الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
30 - بَابُ زَكَاةِ الْفِطْرِ
(1)
948 -
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ثنا هِشَامٌ عَنْ فَاطِمَةَ عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّهَا كَانَتْ تُعْطِي زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْ مَنْ يَمُوتُ (2) مِنْ أَهْلِهَا: الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ وَالشَّاهِدِ والغائب.
(1) هذا الباب وحديثه زيادة من (ك) و (بر).
(2)
كذا في النسختين ومسند إسحاق ومصنف ابن أبي شيبة؛ ولعلها: "يمون".
949 -
تخريجه:
إِسناده صحيح.
ورواه من طريق وكيع: ابن أبي شيبة (3/ 172)، وفيها:"يمون". وزاد:
"نصف صاع من بر أو صاع من تمر أو شعير"، كما رواه في (3/ 175) بدون الزيادة. (سعد).
31 -
[باب الترهيب](1) من كنز المال
949 -
[إسحاق](2): أخبرنا النضر بن شُميل، حدثنا عبد الجليل وهو ابن عطية، حدثنا أَبُو مِجْلَزٍ (3) قَالَ: قَامَ فَخَطَبَ كَأَنَّهُ يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "هَلَكَ أَصْحَابُ الصُّرَرِ وَلَا آسَى عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ عَلَى من تصلون"(4).
فَلَمْ يَعُد أَنْ نَزَلَ، فَهَابُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ. فقالوا: من ترونه عني؟ قالوا: نراهم قومًا يكونون بعدنا يصرون هذه الأموال، ويهريقون عَلَيْهَا الدِّمَاءَ.
* قُلْتُ: الْمَحْفُوظُ أَنَّ هَذِهِ الْخُطْبَةَ، لابن مسعود رضي الله عنه.
(1) ما بين المعقوفتين لم يظهر في (حس).
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ك).
(3)
في الأصل: " حدثنا أبو بكر مجلز"، وما أثبته من باقي النسخ.
(4)
في الأصل و (حس) و (ك): "يصلون"، وما أثبته من (عم) و (سد).
949 -
تخريجه والحكم عليه:
رجاله ثقات لكنه مرسل. وأعله ابن حجر هنا في المطالب فقال: المحفوظ أن هذه الخطبة لابن مسعود.
يعني: أن الأصحّ أن هذه الخطبة موقوفة على ابن مسعود، إذ الذين يوقفونها أوثق من الذين يرفعونها. لكنني لم أجد من أخرجها مرفوعة بهذا اللفظ رغم أنني فتشت عن ذلك كثيرًا.
950 -
[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ موسى، حَدَّثنا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، عَنِ ابْنِ بُريدة، عَنْ أبيه رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ولا منيع قَوْمٌ قَطُّ الزَّكَاةَ إلَّا حَبَسَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمُ الْمَطَرَ"(1).
* هَذَا إِسناد حَسَنٌ.
[2]
[وَقَالَ الرُّويَانِيُّ: حدثنا محمد بن إسحاق، أنبأنا (2) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، [بِهِ](3). وَلَمْ يَقُلْ: قَطُّ. وَقَالَ: حُبِسَ -بِضَمِّ الْحَاءِ-] (4).
[3]
وَقَالَ أَبُو يعلى: حدثنا زهير، حدثنا عبيد الله (5) به، وأتم منه.
(1) في (ك): "القطر".
(2)
في (ك): "حدثنا".
(3)
ليس في (سد).
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل، واستدركته من باقي النسخ.
(5)
تحرفت في (ك) إلى: "عبد الله".
959 -
الحكم عليه:
حسن من أجل بشير بن المهاجر.
وكذلك قال ابن حجر.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 130: ب مختصر)، وعزاه لابن أبي شيبة وصححه.
تخريجه:
رواه الحاكم في المستدرك (2/ 126)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 346)، والروياني وأبو يعلى -كما قال ابن حجر هنا في المطالب- من طريق بشير بن مهاجر، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ به.=
= وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
قلت: هو حسن -كما تقدم من أجل بشير-، وقد خولف، قال البيهقي بعد أن رواه: كذا رواه بشير بن المهاجر، ثم ساق بإسناده من طريق الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن ابن عباس قال: ما نفض قوم العهد إلَّا سلط الله عليهم عدوهم، ولا فشت الفاحشة في قوم إلَّا أخذهم الله بالموت، وما طَفَّف قوم الميزان إلَّا أخذهم الله بالسنين، وما منيع قوم الزكاة إلَّا منعهم الله القطر من السماء، وما جار قوم في حكم إلَّا كان البأس بينهم -أظنه قال- والقتل.
وسنده صحيح، وهو موقوف في حكم المرفوع، لأنه لا يقال من قبيل الرأي.
وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 45: 10992) مرفوعًا من طرق أخرى: عن إسحاق بن عبد الله بن كيسان المروزي، حدثنا أبي، عن الضحاك بن مزاحم، عن مجاهد وطاوس، عن ابن عباس به نحوه.
وسنده ضعيف؛ إسحاق المروزي لينه أبو أحمد الحاكم -كما في الميزان (ص 194) -، وأبوه عبد الله، قال في التقريب (319: 3558): صدوق يخطئ كثيرًا.
وقال المنذري في الترغيب (1/ 544): "وسنده قريب من الحسن. وله شواهد". لكن ورد من حديث بريدة أيضًا من طريق أخرى. رواه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 121: ب) - عن مروان بن محمد الطاطري، حدثنا سليمان بن موسى أبو داود الكوفي، عن فضيل بن مرزوق (وفي فوائد تمام: فضيل بن ابن غزوان) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ مرفوعًا، "ما منيع قوم الزكاة إلَّا ابتلاهم الله بالسنين".
وقال الطبراني: لم يروه إلَّا سليمان، تفرد به مروان.
ومروان ثقة -كما في التقريب (526: 6573) -.
وسليمان بن موسى أبو داود الكوفي، صالح -كما قال الذهبي في الكاشف (1/ 320) -.=
= وفضيل إذا كان ابن مرزوق ففيه ضعف. قال ابن حجر في التقريب (448: 5437): صدوق يهم.
وإن كان ابن غزوان فهو ثقة -كما في التقريب (448: 5434) -.
وقال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 543): رواته ثقات.
ومثله قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 66).
وللحديث شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنه قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ المهاجرين، خمس إذا ابتُلِيتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر فاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلَّا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلَّا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلَّا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله، إلَّا سلط الله عليهم عدوًا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيروا بما أنزل الله، إلَّا جعل الله بأسهم بينهم".
رواه ابن ماجه (2/ 1332: 4019)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 333) عن ابن أبي مالك، عن أبيه، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عمر به.
وسنده ضعيف؛ ابن أبي مالك واسمه خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك قال في التقريب (191: 1688): ضعيف مع كونه كان فقيهًا وقد اتهمه ابن معين.
وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه (2/ 301): هذا حديث صالح للعمل به، وقد اختلفوا في ابن أبي مالك وأبيه.
قلت: أما أبوه فصدوق ربما وهم -كما في التقريب (603: 7748) -، وإنما العلة من ابنه.
لكن جاء من طرق أخرى. فرواه الحدكم (4/ 540) من طريق أبي معبد=
= حفص بن غيلان، عن عطاء بن أبي رباح به. وقال: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي.
قلت: هو حسن؛ حفص بن غيلان، قال في التقريب (174: 1432): صدوق فقيه، رمي بالقدر.
ورواه ابن أبي الدنيا في "العقوبات" -كما في السلسلة الصحيحة (1/ 168) -
من طريق نافع بن عبد الله، عن فروة بن قيس المكي، عن عطاء بن أبي رباح به.
وسنده ضعيف؛ نافع بن عبد الله، قال في الميزان (4/ 341): لا يعرف. ومثله شيخه فروة -كما في الميزان (3/ 347) -.
ورواه الروياني في مسنده -كما في الصحيحة أيضًا- عن عمان بن عطاء، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعًا، وسنده ضعيف؛ عطاء بن أبي مسلم مدلس، وقد عنعنه.
وابنه عثمان، قال في التقريب (385: 4502): ضعيف.
قال الألباني عن طريق حديث ابن عمر: فهذه الطرق كلها ضعيفة إلَّا طريق الحاكم فهو العمدة، وهي إن لم تزده قوة فلا توهنه. اهـ.
وبالجملة فحديث بُريدة بمجموع هذه الطرق والشواهد صحيح، وكذا صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 169: 107). وانظر: مصباح الزجاجة (2/ 301).
951 -
[1] وقال البزار: حدثنا بشر بن معاذ.
