبول عند المتابعة، وقد توبع عند ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 278) قال: حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ عطاء قال: رأيت ابْنَ عُمَرَ وَعُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَمْشِيَانِ أَمَامَ الجنازة.

وفيه حجاج وهو ابن أرطأة، صدوق كثير الخطأ والتدليس -كما في التقريب (152: 1119) -، فالإسناد ضعيف، لكن الأثر بمجموع هذين الطريقين حسن لغيره، والله أعلم.

ص: 293

816 -

وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ (1) عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ (2): أَوْصَى أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: إِذَا أَنَا مُتُّ فَلَا تَضْرِبُوا علَيّ فُسْطَاطًا ولا تتبعوني بنار وأسرعوا بي.

(1) في (ك): "عن سعيد بن عبد الرحمن"، وهو تحريف.

(2)

في (عم): "قال: أوصى

".

ص: 294

816 -

الحكم عليه:

الإِسناد حسن، من أجل عبد الرحمن مولى أبي هريرة. وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 121: ب)، وسكت عنه.

ص: 294

تخريجه:

أخرجه الطيالسي في مسنده (307: 2336)، وأحمد بن منيع -كما في الإِتحاف (1/ 122: أ) -، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 335)، ولفظ الطيالسي: أوصى بنا أبو هريرة إِذَا أَنَا مِتّ فَلَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، ولا تُتبعوني نارًا، وأسرعوا بي فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: إن المؤمن إذا وضع على سريره قال:

"قدموني، قدموني. وإن الكافر إذا وضع على سريره قال: يا ويلي أين تذهبون بي"، وإنما ذكر المؤلف شطره الأول لأنه من الزوائد، والأ فبقيته في السنن -كما سيأتي-.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 21)، وأحمد في مسنده (2/ 292، 474، 500): من طريق ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمن مولى أبي هريرة به. ولفظه مثل لفظ أبي داود.

وسنده حسن -كما تقدم-.

وهو في سنن النسائي (4/ 40) من طريق ابن أبي ذئب لكن دون زيادة الباب إذ لفظه: عن عبد الرحمن بن مهران، أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِذَا وضع الرجل الصالح على سريره قال: قدموني، قدموني،=

ص: 294

= وإذا وضع الرجل -يعني السوء- على سريره قال: يا ويلي أين تذهبون بي.

وبنحو لفظ النسائي أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 184 فتح)، والنسائي أيضًا (4/ 41)، والبيهقي (4/ 21)، وابن حبان (الإحسان 5/ 44)، وأحمد (3/ 21، 58) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم، فإِن كانت صالحة قال: قدموني

قدموني. وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين تذهبون بها؟ ويسمع صوتها كل شىء إلَّا الإنسان، ولو سمعه صعق".

ص: 295

817 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ (1) حُمَرَانَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي (2) جَنَازَةٍ فَرَأَى [نِسْوَةً](3)، فَقَالَ: أَتَحْمِلْنَهُ. قُلْنَ: لَا، قَالَ: أَتُدْلِيَنَّهُ. قُلْنَ: لَا. قَالَ: فَارْجِعْنَ مأزورات غير مأجورات.

(1) لم تظهرفي (حس).

(2)

في (حس) و (عم) و (سد): "إلى جنازة"، وفي المقصد العلي (ص 436) كما في الأصل (ك).

(3)

ما بين المعقوفتين ملحق بهامش الأصل.

ص: 296

817 -

الحكم عليه:

الإِسناد ضعيف، فيه الحارث بن زياد وهو ضعيف.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 29)، وعزاه لأبي يعلى وقال: فيه الحارث بن زياد وهو ضعيف.

وأورده البوصير في الإِتحاف (1/ 122: أ)، وعزاه لأبي يعلى وقال: سنده ضعيف لجهالة التابعي.

ص: 296

تخريجه:

ورد نحوه من حديث أنس من طريق آخر. أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (6/ 201)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 420) من طريق محمد بن عبد الله المنادي: حدثنا أبو هدبة، عن أنس رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تبع جنازة فإِذا هو بنسوة خلف الجنازة، فنظر إليهنّ (*) وهو يقول:"ارجعن مأزورات غير مأجورات، مفتنات الأحياء، مؤذيات الأموات".=

(*) في الأصل: "إليهم"، والأقرب:"إليهن".

ص: 296

= وسنده تالف، وفيه أبو هدبة: قال ابن الجوزي: وقد أجمعوا على أنه كذاب.

وانظر: ترجمته في الميزان (1/ 71).

لكن يشهد لحديث الباب حديث عليّ بن أبي طالب قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فإِذا نسوة جلوس، فقال: ما يجلسكن؟ قلن: ننتظر الجنازة. قال: هل تغسلن؟ قلن: لا. قال: هل تحملن؟ قلن: لا. قال: هل تدلين فيمن يدلي؟ قُلْنَ: لَا. قَالَ: فَارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ.

أخرجه ابن ماجه في السنن (1/ 502: 1578)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 77)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 420) من طريق إسماعيل بن سلمان، عن دينار أبي عمر، عن ابن الحنفية، عن علي به.

وسنده ضعيف: فيه إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة الأَزرق التيمي، قال في التقريب (107: 450): ضعيف.

لكنه يصلح شاهدًا لحديث الباب، فيصبح المتن حسنًا لغيره.

ص: 297

818 -

الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ السَّعْدِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، [وَابْنِ عباس] (1) رضي الله عنهم قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم[فقال](2): "من تَبِعَ جَنَازَةً فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَتَّى يَرْجِعَ مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ (3)، وَمَحْوُ (4) مِائَةِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ (5)، وَرَفْعُ مِائَةِ أَلْفِ دَرَجَةٍ، فإِن صَلَّى عَلَيْهَا وُكِّل (6) بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يَرْجِعَ، وَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا اسْتَغْفَرُوا لَهُ حَتَّى يُبْعَثَ مِنْ قَبْرِهِ".

* هَذَا حَدِيثٌ موضوع (7).

(1) ما بين المعقوفتين ملحق بهامش الأصل.

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من (عم) و (سد).

(3)

تصحفت في (سد) إلى سنة.

(4)

في (عم): "ومحيت"، وهي ساقطة من (سد).

(5)

في (عم) و (سد): "مائة سيئة".

(6)

في (ك): "فلك"، وهو تحريف وخطأ من الناسخ.

(7)

هذا جزء من الخطبة المكذوبة عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَقَدِ ذكرها المصنف مرارًا. انظر الحديث رقم (715).

ص: 298