المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌17 - باب صلاة الكسوف - المطالب العالية محققا - جـ ٥

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌8 - بَابُ الْإِنْصَاتِ لِلْخُطْبَةِ

- ‌11 - بَابُ زَجْرِ التَّخَلُّفِ [عَنِ الْجُمُعَةِ]

- ‌12 - بَابُ الزَّجر عَنْ تَخَطِّي [رِقَابِ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ]

- ‌13 - بَابُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْجُمُعَةِ [رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَهَا]

- ‌14 - بَابُ مَنْ صَلَّى [بَعْدَ الْجُمُعَةِ وَمَنْ كَرِهَ ذَلِكَ]

- ‌16 - بَابُ صَلَاةِ الْخَوْفِ

- ‌17 - بَابُ صَلَاةِ الكسُوف

- ‌18 - بَابُ صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ

- ‌19 - بَابُ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ

- ‌9 - كِتَابُ الْجَنَائِزِ

- ‌2 - بَابُ الْأَمْرِ بِالصَّبْرِ

- ‌3 - بَابُ ثَوَابِ مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ

- ‌5 - بَابُ غُسْلِ الْمَيِّتِ

- ‌6 - بَابُ الْكَفَنِ

- ‌7 - بَابُ الْمَشْي مَعَ الْجَنَازَةِ وَالْقِيَامِ [مَعَهَا إِلَى أَنْ تُدْفَنَ]

- ‌8 - بَابُ الْقِيَامِ لِلْجَنَازَةِ

- ‌9 - بَابُ تَقْدِيمِ الإِمام [فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ]

- ‌10 - بَابُ مَا يُنْهَى عَنْهُ [أَنْ يَتْبَعَ الْجَنَازَةَ]

- ‌11 - بَابُ الدَّفْنِ

- ‌12 - بَابُ دَفْنِ الشَّهِيدِ حَيْثُ يُقْتَلُ

- ‌13 - باب التعزية

- ‌15 - بَابُ زِيَارَةِ الْقُبُورِ [وَالْأَدَبِ فِي ذَلِكَ]

- ‌16 - بَابُ الدَّفْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ

- ‌17 - بَابُ كَرَاهِيَةِ [مَوْتِ الْفُجْأَةِ]

- ‌20 - بَابُ إِخْرَاجِ النُّوَّائحِ [مِنَ الْبُيُوتِ وَالزَّجْرِ عَنِ النِّياحة]

- ‌21 - بَابُ الدُّعَاءِ [فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْجَنَازَةِ]

- ‌23 - بَابُ التَّكْبِيرِ عَلَى الْجَنَازَةِ

- ‌24 - بَابُ الصُّفُوفِ [عَلَى الْجَنَازَةِ]

- ‌25 - بَابُ أَلَمُ الْمَوْتِ

- ‌27 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْقَبْرِ

- ‌28 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ سَبِّ الْمَوْتَى [وَالتَّرْغِيبِ فِي الثَّنَاءِ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ]

- ‌30 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى الْغَائِبِ

- ‌31 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى مَنْ قَالَ [لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ]

- ‌10 - كِتَابُ الزَّكَاةِ

- ‌1 - بَابُ فَضْلِ الزَّكَاةِ

- ‌2 - بَابُ زَكَاةِ [النَّعَمِ]

- ‌3 - بَابٌ جَامِعٌ فِي [حُدُودِ الزَّكَاةِ]

- ‌5 - بَابُ إِسْقَاطِ الزَّكَاةِ [عَنِ الْخَيْلِ وَالرَّقِيقِ]

- ‌10 - بَابُ جَوَازِ تَعْجِيلِ الزَّكَاةِ

- ‌11 - باب جواز أخذ القيمة في الزكاة

- ‌12 - بَابُ تَحْرِيمِ الصَّدَقَةِ [عَلَى بَنِي هَاشِمٍ وَمَوَالِيهِمْ]

- ‌14 - باب زكاة التجارة

- ‌15 - بَابُ زَكَاةِ الْحُلِيِّ

- ‌17 - [بَابُ الْخَرْصِ فِي الثِّمَارِ]

- ‌30 - بَابُ زَكَاةِ الْفِطْرِ

- ‌33 - بَابُ أَفْضَلِ الصَّدَقَةِ

- ‌34 - بَابُ وُصُولِ الصَّدَقَةِ إِلَى الْمَيِّتِ

- ‌36 - بَابُ ذَمِّ الْبُخْلِ

- ‌37 - باب إنجاز الوعد

الفصل: ‌17 - باب صلاة الكسوف

‌17 - بَابُ صَلَاةِ الكسُوف

744 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ يَزِيدَ (1) هُوَ ابْنُ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ وَفُلَانٌ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ عز وجل، فإِذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة".

