المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الأول: ما يدخل عبر الجهاز التناسلي للمرأة: - المفطرات الطبية المعاصرة دراسة فقهية طبية مقارنة

[عبد الرزاق الكندي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌ توطئة:

- ‌ موضوع البحث وأهميته:

- ‌ مشكلة البحث:

- ‌ أسئلة البحث:

- ‌ أهداف البحث:

- ‌ أسباب اختيار الموضوع:

- ‌ ما ستضيفه هذه الدراسة:

- ‌ منهجية البحث:

- ‌ هيكل البحث:

- ‌الفصل الأولالتعريفات المنهجية، وأهمية دراسة نوازل الصيام، وضوابط الفتيا فيها، والعلاقة بين الفقه والطب

- ‌المبحث الأولالتعريفات المنهجية للمُفَطِّرات الطبية المعاصرة

- ‌المطلب الأول: تعريف الصوم:

- ‌المطلب الثاني: تعريف المُفَطِّرات:

- ‌المطلب الثالث: استخدام مصطلح المُفَطِّرات:

- ‌المطلب الرابع: تعريف الطب:

- ‌المطلب الخامس: تعريف المعاصرة:

- ‌المبحث الثانيأهمية دراسة النوازل في باب المُفَطِّرات

- ‌المطلب الأول: تعريف النوازل لغة واصطلاحاً:

- ‌المطلب الثاني: أهمية دراسة النوازل في باب المُفَطِّرات المعاصرة:

- ‌المبحث الثالثشروط الفتوى في النوازل، ومن له حق الإفتاء فيها

- ‌المبحث الرابعالعلاقة بين الفقه والطب

- ‌المطلب الأول: علاقة الفقه بالطب، ومكانة الطب في الشريعة الإسلامية:

- ‌المطلب الثاني: جهود العلماء المسلمين في مجال الطب:

- ‌المطلب الثالث: اعتماد بعض الأحكام الشرعية على التخصصات الطبية:

- ‌المبحث الخامسحكم التداوي

- ‌المطلب الأول: تعريف التداوي:

- ‌المطلب الثاني: حكم التداوي:

- ‌المطلب الثالث: حكم التداوي للصائم:

- ‌الفصل الثانيتقرير قواعد الفقهاء في باب المُفَطِّرات

- ‌المبحث الأولالمُفَطِّرات المجمع عليها والمختلف فيها

- ‌المطلب الأول: المُفَطِّرات المجمع عليها:

- ‌المطلب الثاني: المُفَطِّرات المختلف فيها:

- ‌المبحث الثانيالموسعون والمضيقون في باب المُفَطِّرات

- ‌المطلب الأول: مذهب الموسعين في المُفَطِّرات:

- ‌المطلب الثاني: مذهب المضيقين في المُفَطِّرات:

- ‌المبحث الثالثتحديد الجوف وضابطه عند الفقهاء والأطباء

- ‌المطلب الأول: تعريف الجوف في اللغة:

- ‌المطلب الثاني: الجوف في النصوص الشرعية:

- ‌المطلب الثالث: الجوف عند الفقهاء:

- ‌المطلب الرابع: الجوف عند الأطباء المعاصرين (1)

- ‌المطلب الخامس: مناقشة تقرير الفقهاء للجوف:

- ‌المبحث الرابعضابط المُفَطِّرات

- ‌الفصل الثالثالمُفَطِّرات الطبية المعاصرة

- ‌المبحث الأولما يدخل الجسم عبر منافذ الوجه

- ‌المطلب الأول: بخاخ الربو وملحقاته:

- ‌المطلب الثاني: غاز الأكسجين:

- ‌المطلب الثالث: غاز التخدير (Gas anesthesia)

- ‌المطلب الرابع: معجون الأسنان ومطهرات الفم ومعالِجاته:

- ‌المطلب الخامس: منظار المعدة:

- ‌المطلب السادس: قطرات الأنف وملحقاتها:

- ‌المطلب السابع: قطرات العين، وملحقاتها:

- ‌المطلب الثامن: قطرات الأذن وملحقاتها:

