الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
31 - بَابُ الصَّلَاةِ عَلَى مَنْ قَالَ [لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ]
(1)
885 -
[1] قَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (2): إِذَا أَقَرَّ بالإِسلام ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يُصَلَّ [عَلَيْهِ](3) صُلِّى عَلَيْهِ.
[2]
حَدَّثَنَا (4) أبو عوانة، عن مغيرة، نحوه.
(1) لم يظهر في (حس) سوى ما بين المعقوفتين.
(2)
في (ك) بياض مقدار كلمتين هكذا: "عن إبراهيم ...... إذا أقرّ
…
"
(3)
ما بين المعقوفتين زيادة من (عم)، وساقطة من بقية النسخ.
(4)
لم تظهر في (حس)، والقائل هو: مسدد، في مسنده.
885 -
الحكم عليه:
الإِسناد رجاله ثقات إلَّا أن فيه المغيرة بن مِقْسَم كان يدلس عن إبراهيم؛ لا يقبل حديثه إلَّا إذا صرح بالسماع، وقد عنعن هنا.
ثم إن فيه هشيم بن بشير وهو ثقة إلَّا أنه مدلس لا يقبل حديثه إلَّا مصرحًا بالسماع وقد عنعنه هنا، فالسند ضعيف.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: ب)، وقال: رواه مسدد ورجاله ثقات. ولا يَخْفى أنّ كَوْن الإِسناد رجاله ثقات لا يعني الصحة، إذ قد يكون معلولًا بانقطاع أو تدليس -كما هنا-، والله الموفِّق للسداد.
لكن هشيمًا قد تابعه كل من:=
=
1 -
أبو عوانة عند مسدد -كما ذكر الحافظ هنا-، وأبو عوانة ثقة ثبت.
2 -
جرير عند ابن أبي شيبة -كما سيأتي في تخريج الحديث-، فليس الضعف من عنعنة هشيم، لوجود من تابعه، وإنما مداره على المغيرة بن مقسم وقد علمت حاله.
تخريجه:
أخرج معناه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 351)، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم في السبي يُسْبى من أرض العدو، قال: إذا أقر بالتوحيد وبالشهادتين صُلِّي عليه.
وسنده ضعيف من أجل تدليس المغيرة، والله الموفق.
886 -
[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [جَبْرٍ](1)، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ غُلَامٌ شَابٌّ يَهُودِيُّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَمَرِضَ، فَعَادَهُ، فَقَالَ: أَتَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ. فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ، فَقَالَ لَهُ: قُلْ كَمَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ. قَالَ: فَقَبِلَ (2). فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ.
[2]
وَقَالَ [أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا](3) أَبُو بَكْرٍ بِهِ.
(1) في جميع النسخ: "سرجس"، وكذا في المقصد العلي (ص 448)؛ لكن عند أحمد في المسند (3/ 260):"عبد الله بن جبر"، وفي مصنف ابن أبي شيبة (3/ 359):" جبير"، وأثبت ما في المسند بناه على ما في التهذيب (5/ 167) فيكون ما في نسخ المطالب تحريفًا، والله أعلم.
(2)
في الأصل وحس): "فقتل"، وما أثبته من (عم) و (ك). وفي (سد) والمقصد العلي (ص 448):"فقيل".
(3)
ما ين المعقوفتين ساقط من (ك).
886 -
الحكم عليه: الإِسناد فيه شريك بن عبد الله وهو سيِّىء الحفظ مختلط، ولا يعرف هل سمع منه ابن أبي شيبة قبل الاختلاط أم بعده. وفيه عبد الله بن جبر، مقبول يعني عند المتابعة، وقد توبع، إذ الحديث أصله في الصحيح -كما سيأتي-. وذكره الهيثمي في مجمع لزوائد (3/ 42)، وعزاه لأبي يعلى وقال: رجاله رجال الصحيح. اهـ. وليس كذلك كما يظهر من دراسة رجاله. وأورده البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: ب مختصر)، وقال: رجاله ثقات. ولا يخفى ما في ذلك.
تخريجه:
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه أيضًا (3/ 359) مختصرًا. قال: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، عَنْ أَنَسٍ، قال: كان شَابٌّ يَهُودِيُّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده.=
= وأخرجه أبو يعلى في مسنده -كما ذكر الحافظ-، قال: حدثنا أبو بكر به.
وذكره الهيثمي أيضًا في المقصد العلي (ص 448).
وأخرجه الإِمام أحمد في مسنده (3/ 260)، قال: حدثنا أسود بن عامر، حدثنا شريك به. وسنده ضعيف؛ من أجل شريك، وعبد الله بن جبر، لكن أصله في الصحيح من طريق أخرى عن أنس،، وليس فيه "صلوا على صاحبكم" فهذه الجملة من الزوائد، تفرد بها عبد الرحمن بن جبر أو شريك، وقد علمت حالهما، وقد صححها الألباني في الإرواء (3/ 175، 8/ 135)، ولا يخفى ما في ذلك. أما حديث الصحيح فهو عن أنس رضي الله عنه قال:"كان غلام يَهُودِيُّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم. فأسلم، فخرج النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُولُ: الحمد لله الذي أنقذه من النار".
