الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حرف العين]
394-
عَبْد الجليل بْن موسى [1] بْن عَبْد الجليل القصريّ [2] .
الإِمام القُدوة شيخ الإسلام أَبُو مُحَمَّد الأنصاريّ، الأوسيّ، الأندلسيّ، القُرطُبيّ.
وشُهِرَ بالقصريّ لنزوله قصَر عَبْد الكريم، وهو قصر كُتامة.
حمل «الموطّأ» عَنْ أَبِي الحَسَن بْن حُنَيْن الكِنانِيّ محدّث فاس. وصَحِبَ الشيخ أبا الحَسَن بْن غالب الزّاهد بالقصر ولازمه.
وكان رأسا في العلم والعمل، منقطعَ القرين، فارغا عَنِ الدّنيا. صَنَّف «التّفسير» وشَرَحَ الأسماء الحُسْنى. وله كتاب «شُعَب الإِيمان» وكلامه في العرفان بديع مُقَيَّدٌ بظواهر الأثر.
ذكره ابنُ الزّبير، فبالغ في وصفه، وقال: كلامه في طريقة التّصوّف، سهلٌ محرَّر، مضبوطٌ بظاهر الكتاب والسُّنَّة. وله مشاركةٌ في علومٍ شَتَّى، وتصرُّفٌ في العربية. ختم به بالمغرب التّصوّف عَلَى الطّريقةِ الواضحة، ورُزقَ من عَلِيِّ الصّيتِ والذِّكْرِ الجميل ما لم يُرزق كبيرُ أحَدٍ من النّاس. مات بسبتةَ في سنة ثمان وستمائة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الأزْديّ، وأَبُو الحسن الغافقيّ، وغيرهما.
[1] انظر عن (عبد الجليل بن موسى) في: تكملة الصلة لابن الأبار 654 (3/ ورقة 42 من نسخة الأزهر) ، وسير أعلام النبلاء 21/ 420، 421 رقم 215 ولم يؤرّخ هنا لوفاته، و 22/ 11، 12 رقم 5 وأرّخ وفاته هنا، والوافي بالوفيات 18/ 51 رقم 49، وطبقات المفسرين للسيوطي 16، وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 159، ونيل الابتهاج للتنبكتي 184، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 245 رقم 250.
[2]
أورد المؤلّف الذهبي- رحمه الله ترجمة له في وفيات سنة 601 وهي السنة التي أجاز فيها عبد الجليل بن موسى لأبي موسى لأبي محمد بن حوط الله، فاعتبر أنه بقي إلى تلك السنة، وهكذا فعل في (سير أعلام النبلاء 21/ 420، 421) ، وحين وقف على تاريخ وفاته، أعاده ثانية هنا، وكتب بجانب ترجمته الأولى:«يحوّل» ثم أضاف إلى آخر الترجمة: «مات سنة ثمان» .
395-
عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله [1] .
أَبُو القَاسِم الروميّ، عتيق أَحْمَد بْن عُمَر بْن باقا.
قرأ القرآن عَلَى أَبِي الكَرَم الشّهرُزوريّ. وسَمِعَ من: أَبِي الوقت السِّجْزِيّ، وأحمد بْن المقرّب، وأبي طاهر السِّلَفيّ، وجماعة.
وحَدَّثَ بمصر والثّغر. وكان شيخا صالحا حَدَّثَ «بصحيح البخاريّ» قبل موته، روى عَنْهُ «الصّحيح» الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ [2] .
وروى عَنْهُ: جَعْفَر بْن عليّ القمّوديّ الإِسكندريّ، والحسن بْن موسى بْن فَيّاض المالكي، وسيف بْن سَند الضّرير، وجماعة من شيوخ شيخنا الدّمياطيّ.
