الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخذ القراءات عن أبي بكر بن نمارة، وأبي الحسن بن النّعمة، وأخذ قراءة نافع عن أبي الحسن [1] بن هذيل.
وعلّم بالقرآن. وكان صالحا عابدا، يشار إليه بإجابة الدّعوة.
أخذ عنه: أبو بكر بن محرز، وأبو محمد بن مطروح، وأبو القاسم ابن الوليّ.
وتوفّي بدانية [2] .
قاله الأبّار.
[حرف الميم]
535-
محمد بن إبراهيم [3] بن أبي بكر ابن خلّكان.
الفقيه أبو عبد الله بهاء الدّين الإربليّ، الشّافعيّ.
ولد في حدود سنة سبع وخمسين.
وتفقّه بالموصل، وسمع بها من يحيى الثّقفيّ، ودخل بغداد، وتفقّه بها على ابن فضلان. وسمع من يحيى بْن بَوْش، وابن كُلَيْب، وطائفة.
وحدّث بإربل، ودرّس بها أيضا بالمدرسة المظفّرية.
وهو أخو ركن الدّين الحسين، ونجم الدّين عمر، ووالد قاضي الشام أحمد [4] .
536-
محمد بن سعيد [5] بن النّديّ.
[1] في التكملة: «عن الحسن بن» وهو وهم.
[2]
قال الأبار: قبل سنة عشر وستمائة. (التكملة 1/ 351) .
[3]
انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 284، 285 رقم 1311، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 496، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 44، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 153 ب، 154 أ، والعقد المذهب لابن الملقن 167.
[4]
هو صاحب كتاب «وفيات الأعيان» .
[5]
انظر عن (محمد بن سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 291 رقم 1327، وطبقات
أبو بكر الموصليّ، الجزريّ، الفقيه.
دخل جزيرة ابن عمر، ودرّس بها، ووزر لصاحبها محمود بن سنجر شاه، ثمّ سافر إلى إربل، واتّصل بصاحبها، ثمّ عاد إلى الجزيرة، ولازم بيته إلى أن مات.
وهو والد المحيي الجزريّ، وأخيه العماد.
537-
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن مفرّج.
أبو عبد الله بن غطّوس الأنصاريّ، الأندلسيّ، البلنسيّ، النّاسخ.
قال الأبّار [2] : انفرد في وقته بالبراعة في كتابة المصاحف ونقطها، فيقال: إنّه كتب ألف مصحف، ولم يزل الملوك والكبار يتنافسون فيها إلى اليوم. وكان قد آلى على نفسه أن لا يكتب حرفا من غير القرآن، وخلف أباه وأخاه في هذه الصّناعة، مع الخير والصّلاح والانقطاع. توفّي حول سنة عشر، وكان يغلب عليه الغفلة [3] .
538-
محمد بن عبد الملك [4] بن أبي نصر [5] .
أبو بكر الأندلسيّ، نزيل المريّة.
أخذ عن أبي القاسم بن بشكوال، وأبي القاسم بن حبيش، وجماعة.
وأجاز له أبو الحسن بن هذيل.
وولي قضاء المريّة وخطابتها. وكان عارفا بالفقه، والقراءات، والحديث، أقرأ وحدّث.
[ () ] الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 62، والوافي بالوفيات 3/ 105 رقم 1044، والعقد المذهب، ورقة 163، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 152، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 40.
[1]
انظر عن (محمد بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 593، والوافي بالوفيات 3/ 351، 352 رقم 1431.
[2]
التكملة 2/ 593.
[3]
في التكملة: «الفضلة» ، وهو تحريف.
[4]
انظر عن (محمد بن عبد الملك) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 593، 594.
[5]
في التكملة: «نضير» وهو تحريف.
وتوفّي معزولا عن القضاء سنة عشر هذه أو بعيدها.
539-
مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن يُوسُف [1] بْن قرين [2] .
أبو عبد الله البلنسيّ، اللّريّ.
