الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زماننا في المساجد من البدع كرفع الصوت بقراءة قرآن أو ذكر لأنه يشوّش على المتعبدين وكالتبليغ لغير حاجة إليه وكأن يكون إمام الصلاة لابسا للحرير أو الذهب أو غير مؤدّ للصلاة على الهيئة التى كان عليها النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم والخلفاء الراشدون من بعده (إلى) غير ذلك من المخالفات التى ذكرها يطول. يدل لذلك ما يأتى للمصنف في باب في التثويب عن مجاهد "ابن جبر" قال كنت مع "عبد الله" بن عمر "بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُما" فثوّب رجل "أى قال الصلاة خير من النوم" في الظهر أو العصر فقال ابن عمر "لمجاهد" اخرج بنا فإن هذه بدعة
(فقه الحديث) دلّ الحديث على أن الخروج من المسجد بعد الأذان ممتنع وتقدّم بيانه (من أخرج الحديث أيضا) أخرجه مسلم والترمذى والنسائى وابن ماجه ورواه أحمد بزيادة قال أبو هريرة أمرنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال إذا كنتم في المسجد فنودى بالصلاة فلا يخرج أحدكم حتى يصلى
(باب في المؤذن ينتظر الإمام)
أى لا يقيم الصلاة حتى يجئ الإمام قال الترمذى قال بعض أهل العلم إن المؤذن أملك بالأذان والإمام أملك بالإقامة
(ص) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثَنَا شَبَابَةُ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ:«كَانَ بِلَالٌ يُؤَذِّنُ، ثُمَّ يُمْهِلُ فَإِذَا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ قَدْ خَرَجَ أَقَامَ الصَّلَاةَ»
(ش)(رجال الحديث)
(قوله شبابة) قيل اسمه مروان وغلب عليه شبابة بن سوّار الفزارى مولاهم المدائني أبو عمرو. روى عن ابن أبى ذئب ويونس بن أبى إسحاق وشعبة والليث ابن سعد وغيرهم. وعنه أحمد وإسحاق بن راهويه وابن معين وابن المديني والحسن بن على الخلال وكثيرون. قال ابن معين صدوق وقال ابن سعد كان ثقة صالح الأمر في الحديث وكان مرجئا وقال أبو حاتم صدوق يكتب حديثه ولا يحتج به وقال أحمد تركته لم أكتب عنه للإرجاء. قيل مات سنة ست وخمسين ومائتين. روى له الجماعة. و (إسرائيل) بن يونس. و (سماك) بن حرب
(معنى الحديث)
(قوله كان بلال يؤذن الخ) أى للصلاة عند دخول وقتها ثم يمهل أى يؤخر الإقامة حتى يخرج النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. وفى رواية مسلم فلا يقيم حتى يخرج
النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم
(قوله فإذا رأى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الخ) أى إذا رأى بلال النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم خرج من الحجرة أقام الصلاة وفي رواية مسلم فإذا خرج أقام الصلاة حين يراه "ولا منافاة" بين هذه الروايات وبين ما رواه البيهقى من طريق موسى بن عقبة عن سالم أبى النضر أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يخرج بعد النداء إلى المسجد فإذا رأى أهل المسجد قليلا جلس حتى يجتمعوا ثم يصلى "لأنه" كان يفعل ذلك في بعض الأحيان (وفى الحديث دلالة) على مشروعية الفصل بين الأذان والإقامة لما في عدم الفصل من تفويت صلاة الجماعة على كثير من المريدين لها ولا سيما إذا كانت سكنه بعيدا عن مسجد الجماعة فالتراخى بالإقامة نوع من المعاونة على البرّ والتقوى (وقد جاء بيان) مقدار الفصل في رواية للترمذى والحاكم عن جابر أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال لبلال اجعل بين أذانك وإقامتك قدر ما يفرغ الآكل من أكله والشارب من شربه والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجته قال الحافظ في الفتح إسناده ضعيف وله شاهد من حديث أبى هريرة ومن حديث سلمان أخرجهما أبو الشيخ ومن حديث أبى بن كعب أخرجه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند وكلها واهية وقال ابن بطال لا حدّ لذلك غير تمكن دخول الوقت واجتماع المصلين اهـ
(فقه الحديث) دلّ الحديث على مشروعية الفصل بين الأذان والإقامة وهذا في كل الصلوات إلا في المغرب ففيها خلاف يأتى بيانه، وعلى أن غير الراتبة تصلى في البيت فإنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان إذا خرج من البيت أقام بلال الصلاة وهو يدلّ على أنه لم يخرج إلا بعد أن يصلى النافلة
