الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسمع: زاهر الشَّحّاميّ، وابن أَبِي ذَر الصَّالْحانيّ.
روى عَنْهُ: الضّياء، وابنُ خليل، وغيرهما.
وأجاز لابن أَبِي الخَيْر، ولابن أَبِي عُمَر، وللفخر عليّ، ولعمر بْن أَبِي عصرون، وعدَّة.
قرأت وفاتَه بخطّ شيخنا ابن الظّاهريّ: سنةَ إحدى وستّمائة.
[حرف الضاد]
20-
ضياءُ بنُ صالح [1] بْن كامل بْن أَبِي غالب.
أَبُو المظفَّر البغداديّ، الخَفّاف، ابن أخي المُفِيد المبارك بْن كامل.
أجاز لَهُ: أَبُو مُحَمَّد سِبط الخيّاط، وأَبُو منصور بْن خيرون، وجماعة.
وسكن دمشق، وقد ورد بغداد تاجرا سنةَ سبْعٍ وتسعين، وحدَّث ورجع، وبدمشق تُوُفّي.
[حرف العين]
21-
عائشة [2]، وتدعى: فَرْحةَ، بنت أَبِي طاهر عَبْد الجبّار بْن هِبة الله ابن البُنْدار.
من بيت حديث ورواية. روت عن أحمد بن عليّ ابن الأشقر.
وهي زوجة مُحَمَّد بْن مَشِّق المحدّث.
22-
عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سالم [3] .
أَبُو مُحَمَّد البَلَنْسِيّ، المؤدِّب، الزّاهد.
قرأ القراءات وأدّب بالقرآن، وسمع من أبي الحسن ابن النّعمة.
[1] انظر عن (ضياء بن صالح) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 87، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 71، 72 رقم 899، وتلخيص مجمع الآداب ج 4 ق 4/ 791، 792، والمختصر المحتاج إليه 2/ 117 رقم 737.
[2]
انظر عن (عائشة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 66 رقم 885.
[3]
انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار 2/ 877.
وتُوُفّي يومَ الفِطْر [1] ، وشَيَّعه الخَلْقُ.
23-
عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أيّوب بْن عَلي [2] .
أَبُو مُحَمَّد الحَرْبِيّ، البَقَليّ، الفَلاح البُسْتَنْبان [3] وهو النّاطور.
شيخ مُسْنِد مُعَمَّر. تفرّد بالسّماع من أبي العزّ بن كادش، وسمع من أَبِي القَاسِم بْن الحُصَيْن.
روى عَنْهُ: الدّبيثيُّ، وابن خليل، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، وآخرون. وبالإجازة: ابن أبي الخير، والفخر ابن البُخاريّ.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل عَنْ سبْعٍ وثمانين سنة [4] .
24-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد [5] بْن عَمْرو بْن أَحْمَد بْن حَجّاج.
أَبُو الحَكَم اللّخميّ الإشبيليّ، الخطيب.
قال الأبّار: روى عَنْ جدّه أَبِي الحَكَم عَمْرو، وأبي مروان الباجي، وأبي الحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد. وخطب بإشبيليّة مدَّة، ثُمَّ استُعفي وانقبض عَنِ النّاس. وله حظّ من النّظم.
[1] في (التكملة) : «توفي بعد عيد الفطر» .
[2]
انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 94، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 79- 82، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 61 رقم 878، والجامع المختصر 9/ 157، وسير أعلام النبلاء 21/ 419، 420 رقم 214، والعبر 5/ 2، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، والمختصر المحتاج إليه 2/ 147 رقم 780، والمعين في طبقات المحدّثين 183 قم 1950، وتوضيح المشتبه 1/ 565، والنجوم الزاهرة 6/ 188، وشذرات الذهب 5/ 3.
[3]
قيّده المنذري وابن ناصر الدين بالحروف. قال المنذري: البستنبان: بضم الباء الموحّدة وسكون السين المهملة وفتح التاء ثالث الحروف وسكون النون وبعدها باء موحدة وبعد الألف نون.
والبستان بان: بإثبات الألف.
