المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يختم لنا على أفضل الأعمال، - تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن - جـ ٢٢

[محمد الأمين الهرري]

الفصل: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يختم لنا على أفضل الأعمال،

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يختم لنا على أفضل الأعمال، الذي هو التوحيد، وذكر رب العرش المجيد، ويجعلنا في جنات تجري من تحتها الأنهار، ويشرفنا بجوار المصطفى المختار، مع آله الأخيار، وصحابته الأبرار، عليه وعليهم صلوات الله وسلامه أجمعين.

‌34

- ثم ذكر سبحانه خمسة أشياء، لا يعلمها إلا هو، فقال:

1 -

{إِنَّ اللَّهَ} سبحانه وتعالى {عِنْدَهُ عِلْمُ} وقت قيام {السَّاعَةِ} ؛ أي: لا عند غيره، قال الفراء (1): إن معنى هذا الكلام النفي؛ أي: ما يعلمه أحد إلا الله عز وجل، والساعة: جزء من أجزاء الجديدين، سميت بها القيامة؛ لأنها تقوم في آخر ساعة من ساعات الدنيا؛ أي: عنده تعالى علم وقت قيام الساعة، وما يتبعه من الأحوال والأهوال، وهو متفرد بعلمه، فلا يعلمه أحد سواه، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، كما قال:{لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} فلا يدري أحد من الناس في أي سنة، وفي أي شهر، وفي أي ساعة من ساعات الليل والنهار تقوم القيامة.

2 -

{وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} في وقته المقدر له، ومكانه المعين في علمه تعالى، والفلكيون (2) وإن علموا الخسوف والكسوف ونزول الأمطار بالأدلة، فليس ذلك غيبًا، بل بأماراتٍ وأدلةٍ تدخل في مقدور الإنسان، ولا سيما أن بعضها قد يكون أحيانًا في مرتبة الظن، لا في مرتبة اليقين.

وهذه الجملة: معطوفة على ما يقتضيه الظرف في قوله: {عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} من الفعل، تقديره: إن الله سبحانه يثبت عنده علم الساعة، وينزل الغيث، كما في "المدارك"، وهذا من (3) حيث ظاهر التركيب، وأما من حيث المعنى فهو معطوف على {السَّاعَةِ} فيكون العلم مسلطًا عليه؛ أي: وعنده علم وقت نزول الغيث، وسمي المطر غيثًا؛ لأنه غياث الخلق، به رزقهم، وعليه بقاؤهم فالغيث مخصوص بالمطر النافع.

(1) الشوكاني.

(2)

المراغي.

(3)

الفتوحات.

ص: 304

والمعنى (1): أي وينزل الغيث في زمانه الذي قدره من غير تقديم ولا تأخير إلى محله الذي عينه في علمه، من غير خطأ، ولا تبديل، فهو منفرد بعلم زمانه ومكانه وعدد قطراته، روي مرفوعًا:"ما من ساعة من ليل، ولا نهار، إلا السماء تمطر فيها، يصرفه الله حيث يشاء"، وفي الحديث:"ما سنة بأمطر من أخرى، ولكن إذا عمل قوم بالمعاصي .. حول الله ذلك إلى غيرهم، فإذا عصوا جميعًا .. صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار". فمن أراد استجلاب الرحمة .. فعليه بالتوبة والندامة والتضرع إلى قاضي الحاجات بأخلص المناجاة.

قرأ الجمهور: {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} مشددًا، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي: مخففًا.

3 -

{وَيَعْلَمُ} سبحانه وتعالى {مَا فِي الْأَرْحَامِ} ؛ أي: ما في أرحام النساء من الجنين؛ أي: يعلم ذاته، أذكر أم أنثى، حي أم ميت، وصفاته، أتام الخلق أم ناقصة، حسن أم قبيح، أحمر أم أسود، سعيد أم شقي؛ أي: يعلم أوصافه في حالة كونه نطفةً قبل تمام خلقه، وما يعرفه الناس الآن بالعلم الحديث، فبعد تمام خلقه، والأرحام: جمع رحم: بيت منبت الولد ووعاؤه.

4 -

{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ} من النفوس وما تعرف {مَاذَا} ؛ أي: أيّ شيء {تَكْسِبُ} وتفعل {غَدًا} ؛ أي: يومًا تاليًا ليومها الذي هي فيها؛ أي: لا يعرف (2) أحد من الناس ماذا يفعل غدًا، وماذا يحصل له فيه من خير أو شر، ووفاق وشقاق، وربما يعزم على خير فيفعل الشر وبالعكس، وإذا لم يكن للإنسان طريق إلى معرفة ما هو أخص به من كسبه، وإن أعمل حيله، وأنفذ فيها وسعه .. كان من معرفة ما عداه، مما لم ينصب له دليل عليه أبعد، وكذا إذا لم يعلم ما في الغد مع قربه فما يكون بعده لا يعلمه بطريق الأولى.

والمعنى: أي وما تدري نفس من النفوس كائنةً ما كان، من غير فرق بين الملائكة والأنبياء والجن والإنس، ماذا تكسب غدًا من كسب دين أو كسب دنيا.

(1) روح البيان.

(2)

الشوكاني.

ص: 305

5 -

{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ} من النفوس وإن أعملت حيلها {بِأَيِّ أَرْضٍ} ومكان {تَمُوتُ} ؛ أي: لا تدري أين مضجعها من الأرض، أفي بحر أم في بر أم في سهل أم في جبل، كما لا تدري في أي وقت تموت، وإن كانت تدري أنها تموت في الأرض في وقت من الأوقات، وربما أقامت بمكان ناوية أن لا تفارقه إلى أن تدفن به، ثم تدفن في مكان لم يخطر لها ببال قط، ومن ادعى أنه يعلم شيئًا من هذه الخمس فقد كفر بالقرآن؛ لأنه خالفه.

وقرأ الجمهور (1): {بِأَيِّ أَرْضٍ} ، وقرأ أبي بن كعب وموسى الأهوازي وابن أبي عبلة:{بأية أرض} بتاء التأنيث لإضافتها إلى المؤنث، وجوز الفراء ذلك، وهي لغة ضعيفة قليلة.

