الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة المحقق
إن الحمد للَّه، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده اللَّه؛ فلا مضل له، ومن يُضلل؛ فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا اللَّه، وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
أما بعد:
فهذه طبعة جديدة من كتاب "إعلام الموقعين عن رب العالمين" للإمام الرباني، وشيخ الإسلام الثاني (ابن قيم الجوزية)، رحمه اللَّه تعالى، يأخذ مكانه اللائق به في المكتبة التراثية، بعد ضبط نصه، ومقابلته على عدة نسخ خطية (1)، والتعليق عليه (2)، وتخريج أحاديثه وآثاره، وتوثيق نقولاته، مع مقارنة مواضعه بمواطن بحثها في كتبه الأخرى (3).
*
نسبة الكتاب لمؤلفه:
نسبة هذا الكتاب لابن القيم صحيحة بيقين، والأدلة على ذلك كثيرة جدًّا، منها:
(1) يأتي وصفها إن شاء اللَّه تعالى.
(2)
ذكرتُ جميع تعليقات مشاهير المحققين الأقدمين، وعزوتُها لهم، ورمزت لكل واحد منهم برمز، وسيأتي بيان ذلك.
(3)
اعتمدتُ في ذلك على "تقريب فقه الإمام ابن القيم" للعلامة الشيخ بكر أبو زيد حفظه اللَّه.
أولًا: نسبه له بعنوان: "إعلام الموقعين عن رب العالمين" جماعة من العلماء ممن ترجم له، منهم: تلميذه ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة"(2/ 450)، وقال:"ثلاث مجلدات"، وعنه ابن العماد في "شذرات الذهب"(6/ 169).
وذكر له أيضًا بالعنوان نفسه: ابن حجر في "الدرر الكامنة"(3/ 402)، والداودي في "طبقات المفسرين"(2/ 603)، والسيوطي في "بغية الوعاة"(1/ 63)، والشوكاني في "البدر الطالع"(2/ 144)، والعليمي في "المنهج الأحمد"(5/ 94)، و"الدر المنضد"(2/ 522)، وابن ضويان في "رفع النقاب"(320)، وحاجي في "كشف الظنون"(1/ 125)، والبغدادي في "هدية العارفين"(2/ 158)، والزِّركلي في "الأعلام"(6/ 56)، والطريقي في "معجم مصنفات الحنابلة"(4/ 276).
ونسبه له بعنوان مقارب (1): تلميذه خليل بن أيبك الصفدي في "أعيان العصر"(4/ 369)، و"المنهل الصافي"(3/ ق 62).
ثانيًا: ذكره المصنف في ثلاثة من كتبه: "الفوائد"(ص 30 - ط دار اليقين)، و"التبيان في أقسام القرآن"(ص 146 - ط طه شاهين)، و"إغاثة اللهفان"(1/ 22 - ط الفقي)، وأحال في هذه الكتب على مباحث موجودة في كتابنا "الإعلام"، وسيأتي بيان هذا مفصلًا قريبًا تحت عنوان (ضبط اسمه).
ثالثًا: الموجود على النسخ الخطية المعتمدة في التحقيق (2)، وغيرها، فإنها جميعًا مطبقة على صحة نسبة هذا الكتاب لابن القيم.
رابعًا: نقولات العلماء الكثيرة المستفيضة على اختلاف أمصارهم وأعصارهم، وتنوِّع مذاهبهم وفنونهم ومشاربهم منه، وهذا النقل قد يقع بالحرف، على طول فيه أحيانًا، أو اختصار، أو بالإحالة على بحث مسألة على وجه فيه تحرير وتدقيق، وهذا بعض ما يدلّل على ذلك، واللَّه الموفق:
1 -
قال برهان الدين إبراهيم بن محمد بن مفلح (ت 884 هـ) في كتابه "المبدع"(7/ 68): "وقوى في "إعلام الموقعين"، أن الرجل أشدُّ شهوة من المرأة، وأنَّ حرارته أقوى من حرارة المرأة، والشهوة تتبعها الحرارة، بدليل أن الرجل إذا جامع امرأة، أمكنه مجامعة غيرها في الحال"، وهذا موجود في نشرتنا (2/ 326).
(1) سيأتي تفصيل ذلك تحت عنوان (ضبط اسمه).
(2)
سيأتي وصفها إن شاء اللَّه تعالى.