- ‌المطلب التاسع: الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان:

- ‌المبحث الثانيما يدخل الجسم عبر الجلد نفاذًا وامتصاصاً

- ‌المطلب الأول: الحقن العضلية والجلدية والوريدية

- ‌المطلب الثاني: حقْن الدم في الوريد:

- ‌المطلب الثالث: الغسيل الكلوي البريتوني (1) (Peritoneal dialysis)

- ‌المطلب الرابع: منظار البطن (LAPROSCOPE):

- ‌المطلب الخامس: القسطرة القلبية (Cardiac Catheterization):

- ‌المطلب السادس: الدهانات والمراهم واللصقات العلاجية والتجميلية

- ‌المبحث الثالثما يدخل الجسم عبر الجهاز التناسلي والشرج

- ‌المطلب الأول: ما يدخل عبر الجهاز التناسلي للمرأة:

- ‌المطلب الثاني: ما يدخل عبر الجهاز البولي

- ‌المطلب الثالث: ما يدخل عن طريق الشرج:

- ‌المبحث الرابعالخارج من البدن

- ‌المطلب الأول: الغسيل الكلوي الدموي (Hemo dialysis):

- ‌المطلب الثاني: التبرع بالدم:

- ‌المطلب الثالث: أخذ الدم للتحليل:

- ‌المطلب الرابع: شفط الدهون (Liposuction):

- ‌الخاتمة

- ‌النتائج والتوصيات

- ‌ التوصيات:

الفصل: ‌المطلب الأول: ما يدخل عبر الجهاز التناسلي للمرأة:

‌المطلب الأول: ما يدخل عبر الجهاز التناسلي للمرأة:

الجانب الطبي:

الجهاز التناسلي للمرأة:

لكي نستطيع بناء الحكم على تصور صحيح في المسائل المتعلقة بما يدخل إلى المهبل، والرحم، لابد أن نعرف التوصيف الطبي للجهاز التناسلي عند المرأة.

مكونات الجهاز التناسلي للمرأة:

يتكون الجهاز التناسلي للأنثى من أعضاء تناسلية ظاهرة وأخرى باطنة.

الأعضاء الظاهرة، وتشمل:

1.

فتحة الفرج، وتقع في الدهليز بين الشفرين الصغيرين.

2.

الشفران الصغيران والشفران الكبيران، ويقعان على حافتي فتحة الفرج.

3.

صماخ قناة مجرى البول، وتقع أمام فتحة الفرج.

الأعضاء الباطنة، وتشمل:

1.

المهبل: وهو شقّ ضيق يصل ما بين فتحة الفرج من أسفل وعنق الرحم من أعلى، ويغطي المهبلَ غشاءُ البكارة قبل الزواج ويتمزق بعد الجماع.

2.

المبيضان: ويوجد مبيض على كل جانب في الحوض الحقيقي للمرأة،

ص: 341

وفيهما تتكون البويضة.

3.

الرحم: ويقع في وسط الحوض، وفيه يتخلَّق الجنين ويستقر.

4.

قناتا الرحم (قناتا فالوب): واحدة من كل جانب، والقناة عبارة عن أنبوب يصل ما بين المبيض والرحم يبدأ طرفه الواسع من جهة المبيض، ويحتوي هذا الطرف على أهداب تساعد على حركة البويضة إلى داخل القناة، أما طرفه الضيق فيتصل بالرحم من جهته العليا (1).

العلاقة بين الرحم والجهاز الهضمي:

مما كان شائعاً في القديم وجود اتصال بين الجهاز التناسلي للمرأة وبين الجهاز الهضمي، مما حدا بالفقهاء المتقدمين أن يبنوا على ذلك أحكاماً معللين تلك الأحكام بما تصوروه من اتصال بين الجهازين، وقد بين الطب التشريحي الحديث عدم وجود أي اتصال بينهما (2).