(1) تحرفت في (عم) إلى: "زيد".

ص: 112

744 -

الحكم عليه:

وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد. فقد ضعفه الأئمة لسوء حفظه، كأبي حاتم، وابن معين، وابن عدي، والدارقطني. انظر: التهذيب (11/ 329).

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 98/ ب مختصر)، وسكت عليه.

ص: 112

تخريجه:

رواه ابن أبي شيبة في المصنف أيضًا (2/ 469) بنفس هذا السند وبنحو متنه.

ولفظه: "إن كسوف الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإِذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة".

وأخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع البحرين (1/ 92/ أ، ب) -، من طريق زياد بن عبد الله البَكَّائي، عن ليث، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حدثني بلال، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ=

ص: 112

= آيَاتِ اللَّهِ عز وجل، فإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فافزعوا إلى الصلاة". ثم قال -الطبراني-: لم يروه عن بلال إلَّا ابْنُ أَبِي لِيَلِي، وَلَا عَنْهُ إلَّا ليث، تفرد به زياد.

قلت: والليث هو ابن أبي سليم، وهو ضعيف. قال في التقريب (464: 5685): صدوق اختلط أخيرًا، ولم يتميز حديثه، فَتُرك.

وزياد بن عبد الله البكائي في حديثه لين عن غير ابن إسحاق -كما في التقريب (220: 2085) -.

لكن الحديث بمجموع هذين الطريقين صحيح لغيره، والله أعلم.

ويشهد له حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ من آيات الله، وانهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإِذا رأيتموها كذلك فافزعوا إلى المساجد"

أخرجه أحمد في مسنده (5/ 428) قال: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ، عَنْ عاصم بن عمر، عن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال: كسفت الشمس يوم مات إبراهيم فقالوا: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله، فذكره.

وسنده حسن؛ عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، قال في التقريب (342: 3887): صدوق فيه لين.

وأصله في الصحيحين من حديث أبي مسعود الأنصاري، وأبي موسى الأشعرى.

أما حديث أبي مسعود الأنصاري فقد أخرجه البخاري في صحيحه (2/ 526 فتح)، ومسلم (2/ 628)، والنسائي (3/ 126: 1462)، وابن ماجه (1/ 400: 1261)، والشافعي في مسنده -كما في ترتيبه (1/ 166) -، والبغوي في شرح السنة (4/ 362).

ولفظه قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم -ابن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فقال=

ص: 113

= الناس: انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإِذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله، وإلى الصلاة".

وحديث أبي موسى: أخرجه البخاري (2/ 545 فتح) في كتاب الكسوف: باب الذكر في الكسوف، ومسلم (2/ 628) في كتاب الكسوف: باب ذكر النداء لصلاة الكسوف "الصلاة جامعة" عنه، قال:"خسفت الشمس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعًا يخشى أن تكون الساعة فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته قط يفعله وقال: هذه الآيات التي، يُرسل الله لا تكون لموت أحد، ولا لحياته، ولكن يُخوِّف الله بها عباده، فإِذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره". وبالجملة: فحديث الباب صحيح بهذه الشواهد.

ص: 114

745 -

وَقَالَ مُسدَّد: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ أَبِي قِلابة، قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: "صلوا كأحدث (1) صلاة صليتموها من المكتوبة".

(1) تحرفت في الأصل و (حس) إلى: "كاحديث"، وهو خطأ، والصواب ما أثبته من باقي النسخ.

ص: 115

745 -

الحكم عليه:

هذا إِسناد رجاله ثقات لكنه مرسل، ثم إنه معلول بالاضطراب في سنده ومتنه -كما سيأتي بيان ذلك في التخريج-.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 98/ ب مختصر)، وقال: رواه مسدد مرسلًا.