[2]
ح (1)، [وقال](2) أبو يعلى، والحسن بن سفيان جميعًا قالا: حدثنا أمية بن بسطام، قالا: حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ (3)، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم[قَالَ] (4):"مَنْ تَرَكَ بَعْدَهُ كَنْزًا مُثِّلَ لَهُ (5) شُجَاعٌ أَقْرَعُ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَهُ زَبِيبَتَانِ، يَتْبَعُهُ (6) وَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ. فَيَقُولُ: أَنَا كَنْزُكَ الَّذِي خَلَّفْتَ بَعْدَكَ، فَلَا يَزَالُ يَتْبَعُهُ حَتَّى يُلْقِمَهُ يَدَهُ فَيْقَضِمُهَا (7)، ثُمَّ يُتْبِعَهُ سائر جسده".
قال البزار: لا نعلم (8) طريقًا -يعني إلى ثوبان رضي الله عنه إلَّا هذا.
(1) علامة التحويل لم تظهر في (حس).
(2)
ما بين المعقوفتين أثبته من (عم)، وساقط من باقي النسخ.
(3)
تحرفت في (عم) و (سد) إلى: "عمارة".
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل.
(5)
في (ك): "قيل له"، وهو تحريف.
(6)
في (سد): "فيتبعه".
(7)
في (حس): "فيقصمها" بالصاد المهملة، وفي (سد):"فيقضمه".
(8)
تصحفت في (سد) إلى: "لا يعلم".
951 -
الحكم عليه:
حسن، لولا عنعنة قتادة.
وحسنه البزار -كما في كشف الأستار (1/ 418: 882) -، وقال: لا نعلم طريقًا إلى ثوبان رضي الله عنه إلَّا هذا.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 64): رجاله ثقات.=
= وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 130: ب مختصر)، وعزاه لبعض الأئمة، وسكت عليه.
تخريجه:
رواه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 11) عن بشر بن معاذ، حدثنا يزيد بن زريع به. وتابعه أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حدثنا سعيد، به. أخرجه الحسن بن سفيان -كما هو رواية الباب-وابن حبان-كما في الإحسان (5/ 106) -.
وتابعه ابن المنهال، عن يزيد بن زريع، حدثنا سعيد، به. أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 388).
ورواه الحاكم أيضًا (1/ 388) من طريق ابن عطاء، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بن أبي طلحة، عن ثوبان به.
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، واستدرك الذهبي فقال: على شرطهما.
قلت: إنما هو على شرط مسلم، فإِن معدان بن أبي طلحة لم يرو له البخاري.
وفي الباب عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَابْنِ عُمَرَ، وأبي هريرة، وابن مسعود.
أما حديث جابر بن عبد الله فلفظه: "عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-قَالَ- فذكر عقاب مانع زكاة الإبل والبقر والغنم- ثم قال: "ولا من صاحب مال لا يؤدي زكاته إلَّا تحول يوم القيامة شجاعًا أقرع يتبع صاحبه حيثما ذهب، وهو يفرّ منه، ويقال: هذا مالُك الذي كنت تبخل به، فإِذا رأى أنه لا بد منه أدخل يده في فيه، فجعل يقضمها كما يقضم الفحل".
أخرجه مسلم (2/ 684: 988).، واللفظ له، وعبد الرزاق (4/ 27، 29)، وأحمد (3/ 321)، والنسائي (5/ 18)، وابن الجارود (123)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 182، 183) من طرق عن أبي الزبير، عن جابر به.
وأما حديث ابن عمر، فلفظه: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن الذي لا يؤدي زكاة ماله=
= يمثِّل الله تعالى له ماله يوم القيامة شجاعًا أقرع له زبيبتان فيلزمه أو يطوقه. قال: يقول: أنا كنزك، أنا كنزك".
أخرجه أحمد (2/ 98، 137، 156)، والنسائي (5/ 28)، وابن خزيمة (4/ 12) من طرق عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عمر به.
وسنده صحيح.
وأما حديث أبي هريرة فلفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعًا أقرع يفر منه صاحبه، فيطلب ويقول: أنا كنزك قال: والله لن يزال يطلبه حتى يبسط يده فيلقمها فاه"
…
أخرجه البخاري (3/ 268 فتح)، واللفظ له، وابن ماجه (1/ 569: 1786)، وهمام في صحيفته (ص 308)، وعبد الرزاق (4/ 28)، وأحمد (2/ 279، 379، 489)، وابن خزيمة في صحيحه (4/ 11)، والحاكم في المستدرك (1/ 389) من طرق عن أبي صالح، عن أبي هريرة به.
وورد عن أبي هريرة بلفظ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من آتاه الله مالًا، فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعًا وأقرع له زبيبتان، يطوقه يوم القيامة يأخذ بلهزمتيه -يعني بشدقيه- يقول: أنا مالك، أنا كنزك، ثم تلا هذه الآية: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
…
} الآية.
أخرجه البخاري (8/ 33 فتح)، واللفظ له، والنسائي (5/ 29)، وأحمد (2/ 355)، والبيهقي (4/ 81) من طرق عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به.
وفيه ألفاظ أخرى. انظر: جامع الأصول (5/ 296 وما بعدها).
وفيه كلام على إِسناده. انظر: الفتح (3/ 269).
وأما حديث ابن مسعود، فلفظه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد لا يؤدي زكاة=
= ماله إلَّا مُثّل له شجاعًا أقرع يُطوقه يوم القيامة، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ-صلى الله عليه وسلم: مصداقه كتاب الله: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ".
أخرجه الحميدي (1/ 52)، واللفظ له، وأحمد (1/ 377)، والنسائي (5/ 8)، وابن خزيمة (4/ 11)، والشافعي في مسنده -كما في ترتيبه (1/ 222) -، والترمذي (11/ 141 عارضة)، وابن ماجه (1/ 568: 1784)، والبيهقي (4/ 81) من طريق سفيان بن عيينة، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن ابن مسعود به. وسنده صحيح، وقال الترمذي: حسن صحيح.
زاد الحميدي والشافعي، والترمذي، وابن ماجه، والبيهقي: عن جامع وعبد الملك بن أعين، عن أبي وائل، عن ابن مسعود به.
وعبد الملك بن أعين قال في التقريب (362: 4164): صدوق.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 298) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبى إسحاق، عن أبي وائل، عن ابن مسعود به.
ثم رواه (2/ 299) من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل به.
وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
32 -
[باب الحث](1) على الصدقة وفضلها
952 -
إسحاق: حدثنا النضر بن شُميل، أنبأنا (2) أَبُو قُرة هُوَ الْأَسَدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسيب، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ: ذُكر لي أن الأعمال تتباهى (3)، فَتَقُولُ الصَّدَقَةُ: أَنَا أَفْضَلُكُمُ. قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: "ما من امرىء مُسْلِمٍ يَتَصَدَّقُ بِزَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ إلَّا ابْتَدَرَتْهُ حجبة (4) الجنة.
(1) ما بين المعقوفتين لم يظهر في (حس).
(2)
في (عم): "حدثنا".
(3)
في الأصل: "تتناهى"، والصواب ما أثبته من باقي النسخ.
(4)
في الأصل و (حس): "حجب"، وما أثبته من باقي النسخ، وهو الموافق للغة. انظر: تاج العروس (1/ 203).
952 -
الحكم عليه:
صحيح.
وذكره البوصيرى في الإِتحاف (1/ 135: ب مختصر)، وعزاه لإسحاق وابن خزيمة والحاكم، وسكت عليه. قلت: هو صحيح -كما علمت-.
تخريجه:
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 95): حدثنا محمد بن رافع، حدثنا=
= أبو الحسن النضر بن إسماعيل، عن أبي فروة، قال: سمعت سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قال: ذكر لي أن الأعمال تتباهى، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم.
ويبدو أن فيه تحريفًا، إذ لم أجد في الرواة من اسمه النضر بن إسماعيل وكنيته أبو الحسن، بل الذي كنيته أبو الحسن هو: النضر بن شميل.
ثم إنني لم أجد أبا فروة، بل أبو قُرة -كما هي رواية الباب-.
ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 416) من طريق النضر بن شميل، عن أبي قرة قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يُحَدِّثُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، قَالَ:"ذكر لي أن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة: أنا أفضلكم". و"أبو قرة" تحرف في المطبوع من المستدرك. إلى قرة، والتصويب من المخطوط. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، واختلف حكم الشيخ الألباني:
فضعفه في تعليقه على صحيح ابن خزيمة (4/ 95) لجهالة أبي فروة، وصححه في صحيح الترغيب (1/ 369) مقرًا لحاكم على تصحيحه. قلت: ما في "ابن خزيمة" محرف، وموافقة الحاكم هو الصواب. وعليه فالحديث صحيح. والله الموفق.