[4]
ورد في الأصل هنا ترجمة «عبد الجليل بن موسى القصري» ، وقد طلب المؤلّف- رحمه الله أن تحوّل إلى وفيات سنة 608 هـ. فقمت بتحويلها امتثالا لطلبه.
[5]
انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، وغاية النهاية 1/ 378، 379 رقم 1613.
أخذ عَنْهُ: أَبُو القَاسِم الملاحيّ، وأَبُو الحَسَن بْن خيرة، وأَبُو القَاسِم بْن الطَّيلسان.
وتُوُفّي في صفر وله تسعٌ وسبعون [1] .
قرأ عَلَيْهِ القراءات: أبو إسحاق بن وثيق، عَنْ جدّه، عَنْ شُرَيح.
25-
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حامد [2] عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حامد عليّ.
أَبُو القَاسِم الحَرْبِيّ، البَيِّع، المعروف بابن عَصِيَّة [3] .
سَمِعَ: قاضي المارستان، وأبا منصورٍ القَزَّازَ، ويحيى بْن الطّرّاح، وأبا منصور بنَ خيرون، وعبدَ الله بْن أَحْمَد بْن يوسف، وأحمد بْن مُحَمَّد الزَّوْزَنيّ، وعبدَ الوَهَّاب الأنماطِيّ، وطائفة.
روى عَنْهُ: الدّبيثِي، وابنُ خليل، والنّجيبُ عبدُ اللّطيف، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخَيْر، وللفخر عليّ، وللشيخ شمسِ الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وللكمال عَبْد الرحيم.
وتُوُفّي في سادس عشر جُمادي الأولى عَنْ بضع وسبعين سنة.
وأولاده: أَبُو حامد، وأَبُو جَعْفَر، وأَبُو بَكْر، وأَبو نصر، قد سمعوا.
26-
عَبْدُ الرَّحْيمَ بْن مُحَمَّد [4] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن حمّوَيْه.
[1] مولده سنة 522 هـ.
[2]
انظر عن (عبد الرحمن بن أبي حامد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 123، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 82، 83، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 66، 67، رقم 887، والمختصر المحتاج إليه 2/ 208 رقم 862، والمشتبه 2/ 463، وتوضيح المشتبه 6/ 279.
[3]
قال المنذري: وعصيّة، بفتح العين وكسر الصاد والمهملتين وتشديد الياء آخر الحروف وفتحها وبعدها تاء تأنيث.
[4]
انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في: العبر 5/ 1، 2، ومرآة الجنان 4/ 2، والعسجد المسبوك 2/ 295، وشذرات الذهب 5/ 3.
أَبُو إسْمَاعيل الأصبهانيّ نزيل هَمَذان.
وُلِدَ سنةَ أربع عشرة وخمسمائة.
وروى «المعجم الكبير» حضورا عَنْ أَبِي نَهْشَل عَبْد الصّمد العَنْبَرِيّ، عَنِ ابن رِيذَة.
روى عَنْهُ: الحافظُ الضّياء، وقال فيه: الرجلُ الصّالحُ، نزيل هَمَذان.
تفرّد بعدَّة شيوخ. وتُوُفّي في ذي القعدة.
قلتُ: وأجاز للشّيخ شمسِ الدّين، والفخر علي، والكمال عبد الرحيم، وأحمد بن شيبان. وأضَرَّ في آخر عمره، وأصَمَّ، فَصَعُب الأخذُ عَنْهُ.
27-
عَبْدُ العزيز بْن وهْب [1] بْن سلمان بْن أَحْمَد بْن الزَّنْف.
أخو مُحَمَّد بْن الفقيه الإِمام أَبِي القَاسِم الدّمشقيّ.
سَمَّعَهُ أبوه من عليّ بنِ عساكر المقدسيّ الخَشّاب، وغيره.
وهو أخو أَحْمَد ومحمد.
روى عَنْهُ: ابنُ خليل، وغيره.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
28-
عَبْدُ اللّطيف ابن القاضي أَبِي الحُسَيْن هِبة اللَّه [2] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الحديد.
الفقيه أَبُو مُحَمَّد المدائنيّ الشّافعيّ، الأديب، المتكلّم.