وكان تاجرا سَفَّارًا، حكى ابن مَسْدي عَنِ الأسعد بْن مقرّب، قَالَ:
خرجت في جماعةٍ نتفرّج، فرأينا قافلة، فنظرت إِلى شيخٍ حَسَن الشَّيبة والبزَّة، فقلت: ما أحسنَ هذا الشيخَ لو كَانَ عنده سماع، فَقَالَ: وما يدريك إذ يكون عنده، فَقَالَ ابن مقرّب لَهُ: ممّن؟ قَالَ: من أَبِي الوقت، ومعي بعضُ ذَلِكَ.
فتركتُ الفُرجة، ورجعتُ في خدمته إِلى البلد- يعني الإسكندرية.
وتُوُفّي في الحادي والعشرين من ذي القعدة.
396-
عَبْد الرشيد بْن مُحَمَّد [3] بْن عليّ.
أَبُو مُحَمَّد المَيْبُذِيّ.
محدّث سَمِعَ الكثيرَ بأصبهان، وصَحِبَ أبا موسى المدينيّ، وأكثر عنه.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: التقييد لابن نقطة 344 رقم 424، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 119، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 234 رقم 1215، والعبر 5/ 28، وحسن المحاضرة 1/ 176، وشذرات الذهب 5/ 33، 34.
[2]
وقال المنذري: قرأت عليه جميع صحيح البخاري في مدة قريبة، وكان شيخا صالحا.
(التكملة) .
[3]
انظر عن (عبد الرشيد بن محمد) في: معجم البلدان 5/ 240، وتاريخ ابن الدبيثي باريس 5922) . ورقة 181، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 236، 237 رقم 1221، وسيعاد في السنة التالية برقم 453.
وقَدِمَ بغداد، فَسَمِعَ من ابن بَوْش، وابن كليب وطائفة، وحدّث عن أَبِي العَبَّاس التُّرك.
ومْيبّذ: بُليدة قريبة من يزد بنواحي أصبهان.
397-
عَبْدُ السّلام بْن شعيب [1] بْن طاهر.
أَبُو القَاسِم الهَمَذَانيّ، الوطيسيّ.
من بقايا الشيوخ بِهَمَذَانَ. سَمِعَ من: أَبِي بَكْر بن هبة اللَّه بْن الفَرَج ابن أخت الطويل، ونصر بْن المظفّر، وشهردار بْن شيرُوَيه، وجماعة، ورحل إِلى أصبهان، وسَمِعَ بها، وحَدَّثَ.
والوَطيسُ: التَّنُّور.
أجاز للفخر عليّ، وغيره [2] .
وتُوُفّي في أواخر شعبان.
398-
عَبْدُ الصّمد بْن أَبِي الفتح سُلطان [3] بْن أَحْمَد بْن الفَرَج الْجُذاميّ الصّويتيّ، النّحْويّ، الطّبيب.
معتمد الدّين أَبُو مُحَمَّد بْن قراقيش.
ولد سنة أربعين وخمسمائة.
وقرأ القرآن عَلَى الشريف الخطيب أَبِي الفُتوح، وقرأ العربية على سناء
[1] انظر عن (عبد السلام بن شعيب) في: التقييد لابن نقطة 354 رقم 444، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 230 رقم 1207.
[2]
وقال ابن نقطة: وكان شيخا صالحا ثقة، يكتب طباق السماع في الأجزاء على البرمكي قبل الخمسين وخمسمائة، وسماعه من أبي بكر ابن أخت الطويل في سنن أبي داود في سنة ثمان وسنة تسع وثلاثين وخمسمائة
…
سمعت منه سنن أبي داود وغير ذلك بهمذان. (التقييد) .
[3]
انظر عن (عبد الصمد بن سلطان) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 225، 226 رقم 1196، ومعرفة القراء الكبار 2/ 597، 598 رقم 556، والوافي بالوفيات 18/ 445 رقم 468، وغاية النهاية 1/ 388 رقم 1657، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 186، وحسن المحاضرة 1/ 498، وبغية الوعاة 2/ 96.
المُلك أسعد بْن عليّ الحسينيّ، الجوَّانيّ. وكان إماما بارعا في العربية والطّبّ، وكان مِن أعيان الأطبّاء.
