الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني: غاز الأكسجين:
أولاً: الجانب الطِّبي:
الأكسجين: هو أحد الغازات الحيوية الموجودة في الهواء والذي نستنشقه يومياً وبدونه لن نستطيع أن نعيش، وهو أحد المكونات الأساسية في الهواء نسبته بحدود 21%، والباقي عبارة عن غاز النيتروجين وغازات أخرى مثل ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون وأشياء ضئيلة جداً.
والشخص الذي لا يحصل على الأكسجين يتعرض للوفاة خلال لحظات قليلة، كما أن الشخص الذي لا يحصل على كمية كافية من الأكسجين لا يستطيع أن يمارس حياته بشكل طبيعي، لأنّه سيشعر بضيق في النفس وعدم قدرة على العمل وبالتالي لابد من إعطائه الأكسجين (1).
غاز الأكسجين:
غاز الأكسجين -المادة الطِّبية- عبارة عن أكسجين يضغط بطريقة طبية معينة في اسطوانات ذات أحجام متعددة، وتُعطى على حسب احتياج المريض.
وعادة تكون كمية الأكسجين التي تعطى باللتر، فيُعطَى المريض على حسب احتياجه ما بين لتر إلى عشرة لترات كل دقيقة، فكلما كان مرضه أسوأ كلما كانت
(1) انظر: عرموش، هاني، دليل الأسرة الطبي، (دمشق: دار النفائس، الطبعة الثالثة، 1426 هـ - 2005 م)، ص 403. ود. الشاعر، عبد المجيد، أساسيات علم وظائف الأعضاء، (عَمان: دار المستقبل للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة 1413 هـ 1993 م) ص 81 وما بعدها.
نسبة احتياجاته للأكسجين أكثر.
حالة الغاز العلاجية:
غاز الأكسجين هو الغاز الذي نستنشقه أثناء التنفس ولا تضاف إليه أي مواد أخرى، حتى ما كان محفوظاً في الاسطوانات على شكل سائل فإنّه يتحول إلى غاز بمجرد خروجه من الأسطوانة (1).
ويستثنى من ذلك بعض الحالات التي يحتاج فيها المريض لكميات كبيرة تستمر لوقت طويل قد يؤدي إلى نوع من النشوفية في الأنف أو في الحلق، وبالتالي يؤدي إلى نوع من التجريح ففي هذه الحالة يُمرر غاز الأكسجين على ماء لترطيب الأكسجين. فيختلط الرذاذ مع الأكسجين ويذهب إلى الممرات والشعب الهوائية، ولا يصل شيء منها للبلعوم أو المعدة (2).
وغاز الأكسجين كما يُعطى للمرضى فأنّه يستخدمه رجال الإطفاء والغواصون ورجال الإنقاذ في بعض الحالات، وفي حالة انخفاض الضغط الجوي في الطائرات، ورجال الشرطة والجيش في بعض المهام.
(1) من حوار طبي أجريته مع الدكتور عمر سعيد العمودي، استشاري الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي بمدينة جدة: وعضو هيئة التدريس بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة: بتاريخ 12/ 6/2010 م.
(2)
انظر: عرموش، هاني، دليل الأسرة الطبي، مرجع سابق، ص (403). وموقع طبيب على شبكة الإنترنت www.6 abib.com ، تاريخ التصفح 12/ 3/2010 م.
ثانياً: الجانب الفقهي:
غاز الأكسجين له حالتان:
الحالة الأولى: وهو أن يعطى غاز الأكسجين للمريض مجرداً- وهي الحالة الغالبة والأكثر استخداماً- ففي هذه الحالة حكمه حكم استنشاق الهواء ولا أعلم أحداً من المتقدمين أو المعاصرين قال أنّه مُفَطِّر، وهذا ما قرره مجمع الفقه الإسلامي (1). وهي من المسائل البديهية المقررة، لولا الإشكال الحاصل عند بعض الناس بسبب تخزين الغاز بصورة سائلة، وهذا الإشكال ينفك ببيان أن مادة الأكسجين السائلة تعود لحالتها الغازية بمجرد مفارقتها للاسطوانة.
الحالة الثانية: وهي الحالة التي يُمرر بها غاز الأكسجين على الماء لتجنب حدوث تجريح لطول مدة تناول الأكسجين.
وهذه الحالة محل إشكال، والذي يظهر للباحث أنّها لم تكن محل دراسة من المجمع الفقهي أو أحد من المعاصرين، وذلك ربما كان لقلة حصولها إذ الغالب عدم تمرير الغاز على الماء.
وهذه الصورة تُكيَّف وتخرج على الصور التي ذكرناها في بخاخ الربو (2)؛ إذ الماء المصاحب للهواء يدخل بقصد، إلا أنّه يذهب للجهاز التنفسي مع الغاز
(1) انظر: قرارات مجمع الفقه الإسلامي حول المفطرات في مجال التداوي، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، العدد العاشر، ج 2، ص 454.
(2)
وقد تم ذكرها مع أدلتها ومناقشتها في بخاخ الربو مما يغني عن إعادتها هنا خشية الإطالة والتكرار.
لترطيب القصيبات الهوائية، ولا يعلق منه شي في البلعوم، لكونه يُستنشق مع الأكسجين إلى الرئة مباشرة. وفي هذه الحالة لا يفطر (1).
OOOOO
(1) هذا ما قرره الأطباء المختصون، من حوار أجريته مع الدكتور عمر سعيد العمودي، استشاري الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي بمدينة جدة: بمكتبه بالمستشفى الجامعي بتاريخ 12/ 6/2010 م