الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تبارك وتعالى عنه إلى أهل نجران أيضا، وبعث على بن أبى طالب رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه إلى أهل نجران أيضا، وبعث معاذ بن جبل رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه إلى أهل اليمن، لأخذ الجزية، وغير ذلك، واللَّه تعالى أعلم بالصواب.
فصل في ذكر عمال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الزكاة
اعلم أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما صدر من الحج سنة عشر، أقام بالمدينة حتى رأى هلال المحرم سنه إحدى عشر، فبعث المصدقين في العرب [ (1) ] ، فبعث عمر بن الخطاب رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه على الصدقات، وبعث خالد بن سعيد بن العاص، وقد قدم قرة بن أشقر الجذاعى لملوك كندة، ومباعدا لهم فاستعمله رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على صدقات زبيد ومذحج كلها، وبعثه معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة، وكان معه في بلاده حتى توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وبعث معاذ بن جبل رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه إلى اليمن، وأمره أن يأخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة، وفي كل أربعين شاة شاة. رواه أبو داود [ (2) ] .
[ (1) ] المصدّق بتشديد الدال وكسرها: أي عاملا يستوفي الزكاة من أربابها وفي (معالم السنن) للخطابى: ان المصدق بتخفيف الصاد: العامل، وفي (المطالع) : المصدق بتخفيف الصاد:
آخذ الصدقة، قال ثابت: ويقال أيضا للذي يعطيها من ماله، فإذا شددت الصاد فهو المتصدق لا غير. (التراتيب الادارية) : 1/ 396- 397، باب في العامل على الزكاة.
[ (2) ](سنن أبى داود) : 2/ 224- 255، كتاب الزكاة، باب (4) في زكاة السائمة، حديث رقم (1568) ، وأخرجه ابن ماجة في الزكاة، باب صدقة الإبل، حديث رقم (1798) ، والترمذي في الزكاة، باب في زكاة الإبل والغنم، حديث رقم (621) وقال:«حديث حسن، والعمل على هذا الحديث عند عامة الفقهاء، وقد روى يونس بن يزيد وغير واحد عن الزهري عن سالم بن عبد اللَّه بن عمرو الخطاب بهذا الحديث ولم يرفعوه وإنما رفعه سفيان بن حسين» -
وبعث أبى بن كعب مصدقا على بلى وعذرة وجميع بنى سعد بن هدم على ما رواه الإمام أحمد، وبعث عدي بن حاتم على طيِّئ وصدقاتها، وعلى بنى أسد.
روى مسلم عن عدي بن حاتم، قال: أتيت عمر بن الخطاب رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، فقال: إن أول صدقة بيضت وجه رسول اللَّه
[ () ] وسفيان بن حسين أخرج له مسلم واستشهد به البخاري، إلا أن حديثه عن الزهري فيه ما قال، وهو ممن اتفق البخاري ومسلم على الاحتجاج بحديثه، وقال الترمذي في (كتاب العلل) :
«سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث، فقال: أرجو أن يكون محفوظا وسفيان بن الحسين صدوق» . ولفظ الحديث عند أبى داود:
كتب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتاب الصدقة فلم يخرجه إلى عماله حتى قبض، فقرنه بسيفه، فعمل به أبو بكر حتى قبض، ثم عمل به عمر حتى قبض، فكان فيه «في خمس من الإبل شاة» ، وفي عشر شاتان وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين أربع شياه، وفي خمس وعشرين ابنة مخاض، إلى خمس وثلاثين، فإن زادت واحدة ففيها ابنة لبون، إلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدة ففيها حقة، إلى ستين، فإذا زادت واحدة ففيها جذعة، إلى خمس وسبعين، فإذا زادت واحدة ففيها ابنتا لبون، إلى تسعين، فإذا زادت واحدة ففيها حقتان، إلى عشرين ومائة، فإن كانت الإبل أكثر من ذلك ففي كل خمسين حقة وفي كل أربعين ابنة لبون، وفي الغنم في كل أربعين شاة شاة، إلى عشرين ومائة، فإن زادت واحدة فشاتان إلى مائتين، فإن زادت [واحدة] على المائتين ففيها ثلاث [شياه] ، إلى ثلاثمائة، فإن كانت الغنم أكثر من ذلك ففي كل مائة شاة شاة، وليس فيها شيء حتى بلغ المائة، ولا يفرق بين مجتمع، ولا يجمع بين متفرق، مخافة الصدقة وما كان من خليطين فإنّهما يتراجعان [بينهما] بالسوية، ولا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عيب.
قال: قال الزهري: إذا جاء المصدق قسمت الشاء أثلاثا: ثلثا شرارا، وثلثا خيارا، وثلثا وسطا، فأخذ المصدق من الوسط، ولم يذكر الزهري البقر، ثم قال في الحديث رقم (1569) :
حدثنا عثمان بن أبى شيبة، حدثنا: محمد بن يزيد الواسطي، أخبرنا سفيان بن حسين، بإسناده ومعناه، قال: فإن لم تكن ابنة مخاض، فابن لبون، ولم يذكر كلام الزهري.
