الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
16 - بَابُ صَلَاةِ الْخَوْفِ
741 -
قَالَ [أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ](1) ومسدَّد وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ جَمِيعًا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا (2) الْحَجَّاجُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ:"صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الْخَوْفِ رَكْعَتَيْنِ، إلَّا المغرب ثلاثًا".
(1) ما بين المعكوفتين ليس في (ك).
(2)
في (ك): "عن الحجاج".
741 -
تخريجه:
تقدم هذا الحديث بنفس هذا الإِسناد في باب قصر الصلاة في السفر حديث رقم (718) بلفظ: "صلاة السفر" وأورده هنا بلفظ "صلاة الخوف" وسنده ضعيف جدًا -كما تقدم هناك-.
742 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، قَالَ: إِنَّ أَبَا مُوسَى رضي الله عنه كَانَ بِالدَّارِ مِنْ أَصْبَهَانَ، وَمَا كَانَ بِهَا يَوْمَئِذٍ كَبِيرُ (1) خَوْفٍ، وَلَكِنْ أَحَبَّ أَنْ يُعَلِّمَهُمْ دِينَهُمْ، وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم. فَجَعَلَهُمْ (2) صَفَّيْنِ، طَائِفَةً مَعَهَا السِّلَاحُ، مُقْبِلَةً عَلَى عَدُوِّهَا، وَطَائِفَةً مِنْ قُدَّامِه (3) فَصَلَّى بِالَّذِينَ يَلُونَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ نَكَصُوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ حَتَّى قاموا مقام الآخرين. يتخفلونهم، حَتَّى قَامُوا وَرَاءَهُ، فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَامَ الَّذِينَ (4) يَلُونَهُ، وَالْآخَرُونَ فَصَلُّوا رَكْعَةً [رَكْعَةً](5)، ثُمَّ سَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، فَتَمَّتْ (6) لِلْإِمَامِ رَكْعَتَانِ فِي جَمَاعَةٍ، وَلِلنَّاسِ رَكْعَةً [رَكْعَةً](7).
* رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إلَّا أَنَّ فِيهِ انْقِطَاعًا بَيْنَ أَبِي الْعَالِيَةِ وَأَبِي مُوسَى رضي الله عنه.
(1) في (ك): "كثير".
(2)
في (ك): "فجمعهم".
(3)
في (ك): "من ورائه".
(4)
في (ك): "الذي"، وهو تحريف.
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من (حس).
(6)
في (ك): "فتم الإِمام".
(7)
ما بين المعقوفتين ساقط من (حس).
742 -
الحكم عليه:
هذا الإِسناد رجاله ثقات. إلَّا أن قتادة مدلِّس لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع وقد عنعنه هنا، ثم إنه لم يسمعه من أبي العالية فذكر شعبة ان قتادة لم يسمع من أبي العالية سوى ثلاثة أو أربعة أشياء، ثم ذكرها. وليس هذا منها.
وسعيد بن أبي عَرُوبة، هان كان مدلسًا، لكنه أثبت الناس في قتادة -كما في=
= ترجمته-، فحديثه عنه محمول على الاتصال، وهو وإن كان مختلطًا فسماعه من قتادة قديم فلا يؤثر.
وأما إعلال الحافظ ابن حجر هنا في المطالب -ومثله البوصيري في الإِتحاف (1/ 100/ ب مختصر) - الأثر بالانقطاع بين أبي العالية وأبي موسى، فلا أدري ما وجهه، فقد أثبت علي بن المديني سماعه من أبي موسى -كما في التهذيب (3/ 285) -.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 462) في كتاب الصلوات، باب صلاة الخوف كم هي. من نفس هذه الطريق، قال: حدثنا محمد بن بشر به، ولفظه مثله.
وكذا أخرجه أبو الشيخ ابن حبان في طبقات المحدثين بأصبهان (1/ 242 مختصرًا). ولفظه: أن أبا موسى الأشعري، وهو بالدار من أصبهان صلى بهم صلاة الخوف، وما بهم يومئذ من كبير خوف ولكن أحب أن يُعلِّمهم سنته وصلاته، فصفهم صفين، فتمَّت لِلْإِمَامِ رَكْعَتَانِ فِي جَمَاعَةٍ، وَلِلنَّاسِ رَكْعَةً ركعة.
وذكره السيوطي في الدر المنثور (2/ 664)، وعزاه لابن أبي شيبة فقط.
وقد تابع سعيدًا كل من أبي جعفر الرازي، وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي.
أما متابعة أبي جعفر الرازي فأخرجها أبو الشيخ في طبقات أصبهان (1/ 241)، ومن طريقه أبو نعيم في أخبار أصبهان من طرق (1/ 59)، والبيهقي (252/ 3) مختصرًا.