فإن قلت (2): لم قال تعالى: {بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} ولم يقل: بأي وقت تموت، مع أن كلًّا منهما غير معلوم لغيره تعالى، بل نفي العلم بالزمان أولى، لأن من الناس من يدعي علمه بخلاف المكان؟

قلت: إنما خص المكان بنفي علمه؛ لأن الكون في مكان دون مكان في وسع الإنسان واختياره، فاعتقاده علم مكان موته أقرب، بخلاف الزمان، ولأن للمكان دون الزمان تاثيرًا في جلب الصحة والسقم، أو تأثيره فيهما أكثر.

تنبيه (3): أضاف في الآية العلم إلى نفسه في الثلاثة الأولى من الخمسة المذكورة، ونفى العلم عن العباد في الأخيرتين منها، مع أن الخمسة سواء في اختصاص الله تعالى بعلمها، وانتفاء علم العباد بها، لأن الثلاثة الأولى أمرها أعظم وأفخم، فخصت بالإضافة إليه تعالى، والأخيرتان من صفات العباد، فخصتا بالإضافة إليهم، مع أنه إذا انتفى عنهم علمهما .. كان انتفاء علم ما عداهما من الخمسة أولى. اهـ. "كرخي".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف

(1) البحر المحيط.

(2)

فتح الرحمن.

(3)

الفتوحات.

ص: 306

ببعض نواحي المدينة، فإذا بقبر يحفر فأقبل حتى وقف عليه، فقال:"لمن هذا": قيل لرجل من الحبشة، فقال:"لا إله إلا الله، سيق من أرضه وسمائه، حتى دفن في الأرض التي خلق منها، تقول الأرض يوم القيامة: يا رب هذا ما استودعتني" وأنشدوا:

إِذَا مَا حَمَامُ الْمَرْءِ كَانَ بِبَلدَةٍ

دَعَتْهُ إِلَيْهَا حَاجَةٌ فَيَطِيْرُ

وفي قوله: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} تنبيه العبد على التيقظ للموت، والاستعداد له بحسن الطاعة، والخروج عن المظلمة، وقضاء الدين، وإثبات الوصية بماله وما عليه في الحضر، فضلًا عن أوان الخروج عن وطنه إلى سفر، فإنه لا يدري أين كتبت منيته من بقاع الأرض، وأنشد بعضهم:

مَشَيْنَا فِيْ خُطَىً كُتِبَتْ عَلَيْنَا

وَمَنْ كُتِبَتْ عَلَيْهِ خُطَىً مَشَاهَا

وَأَرْزَاقٌ لَنَا مُتَفَرِّقَاتٌ

فَمَنْ لَمْ تَأتِهِ مِنَّا أَتَاهَا

وَمَنْ كُتِبَتْ مَنِيَّتُهُ بِأَرْضٍ

فَلَيْسَ يَمُوْتُ فِي أرْضٍ سِوَاهَا

{إِنَّ اللَّهَ} سبحانه وتعالى {عَلِيمٌ} يعلم الأشياء كلها، هذه الخمسة وغيرها، {خَبِيرٌ} يعلم بواطنها كما يعلم ظواهرها.

فإن قلت: لم عد هذه الخمسة المذكورة في الآية فقط، مع أن كل المغيبات لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى؟

قلت: خصها لما أن السؤال عنها ورد كما سبق في سبب النزول، وكان أهل الجاهلية يسألون المنجمين عن هذه الخمسة، زاعمين أنهم يعرفونها، وتصديق الكاهن فيما يخبره من الغيب كفر، لقوله صلى الله عليه وسلم:"من أتى كاهنًا فصدقه فيما يقول .. فقد كفر بما أنزل الله على محمد". والكاهن: هو الذي يخبر عن الكوائن في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار، وكان في العرب كهنة يدعون معرفة الأمور، فمنهم من يزعم أن له رئيًا من الجن يلقى إليه الأخبار.

وفي الحديث: "من سأل عرافًا .. لم تقبل له صلاة أربعين ليلة". والعراف: من يخبر عن المسروق ومكان الضالة، والمراد: من سأله على وجه

ص: 307

التصديق لخبره، وتعظيم المسؤول، يعني إذا اعتقد أنه ملهم من الله، أو أن الجن يلقون إليه مما يسمعون من الملائكة .. فصدقه فهو حرام، وإذا اعتقد أنه عالم بالغيب .. فهو كفر، كما في حديث الكاهن، وأما إذا سأل ليمتحن حاله، ويخبر باطن أمره، وعنده ما يميز به صدقه من كذبه .. فهو جائز، فعلم أن الغيب مختص بالله تعالى، لا يعلمه أحد من المخلوقات، إلا أن علم بعضهم بعضه باطلاع الله تعالى، إياه عليه، كالأنبياء.

الإعراب

{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (22)} .

{وَمَنْ} {الواو} : عاطفة أو استئنافية. {من} : اسم شرط في محل الرفع مبتدأ، والخبر: جملة الشرط أو الجواب أو هما، {يُسْلِمْ}: فعل مضارع وفاعل مستتر مجزوم بـ {من} على كونه فعل شرط لها {وَجْهَهُ} : مفعول به، {إِلَى اللَّهِ}: متعلق بـ {يُسْلِمْ} ، و {يُسْلِمْ} يتعدى باللام، ولكنه عدي هنا بإلى ليكون معناه أنه سلم نفسه إليه، كما يسلم المتاع إلى الرجل إذا دفع إليه. والمراد به: التوكل والتفويض إليه، {وَهُوَ مُحْسِنٌ}: مبتدأ وخبر، و {الواو} فيه: حالية، والجملة: في محل النصب حال من فاعل {يُسْلِمْ} . {فَقَدِ} : {الفاء} : رابطة الجواب وجوبًا لاقترانه بـ {قد} ، {قد}: حرف تحقيق، {اسْتَمْسَكَ}: فعل ماض وفاعل مستتر في محل الجزم بـ {من} على كونه جوابًا لها، {بِالْعُرْوَةِ}: متعلق بـ {اسْتَمْسَكَ} ، {الْوُثْقَى} صفة لـ {العروة} ، وجملة {من} الشرطية: معطوفة على جملة: {وَإِذَا قِيلَ} أو مستأنفة، {وَإِلَى اللَّهِ}:{الواو} : استئنافية أو اعتراضية، {إلى الله}: خبر مقدم، {عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}: مبتدأ مؤخر، والجملة: مستأنفة، أو معترضة.

{وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (23)} .

ص: 308

{وَمَنْ كَفَرَ} : {الواو} : عاطفة. {مَنْ} : اسم شرط في محل الرفع مبتدأ، والخبر: جملة الشرط، أو الجواب، {كَفَرَ}: فعل ماض وفاعل مستتر في محل الجزم بـ {من} على كونه فعل شرط لها، {فَلَا}:{الفاء} : رابطة الجواب، {لا}: ناهية جازمة، {يَحْزُنْكَ}: فعل ومفعول مجزوم بـ {لا} الناهية، {كُفْرُهُ}: فاعل، والجملة: في محل الجزم بـ {من} الشرطية على كونها جوابًا لها، وجملة {من} الشرطية: معطوفة على سابقتها. {إِلَيْنَا} : خبر مقدم، {مَرْجِعُهُمْ}: مبتدأ مؤخر، والجملة: مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها، {فَنُنَبِّئُهُمْ}:{الفاء} : عاطفة، {ننبئهم}: فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به، {بِمَا}: جار ومجرور متعلق به، والجملة الفعلية: معطوفة على الجملة الاسمية قبلها، كأنه قيل: إلينا يرجعون فننبئهم بما عملوا، {عَمِلُوا}: فعل وفاعل صلة لـ {ما} الموصولة، والعائد: محذوف، {إِنَّ اللَّهَ} ناصب واسمه، {عَلِيمٌ}: خبره، {بِذَاتِ الصُّدُورِ}: متعلق بـ {عَلِيمٌ} . وجملة {إِنَّ} : مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها.

{نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ (24) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (25)} .

{نُمَتِّعُهُمْ} : فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به، والجملة: مستأنفة، {قَلِيلًا}: صفة لمصدر محذوف؛ أي: تمتيعًا قليلًا، أو لزمان محذوف؛ أي: زمانًا قليلًا، {ثُمَّ}: حرف عطف وتراخ، {نَضْطَرُّهُمْ}: فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به معطوف على {نُمَتِّعُهُمْ} ، {إِلَى عَذَابٍ}: متعلق بـ {نَضْطَرُّهُمْ} ، {غَلِيظٍ}: صفة {عَذَابٍ} . {وَلَئِنْ} {الواو} : استئنافية، و {اللام}: موطئة للقسم، {إن}: حرف شرط جازم، {سَأَلْتَهُمْ}: فعل ماض وفاعل ومفعول أول في محل الجزم بـ {إن} الشرطية، على كونه فعل شرط لها، {مَّنْ}: اسم موصول في محل النصب مفعول ثان لـ {سأل} ، {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ}: فعل وفاعل مستتر ومفعول به، {وَالْأَرْضَ} معطوف على {السَّمَاوَاتِ} ، والجملة الفعلية صلة لـ {مَّنْ} الموصولة. {لَيَقُولُنَّ} {اللام}: واقعة في جواب القسم، مؤكدة للأولى،

ص: 309

{يقولن} : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم، وعلامة رفعه ثبات النون المحذوفة لتوالي الأمثال؛ لأن أصله ليقولونن، والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين: في محل الرفع فاعل، والنون المشددة: نون التوكيد الثقيلة، حرف لا محل لها من الإعراب، {اللَّهُ}: خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: هو الله، أو مبتدأ، خبره، محذوف؛ أي: الله خالقها، والجملة الاسمية: في محل النصب مقول {لَيَقُولُنَّ} ، وجملة {يقولن}: جواب القسم لا محل لها من الإعراب، وجملة القسم مع جوابه: مستأنفة، وجواب {إن} الشرطية: محذوف دل عليه جواب القسم، تقديره: وإن سألتهم من خلق السماوات والأرض؟ يقولون: الله، وجملة {إن} الشرطية: معترضة لا محل لها من الإعراب لاعتراضها بين القسم وجوابه. {قُلِ} : فعل أمر وفاعل مستتر، والجملة: مستأنفة، {الْحَمْدُ لِلَّهِ}: مبتدأ وخبر، والجملة: مقول لـ {قُلِ} ، {بَلْ}: حرف للإضراب الانتقالي، {أَكْثَرُهُمْ}: مبتدأ، وجملة {لَا يَعْلَمُونَ}: خبره، والجملة الإضرابية: مستأنفة.

{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)} .

{لِلَّهِ} : خبر مقدم، {مَا}: اسم موصول مبتدأ مؤخر، والجملة: مستأنفة، {فِي السَّمَاوَاتِ}: صلة لـ {مَا} الموصولة، {وَالْأَرْضِ}: معطوف على {السَّمَاوَاتِ} ، {إِنَّ اللَّهَ}: ناصب واسمه، {هُوَ}: ضمير فصل، {الْغَنِيُّ}: خبره الأول، {الْحَمِيدُ}: خبر ثان له، وجملة {إِنَّ}: مستأنفة مسوقة لتقرير ما قبلها. {وَلَوْ} : {الواو} : استئنافية، {لو}: حرف شرط غير جازم، {أَنَّمَا} {أن}: حرف نصب ومصدر، {ما}: اسم موصول في محل النصب اسم {أن} ، {فِي الْأَرْضِ}: صلة لـ {ما} الموصولة، {مِنْ شَجَرَةٍ}: حال من {ما} ، أو من ضمير الاستقرار، {أَقْلَامٌ}: خبر {أن} ، وجملة {أن}: من اسمها وخبرها في تأويل مصدر فاعل لفعل محذوف وقع فعل شرط لـ {لو} تقديره: ولو ثبت كون ما في