صلّى اللَّه عليه وسلّم ووجوه أصحابه صدقة طيِّئ جئت بها إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم [ (1) ] ، وبعث الزبير، قال ابن زيد وقيس بن عاصم على صدقة بنى سعد، فبعث الزبير [ (2) ]، قال: على ناحية، وقيس بن عاصم [ (3) ] على ناحية.
[ (1) ](مسلم بشرح النووي) : 16/ 310، كتاب فضائل الصحابة، باب (47) من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيِّئ، حديث رقم (2523) و (مسند أحمد) : 1/ 74، حديث رقم (318) من مسند عمر بن الخطاب رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه.
[ (2) ] هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب- حواري رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية بنت عبد المطلب، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أهل الشورى، وأول من سل سيفه في سبيل اللَّه، وأبو عبد اللَّه رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، أسلم وهو حدث، له ست عشرة سنة.
قتل الزبير في رجب سنة ست وثلاثين عن أربع وستين أو بضع وخمسين سنة بوادي السباع على سبعة فراسخ من البصرة، أما أنه قد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على الصدقة، فيعكر على ذلك ما قاله هشام- فيما ذكر الحافظ الذهبي في (سير الأعلام) : ردّ، وما ولى إمارة قط، ولا جباية، ولا خراجا، ولا شيئا، إلا أن يكون في غزو مع النبي صلى الله عليه وسلم، أو مع أبى بكر، وعمر، وعثمان، له ترجمة في (التاريخ الكبير) : 3/ 409، (التاريخ الصغير) : 1/ 75، (المعارف) : 219- 277، (حلية الأولياء) : 1/ 89، (جامع الأصول) : 9/ 5- 10، (تهذيب الأسماء واللغات) : 1/ 194- 196، (كنز العمال) : 13/ 204- 212، (تاريخ الخميس) : 1/ 172، (سير الأعلام) :
1/ 41- 267 ترجمة رقم (3)(الإصابة) : 3/ 553- 557، ترجمة رقم (2791) .
[ (3) ] هو قيس بن عاصم بن أسيد بن جعونة بن الحارث بن عامر بن نمير بن عامر بن صعصعة النميرىّ، قال الحافظ ابن حجر في (الإصابة) : وبعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الضحاك ساعيا فجاء بإبل جلة، فقال: أتيتهم فأخذت جلة أموالهم. ارددها عليهم، وخذ صدقاتهم من مواشى أموالهم. (الإصابة) : 3/ 434- 435، ترجمة قرة بن دعموص النميري رقم (7108) ، 3/ 482- 483، ترجمة قيس بن عاصم بن أسيد رقم (7198) .
وذكر ابن قتيبة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم استعمل الزبير قال ابن بدر: على صدقات قومه، وتوفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فذهب بالصدقة إلى أبى بكر رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، وهي سبعمائة بعير.
قال عمر بن شبة: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: أنبأنا يوسف بن الماجشون قال: أخبرنا ابن شهاب أن عبد الرحمن بن عوف رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه كان يلي صدقات الإبل والغنم في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وكان بلال رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه يلي صدقات الثمار، وكان محمية بن جزء يلي الخمس، وأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل خزانة بلال التي يضع فيها الصدقات، فوجد فيها صبرة من تمر فقال: ما هذا التمر يا بلال؟ قال: يا رسول اللَّه أخذتها لنوائبك، قال: أفأمنت أن تصبح ولها في جهنم بخارا، أنفق، ولا تخش من ذي العرش إقلالا، أو إقتارا [ (1) ] .
[ (1) ] أخرجه البيهقي في (دلائل النبوة) : 1/ 347، باب ذكر أخبار رويت في زهده صلى الله عليه وسلم في الدنيا وصبره على القوت الشديد فيها، واختياره الدار الاخرة، وما أعد اللَّه تعالى له فيها على الدنيا.
وأخرجه أيضا في (شعب الإيمان) : 2/ 118، باب (13) التوكل والتسليم، حديث رقم (1345) عن أبى هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، ثم قال: خالفه روح ابن عبادة، فرواه عن عوف، عن محمد قال: دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على بلال فوجد تمرا أدخره، فرواه مرسلا، وحديث رقم (1346) من حديث روح بن عبادة فذكر ثم قال:
ورواه مبارك ابن فضالة، عن يونس، عن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة موصولا، وقال في هامشه: قال الهيثمي في (مجمع الزوائد) : 3/ 126: رواه الطبراني في الكبير، وفيه مبارك بن فضالة، وهو ثقة وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
قال في (كشف الخفاء) : 1/ 210- 211، حديث رقم (635) : رواه الطبرانىّ في الكبير، والقضاعيّ في مسندة عن ابن مسعود قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال وعنده صبرة من تمر فقال: ما هذا يا بلال؟ قال يا رسول اللَّه: ذخرته لك ولضيفانك، فقال أما تخشى أن يفور لها بخار من جهنم أنفق بلال- الحديث، وذكره النجم عن أبى هريرة أيضا بلفظ أما تخشى يا بلال أن ترى له بخارا في نار جهنم.