953 -
أخبرنا (1) النضر بن شُميل، حدثنا حماد وهو ابن سلمة، أنبأنا مَعْبَدٌ، أَخْبَرَنِي فُلَانٌ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا ذَرٍّ رضي الله عنه جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
…
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَ حَدِيثٍ قَبْلَهُ فِيهِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الصَّدَقَةُ؟ قَالَ: "أَضْعَافٌ مُضَاعَفَةٌ وَعِنْدَ اللَّهِ مزيد" قلت (2): يا رسول الله فأيها أَفْضَلُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "جُهدُ مُقِلٍّ، أو سِرٌّ إلى فقير".
(1) في (ك): "وقال إسحاق".
(2)
في (ك): "قال يا رسول الله".
953 -
الحكم عليه:
ضعيف لجهالة شيخ معبد.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 135: ب مختصر)، وعزاه لإسحاق وسكت عليه وسنده ضعيف -كما علمت-.
تخريجه:
ورد من طريق أخرى عن أبي ذر. أخرجه الطيالسي في مسنده (65/ 478)، والبزار -كما في كشف الأستار (1/ 93: 160) -، وأحمد (5/ 178)، وهنّاد في الزهد (2/ 482) من طريق المسعودي، عن أبي عمرو الشامي، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ:
…
فذكره - كما تقدَّم آنفًا-.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 116): وفيه أبو عمرو الدمشقي وهو متروك.
قلت: وفيه أيضًا المسعودي ضعيف، اختلط، وقد روى عنه الطيالسي في مسنده، وروايته عنه بعد الاختلاط -كما في الكواكب النيرات (ص 288) -،=
= وروى عنه وكيع عند أحمد، وروايته عنه قبل الاختلاط -كما في الكواكب (ص293) -.
وعلى ذلك فلا يصلح هذا لتقوية سند الباب لشدة ضعفه.
ولبعض أجزاء الحديث متابعات:
فأمره بالاستعاذة. أخرجه النسائي (8/ 275) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن عبيد بن الخشخاش، به مثله.
وعبيد بن الخشخاش، قال في التقريب (376: 4371): بين الحديث.
وقوله: "أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ
…
" أخرجه الحميدي (1/ 72)، والمروزي في زوائد زهد ابن المبارك (ص 396)، وأحمد (5/ 150)، وابن حبان (2/ 94 الإحسان) من طريق عمرو بن ميمون، عن أبي ذر مرفوعًا به.
وتابعه بشير بن كعب، عن أبي ذر. أخرجه أحمد (5/ 152)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 66).
وتابعه عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر. أخرجه أحمد (5/ 152).
وتابعه عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي ذر. رواه أحمد (5/ 156)، وابن ماجه (2/ 1256: 3825).
وجزء عدد الأنبياء. رواه ابن سعد في الطبقات (1/ 32) من طريق عمرو بن الهيثم، وهاشم بن القاسم، عن المسعودي به.
والمسعودي ضعيف -كما تقدم آنفًا-.
على أنه ورد من حديث أبي أمامة، من طريق معان بن رفاعة، حدثني عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أمامة، أن أبا ذر قال: يا رسول الله ما الصدقة. قال: أضعاف مضاعفة، وعند الله المزيد. ثم قرأ:{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} . قيل يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: سر إلى فقير، أو جهد من مقل. ثم قرأ:{إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} .=
= رواه أحمد (5/ 265)، والطبراني في الكبير (8/ 258: 7871)، والأصبهاني في الترغيب -كما في الدر المنثور (1/ 353) -، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 116):"وفيه علي بن يزيد، وفيه كلام".
قلت: هو الألهاني، وهو ضعيف -كما في التقريب (406: 4817) -، وتحرف في المجمع إلى: علي بن زيد.
وقال ابن كثير في تفسيره (1/ 586): معان بن رفاعة السلامي ضعيف، وعلي بن يزيد ضعيف، والقاسم أبو عبد الرحمن ضعيف أيضًا. اهـ.
954 -
أخبرنا (1) عيسى بن يونس، حدثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ صَدَقَةَ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ تَزِيدُ فِي العمر، وتمنع ميتة السوء، ويذهب الله عنه بها الكبر والفخر".
(1) القائل هو: إسحاق بن راهويه، في مسنده؛ وفي (ك):"وقال إسحاق".
954 -
الحكم عليه:
تالف، فيه كثير بن عبد الله بن عمرو، متهم بالكذب. يروي عن أبيه - مجهول- عن جده، نسخة موضوعة.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 110)، وعزاه للطبراني في الكبير فيه كثير بن عبد الله المزني وهو ضعيف.
وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 135: أمختصر)، وعزاه لإسحاق سنده ضعيف لضعف كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف. وقد حسنها -يعني والترمذي وصححها هو وابن خزيمة في صحيحه.
قلت: كثير متروك، فحديثه ضعيف جدًا، تالف.
تخريجه:
- أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 22: 31) من طريق كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده مرفوعًا به.
وفي الباب عن عبد الله بن جعفر، وابن مسعود، وأبي أمامة، وأنس، وأبي بكر رضي الله عنهم وغيرهم.
1 -
أما حديث عبد الله بن جعفر: فيرويه أصرم بن حوشب، حدثنا قرة بن خالد، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: قلت لعبد الله بن جعفر حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: الصدقة تطفىء غضب الرب.=
= رواه الطبراني في الصغير (2/ 95)، والأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 129: ب) -، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 92)، وقال الطبراني لم يروه عن قرة إلَّا أصرم، وأصرم بن حوشب قال ابن معين: كذاب. وقال البخاري ومسلم والنسائي: متروك.
انظر: لسان الميزان (1/ 461).
ومن طريقه رواه الحاكم (3/ 568) لكنه قال: عن أصرم، حدثنا إسحاق بن واصل، عن أبي جعفر به. وسكت عنه الحاكم. وقال الذهبي:"أظنه موضوعًا، فإسحاق متروك، وأصرم متهم بالكذب".
2 -
وأما حديث عبد الله بن مسعود: فيرويه نصر بن حماد بن عجلان العجلي، أخبرنا عاصم بن عمرو البجلي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "صلة الرحم تزيد في العمر، وصدقة السر تطفئ غضب الرب".
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 93)، وفيه نصر بن حماد، قال في التقريب (560: 7109): ضعيف، أفرط الأزدي فزعم أنه يضع.
3 -
وأما حديث أبي أمامة، فيرويه حفص بن سليمان، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أببم أمامة مرفوعًا:"صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصلة الرحم تزيد في العمر".
رواه الطبراني في الكبير (8/ 312: 8014)، وسنده ضعيف جدًا، حفص بن سليمان هو الأسدى القارئ صاحب عاصم، قال في التقريب (172: 1405): متروك الحديث مع إمامته في القراءة. اهـ. ووهم الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 115) تبعًا للمنذرى في الترغيب (2/ 169) فحسّنا إِسناده.
4 -
وأما حديث معاوية بن حيدة: فيرويه عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد الله، عن الأصبغ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده مرفوعًا: صنائع=
= المعروف تقي مصارع السوء، وإن صدقة السر تطفئ غضب الرب، وإن صلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر.
رواه الطبراني في الكبير (19/ 421: 1018)، والأوسط (1/ 130: أمجمع البحرين)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 94).
وسنده ضعيف، فيه صدقة بن عبد الله وهو أبو معاوية السمين، قال في التقريب (275: 2913): ضعيف.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 115): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه صدقة بن عبد الله، وثقه دحيم وضعفه جماعة.
وقال المنذري في الترغيب (2/ 30): ولا بأس به في الشواهد.
5 -
وأما حديث أنس. فسيأتي الكلام عليه مفصلًا برقم (955).
6 -
وأما حديث أبي بكر الصديق. فسيأتي برقم (963).
وفي الباب عن أبي سعيد، وعمر، وأم سلمة وغيرهم. انظر: تفصيل ذلك في سلسلة الأحاديث الصحيحة للمحدث الشيخ الألباني (4/ 535: 1908).
وبالجملة فالذي يمكن أن يتقوى ببعض هذه الشواهد التي لم تصل إلى الضعف الشديد: قوله: "تمنع ميتة السوء" فإِنه حسن بالشواهد على أقل الأحوال، ولم أجد لقوله: "تزيد في العمر، ويذهب الله بها الكبر والفخر، ما يصلح للتقوية، والله أعلم.
955 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النيلي (1)، أنبأنا صَالِحٌ المُرِّي (2)، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سمعته يَقُولُ:"إِنَّ الصَّدَقَةَ وَصِلَةَ الرَّحِمِ يَزِيدُ اللَّهُ تعالى بِهَا فِي الْعُمُرِ، وَيَدْفَعُ بِهَا مِيتَةَ السَّوْءِ، ويدفع الله بهما (3) المكروه والمحذور".
(1) تصحفت في الأصل و (حس) و (ك) إلى: "النبلي"، والتصويب من (عم) و (سد) وكتب التراجم.