ص: 310

الأرض من شجرة أقلامًا، {وَالْبَحْرُ}:{الواو} : حالية، {البحر}: مبتدأ، {يَمُدُّهُ}: فعل ومفعول به، {مِنْ بَعْدِهِ}: جار ومجرور حال من {سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} ؛ لأنه صفة نكرة قدمت عليها، {سَبْعَةُ أَبْحُرٍ}: فاعل لـ {يَمُدُّهُ} ، والجملة الفعلية: في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: في محل النصب حال من {ما} الموصولة في قوله: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ} . والرابط: {الواو} : أو ضمير محذوف، تقديره: والحال أن بحرها؛ أي: بحر الأرض يمده سبعة أبحر من بعده. {مَا} : نافية، {نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} ؛ فعل وفاعل، والجملة: جواب {لو} الشرطية، وجملة {لو}: مستأنفة، {إِنَّ اللَّهَ}: ناصب واسمه، {عَزِيزٌ}: خبره الأول، {حَكِيمٌ}: خبره الثاني، وجملة {إن} مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها.

{مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} .

{مَا} : نافية، {خَلْقُكُمْ}: مبتدأ، {وَلَا بَعْثُكُمْ}: معطوف على {خَلْقُكُمْ} ، {إِلَّا}: أداة الاستثناء مفرغ، {كَنَفْسٍ}: جار ومجرور خبر المبتدأ، {وَاحِدَةٍ}: صفة {نفس} ، والجملة الاسمية: مستأنفة، {إِنَّ اللَّهَ}: ناصب واسمه، {سَمِيعٌ}: خبره الأول، {بَصِيرٌ}: خبره الثاني، وجملة {إن}: مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها. {أَلَمْ} {الهمزة} : للاستفهام التقريري، {لم}: حرف جزم، {تَرَ}: فعل مضارع وفاعل مستتر مجزوم بـ {لم} ، والجملة الفعلية مستأنفة. {أَنَّ اللَّهَ}: ناصب واسمه {يُولِجُ اللَّيْلَ} : فعل مضارع وفاعل مستتر ومفعول به {فِي النَّهَارِ} متعلق بـ {يُولِجُ} . والجملة الفعلية في محل الرفع خبر {أن} وجملة {أن} في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي {تر} . وجملة قوله: {وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ} : في محل الرفع معطوفة على جملة قوله: {يُولِجُ اللَّيْلَ} .

{وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} .

ص: 311

{وَسَخَّرَ} : {الواو} : عاطفة. {سخر} : فعل ماض وفاعل مستتر، {الشَّمْسَ} مفعول به {وَالْقَمَرَ} معطوف على {الشَّمْسَ} . والجملة الفعلية في محل الرفع معطوفة على جملة {يُولِجُ} على كونها خبر لـ {أن} ، وسيأتي لك بيان حكمة المخالفة بين صيغتي المتعاطفين في مبحث البلاغة. {كُلٌّ}: مبتدأ، وجملة:{يَجْرِي} : في محل الرفع خبر المبتدأ، {إِلَى أَجَلٍ} متعلق بـ {يَجْرِي} ، {مُسَمًّى}: صفة لـ {أجل} . والجملة الاسمية: في محل النصب حال من {الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} ، {وَأَنَّ اللَّهَ}:{الواو} : عاطفة، {أن الله}: ناصب واسمه، {بِمَا تَعْمَلُونَ}: متعلق بـ {خَبِيرٌ} . وجملة {تَعْمَلُونَ} صلة لـ {ما} الموصولة {خَبِيرٌ} : خبر {أن} ، وجملة {أن}: معطوفة على جملة قوله: {أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ} .

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30)} .

{ذَلِكَ} : مبتدأ، {بِأَنَّ اللَّه}: جار ومجرور وخبره، والجملة الاسمية: مستأنفة، {أن}: حرف نصب، {اللَّهَ}: اسمها، {هُوَ}: ضمير فصل، {الْحَقُّ}: خبرها. وجملة {أن} : في تأويل مصدر مجرور بالباء، تقديره: ذلك كائن بسبب كون الله تعالى هو الحق، {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ}:{الواو} : عاطفة. {أن} : حرف نصب، {ما}: اسم موصول في محل النصب اسمها، وجملة {يَدْعُونَ} صلة لـ {ما} الموصولة، والعائد: محذوف، تقديره: وأن ما يدعونه، {مِنْ دُونِهِ}: جار ومجرور حال من {ما} الموصولة، أو من العائد المحذوف، {الْبَاطِلُ}: خبر {أن} ، وجملة {أن}: في محل الجر معطوفة على جملة {أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ} ، وجملة {وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}: معطوفة عليها أيضًا.

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31)} .

{أَلَمْ} : {الهمزة} : للاستفهام التقريري، {لم}: حرف جزم، {تَرَ}:

ص: 312

فعل مضارع وفاعل مستتر مجزوم بـ {لم} ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة، والجملة الفعلية: مستأنفة، {أَنَّ الْفُلْكَ}: ناصب واسمه، {تَجْرِي}: فعل مضارع وفاعل مستتر يعود على {الْفُلْكَ} ، {فِي الْبَحْرِ}: متعلق بـ {تَجْرِي} ، {بِنِعْمَتِ اللَّهِ}: جار ومجرور حال من فاعل {تَجْرِي} ؛ أي: حالة كونها مصحوبة بنعمة الله أو متعلق بـ {تَجْرِي} أيضًا؛ أي: بسبب الريح التي هي النعمة، وجملة {تَجْرِي} في محل الرفع خبر {أن} ، وجملة {أن}: في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي {تَرَ} . {لِيُرِيَكُمْ} : {اللام} : حرف جر وتعليل، {يريكم}: فعل مضارع وفاعل مستتر يعود على الله ومفعول أول، لأن رأى هنا بصرية تعدت إلى المفعولين بهمزة النقل، منصوب بأن مضمرة بعد لام كي، {مِنْ آيَاتِهِ}: جار ومجرور في محل المفعول الثاني {لِيُرِيَكُمْ} ، والجملة الفعلية: في تأويل مصدر مجرور باللام؛ أي: لاراءَته إياكم بعض آياته، والجار والمجرور متعلق بـ {تَجْرِي} ، {إن}: حرف نصب، {فِي ذَلِكَ}: خبر مقدم لـ {إنَّ} ، {لَآيَاتٍ}: اسمها مؤخر، و {اللام}: حرف ابتداء، {لِكُلِّ}: جار ومجرور صفة {لَآيَاتٍ} ، {صَبَّارٍ}: مضاف إليه {لِكُلِّ} ، {شَكُورٍ}: صفة لـ {صَبَّارٍ} ، وجملة {إن}: مستأنفة مسوقة لتقرير ما قبلها.

{وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ} .

{وَإِذَا} {الواو} : عاطفة أو استئنافية، {إذا}: ظرف لما يستقبل من الزمان، {غَشِيَهُمْ مَوْجٌ}: فعل ومفعول وفاعل، والجملة: في محل الخفض مضاف إليه لـ {إذا} على كونها فعل شرط لها، والظرف: متعلق بالجواب الآتي، وجملة {إذا}: معطوفة على جملة قوله: {أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ} أو مستأنفة، {كَالظُّلَلِ}: جار ومجرور صفة لـ {مَوْجٌ} . {دَعَوُا اللَّهَ} : فعل وفاعل ومفعول به، والجملة: جواب {إذا} : لا محل لها من الإعراب، {مُخْلِصِينَ}: حال من الواو في {دَعَوُا} ، {لَهُ}: متعلق بـ {مُخْلِصِينَ} ، {الدِّينَ}: مفعول {مُخْلِصِينَ} ، لأنه اسم فاعل يعمل عمل الفعل الصحيح. {فَلَمَّا}:{الفاء} : عاطفة، {لما}: اسم

ص: 313

شرط غير جازم في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بجوابه، {نَجَّاهُمْ}: فعل ماض وفاعل مستتر يعود على الله ومفعول به، {إِلَى الْبَرِّ}: متعلق بـ {نَجَّاهُمْ} ، والجملة الفعلية: فعل شرط لـ {لما} في محل جر بالإضافة، وجواب {لما}: محذوف، تقديره: صاروا قسمين، وجملة {لما} معطوفة على جملة {إذا} ، {فَمِنْهُمْ}:{الفاء} : عاطفة تفصيلية، {منهم} خبر مقدم، {مُقْتَصِدٌ}: مبتدأ مؤخر؛ أي: فقسم مقتصد كائن منهم، والجملة الاسمية: معطوفة على جواب {لما} المحذوف على كونها تفصيلًا له، ومقابل قوله:{فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} : محذوف دل عليه ما بعده، تقديره: ومنهم جاحد كافر. {وَمَا يَجْحَدُ} : {الواو} : استئنافية. {ما} : نافية، {يَجْحَدُ}: فعل مضارع، {بِآيَاتِنَا}: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ {يَجْحَدُ} ، {إِلَّا}: أداة استثناء مفرغ، {كُلُّ خَتَّار}: فاعل {يَجْحَدُ} ، {كَفُورٍ}: صفة {خَتَّارٍ} ، والجملة الفعلية: مستأنفة.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا} .

{يَا أَيُّهَا} {يا} : حرف نداء، {أي}: منادى نكرة مقصودة، و {الهاء}: حرف تنبيه زائد تعويضًا عما فات؛ أي: من الإضافة، {النَّاسُ}: بدل لـ {أي} ، وجملة النداء: مستأنفة، {اتَّقُوا رَبَّكُمْ}: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية: جواب النداء لا محل لها من الإعراب. {وَاخْشَوْا يَوْمًا} : فعل وفاعل ومفعول معطوف على {اتَّقُوا} ، {لَا}: نافية، {يَجْزِي وَالِدٌ}: فعل وفاعل {عَنْ وَلَدِهِ} : متعلق بـ {يَجْزِي} ، والجملة الفعلية: في محل النصب صفة لـ {يَوْمًا} ، والرابط: محذوف، تقديره: لا يجزي فيه، {وَلَا مَوْلُودٌ}: مبتدأ أول، {هُوَ}: مبتدأ ثان، {جَازٍ}: خبر للمبتدأ الثاني، مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين؛ لأن أصله: جازي، فأعمل به إعمال قاضٍ، وجملة المبتدأ الثاني: خبر للمبتدأ الأول، أعني: مولود، وجوز الابتداء به مع كونه نكرةً وقوعه في سياق النفي، وجملة المبتدأ الأول: في محل النصب معطوفة على جملة {لَا

ص: 314

يَجْزِي وَالِدٌ} على كونها صفة لـ {يَوْمًا} ؛ أي: واتقوا يومًا لا مولود هو جاز عن والده شيئًا، والرابط: محذوف أيضًا، تقديره: هو جاز فيه {عَنْ وَلَدِهِ} : متعلق بـ {جَازٍ} . {شَيْئًا} : مفعول {جَازٍ} أو {يَجْزِي} ، فالمسألة من باب التنازع. وفي "السمين": قوله: {وَلَا مَوْلُودٌ} : جوزوا فيه وجهين:

أحدهما: أنه مبتدأ، وما بعده الخبر.

والثاني: أنه معطوف على {وَالِدٌ} ، وتكون الجملة صفة له. انتهى.

{إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)} .

{إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ} : ناصب واسمه ومضاف إليه، {حَقٌّ}: خبره، وجملة {إن}: مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها. {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ} . {الفاء} : فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفتم ما ذكرته لكم من المواعظ، وأردتم بيان ما هو النصيحة لكم .. فأقول لكم: لا تغرنكم، {لا}: ناهية جازمة، {تغرن}: في محل الجزم بـ {لا} الناهية، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، و {الكاف}: مفعول به {الْحَيَاةُ} : فاعل {الدُّنْيَا} : صفة لـ {الْحَيَاةُ} . والجملة الفعلية: في فحل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة، مستأنفة. {وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ}: فعل ومفعول به معطوف على سابقتها، {بِاللَّهِ}: متعلق به، {الْغَرُورُ}: فاعل.