من أهل لريّة، ولي الأحكام بها. وسمع من أبي الحسن بن هذيل، وابن النّعمة، وأجاز له السّلفيّ.
وحدّث.
540-
مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] بْن علي بْن محمد بن سليمان.
الحافظ أبو عبد الله التّجيبيّ، المرسيّ، نزيل تلمسان.
أخذ القراءات عن نسيبه أبي أحمد بن معط، وأبي الحجّاج الثّغريّ، وأبي عبد الله ابن الفرس، وسمع منهم، ومن أبي محمد بن عبيد الله. وحجّ وطوّل الغيبة، وكتب عن نحو مائة وثلاثين شيخا منهم السّلفيّ، وأكثر عنه، وقال: دعا لي بطول العمر، وقال لي: تكون محدّث المغرب إن شاء الله.
وسمع بمكّة من عليّ بن حميد الطّرابلسيّ، وسمع ببجاية من عبد الحقّ الإشبيليّ.
وحدّث بسبتة في سنة أربع وسبعين في حياة شيوخه. ثُمَّ سكن تلمسان، وحدّث، وجمع، ورحل إليه النّاس، وأكثروا عنه.
قال الأبّار [4] : وكان عدلا خيّرا، حافظا للحديث ضابطا، وغيره أضبط منه. روى عنه أكابر أصحابنا وبعض شيوخنا لعلوّه وعدالته، وأجاز لي.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الملك بن يوسف) في: تكملة الصلة 2/ 591.
[2]
في المطبوع من التكملة: «فرين» .
[3]
انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 588- 591، والوافي بالوفيات 13/ 243 رقم 1242، وغاية النهاية 2/ 164 رقم 3112، ونفح الطيب 5/ 231.
[4]
في التكملة 2/ 589.
ومعجم شيوخه في مجلّد كبير [1] . وألّف «أربعين حديثا في المواعظ» ، و «أربعين حديثا في الفقر وفضله» ، و «أربعين في الحبّ في الله تعالى» ، و «أربعين في الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم» ، وتصانيف أخر. ولد في حدود الأربعين وخمس مائة، وتوفّي في جمادى الأولى.
541-
محمد بن فارس [2] بن حمزة المغربيّ الأصل، المحلّيّ.
الشاعر أبو عبد الله.
له شعر جيّد [3] .
ولقبه رضيّ الدّين.
وخدم في الدّواوين.
روى عنه قصائد من شعره الشهاب القوصيّ.
542-
محمد بن محمد [4] بن سليمان بن عبد العزيز.
أبو عبد الله الأنصاريّ، الأندلسيّ، البلنسيّ، النّحويّ، المعروف بابن أبي البقاء- وهو خاله.
سمع من: أبي العطاء بن نذير، وأبي بكر بن أبي جمرة، وجماعة من شيوخ الأبّار كابن نوح الغافقيّ، وغيره، وأجاز له أبو محمد ابن الفرس، وأبو ذرّ الخشنيّ النّحويّ.
[1] قال الأبار: «على حروف المعجم» . أكثر فيه من الآثار والحكايات والأخبار، ووقع إليّ بخطّه في سنة 640 بتونس، فكتبته على الانتخاب والاقتضاب، وضمنت هذا الكتاب منه ما نسبته إليه.
[2]
انظر عن (محمد بن فارس) في: الوافي بالوفيات 4/ 313 رقم 1856، والمقفى الكبير للمقريزي 6/ 500، 3000.
[3]
منه ملغزا في الشطرنج:
وما اسم ثلاثة أخماسه
…
هي النصف منه ومن غيره
وباقيه إن رمت معكوسه
…
قطعت رجاءك من خيره
[4]
انظر عن (محمد بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 587، 588، والوافي بالوفيات 1/ 215 رقم 143، وبغية الوعاة 1/ 224.
