الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
34 - بَابُ وُصُولِ الصَّدَقَةِ إِلَى الْمَيِّتِ
974 -
قَالَ (1) إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي عن خولة بنت فهد -وكانت تَحْتَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ-، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا عَلَى مَا عَلِمْتَ، وَإِنَّا قَدْ صَاهَرْنَا إِلَيْكُمْ فَجَعَلَ اللَّهُ لَنَا فِي مُصَاهَرَتِكُمْ خَيْرًا، وَإِنَّ أُمِّي هَلَكَتْ،؛ فهل ينفعها أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ فَقَالَ:"لَوْ تَصَدَّقْتِ عَنْهَا بِكُرَاعٍ لَنَفَعَهَا".
* قُلْتُ: هُوَ مُنْقَطِعٌ بَيْنَ حَفْصٍ وخولة.
(1) هذا الباب والحديث من (ك).
974 -
تخريجه:
الحديث أخرجه إسحاق (5/ 60: 2165).
وعمر بن حفص وأبوه لم أعرفهما.
وحكم عليه الحافظ بالانقطاع، ومعنى متنه ثابت بعدد من الطرق الصحيحة. (سعد).
35 -
[بَابُ الْحَثِّ عَلَى الْمَعْرُوفِ](1) وَإِعَانَةِ الْمَلْهُوفِ وَإِغَاثَتِهِ (2)
975 -
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عمرو، عَنْ (3) عَطَاءٍ، عَنِ [ابْنِ] (4) عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كل معروف يصنعه أَحَدُكُمْ إِلَى غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ فَهُوَ صَدَقَةٌ".
(1) ما بين المعقوفتين لم يظهر في (حس).
(2)
العنوان أثبته من (ك)، وجاء في بقية النسخ: باب الحث على المعروف، وإعانة الملهوف، وإعانة الصفوف. اهـ. ولا معنى لذلك.
(3)
في (سد): "عن طلحة بن عمرو بن عطاء"، وهو تحريف.
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من (سد).
975 -
الحكم عليه:
الإسناد ضعيف جدًا، فيه طلحة بن عمرو وهو متروك. انظر: التقريب (283: 3030).
ثم إنه منقطع: عطاء لم يسمع من ابن عمر رضي الله عنه.
وذكره البوصيري في الإتحاف (1/ 134: أمختصر)، وأعله بطلحة.
تخريجه:
ورد من حديث جابر، وحذيفة، وعبد الله بن يزيد الخطمي، وابن مسعود، وأبي مسعود الأنصاري وغيرهم.
أما حديث جابر، فلفظه: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كل معروف صدقة".
رواه ابن أبي شيبة (8/ 362)، وأحمد (3/ 344، 360)، والبخاري في صحيحه (10/ 447 فتح)، واللفظ له، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 87).
وأما حديث حذيفة فأخرجه أحمد (5/ 383، 397، 398)، ومسلم (2/ 697)، وأبو داود (2/ 584)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 107)، وأبو الشيخ في الأمثال (ص 23)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 369)، والخطيب في التاريخ (1/ 291) عن حذيفة مرفوعًا:"كل معروف صدقة".
وأما حديث عبد الله بن يزيد الخطمي مرفوعًا "كل معروف صدقة". فأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 361)، وأحمد (4/ 307)، والبخاري في الأدب (ص 68) من طريق عدي بن ثابت، عن عبد الله بن يزيد الخطمي مرفوعًا به.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 139): رجاله ثقات.
وأما حديث ابن مسعود مرفوعًا: "كل معروف إلى غني أو فقير صدقة".
فأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 110)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 49)، ومن طريقه القضاعي (1/ 87) عن شعبة، والبزار (كشف الأستار 1/ 453: 955) عن صدقة بن موسى، كلاهما عن فرقد السبخي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ مرفوعًا به.
وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4/ 181: 4434).
وأخرجه الطبراني أيضًا (10/ 232) من طريق أبي وائل، عن عبد الله مرفوعًا به.=
= وأما حديث أبي مسعود الأنصاري مرفوعًا: "كل معروف صدقة". فأخرجه الطبراني في الكبير (مجمع الزوائد 3/ 139)، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
وفي الباب شواهد أخرى تُراجع في مجمع الزوائد (3/ 139).
