الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18 - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ
747 -
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ (1)، عَنْ مُعَاوِيَةَ اللَّيْثِيِّ (2) رضي الله عنه قَالَ: قَالَ (3) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يُصْبِحُ النَّاسُ مُجْدِبِينَ، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ تَعَالَى بِرِزْقٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَيُصْبِحُونَ مُشْرِكِينَ (4) يَقُولُونَ (5) مُطِرْنَا بنوء كذا وكذا".
(1) في مسند أبي داود (ص 178) زيادة: "الليثي".
(2)
في (حس): "ابن الليثي".
(3)
تحرفت في (عم) هكذا: "أن رسول الله يصبح
…
" فسقطت: "قال".
(4)
تحرفت في (حس) هكذا: "إلى المشركين".
(5)
في مسند أبي داود: "فيقولون".
747 -
الحكم عليه:
هذا إِسناد حسن إلَّا أن فيه عنعنة قتادة لكن يمكن قبولها، إذ إن عمران القطان من أخص الناس به، فيمكن حمل روايته على الاتصال.
وقد أورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 100/ أمختصر)، وقال: رواه الطيالسي، وعنه أحمد بسند حسن. وادعى أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب (3/ 386) الاضطراب في إِسناده، ولا أدري ما وجهه، ولذلك قال الحافظ ابن حجر في ترجمة معاوية في الإصابة (3/ 417)، بعد أن ذكر هذا الحديث ونقل دعوى ابن=
= عبد البر: وما وقفت على وجه الاضطراب الذي ادعاه أبو عمر. اهـ.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 212): رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله مُوَثقون.
تخريجه:
أخرجه أحمد في مسنده (3/ 429)، والبزار -كما في كشف الأستار (1/ 318) -، من طريق أبي داود الطيالسي به. وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير -كما في مجمع الزوائد 2/ 212) -، و (مجمع البحرين 1/ 92/ ب)، والبخاري في تاريخه الكبير (7/ 329) في ترجمة الليثي، وابن أبي خيثمة والبغوي -كما في الإصابة (3/ 417) - كلهم من طريق عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عاصم الليثي، عن معاوية الليثي به.
وذكره السيوطي في الدر المنثور (8/ 31)، وعزاه لأحمد فقط.
ويشهد له ما رواه أبو هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل لَيُصَبحُ القوم بالنعمة، ويُمَسِّيهم، فَيُصْبِح طائفة منهم كافرين، ليقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا". أخرجه ابن جرير في تفسيره (27/ 120)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 359) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به.
ولفظ البيهقي: "إن الله عز وجل ليبيِّت القوم بالنعمة، ثم يصبحون وأكثرهم بها كافر يقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا". وسنده حسن من أجل محمد بن إسحاق. انظر ترجمته في التهذيب (9/ 38).
وأصله في الصحيح من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنزل الله من السماء من بركة إلَّا أصبح فريق من الناس بها كافرين، ينزل الله الغيث فيقولون: بكوكب كذا وكذا".
رواه مسلم في صحيحه (1/ 83: 125/ 72) في كتاب الإيمان، باب بيان كفر من قال: مطرنا بالنوء، وابن مندة في الإيمان (2/ 592).
= وعن زيد بن خالد الجهني أنه قال صلى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس، فقال:"هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله وبرحمته، فذلك مؤمن بي، كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب".
أخرجه مالك (95)، وعنه البخاري (2/ 522 فتح)، وكذا مسلم (1/ 83: 125: 71)، وأبو عوانة (1/ 26)، وأبو داود (2/ 3906)، والبيهقي (3/ 357)، وأحمد (4/ 117)، كلهم من طريق مالك، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زيد بن خالد الجهني.
748 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ (1) هُوَ الرَّقَاشِيُّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَتَمَطَّرُ فِي أَوَّلِ مَطْرَةٍ، فَيَنْزِعُ (2) ثِيَابَهُ إلَّا الإزار".
(1) في (ك): "عن يزيد هو ابن أبان الرقاشي".