399-
عَبْد المؤمن بْن مُحَمَّد [1] بْن أَبِي مَنْصُور الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد، القاضي أَبُو الفضل المدائنيّ، قاضي المدائن.
وَلِيَ القضاءَ بعد أخيه عَبْد الحميد [2] ، وكان أبوهما قاضي المدائن أيضا.
مات في المحرّم.
400-
عبدُ الواحد بْن عَبْد الوهّاب [3] بْن عَلِيّ بْن عَلِيّ ابن سكينة.
ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ من ابن البَطّيّ، وأبي زُرْعَة، وجماعة.
وسافر الكثيرَ، ودخل إِلى مصر، والشّام، وتُوُفّي بجزيرة قيس [4] .
قَالَ أَبُو شامة [5] : هُوَ معينُ الدّين ابن سُكينة. سافر إِلى الشام في أيام المَلِك الأفضل، فَبَسَطَ لسانَه في الدّولة العباسية، فأرسلوا إِلَيْهِ مَنْ يقتلُه، فوثبَ عَلَيْهِ مَن يقتله غيرَ مرَّة بدمشق ويَسْلَمُ. ثُمَّ كتب إِلى الخليفة كتابا فيه التّنصُّلُ ممّا رُمي بِهِ، ويسألُ العفو، فَعُفِيّ عَنْهُ. ثُمَّ قدِم بغداد، فولّوه مشيخة الشيوخ، ثُمَّ بعثه الخليفة رسولا إِلى جزيرة قيس في جماعة صوفية، فَغَرقُوا في البحر في شعبان [6] .
[1] انظر عن (عبد المؤمن بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 144، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 221 رقم 1183، والمختصر المحتاج إليه 3/ 44 رقم 819.
[2]
توفي سنة 598.
[3]
انظر عن (عبد الواحد بن عبد الوهاب) في: الكامل في التاريخ 12/ 298، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 174، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 256- 258 رقم 141، وذيل الروضتين 79، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 1471، والمختصر المحتاج إليه 3/ 77 رقم 888، والعسجد المسبوك 2/ 339، وعقد الجمان 17/ ورقة 337، والنجوم الزاهرة 6/ 203، 204.
[4]
ويقال لها أيضا: «كيش» . انظر: معجم البلدان 4/ 215، 216.
[5]
في ذيل الروضتين 79.
[6]
وقال ابن النجار: قرأ القرآن، وتفقّه، وقرأ الأدب وسافر، فأقام في الغربة نحوا من
401-
عُبَيْد الله بْن خُطْنطاش [1] التّركيّ.
أَبُو مُحَمَّد.
من شيوخ الصّعيد. شيخ صالح مشهور، انتفع بِهِ جماعةٌ وصحِبوه.
وتُوُفّي بإخميم، وتُوُفّي [2] في آخر جُمادي الآخرة.
حكى عَنْهُ من كلامه الحافظُ عبدُ العظيم.
402-
عقيلُ بْن عطيَّة.
أَبُو طالب وأَبُو المجد القُضاعيّ، الأندلسيّ، الطّرطوشيّ، ثُمّ المَرّاكُشيّ.
روى عَنْ: أَبِي القَاسِم بْن بَشْكُوَال، وأبي القَاسِم بْن حُبيش، وأبي نصر فتح بْن مُحَمَّد، وجماعة. وولي قضاءَ غَرناطة.
وقد ذكره الأبَّارُ، فَقَالَ: كَانَ مُقدّمًا في صناعةِ الحديث، وله رَدٌّ عَلَى أَبِي عُمَر بْن عَبْد البرّ في بعض تواليفه، وتنبيهٌ عَلَى غلطاته.
