المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌21 - باب الدعاء [في الصلاة على الجنازة] - المطالب العالية محققا - جـ ٥

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌8 - بَابُ الْإِنْصَاتِ لِلْخُطْبَةِ

- ‌11 - بَابُ زَجْرِ التَّخَلُّفِ [عَنِ الْجُمُعَةِ]

- ‌12 - بَابُ الزَّجر عَنْ تَخَطِّي [رِقَابِ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ]

- ‌13 - بَابُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ [رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَهَا]

- ‌14 - بَابُ مَنْ صَلَّى [بَعْدَ الْجُمُعَةِ وَمَنْ كَرِهَ ذَلِكَ]

- ‌16 - بَابُ صَلَاةِ الْخَوْفِ

- ‌17 - بَابُ صَلَاةِ الكسُوف

- ‌18 - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ

- ‌19 - بَابُ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

- ‌9 - كِتَابُ الْجَنَائِزِ

- ‌2 - بَابُ الْأَمْرِ بِالصَّبْرِ

- ‌3 - بَابُ ثَوَابِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌5 - بَابُ غُسْلِ الْمَيِّتِ

- ‌6 - بَابُ الْكَفَنِ

- ‌7 - بَابُ الْمَشْي مَعَ الْجَنَازَةِ وَالْقِيَامِ [مَعَهَا إِلَى أَنْ تُدْفَنَ]

- ‌8 - بَابُ الْقِيَامِ لِلْجَنَازَةِ

- ‌9 - بَابُ تَقْدِيمِ الإِمام [فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ]

- ‌10 - بَابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ [أَنْ يَتْبَعَ الْجَنَازَةَ]

- ‌11 - بَابُ الدَّفْنِ

- ‌12 - بَابُ دَفْنِ الشَّهِيدِ حَيْثُ يُقْتَلُ

- ‌13 - باب التعزية

- ‌15 - بَابُ زِيَارَةِ الْقُبُورِ [وَالْأَدَبِ فِي ذَلِكَ]

- ‌16 - بَابُ الدَّفْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ

- ‌17 - بَابُ كَرَاهِيَةِ [مَوْتِ الْفُجْأَةِ]

- ‌20 - بَابُ إِخْرَاجِ النُّوَّائحِ [مِنَ الْبُيُوتِ وَالزَّجْرِ عَنِ النِّياحة]

- ‌21 - بَابُ الدُّعَاءِ [فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ]

- ‌23 - بَابُ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ

- ‌24 - بَابُ الصُّفُوفِ [عَلَى الْجَنَازَةِ]

- ‌25 - بَابُ أَلَمُ الْمَوْتِ

- ‌27 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ

- ‌28 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى [وَالتَّرْغِيبِ فِي الثَّنَاءِ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ]

- ‌30 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْغَائِبِ

- ‌31 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى مَنْ قَالَ [لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ]

- ‌10 - كِتَابُ الزَّكَاةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الزَّكَاةِ

- ‌2 - بَابُ زَكَاةِ [النَّعَمِ]

- ‌3 - بَابٌ جَامِعٌ فِي [حُدُودِ الزَّكَاةِ]

- ‌5 - بَابُ إِسْقَاطِ الزَّكَاةِ [عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ]

- ‌10 - بَابُ جَوَازِ تَعْجِيلِ الزَّكَاةِ

- ‌11 - باب جواز أخذ القيمة في الزكاة

- ‌12 - بَابُ تَحْرِيمِ الصَّدَقَةِ [عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَمَوَالِيهِمْ]

- ‌14 - باب زكاة التجارة

- ‌15 - بَابُ زَكَاةِ الْحُلِيِّ

- ‌17 - [بَابُ الْخَرْصِ فِي الثِّمَارِ]

- ‌30 - بَابُ زَكَاةِ الْفِطْرِ

- ‌33 - بَابُ أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ

- ‌34 - بَابُ وُصُولِ الصَّدَقَةِ إِلَى الْمَيِّتِ

- ‌36 - بَابُ ذَمِّ الْبُخْلِ

- ‌37 - باب إنجاز الوعد

الفصل: ‌21 - باب الدعاء [في الصلاة على الجنازة]