وبالجملة فحديث الباب وإن كان من حديث ابن عمر لا يصح، لكن متنه صحيح -كما يتبين لك من التخريج-، والله الموفق سبحانه.
976 -
وقال الطيالسي: حدثنا أبو عتبة (1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ (2)، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ: "أَيُّ الناس خير"؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يعطي ماله ونفسه.
قال صلى الله عليه وسلم: " [نِعْمَ الرَّجُلُ هَذَا](3)، وَلَيْسَ بِهِ، وَلَكِنَّ أَفْضَلَ الناس رجل يعطي جهده.
(1) تحرفت في الأصل و (حس) إلى: "أبو عقبة"، وفي (ك):"أبو عيينة"، والتصويب من (عم) و (سد).
(2)
في مسند الطيالسي (ص 253: 1852) زاد هنا: "عن نافع".
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (حس).
976 -
الحكم عليه:
ضعيف، فيه إسماعيل بن عياش وهو ضعيف في روايته عن غير الشاميين، وهذه منها.
وذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورمز لضعفه -كما في فيض القدير (2/ 50) -. وقال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (1/ 322): ضعيف.
تخريجه:
لم أجده، لكن ورد من حديث ابن عمر مرفوعًا:"خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده".
رواه الديلمي في مسند الفردوس (فردوس الأخبار 2/ 287).
وذكره السيوطي في الجامع الصغير ورمز لحسنه -كما في فيض القدير (3/ 481) -.
وتعقبه المناوي في الفيض بأن العراقي قال في سنده: ضعيف جدًا.=
= قلت: والذي وجدته في تخريج الإحياء (4/ 193) أن العراقي عزاه فقط للديلمي ولم يتكلم عليه بشيء، فلعله تكلم على سنده في موطن آخر.
على أن الشيخ الألباني قال في ضعيف الجامع (3/ 136): موضوع وأحال إلى السلسلة الضعيفة (8/ 3568)، وهذا الجزء منها لم يطبع بعد، لنتعرف على وجه الحكم عليه بالوضع
…
والله أعلم.
977 -
[1] وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (1) بْنُ عَائِشَةَ، حدثنا يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ (2) الله تعالى، فأحبهم (3) إلى الله عز وجل أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ.
[2]
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا أَبُو الربيع الزهراني، [وأبو ياسين](4)، قالا: حدثنا يُوسُفُ بِهِ.
* قُلْتُ: تَفَرَّدَ بِهِ [يُوسُفُ](5)، وَهُوَ ضعيف [جدًا](6).
(1) تحرفت في جميع النسخ إلى: "عبد الله"، والتصويب من كتب التراجم.
(2)
تحرفت في (سد) إلى: "عبيد الله".
(3)
في (ك): "فأحسنهم".
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من (حس)، وفي (ك):"أبو ياسر".
(5)
ما بين المعقوفتين ساقط من (حس).
(6)
ما بين المعقوفتين زيادة من (ك)؛ إذ يوسف ضعيف جدًا.
977 -
الحكم عليه:
الإسناد ضعيف جدًا، فيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك الحديث.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 191)، وعزاه لأبي يعلى والبزار وقال: فيه يوسف بن عطية الصفار، وهو متروك.
تخريجه:
أخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" والمخلص في "المجلس الأول من المجالس السبعة" والسلفي في "الطيوريات" -كما في السلسلة الضعيفة (4/ 372: 1900) -، والبزار في كشف الأستار (2/ 398: 1949)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 255) .. وغيرهم -كما في المقاصد الحسنة (ص 201) -، وابن عدي في الكامل (7/ 2610، 2611)، وأبو يعلى في مسنده وهي الطريق الثانية [2].=
= وسنده ضعيف جدًا -كما علمت آنفًا-.
وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (4/ 372: 1900).
وروي عن عبد الله بن مسعود، وأبي هريرة.
أما حديث عبد الله بن مسعود، فيرويه موسى بن عمير، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مرفوعًا:"الخلق عيال الله، وأحبهم إلى الله مَن أحسن إلى عياله".
أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2341)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 102) و (4/ 237)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 334)، والطبراني في الكبير (10/ 105: 10033)، والأوسط (مجمع البحرين 2/ 258).
وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن الحكم غير موسى بن عمير، وعامة ما يرويه لا يتابعه الثقات عليه.
قلت: وقال ابن حجر في التقريب (553: 6997): متروك، وقد كذبه أبو حاتم. اهـ.
وعلى ذلك فالحديث تالف.
وأما حديث أبي هريرة: فيرويه بشر بن رافع، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة رفعه:"الخلق كلهم عيال الله، وتحت كنفه، فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله".
أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (1/ 201)، وفيه بشر بن رافع، قال في التقريب (123: 685): ضعيف الحديث.
قلت: فيصلح للمتابعة، لكن ليس هناك ما يصلح لتقويته لشدة ضعف الشواهد المتقدمة، لكن قد ثبت الشطر الثاني من الحديث بلفظ:"خير الناس أنفعهم للناس".
رواه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 223)، من طريق عبد الملك بن أبي كريمة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر مرفوعًا به.=
= وعبد الملك بن أبي كريمة، قال في التقريب (364: 4206): صدوق صالح.
لكن فيه عنعنة ابن جريج.
وتابعه عمرو بن بكر السكسكي، عن ابن جريج به.
أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 79)، وعمرو هذا متروك -كما في التقريب (419: 4993) -.
وله شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من خير الناس؟ قال: أنفع الناس للناس".
رواه أبو إسحاق المزكي في "الفوائد المنتخبة" -كما في السلسلة الصحيحة (1/ 721) -، عن خنيس بن بكر بن خنيس، حدثني أبي: بكر بن خنيس، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عمر به.
وفيه خنيس بن بكر، قال صالح جزرة -كما في اللسان (2/ 411) -: ضعيف.
وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 33).
وتابعه إبراهيم بن عبد الحميد الجرشي، حدثنا بكر بن خنيس به.
أخرجه ابن عساكر -كما في الصحيحة (1/ 721) -. وإبراهيم هذا، قال في الجرح والتعديل (2/ 113): قال أبو زرعة: "ما به بأس".
فالإسناد بهذه المتابعة حسن، لأن بكر بن خنيس صدوق له أغلاط -كما قال ابن حجر في التقريب (126: 739) -، فثبتت هذه الجملة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وحسنها الشيخ الألباني في الصحيحة (1/ 722). ورويت هذه الجملة عن ميمون بن مهران مرفوعًا، بسند تالف -كما سيأتي برقم (982) -، والله الموفق.
978 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ بَحْرٍ (1)، حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن الحسن، عَنْ أَنَسٍ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مشى إلى حاجة أخيه المسلم [كتب الله تعالى، (2) لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً إِلَى أَنْ يرجع من حيث فارقه، إن قُضِيَتْ حَاجَتُهُ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أمه، وإن هلك [فيما بين ذلك](3) دَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ.
* عَبْدُ الرَّحِيمِ ضَعِيفٌ جدًا.
(1) في (عم): "محو"، وفي (سد):"فجر"، وفي (ك):"عمر"، وفي كامل ابن عدي (3/ 1056):"محمَّد بن محمَّد البصري"؛ وكل ذلك تحريف، وخطأ.
(2)
ما بين المعقوفتين في أصل (ك): "بسكينة"، وكتب في هامشها:"ليكتبن".
(3)
في (سد): "وإن هلك فيها بين ذلك"، وهو تحريف. وفي (ك): "وإن هلك فيها دخل
…
".
978 -
الحكم عليه:
الإسناد ضعيف جدًا، مسلسل بثلاثة ضعفاء.
1 -
عبد الرحيم بن زيد: متروك.
2 -
وأبوه زيد بن الحواري: ضعيف.
3 -
وشيخ أبي يعلى: محمَّد بن بحر: منكر الحديث.
وقال ابن عدى: لعل النبلاء في هذا الحديث من عبد الرحيم.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 193)، وعزاه لأبي يعلى وقال: فيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك.
تخريجه:
رواه أبو يعلى (5/ 175: 2789)، وابن عدي في الكامل (3/ 1056)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 79)، وابن حبان في المجروحين (2/ 162) في ترجمة عبد الرحيم.