قال الأبار [1] : وروى بالإجازة العامّة عن أبي مروان بن قزمان، وأبي طاهر السّلفيّ لإجازته لأهل الأندلس. وكان شديد العناية بالسّماع والرواية مع الحظّ الوافر من المعرفة، وكان يتحقّق بعلم العربية، عاكفا على إقرائها، مليح الخط. سمعت منه، وأجاز لي. وكان شاعرا مجوّدا. توفّي في ربيع الأول كهلا.
543-
محمد بن مكّيّ [2] بن أبي الرجاء.
أبو عبد الله الأصبهانيّ، الحنبليّ، الحافظ.
أحد من عني بهذا الشأن وطلبه، وأكثر منه.
سمع: مسعود بن الحسن الثّقفيّ، وأبا الخير الباغبان، وأبا عبد الله الرستميّ، ومحمود بن عبد الكريم فورجة، وطبقتهم.
روى عنه: الزّكيّ البرزاليّ، والضّياء المقدسيّ، وجماعة من الرحّالين.
وأجاز للفخر عليّ، وللكمال عبد الرحيم، ولأحمد بن شيبان، وللبرهان إبراهيم ابن الدّرجيّ، وغيرهم.
وتوفّي في المحرّم.
544-
محمد بن يعقوب [3] بن يوسف بن عبد المؤمن بن عليّ.
[1] في تكملة الصلة 2/ 587، 588.
[2]
انظر عن (محمد بن مكي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 268 رقم 1282، وتاريخ إربل 1/ 296، والعبر 5/ 37، وتذكرة الحفاظ 4/ 1395، والإعلام بوفيات الأعلام 251، وسير أعلام النبلاء 22/ 110، 111 رقم 79، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 65، 66 رقم 236، وشذرات الذهب 5/ 42، 43.
[3]
انظر عن (محمد بن يعقوب) في: المعجب 307- 323، والمختصر في أخبار البشر 3/ 115، ونهاية الأرب 24/ 343، ودول الإسلام 2/ 115، والعبر 5/ 36- 38، وسير أعلام النبلاء 22/ 337- 339 رقم 206، وتاريخ ابن الوردي 2/ 132، ومرآة الجنان 4/ 19، والأنيس المطرب 164، والاستقصاء 1/ 189- 194، وتاريخ ابن خلدون 6 ج 246، والحلل الموشية 122، والعسجد المسبوك 2/ 343، 344، وشرح رقم الحلل 191، 192، 202، 208، 217.
السّلطان الملك النّاصر أبو عبد الله القيسيّ، المغربيّ، الملقّب بأمير المؤمنين.
وأمّه أمة روميّة اسمها زهر.
بويع بعهد أبيه إليه عند وفاته، وكان قد جعله وليّ عهده، وله عشر سنين في سنة ستّ وثمانين، وبويع بالأمر في صفر سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
وكان أبيض أشقر أشهل، أسيل الخدّين، حسن القامة، كثير الإطراق، طويل الصّمت، بعيد الغور، بلسانه لثغة. وكان شجاعا، حليما، فيه بخل بالمال، وعفّة عن الدّماء، وقلة خوض فيما لا يعنيه.
وله من الأولاد: يوسف وليّ عهده، ويحيى وتوفّي في حياته، وإسحاق.
استوزر أبا زيد عبد الرحمن بن يوجّان وزير أبيه، ثمّ عزله واستوزر أخاه إبراهيم ابن السلطان يعقوب، وهو كان أولى بالملك منه.
قال عبد الواحد بن عليّ المرّاكشيّ [1] : وكان إبراهيم لي محبّا، وصل إليّ منه أموال وخلع جمّة أيام نيابته على إشبيلية، ولي فيه هذه:
لكم على هذا الورى التّقديم
…
وعليهم التفويض والتسليم
الله أعلاكم وأعلى أمره
…
بكم وأنف الحاسدين رغيم
أحييتم «المنصور» فهو كأنه
…
لم تفتقده معالم ورسوم
ومنابر ومحارب ومحابر
…
وحمى يحاط وأرمل ويتيم
وبلغني موت إبراهيم في سنة سبع عشرة وستّمائة.
