الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيهم: ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ [ (1) ] وكان مجاهد يقول: يعنى الذين تكلموا بما تكلموا به وهم مكرهون.
قال [الواقدي] : عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال: كان أبو جهل يأتى الرجل الشريف إذا أسلم، فيقول له: أتترك دين أبيك وتقيل رأيه، وتضع شرفه؟ وإن كان تاجرا قال له: ستكسد تجارتك، ويهلك مالك، وإن كان ضعيفا أغرى به حتى يعذب، فأذن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لأصحابه فهاجروا إلى الحبشة.
وأما المهاجرون إلى الحبشة
[ (2) ] فإنه خرجت طائفة أولى، ثم خرجت طائفة بعدها، فكانت الأولى اثنى عشر رجلا وأربع نسوة، وقيل: أحد عشر وامرأتان، وقيل: كانوا عشر رجال وأربع نسوة، وأميرهم عثمان بن مظعون، وأنكر الزهري ذلك وقال: لم يكن لهم أمير.
قال قتادة: أول من هاجر إلى اللَّه بأهله عثمان بن عفان رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه [ (3) ] .
[ (1) ] النحل: 110.
[ (2) ] قال ابن إسحاق: فلما رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء، وما هو فيه من العافية، بمكانه من اللَّه ومن عمه أبى طالب، وأنه لا يقدر أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء، قال لهم: لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن ملكا لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل اللَّه لكم فرجا مما أنتم، فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة، مخافة الفتنة، وفرارا إلى اللَّه بدينهم، فكانت أول هجرة كانت في الإسلام.
أوائل المهاجرين إلى الحبشة: وكان أول من خرج من المسلمين من بنى أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف بن قصىّ بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر: عثمان بن عفان ابن أبى العاص بن أمية، معه امرأته رقية بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. -
[ (3) ] راجع التعليق السابق.
قال: سمعت النضر بن أنس يقول: سمعت أبا حمزة- يعنى أنسا رضي اللَّه تبارك وتعالى عنه، يقول: خرج عثمان بن عفان، ومعه رقية بنت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة، فأبطأ على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خبرهم، فقدمت امرأة من قريش فقالت: يا محمد! قد رأيت ختنك ومعه امرأته، قال:
على أي حال رأيتينهما؟ قالت: رأيته قد حمل امرأته على حمار من هذه الدبابة وهو يسوقها، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: صحبهم اللَّه، إن عثمان أول من هاجر بأهله بعد لوط.
وذكر الواقدي أن الهجرة الثانية إلى الحبشة كانت سنة خمس من المبعث.
وخرج أبو داود الطيالسي، عن خديج بن معاوية، عن أبى إسحاق أن عن عبد اللَّه بن عتبة، عن عبد اللَّه بن مسعود رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: بعثنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي [ (1) ] ونحن ثمانون رجلا، معنا جعفر بن أبى طالب، وعثمان بن عفان، فذكره.
[ (1) ] اسم لكل ملك يلي الحبشة، كما أن كسرى اسم لمن ملك الفرس، وخاقان اسم لملك الترك كائنا من كان، وبطليموس اسم لمن ملك اليونان. واسم هذا النجاشي أصحمة بن أبحر، وتفسيره: عطية.