‌21 - بَابُ الدُّعَاءِ [فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ]

(1)

857 -

[1] إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّهُ كَانَ إِذَا جِيءَ بِالْمَيِّتِ فَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ اسْتَقْبَلَهُمْ بِوَجْهِهِ قَالَ: إِنَّكُمْ جِئْتُمْ شُفَعَاءَ فَاشْفَعُوا لَهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:[مِائَةُ رَجُلٍ](2) أُمَّةٌ، وَلَنْ تَجْتَمِعَ أُمَّةٌ فَيُخْلِصُونَ الدُّعَاءَ لَمَيِّتِهِمْ إلَّا وَهَبَ اللَّهُ لَهُمْ (3) ذُنُوبَهُ وَغَفَرَ لَهُمْ.

*هَذَا حَدِيثٌ مُنْقَطِعٌ لِأَنَّ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه.

[2]

وقال ابن أبي عمر: حدثنا المقرىء، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بن (4) عطاء، فذكر نحوه (5).

(1) لم يظهر في (حس) سوى ما بين المعقوفتين.

(2)

ما بين المعقوفتين بياض في (ك).

(3)

في (عم): "له"، وفي الإِتحاف (1/ 121: أ) كما في باقي النسخ.

(4)

وقع في جميع النسخ عدا (ك): "تميم بن عطاء"، وفي (ك):"عثمان أن عطاء"، والصواب عثمان بن عطاء كما في التراجم.

(5)

ولفظه -كما في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 121: أمختصر) -: عن ابن مسعود أنه كان إذا أراد أن يصلي على الجنازة التفت إلى الناس فقال: اجتهدوا لأخيكم، فإِن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: مائة رجل أمة، وما صلى مائة قط إلَّا وهب الله لهم خطاياه وشفعهم فيه.=

ص: 394

= 857 - الحكم عليه:

إِسناده ضعيف من وجهين:

1 -

عثمان بن عطاء ضعيف.

2 -

الانقطاع بين عطاء وعبد الله بن مسعود، فإِنه لم يدركه -كما في جامع التحصيل (ص 238) -.

وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 121: أمختصر)، وأعله بالانقطاع.

ص: 395

تخريجه:

أخرجه ابن أبي عمر في مسنده -كما سيأتي في (857)[2]-، وسنده ضعيف -كما سبق آنفًا-.

لكن يشهد له حديث عائشة، وأبي هريرة، وأنس، وميمونة رضي الله عنهم.

أما حديث عائشة: ولفظه: "ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلَّا شُفعوا فيه".

أخرجه مسلم (2/ 654: 947 - 58)، والنسائي (4/ 75)، والترمذي وصححه (3/ 404)، والبيهقي (4/ 30)، والطيا لسي (214: 1526)، وأحمد (6/ 32، 40، 97، 231، 266)، وابن أبي شيبة (3/ 321).

وأما حديث أبي هريرة: ولفظه: "من صلى عليه مائة من المسلمين غُفِر له".

أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 322)، وعنه ابن ماجه في السنن (1/ 477: 1488) عن عبيد الله بن موسى، أنبأنا شيبان، عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة به.

وإسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذا صححه البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 266: 537)، والألباني في أحكام الجنائز (ص 99).

وأما حديث أنس بن مالك، ولفظه:"ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون أن يكونوا مائة يشفعون إلَّا شفعوا فيه".=

ص: 395

= أخرجه مسلم (2/ 654)، والنسائي (4/ 75)، والبيهقي (4/ 30)، وأحمد (3/ 266).

