الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الخامس: تسمين الأضحية:
اتفق أهل العلم على أنه يستحب أن تكون الأضحيةُ سمينةٌ.
قال الإمام البخاري: [باب أضحية النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أقرنين، ويُذْكَرُ سمينين].
وقال الحافظ ابن حجر: [قوله " ويذكر سمينين " أي في صفة الكبشين، وهي في بعض طرق حديث أنس من رواية شعبة عن قتادة عنه أخرجه أبو عوانة في صحيحه من طريق الحجاج بن محمد عن شعبة.
- وحديث أنس رضي الله عنه الذي أشار إليه الحافظ ابن حجر هو: عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين) فهذا الحديث عند أبي عوانة فيه (بكبشين سمينين) – ثم قال الحافظ: [وله طريق أخرى أخرجها عبد الرزاق في مصنفه
…
عن أبي هريرة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يضحي اشترى كبشين عظيمين سمينين أقرنين أملحين موجوئين فذبح أحدهما عن محمد وآل محمد، والآخر عن أمته من شهد له بالتوحيد والبلاغ)] (1).
وقد قال الإمام الشافعي: [استكثار القيمة في الأضحية أفضل من استكثار العدد
…
لأن المقصود هنا اللحم والسمين أكثر وأطيب] (2).
وقد اختلف أهل العلم في حكم تسمين الأضحية كما يلي:
فذهب جمهور العلماء إلى استحباب تسمين الأضحية (3).
فقد روى البخاري في صحيحه تعليقاً: [قال يحيى بن سعيد قال: سمعت أبا أمامة بن سهل قال: كنا نسمن الأضحية بالمدينة وكان المسلمون يسمنون]
قال الحافظ ابن حجر: [وصله أبو نعيم في المستخرج
…
الخ] (4).
وقال الإمام الشافعي: [وزعم بعض المفسرين أن قول الله جل ثناؤه:} ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ {، استسمان الهدي واستحسانه](5).
(1) صحيح البخاري مع الفتح 12/ 105.
(2)
المجموع 8/ 396.
(3)
المجموع 8/ 396، بدائع الصنائع 4/ 223، شرح الخرشي 3/ 38، المغني 9/ 439.
(4)
صحيح البخاري مع الفتح 12/ 105.
(5)
الأم 2/ 224.
قال الماوردي: [اختلف المفسرون في قول الله تعالى:} ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {على ثلاثة أقوال:
أحدها: أن شعائر الله دين الله كله، وتعظيمها التزامها وهذا قول الحسن.
والثاني: أنها مناسك الحج وتعظيمها استيفاؤها وهو قول جماعة.
والثالث: أنها البدن المشعره، وتعظيمها استسمانها واستحسانها، وهذا قول مجاهد واختيار الشافعي] (1).
وذهب بعض المالكية إلى أنه يكره تسمين الأضحية لأنه سنة اليهود!! (2).
وهذا قول باطل كما قال الإمام النووي (3).
والراجح القول باستحباب تسمين الأضحية، لأن ذلك أعظم لأجرها وأكثر لنفعها
والله أعلم.
وينبغي التنبيه إلى أنه قد وردت بعض الأحاديث غير الثابتة في تسمين وتعظيم الأضحية وقد سبق ذكرها وبيان درجتها في مبحث فضل الأضحية.
(1) الحاوي 15/ 79.
(2)
الذخيرة 4/ 146، شرح الخرشي 3/ 38.
(3)
المجموع 8/ 396.