الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب السابع: قطرات العين، وملحقاتها:
الجانب الطبي:
تتكون كرة العين من ثلاث طبقات هي:
الصُلبة: وهي الطبقة الخارجية للعين، وتتكون من نسيج ضام قوي غير شفاف لحماية العين، وتلف معظم كرة العين إلا الجزء الأمامي الذي هو قرنية العين الشفافة.
المشيمية: وهي الطبقة التي تقع بين صُلبة العين وشبكية العين، والمشيمية تحتوي على شبكة غنية من الأوعية الدموية، ووظيفتها الأساسية هي دعم شبكية العين وتوفير الغذاء والأوكسجين لها.
الشبكية: هي الطبقة الداخلية للعين، وتغطي ثلثي كرة العين من الداخل الجزء الخلفي.
والشبكية هي الطبقة التي تحتوي على المُستقبلات الضوئية، والمسؤولة عن البصر.
ويتم حماية العين بواسطة الجفون والرموش والجهاز الدمعي (1).
والذي يعنينا في بحثنا هذا من العين هو الجهاز الدمعي، فما هو الجهاز الدمعي وما علاقته بالجهاز الهضمي؟
(1) انظر: د. الشاعر، عبد المجيد، أساسيات علم وظائف الأعضاء، مرجع سابق، ص 90 - 92.
الجهاز الدمعي:
يتكون الجهاز الدمعي من النقاط الدمعية، وعددها اثنتان في كل عين مرتبطة بالأجفان ومتصلة بالقنوات الدمعية التي بدورها تصب في كيس الدمع، ومن ثم في الأغشية الدمعية والأنفية التي تفرغ محتوى الدمع في تجويف الأنف عبر فتحتها في النُقرة الأنفية السُفلى (1).
وهذا يبين لنا علاقة القنوات الدمعية بالجهاز الهضمي حيث أنَّ هناك اتصال بالتجويف الأنفي الموصل إلى الحلق.
يقول د. حسان باشا: «تنفتح القناة الدمعية التي تخرج من جوف العين على الأنف، عبر فتحة فيه، وبالتالي فإن وضع قطرة في العين تصل إلى الأنف ومنه إلى البلعوم (2).
ويقول د. البار: «من المعلوم أن هناك قناة ما بين العين والأنف، فإذا وضع الإنسان قطرة في عينه فإنها تصل إلى الأنف، ومن الأنف قد تصل إلى البلعوم» (3).
(1) من حوار أجريته مع الدكتور أيمن الغزاوي، استشاري طب العيون وجراحتها بمستشفى الملك فهد التخصصي، بتاريخ 3/ 2/2010 م. في عيادته بالمستشفى التخصصي.
(2)
باشا، حسان شمسي، التداوي والمُفَطِّرات، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، ص 258.
(3)
البار، محمد، المُفَطِّرات في مجال التداوي، مجلة مجمع الفقهي، مرجع سابق، العدد العاشر، ج 2، ص 216.
3:22 صورة توضح علاقة القنيات الدمعية بالتجويف الأنفي
• المسألة الأولى: قطرات العين (Eye Drops)
طبيعة العلاج بالقطرات:
تتعرض العين لبعض الأمراض مثل جفاف العين، أو التهاب القزحية، أو التهاب الصُلبة وغيرها من الأمراض، فيحتاج المريض لعلاج القطرات (1).
ومن أشهر قطرات العين، تلك التي تحتوي على المضادات الحيوية، أو (الكورتيزون)، أو مضادات (الهيستامين)، أو قطرات العين التي تعالج الماء الأزرق (الغلوكوما) الناتج عن ارتفاع ضغط العين. أو لمعالجة التهابات العين، ونحو ذلك (2).
(1) انظر: هاني عرموش، دليل الأسرة الطبي، مرجع سابق، ص 362 - 363.
(2)
Doughty، M.J. 2001. Ocular pharmacology and therapeutics: a primary care guide. 40 - 60. Woburn.Butterworth–Heinemann.
وعند العلاج يستخدم ما مقداره قطرة واحدة من المحلول أي خمسون ميكرولتر يتبقى منها في العين من 7 - 10 ميكرولتر (1).