{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)} .

{إِنَّ اللَّهَ} : ناصب واسمه، {عِنْدَهُ}: خبر مقدم، {عِلْمُ السَّاعَةِ}: مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية: في محل الرفع خبر {إن} ، وجملة {إن}: مستأنفة، {وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ}: فعل وفاعل مستتر يعود عى الله، ومفعول به، والجمة الفعلية: في محل الرفع معطوفة على الجملة الاسمية قبلها، على كونها خبرًا

ص: 315

لـ {أن} فهو بمثابة خبر ثان لـ {إن} . {وَيَعْلَمُ مَا} : فعل وفاعل مستتر ومفعول به معطوف أيضًا على جملة {عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} ، فهو بمثابة خبر ثالث لها، {فِي الْأَرْحَامِ}: جار ومجرور صلة لـ {ما} الموصولهّ، {وَمَا تَدْرِي}:{الواو} : عاطفة، {ما}: نافية، {تَدْرِي نَفْسٌ}: فعل وفاعل والجملة الفعلية: معطوفة على جملة {إِنَّ} . {مَاذَا} : اسم استفهام مركب في محل النصب مفعول مقدم لـ {تَكْسِبُ} ، ويجوز أن تكون {ما} مبتدأ و {ذا}: اسم موصول خبر لـ {ما} ، وجملة {تَكْسِبُ}: صلة لـ {ذا} الموصولة، والجملة الاسمية سادة مسدّ مفعولي {تَدْرِي}. {تَكْسِبُ}: فعل مضارع وفاعل مستتر يعود على {نَفْسٌ} ، {غَدًا}: ظرف زمان منصوب متعلق بـ {تَكْسِبُ} ، وجملة {تَكْسِبُ} في محل النصب ساد مسد مفعولي {تَدْرِي} المعلقة بالاستفهام. {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ}: فعل وفاعل معطوفة على سابقتها، {بِأَيِّ أَرْضٍ}: متعلق بـ {تَمُوتُ} ، وهو معلق للدراية عن العمل فيما بعده، {تَمُوتُ}: فعل وفاعل مستتر، والجملة: في محل النصب ساد مسد مفعولي {تَدْرِي} ، {إِنَّ اللَّهَ}: ناصب واسمه. {عَلِيمٌ} : خبر أول له. {خَبِيرٌ} : خبر ثان له، والجملة: مستأنفة مقررة لما قبلها.

التصريف ومفردات اللغة

{يُسْلِمْ وَجْهَهُ} ؛ أي: يفوض أمره، إلى الله، مأخوذ من أسلمت المتاع إلى الزبون. اهـ. "بيضاوي"، والزبون بفتح الزاي: المشتري من الزبن، وهو: الدفع. اهـ. "شهاب"؛ لأنه يدفع غيره عن أخذ المبيع، وأسلم إذا عدي بإلى، يكون بمعنى سلم، وإذا عدي باللام، تضمن معنى الإخلاص، والوجه: بمعنى الذات، والمعنى: أقبل بكليته إلى الله.

{وَهُوَ مُحْسِنٌ} ؛ أي: مطيع لله في أمره ونهيه.

{فَقَدِ اسْتَمْسَكَ} قال في "المفردات": إمساك الشيء: التعلق به وحفظه، واستمسكت بالشيء: إذا تحربت بالإمساك، انتهى. والسين والتاء فيه زئداتان.

ص: 316

{بِالْعُرْوَةِ} ، والعروة: بضم أوله: ما يعلق به الشيء من عروته بالكسر؛ أي: ناحيته، والمراد: مقبض نحو الدلو والكلوز، وفي "القاموس": العروة من الدلو، والكوز المقبض، ومن الثوب أُخْتُ زِرّهِ كالعثرى، وفي "الأساس" و"اللسان": وتستعار العروة لما يوثق به ويعول عليه، فيقال للمال النفيس - والفرس الكريم: لفلان عروة.

و {الْوُثْقَى} : الموثقة المحكمة، تأنيث الأوثق، كالصغرى تأنيث الأصغر، والشيء الوثيق: ما يأمن صاحبه من السقوط.

والمعنى: فقد تعلق بأوثق ما يتعلق به من الأسباب وأقواه، وأصله: أن من يرقى إلى جبلٍ شاهقٍ، أو يتدلى منه، يستمسك بحبل متينٍ مأمون الانقطاع.

{فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} يقال: أحزنه، من المزيد، ويحزنه من الثلاثي، وأما حزن الثلاثي ويحزن المزيد، فليس بشائع في الاستعمال.

{قَلِيلًا} ؛ أي: تمتينًا أو زمانًا قليلًا، فهو إما صفة لمصدر أو ظرف محذوف.

{ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ} : الاضطرار: حمل الإنسان على ما يضره، وهو في التعارف: حمل الإنسان على أمر يكرهه؛ أي: نلجئهم ونردهم في الآخرة قسرًا إلى العذاب.

{إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ} ؛ أي: ثقيل، ثقل الأجرام الغلاظ، والغليظ: ضد الرقيق، وأصله: أن يستعمل في الأجسام، لكن قد يستعمل في المعاني، كما في "المفردات".

{لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} بضم اللام لإسناده إلى ضمير الجماعة، أصله: يقولونن، بواو الضمير وثلاث نونات، فهو مرفوع بالنون المحذوفة لعدم مباشرته بنون التوكيد، حذفت نون الرفع لتوالي الأمثال، فالتقى ساكنان، ثم حذفت الواو لبقاء دالها وهو ضم اللام، فصار:{يقولن} بضم اللام.

ص: 317

{مِنْ شَجَرَةٍ} الشجر: اسم جنس يفرق بينه وبين مفرده بالتاء، كتمرة وتمر، والشجر ضد النجم، وهو ما له ساق قوي.