ص: 115

تخريجه:

ورد في السنن وغيرها باضطراب في سنده ومتنه:

فأخرجه النسائي (3/ 141) من طريق عبد الوهاب، حدثنا خالد الحذاء، عَنْ

أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،

فخرج يجر ثوبه فزعًا، حتى أتى المسجد، فلم يزل يصلي بنا حتى انجلت. قال:"إن ناسًا يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلَّا لموت عظيم من العظماء، وليس كذلك، إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله عز وجل، إن الله عز وجل إذا بدا لشيء من خلقه خشع له، فإِذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة".

وأخرجه بمعناه ابن ماجه (1/ 401:1262)، وأحمد (4/ 269)، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 476)، وابن خزيمة في صحيحه (2/ 330)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 333)، وابن حزم في المحلى (5/ 97).

وسنده ضعيف، أبو قلابة لم يسمع من النعمان -كما في جامع التحصيل (ص 257) -. وكذا أعله البيهقي فقال -بعد أن رواه-: هذا مرسل، أبو قلابة لم=

ص: 115

= يسمعه من النعمان بن بشير، إنما رواه عن رجل، عن النعمان، وليس فيه هذه اللفظة الأخيرة. اهـ.-يعني فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة-.

وتعقبه ابن التركماني في الجوهر النقي فلم يصب، إذ قال: إن صاحب الكمال -في أسماء الرجال وهو عبد الغني المقدسي- صرح بسماع أبي قلابة من النعمان، وإن قول البيهقي بعدم سماعه منه دعوى بلا دليل، ولو صح الطريق الذي ذكره البيهقي وفيه: عن أبي قلابة، عن رجل، عن النعمان لم يدل على أنه لم يسمعه من النعمان، بل يحتمل أنه سمعه منه، ثم من رجل عنه. اهـ.

ثم استشهد-ابن التركماني- بقول ابن حزم -في المحلى (5/ 97) -: أبو قلابة أدرك النعمان. اهـ. وبأن ابن عبد البر صرّح بصحة هذا الحديث فقال: من أحسن حديث ذهب إليه الكوفيون حديث أبي قلابة، عن النعمان. اهـ.

قلت: ولي على تعقب ابن التركماني رحمه الله ملاحظات، فإِن كلامه كله يدور حول ثلاثة محاور:

1 -

دعوى ثبوت سماع أبي قلابة من النعمان.

2 -

استشهاده بإثبات ابن حزم للحديث.

3 -

تقوية قوله بتصحيح ابن عبد البر للحديث.

والجواب على ذلك كما يلي:

1 -

أما ثبوت سماع أبي قلابة من النعمان، فقد نفاه ابن معين -كما في جامع التحصيل (ص 257) - وهذا هو الحق إن شاء الله، فإِن كون الرجل قد أدرك النعمان لا يعني سماعه منه، وقد أشار إلى نحو ذلك أبو حاتم رحمه الله، فقال -كما في المراسيل (ص110) -: أدرك أبو قلابة النعمان بن بشير ولا أعلم سمع منه. اهـ.

2 -

فإِذا تقرر هذا، علم سقوط دعوى ابن حزم بإثبات الحديث بناء على إدراك أبي قلابة للنعمان.=

ص: 116

= 3 - وإما ما قاله ابن عبد البر فإِنه لا يفيد التصحيح، إذ قال: من أحسن حديث ذهب إليه الكوفيون حديث أبي قلابة، عن النعمان. اهـ.

ومن المعلوم أن قولهم هذا أحسن ما في الباب لا يعني التحسين فضلًا عن التصحيح، بل غاية ما فيه أنه أقوى ما في الباب، بغض النظر عن صحته أو ضعفه، فقد يكون أحسن أو أصح ما في الباب مقبولًا، وقد يكون مردودًا كما لا يخفى على أولي الألباب.

على أنه لو فرض ثبوت سماع أبي قلابة من النعمان، فقد اضطرب فيه، اضطرابًا شديدًا: ففي بعض الطرق: عن النعمان -كما تقدم آنفًا-. وفي بعض الطرق: عن أبي قلابة، عن قبيصة بن مُخارق الهلالي قال: كسفت الشمس، ونحن إذ ذاك مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فخرج فزعا يجر ثوبه، فصلى ركعتين أطالهما، فوافق انصرافه انجلاء الشمس، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:"إِنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإِذا رأيتم من ذلك شيئًا فصلوا كأحدث صلاة مكتوبة صليتموها".