(2)
في (عم): "وينزع".
748 -
الحكم عليه:
الإِسناد ضعيف فيه علتان:
1 -
ضعف الرَّبِيع بن صَبِيح. فقد كان سيِّيء الحفظ. انظر: التهذيب (3/ 247).
2 -
ضعف يزيد بن أبان الرقاشي -كما في التقريب (559: 7683) -.
وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 100/ أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى بسند فيه يزيد الرقاشي.
قلت: وفيه أيضًا الربيع بن صبيح وقد علمت حاله.
تخريجه:
لم أجده.
لكن ورد معناه من حديث أنس رضي الله عنه قال: "أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مطر قال: فحسر رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ثوبه حتى أصابه من المطر. فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ صَنَعْتَ هَذَا؟ قال: لأنه حديث عهد بربِّه.
أخرجه مسلم في صحيحه (5/ 612: 898)، كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء.
749 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا فِطْرٌ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "ثَلَاثٌ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي: الِاسْتِسْقَاءُ بِالْأَنْوَاءِ، وحيف السلطان، وتكذيب بالقدر".
749 -
الحكم عليه:
هذا إِسناد ضعيف جدًا، آفته محمد بن القاسم الأسدي، ضعفه النسائي وأبو حاتم، وكذبه أحمد والدارقطني -كما في التهذيب (9/ 407) -، وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 100/ أمختصر)، وسكت عليه. وقد علمت ما فيه.
تخريجه:
رواه أحمد وابنه (5/ 89 - 90)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 142)، والبزار -كما في كشف الأستار (3/ 36: 2181) -، والطبراني في الكبير (2/ 208: 1853)، والأوسط والصغير -كما في مجمع الزوائد (7/ 203) -.
وقال البزار: لا نعلمه يروى عن جابر بن سمرة إلَّا من هذا الوجه، ومحمد بن القاسم لين الحديث. اهـ.
قلت: بل هو متروك متهم -كما تقدم-، فمثله لا يُستشهد بحديثه ولا كرامة.
لكن المتن ورد من حديث أبي محجن، وطلحة بن مصرِّف، وأنس، وأبي الدرداء رضي الله عنهم من طرق ضعيفة ترتقي إلى درجة الصحة، وبيان ذلك كما يلي:
1 -
حديث أبي محجن، ولفظه:"أخاف على أمتي من بعدي ثلاثًا: حيف الأئمة، وإيمانًا بالنجوم، وتكذيبًا بالقدر".
ورواه ابن عبد البر (في جامع بيان العلم وفضله 2/ 39)، وابن عساكر في تاريخ دمشق -كما في السلسة الصحيحة (3/ 119) -: نا حسن بن أبي زيد الدباغ: نا علي بن يزيد الصُّدائي: نا أبو سعد البقال، عن أبي محجن، قال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره.
وهذا سند ضعيف فيه علتان:=
=
1 -
أبو سعد البقال: هو سعيد بن مَرزُبان العبسي، قال في التقريب (241: 2389): ضعيف مدلس. قلت: وقد عنعنه هنا.
2 -
علي بن يزيد الصدائي: قال في التقريب (406: 4816): فيه لين.
3 -
حديث طلحة بن مصرف مرفوعًا. ولفظه: "إن أخوف ما أتخوفه على أمتي آخر الزمان ثلاثًا: إيمانًا بالنجوم، وتكذيبًا بالقدر، وحيف السلطان".
رواه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن -كما في الصحيحة (3/ 118: 1127) - عن ليث بن أبي سليم، عن طلحة رفعه به.
وإسناده ضعيف، وذلك لضعف ليث واختلاطه -كما في ترجمته في التهذيب (8/ 465) -. وقد رواه من طريقه الطبراني في المعجم الكبير (مجمع الزوائد 7/ 206) من حديث أبي أمامة. قال الهيثمي: (وفيه ليث بن أبي سليم، وهو لين، وبقية رجاله وثقوا".
ولم أجده في المطبوع من مسند أبي أمامة من المعجم الكبير.