(2)
تصحفت في (عم) و (سد) إلى: "المزي"، وفي (ك):"المزني".
(3)
في جميع النسخ: "بها"، والتصويب من كامل ابن عدي (4/ 379).
955 -
الحكم عليه:
ضعيف، فيه يزيد الرقاشي، وصالح المري، وكلاهما ضعيف.
تخريجه:
رواه ابن عدي في الكامل (4/ 1379) قال: أخبرنا أبو يعلى به.
وورد عن أنس من ثلاثة طرق أخرى:
الأول: يرويه عبد الله بن عيسى الخزاز البصري، عن يونس بن عبيد، عن الحسين، عن أنس بن مالك مرفوعًا: إن الصدقة تطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء.
رواه الترمذي (3/ 168 عارضة)، وابن حبان (5/ 131 الإحسان)، والبغوي في شرح السنة (6/ 133) من طريق عبد الله. وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه.
قال الشيخ الألباني في إرواء الغليل (3/ 391): وليس في بعض النسخ من الترمذي قوله: "حسن" وهو الأقرب إلى حال الإِسناد، فإِن فيه علتين:
الأولى: عنعنة الحسن البصري فإِنه مدلس.
والأخرى: ضعف الخزاز هذا، فأورده الذهبي في الضعفاء (1/ 350)، وقال: فيه ضعف، وقال الحافظ في التقريب (317: 3524): ضعيف.
الثاني: عن عبد الرحيم بن سليمان الأنصارى، حدثني عبيد الله بن أنس،=
= حدثني أبي مرفوعًا بلفظ: إن الصدقة ترد غضب الرب، وتمنع من النبلاء وتزيد في الحياة.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير (ق: 266)، وقال: عبيد الله وعبد الرحيم كلاهما مجهول بالنقل، والحديث غير محفوظ.
قلت: والحديث ساقط من المطبوع من الضعفاء (3/ 117)، ولم ينبه عليه محققه.
وقال الذهبي في الميزان (3/ 3) في عبيد الله هذا: لا يعرف.
قال الألباني في الأرواء (3/ 391): وفاته الراوي عنه عبد الرحيم بن سليمان الأنصاري فلم يورده في ميزانه ولا استدركه عليه الحافظ في لسانه.
الثالث: عن أبي عمرو المقدام بن داود الرُّعيني، أخبرنا عبد الله بن محمَّد بن المغيرة المخزومي، أخبرنا سفيان، عن محرز، عن يزيد الرقاشي، عن أنس مرفوعًا بلفظ "إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من السوء".
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 158)، وسنده ضعيف جدًا فيه ثلاث علل:
الأولى: يزيد الرقاشي: ضعيف.
الثانية: عبد الله بن محمَّد بن المغيرة المخزومي: قال الذهبي في المغني في الضعفاء (1/ 354): واه.
الثالثة: المقدام بن داود الرعيني: قال النسائي: ليس بثقة. وقال ابن أبي حاتم وابن يونس: تكلموا فيه. انظر: اللسان (6/ 84).
وبهذه العلل الثلاث ضعفه الألباني في الإرواء (3/ 392).
وبالجملة فمتن الباب لا يمكن تقويته كله بهذه الطرق، وإنما الذي يتقوى قوله:"إن الصدقة تمنع ميتة السوء". وقد تقدم ذكر بعض الشواهد لبعض أجزائه في الحديث المتقدم برقم (954).
956 -
أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ (1): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ شَيْبَةَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ مَالِهِ فِي سبيل الله تعالى دَعَتْهُ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِهَا شَاءَ".
(1) وقع في الأصل هنا تحريف، إذ جاء فيه: [أحمد بن منيع: حدثنا إبراهيم ابن الحجاج النبلي أنبأنا صالح المري الحسن
…
]، والصواب ما أثبته من باقي النسخ.
956 -
الحكم عليه:
ضعيف. شيبة القرشي لم أعرفه. ثم إن فيه راويًا مجهولًا.
تخريجه:
لم أجده. لكن يغني عنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي في الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة، دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد، دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة، دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام، دعي من باب الريان". قال أبو بكر: يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها. قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم.
رواه مالك (2/ 469)، والبخاري (4/ 111 فتح)، ومسلم (2/ 711: 1027)، والترمذي (13/ 136 عارضة)، والنسائي (5/ 9)، والبغوي في شرح السنة (6/ 134) عن ابن شهاب، عن حُميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة به.
وفي الباب: عن صعصعة بن معاوية قال: لقيت أبا ذر، قال: قلت: حدِّثني.
قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ما من عبد مسلم ينفق من كل مال له زوجين في سبيل الله إلَّا استقبلته حجبة الجنة، كلهم يدعوه إلى ما عنده. قلت: وكيف ذلك؟ قال: إن كانت إبلًا فبعيرين، وان كانت بقرًا فبقرتين.=
= أخرجه النسائي (6/ 47)، والسياق له، والدارمي (1/ 204)، وابن حبان (7/ 78 الإحسان)، والحاكم (2/ 86)، وأحمد (5/ 151، 153، 159، 164) من طرق عن الحسن، عن صعصعة به.
وزاد أحمد وابن حبان "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنَ يَمُوتُ لَهُمَا ثَلَاثَةٌ مِنَ الولد لم يبلغوا الحنث إلَّا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم"، وأخرجها النسائي في الجنائز (4/ 24).
قال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
قلت: إلَّا أن فيه عنعنة الحسن البصري، لكنه صرح بالتحديث عند أحمد من طريقين عنه، ولذلك صححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 106: 567)، وقال: على شرط الشيخين.
957 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ، حَدَّثَنَا هُشيم، عَنْ زِيَادٍ (1)، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ سمعته يقوم: هَذَا سَيِّدُ أَهْلِ الْوَبَرِ. فَسَلَّمْتُ، ثُمَّ جَلَسْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمَالُ الَّذِي لَا يَكُونُ عَلَيَّ فِيهِ تَبِعةٌ مِنْ ضَيْفٍ ضافني أو عِيال إن كثروا.
فقال صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الْمَالُ الْأَرْبَعُونَ مِنَ الْإِبِلِ، وَالْأَكْثَرُ سِتُّونَ، وويل لأصحاب المئين (2)، إلَّا من أعطى (3) في رِسلها ونَجدتها (4)، وأفقر ظهرها، وأطرق فحلها (5)، ونحر سمينها (6) وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ والمُعْتَر".
قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا أَكْرَمَ هَذِهِ الْأَخْلَاقَ وَأَحْسَنَهَا، إِنَّهُ لَا يُحَلُّ بِالْوَادِي الَّذِي أَنَا فِيهِ مِنْ كَثْرَةَ إِبِلِي. قَالَ:"فَكَيْفَ تَصْنَعُ فِي الْمَنِيحَةِ".
قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي لَأَمْنَحُ فِي كُلِّ عَامٍ مائة. قال: "كيف (7) تصنع بالعارية". قال: يغدو الإبل، ويغدو النَّاسَ، فَمَنْ أَخَذَ بِرَأْسِ بَعِيرٍ ذَهَبَ بِهِ. قال:"كيف (8) تصنع بالفِقَار". قال: إني لأفقر البكر الضرع،
(1) في (عم) و (سد) و (ك): "زياد بن أبي زياد".
(2)
ما أثبته من (ك)، وفي باقي النسخ:"المائتين".
(3)
تحرفت في (عم) و (سد) إلى: "أعلى".
(4)
جاء في جميع النسخ: "ونحرها"، والتصويب من زوائد الحارث (2/ 595)، ومجمع الزوائد (3/ 107).
(5)
ما أثبته من زوائد الحارث (2/ 595 محقق)، وتحرَّفت في جميع النسخ عدا (ك) إلى:"أصدق فحلها"، وجاءت العبارة في (ك) هكذا:"وأصدق محلها" .. ونحو غيرها.
(6)
في زوائد الحارث (2/ 595): "ونحر سمينها".
(7)
في باقي النسخ: "فكيف".
(8)
في باقي النسخ: "فكيف".
والناب (9) المدبر، قَالَ:"ذَلِكَ"(10) أَحَبُّ إِلَيْكَ أَوْ مَالُ مَوْلَاكَ". قلت: بل مالي. قال: "فإنما لك في مَالِكَ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ، وَمَا بَقِيَ فَلِمَوْلَاكَ". قُلْتُ: لِمَوْلَايَ. قَالَ: "نَعَمْ" قُلْتُ: أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ (11) بَقِيتُ لَأَدَعَنَّ عِدَّتَهَا (12) قَلِيلًا".
قَالَ الْحَسَنُ: فَفَعَلَ رحمه الله.
(9) غير واضحة في (ك).
(10)
غير واضحة في (ك).
(11)
في (ك): "إن بقيت".
(12)
تحرفت في (ك) إلى: "عاليها".