يقول الدكتور حسان شمسي باشا (3): «أما الآن فليس هناك أدنى شك في

(1) انظر: د. عبد المجيد الشاعر، أساسيات علم وظائف الأعضاء، مرجع سابق، ص 369، وهاني عرموش، دليل الأسرة الطبي، مرجع سابق، ص 784، و. موقع طبيبك، http://www.tbeebk.com/sexual-health-clinic/757 - female-genital-sysytem.html، تاريخ التصفح 28/ 9/2010 م.

(2)

انظر: البار، محمد علي، المُفَطِّرات في مجال التداوي، مجلة مجمع الفقه، مرجع سابق، ج 10، ص 211، و 238.

(3)

الدكتور حسان شمسي باشا: رئيس قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد، واستشاري أمراض القلب، وعضو الهيئات الملكية للأطباء الداخلين في بريطانيا.

ص: 342

أنّ المهبل والرحم منفصلان كليًّا عن جهاز الهضم» (1).

3:41 صورة توضح تركيب الجهاز التناسلي للمرأة

الجانب الفقهي:

التكييف الفقهي:

من خلال التتبع لما يتم إجراؤه من علاجات، وفحص، وتشخيص للمهبل والرحم نجد أنّ لها صور متعددة، ولكن تكييفها الفقهي ينطبق عليه ما تحدث عنه الفقهاء المتقدمون حول ما يدخل عبر الفرج، وتأثيره على الصوم.

التخريج الفقهي:

يكاد أن يكون هناك اتفاق بين المذاهب أنَّ ما يصل إلى الفرج مفسد للصوم

(1) باشا، حسان شمسي، التداوي والمُفَطِّرات، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، ص 254.

ص: 343

على تفاوت في بعض الصور والشروط، فالحنفية يرون إدخال الإصبع أو العود في فرج المرأة مفسد للصوم إذا كان مبتلاً بماء أو دهن، وجمهور المالكية يرون أنَّ ما يصل إلى جوف الصائم عن طريق الفرج يفسد الصيام، ويوجب الكفارة، ولهم فيها شروط، وكذا الشافعية وجمهور الحنابلة عندهم أنّ ما وصل إلى جوف الصائم عن طريق الفرج من إصبع، ونحوه يبطل الصوم.

وذهب بعض المالكية، وبعض الحنابلة إلى أنَّ ما يصل فرج المرأة لا يفسد الصوم

وسوف نبين أقوالهم، وأدلتهم، وما اشترطوه وما استثنوه.

القول الأول: أن الصوم يفسد بما يصل إلى فرج المرأة:

وهو قول الحنفية، وجمهور المالكية، والشافعية، وجمهور الحنابلة.

• الحنفية:

قال ابن نجيم في حديثه عن المُفَطِّرات: «

أو أدخلت المرأة في فرجها هو المختار، إلّا إذا كانت الإصبع مبتلة بالماء أو الدهن فحينئذ يفسد؛ لوصول الماء أو الدهن، وقيل: إنّ المرأة إذا حشت الفرج الداخل فسد صومها» (1).

ويقول: «الإقطار في قُبُل المرأة يفسد الصوم بلا خلاف على الصحيح» (2).

(1) ابن نجيم، زين الدين، البحر الرائق شرح كنز الدقائق، مرجع سابق، ج 2، ص 300.

(2)

المرجع السابق، ص 301.

ص: 344

فهذا ابن نجيم بين لنا اشتراط الحنفية أن يكون الداخل مبتلاً.

ويقول فخر الدين عثمان الزيلعي: «لو أدخلت الصائمة إصبعها في فرجها أو دبرها لا يفسد على المختار، إلا أن تكون مبلولة بماء أو دهن

، واختلفوا في الإقطار في قُبُلِها، والصحيح الفطر» (1).

وتصريح الزيلعي أبلغ في بيان أن دخول غير المبلول إلى فرج المرأة لا يفسد الصوم.

• المالكية:

قال الدسوقي في حديثه عن المُفَطِّرات: «وحقنة من إحليل – أي لا تفطر -؛ لأنها لا تصل لمعدته، وأما من الدبر، أو فرج المرأة فتوجب القضاء إذا كانت بمائع لا بجامد» (2).