(من أخرج الحديث أيضا) أخرجه مسلم والترمذى والحاكم وأخرجه البيهقى بنحوه
(في باب في التثويب)
وفي نسخة باب ما جاء في التثويب. وفي أخرى باب التثويب في الظهر. وتقدم أن التثويب في الأصل أن يجئ الرجل مستصرخا فيلوح بثوبه ليرى ويشتهر ثم استعمل في الإعلام برفع الصوت
(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْقَتَّاتُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عبد الله ابْنِ عُمَرَ فَثَوَّبَ رَجُلٌ فِي الظُّهْرِ أَوِ الْعَصْرِ، فَقَالَ:«اخْرُجْ بِنَا فَإِنَّ هَذِهِ بِدْعَةٌ»
(ش)(رجال الأثر)
(قوله سفيان) الثورى. و (أبو يحيى) اسمه زاذان وقيل اسمه دينار الكوفي الكناني. روى عن مجاهد بن جبر وعطاء بن أبى رباح وحبيب بن
أبي ثابت. وعنه الأعمش وأبو بكر بن عياش والثورى وغيرهم. قال أحمد روى عنه إسرائيل أحاديث كثيرة مناكير وقال ابن معين في حديثه ضعف وقال ابن عدى في حديثه بعض ما فيه إلا أنه يكتب حديثه وقال ابن حبان فحش خطؤه وكثر وهمه حتى سلك غير مسلك العدول في الروايات وقال النسائى ليس بالقوى. روى له مسلم وأبو داود والترمذى وابن ماجه والبخارى في الأدب المفرد. و (القتات) نسبة إلى بيع القتّ وهو الرطب من علف الدوابّ
(معنى الأثر)
(قوله فثوّب رجل في الظهر أو العصر) شك من الراوى أى قال الصلاة خير من النوم. ويحتمل أن المراد بالتثويب قول حيّ على الصلاة حىّ على الفلاح بين الأذان والإقامة لأن علماء الكوفة أحدثوها بين الأذان والإقامة للفجر. ويحتمل كما قال العينى أنه خرج إلى باب المسجد ونادى الصلاة رحمكم الله
(قوله فقال اخرج بنا فإن هذه بدعة) أنكرها ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُما مع كونها مشروعة لأن المؤذن أتى بها في غير موضعها الذى شرعت فيه وهو أذان الفجر كما أنكرها عمر رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُعلى بلال حينما أتاه في بيته يؤذنه بالصبح فوجده نائما فقال له الصلاة خير من النوم فأنكر عليه جعلها في غير أذان الصبح. وكما أنكر عمر رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُأيضا التثويب بين الأذان والإقامة حينما أتاه أبو محذورة وقد أذن فقال الصلاة يا أمير الؤمنين حيّ على الصلاة حىّ على الفلاح فقال له عمر ويحك يا مجنون أما كان في دعائك الذى دعوتنا ما نأتيك. وكما أنكرها علىّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لما رأى مؤذنا ثوب في العشاء فقال أخرجوا هذا المبتدع من المسجد (وقصد) ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُما بخروجه من المسجد زجر المبتدع عن الحدث في الدين والتنفير من البدع وأنه يطلب البعد عن المكان الذى حدثت فيه بدعة كما وقع له لما كان مارّا في طريق البصرة فسمع المؤذن فدخل المسجد يصلي فيه الفرض فركع فبينما هو في أثناء الركوع وإذا بالمؤذن قد وقف على باب المسجد وقال حضرت الصلاة رحمكم الله ففرغ من ركوعه وأخذ نعليه وخرج وقال والله لا أصلى في مسجد فيه بدعة. والبدعة الشئ الذى لم يكن في زمان النبى صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. ويقال هي كل ما خالفت أصول الشريعة ولم يوافق السنة. وفي المصباح البدعة ما أحدث على غير مثال سابق يقال ابتدعت الشئ وابتدعته استخرجته وأحدثته ومنه قيل للحالة المخالفة بدعة وهي اسم من الابتداع ثم غلب استعمالها فيما هو نقص في الدين أو زيادة اهـ
(وقد جاء) في السنة الغراء ذمّ البدعة وأهلها "فقد روى" أبو حاتم الخزاعى في جزئه عن أبى أمامة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ مرفوعا أصحاب البدع كلاب النار "وروى" البخارى عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُا مرفوعا من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ. وفي رواية لمسلم من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو ردّ. وروى الديلمى عن أبى هريرة عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال يجئ قوم يميتون السنة ويوغلون "يبتدعون" في الدين فعلى أولئك لعنة الله ولعنة اللاعنين