المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سنة عشر وستّمائة ‌ ‌[حرف الألف] 494- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٤٣

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثالث والأربعون (سنة 601- 610) ]

- ‌[الطبقة الحادية والستون]

- ‌سنة إحدى وستمائة ومما تَمّ فيها:

- ‌[عزل وليّ العهد]

- ‌[الحريق بدار الخلافة]

- ‌[دفاع المنصور عَنْ حماه]

- ‌[مهادنة العادل للفرنج]

- ‌[غارة الفرنج عَلَى حمص]

- ‌[محاصرة حماه]

- ‌[منازلة العادل طرابلس]

- ‌[الحجّ من الشام]

- ‌[تغلُّب الفرنج عَلَى القسطنطينية]

- ‌[مولود برأسين وأربعة أرجُل]

- ‌[هزيمة الكرج أمام صاحب خلاط]

- ‌سنة اثنتين وستمائة

- ‌[وزارة نصير الدين العلويّ]

- ‌[هرب الوزير ابن حديدة]

- ‌[غارة الأرمن عَلَى حلب]

- ‌[منازلة دُنَيْسر]

- ‌[تسليم تِرمِذ للخطأ]

- ‌[حرب الكرْج وعسكر خلاط]

- ‌[خروف بوجه آدميّ]

- ‌[حصار مراغة]

- ‌[محاصرة آيدغمش للإسماعيلية]

- ‌[مواقعة الخوارزمية]

- ‌[غارات ابن ليون عَلَى حلب]

- ‌سنة ثلاث وستمائة

- ‌[أمير الركب العراقي في الشام]

- ‌[ولاية القضاء ببغداد]

- ‌[القبض عَلَى الركن عَبْد السلام]

- ‌[حجّ ابن مازة]

- ‌[منازلة الفرنج حمص]

- ‌[الفِتَن بخراسان]

- ‌[الحرب بين خوارزم شاه وسونج]

- ‌سنة أربع وستمائة

- ‌[ملْك ابن البهلوان مدينة مراغة]

- ‌[حرب خوارزم شاه والخطا]

- ‌[تملّك ابن العادل خلاط]

- ‌[محاصرة الفرنج حمص]

- ‌سنة خمس وستمائة

- ‌[رسلية السهرورديّ]

- ‌[زلزلة نيسابور]

- ‌[منازلة الكُرْج مدينة أرجيش]

- ‌[غارة كيخسرو عَلَى بلاد سيس]

- ‌[فتح هراة]

- ‌سنة ست وستمائة

- ‌[منازلة الكرْج مدينة خلاط]

- ‌[حصار سنجار]

- ‌[رواية ابن الأثير عَنِ الحرب بين خُوارزم شاه والخطا]

- ‌سنة سبع وستمائة

- ‌[عصيان سنجر الناصري والقبض عَلَيْهِ]

- ‌[الإجازة للناصر لدين الله]

- ‌[مجلس ابن الجوزيّ بدمشق]

- ‌[حجّ ابن جندر]

- ‌[تحالف الملوك عَلَى العادل]

- ‌[موت صاحب الموصل]

- ‌[ظهور عملة لبني السلار]

- ‌[الشروع في بناء معالم بدمشق]

- ‌[غارة القبرصي إِلى ساحل دمياط]

- ‌[نقصان دجلة]

- ‌سنة ثمان وستمائة

- ‌[التخييم عَلَى الطور]

- ‌[انكسار الفرنج عند طليطلة]

- ‌[الزلزلة بمصر والأردن]

- ‌[تحوّل باطنية حصن الألموت إِلى الإسلام]

- ‌[الأمر بقراءة «مُسْنَد» الإمام أَحْمَد]

- ‌[نهْب الركْب العراقي]

- ‌[قدوم آيدغمش إِلى بغداد]

- ‌سنة تسع وستمائة

- ‌[نكبة سامة الجبليّ]

- ‌[اصطلاح الظاهر والعادل]

- ‌[الخلع لصاحب مكة]

- ‌[استيلاء صاحب عكا عَلَى أنطاكية]