[ () ] عشرين سنة يتردّد ما بين الحجاز، والشام، ومصر، والجزيرة، وسميساط، وغيرها، ويخالط ملوكها، وتولى المشيخة برباط بيت المقدس ثم بخانكاه خاتون بظاهر دمشق، ثم عاد إلى بغداد في سنة أربع وستمائة وتلقّى من الديوان التعظيم والاحترام، وتولّى المشيخة برباط جدّه شيخ الشيوخ، ولقّب بلقبه. وكان غزير الفضل، كامل العقل، رجلا من الرجال، قد حنّكته التجارب ومارس الأمور، وصحب المشايخ الكبار والصالحين. وله النظم والنثر، ويحفظ من الحكايات والأناشيد شيئا كثيرا. وكان من ظراف الصوفية ومحاسن الناس، وألطفهم خلقا. وأرقّهم طبعا، وأكثرهم تواضعا، وكان خطّه في غاية الرداءة لا يمكن أن يقرأ.
أنشدني أبو الفتوح عبد الواحد بن عبد الوهاب بن علي شيخ الشيوخ لنفسه:
دع العذّال ما شاءوا يقولوا
…
فأين السمع مني والعذول
أتوا بدقيق عذلهم ليمحو
…
هوى جللا له خطر جليل
وسمعي عنهم في كل شغل
…
يوجد شرحه شرح يطول
تمكّن في شغاف القلب حتى
…
غدا ورسيسه فيه دخيل
(ذيل تاريخ بغداد 1/ 257، 258) .
[1]
انظر عن (عبيد الله بن خطنطاش) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 227 رقم 1199.
[2]
هكذا كرّرها المؤلّف- رحمه الله، فكأنه أضافها في وقت لاحق.
سمع منه أبو جعفر ابن الدّلّال، وأَبُو الحَسَن بْن منخل الشاطبيّ. وولي بأخَرةٍ قضاءَ سجلماسة، وتُوُفّي بها في صفر وقد قارب السّتّين.
403-
عليّ بْن أَحْمَد بْن عمر [1] بن حسين.
أبو القاسم ابن القَطِيعِيّ، الصَفَّار، أخو المحدّث أَبِي الحَسَن.
سَمِعَ من: أبي بكر ابن الزّاغونيّ، وأبي الوقت، وجماعة. وحَدَّثَ.
وهو منسوب إِلى قطيعة العجم بباب الأزَج، وكان أَبُوهُ من كبار الحنابلة [2] .
404-
عليّ بْن عَبْد الرّزّاق [3] بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن علي أبو الحسن بن الجوزيّ، الدّهّان.
سمّعه عمّه الإمام أَبُو الفَرَج من أَبِي الفضل الأُرمَويّ، وعمر بْن عَبْد الله الحربيّ.
روى عَنْهُ: ابنُ الدُّبَيْثِيّ، وابن النّجّار وقال: كَانَ ساكنا مهيبا، يُزَوِّق الدُّور.
405-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي قوة [4] .
[1] انظر عن (علي بن أحمد بن عمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 215، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 122- 124 رقم 613، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 224، 225 رقم 1194، والمختصر المحتاج إليه 3/ 116 رقم 980.
[2]
وقال ابن النجار: كتبت عنه، وكان شيخا لا بأس به.. (ذيل تاريخ بغداد 3/ 122) .
[3]
انظر عن (علي بن عبد الرزاق) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 144، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 223 رقم 1189، والمختصر المحتاج إليه 3/ 128 رقم 1013، والمشتبه 1/ 189، وتوضيح المشتبه 2/ 520.
[4]
هو «علي بن أبي قوة بن إبراهيم بن سلمة الأزدي» . انظر عنه في: تكملة الصلة لابن الأبار، رقم 1881، وتحفة القادم 107، والذيل والتكملة على كتابي الموصول والصلة 5 ق 1/ 154- 157 رقم 313.
وسيعيده المؤلف- رحمه الله في وفيات سنة 609 هـ. باسمه الصحيح، ولكن الصواب وفاته هذه السنة 608 هـ. كما في المصادر.
أَبُو الحَسَن الأزْديّ، الدّانيّ.
أخذ القراءاتِ عَنْ أَبِيهِ، وأبي القَاسِم بْن حُبيش، وأبي الحَسَن بْن كوثر.
وكان مقرئا حاذقا، أديبا شاعرا. كتب عَنْهُ أَبُو القَاسِم كثيرا من نظمه.