كَانَ أَبُوه قاضي المدائن وخطيبَها.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وهو أخو محمد.
[1] انظر عن (عبد العزيز بن وهب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 75 رقم 907.
[2]
انظر عن (عبد اللطيف بن هبة الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 161، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 58 رقم 871.
29-
عَبْد المنعم بْن عليّ [1] بْن نصر بْن الصَّيْقَل.
أَبُو مُحَمَّد الحَرّانيّ الفقيه، الواعظ.
تفقَّه ببغداد عَلَى أَبِي الفتح نصر ابن المَنِّي. وسَمِعَ من: ابن شاتيل، وجماعة.
وحَدَّث، ووعظ.
وهو والدُ النّجيب عَبْد اللّطيف.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
روى عَنْهُ ابنُ النّجّار [2]، وقال: كَانَ ثقة متحرّيا، نَزِهًا، متواضعا، لطيفَ الطَّبع [3] .
[1] انظر عن (عبد المنعم بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 186، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 29، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 524، 525، وذيل الروضتين 51، 52، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 59 رقم 873، والجامع المختصر 9/ 156، 157، والمختصر المحتاج إليه 3/ 92 رقم 925، والعبر 5/ 2، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 36- 38 رقم 216، وعقد الجمان 17/ ورقة 281، 282، والنجوم الزاهرة 6/ 187، وشذرات الذهب 5/ 3، 4، والتاج المكلل 217، 218.
[2]
في التاريخ المجدّد، ورقة 29.
[3]
وقال ابن النجار: كتب وحصّل وناظر في مجالس الفقهاء، وحلق المناظرين، ودرّس وأفاد الطلبة، واستوطن بغداد، وعقد بها مجلس الوعظ بعدّة أماكن. وكان مليح الكلام في الوعظ، رشيق الألفاظ، حلو العبارة، كتبنا عنه شيئا يسيرا، وشيئا يسيرا، وكان ثقة صدوقا، متحرّيا، حسن الطريقة، متديّنا متورّعا، نزها عفيفا، عزيز النفس مع فقر شديد. وله مصنّفات حسنة وشعر جيد، وكلام في الوعظ بديع. وكان حسن الأخلاق، لطيف الطبع، متواضعا، جميل الصحبة.
وقال سبط ابن الجوزي: كان صالحا ديّنا، نزها عفيفا، كيّسا، لطيفا، متواضعا، كثير الحياء. وكان يزور جدي ويسمع معنا الحديث. وذكر أنه استوطن بغداد لوحشة جرت بينه وبين خطيب حران ابن تيمية، فإنه خشي منه أن يتقدّم عليه. فلما استشعر ذلك منه عاد إلى بغداد وسكنها.
قال: وحضرت مجالسه بباب المشرعة، وكان يقصد التجانس في كلامه، وسمعته ينشد:
وأشتاقكم يا أهل ودّي وبيننا
…
كما زعم البين المشتّ فراسخ
فأما الكرى عن ناظري فمشرّد
…
وأما هواكم في فؤادي فراسخ
وذكره الناصح ابن الحنبلي فقال: اشتغل بالفقه، وسمع درس شيخنا ابن المنّي، وتكلّم
30-
عبدُ الواحد بْن معالي [1] بنِ غَنِيمَة [2] بْن مَنِينَا [3] .
أَبُو أَحْمَد البَقّال.
بغداديٌّ، قليلُ الرواية.
روى عَنْ أَبِي البدر الكرْخيّ مشيختَه.
31-
عَبْدُ الوهَّاب بْن هِبة الله [4] بْن محمود بْن ليث.
مُهَذَّب الدّين أَبُو مُحَمَّد الكَفْرطابيّ، الْجَلاليّ. نسبة إِلى الصّاحب جلال الدّين.
وُلِدَ سنةَ ثلاث أو أربع أو خمس وعشرين وخمسمائة.
وأجاز لَهُ: أَبُو العزّ بنُ كادش، وأَبُو القَاسِم بنُ الحُصَيْن، وأَبُو غالب بْنُ البنّاءِ، وآخرون. وروى بدمشق عنهم.