وهذه بدورها يُمتص جزء منها في قرنية العين وملتحمة العين، ويذهب الباقي من خلال الطرق الدمعية إلى جوف الأنف، وهي كمية يسيرة جداً (2).
ومتقرر طبياً أنَّ جوف العين لا يتسع لأكثر من قطرة واحدة فقط، وكل ما زاد عن ذلك تلفظه العين إلى الخارج، وأطباء العين يصفون وضع قطرة أو قطرتين في العين كل 4 - 6 ساعات مثلًا.
ولكي نتصور كمية هذه القطرة الواحدة لا بد أن نذكر بأن الميليليتر الواحد يحتوي على 15 قطرة، وأن ملعقة الشاي الصغيرة تحتوي على 5 ميليليتر من السائل، وعليه فإن القطرة الواحدة التي توضع في العين تبلغ جزءًا من 75 جزءًا مما تحتويه ملعقة الشاي الصغيرة من السائل، وهذه تعتبر كمية ضئيلة جدًّا (3).
(1) انظر: مقال للدكتور عبدالمطلب بهبهاني، استشاري أمراض وجراحة العيون، إرشادات حول كيفية إستخدام قطرات العيون، موقع طبيبك على شبكة الإنترنت،
http://www.your-doctor.net/Article.aspx?ParentCatId=27&Id=489
تاريخ التصفح، 4/ 7/2010 م
(2)
من حوار أجريته مع الدكتور أيمن الغزاوي، استشاري طب العيون وجراحتها بمستشفى الملك فهد التخصصي، والدكتور تحسين رجب، أخصائي طب العيون بمستشفى الملك فهد التخصصي.
(3)
انظر: باشا، حسان شمسي، التداوي والمُفَطِّرات، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، ص 258.
الجانب الفقهي:
التكييف الفقهي:
عند النظر في مسألة التقطير في العين، وما هو نظيرها في كلام الفقهاء المتقدمين من أصحاب المذاهب الأربعة، نجد أنَّ مسألة الاكتحال للصائم هي التي تناظرها وتتوافق مع التقطير في العين.
التخريج الفقهي:
إذا تبين لنا حكم الاكتحال للصائم عند المذاهب الأربعة استطعنا أن نعرف حكم التقطير في العين للصائم في ضوء كلام الأئمة المتقدين، فقد اختلف أصحاب المذاهب الأربعة فيها على قولين، فذهب الأحناف والشافعية إلى أنه غير مفسد للصوم، وذهب المالكية والحنابلة على أنه مفسد للصوم.
القول الأول: الأحناف والشافعية (1)(الكحل غير مفسد للصوم مطلقاً).
• الحنفية:
قال السرخسي: «والاكتحال لا يضر الصائم وإن وجد طعمه في حلقه
…
وإن وصل عين الكحل إلى باطنه فذلك من قِبَل المسام لا من قِبَل المسالك؛ إذ ليس من العين إلى الحلق مسلك، فهو نظير الصائم يشرع في الماء فيجد برودة الماء
(1) واختاره من الحنابلة شيخ الإسلام ابن تيمية. انظر: ابن تيمية، أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني، مجموع الفتاوى، مرجع سابق، ج 25، ص 233.
في كبده وذلك لا يضره» (1).
وقال الكاساني: «ولا بأس أن يكتحل الصائم بالإثمد وغيره، ولو فعل لا يفطره، وإن وجد طعمه في حلقه عند عامة العلماء
…
، لأنه ليس للعين منفذ إلى الجوف، وإن وجد في حلقه فهو أثره لا عينه» (2)
• الشافعية:
قال الشافعي: «لا بأس أن يكتحل الصائم» (3).
وقال النووي: «ويجوز أن يكتحل لما روي عن أنس أنه كان يكتحل وهو صائم ولأنَّ العين ليست بمنفذ، فلم يبطل الصوم بما يصل إليها» (4).
أدلتهم:
1 -
حديث عائشة ل قالت: «اكْتَحَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ صَائِمٌ» (5).
2 -
حديث أنس رضي الله عنه قال: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: اشْتَكَتْ عَيْنِي، أَفَأَكْتَحِلُ وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ» (6).
(1) السرخسي، محمد بن أحمد بن سهل، المبسوط، مرجع سابق، ج 3، ص 67.
(2)
الكاساني، علاء الدين أبوبكر، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، مرجع سابق، ج 2، ص 106.