وسنده ضعيف جدًا.
979 -
[1] وقال أيضًا (1): حدثنا أبو الربيع، حدثنا الصَّلْتُ يَعْنِي ابْنَ الْحَجَّاجِ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من أَعَانَ أَخَاهُ فِي حَاجَتِهِ وَأَلْطَفَهُ كَانَ حُقًّا على الله تعالى أن [يخدمه] (2) من خدم الجنة".
(1) القائل: أبو يعلى، في مسنده (7/ 132: 4093).
(2)
بياض في (عم) مقدار كلمة.
979 -
[1] الحكم عليه:
الإسناد ضعيف، فيه يزيد الرقاشي، والصلت بن حجاج وكلاهما ضعيف.
تخريجه:
رواه ابن عدي في الكامل (4/ 1400) من طريق الصلت به.
ورواه أبو يعلى أيضًا بسند آخر وهو الآتي.
[2]
حدثنا (1) محمَّد بن بحر، حدثنا المُعَلى بن ميمون المجاشعي، حدثنا يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَلْطَفَ مُؤْمِنًا أَوْ خوَّله (2) فِي شَيْءٍ مِنْ حَوَائِجِهِ صَغُرَ ذَلِكَ أَوْ كَبُرَ .. "
فذكر مِثْلَهُ.
* قُلْتُ: مَدَارُهُ عَلَى يَزِيدَ وَهُوَ ضَعِيفٌ.
(1) القائل: أبو يعلى، في مسنده (7/ 151: 4119).
(2)
في (عم) و (سد) و (ك): "حوله"، وهو ذهول من الناسخ.
979 -
[2] الحكم عليه:
ضعيف جدًا. فيه معلى بن ميمون وهو متروك، ويزيد الرقاشي ضعيف، ومحمد بن بحر ضعيف جدًا.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 194)، وقال: فيه معلي بن ميمون وهو متروك.
تخريجه:
رواه ابن عدي في الكامل (4/ 1400) عن أبي يعلى به.
وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 194) للبزار، ولم أجده في المطبوع من كشف الأستار.
وهذا السند لا يتقوى بالسند المتقدم لأن مدارهما على يزيد -كما قال ابن حجر هنا في المطالب-، وقد علمت حاله.
980 -
حدثنا (1) أبو الربيع الزهراني، حدثنا عبد الحكم (2) بن منصور، حدثنا زِيَادُ بْنُ أَبِي حَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من أغاث ملهوفًا كتب الله تعالى لَهُ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ حَسَنَةً، وَاحِدَةً مِنْهُنَّ يُصْلِحُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا لَهُ (3) أَمْرَ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، واثنتين (4) وسبعين في الدرجات".
(1) القائل: أبو يعلى، في مسنده (7/ 255: 4266).
(2)
تحرفت في (عم) و (سد) و (ك) إلى: "عبد الحكيم".
(3)
في (عم) و (سد): "له بها".
(4)
في (عم) و (سد): "اثنين"، وهو خطأ.
980 -
الحكم عليه:
تالف، آفته زياد بن أبي حسان كذبه شعبه. وقال الدارقطني: متروك. ثم إن فيه عبد الحكيم بن منصور الخزاعي وهو متروك أيضًا.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 194)، وقال: فيه زياد بن أبي حسان وهو متروك.
تخريجه:
رواه ابن عدي في الكامل (3/ 1052)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 76)، وابن حبان في المجروحين (1/ 304)، من طريق زياد بن أبي حسان به.
وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 194) للبزار، ولم أجده في كشف الأستار المطبوع.
وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق العقيلي (2/ 171)، ثم قال:"موضوع والمتهم بوضعه زياد".
وتعقبه السيوطي في اللآلئ المصنوعة (1/ 352) بان له طريقين آخرين وشاهدًا من حديث ثوبان.=
= أما الطريق الأول فساقه من رواية ابن عساكر بسنده عن القاضي أبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن عبد الغفار بن ذكوان، حدثنا أبو علي محمَّد بن سليمان بن حيدرة، حدثنا أبو سليم إسماعيل بن معن، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي، سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره وسكت عليه السيوطي، وفي ذلك نظر من وجهين:
1 -
ابن ذكران أورده الذهبي في الميزان (2/ 498)، وابن حجر في اللسان (3/ 352)، وقالا: تكلم فيه عبد العزيز الكناني.
