الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالتنوين، {الْمَوْتِ} بالنصب.
والخلاصة: أي أينما تكونوا يدرككم الموت، فكونوا في طاعة الله، وافعلوا ما أمركم به، فذلك خير لكم فإن الموت لا محالة آتٍ، ولله در القائل:
الْمَوْتُ فِي كُلِّ حِيْنٍ يُنْشِدُ الْكَفَنَا
…
وَنَحْنُ فِيْ غَفْلَةٍ عَمَّا يُرَادُ بِنَا
لَا تَرْكَنَنَّ إلَى الدُّنْيَا وَزَهْرَتِهَا
…
وَإنْ تَوَشَّحْتَ مِنْ أثْوَابِهَا الْحَسَنَا
أَيْنَ الأَحَبَّةُ وَالْجِيْرَانُ مَا فَعَلُوْا
…
أَيْنَ الَّذِيْنَ هُمُ كَانُوْا لَهَا سَكَنَا
سَقَاهُمُ ألْمَوْتُ كَأسًا غَيْرَ صَافِيَةٍ
…
صَيَّرَتْهُمْ تَحْتَ أَطْبَاقِ الثَّرَى رَهَنَا
ثم إلى الله موجعكم، فمن كان مطيعًا له .. جازاه خير الجزاء، وآتاه أتم الثواب.
58
- ثم بين جزاء المؤمن بربه، المهاجر بدينه فرارًا من شرك المشركين، فقال:{وَالَّذِينَ آمَنُوا} بالله، وصدقوا رسوله فيما جاء به من عنده {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ومن الصالحات: الهجرة للدين؛ أي: وعملوا بما أمرهم به، فأطاعوه، وانتهوا عما نهاهم عنه. {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} أي: وعزتي وجلالي لننزلنهم {مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا} مفعول ثان لـ {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ} ؛ أي: قصورًا (1) عالية من الدر والزبرجد والياقوت، وإنما قال ذلك؛ لأن الجنة في جهة عالية، والنار في سافلة، ولأن النظر من الغرف إلى المياه والخضر أشهى وألذ.
{تَجْرِي} وتسيل {مِنْ تَحْتِهَا} أي: من تحت أشجارها {الْأَنْهَارُ} الأربعة صفة لـ {غُرَفًا} حال كونهم {خَالِدِينَ} أي: ماكثين {فِيهَا} أي: في تلك الغرف مكثًا موبدًا لا نهاية له، جزاءً لهم على ما عملوا {نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} الأعمال الصالحة، والمخصوص بالمدح محذوف؛ أي: نعم أجر العاملين أجرهم.
وقرأ ابن مسعود (2)، والأعمش، ويحيى بن وثاب، وحمزة، والكسائي،
(1) روح البيان.
(2)
البحر المحيط مع الشوكاني.