957 -
تخريجه:
تقدَّم هذا الحديث برقم (815)[2]، وتقدم الكلام على درجته وتخريجه، وأنّه ضعيف جدًا من أجل زياد بن أبي زياد، لكن يغير عنه الطريق (815)[1]، وقد ورد منها بألفاظ أخرى، فراجعها هناك.
958 -
حدثنا (1) سفيان بن وكيع، حدثنا أَبِي، عَنْ حُميد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ صَبَاحٍ (2) إلَّا ومناد ينادي من السماء؛ اللهم أعط كل منفق خَلَفًا وَكُلَّ مُمْسِكٍ تَلَفًا، يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هلم أقبل، ويا باغي الشر أقصر".
(1) القائل هو: أبو يعلى في مسنده، وفي (ك):"وقال أبو يعلى".
(2)
تحرفت في (سد) إلى: "ضاع".
958 -
الحكم عليه:
ضعيف جدًا، فيه حُمَيد الأعرج وهو متروك.
ثم إن فيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف.
ولم يذكره البوصيري في الإتحاف.
تخريجه:
لم أجده، لكن له شواهد مرفوعة:
1 -
حديث أبي هريرة مرفوعًا "ما من يوم يصبح العباد فيه إلَّا وملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا".
أخرجه أحمد (2/ 305، 347)، والبخاري (3/ 304 فتح)، ومسلم (2/ 700: 1010)، واللفظ له والبغوي في شرح السنة (6/ 155)، وابن جرير في تهذيب الآثار (1/ 408)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص 48).
2 -
حديث أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ما طلعت شمس قط إلَّا بجنبتيها ملكان يناديان، يُسمعان أهل الأرض إلَّا الثقلين: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم، فإن مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى، ولا آبت شمس قط، إلَّا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يُسمعان أهل الأرض إلَّا الثقلين: اللهم أعط منفقًا خلفًا، وأعط ممسكًا تلفًا.=
= أخرجه الطيالسي (131/ 979)، وأحمد في الزهد (19)، والمسند (5/ 197)، والحاكم في المستدرك (2/ 444)، وابن حبان في صحيحه (5/ 138 الإحسان)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 226، 2/ 233، 9/ 60)، والقضاعي في مسنده (2/ 25) عن قتادة، عن خليد العصري، عن أبي الدرداء به.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 122): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. قلت: فيه قتادة وهو مدلس، وقد عنعنه هنا، لكنه صرح بالتحديث فقد رواه ابن جرير في تفسيره (5/ 73) من طريق عباد بن راشد، عن قتادة، حدثنا خليد به. وانظر: السلسلة الصحيحة (1/ 735، 444).
3 -
حديث عبد الرحمن بن سبرة. جاء فيه:
أَوَمَا علمت أن ملكًا ينادي في السماء يقول: اللهم اجعل لمال منفق خلفًا، واجعل لمال ممسك تلفًا.
رواه الطبراني في الكبير -كما في مجمع الزوائد (3/ 122) -.
وقال الهيثمي: وفيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف. وحسنه محدث العصر الألباني في صحيح الجامع (1/ 420) لشواهده.
4 -
حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: (ما من صباح إلَّا ملكان يناديان، يقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا، وملكان موكلان بالصور، ينتظران متى يؤمران فينفخان، وملكان يناديان يقول أحدهما: ويل للرجال من النساء، ويقول الآخر: ويل للنساء من الرجال".
أخرجه الحكم (4/ 559) من طريق خارجة بن مصعب، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا وذكر الحديث.
وقال: تفرد به خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم. وقال الذهبي: خارجة ضعيف.=
= وبالجملة فدعاء الملكين بالخلف والتلف ثابت بمجموع هذه الشواهد.
وأما قوله: "يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشر أقصر" فقد ورد من حديث أبي هريرة، ورجل من الصحابة، وأن ذلك في رمضان.
أما حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: إذا كانت أول ليلة من رمضان، صفدت الشياطين ومَرَدَة الجن، وغُلقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة، فلم يُغلق منها باب، ونادى مناد:"يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة".
رواه النسائي (1/ 242)، والترمذي (3/ 195 عارضة)، وابن ماجه (1/ 256: 1642)، وابن حبان (5/ 183 الإحسان)، والحاكم (1/ 421)، والبيهقي في السنن (4/ 303) من طريق أبي بكر بن عياش، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة به.
وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1/ 269).
وأما "عن رجل من الصحابة" فرواه النسائي (4/ 130)، واللفظ له، وأحمد (4/ 312 ، 5/ 411)، وابن أبي شيبة (3/ 1) من طريق شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة. قال: كنت في بيت فيه عتبة بن فرقد، فأردت أن أحدث بحديث، وكان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كأنه أولى بالحديث مني، فحدّث الرجل عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: في رمضان تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ النار، ويصفد فيه كل شيطان مريد، وينادي منادٍ كل ليلة:"يا طالب الخير هلم، ويا طالب الشر أمسك".
وعطاء بن السائب: صدوق اختلط، لكن سماع شعبة منه قديم -كما في الكوكب النيرات (ص 322) -، وعرفجة هو وابن عبد الله الثقفي أو السلمي، قال في التقريب (389: 4556): مقبول.
وفي الباب، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ قَالَ: "ما من صباح إلَّا ملكان=
= موكلان يقولان: يا طالب الخير أقبل، ويا طالب الشر أقصر. وملكان موكلان يقولان: سبحان القدوس، وملكان موكلان بالصور".
رواه هناد في الزهد (2/ 38) عن أبي الأحوص، عن منصور، عن مجاهد، عنه به. وسنده صحيح. وعن كعب قال:"ما من صباح إلَّا وملكان يناديان: يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر، وملكان يناديان: سبحان الملك القدوس. وملكان موكلان بالصور، ينتظران حتى يؤمرا فينفخا".
رواه وكيع في الزهد (2/ 669)، والمروزي في زيادات زهد ابن المبارك (ص 378)، وهناد في الزهد (2/ 39) عن الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضمرة، عن كعب به. وسنده صحيح.
وعن مجاهد قال: "إذا أخفقت الطير بأجنحتها يعني السحر، نادى منادٍ: يا باغي الخير! هلم، ويا فاعل الشر أقصر انته، هل من مستغفر، يغفر له، هل من تائب يتاب عليه، قال: ثم ينادي: اللهم أعط منفقًا خلفًا، وأعط ممسكًا تلفًا حتى الصبح".
أخرجه عبد الرزاق في المصنف. (10/ 444: 19652) عن معمر، عن هارون بن رئاب، عن مجاهد به.
959 -
[1] وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حدثنا لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كُنْتُ أَظُنُّهُ رَفَعَهُ قَالَ: "فِي ابْنِ آدم ثلاثمائة وستون سلامى أو عظم أَوْ مَفْصِل، عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا (1) فِي كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ. قَالَ: كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ يَتَكَلَّمُ بِهَا الرَّجُلُ صَدَقَةٌ، وَعَوْنُ الرَّجُلِ أَخَاهُ عَلَى الشيء صدقة، شربة (2) الماء تسقيها (3) صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة.
(1) تحرفت في (حس) إلى: "منهما".
(2)
في جميع النسخ: "الشربة الماء"، والصواب ما أثبته.
(3)
في (عم): "سقيتها"، وفي (ك):"يسقيها".
_________
959 -
[1] الحكم عليه:
الإسناد ضعيف، لضعف ليث بن أبي سُليم.
وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 134: أمختصر)، وعزاه لمسدد وغيره، وسكت عليه.
تخريجه:
أخرجه أبو يعلى (4/ 325: 2435).
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (ص 185) من طريق مسدد، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا ليث به.
وسنده ضعيف لاختلاط ليث لكن: تابعه قيس بن سعد، عن طاوس، عن ابن عباس رفعه:"على كل سُلامى من بني آدم في كل يوم صدقة، ويجزي من ذلك كله ركعتا الضحى".
أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 382 الروض): حدثنا عبد الله بن محمَّد بن سختان الشيرازي، حدثنا علي بن محمَّد الزياداباذي، حدثنا سالم بن نوح، عن هشام بن حسان، عن قيس بن سعد، عن طاوس به.=
= وقال: تفرد به علي بن محمَّد.
قال المحدث الشيخ الألباني في الصحيحة (2/ 116): [قلت: ذكره -يعني علي بن محمَّد- السمعاني -في الإنساب (6/ 359) - بغير جرح ولا تعديل، وشيخه عبد الله بن محمَّد لم أره، وبقية رجاله ثقات رجال البخاري".
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 237): وفيه من لم أجد من ترجمه.
وعليه فلا نستطيع تقوية طريق الباب بهذه المتابعة، لعدم معرفتنا لحال عليّ بن محمَّد وشيخه، لكن يشهد له الطريقين الآتيين.