سَمِعَ منه: الشّهاب القُوصيّ وذكر أنّه بَزّاز، وتُوُفّي في المحرّم. وروى عَنْهُ أيضا: التّقيّ اليَلْدانيّ. وأجاز للشّيخ شمس الدين بن أبي عمر، وللفخر علي.
32-
عُبَيْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن [5] بْن عُبَيْد الله.
[ () ] في مسائل الخلاف، واشتغل بالوعظ، وفتح عليه بالنظم، والنثر، ورجع إلى حرّان، ووعظ بها مدّة، ثم سافر إلى دمشق، وحضر مجلسي، وسألناه أن يجلس فامتنع وقال: ما أجلس في بلد تجلس أنت فيه، كأنّه يكرمني بذلك، ثم عاد إلى بغداد.
[1]
انظر عن (عبد الواحد بن معالي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 173، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 55، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 57 رقم 868، والمختصر المحتاج إليه 3/ 75 رقم 884، وتوضيح المشتبه 6/ 195 و 8/ 163.
[2]
غنيمة: بفتح الغين المعجمة وكسر النون وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الميم وبعدها تاء تأنيث. قاله المنذري.
[3]
منينا: بفتح الميم وكسر النون وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها نون مفتوحة وألف مقصورة. (المنذري) .
[4]
انظر عن (عبد الوهاب بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 54 رقم 862، وتوضيح المشتبه 2/ 564.
[5]
انظر عن (عبيد الله بن عبد الرحمن) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار 2/ 939.
أَبُو مروان ابن الصَّيْقَل الأنصاريّ، القُرطبيّ.
قَالَ الأبّار: أخذ القراءاتِ عَنْ أَبِي القَاسِم بْن رضا، ومحمد بْن عليّ الأزْدي [1] الأفطس. وسَمِعَ الحديثَ من أَبِي مُحَمَّد عَتّاب. وصحبَ أبا مروان ابن مَسَرَّة وأكثر عَنْهُ. وعَلَّمَ بالقرآن، فرَأس في ذَلِكَ. وطال عُمُرُهُ، فقرأ عَلَيْهِ الأجدادُ والآباءُ والأبناءُ. وكان من أهل الزّهد والتّواضع والصّلاح. ذكره ابنُ الطّيْلَسان، وقال: تُوُفّي وقد راهق المائة سنة إحدى وستمائة. في سماعه مِن ابن عتّاب عندي نظر، وإذا صحّ، فهو آخِرُ مَنْ حَدَّث عَنْهُ. قَالَه الأبّار.
33-
عَسْكر بْن حَمائِل بْن جُهَيْم.
أَبُو الجيوش الخَوْلانيّ، الدَّارانيّ.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم ابن عساكر.
سَمِعَ منه: العماد عَليّ بن القاسم بن عساكر، وغيره في هذه السّنة.
34-
عليّ بْن محمد بْن فرحون [2] القيسيّ، القُرطبيّ.
قَالَ الأبّار: حجَّ وسَمِعَ من السِّلَفيّ وغيره. ونزل مدينة فاس، وكان زاهدا صالحا فاضلا، عَلَّم بالفرائض والحساب، ثُمَّ حَجّ وجاور إِلى أن مات [3] .
35-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن خِيَار.
أَبُو الحَسَن البَلَنْسِيُّ الأصلِ، الفاسِيُّ، الفقيهُ.
[1] هكذا في الأصل وكذلك عند ابن الجزري (غاية النهاية 1/ 428)، وفي تكملة ابن الأبار:
«اللاردي» .
[2]
انظر عن (علي بن محمد بن فرحون) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار، (مخطوطة الأزهر) ج 3/ ورقة 70، وصلة الصلة لابن الزبير 7118 والذيل والتكملة على كتابي الموصول والصلة 5 ق 1/ 375، 376 رقم 650 وفيه «فرجون» ، وفي نسخة أخرى «فرحون» بالحاء المهملة.
[3]
وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان فقيها حافظا، شاعرا محسنا، ماهرا في الحساب عارفا بفرائض المواريث، وعلّم بهما طويلا بفاس، ذاكرا تواريخ الصالحين وأخبارهم، ومصنّفاته في ذلك كله جليلة نافعة، منها:«لباب اللباب في بيان مسائل الحساب» ، وكتاب «الزاهر في المواعظ والآداب» ، وكفّ بصره قديما.