4 -
حديث أنس. ولفظه: "أخاف على أمتي بعدي تكذيبًا بالقدر، وتصديقًا بالنجوم". رواه ابن عدي في الكامل (4/ 1350): عن شهاب بن خراش، عن يزيد الرقاشي. حدثنا أنس مرفوعًا به.
وسنده ضعيف، لضعف يزيد الرقاشي.
5 -
حديث أبي الدرداء. ولفظه: "أخاف على أمتي ثلاثًا: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، والتكذيب بالقدر". رواه الطبراني في الكبير (مجمع الزوائد 7/ 206)، وفيه: معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف -كما في التقريب (538: 6772) -، وبذلك أعله الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 203).
وبالجملة فالمتن بمجموع هذه الطرق صحيح لغيره، إلَّا أن حديث جابر بن سمرة لا يتقوى لضعفه الشديد، وقد تقرر عند المحدثين أن الحديث إذا كان شديد الضعف لا ينجبر -كما في مقدمة ابن الصلاح (ص 50)، المطبوع بحاشيته التقييد والإيضاح-.
750 -
[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا (1) أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ، عَنِ العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ:"إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى قَدْ برَّأ هَذِهِ الْجَزِيرَةَ مِنَ الشِّرْكِ، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْهِمْ أَنْ تُضِلَّهُمُ النُّجُومُ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ تُضِلُّهُمُ النُّجُومُ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم:"ينزل الغيث، فيقولون: مطرنا بنوء كذا"(2).
(1) ما بين المعكوفتين ليس في (ك).
(2)
في (ك): "بنوء كذا وكذا".
750 -
[1] الحكم عليه:
هذا إِسناد ضعيف، وذلك لضعف قيس بن الربيع. فقد ضعفه أكثر أهل العلم -كما في التهذيب (8/ 391) -.
تخريجه:
أخرجه البزار مختصرًا -كما في كشف الأستار (3/ 321: 2848) -، والطبراني في الأوسط -كما في مجمع الزوائد (3/ 299) -.
ولفظه: لقد برأ الله هذه الجزيرة من الشرك، ما لم تضلهم النجوم.
وقال البزار: لا نعلم رواه إلا العباس، ولا له عنه إلَّا هذا الإِسناد.
وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، والطبراني في الأوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري، وضعفه الناس، وبقية رجال أبي يعلى ثقات. قلت: الراجح في قيس أنه ضعيف -كما تقدم-.
ويظهر من كلام الهيثمي أن الطبراني رواه من طريق أخرى غير هذه، فلعلها المذكورة في الحديث التالي، والله أعلم.
لكن المتن يتقوى بالطريق الآتية فيصبح حسنًا لغيره، والله أعلم.
121 وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى طَهَّرَ هَذِهِ الْقَرْيَةَ مِنَ الشرك، إلَّا أن تضلهم النجوم".
750 -
[2] الحكم عليه:
إِسناده ضعيف من وجهين:
1 -
ضعف موسى بن محمد -كما في ترجمته في الميزان (4/ 221) -.
2 -
عمر بن إبراهيم العبدي -كما في ابن حجر-. انظر: التهذيب
(7/ 425)، والتقريب (410: 4863).وان كان صدوقًا لكنه في قتادة ضعيف.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 114)، وقال: إِسناده حسن.
قلت: بل ضعيف.
تخريجه:
رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/ 39) من نفس هذه الطريق بنحوه، ولفظه: النقد طهر الله هذه الجزيرة من الشرك إن لم تضلهم النجوم".
والحديث أورده المتقي الهندي في كنز العمال (12/ 305) بلفظ: "إن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب، ولكن خفت أن يضل من يبقى منكم بالنجوم".
وعزاه للطبراني في الكبير، ومسند العباس منه غير موجود لأراجعه.
وبالجملة، فالمتن بهذه الطريق والتي قبلها برقم (741)[1] حسن لغيره، إذ الضعف في كلا الإسنادين ليس شديدًا، فيقوي كل منهما الآخر، والله الموفق سبحانه.