2 -
محمَّد بن سليمان بن حيدرة مجهول الحال، وحيدرة اسم أحد جدوده، واسم جده الأدنى الحر بن سليمان، هكذا ذكره ابن عساكر في "تاريخه" -كما في السلسلة الضعيفة (2/ 172) -، وفي ترجمته ساق هذا الحديث ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وعليه فتعلم أن تعقب السيوطي لابن الجوزي لا وجه له.
وأما الطريق الثاني: فساقه السيوطي من رواية أبي طاهر الحنائي بسنده عن عيسى بن يعقوب بن جابر الزجاج، حدثنا دينار مولى أنس بن مالك، حدثني أنس بن مالك به. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 175) في ترجمة الزجاج ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
ومشده تالف، فيه دينار، قال ابن حبان في المجروحين (1/ 290): يروي عن أنس أشياء موضوعة.
وكذا حكم عليه الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 172). وبه يتبين أن تقوية السيوطي للحديث بهذين الطريقين لا تؤيده قواعد علم الحديث.
وأما الشاهد وهو حديث ثوبان فلفظه:
"من فرج عن مؤمن لهفان غفر الله له ثلاثًا وسبعين مغفرة، واحدة تصلح بها أمر دنياه وآخرته، وثنتين وسبعين يوفيها الله تعالى يوم القيامة".=
= رواه أبو نعيم في الحلية (3/ 49)، من طريق إسماعيل بن أبان الأزدي، حدثنا حماد بن عثمان القرشي -مولى الحسن بن علي-، حدثني يزيد بن أبي زياد البصري، عن فرقد، عن شميط -مولى ثوبان-، عن ثوبان مرفوعًا. وقال:"غريب من حديث فرقد، لم نكتبه إلَّا من هذا الوجه".
قلت: وهو تالف، فرقد هو ابن يعقوب السبخي قال البخاري في الضعفاء الصغير (ص 98): في حديثه مناكير. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف -كما في الميزان (3/ 345) -، وانظر: التهذيب (8/ 262).
وفيه زياد بن أبي زياد البصري لم أعرفه، قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 173): [وفي طبقته -يعني زيادًا- بهذا الاسم والنَّسب ثلاثة: أحدهم: شامي، وهو ضعيف جدًا.-انظر: الجرح والتعديل (9/ 265) -. والآخران كوفيان أحدهما من رجال التهذيب وهو ضعيف -كما في التقريب (601: 7717) -.
والآخر من رجال الميزان (4/ 425) - ولا تقوم به حجة. فلعله أحدهم، ويكون نسبته بصريًا خطأ من أحد الرواة ولعله من الراوي عنه: حماد بن عثمان القرشي].
قلت: ولم أجد من بهذا الاسم إلَّا أن في الجرح والتعديل (3/ 144): حماد بن عثمان يروي عن الحسن البصري وهو مجهول. وكأنه غير هذا، والله أعلم.
وبهذا يتبين أن حديث ثوبان لا يصلح شاهدًا لحديث أنس لشدة الضعف في طرق حديث أنس، فلا تصلح للتقوية، ولذلك حكم عليه محدث العصر الشيخ الألباني حفظه الله في السلسلة الضعيفة بالوضع (2/ 171: 749، 750)، والله الموفق، وحده، لا رب سواه.
981 -
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ (1) بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، حدثنا السكن بن إسماعيل، حدثنا زياد بن ميمون، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الدَّالُّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ، وَاللَّهُ تَعَالَى يُحِبُّ إِغَاثَةَ (2) اللهفان".
* قلت: زياد ابن أبي حسان هو زياد بن ميمون متروك (3).
(1) تحرَّفت في جميع انسخ إلى: "عبد الله" والتصويب من كتب التراجم.
والقائل هو أبو يعلى (7/ 275: 4296).
(2)
في (ك): "إعانة".
(3)
في (ك): "وهو متروك".