• الشافعية:

قال النووي: «لو أدخل الرجل إصبعه، أو غيرها دبره، أو أدخلت المرأة إصبعها، أو غيرها دبرها، أو قُبُلها، وبقي البعض خارجاً: بطل الصوم باتفاق أصحابنا» (3).

• الحنابلة:

قال البهوتي: «داخل فرجها في حكم الباطن، فيفسد صومها بإدخال غير

(1) الزيلعي، فخر الدين عثمان بن علي، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق، مرجع سابق، ج 1، ص 322.

(2)

الدسوقي، محمد عرفه، حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، مرجع سابق، ج 1، ص 524.

(3)

النووي، يحيى بن شرف الدين، المجموع شرح المهذب، مرجع سابق، ج 6، ص 322.

(1/ 360)

ص: 345

الفرج الأصلي كإصبعها، وإصبع غيرها» (1).

القول الثاني: (عدم فساد الصوم بما يصل إلى فرج المرأة):

وهذا قول بعض المالكية وبعض الحنابلة.

• بعض المالكية:

قال الدسوقي مبيناً اعتراض بعض علماء المالكية على أنّ الداخل إلى الفرج مفسد للصوم: «واعترضه المسناوي – أي القول بأن الداخل إلى الفرج مُفَطِّر- بأن فرج المرأة ليس متصلا بالجوف فلا يصل منه إليه شيء» (2).

ويقول الصاوي: «فرج المرأة، وفيه نظر بل هو كالإحليل» (3).

أي أنّ الواصل إليه غير معتبر.

• بعض الحنابلة:

قال الرحيباني: «ولا يفسد صوم إن دخل في قُبُل كإحليل، ولو كان القُبُل لأنثى غير ذكر أصلي كإصبع وعود،

لأن مسلك الذكر من الفرج في حكم الظاهر كالفم لوجوب غسل نجاسة» (4).

وذكر ابن مفلح الخلاف في باطن الفرج هل له حكم الظاهر أو الباطن في

(1) البهوتي، منصور بن يونس بن إدريس، كشاف القناع عن متن الإقناع، مرجع سابق، ج 2، ص 193.

(2)

الدسوقي، محمد عرفه، حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، مرجع سابق، ج 1، ص 533.

(3)

الصاوي، أحمد، بلغة السالك لأقرب المسالك، مرجع سابق، ج 1، ص 451.

(4)

الرحيباني، مصطفى السيوطي، مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى، مرجع سابق، ج 2، ص 193.

ص: 346

المذهب وقرر أنَّ جمهور الحنابلة على أنَّ له حكم الباطن، وبعضهم يرى أنه في حكم الظاهر، وعليه يتخرج الخلاف في فساد الصوم بما يصل إليه عند الحنابلة، حيث يقول:«إذا خرج ما احتشته ببلل: هل ينقض؟ قال في الرعاية: لا ، لأنه في حكم الظاهر. وقال أبو المعالي: إن ابتل ولم يخرج من مكانه فإن كان بين الشفرين نقض ، وإن كان داخلاً لم ينقض، ويخرج على ذلك أيضاً فساد الصوم بوصول إصبعها» (1).

الترجيح:

عند التأمل في قول الجمهور نرى أنهم لم يستندوا إلى دليل بقدر ما استندوا إلى تعليل كون الفرج متصلاً بالجوف، أو من الجوف، وقد ثبت بالتشريح الطبي ما لا يدع مجالاً للشك أنه لا علاقة بين الفرج والجهاز الهضمي، وأنَّ اعتبار الفرج من الجوف المؤثر على صحة الصوم ليس صحيحاً.

وعليه فإنَّ القول بعدم فساد الصوم بما يصل إلى الفرج هو الراجح للأسباب الآتية:

1.

أنّ القول الأول لا يعتمد على دليل.

2.

فرج المرأة لا علاقة له بالجوف المؤثر (الجهاز الهضمي).

3.

