الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
27 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ
875 -
[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، أَنْبَأَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، قَالَ: إِنَّ الْبَرَاءَ بْنَ مَعْرُورٍ رضي الله عنه تُوُفِّيَ قَبْلَ قُدُومِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم[الْمَدِينَةَ](1)، فَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى عَلَيْهِ.
* إِسناده صحيح إلَّا أنه مرسل.
(1) ما بين المعقوفتين ليس في الأصل و (حس).
875 -
[1] الحكم عليه:
الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين حميد بن هلال وبين البراء.
وقال الحافظ -هنا في المطالب-: إِسناده صحيح إلَّا أنه مرسل.
ويعني بالصحة هنا أن رجاله ثقات، إذ في السند انقطاع.
وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 120: ب)، وقال: رواه مسدد مرسلًا.
تخريجه:
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 360)، وفيه زيادة. قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيّة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْد بن هلال أن البراء بن معرور توفي في صفر قبل قدوم رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ بشهر، فلما قدم صلى عليه.
وسنده وإن كان رجاله ثقات إلَّا أنه ضعيف لإرساله.
وقد روي موصولًا -كما سيأتي في الطريق الآتية-، فيكون بمجموع الطريقين حسنًا لغيره.
[2]
وَرَوَاهُ الْحَارِثُ مَوْصُولًا، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، [عَنْ أَبِيهِ](1)، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ رضي الله عنه وَكَبَّرَ عَلَيْهِ [أَرْبَعَ](2) تَكْبِيرَاتٍ.
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (سد).
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من (حس).
875 -
[2] الحكم عليه:
الإِسناد ضعيف، فيه يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ لم يتبين حاله، ويعقوب بن محمد الزهري، ضعيف.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 120: ب مختصر)، وعزاه للحارث وسكت عليه.
تخريجه:
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 620)، قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عن أمه، عن أبيه، قال: أول من صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة البراءَ بن معرور، انطلق بأصحابه فصف عليه وقال:"اللهم اغفر له وارحمه وارض عنه. وقد فعلت".
لكن سنده تالف؛ محمد بن عمر هو الواقدي، وهو متروك.
والحديث ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 149)، وعزاه لابن شاهين، وقال: سنده ليِّن. وذكره الهيثمي في بغية الباحث (2/ 357)، وابن الملقن في البدر المنير (4/ 38: أ)، وابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 125).
وجملة القول أن الحديث -موصولًا- فيه ضعف، لكنه ينجبر بالطريق المرسلة الماضية فيكون حسنًا لغيره.
876 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرٍ حَدَثٍ (1). فَقَالَ: مَا هَذَا الْقَبْرُ؟، قَالُوا: قَبْرُ فُلَانَةَ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَهَلَّا آذَنْتُمُونِي. قَالُوا: كُنْتَ نَائِمًا فَكَرِهْنَا [أَنْ](2) نُوقِظَكَ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: فَلَا تَفْعَلُوا، ادْعُونِي لِجَنَائِزِكُمْ. فَصَفَّ عَلَيْهَا [صَفًّا](3).
* إِسناده حَسَنٌ، وَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ بِاخْتِصَارٍ.
(1) في (ك): "حديث".
(2)
ما بين المعقوفتين ليس في (ك).
(3)
ما بين المعقوفتين بياض في (عم) و (سد) مقدار كلمة.
876 -
الحكم عليه:
هذا إِسناد حسن، من أجل الدراوردي فإِنه صدوق.
وبذلك حكم الحافظ ابن حجر هنا في المطالب، فقال: إِسناده حسن.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 120: ب)، وحسنه.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 361) بنفس هذا الإِسناد مختصرًا ولفظه: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عن أبيه قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرٍ حَدَثٍ، فَقَالَ: مَا هَذَا الْقَبْرُ؟، فقالوا: قبر فلانة. قال: فهلا آذنتموني، فصف عليها فصلى عليها.