(3)
الشافعي، محمد بن إدريس أبو عبد الله، الأم، مرجع سابق، ج 7، ص 145.
(4)
النووي، يحيى بن شرف الدين، المجموع شرح المهذب، مرجع سابق، ج 6، ص 361.
(5)
رواه ابن ماجه، كتاب الصيام، باب ماجاء في السواك والكحل للصائم، رقم:1687.
(6)
سبق تخريجه، ص (128).
3 -
أنَّ العين ليست منفذاً إلى الجوف، وأنَّ ما وصل إلى الحلق من الكحل فهو من قِبَلِ المسام لا من قِبَلِ المسالك (1).
المناقشة:
اعترض أصحاب القول الثاني (القائلون بأنَّه مفسد للصوم) بأنّ هذه الأحاديث لم تصح، وعززوا اعتراضهم بقول الترمذي:«لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في باب الكحل للصائم شيء» (2)، وأنّه على افتراض الصحة فيحمل على الاكتحال بما لا يصل إلى الجوف (3).
وأما القول بأن العين ليست منفذاً إلى الجوف، فقد اعترضوا عليه بأن هذا غير صحيح، فإنَّ العين منفذ إلى الجوف؛ لأنَّه يوجد طعم الكحل في الحلق فدل على أنها منفذ.
القول الثاني: المالكية والحنابلة (الكحل مفسد للصوم إذا وصل الحلق)
• المالكية:
قال المغربي: «ولا يكتحل ولا يصب في أذنه إلا أن يعلم أنَّه لا يصل إلى حلقه، فإن اكتحل بإثمد وصبر أو غيره، أو صب في أذنه دهناً لوجع به أو غيره فوصل ذلك إلى حلقه فليتمادَ في صومه، ولا يفطر بقية يومه، وعليه القضاء، ولا
(1) انظر: السرخسي، محمد بن أحمد بن سهل، المبسوط، مرجع سابق، ج 3، ص 67.
(2)
انظر: ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، التحقيق في أحاديث الخلاف، مرجع سابق، ج 2، ص 90.
(3)
ابن قدامة، عبد الله بن أحمد المقدسي، المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل، مرجع سابق، ج 3، ص 16.
يُكَفِّر إن كان في رمضان، فإن لم يصل إلى حلقه فلا شيء عليه» (1).
وقال الدسوقي: «الكحل نهاراً لا يفطر مطلقاً؛ بل إن تحقق وصوله للحلق أو شك فيه أفطر فإن تحقق عدم وصوله فلا يفطر» (2).
• الحنابلة:
قال ابن قدامة: «فأما الكحل، فما وجد طعمه في حلقه، أو علم وصوله إليه، فطَّره، وإلا لم يفطره» (3).
وقال ابن مفلح: «وإن اكتحل بكحل أو صبر أو قطور أو ذرور إثمد مطيب فعلم وصول شيء من ذلك إلى حلقه أفطر؛
…
لأنَّ العين منفذ، بخلاف المسام» (4).
أدلتهم:
- حديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم: أَمَرَ بِالْإِثْمِدِ الْمُرَوَّحِ عِنْدَ النَّوْمِ، وَقَالَ:«لِيَتَّقِهِ الصَّائِمُ» (5).
الترجيح بين القولين:
(1) المغربي، محمد بن عبد الرحمن، مواهب الجليل لشرح مختصر خليل، مرجع سابق، ج 2، ص 425.
(2)
الدسوقي، محمد عرفه، حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، مرجع سابق، ج 1، ص 524.
(3)
ابن قدامة، عبد الله بن أحمد المقدسي، المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل، مرجع سابق، ج 3، ص 16.
(4)
ابن مفلح، محمد المقدسي، الفروع وتصحيح الفروع، مرجع سابق، ج 3، ص 46.
(5)
سبق تخريجه، ص (125).