قاله الأبّار [1] .
406-
عليّ بْن منصور [2] بْن المظفّر.
أَبُو الحَسَن الأزَجيّ، الجوهريّ، المعروف بابن الزّاهدة.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ، وغيره.
تُوُفّي في ذي الحجّة [3] .
[1] في تكملة الصلة، رقم 1881.
وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان محدّثا مكثرا، ثقة، ضابطا عاقدا للشروطي، مبرّزا في العدالة، زكيا فاضلا، بارع النظم والنثر، رائق الخط قويّه، وله ردّ على ابن غرسية اللعين في رسالته الشعوبية، وغير ذلك من المنشئات، واستقضي بقصر كتامة.
وأنشدت على شيخنا أبي علي الماقري وكتب لي من كتابه قال:
أنشدنا الفقيه أبو الحسن بن أبي قوة- رضي الله عنه لنفسه:
أردنا طلاب العلم مع طلب الغنى
…
ولم نقتصر في الجانبين على قسم
ففازت ذوو الشأنين كلّ بشأنه
…
فلا نحن في مال ولا نحن في علم
وأنشدت عليه أيضا، وقد كتب لي من كتابه، قال: أنشدنا أبو الحسن أيضا لنفسه:
أرواحنا هي أجناد مجنّدة
…
بالبعد تنكر أو بالقرب تعترف
فما تناكر منها فهو مختلف
…
وما تعارف منها فهو مؤتلف
قال المصنّف عفا الله عنه: نظم فيه معنى الحديث المرويّ عن النبي صلى الله عليه وسلم: «القلوب جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» .
توفي بمراكش سنة ثمان وستمائة، وقد أدركت بها بعض عقيبه، ثم انقرضوا، رحمهم الله.
[2]
انظر عن (علي بن منصور) في: تاريخ ابن الدبيثي وكمبرج) ورقة 167، والتاريخ المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 48، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 234 رقم 1216، والمختصر المحتاج إليه 3/ 144 رقم 1060.
[3]
وقال المنذري: لنا منه إجازة كتب بها إلينا من بغداد في شهر رمضان سنة سبع وستمائة.
(التكملة) .
407-
عليّ بْن يوسف [1] بْن أَحْمَد.
القاضي أَبُو الفضائل الآمديّ، ثُمَّ الواسطيّ.
تُوُفّي كهلا في ربيع الأول. وكان مجموعَ الفضائل ولي قضاء واسط [2] .
[1] انظر عن (علي بن يوسف) في: الكامل في التاريخ 12/ 298، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 549، 550، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 221، 222 رقم 1185 ووفيات الأعيان 3/ 397- 399 رقم 479. وفيه قال محقّقه «سيد كسروي حسن» إن في الأصل وردت سنة الوفاة (806) .
وقال: وأظنه اضطراب في وضع الأرقام نتيجة السهو. وعند ما أثبت في المتن تاريخ الوفاة جعله (سنة 860) فأخطأ في ذلك، كما أخطأ في ذكر مصادر الترجمة، فذكر في الحاشية:
هدية العارفين، والضوء اللامع للسخاوي، وإيضاح المكنون، ومعجم المؤلفين، وهو ينقل عنه، وعرّف بصاحب الترجمة أنه: فقيه أصولي نحوي فرضي ناظم مشارك في بعض العلوم أقام بمكة وأقرأ وتوفي بعد سنة 860 بقليل! ثم ذكر مجموعة من مؤلفاته.
ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لقد أخطأ السيد «سيد كسروي حسن» مرتين: الأولى عند ما غيّر تاريخ الوفاة من 806 إلى 860.
والثانية عند ما ذكر مصادر الترجمة نقلا عن (معجم المؤلفين) 7/ 264 ولم يتنبّه أن المذكور في المعجم هو «علي بن يوسف بن أحمد المصري، ثم المكيّ، ثم اليمني، الشافعيّ، ويعرف بالغزولي» وهو توفي سنة 860 هـ. وهو غير المذكور في المتن:
الإمام المحدث الواسطي أبو الفضائل. فليصحّح.