- ‌[عزْل الوزير ابن شكر]

- ‌[وقعة العقاب بالأندلس]

- ‌سنة عشر وستمائة

- ‌[عمارة الأحمدية باليمن]

- ‌[وصول الفيل إِلى دمشق]

- ‌[ولادة العزيز]

- ‌[ردّ الظافر من الحج]

- ‌[خندق حلب]

- ‌[خلاص خوارزم شاه من أسر التتار]

- ‌[مقتل آيدغمش]

- ‌[ولادة العزيز]

- ‌[تراجم رجال هذه الطبقة]

- ‌سنة إحدى وستّمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الذال]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف الضاد]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف الكاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌وفيها ولد

- ‌سنة اثنتين وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف التاء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الضاد]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف اللام]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف الياء]

- ‌وفيها وُلد

- ‌سنة ثلاث وستّمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌سنة خمس وستّمائة

- ‌[حرف الألِف]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الظاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌وفيها وُلِد

- ‌سنة أربع وستّمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الدال]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الواو]

- ‌[حرف الياء]

- ‌وفيها وُلِدَ

- ‌سنة خمس وستّمائة

- ‌[حرف الألِف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الواو]

- ‌[حرف الياء]

- ‌وفيها وُلِد

- ‌سنة ستّ وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف الميم]

- ‌وصيته

- ‌[حرف الْيَاءِ]

- ‌وفيها وُلِد

- ‌سنة سبع وستّمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف التاء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الدال]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الياء]

- ‌وفيها وُلِد من الكبار

- ‌سنة ثمان وستمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الْيَاءِ]

- ‌وفيها وُلِد هَؤُلَاءِ

- ‌سنة تسع وستّمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الجيم]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌وفيها ولد

- ‌سنة عشر وستّمائة

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف التاء]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف الظاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف اللام]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الواو]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌[وفيها وُلِدَ]

- ‌ذكر من توفي بعد الستّمائة تقريبا وإلى سنة عشر

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف العين]

- ‌[الكنى]

- ‌[حرف الألف]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف الألف]

الفصل: ‌ ‌سنة عشر وستّمائة ‌ ‌[حرف الألف] 494- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن

‌سنة عشر وستّمائة

[حرف الألف]

494-

أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هبة الله [1] .

تاج الأمناء، أبو الفضل الدّمشقيّ، المعدّل.

ابن أخي الحافظ أبي القاسم ابن عساكر، وأحد الإخوة وأكبرهم، ووالد العزّ النّسّابة.

ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.

وسمع من: نصر بن أحمد بن مقاتل، وأبي العشائر محمد بن خليل القيسيّ، وأبي المظفّر سعيد الفلكيّ، وعمّيه: الصّائن هبة الله، والثّقة عليّ، وأبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي القاسم ابن البنّ، وجماعة كبيرة.

وسمع بمكّة من أحمد بن المقرّب، والشيخ أبي النّجيب عبد القاهر السّهرورديّ.

وخرّج لنفسه مشيخة، وتكلّم على أحاديثها ومواليدها، وكتب وجمع، وكان فصيحا، صحيح النّقل، محترما جليلا، خدم في مناصب كبار.

[1] انظر عن (أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هبة الله) في: التقييد لابن نقطة 181 رقم 202، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 281، 282 رقم 1305، وذيل الروضتين 86، والإعلام بوفيات الأعلام 251، والإشارة إلى وفيات الأعيان 319، والعبر 5/ 33، وسير أعلام النبلاء 22/ 26، 27 رقم 21، ومرآة الجنان 4/ 19، والبداية والنهاية 13/ 66، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 232، وعقد الجمان 17/ ورقة 345، والنجوم الزاهرة 6/ 210، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 141، 142، وشذرات الذهب 5/ 40، وديوان الإسلام 3/ 229 رقم 1516، والأعلام 1/ 217، ومعجم المؤلفين 2/ 92.

ص: 354

روى عنه: ابنه عزّ الدّين محمد، وابن خليل، والضّياء محمد، والشّهاب القوصيّ، وأبو الغنائم المسلّم بن علّان، ومحمد بن عليّ ابن النّشبيّ، وغيرهم.