وأما حديث ميمونة، ولفظه:"ما من ميت يصلي عليه أمة من الناس إلَّا شفعوا فيه". أخرجه النسائي (4/ 76)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 32) عن أبي بكار الحكم بن فروخ، قال: صلى بنا أبو المليح على جنازة فظننا أنه قد كبر، فأقبل علينا بوجهه فقال: أقيموا صفوفكم، ولتحسن شفاعتكم. قال أبو المليح: حدثني عبد الله وهو ابن سليط عن إحدى أمهات المؤمنين، وهي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم .. فذكره. وفي آخره: فسألت أبا المليح عن الأمة فقال: أربعون.

وسنده رجاله ثقات لولا عبد الله بن سليط فهو مقبول -كما في التقريب (306: 3367) -، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5/ 185: 5663)، وذلك لشواهده.

وبالجملة فالمرفوع من حديث ابن مسعود -حديث الباب- صحيح لغيره، والله أعلم.

ص: 396

858 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُطَّلِبِ، قَالَ: قَامَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما يُصَلِّي عَلَى جَنَازَةٍ فَكَبَّرَ، ثُمَّ افْتَتَحَ أُمَّ الْقُرْآنِ رَافِعًا بِهَا صَوْتَهُ، ثُمَّ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَكَبَّرَ فَأْخَلَصَ للميت الدعاء، ثم كبر ودعى لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي وَاللَّهِ مَا رَفَعْتُ صَوْتِي بِالْقِرَاءَةِ إلَّا لِتَعْلَمُوا أَنَّهَا سُنَّةٌ.

* قُلْتُ: قِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ وَقَوْلُهُ إِنَّهَا سُنَّةٌ فِي صَحِيحِ البخاري.

ص: 397

858 -

الحكم عليه:

الإِسناد ضعيف، المطلب بن عبد الله لم يسمع من ابن عباس -كما في المراسيل لابن أبي حاتم (ص 210) -.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 118: ب)، وعزاه لابن منيع وسكت عليه.

ص: 397

تخريجه:

أصله في الصحيح وغيره مختصرًا عن ابن عباس.

وقد ورد عنه من ثلاثة طرق:

الطريق الأول: عن طلحة، عن ابن عباس:

أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 203 فتح)، والنسائي (4/ 75)، وابن خزيمة في صحيحه -كما في فتح الباري (3/ 204) - من طريق محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن سعد عن طلحة قال: صليت خلف ابن عباس رضي الله عهما على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب قال: لتعلموا أنه سنة. هذا لفظ البخاري.

ولفظ النسائي: "قال طلحة: صليت خلف ابن عباس على جنازة، فسمعته يقرأ بفاتحة الكتاب فلما انصرف أخذت بيده فسألته. فقلت: تقرأ؟ قال: نعم، إنه حق وسنة.

وقد تابع محمدَ بن بشار عن شعبة: آدُم بن أبي إياس، أخرجه الحاكم في=

ص: 397

= المستدرك (1/ 358) عن آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة به. ولفظه: "صليت خلف ابن عباس على جنازة، فسمعته يقرأ بفاتحة الكتاب، فلما انصرف أخذت بيده،

فسألته، فقلت: أتقرأ؟ فقال: نعم، إنه حق وسنة". وسكت عليه هو والذهبي.

وتابع شعبةَ عن سعد: كل من إبراهيم بن سعد، وسفيان.

فأما رواية إبراهيم بن سعد، فأخرجها الشافعي في مسنده -كما في ترتيبه (1/ 210) -، والنسائي (4/ 74) عن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، به. ولفظه:

"صليت خلف ابن عباس على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، وجهر حتى أسمعنا، فلما فرغ أخذت بيده فسألته. فقال: سنة وحق.

وأما رواية سفيان، فأخرجها الترمذي (4/ 245 عارضة)، والدارقطني في سننه (2/ 72)، والحاكم في المستدرك (1/ 386) عن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن سعد به، ولفظه: "أن ابن عباس صلى على جنازة. فقرأ بفاتحة الكتاب.