القول أنَّ الفرج جوف مؤثر بذاته لا يعتمد على دليل وقد سبق في ضابط

(1) ابن مفلح، محمد المقدسي، الفروع وتصحيح الفروع، مرجع سابق، ج 1، ص 95.

ص: 347

المُفَطِّرات أنّه لا يَفْسد الصوم إلا بما كان أكلاً أو شرباً أو في معناهما صورة أو حكماً، وليس ثمة شيء من ذلك في الداخل من الفرج.

4.

أنّه لا يمكن أن نفسد عبادة إلا بنص صريح أو تعليل صحيح، وليس شيء من ذلك في الداخل من الفرج.

أنواع الداخل عبر الجهاز التناسلي للمرأة:

عند التتبع والاستقراء في المراجع الطبية، ومن خلال زيارتي للمستشفيات المختصة ومقابلتي مع الأخصائيين والاستشاريين الطبيين، وجدت أن ما يدخل الجهاز التناسلي للمرأة أحد أمرين:

• أجهزة فحص وتنظير.

• أدوية ومراهم للعلاج والتنظيف.

وعلى ضوء هذا سنبين حكم ما يدخل إلى الجهاز التناسلي (1).

• المسألة الأولى: المنظار المهبلي والرحمي:

الجانب الطبي:

يتعرض الجهاز التناسلي للمرأة لعدة أمراض مما يستدعي معه ضرورة التشخيص والعلاج للجزء الداخلي (المهبل والرحم)، ومن تلك الأمور المنظار

(1) في جانب ما يتعلق بالداخل للجهاز التناسلي للمرأة زرت مستشفى الولادة والأطفال بمدينة بريدة، السعودية، وحاورت الدكتور مأمون توفيق رجب، أخصائي أمراض نساء وولادة في المستشفى، وقد اطلعني على هذه الأمور في عيادته في المستشفى، وانظر: موقع صحة الطبي

http://www.6 abib.com/a-838.htm .

ص: 348

المهبلي، وأصبع الفحص الطبي، أو استخدام مراهم وأدوية، أو إجراء عمليات تنظيف للمهبل أو الرحم (1).

عمل منظار المهبل والرحم:

هو عبارة عن منظار يتيح للطبيب المعالج النظر إلى داخل الرحم مباشرة عن طريق عنق الرحم بعد إدخال سائل أو غاز معّين داخل تجويف الرّحم لفتحه ولسهولة النظر، ويتّصل هذا الجهاز بمصدر ضوئي كما هو الحال بالمنظار البطني ليتيح النظر من خلاله.

ومن خلال عملية التنظير يستطيع الطبيب معرفة سبب النزيف والأورام الحميدة أو الخبيثة، حيث يتيح صورة مكبرة لهذه المنطقة، مما يسمح لأخصائي المناظير تمييز الأنسجة الطبيعية من غير الطبيعية بصرياً، وأخذ العينات الموجهة لإجراء فحوصات مرضية أخرى (2).

3:42 صورة تبين منظار المهبل والرحم

(1) من حوار أجريته مع الدكتور. مأمون توفيق رجب، أخصائي أمراض نساء وولادة في مستشفى الولادة والأطفال بمدينة بريدة، السعودية، في المستشفى المذكور. وانظر أيضاً البار، محمد علي، المُفَطِّرات في مجال التداوي، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، ج 10، ص 242.

(2)

انظر: موقع الدكتورنجيب ليوس، http://www.layyous.com/root%20 folder/tr.htm .

ص: 349

المسألة الثانية: أصبع الفحص الطبي:

قد يحتاج الطبيب لإجراء فحص يدوي للمهبل للتأكد من وجود بعض الأعراض المرضية، أو لإيصال العلاج إلى منطقة معينة داخل المهبل، ويستخدم الطبيب مادة دهنية مسهلة في الغالب (1).