أخرجه أحمد (5/ 60، 61)، وأبو داود (1/ 701: 1185)، والنسائي (3/ 144)، وابن خزية (2/ 330)، والحاكم (1/ 333) كلهم من طريق أيوب السختياني، عن أبي قلابة به.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما عللاه بحديث ريحان بن سعيد، عن عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قلابة، عن هلال بن عامر، عن قبيصة. وحديث يرويه موسى بن إسماعيل، عن وهيب لا يعلله حديث ريحان وعباد. اهـ. وسكت على ذلك الذهبي.

ورواية ريحان هذه أخرجها أبو داود (1/ 701: 1186).

وعباد، قال في التقريب (291: 3142): صدوق رمي بالقدر، وكان يدلس، وتغير بأخرة.

وريحان، قال في التقريب (212: 1974): صدوق ربما أخطأ.=

ص: 117

= والحديث أخرجه النسائي (3/ 144)، واللفظ له، وابن خزيمة (2/ 329) من طريق قتادة، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ أن نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِذَا انخسفت الشمس والقمر فصلوا كأحدث صلاة صليتموها".

وسنده ضعيف، قتادة مدلس، لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع، وقد عنعن هنا، وأبو قلابة لم يسمع من النعمان بن بشير.

وكذا ضعفه الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة (2/ 330).

وفي بعض الطرق: عن أبي قلابة، عن رجل، عن النعمان بن بشير، قال: كسفت الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: وكان يصلي ركعتين، ثم يسأل، ثم يصلي ركعتين، ثم يسأل حتى انجلت الشمس قال: فقال: "إن ناسًا من أهل الجاهلية يقولون أو يزعمون أن الشمس والقمر إذا انكسف واحد منهما، فإنما ينكسف لموت عظيم من عظماء أهل الأرض، وإن ذاك ليس كذلك، ولكنهما خلقان من خلق الله، فإِذا تجلى الله عز وجل لشيء من خلقه خشع له".

أخرجه أحمد (4/ 267).

فأنت ترى الاضطراب في سنده ومتنه:

فأما في سنده: فكما تلاحظ في بعض الروايات: عن أبي قلابة، عن النعمان وفي بعضها: عنه، عن قبيصة. وفي بعضها: عنه، عن هلال بن عامر أن قبيصة حدثه.

وفي بعضها: عنه، عن رجل، عن النعمان.

ؤأما في المتن: ففي رواية: أنه لم يزل يصلي حتى انجلت، وأنه خطب بعد الصلاة فكان مما قال:"فإِذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة".

وفي رواية لم يذكر فيها هذا القول.

وهناك روايات أخرى راجعها في جامع الأصول (6/ 186).

ولهذا الاضطراب الشديد أعله الشيخ الألباني في إرواء الغليل (3/ 131).

وفي الباب: عن بلال رضي الله عنه قال: كسفت الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ=

ص: 118

= رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإِذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها".

رواه البزار (1/ 321)، واللفظ له، والطبراني في الأوسط (مجمع البحرين 1/ 92/ ب)، والكبير (مجمع الزوائد 2/ 208)، ولم أجد مسند النعمان من المطبوع إذ هو ساقط: من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن ليث، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ بلال به.

قال البزار: لا نعلمه يروى عن بلال إلَّا بهذا الإِسناد.

وقال الطبراني: لم يروه عن بلال إلَّا ابْنُ أَبِي لِيَلِي، وَلَا عَنْهُ إلَّا ليث، تفرد به زياد. اهـ. قلت: وسنده ضعيف: زياد قال في التقريب (220: 2085): في حديثه عن غير ابن إسحاق لين. اهـ. وروايته هنا عن غير ابن إسحاق، ثم إنه منقطع؛ عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من بلال -كما في المراسيل (ص126) -.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 208): رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك بلالًا، وبقية رجاله ثقات. اهـ.

قلت: بل فيهم زياد بن عبد الله البكائي، في روايته عن غير إسحاق لين -كما تقدم آنفًا-.