توفّي في ثاني رجب، ودفن بتربتهم عند مسجد القدم.

495-

أحمد بن محمد بن إبراهيم [1] بن يحيى.

أبو جعفر الحميريّ، الكتاميّ، القرطبيّ، المعمّر، خطيب قرطبة.

سمع: أبا عبد الله بن مكّيّ، وأبا مروان بن مسرّة، وأبا عبد الله بن نجاح الذّهبيّ، وأخذ القراءات عن أبي بكر عيّاش بن فرج، وعبد الرحيم الحجّاريّ. وأخذ النّحو واللّغة عن أبي بكر بن سمجون، وأبي الحجّاج المراديّ، وأجاز له الإمام أبو عبد الله المازريّ وتفرّد بالرواية عنه.

وتصدّر للإقراء بجامع قرطبة دهرا، ودرّس علوم اللّسان.

قال الأبّار [2] : وكان حافظا لها بصيرا بها. طال عمره، وأخذ الناس عنه وتوفّي في صفر وقد جاوز الثّمانين.

وقال المنذريّ [3] : إنّه يعرف بابن الوزغيّ، وأنّه روى عن أبي الحسن يونس محمد بن مغيث، وشريح بن محمد الرّعينيّ، وأبي عبد الله جعفر بن محمد بن مكّيّ بن أبي طالب القيسيّ- يعني بالإجازة.

وذكره ابن مسدي في «مشيخته» بالإجازة، وقال: تفرّد بالسّنن والإسناد وكلّ فضيلة تستفاد، وتصرّف من المعارف في فنون مع براعة في المنثور

[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن إبراهيم) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 102، 103، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 290، 291 رقم 1325، والمعجب 379 (القاهرة 1963) ، والمغرب 1/ 215، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 1 ق 1/ 394- 397 رقم 564، وسير أعلام النبلاء 22/ 27 رقم 22، وغاية النهاية 1/ 99، 100 رقم 456، وبغية الوعاة 1/ 355.

[2]

في تكملة الصلة 1/ 102.

[3]

في التكملة لوفيات النقلة 2/ 290، 291.

ص: 355

والموزون. وكان في القراءة والآداب إماما غير منازع في هذا الباب مع سموّ قدر ونزاهة ذكر.

ويعرف بالوزغيّ [1]- بسكون الزّاي- وقيل: وزغة من قرى قرطبة.

سَمِعَ من: جعفر بن محمد بن مكّيّ، وعبد العزيز بن خلف بن مدير، وعبد الرحيم بن قاسم، وعيّاش بن فرج، ويوسف بن إسماعيل، ومحمد بن يوسف التّميميّ. وهو آخر من روى في الدّنيا عنهم بالسّماع. ولم يزل مقرئا للقراءات وتواليفها، ملقيا للآداب وتصاريفها. إلى أن قال: كتب إلينا أبو جعفر بن يحيى من قرطبة، أخبرنا عبد العزيز بن خلف، أخبرنا محمد بن سعدون القرويّ، أخبرنا عليّ بن منير الخلّال- فذكر حديثا. وأنبأنا، قال:

أخبرنا جعفر بن محمد، أخبرنا عبد الملك بن سراج- فذكر حديثا.

قِيلَ مولده قبل العشرين وخمسمائة بيسير [2] .

496-

أحمد بن محمد بن عمر [3] .

[1] وقال ابن عبد الملك الأنصاري في هذه النسبة: وهي أشهرها وكان يكرهها ويقلق لها.

(الذيل والتكملة 1 ق 1/ 394) .

[2]

وقال ابن عبد الملك الأنصاري: مولده فيما بين سنتي أربع وثمان وعشرين وخمسمائة.