إذا تأملنا أدلة الفريقين نجد أنها ضعيفة؛ وعليه فلا عبرة باستدلالهم بالأحاديث، ويبقى قول القائلين بأن العين منفذ إلى الجوف هو الراجح الذي شهد له الطب المعاصر من حيث أنه منفذ، لا من حيث أثر الكحل على الصيام، فهذا ما لا يُسلَّم به، وإن وجد الطعم في حلقه؛ لأنَّ الطعم إنما هو في حلمات التذوق آخر اللسان؛ ولأنَّ القناة الدمعية الواصلة إلى الحلق لا تسع إلا لكمية ضئيلة جداً، وتمر بمجاري يتم الامتصاص فيها، ولا يصل إلى المعدة شيء مما يدخل منها قطعاً. فقول المالكية والحنابلة من حيث وجود منفذ إلى الحلق هو الراجح، لا من حيث فساد الصوم بالكحل.
حكم قطرات العين في ضوء آراء المذاهب:
بعد هذا الاستقراء لأقوال الأئمة في المذاهب الأربعة نجد أنَّ قطرات العين مُفَطِّرة ومفسدة للصوم على قول المالكية والحنابلة، وغير مفسدة على قول الأحناف والشافعية.
الراجح في حكم قطرات العين:
يرى الباحث في ضوء التقرير الطبي والتخريج الفقهي أن قطرات العين لا تُفَطِّر للأسباب التالية:
1.
أن كمية القطرات ضئيلة جداً، وأغلبها يخرج خارج العين وما يدخل القناة الدمعية جزء أقل مما يُعفى عنه من بقايا المضمضة، ذلك أن 1 مل فيه 15 قطرة، والقطرة أكبر جزء منها يذهب خارج العين.
2.
ما يبقى يتم امتصاص جزء منه في قرنية العين وملتحمة العين، ويذهب الباقي من خلال الطرق الدمعية إلى جوف الأنف، وهي كمية لا تكاد تُرى بالعين المجردة، وقطعاً لا يصل إلى المعدة منها شيء.
3.
ما يجده الشخص من طعم فذلك من حلمات التذوق في آخر اللسان، وليس التذوق في الحلق.
4.
القطرات ليست أكلاً ولا شربا، ً ولا في معنى الأكل والشرب، وما كان هذا شأنه فلا يفطر (1).
والقول بعدم تأثير قطرات العين على صحة الصوم هو ما ذهب مجمع الفقه الإسلامي في قراره حول المُفَطِّرات (2)، وقررته الندوة الطبية الفقهية (3)، وأكثر العلماء المعاصرين (4).
•
(1) انظر: المبحث الثاني: تحديد الجوف وضابطه عند الفقهاء والأطباء، المطلب الخامس: مناقشة تقرير الفقهاء للجوف، ص (125).
(2)
انظر: مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، العدد العشر، ج 2، ص 454، وأما اشتراطهم في القرار اجتناب ابتلاع ما يصل إلى الحلق فهو تحصيل حاصل فقد تبين عدم وصول شيء إلى الحلق.
(3)
انظر: قرارات الندوة الطبية الفقهية المنعقدة بالدار البيضاء في 8 - 11 صفرهـ 14 - 17 يونيو 1997 م، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، العدد العاشر، ج 2، ص 464.
(4)
انظر: العثيمين، محمد بن صالح، مجموع وفتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين، مرجع سابق، ج 19، ص 206.وابن باز، عبد العزيز بن عبد الله، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، مرجع سابق، ج 15، ص 261، والقرضاوي، يوسف، فتوى على موقعه على شبكة الإنترنت: www.qaradawi.net.
المسألة الثانية: العدسات اللاصقة:
الجانب الطبي:
ظهرت العدسات اللاصقة كبديل طبي للنظارات، وبدأت طريقها بالانتشار في مجال الزينة والتجميل كزينة للعين في حالة الرغبة في تغيير لونها حتى صار هذا هو الاستخدام الغالب، فما هي حقيقة هذه العدسات؟ وما أثر استخدامها على الصوم؟
العدسات نوع من البلاستيك الخاص المصنَّع طبيًّا بإشراف ومواصفات خاصة. ولها مزايا أكثر من استعمال النَّظارات، فالرؤية بها أفضل، ورؤية الصور يكون بحجمها الطبيعي تقريباً، وهي أخف حملاً من النَّظارة، ويستعملها البعض رغبة في التزين بها من حيث اختيار بعض الألوان، وهذا في حالة كون مرتديها يعاني من قصر النظر، أما لبسها من غير قصر النظر فيكون لأجل الزينة لا غير (1).
