الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستخلف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه على العسكر لما خرج لغزوة تبوك وذلك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عسكر بثنية الوداع والناس كثير، لا يجمعهم كتاب.
واستخلف أبا بكر الصديق رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه على العسكر يصلى بالناس، [حين] اشتغل صلى الله عليه وسلم بالمسير، وكان صفوان بن المعطل بن رحضة بن خزاعيّ بن محارب بن مرة بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن نهبة ابن سليم السلمي الذكوانيّ أبو عمر، على ساقة العسكر، يلتقط من متاع المسلمين حتى يأتيهم به.
فصل في نصرة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالرعب
[خرج البخاري من حديث الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم رأيتني أتيت بمفاتيح خزائن الأرض، فوضعت في يدي] .
قال أبو هريرة: فقد ذهب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها.
قال البخاري: بلغني أن جوامع الكلم: أن اللَّه عز وجل يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد أو الاثنين، [أخرجه البخاري ومسلم] .
ذكره في الجهاد وذكره في كتاب التعبير ولفظ منه: «وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض، ووضعت في يدي» .
وذكره في كتاب الاعتصام من حديث إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب بسنده وذكره أيضا من حديث أيوب عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «أعطيت مفاتيح الكلم ونصرت بالرعب وبينا أنا نائم البارحة إذا أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض حتى وضعت في يدي» وقال أبو هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه فذهب صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها. وذكره في كتاب الصلاة من حديث هشام، عن سيرين، عن
الحكم، عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبد اللَّه رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه عنهم، وفيه «ونصرت بالرعب مسيرة شهر» وهو فيما اتفقا على إخراجه.
وخرجه مسلم في كتاب الصلاة من حديث ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: «بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم أوتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي، «قال أبو هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه فذهب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها» [ (1) ] . ومن حديث الزبيدي، عن الزهري قال: أنبأنا سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال:
[ (1) ] رواه البخاري في الجهاد، باب
قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: نصرت بالرعب مسيرة شهر، في التعبير، باب رؤيا الليل، وباب المفاتيح في اليد، في الاعتصام، باب قول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعثت بجوامع الكلم.
ومسلم في المساجد في فاتحته، حديث رقم (523) ، والترمذي في السير، باب ما جاء في الغنيمة، حديث رقم (1553) ، والنسائي في الجهاد، باب وجوب الجهاد.
قوله صلى الله عليه وسلم: «نصرت بالرعب» ،
الرعب: الفزع والخوف، وذلك أن أعداء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان قد أوقع اللَّه في قلوبهم الرعب، فإذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر هابوه وفزعوا منه، فلا يقدمون على لقائه.
قوله صلى الله عليه وسلم: «جوامع الكلم»
أراد به القرآن. جمع اللَّه تعالى بلطفه في الألفاظ اليسيرة منه معاني كثيرة. كذلك ألفاظه صلى الله عليه وسلم كانت قليلة الألفاظ، كثيرة المعاني.
و «مفاتيح الكلم» ،
المفاتيح: كل ما يتوصل به إلى استخراج المغلقات التي يتعذر الوصول إليها، فأخبر عليه السلام أنه أولى مفاتيح الكلم، وهو ما سهل اللَّه تعالى عليه من الوصول إلى غوامض المعاني، وبدائع الحكم التي أغلقت على غيره وتعذرت.
قوله صلى الله عليه وسلم «مفاتيح خزائن الأرض» ،
أراد به ما سهل اللَّه تعالى له ولأمته من استخراج الممنعات، وافتتاح البلاد المتعذرات، من كان في يده مفاتيح شيء سهل اللَّه عليه الوصول إليه.
قوله: «تنتثلونها» الانتثال: نثر الشيء، يقال نثلت كنانتي: إذا استخرجت ما فيها جميعه ونثرته، والمراد: أنكم تأخذونها جميعا.
سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر من حديث يونس ومن حديث معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
ومن حديث ابن وهب عن عمرو بن الحارث، عن أبي يونس مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، عنه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال:«نصرت بالرعب على العدو، وأعطيت جوامع الكلم، وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي» .
ومن حديث عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحاديث منها «قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب وأتيت جوامع الكلم» . ذكره مسلم والّذي قبله في كتاب الصلاة.
وخرجه النسائي أيضا من حديث معمر ويونس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه كما قال مسلم في حديث يونس. وأخرجه أيضا من حديث الزهري، عن سعيد وأبى سلمة، عن أبي هريرة رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه بمثل ذلك.