وأصله في سنن ابن ماجه من هذه الطريق، ومتنه دون مروره على القبر وقولهم له كنت نائمًا
…
قال الحافظ ابن ماجه في سننه (1/ 489: 1529)، حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ=
= زيد بن المهاجر بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عن أبيه، أن امرأة سوداء ماتت، ولم يؤذن بها النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبر بذلك فقال: هلا آذنتموني بها. ثم قال لأصحابه: صلوا عليها، فصلى عليها.
وأورده الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 271: 550)، وقال: هذا إِسناد حسن، يعقوب بن حميد مختلف فيه. اهـ.
وقال فيه ابن حجر في التقريب (607: 7815) صدوق ربما وهم. لكن كون الحديث حسنًا، ليس من أجل يعقوب هذا، فقد تابعه داود بن عبيد الله بن أبي الكرام عند ابن أبي شيبة في المسند -كما هي رواية الباب-، وقتيبة بن سعيد عند أحمد -كما سيأتي-، وإنما من أجل الدراوردي، فإِن مدار الإِسناد عليه، وهو صدوق، حديثه من قبيل الحسن.
ورواه أحمد في المسند (3/ 444)، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز به.
ورواه عبد بن حميد مرسلًا -كما سيأتي برقم (877) -.
والحديث أصله في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة، وورد أيضًا عن جمع من الصحابة كما يلي:
1 -
مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد، أو شابًا، ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها أو عنه: فقالوا: مات، قال: أفلا آذنتموني. قال: فكأنهم صغروا أمرها، أو أمره. فقال: دلوني على قبره، فدلوه، فصلى عليها.
أخرجه البخاري في صحيحه (3/ 204 فتح)، ومسلم (2/ 659: 956 - 70)، وأبو داود (3/ 451: 3203)، وابن ماجه (1/ 489: 1527)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 47)، وأحمد (2/ 388)، وابن الجوزي في التحقيق (1/ 180: ب) عن أبي رافع، عن أبي هريرة به.=
= زاد مسلم والبيهقي وأحمد: ثم قال: إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل ينورها بصلاتي عليهم.
2 -
من حديث أنس رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى على قبر بعد ما دفن.
رواه مسلم (2/ 659: 955)، وأحمد (3/ 130)، وابن ماجه (1/ 490: 1531)، والدارقطني (2/ 77)، والبيهقي (4/ 46)، وابن الجوزي في التحقيق (1/ 181: أ) عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت، عن أنس به. زاد أحمد:"أن الميت امرأة".
ورواه البيهقي (4/ 46) من طريق خالد بن خداش، عن حماد بن زيد، عن ثابت به، ولفظه نحو لفظ حديث أبي هريرة.
قال الألباني في إرواء الغليل (3/ 184)، وسنده جيد، وهو على شرط مسلم، وفي خالد كلام يسير. اهـ.
قلت: وذلك لا ينزله عن رتبة الحسن، إذ قال الحافظ في التقريب (187: 1623): صدوق يخطئ.
وتابع حمادًا: صالح بن رستم أبو عامر الخزاز عن ثابت به، مثل رواية حماد.
أخرجه الدارقطني (2/ 77)، وأحمد (3/ 150) إلَّا أن صالح بن رستم كثير الخطأ- كما في التقريب (272: 2861) -.
3 -
من حديث يزيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ورد البقيع، فإِذا هو بقبر جديد، فسأل عنه، فقالوا: فلانة. قال: فعرفها، وقال: ألا آذنتموني بها؟ قالوا: كنت صائمًا، فكرهنا أن نؤذيك. قال: فلا تفعلوا، لا أعرفن ما مات منكم ميت، ما كنت بين أظهركم، إلَّا آذنتموني به، فإِن صلاتي عليه له رحمة.
ثم أتى القبر فصففنا خلفه، فكبر عليه أربعًا".
أخرجه النسائي (4/ 84)، وابن ماجه (1/ 489: 1528)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 36)، وأحمد (4/ 388)، والحاكم في المستدرك (3/ 591)، والبيهقي=
= في السنن (4/ 48)، وابن حبان (الإحسان 5/ 35)، والطحاوي في شرح الآثار (1/ 295) عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن يزيد بن ثابت -وكان أكبر من زيد- به.