قال: وكان لأبي عبد الله من كتّاب الإنشاء: أبو عبد الله محمد بن
[1] في المعجب 309.
عبد الرحمن بن عيّاش، وأبو الحسن عليّ بن عيّاش بن عبد الملك بن عيّاش، وأبو عبد الله بن يخلفتن الفازازيّ. وولي له القضاء: أبو القاسم أحمد بن بقيّ، ثمّ عزله بأبي عبد الله بن مروان، ثمّ ولي القضاء محمد بن عبد الله بن طاهر الواعظ الصّوفيّ، الأصوليّ الّذي يذكر أنّه علويّ، وكان قد اتّصل بوالده فحظي عنده، وسمعته مرّة يقول: جملة ما وصل إليّ من أمير المؤمنين المنصور أبي يوسف تسعة عشر ألف دينار سوى الخلع والمراكب والإقطاع، ومات على القضاء سنة ثمان وستّمائة. ثمّ ولي بعده القضاء أبو عمران موسى بن عيسى بن عمران الّذي كان أبوه قاضيا لأبي يعقوب موسى بن عبد المؤمن.
وكان الّذي قام ببيعة محمد أبو زيد عبد الرحمن بن عمر بن عبد المؤمن الوزير، وعبد الواحد ابن الشيخ أبي حفص عمر. ثمّ أخذ أولا في تجهيز الجيوش إلى إفريقية، لأنّ يحيى بن إسحاق بن غانية كان قد استولى على أكثر بلادها، واستعمل عليهم أبا الحسن عليّ بن عمر بن عبد المؤمن، فسار فالتقى هو وابن غانية بين بجاية وقسنطينة [1] ، فانهزم الموحّدون، ورجع عليّ في حالة سيّئة، فانتدب أبو عبد الله للحرب الوزير أبا زيد المذكور، فسار حتّى بلغ قسنطينة [2] ، ثمّ استعمله على إفريقية، ولمّا بلغه أنّ ابن غانية استولى على مدينة فاس، تجهّز في جيوشه، وسار إلى فاس، وأراد أن يبعث مراكب إلى ميورقة يستأصل شأفة بني غانية، واستعمل على الأسطول عمّه أبا العلاء إدريس بن يوسف، وأبا سعيد عثمان بن أبي حفص، فسارا، وافتتحاها عنوة، وقتلا أميرها عبد الله بن إسحاق بن غانية، قتله المقدّم عمر الكرديّ.
قيل: إنّه لمّا نازلوه خرج على باب ميورقة وهو سكران فقتل، وذلك في سنة تسع وتسعين وانتهبوا أمواله، وسبوا حريمه، وقدموا بهم مرّاكش.
[1] في الأصل: «قسطنطينية» والمثبت هو المحفوظ.
[2]
في الأصل: «قسطنطينية» .
قال: وقد كان قبل هذا أقام بالسّوس رجل من جزولة اسمه يحيى بن عبد الرّحمن ابن الجزّارة، فاجتمع عليه خلائق، فسارت إليه عساكر الموحّدين فهزمهم غير مرّة، ثمّ إنّه قتل بعد أن كاد أن يملك ويظهر، وكان يلقّب بأبي قصبة.
وفي سنة إحدى وستّمائة قصد السّلطان أبو عبد الله بلاد إفريقية، وقد كان ابن غانية استولى عليها خلا بجاية وقسنطينة، فأقام أبو عبد الله على المهديّة أربعة أشهر يحاصرها وبها ابن عمّ ابن غانية، فلمّا طال عليه الحصار سلّم البلد، وفرّ إلى ابن عمّه ثمّ رأى الرجوع إلى الموحّدين، فتلقّوه أحسن ملتقى، وقدّموا له تحفا سنية، ثمّ سار إليهم سير أخو ابن غانية فأكرموه أيضا.
