الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الرابع: شفط الدهون (Liposuction):
الجانب الطبي:
شفط الدهون: هي عملية تندرج تحت العمليات الجراحية التجميلية، والتي تفيد في إصلاح الشكل العام للجسم، ومعالجة البروز في أي مكان بجسم الإنسان، ويتم شفط الدهون بموجب الضغط السلبي عن طريق جهاز شفط الدهون الذي يعمل بالكهرباء، وحديثاً تم توظيف الترددات الصوتية العالية في جهاز شفط الدهون لتساعد على إذابة الدهون بموجب الطاقة الناجمة عن هذه الترددات العالية، ويتم فقدان حوالي 10 سم 3 من الدم مع كل لتر دهن يتم شفطه.
ويشعر المريض بعد شفط الدهون وكأنَّه بذل مجهود عضلي كبير مثل الجري لمسافة طويلة، وسرعان ما يتلاشى هذا الشعور خلال أيام قليلة (1).
دواعي استخدام شفط الدهون:
1 -
إصلاح البروز بالجسم سواء أكان شفطاً منفرداً أو مع استئصال جراحي.
2 -
علاج مناطق العَرَق النشطة.
(1) من حوار مع الدكتور مجدي كامل عبد الجليل، أخصائي جراحة التجميل بمستشفى بريدة المركزي، مدينة بريدة، السعودية. بتاريخ 6/ 2/2010 م.
3 -
تقليل نسبة الإصابة بالذبحة الصدرية عند الرجال بشفط دهون البطن.
4 -
استعمال الدهون المشفوطة في حقن الوجه واليدين لاستعادة الشباب (1).
كيف تتم عملية شفط الدهون:
تجرى عملية شفط الدهون، -والتي تستغرق من ساعة إلى ثلاث ساعات- في العيادات الخارجية عادة تحت مخدر موضعي، أو كلي إذا كانت منطقة العلاج كبيرة، أو كان الشخص أو الجراح يفضل ذلك.
ويبدأ الجرَّاح بتخدير عام للمنطقة التي ستعالج فوق الجلد، ويصنع شق صغير ثم يغرس فيه أنبوب رفيع أجوف ذو طرف ثلم، وبه ثقوب صغيرة حول محيطه، ثم يتم تحريكه جيئة وذهاباً، وهذا يفكك خلايا الشحم من مواقعها حتى يمكن شفطها من خلال أداة الشفط، وترسيبها في قنينة تجميع.
ويكرر الجراح هذه العملية إلى أن يزال مقدار من الدهون يختفي معه بروز المناطق الشحمية. وعندما تكتمل العملية، تصنع غرز لإغلاق الفتحة الجراحية ثم تضمد المنطقة بالرباط.
وبسبب فَقْد بعض السوائل بجانب الشحوم أثناء تلك العملية، فقد تُعطى سوائل عن طريق الوريد أثناء العلاج؛ بل قد يصل الأمر إلى أن تحتاج إلى نقل
(1) المرجع السابق.
دم (1).
3:55 صورة تبين كيفية عملية الشفط
الجانب الفقهي:
التكييف والتخريج الفقهي:
من خلال التصور الطبي لعملية شفط الدهون نجد أنها عبارة عن غرز آلة طبية تقوم باستخراج الدهون المتراكمة من الجسم، فمن حيث الصورة الظاهرة في
(1) انظر: عملية شفط الدهون، موقع طبيب على الإنترنت، http://www.6 abib.com/a-921.htm، تاريخ التصفح:14/ 10/2010 م
الإخراج فهي تشبه الحجامة إلا أن تكييفها على الحجامة يُشكل عليه أن الحقيقة مختلفة بينهما حيث أن الحجامة سحب للدم الذي هو عماد قوام الحياة والغذاء، بينما عملية شفط الدهون شفط لما هو فائض عن حاجة الجسم، كما أنّ الحجامة لم يرد فيها علة صريحة، فقياس كل شفط من البدن على الحجامة محل إشكال.
ولم أجد أحداً من الفقهاء المعاصرين، أو المجامع أو الندوات الفقهية (1) من تحدث عن حكم عملية شفط الدهون أثناء الصوم رغم تتبعي الدقيق.
الراجح في حكم شفط الدهون:
من خلال التأصيل لضابط المُفَطِّرات، والتصور الطبي لطبيعة عملية شفط الدهون فإنه يظهر للباحث أنها لا تؤثر على صحة الصوم، ما لم تصاحبها عملية تزويد بالمغذيات، فحينئذ يكون فساد الصوم بسبب المغذي، لا بسبب شفط الدهون، وأسباب القول بعدم إفسادها للصوم الأسباب الآتية:
1.
أنّ ضابط المُفَطِّرات ما كان أكلاً أو شرباً، أو في معناهما، وشفط الدهون ليس من ذلك في شيء.
2.
أنّه إذا رجحنا في الحجامة عدم إفسادها للصوم مع أنه سحب لما يتقوى به البدن، فإن شفط الدهون لا يفسد الصوم من باب أولى.
3.
(1) هذا من حيث الحكم على تأثير العملية على صحة الصوم، أما من حيث حكم شفط الدهون فقد تحدثوا عنه بأدلة مبسوطة في مظانها، ولكنه ليس محل هذا البحث.
أنّه لا يمكن أن نفسد عبادة متيقنة إلا بدليل صريح، أو تعليل صحيح، وليس ثمة شيء منهما في هذه المسألة.
وبهذه المسألة يختم الباحث بحثه سائلاً الله الرشد والتوفيق والسداد فيما اجتهد فيه من مسائل هذا البحث
والله تعالى أعلم وأحكم