ومع أن العدسات ساعدت في رفع معاناة كثير من مستخدمي النظارات إلا أن سوء استخدامها يُشكِّل خطراً على العين، مثل: قرحة في القرنية والتهابات في أجزاء متعددة من العين. ومن هنا فإنه لا ينبغي استخدامها إلا باستشارة طبيب، مع المحافظة على نظافتها وفق التعليمات المعطاة، ويتم لبس العدسات إما مقروناً
(1) Steinemann، T.L.، Fletcher، M. & Bonny، A.E. 2005. Over-the-counter decorative contact lenses: Cosmetic or Medical Devices? A Case Series. Eye Contact Lens 31(5): 194 - 200
ببعض المحاليل المعقِمة والمطهِرة، أو بدون محاليل (1).
3:23 صورة تبين العدسات اللاصقة وطريقة تركيبها
الجانب الفقهي:
التكييف والتخريج الفقهي للعدسات اللاصقة أثناء الصوم
عند التأمل في حقيقة العدسات نجد أنها توضع على الجزء الخارجي من العين، وهي عبارة عن مادة صلبة، وقد أجمع الفقهاء على أنَّ وصول شيء إلى ظاهر العين غير مؤثر على الصوم؛ ولذا فإن القائلين بفساد الصوم بالاكتحال (2) عللوا ذلك بأنه يصل إلى الجوف.
(1) انظر: العدسات اللاصقة، موقع صحة على الإنترنت: http://www.se 77 ah.com/art 495
تاريخ التصفح، 19/ 10/2010 م. والكِنْدي، عبد الرزاق عبد الله، جمالك نظرة شرعية واقعية، من أبحاث مؤسسة الإسلام اليوم (القصيم، مؤسسة الإسلام اليوم،1424 هـ 2004 م) ص 25.
(2)
وهم المالكية والحنابلة.
وقال الدسوقي: «الكحل نهاراً لا يفطر مطلقاً؛ بل إن تحقق وصوله للحلق أو شك فيه أفطر فإن تحقق عدم وصوله فلا يفطر» (1).
وقال ابن قدامة: «فأما الكحل، فما وجد طعمه في حلقه، أو علم وصوله إليه، فطَّره، وإلا لم يفطره» (2).
وبهذا نعلم أنَّه في ضوء كلام الأئمة المتقدمين فإنَّ استخدام العدسات غير مُفَطِّر في حالة تم استخدامها من غير إضافة مواد عند لبسها.
حكم لبس العدسات للصائم:
من خلال التوصيف الطبي تبين لنا أنّ لبس العدسات له حالتان:
الأولى: أن يتم لبسها بدون إضافة أي محاليل إليها فهذا لا إشكال فيه إذ العين بالاتفاق من الظاهر، ووصول جسم جاف إليها لا يؤثر.
الثانية: أن يتم إضافة محلول للعدسة عند لبسها، فهذه يقال فيه ما قيل في قطرات العين من التكييف والتخريج على الاكتحال، فتكون مُفَطِّرة ومفسدة للصوم على قول المالكية والحنابلة (3)، وغير مفسدة على قول الأحناف
(1) الدسوقي، محمد عرفه، حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، مرجع سابق، ج 1، ص 524.
(2)
ابن قدامة، عبد الله بن أحمد المقدسي، المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل، مرجع سابق، ج 3، ص 16.
(3)
انظر: المغربي، محمد بن عبد الرحمن، مواهب الجليل لشرح مختصر خليل، مرجع سابق، ج 2، ص 425، وابن قدامة، عبد الله بن أحمد المقدسي، المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل، مرجع سابق، ج 3، ص 16.
والشافعية (1).
الراجح:
يرى الباحث أن لبس العدسات مصحوباً بمحلول لا يفسد الصوم، وذلك أن الكمية الداخلة يسيرة جداً فهي مثل قطرات العين، وقد سبق ذكر أسباب الترجيح في قطرات العين في المسألة السابقة، فأغنى عن الإعادة.
OOOOO
(1) انظر: السرخسي، محمدبن احمد بن سهل، المبسوط، مرجع سابق، ج 3، ص 67، النووي، يحيى بن شرف الدين، المجموع شرح المهذب، مرجع سابق، ج 6، ص 361.