تفقّه عَلَى أَبِي عَبْد الله بْن الرّمّامة، ولازمه مدَّة، وسَمِعَ: أبا الحَسَن بْن حُنين، وأبا القَاسِم بْن بَشْكُوال.
وكان فقيها مشاوَرًا، تاركا للتّقليد، مائلا إِلى الاجتهاد. عاش نَيِّفًا وستّين سنة.
حَدّثَ في هذا العام.
36-
عليّ بْن الحَسَن بْن عَنْتَر [1] .
الأديب أَبُو الحَسَن النَّحْويّ، اللُّغَويّ، الشّاعر المعروف بشُمَيْم الحِلِّيّ.
قدِمَ بغداد، وتأدّب بها على أبي محمد بْن الخشّاب، وغيره. وحفظ كثيرا من أشعار العرب، وأحْكَم اللّغة والعربيَّة، وقال الشِّعرَ الجيّد إلّا أنّ حُمْقَه أخَّره. وجَمع مِن شِعره كتابا سمّاه «الحماسة» .
وقد ورد الشّام، ومدح جماعة من أمرائها، وأقام بالمَوْصِلِ.
وقيل: إنّه قرأ على ملك النّحاة أبي نزار [2] .
[1] انظر عن (علي بن الحسن بن عنتر) في: معجم الأدباء 13/ 50- 72 رقم 13، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 137، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 210، 211، وإنباه الرواة 2/ 243- 246، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 65 رقم 883، وذيل الروضتين 56، والجامع المختصر 9/ 157- 160، ووفيات الأعيان 3/ 339، 340 رقم 455، والغصون اليانعة 5- 12، وسير أعلام النبلاء 21/ 411، 412 رقم 208، والعبر 5/ 2، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والتلخيص لابن مكتوم، ورقة 133، والوافي بالوفيات 12/ ورقة 20- 23، والبداية والنهاية 13/ 41، والفلاكة والمفلوكين للدلجي 95، 96، رقم 67، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 208، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 34- 40، والعسجد المسبوك 2/ 295، 296، والنجوم الزاهرة 6/ 188، وبغية الوعاة 2/ 156، وشذرات الذهب 5/ 4، وكشف الظنون 197، 692، 1563، 1788، 1791، وإيضاح المكنون 2/ 192، 325، 408، 447، 449، 560، 565، وهدية العارفين 1/ 703، ومعجم المؤلفين 7/ 67، 68، والبدر السافر، ورقة 13.
[2]
قال ذلك ياقوت الحموي على سبيل الظنّ. (معجم الأدباء 13/ 51) .
قرأتُ بخطّ مُحَمَّد بْن عَبْد الجليل المُوقَانيّ: قَالَ بعض العلماء [1] :
وردت إِلى آمِدَ سنة أربعٍ وتسعين [2] فرأيتُ أهلها مُطْبقين عَلَى وصف هذا الشّيخ، فقصدتُه إِلى مسجد الخَضِرِ، ودخلتُ عَلَيْهِ، فوجدت شيخا كبيرا قَضِيف الجسم [3] في حُجرة من المسجد، وبين يديه جمدان [4] مملوء كتبا من تصانيفه [5] ، فسلّمت عليه وجلست [6]، فَقَالَ: مِن أين أنت؟ قلت: من بغداد.