981 -
الحكم عليه:
الإسناد تالف، من أجل زياد بن ميمون، وهو متروك تالف.
تخريجه:
رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج -كما في السلسلة الصحيحة (4/ 220) -، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (1/ 16) دون قوله:"والله يحب إغاثة اللهفان".
وأخرجه البزار في مسنده (كشف الأستار 2/ 399: 1951) لكن وقع فيه: زياد النميري، وكذا قال المنذري في الترغيب (1/ 120) بعد أن عزاه إليه:"فيه زياد بن عبد الله النميري وقد وثق، وله شواهد".
قلت: النميري وان كان ضعيفًا إلَّا أنه أحسن حالًا من الثقفي. انظر ترجمة النميري في التهذيب (3/ 378). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 140): رواه البزار وفيه زياد النميري وثقه ابن حبان وقال: يخطئ، وابن عدي، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات.
وروي حديث الباب بزيادته: عن ابن عباس، وابن عمر.=
=
1 -
حديث ابن عباس: يرويه طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس رفعه:"الدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان".
أخرجه أبو القاسم القشيري في الأربعين -كما في السلسلة الصحيحة (4/ 220) -، وابن جميع في معجم الشيوخ (ص 184).
وسنده ضعيف جدًا، طلحة بن عمرو متروك.
2 -
حديث ابن عمر: يرويه سفيان بن وكيع، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُباب، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كرز، عن ابن عمر مرفوعًا به.
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1254)، وقال: رواه غير سفيان بن وكيع فأرسله ولم يذكر في إسناده ابن عمر. اهـ.
قلت: وهو ضعيف، وموسى بن عبيدة ضعيف أيضًا.
ومن ذلك يتبين أن الزيادة من هذه الطرق والشواهد لا تصح، لكن صحت في سياق آخر من حديث أبي موسى وغيره، تقدم بيان شيء من ذلك في تخريج الحديث رقم (959).
والشطر الأول من الحديث ورد من حديث أبي مسعود البدري، وابن مسعود وسهل بن سعد رضي الله عنهم.
1 -
حديث أبي مسعود: يرويه الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني: سعيد بن إياس الأنصاري عنه مرفوعًا "الدال على الخير كفاعله".
أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (1/ 484)، وأحمد (5/ 274)، والطبراني في الكبير (17/ رقم 628، 629، 631، 632)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 86).
ورواه ابن حبان (الإحسان 1/ 255، 3/ 89)، بلفظ: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال: ما عندي ما أعطيك، ولكن ائت فلانًا، فأتاه الرجل فأعطاه، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"من دل على خير فله مثل أجر فاعله".=
= وسنده صحيح على شرط الشيخين، وكذا صححه الألباني في الصحيحة (4/ 216)، ورواه مسبم (3/ 1506: 1893)، وعبد الرزاق (11/ 107: 20054)، وأحمد (4/ 120)، وأبو داود (4/ 5129)، وغيرهم بلفظ:"من دل على خير فله مثل أجر فاعله".
وخالفهم أبان بن تغلب فقال: عن الأعمش، عن أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله بن مسعود به.
أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 266)، وابن عدي في الكامل (2/ 753)، والخطيب في التاريخ (7/ 383)، وأبان ثقة احتج به مسلم، وقد نص ابن عدي على أن رواية أبان هذه خطأ، وأن الخطأ ممن دونه.
على أنه روي من طريق أخرى عن ابن مسعود وهي:
2 -
حديث ابن مسعود: يرويه عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن فضيل بن عمرو، عن أبي وائل عنه مرفوعًا:"الدال على الخير كفاعله".
أخرجه البزار (كشف الأستار 1/ 90: 154)، وقال: لا نعلمه مرفوعًا عن عبد الله إلَّا بهذا الإسناد. اهـ.
قلت: وسنده ضعيف من أجل ابن أبي ليلى، وكذا ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (4/ 217).
3 -
حديث سهل بن سعد: يرويه العائشي، حدثنا عمران بن محمَّد، حدثنا أبو حازم عنه به.
