الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بآياتنا، ويبخس حقها، ويردها إلا المعتدون المكابرون، الذين يعلمون الحق ويحيدون عنه، ونحو الآية قوله:{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)} .
وإنما قال أولًا: {وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ} وثانيًا: {إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} وثالثًا: {وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} مع أن المراد بكل من الثلاثة: اليهود والمشركون، للتفتن وتسجيلًا عليهم باسم كل من الثلاثة.
50
- {وَقَالُوا} ؛ أي: قال كفار قريش {لَوْلَا} تحضيضية بمعنى هلا؛ أي: هلا {أُنْزِلَ عَلَيْهِ} أي: على محمد {آيَاتٌ} تكوينية {مِنْ} عند {رَبِّهِ} سبحانه؛ أي: آيات كآيات الأنبياء قبله، وذلك كعصا موسى ويده، وناقة صالح، ومائدة عيسى عليهم السلام.
وقرأ (1) نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص:{آيَاتٌ} بالجمع، واختار هذه القراءة أبو عبيد، لقوله بعد:{قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ} وقرأ ابن كثير، وأبو بكر، وحمزة والكسائي:{آية من ربه} بالإفراد.
{قُلْ} لهم يا محمد {إِنَّمَا الْآيَاتُ} ؛ أي: إنما أمرها وشأنها {عِنْدَ اللهِ} سبحانه؛ أي: في قدرته وحكمه، ينزلها على من يشاء من عباده، ولا قدرة لأحد على إنزالها، فليس بيدي شيء من أمرها فآتيكم بما تقترحونه {وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ}؛ أي: ما أنا إلا مخوف لكم من عذاب الله سبجانه {مُبِينٌ} أي: بين الإنذار والتخويف، أنذركم كما أمرت، وأبين لكم كما ينبغي، ليس قدرتي غير ذلك؛ أي: ليس (2) من شأني إلا الإنذار والتخويف من عذاب الله، بما أعطيت من الآيات.
قال في "كشف الأسرار": والحكمة في ترك إجابة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الآيات المقترحة: أنه يؤدي إلى ما لا يتناهى؛ وأن هؤلاء طلبوا آيات تضطرهم إلى الإيمان، فلو أجابهم إليها، ولم يؤمنوا .. لاستؤصلوا، وعذاب الاستئصال مرفوع عن هذه الأمة ببركة النبي صلى الله عليه وسلم.
(1) البحر المحيط.
(2)
روح البيان.