فهشّ بي، وأقبل يسألني عنها، وأُخبرُه، ثُمَّ قلت: إنّما جئت لأقتبِسَ مِن علومك شيئا. فَقَالَ: وأيُّ عِلمٍ تُحِبُّ؟ قلتُ: الأدب. قَالَ: إنّ تصانيفي في الأدب كثيرة، وذاك أنّ الأوائل جمعوا أقوالَ غيرهم وبَوَّبُوها، وأنا فكلُّ ما عندي من نتائج أفكاري، فإنّني قد عملت كتاب «الحماسة» [7] ، وأبو تمّام جمع أشعار العرب في «حماسته» ، وأنا فعملت حماسة من أشعاري. ثمّ سبّ أبا تمّام، وقال: رأيتُ النّاس مُجمعين عَلَى استحسان كتاب أَبِي نُواس في وصف الخمر، فعملتُ كتاب «الخمريّات» من شِعري، لو عاش أَبُو نواس، لاستحيى أن يذكر شِعره، ورأيتهم مُجمعين عَلَى خُطَب ابنِ نُباتة، فصنّفت خُطبًا لَيْسَ للنّاس اليوم اشتغالٌ إلّا بها. وجعل يُزري عَلَى المتقدّمين، ويَصفُ نفسه ويجهِّلُ الأوائل، ويقول: ذاك الكلب. قلتُ: فأنْشِدْني شيئا. فأنشدني من «الخمريّات» لَهُ، فاستحسنت ذَلِكَ، فغضب وقال: ويلك ما عندك غيرَ الاستحسانَ؟ فقلت: فَما أصنعُ يا مولانا؟ قال: تصنع هكذا. ثمّ قام يرقص
[1] هو ياقوت الحموي في (معجم الأدباء 13/ 51 وما بعدها) .
[2]
في (المعجم) : «في شهور سنة أربع وأربعين وخمسمائة» .
[3]
رجل قضيف: قليل اللحم (أساس البلاغة 774) .
[4]
الجمدان: الوعاء الكبير. وهو معرب (انظر المعرب للجواليقي ص 47) . وفي معجم الأدباء 13/ 52 «جامدان» .
[5]
زاد في المعجم: «فحسب» .
[6]
زاد في المعجم «بين يديه، فأقبل عليّ» .
[7]
ويصفِّقُ إِلى أن تَعبَ. ثُمَّ جلس وهو يَقُولُ: ما أصنع ببهائمَ [1] لا يفرّقون بين الدّرّ والبعر! فاعتذرت إِلَيْهِ، وأنشدني شيئا آخر.
وسألته عَنْ أَبِي العلاء المعرِّيّ، فنهرني، وقال: ويلك كم تسيء الأدب بين يديَّ، ومِنْ ذَلِكَ الكلب الأعمى حتّى يُذكرَ في مجلسي! قلتُ: فَما أراك ترضى عَنْ أحد [2] . قَالَ: كيف أرضى عنهم وليس لهم ما يُرضيني! قلت: فَما فيهم مَنْ لَهُ ما يُرضيك؟ قَالَ: لا أعلم إلّا أن يكون المتنبّي في مديحه خاصَّة، وابنُ نُباتة في خُطَبه، وابنُ الحريريّ في مقاماته. قلت: عجب إذ لم تُصَنِّف مقاماتٍ تَدْحَضُ مقاماتِه! قَالَ: يا بُنَيّ، اعلم أنّ الرجوعَ إِلى الحقّ خيرٌ من التّمادي في الباطل، عملتُ مقاماتٍ مرّتين فلم ترضني، فغسلتها، وما أعلم أنّ الله خلقني إلّا لأُظهرَ فضلَ ابن الحريريّ. ثُمَّ شَطَح [3] في الكلام وقال:
لَيْسَ في الوجود إلّا خالقان [4] : واحد في السّماء، وواحد في الأرض، فالّذي في السّماء هُوَ الله تَعَالَى، وَالَّذِي في الأرض أَنَا. ثُمَّ التفت إليّ وَقَالَ: هَذَا لا يحتمله العامّة لكونهم لا يَفهَمونه، أَنَا لا أقدِر عَلَى خلق شيءٍ إلّا خلق الكلام. فقلتُ: يا مولانا أَنَا مُحَدِّث، وإنْ لم يكن في المحدّث جراءة مات بغيظة [5]، وأحبّ أن أسألك عن شيء. فتبسّم وقال: ما أراك تسأل إلّا عن معضلة، هاتِ. قلت: لِمَ سُمّيت بشُمَيْم؟ فشتمني وضَحِكَ، وقال: اعلم أنّني بقيت مدَّةً لا آكل إلّا الطّين، قصدا لتنشيق الرطوبة وحِدَّة الحفْظ، فكنت أبقى مدّة لا أتغوّط ثُمَّ يجيء كالبندقة من الطّين، فكنت آخذه وأقول لمن أنبسط إِلَيْهِ: شُمَّه فإنّه لا رائحةَ لَهُ، فَلُقِّبتُ بذلك، أرضيتَ يا ابن الفاعلة! تُوُفّي شُمَيْم بالمَوْصِلِ في ربيع الآخر [6] عَنْ سنٍّ عالية.