فقلت له. فقال: إنه من السنة أو من تمام السنة.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرطهما ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

الطريق الثاني: عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 359)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 42) عن موسى بن يعقوب الزمعي، حدثني شرحبيل بن سعد به. ولفظه: قال: حضرت ابن عباس رضي الله عنهما صلى بنا على جنازة بالأبواء، وكبر، ثم قرأ بأم القرآن رافعًا صوته بها، ثُمَّ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ:(اللهم عبدك وابن عبدك وابن أمتك، يشهد أن لا إله إلَّا أنت وحدك لا شريك لك، ويشهد أن محمدًا عبدك ورسولك، أصبح فقيرًا إلى رحمتك وأصبحت غنيًا عن عذابه، يخلى من الدنيا وأهلها، إن كان زاكيًا فزكه، وإن كان مخطئًا فاغفر له، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده). ثم كبر ثلاث تكبيرات ثم انصرف، فقال:(يا أيها الناس إني لم أقرأ علنا إلَّا لتعلموا أنها السنة).=

ص: 398

= قال الحاكم: لم يحتج الشيخان بشرحبيل بن سعد، وهو من تابعي أهل المدينة، وأخرجته شاهدًا. ووافقه الذهبي.

قلت: هو حسن في الشواهد والمتابعات. انظر: التقريب (265: 2764).

الطريق الثالث: عن سعيد بن أبي سعيد، عن ابن عباس:

أخرجه الشافعي في مسنده -كما في ترتيبه (1/ 210) -، وابن أبي شيبة (3/ 298)، والحاكم في المستدرك (1/ 358)، والبيهقي في السنن (4/ 38).

عن ابن عجلان، أنه سمع سعيد بن أبي سعيد يقول: صلى ابن عباس على جنازة، فجهر بالحمد لله، ثم قال: إنما جهرت لتعلموا أنه سنة.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.

وبالجملة فالمتن ثابت، والله الموفق.

ص: 399

859 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الرَّقَاشِيُّ (1)، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ هِلَالٍ أَبُو النَضْرٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، وصَلِّ عَلَيْهِ، وَأْوَرِدْهُ حَوْضَ رَسُولِكَ".

* عَاصِمٌ مُخْتَلَفٌ فِيهِ (2).

(1) جاء في لسان الميزان (2/ 481): "زكريا بن عبد الله بن أبي سعيد

"، ويبدو أنه سقط منه -ابن يحيى-، إذ إن نسبه في جميع كتب التراجم -كما في سند أبي يعلى هنا، وفي المقصد العلي (ص 446) -.

(2)

والراجح فيه -والله أعلم- تليينه، وإلى ذلك مال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب (286: 3081).

ص: 400

859 -

الحكم عليه:

الإِسناد ضعيف، فيه زكريا الرقاشي، وشيخه عاصم بن هلال وكلاهما ضعيف.

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 33)، وعزاه لأبي يعلى وقال: فيه عاصم بن هلال وثقه أبو حاتم وضعفه غيره.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 118: ب)، وعزاه لأبي يعلى وحسنه.

قلت: تحسينه بناء على الاختلاف في عاصم، وقد أشار إلى هذا الاختلاف الحافظ ابن حجر، فقال هنا في المطالب بعد أن ساق هذا الحديث: عاصم مختلف فيه. اهـ. لكن الذي يظهر أن الراجح تليينه، وإلى ذلك مال الحافظ ابن حجر نفسه في التقريب (286: 3081) فقال: فيه لين. والله أعلم.

ص: 400

تخريجه:

أخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 116: أ) -، وفيه زيادة. قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا زكريا بن يحيى الرقاشي الخزاز، حدثنا عاصم بن هلال، حدثنا أيوب، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ=

ص: 400

= عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ: اللَّهُمَّ اغفر له، وصل عليه وبارك فيه، وأورده حوض رسولك.

قال الطبراني: لم يروه عن هشام إلَّا أيوب، ولا عنه إلَّا عاصم، تفرد به زكريا.

وكلاهما -أعني زكريا وشيخه- ضعيفان -كما تقدِّم في ترجمة كل منهما في هذا الحديث-.