وسكت عليه الحاكم، ولم يتكلم عليه الذهبي بشيء. وسنده صحيح، وصححه الألباني في الإرواء (3/ 185).
4 -
من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى على قبر امرأة بعد ما دفنت.
أخرجه النسائي في سننه (4/ 85) عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء، عن جابر به. وسنده صحيح.
5 -
حديث بريدة رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى على ميت بعد ما دفن".
أخرجه ابن ماجه (1/ 490: 1532) عن محمد بن حميد، حدثنا مهران بن أبي عمر، عن أبي سنان، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه به.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 48) من نفس هذه الطريق بلفظ مطول وهو: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ على قبر جديد حديث عهد بدفن ومعه أبو بكر، فقال: قبر من هذا؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله هذه أم محجن كانت مولعة بلقط القذى من المسجد، فقال: أفلا آذنتموني. فقالوا: كنت نائمًا فكرهنا أن نهيجك. قال: فلا تفعلوا فإِن صلاتي على موتاكم نور لهم في قبورهم. قال: فصف أصحابه فصلى عليها.
والحديث حَسَّنَ سنده البوصيري في زوائد ابن ماجه (1/ 271: 551)، فقال: هذا إِسناد حسن، أبو سنان فمن دونه مختلف فيهم. اهـ. وسنده فيه ضعف، محتمل التحسين: مهران بن أبي عمر، قال الحافظ في التقريب (549: 6933) صدوق له أوهام سيِّئ الحفظ، ومحمد بن حميد فيه ضعف من قبل حفظه (انظر ترجمته في: تهذيب التهذيب 9/ 127).
6 -
حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كانت سوداء تقمّ=
= المسجد، فتوفيت ليلًا، فلما أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُخْبر بموتها، فقال: ألا آذنتموني بها؟ فخرج بأصحابه فوقف على قبرها، فكبر عليها والناس من خلفه، ودعا لها، ثم انصرف.
رواه ابن ماجه في سننه (1/ 490: 1533) عن سعيد بن شرحبيل، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ المغيرة، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد به.
وسنده ضعيف من أجل ابن لهيعة.
7 -
حديث عبد الله بن عامر بن ربيعة، وسيأتي تخريجه في حديث رقم (877).
8 -
حديث أبي أمامة بن سهل، وسيأتي برقم (878).
وفي الباب عن عمران بن حصين، وابن عمر، وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه عن جده وغيرهم.
وعليه فالحديث ثابت، والله أعلم.
انظر تخريجه في: نصب الراية (2/ 265)، والبدر المنير (4/ 37: ب)، والتلخيص الحبير (2/ 125)، وإرواء الغليل (3/ 183: 736)، وأحكام الجنائز (ص 87).
877 -
وَقَالَ عَبْدٌ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ: [حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ](1) حَفْصٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، قَالَ: إِنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَلْقُطُ الْقَصْبَ وَالْأَذَى مِنَ الْمَسْجِدِ، فَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بقبرها فصلى عليها.
(1) ما بين المعقوفتين بياض في (عم) و (سد) مقدار كلمتين.
877 -
الحكم عليه:
إِسناده صحيح مرسل.
تخريجه:
انظر تخريج الحديث (863).
878 -
[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ أَبُو سُفْيَانَ، -وَكَانَ رَجُلَ صِدْقٍ-، عَنْ سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي أُمَامَةَ (1) بْنِ (2) سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُ فُقَرَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ (3)، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ إِذَا تُوفُّوا (4).
قَالَ: فَتُوُفِّيَتِ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي. قَالَ صلى الله عليه وسلم: إِذَا حُضِرَتْ فَآذِنُونِي. قَالَ: فَأَتَوْهُ لِيُؤْذِنُوهُ [بِهَا](5) فَوَجَدُوهُ نَائِمًا وَقَدْ ذَهَبَ اللَّيْلُ، فَكَرِهُوا أَنْ يُوقِظُوهُ وَتَخَوَّفُوا (6) عَلَيْهِ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ وَهَوَامَّ الْأَرْضِ، فَدَفَنُوهَا (7)، فَلَمَّا أَصْبَحَ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ عَنْهَا فَقَالُوا ذَلِكَ، فَمَشَى صلى الله عليه وسلم إِلَى قَبْرِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا (8) وَكَبَّرَ أربعًا.