وقال: وكان قد امتدح بشعره بعض ملوك عصره ثم نزع عن ذلك واستغفر الله منه وفي رفضه ذلك يقول:

ولما رأيت الناس طرا تكالبوا

ولم يسمحوا إلا بكذب من الوعد

ولم يجد مديحهم فتيلا وزادني

غناء وحار القصد عن سنن القصد

نبذت لهم نبذا وعذت بخالقي

ويا فوز من قد عاذ بالصمد الفرد

بمن يملك الأشياء لا رب غيره

ويرضى بإلحاح السؤال عن العبد

فيا خالتي عطفا عليّ ورحمة

يعوذ بها من لا يعيد ولا يبدي

(الذيل والتكملة 1 ق 1/ 397)

[3]

انظر عن (أحمد بن محمد بن عمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 222، 223، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 564، 565، وذيل الروضتين 84، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 274 رقم 1289، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 78، 79، رقم 49، والوافي بالوفيات 8/ 72 رقم 3493، وعقد الجمان 17/ ورقة 346.

ص: 356

أبو بكر الأزجيّ، المؤدّب، المفيد، موفّق الدّين.

سمع من: ذاكر بن كامل، وعبد الخالق ابن الصّابونيّ، ويحيى بن بوش، وابن كليب، وطبقتهم.

وقدم دمشق فقيرا واجتمع بالملك الظّاهر بحلب، وقال: قد بعث لك الخليفة معي إجازة، وكذب، فخلع عليه وأعطاه خمسين دينارا، ودار على ملوك البلاد وحصّل منهم ثلاث مائة دينار.

قال شمس الدّين أبو المظفّر الواعظ [1] : اجتمعت به وقلت له: فعلت ما فعلت، فلا تقرب بغداد، فقال:«أتتك بحائن [2] رجلاه» ! فقلت: ما أخوفني أن يصحّ المثل فيك. فكان كما قلت، قدم بغداد فلمّا أمسى دقّ عليه الباب، فخرج فسحبه رجل، وضربه بسكّين قتله، ثمّ صاح على أخته:

اخرجي خذي أخاك وما معه، فخرجت فإذا هو مقتول، فأخذت المال الّذي معه ودفنته.

قلتُ: رَوَى عَنْهُ القاضي شمسُ الدّين أَبُو نصر ابن الشيرازيّ في «مشيخته» . وقتل في سادس عشر ربيع الآخر [3] .

497-

أحمد بن مسعود [4] بن عليّ.

[1] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 564، 565.

[2]

يقال: حان الرجل، إذا هلك، وأحانه الله.

[3]

من شعره:

أحبّه قلبي طال شوقي إليكم

وعزّ دوائي ثم لم يبق لي صبر

أحنّ إليكم والحنين يذيبني

وأشتاقكم عمري وينصرم العمر

فو الله ما اخترت البعاد ملالة

ولا عن قلى يا سادتي فلي العذر

ولكن قضى ربّي بتشتيت شملنا

له الحمد فيما قد قضى وله الشكر

فصبر لعلّ الله يجمع بيننا

نعود كما كنا ويصفو لنا الدهر

(المستفاد)

[4]

انظر عن (أحمد بن مسعود) في: الكامل في التاريخ 12/ 302، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 229، وذيل الروضتين 84، والمختصر المحتاج إليه 1/ 217، والعبر 5/ 34، والبداية والنهاية 13/ 65، والجواهر المضية 1/ 125، والوافي بالوفيات

ص: 357

أبو الفضل التّركستانيّ، الفقيه الحنفيّ.

قدم بغداد وتفقّه، وبرع في المناظرة، وانتهت إليه الرئاسة في المذهب.

ودرّس بمشهد أبي حنيفة. وحدّث بالإجازة عن الإمام الناصر لدين الله، وليس ذلك من العلو في شيء، فإنّ في زماننا لو روى شخص عن النّاصر بالإجازة لما عدّ ذلك في العوالي، فكيف الرواية عنه من أكثر من مائة سنة وفي حياته؟! وإنّما ذلك من الكبر والتّعاظم بلا مستند.

وقد صدر أبو الفضل رسولا إلى النّواحي.

وتوفّي في ربيع الآخر.

498-

إبراهيم بن سنقر [1] البزاز.

بغداديّ حدّث عن عبد الملك بن عليّ الهمذانيّ.