حكم منظار المهبل والرحم، وأصبع الفحص الطبي في ضوء كلام الفقهاء المتقدمين:

إذا تأملنا المنظار المهبلي وحقيقته نجد أنه مُفَطِّر على رأي جمهور العلماء لأنه شيء يدخل إلى باطن الفرج، وقد سبق ذكر أقوالهم في التخريج الفقهي لما يدخل إلى باطن الرحم أنهم يرونه مفسداً للصوم. إلا أن يكون دخول المنظار بدون إضافة مواد دهنية مسهلة، فيكون غير مُفَطِّر على قول الحنفية، وقد سبق بيان اشتراطهم كون الداخل مبتلاً، وإلا لم يكن مفسداً للصوم.

أما على القول الثاني (بعض المالكية، وبعض الحنابلة) فإن إدخال أصبع الفحص الطبي غير مفسد للصوم؛ لأنَّ المهبل له حكم الظاهر، أما المنظار فإنه يكون مُفَطِّراً عندهم إذا دخل إلى الرحم، أما إذا لم يتجاوز المهبل فلا يفطر (2).

(1) أفادني به الدكتور مأمون توفيق رجب، أخصائي أمراض نساء وولاد في المستشفى في حواري معه المذكور سابقاً، وانظر: باشا، حسان شمسي، التداوي والمُفَطِّرات، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، ص 257.

(2)

في ختام مسائل ما يدخل عن طريق الفرج سيكون ترجيح الباحث؛ حيث إنّ صورتها واحدة.

ص: 350

المسألة الثالثة: الغسول المهبلي (1)(VAGINAL DOUCHE):

الجانب الطبي:

هو عبارة عن سائل مائي مزود بمطهرات يتم ضخه إلى عمق المهبل، ثم يخرج مرة أخرى للتخلص من الإفرازات المهبلية، أو لتنظيف بقايا الدم بعد الدورة الشهرية، ويستخدم بعد الجماع لمنع حدوث الحمل، أو للوقاية دون انتقال الأمراض الجنسية (2).

أنواع الغسول المهبلي:

هناك نوعان من الدش المهبلي:

الكرة المطاطية، والتي تحتوي بداخلها سائل مائي مزود بمطهرات تُضغط باليد ويندفع منها السائل خلال مخرج أنبوبي يتم إدخاله إلى المهبل.

الوعاء البلاستيكي: وهو عبارة عن كيس بلاستيكي، أو وعاء معدني يتصل به أنبوب يتم إدخاله إلى المهبل ليتم ضخ المادة المائية المطهرة (3).

(1) وهو مشهور باسم الدش المهبلي.

(2)

انظر: عرموش، هاني، دليل الأسرة الطبي، مرجع سابق، ص 802، وموقع صحة المراة، http://womenshealth.about.com/cs/azhealthtopics/a/vagdouching.htm.

(3)

انظر: النشرة الصحية العامة الامريكية AMERICAN JOUNRAL PUPLIC HEALTH، على شبكة الإنترنت http://ajph.aphapublications.org/، تاريخ التصفح 29/ 9/2010.ترجمة ماجاء في النشرة الطبية الأمريكية نقلاً عن د. أحمد محمد باذيب، أستاذ الباطنة والأورام المشارك بكلية الطب جامعة حضرموت، موقع الشفاء الإسلامي، http://forum.ashefaa.com/showthread.php?t=7699.

ص: 351

3:43 صورة تبين أنواع الغسول المهبلي

الجانب الفقهي:

سبق أنّ التكييف والتخريج الفقهي لهذه المسائل، هو ما تحدث عنه الفقهاء في مسألة ما يدخل إلى الفرج.

حكم الغسول المهبلي في ضوء كلام الفقهاء:

عند النظر في طبيعة الغسول المهبلي من الناحية الطبية نجد أنَّه ينطبق عليه ما ذكره الفقهاء من التقطير في الفرج، وقد تبين لنا موقف الفقهاء من هذه المسألة، فيكون حكم الغسول المهبلي مُفَطِّرًا على رأي جمهور العلماء؛ لأنَّه شيء يدخل إلى باطن الفرج.

وأما على القول الثاني (بعض المالكية، وبعض الحنابلة) فإن استخدام الغسول المهبلي غير مفسد للصوم؛ لأنَّ المهبل له حكم الظاهر عندهم.