[1] في المعجم: «ما أصنع وقد ابتليت ببهائم» .
[2]
في (معجم الأدباء 13/ 57) : «عن أحد ممن تقدم» .
[3]
في معجم الأدباء 13/ 68 «سطح» .
[4]
في الأصل «خالقين» . والصواب ما أثبتناه.
[5]
في معجم الأدباء 13/ 59 «مات بغصّته» .
[6]
قال ابن النجار: «سمعت محمد بن عبد الله ابن المغرب بدمشق يقول: مات علي بن
قال ابن النّجّار [1] : كان أديبا مبرّزا في عِلم اللّغة والنَّحو، وله مصنّفات وأنشاد وخُطَبٌ ومقامات، ونثرٌ ونظم كثير، لكنّه كَانَ أحمقَ، قليلَ الدّين، رقيعا، يستهزئُ بالنّاس، لا يعتقدُ أنّ في الدّنيا مثلَه، ولا كَانَ ولا يكون أبدا. إلى أن قَالَ: وأدركه الأجلُ بالموصل عَنْ تسعين سنة أو ما قارَبَها.
ويُحكى عَنْهُ فسادُ عقيدةٍ، سَمِعْتُ أبا القَاسِم ابن العديم يحكي عَنْ مُحَمَّد بْن يوسف الحنفيّ قَالَ: كَانَ الشُّمَيْم يبقى أيّاما لا يأكل إلّا الترابَ، فكان رجيعُه يابسا لَيْسَ بمُنتِن، فيجعله في جيبه، فمن دخل إِلَيْهِ يُشِمُّه إياه ويقول: قد تجوهرت.
ومن نظم شميم:
كنت حرّا فمذ تَمَلَّكْتَ رِقِّي
…
باصْطِنَاعِ المَعْرُوفِ أصْبَحْتُ عَبْدَا
أشْهَدت أنْعُمٌ عليَّ لَكَ الأعْضَاءُ
…
مِنِّي فَمَا أُحَاوِل جَحْدَا
وجَدِيرٌ بأنْ يُحَقّقَ ظَن
…
الجودِ فيه مَنْ لِلنَّوَالِ تَصَدَّى [2]
ومن تواليفه: «متنزَّه القلوب في التّصاحيف» ، «شرح المقامات» ، «الحماسة» ، «الخُطَب» ، «أنس الجليس في التّجنيس» ، «أنواع الرقاع في الأسجاع» ، «المرازي في التّعازي» ، «الأماني في التّهاني» ، «معاياة العقل في معاناة النّقل» ، «المهتصر في شرح المختصر» ، «كتاب اللّزوم» مجلّدان، «مناقب الحِكم في مثالب الأمم» مجلّدان. ثُمَّ سَمَّى عدَّة تصانيف لَهُ [3]، ثُمَّ قَالَ: مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وستّمائة.
[ () ] الحسن بن عنتر النحويّ المعروف بالشميم بالموصل فِي ليلة الثاني عشر من ربيع الأول سنة إحدى وستمائة، وحضرت جنازته» (التاريخ المجدد- الظاهرية- الورقة 211) . وفي تكملة المنذري الأخير من شهر ربيع الآخر (2/ 65) .
[1]
في المصدر نفسه.
[2]
وردت الأبيات في هامش النسخة غير واضحة والمثبت يتفق مع: تاريخ ابن النجار التي في الظاهرية.
[3]
انظر معجم الأدباء 13/ 70- 72 ففيه أسماء مؤلّفاته الكثيرة.