توفّي في حدود هذه السنة.

499-

إبراهيم بن محمد [2] بن عبد العزيز.

أبو إسحاق الحضرميّ، الإشبيليّ، ويعرف بابن حصنيّ [3] .

حجّ وسمع من: أبي طاهر السّلفيّ، وابن عوف المالكيّ.

قال الأبّار [4] : وكان مجتهدا في العبادة، منقطع القرين في الخير.

توفّي في جمادى الأولى [5] .

[8] / 178 رقم 3600، ومرآة الجنان 4/ 19، وعقد الجمان 17/ ورقة 344، والطبقات السنية 1/ ورقة 505، 506، وسلّم الوصول لحاجي خليفة، ورقة 150، وشذرات الذهب 5/ 40، ومهام الفقهاء للأدرنوي، ورقة 30.

[1]

انظر عن (إبراهيم بن سنقر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 259، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 292، رقم 1330، وتلخيص مجمع الآداب رقم 1904.

[2]

انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 164، والمقفى الكبير للمقريزي 1/ 407 رقم 364.

[3]

في تكملة الصلة: «حصن» .

[4]

في التكملة 1/ 164.

[5]

وذكر ابن الأبار أنه توفي في السابع والعشرين من الشهر.

ص: 358

500-

إبراهيم بن نصر [1] بن عسكر.

القاضي ظهير الدّين، قاضي السّلاميّة.

تفقّه للشّافعيّ على الْإِمَام أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن نصر بن خميس، وسمع منه. وارتحل إلى بغداد، وسمع بها، وتأدّب على أبي البركات الأنباريّ.

وولي قضاء السّلاميّة، وهي من كبار قرى الموصل.

وله شعر جيّد [2] .

توفّي في ربيع الآخر.

501-

إسماعيل بن عَبْد الجبّار [3] بْن يوسف بْن عَبْد الجبّار بن شبل.

القاضي أبو الطّاهر بن القاضي الأكرم أبي الحجّاج الجذاميّ، الصّويتيّ، المقدسيّ الأصل، المصريّ، علم الدّين.

ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة.

وقرأ الأدب على العلّامة ابن برّي وصحبه مدّة. وصحب شيخ الدّيوان يومئذ السّديد أبا القاسم كاتب ناصر الدّولة، وانتفع بصحبته. وسمع بالإسكندرية من السّلفيّ.

وولي ديوان الجيش للسّلطان صلاح الدّين ثمّ للملك العزيز ابنه وللأفضل. ثمّ ولي للملك العادل إلى أن صرف منه.

[1] انظر عن (إبراهيم بن نصر) في: معجم البلدان 3/ 234، وخريدة القصر (قسم الشام) 2/ 346، وعقود الجمان لابن الشعار 1/ ورقة 22، ووفيات الأعيان 1/ 19، وتاريخ إربل 1/ 395 (في ترجمة ابنه إسماعيل) رقم 297، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 61، والبداية والنهاية 13/ 63، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 139- 141.

[2]

انظر شعره في عقود الجمان لابن الشعار، والبداية والنهاية، وتاريخ ابن الفرات.

[3]

انظر عن (إسماعيل بن عبد الجبار) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 287، 288 رقم 1318، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 1/ 568 رقم 524، وبغية الطلب (المصوّر) 4/ 184 رقم 519، والوافي بالوفيات 9/ 141، 142 رقم 3043، والمقفى الكبير للمقريزي 2/ 116، 117 رقم 766، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 142، 143.

ص: 359

وكان شاعرا مترسّلا.

ومن الاتّفاقات الغريبة: أنّ العلم هذا ووالده عاشا عمرا واحدا: إحدى وستّين سنة، وماتا في ذي القعدة، وولي كلّ واحد منهما ديوان الجيوش عشرين سنة.

وكان أبوه من كبار الكتّاب المصريّين. وولد جدّه أبو الحجّاج بالقدس، وقدم مصر وهو شابّ، فاشتغل بالفقه، وولي القضاء بالغربية، وكان فقيها صالحا خيّرا.