وقد ورد نحو لفظه عن ابن عمر مرقوفًا، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 294)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (79: 92) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يقول في الجنازة إذا صلى عليها:(اللهم بارك فيه، وصل عليه، واغفر له، وأورده حوض رسولك صلى الله عليه وسلم). قال: في قيام كثير وكلام كثير لم أفهم منه غير هذا.

وإسناده موقوف صحيح، وصححه العلامة الألباني في تحقيق فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لإسماعيل (ص 79).

ص: 401

860 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، [عَنْ شُعْبَةَ](1)، حَدَّثَنِي زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمَيِّتِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ ربنا وربه، خلقته ورزقته (2)، أحيتته وَكَفَيْتَهُ، اغْفِرْ لَنَا وَلَهُ، وَلَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، ولا تضلنا بعده.

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ك).

(2)

كذا في الأصل (ك)، وفي باقي النسخ:"وأحييته".

ص: 402

865 -

الحكم عليه:

إِسناده ضعيف، لضعف زيد العمي.

وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 118: أ)، وضعفه يزيد.

ص: 402

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 293)، والبزار في مسنده -كما في كشف الأستار (1/ 387: 818) - عن شعبة، عن زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ به، وسنده ضعيف لضعف زيد -كما تقدِّم-.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 33)، وعزاه للبزار وقال: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ البزار.

قلت: هذا من أوهامه فإِن زيدًا العمي ليس من رجال الصحيح على ضعفه.

ص: 402

861 -

حدثنا (1)[يَحْيَى، عَنْ](2) يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه (3).

في (ك): "وقال مسدد".

(2)

ما بين المعقوفتين ليس في (ك)، ويبدو أنه تصرف من الناسخ.

(3)

ولفظه نحو لفظ حديث رقم (862)، وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 118: أمختصر)، وهو: "عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا سأله عن الصلاة على الميت. قال:

ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم تقول: اللهم عبدك فلان أو أمتك فلانة كانت تعبدك، لا تشرك بك شيئًا، إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن وإن سيئًا فتجاوز عنه، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده".

ص: 403

861 -

الحكم عليه:

الإِسناد ظاهره الصحة، لكنه معلول -كما سيأتي بيانه في التخريج-.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 118: أ)، وقال: رجاله ثقات.

ص: 403

تخريجه:

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 295) بلفظه. قال: حدثنا عبدة بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ كيف تصلي على الجنازة فقال أبو هريرة فذكره.

وورد: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة أخرجه مالك في الموطأ (1/ 227 تنوير الحوالك)، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (79: 93)، وعبد الرزاق في المصنف (3/ 488: 6425) عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه سئل كيف نصلي على الجنازة؟ قال: أنا لعمر الله أخبرك

اتبعها من أهلها، فإِذا وُضِعَتْ كبرت، وحمدت الله، وصليت على نبيه صلى الله عليه وسلم. ثم أقول: اللهم هذا عبدك، ابن عبدك، وابن أمتك، كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ، وأن محمدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان سيئًا فتجاوز عنه، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلَا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ.=

ص: 403

= وسنده موقوف صحيح، وصححه الألباني في التعليق على فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (ص 80).

قلت: فمالِكٌ جعله هنا عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة.

وجعله يحيى القطان -كما هي رواية الباب- وغيره: عن سعيد، عن أبي هريرة.

وجعله عبد الرحمن بن إسحاق -كما سيأتي في الحديث رقم (862) - عن سعيد، عن أبي هريرة مرفوعًا.

وقد ذكر هذا الاختلاف الدارقطني في العلل (3/ 187: ب) ثم رجح رواية مالك على غيره فقال: والمحفوظ ما قاله مالك.

قلت: هذا من حيث السند، فقد صح والحمد لله -كما رواه مالك-، وأما من حيث المتن فكما رجح الدارقطني الوقف، لكن مثله لا يقال من قبيل الرأي فله حكم الرفع والله الموفق سبحانه.

ص: 404

862 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أَنْبَأَنَا خَالِدٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الة عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ: "كَانَ إِذَا صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ قَالَ: اللَّهُمَّ عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ (1)

" الْحَدِيثَ.