{أَقْلَامٌ} : جمع قلم، وأصل القلم، القص من الشيء الصلب كالظفر، وخص ذلك بما يكتب به، وفي "كشف الأسرار": سمي قلمًا لأنه قط رأسه، والإقليم: القطعة من الأرض، وتقليم الأظفار: قطعها، والفرق بين القط والقد: أن القط: القطع عرضًا، والقد: القطع طولًا، والقطع: فصل الجسم بنفوذ جسم آخر فيه.

{وَالْبَحْرُ} ؛ أي: المحيط، لأنه المتبادر من التعريف، إذ هو الفرد الكامل. اهـ. "شهاب". وهو البحر الأعظم، الذي منه مادة جميع البحار المتصلة به، كبحر الغرب والشرق، والمنقطعة عنه.

{يُولِجُ اللَّيْلَ} ؛ أي: يدخل، والمراد: أنه يضيف الليل إلى النهار والعكس بالعكس، فيتفاوت بذلك حال أحدهما زيادةً ونقصانًا، فالإيلاج: الإدخال، والولوج: الدخول في مضيق.

{تَجْرِي فِي الْبَحْرِ} ؛ أي: تسير سيرًا سريعًا. قال في "المفردات": الجري: المر السريع، وأصله لمر الماء ولما يجري بجريه.

{لِكُلِّ صَبَّارٍ} ؛ أي: مبالغ في الصبر على المشاق.

اعلم: أن الصبر تحمل المشاق بقدر القوة البدنية، وذلك في الفعل كالمشي ورفع الحجر، كما يحصل للجسوم الخشنة، وفي الانفعال كالصبر على المرض، واحتمال الضرب والقطع، وكل ذلك ليس بفضيلة تامة، بل الفضيلة في الصبر عن تناول مشتهى لإصلاح الطبيعة، والصبر على الطاعات لإصلاح النفس، فالصبر كالدواء المر وفيه نفعٌ.

{شَكُورٍ} ؛ أي: مبالغ في الشكر على نعمائه، والشكر: تصور النعمة بالقلب والثناء على المنعم باللسان، والخدمة بالأركان، وجعل الصبر مبدأ، والشكر منتهًى في الآية يدل على كون الشكر أفضل من الصبر.

ص: 318

{وَإِذَا غَشِيَهُمْ} يقال: غشيه: إذا ستره وعلاه وغطاه {مَوْجٌ} هو ما ارتفع من الماء {كَالظُّلَلِ} : الظلل: جمع ظلة بضم الظاء، وهو كل ما أظلك من جبل أو سحاب أو شجر أو غيرها، شبه بها الموج في كثرتها وارتفاعها، وجعل الموج وهو واحد، كالظلل، وهو جمع؛ لأن الموج يأتي منه شيء بعد شيء.

{مُقْتَصِدٌ} ؛ أي: سالك للقصد؛ أي: للطريق المستقيم، وهو التوحيد لا يعدل عنه إلى غيره، أو متوسط في الكفر لانزجاره في الجملة.

{خَتَّارٍ} : مبالغة من الختر، من بابي ضرب ونصر، والختر: أشد الغدر وأقبحه، قال في "المفردات": الختر: غدر يختر فيه الإنسان؛ أي: يضعف ويكسر لاجتهاده فيه. اهـ. ومنه قولهم: إنك لا تمد لنا شبرًا من الغدر، إلا مددناك باعًا من ختر. قال الشاعر:

وَإِنَّكَ لَوْ رَأَيْتَ أبا عُمَيْرٍ

مَلأْتَ يَدَيْكَ مِنْ غَدْرٍ وَخَتْرِ

وقوله: ملأت يديك من غدرٍ وخترٍ، شبه المعقول بالمحسوس على سبيل الاستعارة المكنية وملء اليدين تخييل {لَا يَجْزِي وَالِدٌ} يقال: جزاه دينه: إذا قضاه، وفي "المفردات": الجزاء الغناء والكفاية.

{إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ} والوعد: يكون في الخير والشر، يقال: وعدته بنفع وضر وعدًا وميعادًا، والوعيد في الشر خاصةً.

{فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ} يقال: غره: إذا خدعه وأطمعه بالباطل فاغتر هو، كما في "القاموس".

{الْغَرُورُ} قال في "المفردات": الغرور كل ما يغر الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان، وقد فسر بالشيطان، إذ هو أخبث الغاوين.

{عِلْمُ السَّاعَةِ} والساعة في الأصل: جزء من أربعة وعشرين جزءًا من الملوين، وسميت القيامة بلفظ الساعة؛ لأنها تقوم في آخر جزء من تلك الأجزاء.

{وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} ؛ أي: المطر، سمي المطر بالغيث؛ لأن به يغاث الخلق

ص: 319

من الجدب والقحط، وبه رزقهم وبقاؤهم، كما مر، ولا يسمى بالغيث إلا المطر النافع.

{وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ} جمع رحم، والرحم: بيت منبت الولد ووعاؤه.

{وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ} والدراية: المعرفة المدركة بضرب من الحيل، ولذا لا يوصف الله سبحانه بها، ولا يقال: الله الداري.

وأما قول الشاعر:

لَا هُمَّ لَا أَدْرِيْ وَأنْتَ الدَّارِيْ

فقول عربي جلف جاهل، جاهل بما يطلق على الله من الصفات، وما يجوز منها وما يمتنع، أو بطريق المشاكلة، كما في قوله تعالى:{تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} .

{مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} والكسب: ما يتحراه الإنسان مما فيه اجتلاب نفع وتحصيل حظ، مثل كسب المال، وقد يستعمل فيما يظن الإنسان أن يجلب به منفعةً أو يدفع به مضرة، والغد: اليوم يلي يومك الذي أنت فيه، كما أن أمس اليوم الذي قبل يومك بليلة.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: المجاز المرسل في قوله: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ} حيث أطلق الجزء وأراد الكل؛ لأن الوجه هنا بمعنى الذات، لا خصوص العضو الذي تقع به المواجهة.