وللعلم ولدان فاضلان وهما: محمد ويوسف، رويا الحديث وسيأتيان- إن شاء الله-.

502-

إسماعيل بن عليّ [1] بن الحسين.

فخر الدّين الأزجيّ، الرفّاء، المأمونيّ، الحنبليّ، الفقير، المتكلّم، المعروف بغلام ابن المنّي.

ولد في صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة.

وتفقّه على شيخه الإمام أبي الفتح نصر ابن المنّي، وسمع منه، ومن شهدة الكاتبة، ولاحق بن كاره.

ودرّس بعد شيخه في مسجده بالمأمونية. وكانت له حلقة بجامع القصر

[1] انظر عن (إسماعيل بن علي) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 565- 567، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 246، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 272، 273 رقم 1287، وذيل الروضتين 84، 85، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1993، وتاريخ إربل 1/ 348، والإشارة إلى وفيات الأعيان 319، والمختصر المحتاج إليه 1/ 244، والعبر 5/ 34، وسير أعلام النبلاء 22/ 28- 30 رقم 24، والوافي بالوفيات 9/ 157- 159 رقم 4069، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 66- 68 رقم 237، والبداية والنهاية 13/ 65، ولسان الميزان 1/ 323، 324، وعقد الجمان 17/ ورقة 344، والنجوم الزاهرة 6/ 210، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 142، والألقاب للسخاوي، ورقة 117، وشذرات الذهب 6/ 40، 41، والتاج المكلل للقنوجي 222، 223، ومعجم المؤلفين 2/ 280.

ص: 360

للمناظرة، وكان بارعا في الفقه، والجدل، ومسائل الخلاف، فصيحا، مناظرا. صنّف تعليقة في الخلاف، وكان يقرئ العلوم في منزله.

ورتّب ناظرا في ديوان المطبّق، فذمّت سيرته، فحبس وعزل، وبقي خاملا متحسّرا على الرئاسة إلى أن توالت أمراض فهلك، ولم يكن في دينه بذاك- قاله ابن النّجّار.

وقال: ذكر لي ولداه: أنّه قرأ الفلسفة على ابن مرقّش النّصرانيّ. قال:

وسمعت من أثق به: أنّه صنّف كتابا سماه «نواميس الأنبياء» يذكر فيه أنّهم كانوا حكماء كهرمس وأرسطاطاليس، فسألت بعض تلامذته عن ذلك فسكت، وقال: كان متسمّحا في دينه، متلاعبا به.

قال ابن النّجّار: وكان دائما يقع في الحديث وأهله ويقول: هم جهّال لا يعرفون العلوم العقلية. ولم أكلّمه قطّ.

قال أبو المظفّر ابن الجوزي [1] : صنّف له طريقة وجدلا، وكان فصيحا له عبارة، وصوت رفيع. ولّاه الخليفة ضياع الخاصّ، فظلم الرعيّة، وجمع الأموال، فعزل وأقام في بيته خاملا فقيرا يعيش من صدقات النّاس إلى أن مات في ربيع الأول. وولده الشّمس محمد قدم الشّام بعد سنة عشرين وتعانى الوعظ، وكان فاسقا مجاهرا، خبيث اللّسان، ومعه جماعة مردان من أبناء النّاس يزعم أنهم مماليكه، وبدت منه هنات قبيحة. وكان يضرب الزّغل [2] ، وهجا قاضي دمشق ابن الخويّي، ومحتسبها الصّدر البكريّ، والنّاصح ابن الحنبليّ، وكان يؤذي النّاس ويفتري. ثمّ عاد إلى بغداد فقطع الخليفة [3] لسانه، وطوّف به، فتكلّم وهذي، ثمّ عاد إلى السّعاية بالنّاس، فنفي إلى واسط، وألقي في مطمورة حتّى مات.

[1] في مرآة الزمان 8 ق 2/ 565- 567.

[2]

في الأصل: «الرغل» بالراء المهملة. والمثبت عن: مرآة الزمان، وذيل الروضتين، والمراد النقود المزيّفة.

[3]

هو المستنصر باللَّه.

ص: 361