[2]
وقال ابن خلكان: هو من بيت معروف بواسط بالصلاح والرواية والعدالة، قدم بغداد وأقام بها مدة متفقها على مذهب الإمام الشافعيّ، رضي الله عنه، على الشيخ أبي طالب المبارك بن المبارك صاحب ابن الخلّ، ثم من بعده على أبي القاسم يعيش بن صدقة الفراتي، وأعاد له درسه بالمدرسة الثقتية بباب الأزج، وكان حسن الكلام في المناظرة، وسمع الحديث من جماعة كبيرة ببلده وببغداد، وتولى القضاء بواسط في أواخر صفر سنة أربع وستمائة، وصار إليها في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة، وأضيف إليها أيضا الإشراف بالأعمال الواسطية. وكان له معرفة بالحساب، وله أشعار رائقة، فمن ذلك الأبيات السائرة وهي:
واها له ذكر الحمى فتأوّها
…
ودعا به داعي الصّبا فتولّعا
هاجت بلابله البلابل فأنثنت
…
أشجانه تثني عن الحلم النهى
فشكا جوى وبكى أسى وتنبّه
…
الوجد القديم ولم يزل متنبّها
408-
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي نصر الأديب البارع، أَبُو حفص الأصبهانيّ، ثُمَّ المَوْصِليّ، عرف بابنِ الشِّحنة، الشاعر.
تلا بالسَّبع عَلَى يَحْيَى بْن سعدون، وأخذ الأدبَ عَنْ عليّ بْن العَصَّار اللُّغَويّ.
وكان سليطَ اللّسان، كثيرَ الهِجاء للرؤساء، معاقرا للكأس. قصد السّلطانَ صلاحَ الدّين بالشّام ومدحه. سجنه صاحب المَوْصِل نور الدّين أرسلان شاه بْن مسعود، فسجنه [1] حتّى مات في شوّال.
409-
عُمَر بْن مسعود [2] بْن أَبِي العزّ.
أَبُو القَاسِم البغداديّ، الزّاهد، العابد، ويعرف بالشيخ عمر البزّاز.
[ () ]
قالوا وهي جلدا ولو علق الهوى
…
بيلملم يوما تأوّه أو وهى
لا تكرهوه على السلوّ فطائعا
…
حمل الغرام فكيف يسلو مكرها
يا عتب لا عتب عليك فسامحي
…
وصلي فقد بلغ السقام المنتهى
علمت بأن الجزع ميل غصونه
…
لما خطرت عليه في حلل البها
ومنحت غنج اللحظ غزلان النّقا
…
فلذاك أحسن ما يرى عين المها
لولا دلالك لم أبت متقسّم
…
العزمات مسلوب الرقاد قتيّها
لي أربع شهداء في صدق الولا
…
دمع وحزن مفرط وتدلّها
وبلابل تعتادني لو أنها
…
في يذبل يوما لأصبح كالسّها
لام العواذل في هواك وما ارعوى
…
ونهاه عنك اللائمون وما انتهى
قالوا اشتهاك وقد رآك مليحة
…
عجبا وأيّ مليحة لا تشتهي
أنا أعشق العشاق فيك ولا أرى
…
مثلي ولا لك في الملاحة مشبّها
وله غيرها أشعار رقيقة. (وفيات الأعيان 3/ 397، 398) .
[1]
هكذا كرّر المؤلف- رحمه الله الكلمة دون مبرّر.
[2]
انظر عن (عمر بن مسعود) في: الكامل في التاريخ 12/ 299، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 204، والتاريخ المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 123، ومشيخة النعال 145، 146، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 231، 232 رقم 1210، وأخبار الزهاد لابن الساعي، ورقة 102، 103، وسير أعلام النبلاء 21/ 496 ذكره دون أن يترجم له، والمختصر المحتاج إليه 3/ 110 رقم 963، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 123، وقلائد العقيان للتادفي 120، 121.