وبالجملة: فلفظ "فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة" لا يصح، لأنه معل بالاضطراب الشديد في سنده ومتنه، والصحيح المختار في صلاة الكسوف أنها ركعتان، في كل ركعة ركوعان -كما صح من رواية أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه. أخرجه مسلم (2/ 622)، وأبو داود (1/ 697: 1179)، والنسائي (3/ 136)، والطيالسي (رقم 1754)، وعنه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 324)، ومعرفة السنن والآثار (1/ ق 770)، وأحمد (3/ 374، 382).

وكذا صح عن عائشة وغيرها. انظر: تفاصيل ذلك في إرواء الغليل (3/ 126 وما بعدها). والله الموفق سبحانه.

ص: 119

746 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى (1)، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ:"صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الكسوف فلم أسمع منه فيها حرفًا".

(1) تحرفت في الأصل و (حس) إلى: "الحسن بن محمد"، والتصويب من باقي النسخ وكتب الرجال.

ص: 120

746 -

الحكم عليه:

ضعيف، لضعف ابن لهيعة. انظر: التقريب (319: 3563).

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 99/ أمختصر)، وقال: رواه أبو يعلى والبيهقي بسند فيه ابن لهيعة.

ص: 120

تخريجه:

أخرجه أحمد في مسنده (1/ 293)، والبيهقي في السنن الكبري (3/ 335)، وفي معرفة السنن والآثار (1/ 779/ أ)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 179) مِنْ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ به.

وفي رواية لأحمد (1/ 350)، بلفظ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صلاة الخسوف

والإسناد ضعيف -كما سبق-.

وتابع ابن لهيعة عبد الحميد بن جعفر. أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 344)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (1/ 779/ أ) من طريق الواقدي، حدثنا عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب به.

وشده ضعيف جدًا، والواقدي، قال في التقريب (498: 6175): متروك.

وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 240: 11612)، والبيهقي في المعرفة (1/ 779/ أ)، من طريق موسى بن عبد العزيز، حدثنا الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس به. ولفظه:=

ص: 120

= "صليت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشمس فلم أسمع له قراءة".

وسنده ضعيف؛ موسى بن عبد العزيز، قال في التقريب (552: 6988): صدوق سيِّىء الحفظ.

وأخرجه أيضًا في معجمه الأوسط -كما في مجمع البحرين (ق 93/ أ) -، قال: حدثنا إبراهيم، حدثنا أبي، حدثنا حفص بن عمر العدني: حدثنا الحكم بن أبان به.

وفيه: فكنت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم فلم أسمع القراءة.

وسنده ضعيف؛ حفص بن عمر العدني، قال في التقريب (173: 1420): ضعيف.

وفي الباب عن سمرة بن جندب:

أخرجه أبو داود (1/ 700: 1184) مطولًا، والنسائي (3/ 148: 1495)، والترمذي (3/ 40 عارضة)، وابن ماجه (1/ 402: 1264)، وأبو بكر بن أبي شيبة (2/ 472) كلهم مختصرًا، وابن حبان في صحيحه -كما في الإحسان (4/ 222) - مطولًا كلفظ أبي داود، والحاكم في المستدرك (3/ 330) مطولًا، (3/ 334) مختصرًا، كلهم من طريق الأسود بن قيس قال: حدثني ثعلبة بن عباد أنه سمع سمرة بن جندب يقول .. فذكره.

واللفظ المختصر: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم في كسوف ولا نسمع له صوتًا. وقال الترمذي: حسن صحيح.

قلت: وفيه علتان:

1 -

أن في سنده ثعلبة بن عباد -بكسر العين وتخفيف الموحدة- عده علي بن المديني وابن حزم وابن القطان من المجاهيل -كما في تهذيب التهذيب (2/ 24) -.

2 -

أنه لو صح فهو مخالف للحديث الصحيح الصريح؛ حديث عائشة رضي الله عنها قالت: جهر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف بقراءته.

أخرجه البخاري (2/ 549 فتح) في كتاب الكسوف، باب الجهر بالقراءة في الكسوف، ومسلم (2/ 620: 901/ 5) في كتاب الكسوف، باب صلاة الكسوف.

ص: 121