* إِسناده صَحِيحٌ (2).

وَأَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ (3)، عَنْ أَبِي يَعْلَى [لَكِنْ (لَهُ)(4) عِلَّةٌ.

أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، رضي الله عنهما (5) مَوْقُوفًا] (6)

(1) وتمامه: "وأن محمدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به مني، إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فاغفر له، ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده". انظر: "الإحسان (5/ 30).

(2)

يعني ظاهره صحيح، وإلَاّ فله علة -كما سيذكره ابن حجر بعد قليل -، وقد بيَّنت ذلك في تخريج الحديث رقم (861).

(3)

كما في "الإحسان (5/ 30).

(4)

ما بين الهلالين ساقط من (حس).

(5)

أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 40) عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن ناجية، حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أنه سأل عبادة بن الصامت عن الصلاة على الميت؟ فقال: أنا والله أخبرك، فذكره نحوه.

وسنده صحيح.

(6)

ما بين المعقوفتين ساقط كله من (ك).

ص: 405

862 -

الحكم عليه:

الإِسناد ظاهره أنه حسن، لكن له علة.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 33)، وعزاه لأبي يعلى وقال: رجاله=

ص: 405

= رجال الصحيح. وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 118: أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.

ص: 406

تخريجه:

أخرجه ابن حبان (الإحسان 5/ 30) عن أبي يعلى به. وذكر ذلك الحافظ ابن حجر هنا في المطالب.

وسنده ظاهره أنه حسن، وليس كذلك، بل له علة، قاله ابن حجر هنا في المطالب، ولم يبين وجه إعلاله. وقد بين ذلك الحافظ الدارقطني في كتابه العلل (3/ 187: ب)، وذكر أنه اختُلِفَ فيه وبيَّنتُ ذلك في تخريج الحديث الماضي برقم (861)، وخلاصته أن المحفوظ: عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة موقوف.

لكنه وإن كان موقوفًا، إلَّا أن له حكم الرفع لأنه لا يقال من جهة الرأي، والله الموفق.

ص: 406

22 -

بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ، [وَحُضُورِ الدَّفْنِ، وحثّ (1) التُّرَابِ، وَحَفْرِ الْقَبْرِ](2)

863 -

الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَنْ (3) ميسرة. عن أبي عائشة، [عن يزيد](4)، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ (5)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَا (6): خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. وَفِيهِ: "وَمَنْ صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ صَلَّى عَلَيْهِ جِبْرِيلُ علبه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَمَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، وغُفر مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَإِنْ أَقَامَ حَتَّى يدفن وحتى (7) عَلَيْهِ التُّرَابَ انْقَلَبَ وَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ قِيرَاطٌ (8) مِنَ الْأَجْرِ، وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ، وَمَنْ حَفَرَ قَبْرًا لِمُسْلِمٍ حَرَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى النَّارِ وَبَوَّأَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ لَوْ وُضِع (9) مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْحَبَشَةِ لوسعهم".

* هذا حديث موضوع.

(1) في (عم) و (سد) و (ك): "وحثي".

(2)

لم يظهر في (حس) سوى ما بين المعقوفتين.

(3)

تحرفت في الأصل و (حس) و (سد) إلى: "ابن ميسرة"، والتصويب من (عم)، وفي (ك):"حدثنا ميسرة".

(4)

ما بين المعقوفتين ساقط من (ك).

(5)

تحرفت في الأصل إلى: "أم سلمة"، والتصويب من باقي النسخ.

(6)

في (حس): "قال"، وهو خطأ.

(7)

في (عم): "ويحثى".

(8)

في (ك): "قيراطين الأجر"، وهو خطأ من الناسخ. والله أعلم.

(9)

في (ك): "لو وضع فيه".

ص: 407

863 -

تخريجه:

هذا جزء من الخطبة المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم الموضوعة، وقد تقدم الكلام على سنده، وبيان درجته في حديث رقم (715).

ص: 408