ص: 352

المسألة الرابعة: التحاميل والمراهم:

الجانب الطبي:

يتعرض الجهاز التناسلي للمرأة لبعض الأمراض كالأخماج والتهاب المهبل والحكة الفرجية، ومن أهم العلاجات التي يتم استخدامها في المهبل لهذه الأمراض تحاميل ومراهم يتم إدخالها إلى عمق المهبل، ويتم امتصاصها في جدار المهبل (1).

الجانب الفقهي:

سبق التكييف والتخريج الفقهي لهذه المسائل، وهو ماتحدث عنه الفقهاء في مسألة مايدخل إلى الفرج.

حكم التحاميل والمراهم المهبلية في ضوء كلام الفقهاء المتقدمين:

عند النظر في طبيعة التحاميل والمراهم المهبلية من الناحية الطبية نجد أنه ينطبق عليها ما ذكره الفقهاء من التقطير في الفرج، وقد تبين لنا موقف الفقهاء من هذه المسألة، فيكون حكم استخدام التحاميل والمراهم المهبلية مفسداً للصوم على رأي جمهور العلماء؛ لأنه شيء يدخل إلى باطن الفرج.

وأما على القول الثاني (بعض المالكية، وبعض الحنابلة) فإنَّ استخدام

(1) انظر: عرموش، هاني، دليل الأسرة الطبي، مرجع سابق، ص 800 - 801، والبار، محمد علي، المُفَطِّرات في مجال التداوي، مجلة مجمع الفقه، مرجع سابق، ج 10، ص 242، وباشا، حسان شمسي، التداوي والمُفَطِّرات، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، ص 257.

ص: 353

التحاميل والمراهم المهبلية غير مفسد للصوم؛ لأنَّ المهبل له حكم الظاهر عندهم.

أقوال الفقهاء المعاصرين في حكم ما يدخل الجهاز التناسلي للأنثى:

اختلف الفقهاء المعاصرون في حكم ما يدخل إلى الجهاز التناسلي للمرأة، سواء المناظير أو التحاميل والمراهم.

القول الأول: أن مايدخل إلى باطن الفرج (المهبل) مفسد للصوم

وهو قول الشيخ حسنين مخلوف (1)، والشيخ وهبة الزحيلي (2)، والشيخ محمد جبر الألفي (3).

أدلتهم:

1.

عموم حديث: «الفطر مِمَّا دَخَل» (4).

2.

أن داخل الفرج له حكم الجوف، فما دخل فيه من جامد أو مائع مفسد للصوم (5).

3.

أن الإدخال إليه مناف لمقتضى الإمساك المطلوب في الصوم (6).

(1) انظر: برنامج فتاوى الأزهر، على موقع الأزهر على الإنترنت:

http://www.alazhr.com/adownload.htm، أحكام الصيام، رقم الموضوع 29.

(2)

انظر: مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، العدد العاشر، ج 2، ص 90 - 91.

(3)

انظر: الألفي، محمد جبر، مُفَطِّرات الصائم في ضوء المستجدات الطبية، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، العدد 10، ج 2، ص 90.

(4)

سبق تخريجه ص (131).

(5)

انظر: الألفي، محمد جبر، مُفَطِّرات الصائم في ضوء المستجدات الطبية، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، العدد العاشر، ج 2، ص 90.

(6)

انظر: مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، العدد العاشر، ج 2، ص 91.

ص: 354

القول الثاني: أن ما يدخل إلى باطن الفرج (المهبل) غير مفسد للصوم

وهو قول الشيخ محمود شلتوت (1)، والشيخ ابن باز مفتي السعودية السابق (2)، والشيخ العثيمين (3)، والشيخ يوسف القرضاوي (4)، وبه أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية (5)، وهو ما قرره مجمع الفقه الإسلامي في دورته حول المُفَطِّرات (6)، وما قررته الندوة الفقهية الطبية التابعة لمجمع الفقه الإسلامي (7).