أخرجه البخاري (3/ 219 فتح)، وأبو داود (3/ 474)، والحاكم (1/ 363)، والبيهقي (3/ 383)، وأحمد (3/ 175، 227، 280)، من طريق حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس به.
887 -
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا (1) الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ أَبُو الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: إِنَّ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيَّ حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَائِذٍ يَقُولُ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا وُضِعَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تُصَلِّ (2) عَلَيْهِ، فإِنه رَجُلٌ فَاجِرٌ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: هَلْ رَآهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ عَمَلِ الإِسلام؟، فَقَالَ رَجُلٌ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَرَسَ مَعَنَا لَيْلَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى، فَصَلَّى عليه، وحثى عَلَيْهِ التُّرَابَ، وَقَالَ: أَصْحَابُكَ يَظُنُّونَ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا عُمَرُ إِنَّكَ لَا تُسأل عَنْ أَعْمَالِ الناس، ولكن تُسألون عن الصلاة (3).
(1) لم تظهر في (حس).
(2)
في باقي النسخ: "ألا نصلي عليه"، وهو تحريف مخالف للسياق.
(3)
في رواية أخرى -قد أبي يعلى وستأتى برقم (888) -: "وإنما تسأل عن الغيبة".
وفي روايتين أخريين: "إنما تسأل عن الفطرة"، زاد البغوي: يعني الإسلام -كما في الإصابة (4/ 134) -.
ويبدو أن رواية الفطرة أقرب لدلالة السياق والسباق عليها.
887 -
الحكم عليه:
الإِسناد ضعيف؛ أبو عبد الرحمن الأزدي لم أعرفه. ثم انه مرسل؛ عبد الرحمن بن عائذ لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: ب مختصر)، وعزاه لابن منيع وأبي يعلى وسكت علبه.
تخريجه:
أخرجه أبو يعلى من طريق أخرى -كما سيأتي برقم (888) - فبنفوى طريق الباب بها فيكون حسنًا لغيره.
888 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا بحير (1) بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ (2)، قَالَ: إِنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال بَعْضُهُمْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تُصَلِّ عَلَيْهِ .. فذكر الحديث بتمامه (3).
(1) في جميع النسخ: "يحيى"، وهو تحريف، والتصويب من الإصابة (4/ 134)، وكتب التراجم.
(2)
تحرفت في جميع النسخ إلى: "ابن عطية"، والتصويب من كتب التراجم.
(3)
وتمامه -كما في الإصابة (4/ 134) -: فَقَالَ: هَلْ رَآهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ عَلَى شَيْءٍ من أعمال الخير، فقال رجل: حرس معنا ليلة كذا وكذا. قال: فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مشي إلى قبره، ثم حثى عليه ويقول:"إن أصحابك يظنون أنك من أهل النار، وأنا أشهد أفك من أهل الجنة".
ثم قال رسول الله لعمر: إنك لاتسأل عن أعمال الناس وإنما تسأل عن الغيبة. اهـ. قال الحافظ ابن حجر: هذا لفظ إسماعيل.
وعند أبي أحمد من رواية البغوي: وإنما تُسأل عن الفطرة.
وفي رواية بقية: في أوله: قال أبو عطية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس فحدث أن رجلًا توفي فقال: هل رآه أحد. وفيه: فقال رجل: حرست معه ليلة في سبيل الله. وفي آخره: ثم قال لعمر بن الخطاب: لا تُسأل عن أعمال الناس، ولكن تسأل عن الفطرة. زاد في رواية البغوي: يعني الإسلام. اهـ. كلام الحافظ ابن حجر. قلت: يظهر أن رواية "الفطرة" أقرب تلك الألفاظ لدلالة السياق والسياق عليها. والله الموفق للسداد.
888 -
الحكم عليه:
الحديث حسن؛ لأن فيه إسماعيل بن عياش، وهو صدوق في روايته عن الشاميين، ضعيف في غيرهم. وروايته هنا عن أحدهم وهو بحير بن سعد. وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ 119: ب مختصر)، وسكت عليه.
تخريجه:
أخرجه البغوي وأبو أحمد الحاكم -كما في الإصابة (4/ 134) - من طريق إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد به.=
= وهو حسن من أجل إسماعيل بن عياش -كما تقدَّم آنفًا-.
وتابعه بقية بن الوليد، حدثنا بحير بن سعد به.
رواه الطبراني في الكبير (22/ 378: 945)، ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة (5/ 216)، وبقية وإن كان مدلسًا لكنه صرح بالتحديث هنا، فأَمِنّا ما كنا نخشاه من تدليسه.
فالحديث بهذه المتابعة صحيح لغيره. وورد بألفاظ متعددة ذكرتها في حاشية نص الحديث رقم (3) في الصفحة السابقة فليراجع، والله الموفق للسداد، لا رب سواه.