(1) في (ك): "عن ابن أبي أمامة"، وهو خطأ.
(2)
في (عم): "عن سهل".
(3)
في (حس): "أهل مدنية".
(4)
في (ك): "إذا ماتوا".
(5)
ما بين المعقوفتين ليس في (ك).
(6)
في (سد): "ويخافوا".
(7)
في (حس): "فيدفنوها"، وهو خطأ.
(8)
في (ك): "فصلى عليه".
878 -
[1] الحكم عليه:
الإِسناد ضعيف من أجل سفيان الواسطي، فإِنه ضعيف في الزهري.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 37)، وقال: فيه سفيان بن حسين وفيه كلام، وقد وثقه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: توثيقه إنما في غير روايته عن الزهري -كما هنا- فإسناد الباب ضعيف.=
= وأورده البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 120: ب)، وقال: رجاله ثقات. اهـ. ولا يخفى ما فيه.
تخريجه:
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (3/ 361)، والطحاوي في شرح الآثار (1/ 494) من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أبي أمامة ابن سهل، عَنِ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعُودُ فُقَرَاءَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ إذا ماتوا. قال: فتوفيت امرأة من أهل العوالي، فدفناها. قال: فَمَشَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى قبرها فصلى عليها، فكبر أربعًا. وسنده ضعيف من أجل سفيان بن حسين.
لكن تابعه الأوزاعي عند الحارث بن أبي أسامة في مسنده -كما سيأتي برقم (878)[2]- ومع ذلك فرواية الوصل مرجوحة حتى بهذه المتابعة، إذ السند إلى الأوزاعي ضعيف -كما سيأتي-؛ فيه محمد بن حبيب بن صدقة وهو ضعيف في الحديث، وهو وءان تابعه بشر بن بكر -كما سيأتي أيضًا- لكن بشرًا ينفرد في روايته عن الأوزاعي بأشياء.
وعلى ذلك فمنشأ إعلال رواية الوصل هذه، إما أن يكون من الأوزاعي وهو وإن كان ثقة ثبتًا إلَّا أن في روايته عن الزهري خاصة شيئًا، وقد خالف من هم أوثق منه، وإما أن يكون ممن روى عنه محمد بن حبيب بن صدقة -وهو ضعيف-، وبشر بن بكر، وفي روايته عنه كلام. ولعل هذا الاحتمال أقوى، فإِن الثقة لا تُرَدّ روايته إلَّا بعد ثبوت ذلك عنه، أما وإذ لم يصح السند إليه، فتعصيب الجناية بمن دونه أولى. والله الموفق للسداد، لا رب سواه.
وأما الثقات الذين رووه مرسلًا، وخالفهم الأوزاعي -مع عدم صحة السند إليه- فرواه موصولًا فهم:
- مالك: رواه في الموطأ (ص 226): عن ابن شهاب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ=
= سهل بن حنيف أنه أخبره أن سكينة مرضت
…
فذكره. وعن مالك رواه الشافعي في الأم (1/ 270).
- يونس بن يزيد: رواه النسائي في سننه (4/ 40) عن قتيبة، عن مالك، عن ابن شهاب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ به.
- ورواه أيضًا النسائي (4/ 69) عن يونس بن عبد الأعلى، أنبأنا ابن وهب، حدثني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف به.
- وابن جريج: رواه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 518: 6542) عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ به.
وبذلك يترجح رواية الإِرسال في هذا الحديث على رواية الوصل. قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 366): سألت أبي عن حديث رواه أبو سفيان الحميري، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صلى على قبر
…
؟ فقال: هذا خطأ، والصحيح حديث يونس بن يزيد وجماعة عن الزهري، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بلا أبيه. اهـ.