ومنها: الاستعارة التمثيلية في قوله: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} فقد مثل حال المتوكل المشتغل بالطاعة، بحال من أراد أن يتدلى من جبل شاهق، فاحتاط لنفسه بأن استمسك بأوثق عروة من حبل متين مأمون انقطاعه، وقيل: هو

ص: 320

تشبيه تمثيلي، لذكر طرف التشبيه، فقد شبه من تمسك بالإِسلام بمن أراد أن يرقى إلى شاهق جبل، فتمسك بأوثق حبل، وحذف أداة التشبيه للمبالغة.

ومنها: الاستعارة المكنية في قوله: {ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ} حيث شبه إلزامهم التعذيب، وإرهاقهم باضطرار المضطر إلى الشيء الذي لا يقدر على الانفكاك منه؛ أي: يثقل عليهم ثقل الأجرام الغلاظ.

ومنها: الاستعارة المصرحة في لفظ {غَلِيظٍ} لأن الغليظ ضد الرقيق، فهو حقيقة في الأجسام، فاستعاره للتعذيب الذي هو معنى من المعاني؛ لأنه بمعنى عذاب شديد، فالشدة معنًى من المعاني، فاستعار لها لفظ الغلط على طريق الاستعارة التصريحية التبعية، لجرياتها في المشتق بعد جريانها في الجامد.

ومنها: تقديم ما حقه التأخير لغرض الحصر في قوله: {وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} ؛ أي: إليه تعالى، لا إلى أحد غيره.

ومنها: المجاز المرسل في قوله: {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} حيث أطلق المحل الذي هو الصدر، وأراد به الحال الذي هو القلب؛ لأن المعنى: عليم بخطرات القلوب.

ومنها: الحصر في قوله: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} لأن كلمة {هُوَ} هنا للحصر؛ أي: هو الغني وحده، وليس معه غني آخر، كما مرّ.

ومنها: توحيد لفظ {شَجَرَةٍ} لإفادة الاستغراق في قوله: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ} فكأنه قال من كل شجرة شجرة حتى لا يبقى من جنس الشجر شجرة واحدة، إلا وقد بريت أقلامًا.

ومنها: جمع الأقلام لقصد التكثير.

ومنها: المخالفة في الصيغة بين {سخر} المعطوف و {يُولِجُ} المعطوف عليه في قوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ} وقوله: {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} لاختلاف مفادهما؛ لأن إيلاج أحد الملوين في الآخر متجدد كل حين، فعبر عنه بالصيغة المتجددة حينًا بعد حين، وأما تسخير النيرين، فهو أمر لا يتجدد ولا

ص: 321

يتعدد، بل هو ديمومة متصلة متتابعة، فعبر عنه بالصيغة الماضية الكائنة.

ومنها: الطباق بين لفظ {الْحَقُّ} - و {الْبَاطِلُ} في قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ} .

ومنها: كمال الاعتناء بشأن التوحيد في قوله: {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ} حيث صرحه مع أن ثبوت حقيقة إلهيته تعالى، مستتبع لبطلان إلهيةِ ما عداه.

ومنها: صيغ المبالغة في قوله: {صَبَّارٍ شَكُورٍ} وقوله: {خَتَّارٍ كَفُورٍ} .

ومنها: الحذف والزيادة في عدة مواضع.

فائدة: فإن قيل: إذا أمكن العلم بالغيب لخلص عباده تعالى بتعليمه إياهم، فلم لم يعلم الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم الغيوب المذكورة في الآية؟

فالجواب: أن الله تعالى إنما لم يعلمه ذلك، إشعارًا بأن المهم للعبد أن يشتغل بالطاعة ويستعد لسعادة الآخرة، ولا يسأل عما لا يهم، ولا يشتغل بما لا يعنيه، فافهم جدًّا، واعمل لتكون عاقبتك خيرًا، انتهى من "روح البيان".

والله سبحانه وتعالى أعلم

* * *

ص: 322

مجمل ما احتوته هذه السورة الكريمة من الموضوعات

1 -

القرآن هداية، ورحمة للمؤمنين.

2 -

قصص من ضل عن سبيل الله بغير علم، واتخذ آيات الله هزوًا.

3 -

وصف العالم العلوي والعالم السفلي، وما فيهما من العجائب الدالة على وحدانية الله تعالى.

4 -

قصص لقمان وإيتاؤه الحكمة، وشكره لربه على ذلك، ثم نصائحه لابنه.

5 -

الأمر بطاعة الوالدين، إلا فيما لا يرضي الخالق.

6 -

النعي على المشركين في ركونهم إلى التقليد، إذا دعوا إلى النظر في الكون، وعبادة الخالق له.

7 -

لا نجاة للإنسان إلا بالإخبات إلى الله سبحانه.

8 -

تسلية الرسول على عدم إيمان المشركين.

9 -

تعجيب رسوله من المشركين، بأنهم يقرون بأن الله هو الخالق لكل شيء، ثم هم يعبدون معه غيره، ممن هو مخلوق مثلهم.

10 -

نعم الله ومخلوقاته لا حصر لها.

11 -

الأمر بالنظر إلى الكون وعجائبه، لنسترشد بذلك إلى وحدانية الصانع لها.

12 -

تحميق المشركين بأنهم في الشدائد يدعون الله وحده، وفي الرخاء يشركون معه سواه.

13 -

الأمر بالخوف من عقاب الله، يوم لا يجزي والد عن ولده.

ص: 323

14 -

مفاتيح الغيب الخمسة، التي استأثر الله بعلمها.

15 -

إحاطة علمه تعالى بجميع الكائنات، ظاهرها وباطنها (1).

والله أعلم

* * *

(1) وهذا آخر ما كتبناه على هذه السورة الكريمة، وقد فرغنا من تفسيرها قبيل ظهر يوم الأربعاء المبارك، اليوم الثاني من شهر شوال، من شهور سنة 2/ 10/ 1413 هـ. ألف وأربع مئة وثلاث عشرة سنة، من الهجرة النبوية، عليه أفضل الصلوات، وأزكى التحية.

ص: 324