وكذا أخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (ق 93/ أ) -، والكبير -كما في مجمع الزوائد (2/ 197) -.
وقال الطبراني: لم يروه عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ موسى إلَّا أبو جعفر ولا عنه إلَّا حكام تفرد به.
قلت: وليس كذلك، فقد تابع أبا جعفر سعيد، وهشام -كما سبق وسيأتي-.
لكن الإِسناد منقطع بين قتادة وأبي العالية -كما سبق-.=
= وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: "ورجال الكبير رجال الصحيح". اهـ. ولم أجده في المطبوع من الكبير، ويبدو أنه من القسم الساقط وله طريق أخرى عن أبي موسى. فقال ابن أبي شيبة (2/ 465): حدثنا عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن:"أن أبا موسى صلى بأصحابه بأصبهان، فصلت طائفة منهم معه، وطائفة مواجهة العدو، فصلى بهم ركعة، ثم نكصوا، وأقبل الآخرون يتخللونهم، فصلى بهم ركعة، ثم سلم، وقامت الطائفتان فصلتا ركعة".
ورجاله ثقات رجال الشيخين لكنه مرسل، قال الألباني في الإرواء (3/ 43): لكنه شاهد جيد لما قبله.
وتابعه هشام بن أبي عبد الله الدستوائي. أخرجه خليفة بن خياط في تاريخه (ص 139) باختصار عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن يونس بن جبير، أن أبا موسى صلى بـ"دارا" صلاة الخوف.
وسنده حسن، معاذ بن هشام، قال في التقريب (536: 6742): صدوق ربما وهم.
وبالجملة، فالأثر صحيح لغيره، والله أعلم.
743 -
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَبْدٍ (1)، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ:"صَلَاةُ الْخَوْفِ رَكْعَتَانِ، وَأَرْبَعُ سَجَدَاتٍ، وَإِنْ أعجله (2) أمر، فقد حل (3) القتال [والكلام] ".
(1) تحرفت في جميع النسخ، ففي (ك):"سليم بن نمير"، وفي باقي النسخ:"سليم بن عمر"، والتصويب من كتب التراجم، ومسند أبي داود الطيالسي (ص 57).
(2)
في مسند أبي داود: "فإِن أعجلك".
(3)
في مسند أبي داود: "فقد حل لك القتال
…
"، وتحرفت في (ك) هكذا: "فيدخل القتال".
743 -
الحكم عليه:
هذا الإِسناد ضعيف من وجهين:
(أ) من أجل شريك، وهو وإن كان يروي عن أبي إسحاق السبيعي، وهو من أثبت الناس فيه وسمع منه قديمًا -كما في ترجمته في التهذيب (4/ 334) -، إلَّا أن شريكًا قد اختلط، وصار حديثه كثير الاضطراب ولا يعرف سماع أبي داود منه قبل الاختلاط أم بعده.
(ب) سليم، مجهول.
ومن هنا تعلم أن قول البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 100/ ب مختصر): (رواه أبو داود الطيالسي موقوفًا بسند رجاله ثقات). من تساهله كما لا يخفى.
تخريجه:
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (2/ 465) في كتاب الصلوات، باب صلاة الخوف كم هي. قال: حدثنا شريك بنحوه.
ولفظه: صلاة الخوف ركعتان، وأربع سجدات، فإِن أعجلك العدو فقد حل لك القتال والكلام بين الركعتين.
وسنده ضعيف من أجل شريك، وسليم.=
= لكن شريكًا تابعه وكيع، عن أبي إسحاق، عن سليم، عن حذيفة به إلَّا أن مداره على سليم، وقد علمت حاله.
ثم إنه يرده ما ثبت من صلاة حذيفة يعلم الناس، فقد صلى بكل طائفة ركعة، ولم يقض أحد من الطائفتين.
فقد ورد من طريق سُفْيَانَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ، عَنْ الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زهدم الحنظلي، قال: كنا مع سعيد بن العاص بـ (طبرستان)، فقام فقال: (أيكم صلى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا. فصلى بهؤلاء ركعة، وبهؤلاء ركعة، ولم يقضوا".
أخرجه أبو داود (2/ 38: 1246)، والنسائي (3/ 167)، وابن أبي شيبة (2/ 561)، والطحاوي (1/ 183)، والحاكم (1/ 335)، وأحمد (5/ 385، 399). وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي.
ورجاله ثقات رجال مسلم غير الأسود، وقد قال عنه ابن حزم في المحلى (5/ 35): إنه صحابي حنظلي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمع منه، وروى عنه، وانظر: الإصابة في تمييز الصحابة (1/ 114).