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ، حدثنا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما [نحوه](1).
(1) ما بين المعقوفتين ليس في (عم).
959 -
[2] الحكم عليه:
الإسناد ضعيف، لأن سماك بن حرب وإن كان صدوقًا، إلَّا أنه مختلط، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وهذه منها.
تخريجه:
أخرجه أبو يعلى (4/ 325: 2435).
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (1/ 259 الإحسان) من طريق أبي معمر القطيعي به.
وتابعه هناد، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن على مسلم كل ميسم من الإنسان صلاة كل يوم. فقال رجل من القوم: ما نطيق هذا يا رسول الله. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن الأمر بالمعروف صلاة، وأخذ الأذى عن الطريق صلاة، وكل خطوة خطاها أحدكم إلى صلاة صلاة".
رواه هناد في الزهد (2/ 503)، وكما تلاحظ هو مرسل عن عكرمة، والاضطراب في ذلك من سماك.
لكن يتقوى بالطريق المتقدمة [1] والآتية [3].
[3]
قال (1): وحدثنا محمَّد بن بكار، حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ، عَنْ سِمَاكٍ، بِهِ. لكن قَالَ:"يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ مِيسَمٍ مِنَ الْإِنْسَانِ صَلَاةٌ (2)، وَإِنَّ كُلَّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَحَدُكُمْ إِلَى الصلاة صلاة، وإن حملا (3) على الضعيف صلاة".
(1) القائل: أبو يعلى -أيضًا- في مسنده (4/ 324: 2434).
(2)
في (سد): "صدقة".
(3)
في (عم): "حمل"، وجاءت في (ك) هكذا:"حمده عن الضعيف".
959 -
[3] الحكم عليه:
الإسناد ضعيف، لضعف الوليد بن أبي ثور.
وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 104)، وقال: رجال أبي يعلى رجال الصحيح.
قلت: الوليد ليس من رجال الصحيح، بل هو ضعيف.
تخريجه:
رواه البزار في مسنده (الكشف 1/ 438: 969) من طريق الوليد بن أبي ثور، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا به.
والوليد ضعيف -كما تقدَّم آنفًا-.
لكن تابعه عمرو بن ثابت، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا به. وعمرو بن ثابت ضعيف -كما في التقريب (419: 4995) -.
فيتقوى طريق الباب بهذه المتابعة فيصبح حسنًا لغيره.
وبالجملة فالحديث عن ابن عباس بمجموع متابعتي الطريق (942)[1]، ومتابعتي الطريق (942)[3] حسن على أقل الأحوال، لكن ليس بلفظ ميسم.
وفي الباب عن أبي موسي، وأبي هريرة، وأبي ذر، وعائشة، وابن مسعود، وبريدة.=
= وأما حديث أبي موسى، فلفظه: عن أبي موسى الأشعري مرفوعًا: "على كل مسلم صدقة. قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق. قيل: أرأيت إن لم يستطع. قال: يأمر بالمعروف أو الخير. قال: أرأيت إن لم يفعل. قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة".
أخرجه البخاري (10/ 447 فتح)، وفي الأدب المفرد (ص 100)، ومسلم في صحيحه (2/ 699: 1008)، واللفظ له، والنسائي (5/ 64)، والطيالسي (67/ 495)، وأحمد (4/ 395، 411)، والدارمي (2/ 309).
وأما حديث أبي هريرة، فله عنه ثلاثة طرق.
الأول: يرويه همام بن منبه، عن أبي هريرة مرفوعًا:"كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس" قال: "تعدل بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعة صدقة". قال: "والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة".
أخرجه مسلم (2/ 699: 1009): حدثنا محمَّد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق بن همام، حدثنا معمر، عن همام بن منبه به.
الثاني: يرويه المحاربي، عن إبراهيم الهجري، عن أبي عياض، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن على كل مسلم في كل يوم صدقة. فقال رجل: يا رسول الله ومن يطيق هذا. قال: إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وإرشادك الطريق صدقة، وعيادتك المريض صدقة، واتباع جنازة صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وردك السلام صدقة.
رواه هناد في الزهد (2/ 502): حدثنا المحاربي، عن إبراهيم الهجري به.
وسنده ضعيف، إبراهيم الهجري ضعيف -كما تقدم في الحديث رقم (925) -، ثم إن فيه عنعنة عبد الرحمن المحاربي.
لكن تابعه محمد بن فضيل، عن الهجري به مثله. رواه البزار (الكشف=
= 1/ 438: 927)، ومداره على الهجري وقد علمت ما فيه، لكن يتقوى هذا الطريق بالطريق الأول.
الثالث: يرويه هوذة: حدثنا عوف، عن خلاس، عن أبي هريرة مرفوعًا مختصرًا. بلفظ:"على كل عضو من أعضاء بني آدم صدقة".
أخرجه أحمد (2/ 395) حدثنا هوذة به.
وسنده صحيح. وكذا صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 114: 574).
وأما حديث أبي ذر: فلفظه: "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى".
أخرجه مسلم (2/ 697: 1006)، وأبو داود (2/ 61: 1285، 1286)، وأحمد (5/ 167) من طرق عن أبي ذر مرفوعًا به.
وورد من طريق أخرى مطولًا. أخرجه أحمد (5/ 168)، واللفظ له.
قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا علي يعني ابن مبارك، عن يحيي، عن زيد بن سلام، عن أبي سلام، قال: قال أبو ذر:
"على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه. قلت: يا رسول الله من أين أتصدق وليس لنا أموال. قال: لأن من أبواب الصدقة التكبير، وسبحان اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأستغفر الله، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتعزل الشوكة عن طريق الناس والعظمة والحجر، وتهدي الأعمى، وتسمِع الأصم والأبكم حتى يفقه، تدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك. ولك في جماعك زوجتك أجر. قال أبو ذر: كيف=
= يكون لي أجر في شهوتي. فقال: أرأيت لو كان لك ولد، فأدرك ورجوت خيره، فمات أكنت تحتسبه. قلت: نعم. قال: فأنت خلقته. قال: بل الله خلقه. قال: فأنت هديته قال: بل الله هداه. قال: فأنت رزقته. قال: بل الله كان يرزقه. قال: كذلك فضعه في حلاله وجنِّبه حرامه، فإن شاء الله أحياه، وإن شاء أماته، ولك أجر".
وسنده صحيح على شرط مسلم. وكذا صحّحه الألباني في الصحيحة (2/ 114: 575).
وأما حديث عائشة: فلفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه خُلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل، فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله، وسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرًا عن طريق الناس، أو شوكة أو عظمًا عن طريق الناس، وأمر بمعروف، أو نهى عن منكر، عدد تلك الستين والثلاثمائة السُّلامى فإنه يمشي يومئذٍ وقد زحزح نفسه عن النار".
رواه مسلم (2/ 698: 1007): حدثنا حسن بن علي الحُلواني، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، حدثنا معاوية يعني ابن سلام، عن زيد، أنه سمع أبا سلَّام يقول: حدثني عبد الله بن فروخ، أنه سمع عائشة تقول:
…
فذكرته.
وأما حديث ابن مسعود، فلفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن على كل مسلم في كل يوم صدقة، قال: قلنا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله. قال: إن سلامك على المسلم صدقة، وعيادتك المريض صدقة، وصلاتك على الجنازة صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وعونك الصانع صدقة".
رواه أبو نعيم في الحلية (7/ 109) من طريق عبد الغفار بن الحسن، عن الثوري، عن إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ الله قال فذكره.
وسنده ضعيف، لضعف إبراهيم الهجرى.
وأما حديث بريدة. فلفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل، عليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة. قالوا: ومن يطيق ذلك=
= يا رسول الله، قال: النخاعة تراها في المسجد فتدفنها، أو الشيء تنحيه عن الطريق، فإن لم تجد فركعتا الضحى تجزيانك".
رواه ابن حبان (الإحسان 3/ 79، 4/ 106) من طريق الحسين بن واقد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قال فذكره.
وسنده صحيح.
960 -
وقال الحارث: حدثنا أبو النضر، حدثنا ليث، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رضي الله عنه قَالَ: أَتَى رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ذُو مَالٍ كثير وذو أهل وَحَاضِرَةٍ، فَأَخْبِرْنِي كَيْفَ أنفِق، وَكَيْفَ أَصْنَعُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تُخرج الزَّكَاةَ مِنْ مَالِكَ، فَإِنَّهَا طُهرة تُطَهِّرُكَ، وَتَصِلُ أَقْرِبَاءَكَ، وَتَعْرِفُ حَقَّ السَّائِلِ وَالْجَارِ وَالْمِسْكِينِ، {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ
…
} الآية (1).