على أن الإِرسال هنا لا يضر، فإِن أبا أمامة إنما تعرف روايته عن الصحابة، فيكون قد تلقاه عنهم، وعدم معرفة الصحابي لا يؤثر في صحة الحديث، والله أعلم.
وأما القصة الواردة في الحديث، فقد جاءت من رواية جماعة من الصحابة بأسانيد ثابتة تقدم بيان بعضها في تخريج الحديث (876).
[2]
- وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ، حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ (1) بْنُ سَهْلٍ، أَخْبَرَنِي رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ نَحْوَهُ. وَفِيهِ:
…
مَنْ أَهْلِ الْعَوَالِي طَالَ [سَقَمُهَا](2)، وَكَانَ يَسْأَلُ عَنْهَا مَنْ حَضَرَ مِنْ جِيرَانِهَا وَأَمَرَهُمْ إِنْ حَدَثَ بِهَا [حَدَثٌ](3) أَنْ يُؤْذِنُوهُ [بِهَا](4)، وَفِيهِ: فَاحْتَمَلُوهَا (5) فَأَتَوْا بِهَا مَوْضِعَ الْجَنَائِزِ (6)، فَكَرِهُوا أَنْ يُهَيِّجُوهُ مِنْ نَوْمِهِ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: وَلِمَ فَعَلْتُمْ، قُومُوا (7)، فَقَامَ (8) فَصَفَّ عَلَيْهَا كَمَا يَصِفُّ [عَلَى](9) الْجَنَائِزِ، وَصَفُّوا خَلْفَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا.
تَابَعَهُ بِشْرُ (10). بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الأوزاعي، أخبرني الزهري. أخرجه [البيهقي](11).
(1) تحرفت في جميع النسخ عدا (ك) إلى: "أبو أسامة"، والتصويب من (ك)، وبغية الباحث (2/ 328) محقق، وكتب التراجم.
(2)
ما بين المعقوفتين بياض في (عم) مقدار كلمة.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (حس).
(4)
ساقط من (عم).
(5)
في (عم): "فأحضروها".
(6)
في (ك) زيادة: "وفيه: فكرهوا
…
".
(7)
في (ك): "فقوموا".
(8)
في (سد): "فقاموا".
(9)
ما بين المعقوفتين ليس في (ك).
(10)
تحرفت في الأصل و (حس) إلى: "بشير"، والتصويب من (عم) و (سد) و (ك) وسنن البيهقي (4/ 48) وكتب التراجم. والمراد أنه تابع محمدَ بن مصعب: بشرٌ. لكن هذه المتابعة لا ترفع من شأن الرواية الموصولة، إذ إن بشرًا ينفرد عن الأوزاعي بأشياء، على أن الأوزاعي قد خولف بمن هو أوثق منه في الزهري. انظر: تخريج الحديث (878: 1).
(11)
ما أثبته من (ك). وفي باقي النسخ: "الترمذي"، وهو تحريف. فقد تتبعت سنن الترمذي، وبحثت عن الحديث في مظانه من السنن، فلم أجده، ثم راجعت تحفة الاشراف (1/ 66) مسند أبي أمامة: أسعد بن سهل بن حنيف، فتأكد لي عدم وجوده، وصحة ما في (ك).
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 48): عن بشر بن بكر، حدثني الأوزاعي، أخبرني ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري، أن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره به.
وسنده معلول -كما تقدم في الحديث (878)[1].
878 -
[2] الحكم عليه:
الإِسناد ضعيف من ثلاثة أوجه:
1 -
ضعف محمد بن مصعب، فهو ضعيف، وخاصة في الأوزاعي.
2 -
الأوزاعي وإن كان ثقة إلَّا أن في روايته عن الزهري خاصة شيئًا.
3 -
أنه معارض برواية الإِرسال، وهي من رواية من هو أوثق من الأوزاعي في الزهري، وقد سبق بيان ذلك في تخريج الحديث رقم (878)[1].
تخريجه:
الحديث ورد موصولًا عن جماعة من الصحابة بينت شيئًا من ذلك في تخريج الحديث المتقدم برقم (876).