قال: وبلغني أنّ جملة ما أنفقه أبو عبد الله في هذه السّفرة مائة وعشرون حمل ذهب. ورجع إلى مرّاكش في سنة أربع وستّمائة، وبقي بها إلى سنة سبع، ففرغ ما بينه وبين الإذفنش ملك الفرنجة من المهادنة، فسار وعبر إلى إشبيلية، ثمّ تحرّك في أول سنة ثمان وقصد بلاد الروم- لعنهم الله- فنزل على قلعة لهم، فافتتحها بعد حصار طويل ورجع، فدخل الإذفنش إلى قاصية الروم يستنفر الفرنج حتّى اجتمعت له جموع عظيمة من الأندلس ومن الشام حتّى بلغ نفيره إلى القسنطينة، وجاء معه البرشنونيّ صاحب بلاد أرغن، فبلغ أمير المؤمنين محمد، فاستنفر الناس في أول سنة تسع، فالتقوا بموضع يعرف بالعقاب، فحمل الإذفنش على المسلمين وهم على غير أهبة. فانهزموا وقتل من الموحّدين خلق كثير. وأكبر أسباب الهزيمة اختلاف نيّات الموحّدين وغضبهم على تأخير أعطياتهم، فبلغني عن جماعة منهم أنّهم لم يسلّوا سيفا، ولا شرعوا رمحا، بل انهزموا، وثبت أبو عبد الله ثباتا كلّيّا، ولولا ثباته، لاستؤصلت تلك الجموع قتلا وأسرا، وذلك في صفر. ورجع الملاعين بغنائم عظيمة، وافتتحوا في طريقهم بياسة عنوة، فقتلوا وسبوا، فكانت هذه أشدّ على المسلمين من الهزيمة.
ونقل أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْجَزَري في «تاريخه» : أنّ الناصر أبا عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف القيسيّ الكوميّ صاحب المغرب توفّي
في هذه السنة، سنة عشر. قال: والمغاربة يقولون: إنّه كان قد أوصى عبيده وحرسه أنّ من ظهر لكم باللّيل، فهو مباح الدّم، ثمّ إنّه أراد أن يختبر قدر أمره لهم، فسكر، وجعل يمشي في بستانه، فلمّا رأوه، جعلوه غرضا لرماحهم، فجعل يقول: أنا الخليفة! أنا الخليفة! فلم يمكنهم استدراك الفائت وتلف. وقام بالأمر بعده ابنه المستنصر باللَّه أبو يعقوب يوسف، ولم يكن في بني عبد المؤمن أحسن من يوسف ولا أفصح، إلّا أنّه كان مشغوفا بالراحة، وضعفت دولتهم في أيامه.
وأمّا عبد الواحد بن عليّ المرّاكشيّ، فإنّه يقول في كتابه «المعجب» : إنّ أبا عبد الله مرض بالسّكتة في أول شعبان، ومات في خامسه. وهذا هو الصّحيح، لأنّه أدرك موته، وكان شاهدا.
545-
محمود بن أيدكين [1] الشّرفيّ البوّاب البغداديّ.
سمع من: عليّ بن عبد العزيز ابن السّماك، وابن ناصر، وصدقة بن المحلبان، وجماعة.
وتوفّي في شوّال عن بضع وثمانين سنة.
ونسبته إلى شرف الدّين نوشروان بن خالد الوزير. وفي الرّواة: الشّرفيّ، نسبة إلى شرف الدّين عليّ بن طراد الوزير، والشّرفيّ، نسبة إلى الشرف، موضع.
روى عنه: الدّبيثيّ، والنّجيب عبد اللّطيف.
546-
المسلّم بن سعيد [2] بن المسلّم ابن العطّار، أبو محمد الحرّانيّ، ثمّ البغداديّ، التّاجر.
ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
[1] انظر عن (محمود بن أيدكين) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 286، 287 رقم 1315 وفيه «محمود بن أيتكين» ، والمختصر المحتاج إليه 3/ 181، 182 رقم 1169
[2]
انظر عن (المسلّم بن سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 289 رقم 1320، والمختصر المحتاج إليه 3/ 197 رقم 1220.
و «المسلّم» بتشديد اللام وفتحها.