وذكره ابن المستوفي في «تاريخه» [1] ورماه بالحمق الزّائد، وأنّه كَانَ إذَا أنشد بيتا من نظْمه، سَجَدَ. وكان يسخر بالعلماء، ويستهزئ بمعجزات الأنبياء ولا يعظِّم الشرع، ولا يصلّي، عارضَ القرآن المجيد فكان إذا أورده تَعَوَّذ ومسِح وجهه ثُمَّ قرأ. وقال: سألني النّصارى كتْمان قراءتي كيلا أُفسدَ عليهم دينهم. ثُمَّ أورد ابن المستوفي ألفاظا، وأورد من شِعره أشياء فيها الجيّد والغثّ، وطَوَّل.
37-
عليّ بْن الخَضِر بن حسن.
أبو الحسين ابن المجرّيّ الدّمشقيّ.
سَمِعَ من السِّلَفِيّ.
وحدّث، كتب عَنْهُ: القَفْصيّ، وغيره.
وقال الضّياء: تُوُفّي في ذي القعدة.
38-
عَلي بْن عَقِيل [2] بْن عليّ بْن هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ.
الفقيه أَبُو الحَسَن بْن الحُبُوبيّ [3] الثَّعْلَبِيّ [4] ، الدِّمشقيّ، [السّاجيّ] ، المعدّل.
ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
وحدّث عن: أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي المظَّفر الفلكيّ، وأبي المعالي مُحَمَّد بْن الموازينيّ.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ، وقال: كَانَ كثيرَ الفضل، ظريف الشّكل،
[1] لم أجده في المطبوع من «تاريخ إربل» .
[2]
انظر عن (علي بن عقيل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 71 رقم 897، والمشتبه 1/ 115، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 295، والعقد المذهب، ورقة 255، وتوضيح المشتبه 2/ 51 و «عقيل» : بفتح العين وكسر القاف.
[3]
منسوب إلى الحبوب جمع الحب، قال المنذري: بضم الحاء المهملة وبعدها باء مضمومة موحدة وبعد الواو الساكنة باء موحدة أيضا.
[4]
المشتبه: 1/ 115، التوضيح 2/ 51.
درّس بالأمينيّة، وأمّ بمشهد عليّ. لقبُه: ضياء الدّين.
وروى عَنْهُ: ابنُ خليل، وأجاز لابن أَبِي الخير.
تُوُفّي في رجب.
39-
عليّ بْن عليّ بْن الحَسَن [1] بن رزبهان بن باكير.
أَبُو المظفَّر الفارسيّ، ثُمَّ البغداديّ، المَرَاتبيّ، الوزير.
سمع: أبا القاسم إسماعيل ابن السَّمَرْقَنْدي.
روى عَنْهُ: الدّبيثيّ، والضّياءُ، وغيرُهما.
وكان رئيسا جليلا كاتبا ذا رأيٍ وشهامة. وَلي الوِزارة سنةَ خمسين وخمس مائة للسّلطان سُلَيْمَان شاه بْن مُحَمَّد السَّلجوقيّ إذ غَلَب عَلَى بغداد.
تُوُفّي في ذي الحجَّة وله ستٌ وثمانون سنة.
وكان صبورا عاقلا، شيعيّا، افتقر في الآخر واحتاج.
40-
عليّ بْنُ المبارك بْن أَحْمَد [2] .
أَبُو الحَسَن البغداديّ، المقرئ، المعروف بابن المؤذّن.
حَدّثَ عَنْ قاضي المارستان، وأبي سَعْد البغداديّ.
روى عَنْهُ: الدّبيثِي [3]، وقال: وُلِد سنة ستّ عشرة وخمسمائة.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
وأجاز لابن البُخَاريّ.
41-
عمران بن منصور بن عمران [4] .
[1] انظر عن (علي بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 148، والجامع المختصر 9/ 160، 161، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 75، 76 رقم 908، والمختصر المحتاج إليه 3/ 130، 131 رقم 1020، والوافي بالوفيات 12/ ورقة 122.
[2]
انظر عن (علي بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 164، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 59، 60، رقم 874، والمختصر المحتاج إليه 3/ 141 رقم 1052.
[3]
في تاريخه، ورقة 164، وانظر: المختصر 3/ 141.
[4]
انظر عن (عمران بن منصور) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 184، والتاريخ