(1) سورة الإسراء: الآية 26. ونصها: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا}.
960 -
تخريجه والحكم عليه:
وتقدم هذا الحديث برقم (906)، وتقدم هناك أيضًا الكلام عليه وتخريجه فراجعه. وأعاده هنا لمناسبة الباب وهو: باب الحث على الصدقة وفضلها.
961 -
قال: وحدثنا يحيي بن أبي بُكير (1)، حدثنا حَمَّادُ [بْنُ يَحْيَى](2)، عَنْ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ أبي مُليكة، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لَهَا: "يَا عَائِشَةُ أَنْفِقِي وَلَا تُوكي فَيُوكَى عليك".
(1) جاء في جميع النسخ: "يحيي بن كثير"، والتصويب من زوائد الحارث (2/ 387).
(2)
ما بين المعقوفتين ليس في (سد).
961 -
الحكم عليه:
الإسناد ضعيف، من أجل ابن يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
ذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 135: ب مختصر)، وعزاه للحارث، وسكت عليه.
تخريجه:
ورد من طريقين آخرين:
الأول: رواه أبو داود (2/ 1325: 1700) عن مسدد، عن إسماعيل، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عائشة أنها ذكرت عدة مساكين. قال أبو داود: وقال غيره: أو عدة من صدقة. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أعطي ولا تحصي، فيحصى عليك". وسنده صحيح. رجاله ثقات.
الثاني: يرويه عروة، عن عائشة. ولفظه:"يا عائشة لا تحصي، فيحصي الله عليك". وله طريقان:
(أ) رواه أحمد (6/ 108) عن سريج، عن ابن أبي الزناد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة به.
وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 122)، وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
(ب) رواه ابن حبان (الإحسان 5/ 151) عن محمَّد بن الحسين البزار، عن=
= عثمان بن أبي شيبة، عن ابن إدريس، عن الحكم، عن عروة، عن عائشة
…
فذكر نحوه. ولفظه: قالت: "جاءها سائل فأمرت له عائشة بشيء فلما خرجت الخادم دعتها، فنظرت إليه. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ما تخرجي شيئًا إلَّا بعلمك، قالت: إني لا أعلم. فقال لها: لا تُحْصِي فيحصي الله عليك".
وبالجملة فطريق الباب يتقوى بهذه الطرق فيصبح صحيحًا لغيره.
وفي الباب عن أسماء رضي الله عنها أنها جاءت إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: "يا نبي الله ليس لي شيء إلَّا ما أدخل علي الزبير، فهل علي جناح أن أرضخ مما يدخل عليّ؟ فقال: ارضخي ما استطعت، ولا توعي فيوعي الله عليك".
أخرجه البخاري (3/ 301 فتح)، ومسلم (2/ 714)، واللفظ له عن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام، عن جدته أسماء.
وأخرجه البخاري (3/ 299 فتح)، ومسلم (2/ 713): عن هشام، عن فاطمة، عن أسماء رضي الله عنها قالت: قال لي صلى الله عليه وسلم: "لا توكي فيوكي عليك".
وأخرجه أبو داود (2/ 324: 1699)، والترمذي (8/ 139 عارضة): عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت:
قلت: يا رسول الله ما لي شيء إلَّا ما أدخل علي الزبير بيته أفأعطي منه. قال؟ "أعطي ولا توكي فيوكى عليك".
وأخرجه مسلم (2/ 713) من طريق عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزبير، عن جدة أبيه: أسماء به.
962 -
وقال أبو يعلى: حدثنا بندار، حدثنا عبد الرحمن بن (1) عُثْمَانَ الْبَكْرَاوِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْمَكِّيِّ، عَنْ أَبِي (2) رجاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اتَّقُوا النار ولو بشق تمرة".
(1) جاء في جميع النسخ: "حدثنا عبد الرحمن، عن عثمان
…
"، والتصويب من كتب الرجال.
(2)
تحرَّفت في الأصل و (حس) إلى: "ابن رجاء"، والتصويب من (عم) و (سد) وكتب التراجم.
962 -
الحكم عليه:
سنده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن عثمان.
وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 136: أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه.
وهو في مسند أبي يعلى (5/ 97: 2707).
تخريجه:
رواه ابن خزيمة في صحيحه (4/ 94)، وابن عدي في الكامل (4/ 1606): عن بندار، حدثنا أبو بحر البكراوي به. وسنده ضعيف من أجل عبد الرحمن البكراوي.
لكنه يتقوى بالشواهد التالية:
1 -
حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اتقوا النار ولو بشق تمرة". رواه أحمد (4/ 256، 258، 259، 377، 379)، والبخاري (3/ 283 فتح)، ومسلم (2/ 703: 1016)، والنسائي (5/ 74)، والترمذي (9/ 252 عارضة)، وابن ماجه (1/ 66: 185)، والدارمي (1/ 390)، والطبراني في الكبير (17/ 82: 184، 185، 186، 187، وما بعدها). انظر: الفهرس (ج 17 ص 379)، وابن خزيمة (4/ 93)، والبغوي في شرح السنة (6/ 137)، وأبو نعيم (4/ 124، 7/ 129 ،7/ 164، 7/ 169، 7/ 170، 7/ 171) ، والخطيب (7/ 289، 420، 10/ 469)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 397).
2 -
حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه مرفوعًا: "ليتق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة".=
= رواه أحمد (1/ 388، 446) من طريق إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ الله به. وفيه إبراهيم الهجري. وهو ضعيف.
3 -
حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اتقوا النار ولو بشق تمرة". رواه أحمد (6/ 137)، والبزار (1/ 443: 936)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 395) من طريق محمَّد بن سليم المكي، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة به.
وسنده صحيح.
4 -
حديث ابْنِ عُمَرَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
رواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 396) من طريق الحسن بن يوسف بن مُليح الطرائفي، أخبرنا بحر بن نصر، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر به.
وذكره ابن حجر في لسان الميزان (2/ 260) في ترجمة الحسن بن يوسف هذا، وذكر أن الدارقطني أورد له هذا الحديث في غرائب مالك وقال: هذا منكر بهذا الإسناد لا يصح. اهـ.
وقال الحافظ العراقي في ذيل الميزان (ص 193): هو -أي الحسن بن يوسف- المتهم به، إما عمدًا أو وهمًا فإن من عداه ثقات.
5 -
حديث النعمان بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
رواه البزار (كشف الأستار 1/ 443: 935)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 398) من طرق أيوب بن جابر، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بشير به.
قال البزار: لا نعلمه عن النعمان إلَّا من هذا الوجه، وأحسب أن أيوب أخطأ فيه. قلت: وأيوب هذا، قال في التقريب (118: 607): ضعيف.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 106): رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه أيوب بن جابر وفيه كلام كثير وقد وثقه ابن عدي.=
= 6 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ".
رواه البزار (1/ 443: 937) من طريق عثمان بن عبد الرحمن قال: محمَّد بن زياد، عن أبي هريرة به.
قال البزار: قد روي عن أبي هريرة من غير هذا الوجه، وهذا الإسناد عن أبي هريرة أحسن إسناد يروى في ذلك، وأصحه. اهـ. قلت: وسنده ضعيف؛ فيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 106): وفيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، قال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يحتج به.
وحسّن البزار حديثه، اهـ. قلت: لا يفهم من كلام البزار تحسين حديثه، فإن قولهم: هذا أحسن شيء، وأصح حديث في الباب لا يعني الصحة كما لا يخفى على أولي الألباب، والله الموفق للصواب.
7 -
حديث أبي أمامة: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس اتقوا النار ولو بشق تمرة".
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"(مجمع البحرين 1/ 126: ب): حدثنا أبو مسلم، حدثنا محمَّد بن عرعرة بن البِرِنْد، حدثنا فضال بن جبر، قال، سمعت أبا أمامة يقول:
…
فذكره. وفضال بن جبر ضعيف. انظر: ترجمته في لسان الميزان (4/ 434)، وبذلك أعله الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 106).
8 -
حديث أبي بكر الصديق، وسيأتي الكلام عليه مفصلًا برقم (963).
9 -
حديث أنس بن مالك. وله عنه ثلاث طرق:
(أ) يرويه ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سعد الكندي، عن أنس مرفوعًا:"اقتدوا من النار ولو بشق تمرة".
أخرجه ابن خزيمة (4/ 94)، وسنده حسن. سنان بن سعد، ويقال سعد بن سنان قال في التقريب (231: 2238): صدوق له أفراد.
وحسنه علامة العصر الألباني في التعليق على صحيح ابن خزيمة (4/ 94).=
= (ب) يرويه محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس مرفوعًا:"اتقوا النار ولو بشق تمرة".
أخرجه البزار كما في -كشف الأستار (1/ 442: 934) -، وقال: لا نعلم رواه هكذا إلَّا محمَّد بن الفضل.