رواه ابن عدي (5/ 1744)، والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 484)، والطبراني في الكبير (6/ 230: 5945).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 171): فيه عمران بن محمَّد، يروي عن أبي حازم، ويروي عنه عبد الله بن محمَّد بن عائشة، وليس هو عمران بن محمَّد بن سعيد بن المسيب، لأن ذاك مدني، وقال الطبراني في هذا: إنه بصري، وابن سعيد لم يسمع من أبي حازم، ولم أجد من ذكر هذا. اهـ.=
= قلت: بل هو عمران بن زيد التغلبي الملائي، أبو يحيي. وقال ابن عدي في الكامل (5/ 1744): يكنى أبا محمَّد، بصري. ثم ساق له بسنده هذا الحديث، وعمران هذا ضعفه ابن معين وأبو حاتم -كما في التهذيب (8/ 173) -. وبذلك يتحرر لك الصواب، وبه تعلم ما في كلام الشيخ الألباني في الصحيحة (4/ 217)، إذ قال: رجاله ثقات إلَّا أنه منقطع بين القرشي وأبي حازم، فإن روايته عن أتباع التابعين، فلعل الواسطة بينهما سقطت من الطابع أو الناسخ. اهـ.
قلت: كذا قال الشيخ غفر الله له، وفي ذلك مؤاخذتان:
1 -
اعتباره رجاله ثقات بناء على أن عمران هذا هو القرشي، وليس كذلك -كما تحرر لك من كلام ابن عدي-. ونقله الذهبي في الميزان (3/ 237) بل هو عمران بن زيد، وهو ضعيف -كما تقدَّم آنفًا-.
2 -
إذ تبين ذلك فلا حاجة إلى تقدير سقوط راو من الطابع أو الناسخ، وعليه فقد وهم الشيخ الألباني عفا الله عنه، ولا يضيره ذلك فلكل جواد كبوة
…
بل كبوات
…
وبالجملة، فمتن الباب بشطريه صحيح من غير طريق الباب، وفي الباب عن بريدة من طرق. انظر تفصيلها والكلام عليها في السلسلة الصحيحة (4/ 218)، والله أعلم.
982 -
وحدثنا جبارة (1) هو ابن المغلس، حدثنا عبد الصمد بن الأزرق، أخبرني سكين بْنُ أَبِي سِرَاجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ (2)، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: من خير الناس. قال صلى الله عليه وسلم: أنفعهم للناس.
(1) في (ك): "حبان"، وهو خطأ من الناسخ.
(2)
في (ك):"عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال:
…
".
982 -
الحكم عليه:
ضعيف جدًا، فيه سُكين بن أبي سراج، وعبد الصمد الأزرق وكلاهما منكر الحديث، وفيه جبارة وهو سيِّىء الحفظ، ضعيف، ثم إنه مُعضل، ميمون بن مهران من الطبقة الرابعة، وهم الذين جل روايتهم عن كبار التابعين، والله أعلم.
لكن الحديث كما في النسخة (ك) عن ابن عباس، فإن كان كذلك فهو ضعيف جدًا إذ مداره على سكين وقد علمت حاله.
تخريجه:
رواه الطبراني في الكبير والأوسط -كما في مجمع الزوائد (8/ 194)، ومجمع البحرين ق 155: أ) -، والصغير (2/ 106 الروض الداني) مطولًا من طريق عبد الرحمن بن قيس الضَّبي، حدثنا سكين بن سراج، عن عمرو بن دينار، عن عمر:"أن رجلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ وأى الأعمال أحب إلى اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد شهرًا، -في مسجد المدينة- ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام".=
= قال الطبراني: لم يروه عن عمرو بن دينار إلَّا سكين، ويقال ابن أبي سراج البصري، تفرد به عبد الرحمن بن قيس الضبي.
قلت: سكين منكر الحديث، والراوي عنه أشد منه ضعفًا، عبد الرحمن بن قيس الضبي، قال ابن حجر في التقريب (349: 3989): متروك، كذبه أبو زرعة وغيره.
وعلى ذلك فهو تالف. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 194)، وأعله بسكين وقال: هو ضعيف. اهـ.
قلت: بل هو متروك -كما علمت من ترجمته آنفًا-.
لكن المتن ثابت بشواهد أخرى، تقدم بيانها في تخريج الحديث رقم (977)، فلتراجع، والله سبحانه الموفق.