الترجيح:

بعد الاستعراض الطبي لما يدخل إلى المهبل والرحم، وبيان الموقف الفقهي من ذلك يرى الباحث أنَّ ما يدخل إلى المهبل أو الرحم من أجهزة فحص وتنظير،

(1) انظر: شلتوت، محمود، الفتاوى، مرجع سابق، ص 136.

(2)

انظر: فتوى الشيخ على موقع دار الإفتاء السعودية

http://www.alifta.net/Fatawa/FatawaChapters.aspx?View=Page&PageID=112&PageNo=1&BookID=16، تاريخ التصفح 1/ 10/2010 م.

(3)

انظر: العثيمين، محمد بن صالح، مجموع وفتاوى ورسائل الشيخ محمد العثيمين، مرجع سابق، ص 204.

(4)

انظر: القرضاوي، يوسف بن عبد الله، فتاوى معاصرة، (الكويت: دار القلم، الطبعةالعاشرة، 1424 هـ ـ 2003 م) ج 1، ص 305.

(5)

انظر: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، مرجع سابق، ج 10، ص 174.

(6)

انظر: قرارات مجمع الفقه الإسلامي حول المُفَطِّرات المعاصرة، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، العدد العاشر، ج 2، ص 454.

(7)

انظر: قرارات الندوة الطبية الفقهية المنعقدة بالدار البيضاء في 8 - 11 صفرهـ 14 - 17 يونيو 1997 م، مجلة مجمع الفقه الإسلامي، مرجع سابق، العدد العاشر، ج 2، ص 464.

ص: 355

أو أدوية ومراهم للعلاج والتنظيف. كل ذلك لا يُفَطِّر ولا يفسد الصوم، وذلك للأسباب الآتية:

1 -

أنّ القائلين بفساد الصوم بما يدخل إلى الفرج اعتمدوا على دليل وتعليل.

أ-أما الدليل وهو حديث «الفطر مما دخل» فقد سبق بيان ضعفه.

وأنَّ أئمة الحديث قد نصوا على تضعيفه منهم الزيلعي في نصب الراية (1)، وقال الهيثمي:«رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه» (2)، وقال القاري:«ولجهالة المولاة-أحد رواة الحديث- لم يثبته بعض أهل العلم» (3).

وعلى فرضية صحة الحديث فإن قصة الحديث وسياقه تبين لنا المراد من النص، وهو أن المقصود به هو الداخل المعتاد من الفم (4).

ب- وأما التعليل بأنَّ ما يدخل إلى الفرج يصل إلى الجوف فقد بين الطب الحديث عدم وجود أي صلة بين المهبل والرحم وبين الجهاز الهضمي (5)؛ وعليه

(1) الزيلعي، عبد الله بن يوسف، نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية، مرجع سابق ج 2، ص 453.

(2)

الهيثمي، علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، مرجع سابق، ج 3، ص 167.

(3)

القاري، علي بن سلطان محمد، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، تحقيق: جمال عيتاني، (لبنان، بيروت: دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1422 هـ - 2001 م) ج 4، ص 437.

(4)

سبق تفصيل الرد في ذلك في في الفصل الأول، المطلب الخامس: مناقشة تقرير الفقهاء للجوف، فاكتفيت بالإجمال، واستغنيت عن التفصيل بالإحالة إليه.

(5)

تم بيان ذلك في الجانب الطبي لهذه المسألة.

ص: 356

فإنَّ القول بعدم فساد الصوم بذلك أسعد بالدليل والتعليل.

2 -

القول بأن الفرج جوف مؤثر بذاته لا يعتمد على دليل صحيح صريح.

3 -

سبق في ضابط المُفَطِّرات (1) أنّه لا يفسد الصوم إلا بما كان أكلاً أو شرباً أو في معناهما صورة أو حكماً، وليس ثمة شيء من ذلك في الداخل من الفرج.

4 -

أنّه لا يمكن أن نفسد عبادة إلا بنص صريح أو تعليل صحيح، وليس شيء من ذلك في الداخل من الفرج.

OOOOO

(1) انظر: الفصل الثاني، المبحث الرابع، ضابط المفطرات ص (135).

ص: 357