قلت: محمَّد بن الفضل عارم السدوسي، قال في التقريب (502: 5226): ثقة ثبت، تغير في آخر عمره. اهـ. لكن قال الدارقطني -كما في السِّير (10/ 267) -:
تغير بأخرة، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر، وهو ثقة. اهـ.
إلَّا أن حديثه هذا عُدَّ من أوهامه، فقد قال الحافظ الذهبي في ترجمته من سير أعلام النبلاء (10/ 268): له عن حماد، عن حميد الطويل، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:"اتقوا النار ولو بشق تمرة".
وقد كان حدث به من قبل عن الحسن بدل أنس مرسلًا وهو أشبه. اهـ.
وعلى ذلك فهذا السند ضعيف، ومنه تعلم أن في قول الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 106) رجال البزار رجال الصحيح، لا يعني الصحة، فتأمل.
(ج) يرويه مبارك بن سُحيم، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
رواه الطبراني في الأوسط (مجمع البحرين 1/ 126: ب)، وقال: لم يروه عن عبد العزبز إلَّا مبارك.
قلت: ومبارك هذا، قال في التقريب (518: 6461): متروك.
فالسند ضعيف جدًا لا يصلح للتقوية.
10 -
حديث فضالة بن عبيد، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (اجعلوا بينكم وبين النار حجابًا ولو بشق تمرة".
رواه الطبراني في الكبير (18/ 303: 777) من طريق ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن حنش، عن فضالة بن عبيد الله.=
= وسنده ضعيف، من أجل ابن لهيعة، وقال الهيثمي في المجمع (3/ 106): وفيه ابن لهيعة وفيه كلام.
وللحديث شواهد أخرى، وأنت كما ترى بعضها صحيح، وبعضها ضعيف يتقوى بغيره كحديث الباب، ولذا صححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 90: 113)، وفي تعليقه على صحيح ابن خزيمة (4/ 94). والله الموفِّق وحده سبحانه.
963 -
حدثنا (1) محمَّد بن إسماعيل الوساوسي (2)، حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بكر الصدِّيق رضي الله عنهم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ الْمِنْبَرِ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنَّهَا تُقِيمُ الْعِوَجَ (3)، وَتَدْفَعُ ميتة السوء، وتقع من الجائع موقعها من الشبعان".
(1) القائل هو: أبو يعلى في مسنده (1/ 86: 85)، وفي (ك):"وقال أبو يعلى".
(2)
تحرفت في (سد) إلى: "الوسواسي".
(3)
تحرفت في (ك) إلى: "العرج".
963 -
الحكم عليه:
الإسناد ضعيف جدًا، تالف: فيه محمَّد بن إسماعيل الوساوسي وقد كان يضع الحديث، وشرحبيل بن سعد ضعيف.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 105)، وعزاه لأبي يعلى والبزار وقال: وفيه محمَّد بن إسماعيل الوساوسي وهو ضعيف جدًا.
وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ 136: أمختصر)، وعزاه لأبي يعلى وسكت عليه. قلت: وهو ضعيف جدًا -كما علمت-.
تخريجه:
أخرجه البزار (كشف الأستار 1/ 442: 933)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 22) من طريق محمَّد بن إسماعيل، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا ابن الْغَسِيلِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَابِرِ، عن أبي بكر به. وسنده ضعيف جدًا -كما تقدَّم آنفًا-، لكن ورد طرفه الأول عن عدة من الصحابة تقدم ذكرهم، وتخريج تلك الأحاديث والكلام عليها في الحديث رقم (962).
ولشطره الثاني وما بعده شواهد تقدم الكلام عليها في الحديث رقم (954).
964 -
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي العنبس، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ:"لَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِخَاتَمِي هَذَا عَلَى مِسْكِينٍ أحب إلي من ألف درهم (1) أهديها إلى البيت".
(1) في (ك): "بدنة"
964 -
الحكم عليه:
ضعيف، من أجل أبي العنبس، فإنه مقبول، يعني عند المتابعة، ولم أعرف له متابعًا.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 113)، وعزاه للطبراني في الكبير، وقال: وفيه أبو العنبس وفيه كلام.
وأورده البوصيري في الإتحاف (1/ 135: أمختصر)، وعزاه لمسدد وقال: رجاله ثقات. قلت: بل أبو العنبس لم يوثقه أحد سوى أن ابن حبان ذكره في الثقات.
تخريجه:
أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 127: ب مجمع البحرين) من طريق أبي العنبس به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 113)، وعزاه للطبراني في الأوسط وقال: فيه أبو العنبس وفيه كلام.
قلت: هو ضعيف، فالأثر ضعيف. والله الموفق.
965 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَتْنِي عَمَّتِي قُريبة بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّهَا كَرِيمَةَ بِنْتِ الْمِقْدَادِ، [عَنْ ضُباعة بنت الزبير، عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه](1)، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْكَ شَكَكْتُ فِيهِ.
قَالَ: "إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي الْأَمْرِ فَلْيَسْأَلْنِي عَنْهُ". قَالَ: قَوْلُكَ فِي أَزْوَاجِكَ: "إِنِّي لَأَرْجُو لَهُنَّ مِنْ بَعْدِي الصِّدِّيقِينَ". قَالَ: "مَنْ تَعْنُونَ بِالصِّدِّيقِينَ؟ ". قَالَ: قُلْنَا أَوْلَادَنَا الَّذِينَ يَهْلِكُونَ صِغَارًا. قَالَ: "لَا ، ولكن الصديقين هم المتصدقون".
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (حس).
965 -
الحكم عليه:
ضعيف. فيه كريمة بنت المقداد وهي مقبولة، وقُريبة بنت عبد الله بن وهب وهي مجهولة.
وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 135: أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن
أبي شيبة بسند فيه قُرَيْبَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زمعة، لم أر من ذكرها بعدالة ولا جرح، وباقي رجال الإسناد ثقات.
قلت: بل وفيه أيضًا كريمة، لم يوثقها أحد إلَّا أن ابن حبان ذكرها في الثقات.
تخريجه:
لم أجده بهذا اللفظ، وإنما ورد بلفظ آخر. رواه أحمد في مسنده (6/ 104، 135)، قال: حدثنا أبو سعيد، حدثنا عبد الله بن جعفر. والخزاعي، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثتنا أم بكر. وقال الخزاعي: عن أم بكر بنت المِسور الخزاعي، أن عبد الرحمن بن عوف باع أرضًا له من عثمان بن عفان بأربعين ألف دينار، فقسمه في فقراء بني زهرة، وفي المهاجرين وأمهات المؤمنين. قال المِسور: فأتيت عائشة=
= بنصيبها. فقالت: من أرسل بهذا، فقلت: عبد الرحمن. قالت: أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحنو عليكن بعدي إلَّا الصابرون، سقى الله عبد الرحمن بن عوت من سلسبيل الجنة".
وسنده حسن، عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور المخرمي قال في التقريب (298: 2352): ليس به بأس.
وروى الترمذي (12/ 183 عارضة)، قال: حدثنا قتيبة، حدثنا بكر بن مضر، عن صخر بن عبد الله، عن أبي سلمة، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يقول: إن أمركن مما يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن إلَّا الصابرون، قال ثم تقوم عائشة: فسقى الله أباك من سلسبيل الجنة. تريد عبد الرحمن بن عوف، وكان قد وصل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بمال. يقال:"يبعث بأربعين ألفًا". قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. قلت: فيه صخر بن عبد الله بن حرملة المدلجي. قال في التقريب (275: 2907): مقبول، وقد توبع وهي من طريق أحمد الآنفة الذكر. فالحديث صحيح -إن شاء الله- بغير لفظ الباب.- والله أعلم-.
967 -
أبو يعلى: حدثنا روح بن حاتم، حَدَّثَنَا هُشيم، عَنِ الْكَوْثَرِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ مَكْحُولٍ [قال](1) بلغني عن حذيفة، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ألا إنه سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ [عُضُوض](2)، يَعَض الْمُؤْمِنُ (3) عَلَى ما في يده حذار الإنفاق، والله تعالى يَقُولُ:{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)} .
(1) ليس في (عم) و (سد) و (ك).
(2)
ما بين المعقوفتين بياض في (ك) مقدار كلمة.
(3)
في (ك): "يعض الموسر".
967 -
الحكم عليه:
الإسناد تالف، فيه أربع علل:
1 -
الانقطاع بن مكحول وحذيفة رضي الله عنه.
2 -
الكوثر بن حكيم: متروك.
3 -
هُشيم أبو نصر التمار. لم أجد له ترجمة.
4 -
روح بن حاتم: ضعيف.
تخريجه:
رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه في تفسيريهما -كما في الدر المنثور 5/ 239) -، وضعفه السيوطي.