983 -
وحدثنا (1) مُصْعَبٌ الزُّبيري، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ محمَّد، عن عبد الله بن عامر (2)، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت، رضي الله عنهم قال:"لا يزال الله [تعالى فِي حَاجَةِ الْعَبْدِ مَا دَامَ الْعَبْدُ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ". يُحَدِّثُ ذَلِكَ (3) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ] (4) عَلَيْهِ وسلَّم.
(1) القائل: هو أبو يعلى، في مسنده.
(2)
ما أثبته من (ك) وكتب التراجم، وقد تحرفت في الأصل و (سد) إلى:"مخامر"، وفي (حس) و (عم):"يخامر".
(3)
في (عم) و (سد): "بذلك".
(4)
ما بين المعقوفتين مكرر في (حس).
983 -
الحكم عليه:
الإسناد ضعيف، فيه عبد الله بن عامر الأسلمي وقد علمت حاله.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 196)، وعزاه للطبراني وقال: رجاله ثقات. ولم يصب، بل إن طريق الطبراني هي نفس طريق أبي يعلى -كما سيأتي في التخريج-، وفيها عبد الله بن عامر وهو ضعيف، فأنى له التوثيق.
تخريجه:
رواه الطبراني في الكبير (5/ 128: 4802)، من طريق عبد الله بن عامر الأسلمي، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت به.
وسنده ضعيف، من أجل عبد الله بن عامر، وقد اضطرب فيه كما تلاحظ، فرواه مرة عن الأعرج -كما في مسند أبي يعلى-. ومرة عن أبي الزناد، عن الأعرج.
وسبب هذا: سوء حفظه، بل إنه اضطرب فيه أكثر، فجعله مرة من حديث أبي هريرة رواه الطبراني في الكبير (5/ 127: 4801)، من طريق عبد الله بن عامر، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا به.
وبالجملة فمداره هنا على عبد الله بن عامر وقد علمت حاله.
لكن المتن ورد في أثناء حديث أبي هريرة من طريق أخرى في الصحيح. فورد=
= من طريق الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"من نَفَّس عن أخيه كربة من كرب الدنيا، نَفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على أخيه ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
رواه مسلم (4/ 2074: 2699)، وأحمد (2/ 407)، والترمذي (6/ 199 عارضة)، وابن ماجه (1/ 82: 225)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 260).
وفي الباب عن ابن عمر، وجابر، وأنس رضي الله عنهم.
1 -
حديث ابن عمر: يرويه الليث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، أن سالمًا أخبره أن عبد الله بن عمر أَخْبَرَهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فَرَّج عن مسلم كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّج اللَّهُ عَنْهُ كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة".
رواه البخاري (5/ 97 فتح)، ومسلم (4/ 1996: 2580)، وأبو داود (5/ 202: 4893)، والترمذي (6/ 200 عارضة)، وابن حبان (الإحسان 1/ 374)، والطبراني في الكبير (17/ 13137)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 132، 290)
2 -
حديث جابر: يرويه سحنون بن سعيد أبو سعيد التنوخي، حدثنا سعيد بن محمَّد بن أبي موسى أبو عثمان، عَنْ محمَّد بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"من كان في حاجة أخيه المؤمن كان الله عز وجل في حاجته".
رواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 291)، وفيه سعيد بن محمَّد بن أبي موسى لم أجد له ترجمه إلَّا أن يكون الزعفراني، فإن كان كذلك فهو ثقة -كما في اللسان (3/ 43) -، وفي سحنون واسمه عبد السلام بن سعيد كلام من جهة حفظه -كما في اللسان (3/ 8) -.
3 -
حديث أنس: يرويه ابن أبي فديك، أخبرني عيسى بن أبي عيسى=
= الحناط، عن أبي الزناد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يزال الله في حاجة المرء ما كان في حاجة أخيه".
وسنده ضعيف جدًا، فيه عيسى بن أبي عيسى الحفاظ وهو متروك -كما في التقريب (440: 5317) -.
وبالجملة، فمتن الباب ورد في الصحيح من حديث أبي هريرة وابن عمر، والله سبحانه الموفق.